أين الله.. متى الله.. كم الله.. كيف الله؟ أجاب الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أين الله.. متى الله.. كم الله.. كيف الله؟ أجاب الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-12-16, 21:12   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أبو جابر الجزائري
عضو محترف
 
الأوسمة
المرتبة الاولى وسام ثاني أحسن عضو مميّز لسنة 2011 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
ثم إن الإمام مالكا عالم المدينة وإمام دار الهجرة نجم العلماء أمير المؤمنين في الحديث رضي الله عنه ينفي عن الله الجهة كسائر أئمة الهدى ، فقد ذكر الإمام العلامة قاضي قضاة الإسكندرية ناصر الدين بن المنير المالكي من أهل القرن السابع الفقيه المفسر النحوي الأصولي الخطيب الأديب البارع في علوم كثيرة في كتابه المقتفى في شرف المصطفى لما تكلم عن الجهة وقرر نفيها، قال "ولهذا المعنى أشار مالك رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم "لا تفضلوني على يونس بن متى" ( رواه البخاري)، فقال مالك: إنما خص يونس للتنبيه على التنزيه لأنه صلى الله عليه وسلم رُفع إلى العرش ويونس عليه السلام هُبط على قابوس البحر ونسبتهما مع ذلك من حيث الجهة إلى الحق جل جلاله نسبة واحدة، ولو كان الفضل بالمكان لكان عليه الصلاة والسلام أقرب من يونس بن متى وأفضل مكانا ولما نهى عن ذلك"، ثم أخذ الفقيه ناصر الدين يبين أن الفضل بالمكانة لا بالمكان.
اقتباس:

ونقل ذلك عنه أيضا الإمام الحافظ تقي الدين السبكي الشافعي في كتابه السيف الصقيل ص 137 والإمام الحافظ محمد مرتضى الزبيدي الحنفي في إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين ج2 / 105 وغيرهما .

هذا كلام لا يصح عن الإمام مالك وليس له أي إسناد متصل للإمام مالك، فثبت العرش ثمّ انقش ، كما يقال.








 


قديم 2009-12-17, 20:48   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
مراد_2009
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي أبو جابر وسدد الله رميك









قديم 2009-12-21, 17:38   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عماني وأفتخر
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و على ءاله و صحبه الطيبين الطاهرين أما بعد:



يقول الله عز و جل في القرءان الكريم: ﴿ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ﴾ و قال عز وجل:﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ و قال سبحانه و تعالى في القرءان الكريم :﴿ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ﴾، ويقول الإمام البيهقي في كتابه الأسماء و الصفات: استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه، أي عن الله عز و جل، بقول النبي صلى الله عليه و سلم :" أنت الظاهر فليس فوقك شىء و أنت الباطن فليس دونك شىء " و إذا لم يكن فوقه شىء و لا دونه شىء لم يكن في مكان. و قد قال سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: كان الله و لا مكان و هو الآن على ما عليه كان، رواه عنه الإمام أبو منصور البغدادي. فكما صح وجود اللهِ تعالى بلا مكان و جهة قبل خلق الأماكن و الجهات كذلك يصِح وجوده بعد خلق الأماكن
بلا مكان و جهة، و هذا لا يكون نفياً لوجوده تعالى. قال الإمام زين العابدين علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم في الصحيفة السجادية المنقولة بإسناد متصل متسلسل إليه بطريق أهل البيت رضي الله عنهم: "لا يحويه مكان"، و قال الغزالي: "إن الله منزه عن المكان و عن جميع الأمكنة"، و قال الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: "إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته و لم يتخذه مكاناً لذاته"، رواه عنه الإمام أبو منصور البغدادي.

و نرفع الأيدي في الدعاء إلى السماء لأنها مهبط الرحمات و البركات، و ليس لأن الله موجود بذاته في السماء كما أننا نستقبل الكعبة الشريفة في الصلاة لأن الله أمرنا بذلك، و ليس لأن الله ساكن فيها. فمن يعتقد بأن الله موجود بذاته في الجنة التي هي فوق السماوات السبع أو أنه فوق العرش يلامسه أو فوقه بالمسافة، أو إعتقد أنه بذاته في السماء أو في كل مكان أو في مكان معلوم أو في مكان مجهول فإنه كافر بربّه ليس بمسلم و لا مؤمن و إن زعم أنه مسلم مؤمن، إذ أنه من المعلوم القطعي أن الشخصَ لا يكون مسلماً لمجرد ظنه بنفسه أنه مسلمٌ، بل لا بد أن يخلو قلبه عن كل إعتقاد فيه نسبة النقص إليه سبحانه و تعالى. و لا يعذر في هذا الجاهل لجهله
إذ أن نسبة الجهة و المكان لله تعالى تنقيص لله و تشبيه له بخلقه. فالجاهل الذي يزعم أنه يعبد الله و هو يعتقد بأن الله موجود بذاته في جهة من الجهات الست أو في مكان ما فهو بعيد عن الإيمان و هو يعبد مخلوقاً من حيث لا يشعر، إذا لو كان يعبد الله حقاً لنزهه عن الجهة و المكان. و قال الإمام التابعي الجليل ذو النون المصري رضي الله عنه: "مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك"، و قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في العقيدة المشهورة: "لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات" أي أنه لا تحوي الله تعالى الجهات الست لأن هذا حال المخلوقات. فالحاصل أن من زعم أن الله يسكن في مكان فقد جعل الله جسماً أي شىء له طول و عرض و عمق و قال إمامنا الأكبر أبو الحسن الأشعري في كتابه النوادر: "من إعتقد أن الله جسم فهو غير عارف بربه و إنه كافر به.

و لقد قرأ بعض الناس قول الله تعالى: ﴿
الرَّحْمَنُ عَلَى العرش استوى ﴾ فتوهموا بأن المعنى أن الله جالس على العرش فكفروا و هم لا يدرون لأنهم جعلوا الله مخلوقاً و جعلوا له مكاناً يحتاج إليه و أثبتوا لله المشابهة لخلقه و التفسير الموافق للشرع و العقل و اللغة لقوله تعالى :﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾، أن يقال: الرحمن قهر العرش لأن القهر صفة كمال لله تعالى هو وصف نفسه بها قال جل شأنه:﴿ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار﴾، و ليس من مانع لغوي أو شرعي يمنع تأويل الإستواء بالقهر قال القشيري في التذكرة الشرقية: قوله على العرش استوى، قهر و حفظ و أبقى. و أما ما في صحيح مسلم من أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله عن جارية له قال قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال: إيتني بها، فأتاه بها فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟، قالت: أنت رسول الله، قال: اعتقها فإنها مؤمنة، فمعناه أن الرسول يسألها عن مكانة الله لا عن المكان لأنه يعلم أن الله موجود بلا مكان، فأجابته بما يعني أن الله عال القدر جداً. و لقد إفترى بعض الجهلة على الإمام أبي حنيفة فنسبوا إليه القول بإثبات المكان لله و هو مردود على من إفترى و إدعى، و كيف يصدق هذا و هو الإمام الجليل الذي قال في الفقه الأكبر " و ليس قرب الله تعالى من قبيل المسافة و لكن على معنى الكرامة و المطيع قريب منه تعالى بلا كيف و العاصي بعيد عنه بلا كيف". فبعد هذا البيان وضح أن دعوة إثبات المكان لله تعالى أخذاً من كلام أبي حنيفة إفتراء عليه و تقول عليه ما لم يقله. و كذلك ما نقله البيجوري عن الإمام الغزالي أنه قال عن الله تعالى " فهو فوق الفوق ليس له فوق و هو في كل النواحي لا يزول" فإن هذا القول غير ثابت عن الغزالي و ليس بموجود في كتابه بل الموجود في كتبه تنزيه الله عن المكان و عن الجهات الست و هي فوق و تحت و أمام و خلف و يمين و يسار و قد قال الإمام أبو جعفر الطحاوي " و من وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر" أي من وصف الله بصفة من صفات البشر فقد كفر و الإستقرار و الجلوس على العرش أو الكرسي و التحيز و السكنى في مكان من صفات البشر تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً و نسأل الله حسن الحال و الختام و نسأله أن يثبتنا على إعتقاد النبيّ و الصحابة و السّلف و الخلف إنه على كل شىء قدير و الحمد لله رب العالمين.ُ





-----------------

يتبع










قديم 2009-12-21, 17:39   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عماني وأفتخر
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وأمّا ما في مسلم من أن رجلاً جاءَ إلى رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم فسألهُ عن جارية لهُ قال: قلتُ: يا رسولَ الله أفلا أعتِقُها، قال : ائتني بِها، فأتاهُ بِها فقالَ لَها: أينَ الله، قالت: في السماءِ، قال: مَن أنا، قالت: أنتَ رسولُ الله، قال: أعتِقْها فإنّها مؤمنةٌ. فليسَ بصحيحٍ لأمرينِ: للاضطرابِ لأنه رُويَ بِهذا اللفظ وبلفظِ : مَن رَبُّك، فقالت: الله، وبلفظ : أين الله، فأشارت إلى السّماءِ، وبلفظ : أتشهَدينَ أن لا إله إلا الله، قالت: نعم، قال: أتشهدينَ أنّي رسولُ الله، قالت : نعم.

والأمرُ الثاني : أن رواية أين الله مخالفةٌ للأصولِ لأنَّ من أصولِ الشريعةِ أن الشخصَ لا يُحكَمُ له بقولِ "الله في السماءِ" بالإسلامِ لأنَّ هذا القولَ مشتَركٌ بين اليهودِ والنّصارى وغيرِهم وإنّما الأصلُ المعروفُ في شريعةِ الله ما جَاءَ في الحديثِ المتواتر: " أمرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتّى يشهَدُوا أن لا إلهَ إلا الله وأنّي رسولُ الله " (١).

ولفظُ روايةِ مالكٍ : أتشهدينَ، موافقٌ للأصول.

فإن قيلَ : كيف تكونُ روايةُ مسلم: أين الله، فقالت: في السماءِ، إلى ءاخره مردودةً مع إخراج مسلم لهُ في كتابهِ وكلُّ ما رواهُ مسلمٌ موسومٌ بالصّحّةِ، فالجوابُ : أن عدَدًا من أحاديثِ مسلمٍ ردَّها علماءُ الحديثِ وذكرَها المحدّثونَ في كتبهم كحديث أن الرسولَ قال لرجُلٍ : إنَّ أبي وأبَاكَ في النّار، وحديث إنه يُعطى كل مسلم يومَ القيامَةِ فِداءً لهُ مِنَ اليهودِ والنصارَى، وكذلكَ حديث أنسٍ: صَليتُ خلفَ رسولِ الله وأبي بكرٍ وعمرَ فكانوا لا يذكرونَ بسم الله الرحمنِ الرحيم. فأمَّا الأولُ ضَعَّفَهُ الحافظُ السيوطيُّ، والثاني رَدَّهُ البخاريُّ، والثالثُ ضَعَّفَهُ الشافعيُّ وعدد من الحفاظ.

فهذا الحديثُ على ظاهرِهِ باطلٌ لمعارضَتِهِ الحديثَ المتواترَ المذكورَ وما خالفَ المتواترَ فهو باطلٌ إن لم يقبل التأويلَ. اتفقَ على ذلك المحدِّثونَ والأصوليُّونَ لكن بعض العلماءِ أوَّلُوهُ على هذا الوجهِ قالوا معنى أينَ الله سؤال عن تعظيمِها لله وقولـها في السماءِ عالي القدرِ جدًّا أما أخذه على ظاهره من أن الله ساكن السماء فهو باطلٌ مردودٌ وقد تقررَ في عِلمِ مصطلح الحديثِ أنَّ ما خالفَ المتواتر باطلٌ إن لم يقبل التأويل فإن ظاهرَه ظاهرُ الفساد فإن ظاهرَه أنَّ الكافرَ إذا قالَ الله في السماءِ يُحكم لهُ بالإيمانِ.

وحمل المُشبهة رواية مسلم على ظاهرهَا فَضَلُّوا ولا يُنجيهم منَ الضلالِ قولُهم إننا نحملُ كلمةَ في السماءِ بمعنى إنهُ فوقَ العرشِ لأنهم يكونونَ بذلكَ أثبتوا لهُ مِثلاً وهوَ الكتابُ الذي كَتَبَ الله فيه إن رَحمَتي سَبَقَت غَضبي فوقَ العرشِ فيكونونَ أثبتوا المُمَاثَلَةَ بينَ الله وبينَ ذلكَ الكتاب لأنهم جعلوا الله وذلكَ الكتاب مستقرَّينِ فوقَ العرش فيكونونَ كذبوا قولَ الله تعالى : ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ ﴾ وهذا الحديث رواهُ ابن حبانَ بلفظ "مرفوع فوقَ العرشِ"، وأما روايةُ البخاري فهي "موضوع فوقَ العرشِ"، وقد حَملَ بعضُ الناسِ فوقَ بمعنى تحت وهو مردودٌ بروايةِ ابنِ حبانَ بلفظ "مرفوع فوق العرش" فإنه لا يَصحُّ تأويلُ فوقَ فيه بتحت. ثم على اعتقادِهم هذا يلزمُ أن يكونَ الله محاذيًا للعرشِ بقدرِ العرشِ أو أوسَعَ منهُ أو أصغرَ، وكلُّ ما جَرَى عليهِ التقديرُ حادِثٌ محتاجٌ إلى من جَعَلَهُ على ذلكَ المقدارِ، والعرشُ لا مناسبةَ بينهُ وبينَ الله كما أنه لا مناسبةَ بينهُ وبينَ شىءٍ من خَلقِهِ، ولا يتشرَّفُ الله بشىءٍ من خلقِهِ ولا ينتفعُ بشىءٍ من خلقِهِ. وقولُ المشبهةِ الله قاعدٌ على العرشِ شَتمٌ لله لأن القعود من صفةِ البشرِ والبهائمِ والجِنِّ والحشرات وكلُّ وَصفٍ من صفاتِ المخلوقِ وُصِفَ الله به شَتمٌ لهُ، قالَ الحافظُ الفقيهُ اللغويُّ مرتضى الزبيديُّ: "مَن جَعَلَ الله تعالى مُقَدَّرًا بِمقدارٍ كَفَرَ" أي لأنهُ جعلَهُ ذا كميةٍ وحجم والحجمُ والكميةًُ من موجبَاتِ الحُدوثِ، وهل عرفنا أن الشمس حادثةٌ مخلوقةٌ من جهةِ العقلِ إلا لأن لَها حَجمًا، ولو كانَ لله تعالى حجمٌ لكانَ مِثلاً للشمسِ في الحجميَّةِ ولو كانَ كذلكَ ما كانَ يستحُقُّ الألوهيةَ كَما أن الشمسَ لا تستحقُّ الألوهية. فلو طَالَبَ هؤلاءِ المشبهةَ عابدُ الشمسِ بدليلٍ عقليّ على استحقاقِ الله الألوهية وعدم استحقاقِ الشمسِ الألوهية لم يكن عندَهم دليلٌ، وغَايَةُ ما يستطيعونَ أن يقولوا قالَ الله تعالى : ﴿لله خالق كُلِّ شَىْءٍ ﴾ فإن قالوا ذلكَ لعابدِ الشمسِ يقولُ لهم عابدُ الشمس : أنا لا أؤمنُ بكتابكم أعطوني دليلاً عقليًّا على أن الشمسَ لا تستحقُّ الألوهيةَ فهنا ينقطعونَ.

فلا يوجدُ فوقَ العرش شىءٌ حيٌّ يسكنه إنما يوجدُ كتابٌ فوقَ العرشِ مكتوبٌ فيه: " إنَّ رحمتي سَبَقَت غَضبي" أي أن مظاهر الرحمة أكثر من مظاهر الغضب، الملائكة من مظاهر الرحمة وهم أكثرُ عددًا من قطرات الأمطار وأوراق الأشجار، والجنة من مظاهر الرحمة وهي أكبر من جهنم بآلاف المرات.

وكونُ ذلك الكتابِ فوقَ العرشِ ثابتٌ أخرجَ حديثهُ البخاريُّ والنسائيُّ في السننِ الكبرى وغيرهُما، ولفظ روايةِ ابن حبّانَ : " لَمَّا خلقَ الله الخلقَ كتبَ في كتابٍ يكتبُهُ على نفسِهِ (١) وهو مرفوعٌ فوق العرشِ إن رحمتي تَغلبُ غَضَبي".

فإن حاوَلَ محاوِلٌ أن يؤوّلَ "فوق" بمعنى دون قيلَ لهُ: تأويلُ النصوصِ لا يجوزُ إلا بدليلٍ نقليّ ثابتٍ أو عقليّ قاطِعٍ وليس عندهم شىءٌ من هذينِ، ولا دليلَ على لزومِ التأويلِ في هذا الحديث، كيفَ وقد قالَ بعضُ العلمَاءِ إن اللوحَ المحفوظَ فوقَ العرشِ لأنه لم يَرد نصٌّ صريحٌ بأنه فوق العرشِ ولا بأنه تحتَ العرشِ فبقي الأمرُ على الاحتمالِ أي احتمالِ أن اللوحَ المحفوظَ فوقَ العرشِ واحتمالِ أنه تحتَ العرشِ، فعلى قولهِ إنهُ فوقَ العرشِ يكون جعلَ اللوحَ المحفوظَ معادِلا لله أي أن يكونَ الله بمحاذاةِ قسم منَ العرشِ واللوحُ بمحاذاةِ قسمٍ مِنَ العرشِ وهذا تشبيهٌ لهُ بخلقِهِ لأن محاذاةَ شىءٍ لشىءٍ مِن صفاتِ المخلوقِ. ومما يدل على أن ذلك الكتاب فوق العرش فوقيةً حقيقيةً لا تحتمل التأويل الحديث الذي رواه النسائيُّ في السنن الكبرى: "إنَّ الله كتَب كتابًا قبل أن يخلُقَ السمواتِ والأرض بألفي سنة فهوَ عندَهُ على العرشِ وإنه أنزلَ من ذلك الكتاب ءايتين ختم بِهما سورة البقرةِ"، وفي لفظ لمسلم : "فهو موضوعٌ عندهُ" فهذا صريحٌ في أنَّ ذلكَ الكتاب فوقَ العرشِ فوقيةً حقيقيةً لا تحتَمِلُ التأويلَ.

وكلمةُ "عندَ" للتشريفِ ليسَ لإثباتِ تحيز الله فوقَ العرشِ لأنَّ "عندَ" تُستعمَلُ لغيرِ المكانِ قالَ الله تعالى: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ﴾ [سورة هود/83-84) إنَّما تدلُّ "عندَ" هنا أنَّ ذلكَ بعلمِ الله وليسَ المعنى أنَّ تلكَ الحجارة مجاورةٌ لله تعالى في المكَان. فمَن يحتجُّ بمجرّدِ كلمةِ عند لإثباتِ المكانِ والتَّقارُبِ بينَ الله وبينَ خلقِهِ فهوَ من أجهَل الجاهلينَ، وهل يقولُ عاقلٌ إنَّ تلكَ الحجارةَ التي أنزلَها الله على أولئكَ الكفرةِ نَزَلَت مِنَ العرشِ إليهم وكانت مكوّمَةً بمكان في جنبِ الله فوقَ العرشِ على زعمِهم.

الشرح: حديثُ الجاريةِ مضطربٌ سندا ومتنا لا يصح عن رسول الله، ولا يليق برسول الله أن يقال عنه إنه حكَم على الجارية السّوداء بالإسلام لِمجردِ قولها الله في السماء، فإن من أراد الدخول في الإسلام يدخل فيه بالنّطق بالشهادتين وليس بقول الله في السماء. أما المشبهة فقد حملوا حديث الجارية على غير مراد الرسول. والمعنى الحقيقيُّ لِهذا الحديث عند من اعتبره صحيحًا لا يخالفُ
تنزيهَ الله عن المكان والحدّ والأعضاء. وقد ورَد هذا الحديث بعدَّة ألفاظ منها أن رجلا جاء فقال: يا رسول الله إن لي جارية ترعى لي غنما فجاء ذاتَ يوم ذئبٌ فأكلَ شاة فغضبت فَصككتها – أي ضربتها على وجههَا – قال : أريدُ أن أُعتقها إن كانت مؤمنة فقال : " ائتني بِها "، فَأتى بها فقال لها الرسول : " أين الله "، ومعناه ما اعتقادك في الله من التَّعظيم ومن العلوّ ورفعَة القدر، لأن أين تأتي للسؤال عن المكان وهو الأكثر وتأتي للسّؤال عن القدْر.

وأما قول الجارية: " في السماء"، وفي رواية : "فأشارت إلى السماء"، أرادت به أنه رفيع القدر جدًّا، وقد فَهِم الرسول ذلك من كلامها أي على تقدير صحة تلك الرواية. أي هذا عند من صحح هذا الحديث من أهل السنة.

ونقولُ للمشبهة: لو كانَ الأمر كما تدَّعون من حمل ءاية
﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى العرش استوى﴾[سورة طه/62] على ظاهرها وحمل حديث الجارية على ظاهرهِ لتناقَض القرءان بعضه مع بعض والحديث بعضه مع بعضٍ، فما تقولون في قوله تعالى ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وجه الله ﴾[سورة البقرة/115] فإما أن تجعلوا القرءانَ مناقضًا بعضُه لبعضٍ والحديثُ مناقضًا بعضه لبعض فهذا اعتراف بكفركم لأن القرءان يُنَزهُ عن المناقضة وحديث الرسول كذلك، وإن أوَّلتم ءاية ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وجه الله ﴾ ولم تأوّلوا ءايةَ الاستواء فهذا تحكُّمٌ أي قولٌ بلا دليل. ومن حديث الجارية الذي مرَّ ذكرهُ يُعلَم أن الشخصَ إذا قالَ : "الله في السماء" وقَصَدَ أنه عالي القدرِ جدًّا لا يكفَّرُ لأن هذا حالُهُ مثلُ حالِ الجارية السَّوداء أي على تقدير صحة تلك الرواية، أما إذا قالَ الله موجود بذاته في السماء هذا فيه إثباتُ التحيز وهو كفر.

وحديث الجارية فيه معارضة للحديث المتواتر: " أمرتُ أن أُقَاتِلَ الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ". وهو من أصحّ الصحيح، ووجهُ المعارضَةِ أن حديث الجارية فيه الاكتفاءُ بقول " الله في السماء" للحكم على قائله بالإسلام، وحديث ابن عمر رضي الله عنه: " حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " فيه التصريحُ بأنه لا بُدَّ للدخول في الإسلام من النطقِ بالشهادتين، فحديث الجارية لا يقوى لمقاومة هذا الحديث لأن فيه اضطرابًا في روايته ولأنه مما انفرد مسلم به. وكذلك هناكَ عدة أحاديث صحاح لا اختلافَ فيها ولا علة تناقضُ حديث الجارية فكيف يؤخذ بظاهرِهِ ويُعرضُ عن تلك الأحاديثِ الصّحاح، فلولا أن المشبهة لَها هوًى في تجسيم الله وتحييزه في السماء كما هو معتقد اليهود والنصارى لما تشبَّثوا به ولذلك يَرَونَهُ أقوى شبهة يجتذبونَ به ضعفاءَ الفَهم إلى عقيدتهم عقيدة التجسيم، فكيف يَخفى على ذي لبّ أن عقيدة تحيز الله في السماء منافيةٌ لقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ ﴾ ، فإنه على ذلك يلزمُ أن يكون لله أمثالٌ كثيرٌ فالسمواتُ السبعُ مشحونةٌ بالملائكة وما فوقها فيها ملائكةٌ حافون من حول العرش لا يعلمُ عددَهم إلا الله وفوقَ العرشِ ذلك الكتابُ الذي كُتِبَ فيه: " إن رحمتي سبقت غضبي "، فباعتقادهم هذا أثبتوا لله أمثالا لا تُحصى فتبينَ بذلك أنهم مخالفون لهذه الآية
ولا يَسلم من إثباتِ الأمثال لله إلا من نَزَّهَ الله عن التحيّز في المكان والجهة مطلقاً.

قال المؤلّف رحمه الله : وقَد رَوى البخاري أنَّ النّبيَّ قَال: "إذَا كَانَ أحَدُكُم في صلاته فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ فَلا يَبْصُقَنَّ في قبلته ولا عَنْ يَمِينِهِ فَإنَّ رَبَّهُ بَيْنَه وبَيْنَ قِبْلَتِهِ"، وهذا الحديثُ أقْوى إسْنادًا منْ حَدِيثِ الجارية .

الشرح: مناجاةُ الله معناه الإقبالُ على الله بدعائِهِ وتمجيدِهِ، والمعنى المصلّي تجرَّدَ لمخاطبة ربّه انقطعَ عن مخاطبةِ الناسِ لمخاطبةِ الله، فليس من الأدبِ مع الله أن يَبصُقَ أمامَ وجهِهِ، وليس معناهُ أن الله هو بذاتِهِ تِلقَاءَ وجهِهِ.

وأما قولُهُ عليه الصلاة والسلام: " فإن ربَّه بينَهُ وبين قِبلته "، أي رحمةُ ربّه أمامَهُ، أي الرحمة الخاصة التي تنزلُ على المصلين.

قال المؤلّف رحمه الله : وأَخْرَجَ البُخَارِيُّ أَيْضًا عَنْ أَبي موسى الأشعري أنَّ رَسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالَ: " ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُم فإِنَّكم لا تَدْعون أصم ولا غَائبا، إنكم تدْعون سمِيْعا قَرِيبا، والذي تدعونَهُ أقْرَبُ إلى أحدكم مِن عنق رَاحلة أحدكُم".

الشرح: هذا الحديثُ يُستفادُ منه فوائدُ منها أن الاجتماع على ذِكر الله كان في زمن الصّحابة، فقد كانوا في سفر فوصلوا إلى وادي خيبر فصاروا يُهللّونَ ويُكبّرون بصوت مرتفع فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شفقة عليهم: " اربَعُوا على أنفسكم" أي هَوّنوا على أَنفسكم ولا تُجهدوها برفع الصّوتِ كثيرًا، "فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا" أي الله تعالى يسمع بسمعه الأزليّ كلَّ المسموعات قويةً كانت أم ضعيفةً في أي مكانٍِ كانت، وأما قوله "ولا غائبًا " فمعناه أنه لا يخفى عليه شىء، وقوله : "إنكم تدعون سميعًا قريبًا والذي تدعونَهُ أقربُ إلى أحدِكم من عنقِ رَاحلةِ أحدكم"، ليس معناه القربَ بالمسافةِ لأن ذلك مستحيلٌ على الله فالعرش والفرش الذي هو أسفلُ العالم بالنّسبة إلى ذات الله على حدّ سواءٍ ليس أحدُهما أقربَ من الآخر إلى الله بالمسافة، وإنما معناه أن الله أعلمُ بالعبد من نفسه وأن الله مطَّلعٌ على أحوالِ عباده لا يخفى عليه شىء.

ثم إنه يلزمُ على ما ذهبتم إليه من حَملِ النصوص التي ظاهرها أن الله متحيزٌ في جهة فوق على ظاهرها كونُ الله تعالى غائبًا لا قريبًا لأن بين العرشِ وبين المؤمنين الذين يذكرونَ الله في الأرض مسافةً تقرُبُ من مسيرةِ خمسين ألف سنة وفي خلال هذه المسافة أجرامٌ صلبةٌ وهي أجرامُ السمواتِ وجِرمُ الكرسي، فلا يصحُّ على مُوجَبِ معتقدكم قول رسولِ الله إنه قريبٌ بل يكون غائبًا، أما على قولِ أهل السنة فكونه قريبًا لا إشكالَ فيه، فما أشدَّ فسادَ عقيدةٍ تؤدّي إلى هذا.

قال المؤلّف رحمه الله : فَيقالُ للمعتَرِضِ: إذَا أخَذْتَ حَدِيثَ الجارية علَى ظَاهِره وهذَين الحدِيثَينِ عَلى ظَاهِرهما لَبَطَلَ زَعْمُكَ أنَّ الله في السماء وإنْ أوَّلْتَ هذَيْنِ الحَدِيثَيْنِ ولَم تُؤوِّلْ حَدِيثَ الجارية فَهَذَا تَحكُّمٌ – أي قَوْلٌ بِلا دَلِيل -، ويَصْدُقُ عَلَيْكَ قَوْلَ الله في اليَهُودِ ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ [سورة البقرة/85]. وكَذَلِكَ مَاذا تقُولُ في قولِه تَعالى: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ﴾ [سورة البقرة/115] فَإنْ أَوَّلْتَه فَلِمَ لا تُوَوّلُ حَدِيثَ الجارية. وقَد جَاءَ في تَفسِيرِ هَذِهِ الآيةِ عنْ مُجاهِدٍ تِلميذِ ابنِ عَبَّاسٍ : " قِبْلَةُ الله"، فَفَسَّرَ الوجه بِالْقِبْلَةِ، أيْ لِصَلاةِ النَّفْلِ في السَّفَرِ عَلى الرَّاحِلَةِ.



الشرح: معنى فثمَّ وجه الله أي فهناكَ قبلة الله أي أن الله تعالى رخَّصَ لكم في صلاة النفل في السَّفر أن تتوجَّهوا إلى الجهةِ التي تذهبون إليها هذا لمن هو راكبٌ الدابة، وفي بعض المذاهبِ حتى الماشي الذي يصلي صلاةَ النفل وهو في طريقه يقرأ الفاتحةَ.










قديم 2009-12-23, 21:52   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
مراد_2009
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
وأمّا ما في مسلم من أن رجلاً جاءَ إلى رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم فسألهُ عن جارية لهُ قال: قلتُ: يا رسولَ الله أفلا أعتِقُها، قال : ائتني بِها، فأتاهُ بِها فقالَ لَها: أينَ الله، قالت: في السماءِ، قال: مَن أنا، قالت: أنتَ رسولُ الله، قال: أعتِقْها فإنّها مؤمنةٌ. فليسَ بصحيحٍ لأمرينِ: للاضطرابِ لأنه رُويَ بِهذا اللفظ وبلفظِ : مَن رَبُّك، فقالت: الله، وبلفظ : أين الله، فأشارت إلى السّماءِ، وبلفظ : أتشهَدينَ أن لا إله إلا الله، قالت: نعم، قال: أتشهدينَ أنّي رسولُ الله، قالت : نعم.

والأمرُ الثاني : أن رواية أين الله مخالفةٌ للأصولِ لأنَّ من أصولِ الشريعةِ أن الشخصَ لا يُحكَمُ له بقولِ "الله في السماءِ" بالإسلامِ لأنَّ هذا القولَ مشتَركٌ بين اليهودِ والنّصارى وغيرِهم وإنّما الأصلُ المعروفُ في شريعةِ الله ما جَاءَ في الحديثِ المتواتر: " أمرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتّى يشهَدُوا أن لا إلهَ إلا الله وأنّي رسولُ الله " (١).
سبحان الله
الرسول صلى الله عليه و سلم يسأل الجارية أين الله و أنت تقول السؤال أين الله مخالف للأصول
أقول لك الوي أعناق النصوص كما تشاء فالحديث واضح بين لأصحاب الفطر السليمة و نحن نأخذ به و نضرب بعلم الكلام التالف عرض الجدار









قديم 2009-12-24, 05:35   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
أبو جابر الجزائري
عضو محترف
 
الأوسمة
المرتبة الاولى وسام ثاني أحسن عضو مميّز لسنة 2011 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مراد_2009 مشاهدة المشاركة
سبحان الله




الرسول صلى الله عليه و سلم يسأل الجارية أين الله و أنت تقول السؤال أين الله مخالف للأصول
أقول لك الوي أعناق النصوص كما تشاء فالحديث واضح بين لأصحاب الفطر السليمة و نحن نأخذ به و نضرب بعلم الكلام التالف عرض الجدار

أخي الحبيب مراد ، لا تذهب نفسك عليهم حسرات، ألا يكفي أن تعلم أن هذا الحديث الصحيح لم يطعن في صحته مسلم على مدار 14 قرن؟؟؟، حتى الأشاعرة قبل هذا القرن، لم يشككوا في صحته بل حاولوا تأويل معناه فقط ، لم يشكك في صحته إلا الكوثري والسقاف والغماري وأمثالهم من هذا القرن.

وإليك كلام الشيخ الألباني في هذا الموضوع :

اقتباس:
"يدعي بعضهم أن حديث الجارية مضطرب أو شاذ , مع أنه في صحيح مسلم , فما رأيكم بارك الله فيكم ؟

الجواب : إذا قال قائل , إن هذا الحديث ضعيف أو معلول , نقول له : هل تعرف في علم الحديث ورجاله ومصطلحه إلى آخره .. ؟ فإن قال لا , قلنا له : كيف تعرف في عرفت أن هذا الحديث ضعيف , وأنت تعرف أنه في صحيح مسلم ؟ هل عرفت ذلك بعلمك الخاص الذي ينبع من جلدك وكدك أنه ضعيف ؟

فسيقول لا ... ولكن سآتيك بمن ضعفه , وهو لن يأتي إلا بمثل السقاف , فإن علا فالغماري فإن علا أكثر فالكوثري , ثم يقف عند هذا المثلث !!

إنه لا يوجد أحد إطلاقا من أئمة الحديث ضعف هذا الحديث , بل ذكرت في بعض كتبي ولعله الصحيحه التي لم تنشر بعد – خمسة عشر إماما من أئمة المسلمين الذين صححوا خهذا الحديث , ومن جهلهم من يُصف من مصاف المؤولة , كالإمام البيهقي , والإمام النووي , والإمام ابن حجر العسقلاني .. كل هؤلاء وأمثالهم يصححون هذا الحديث .

سيقول ضعفه الغماري أو الكوثري .

نقول له : إن كنت لا تعرف في الحديث الصحيح والضعيف فنحن نسألك سؤالا عاما هو : من تعتبره أعلم في الحديث .. مسلم وأحمد ومالك بل والبيهقي والعسقلاني , أم هؤلاء الذين تنقل عنهم من المتأخرين من المعلطة والمؤؤلة ؟

إذا كان غير عالم فعلى من يجب عليه أن يعتمد ؟

ألم يقل ربنا عز وجل ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) ( الأنبياء7) فالإمام مالك وأحمد ومسلم إلى البيهقي والعسقلاني , هل هؤلاء مقطوع عندك بعلمهم وفضلهم وإمامتهم ؟

فيسقول : نعم .

فنسأله : من أين جاءك القطع بعلم هؤلاء ؟

فالجواب بديهي هو : أن الأمة كلها اجتمعت على الاعتراف بإمامة هؤلاء بدون خلاف على الرغم من أن هؤلاء الأئمة الذين ذكرناهم , بينهم خلاف حتى في بعض فروع العقيدة , ولكن لم يختلف المسلمون – رغم اختلاف مذاهبهم ومناهجهم سواء في العقيدة أو الفقه – في أن هؤلاء أئمة في علوم الحديث .

وبعد ذلك فأنت لا تجد مقابل هؤلاء أئمة اثنين ولا ثلاثة مثلهم فضلا عن نفس العدد ,حتى يتساوى عندك الأمر , ويكون لك ف يه الخيار بالاتباع .

وهنا سينقطع المجادل في تضعيف هذا الحديث , وإن كان مخلصا سيعرف أنه كان في ضلال مبين "
.
https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8944









قديم 2009-12-24, 09:14   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
عماني وأفتخر
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم بس عندي سؤال أين الله قبل عن يخلق السموات والأرض










قديم 2009-12-24, 12:08   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
أبو جابر الجزائري
عضو محترف
 
الأوسمة
المرتبة الاولى وسام ثاني أحسن عضو مميّز لسنة 2011 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماني وأفتخر مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم بس عندي سؤال أين الله قبل عن يخلق السموات والأرض

السؤال : الجارية قالت ( الله في السماء )(1) والله ليس له مكان , وهل في هذا إثبات المكان لله ؟

الجواب : هذا السؤال ليس سؤال مكان , أما المكانة فمكانة الله عز وجل من حيث فذلك لأن الله له ليس له مكان ما في الواقع ... , الله مُنزه عن المكان باتفاق جميع علماء الإسلام , لماذا ؟ لأن الله كان ولا شيء معه , وهذا معروف في الحديث الذي رواه البخاري ( كان الله ولا شيء معه ) , معناه : كان ولا مكان له , لأنه هو الغني عن العالمين , هذه حقيقة متفق عليها ,


والمشكلة أن علم الكلام دخل في الموضوع فأسد العقول , وماذا قال لهم ؟ قال لهم : لا يجوز أن نقول : الله في السماء ؟ لأن الله ليس مكان . صحيح ونحن نقول ذك , وأن الله غني عن المكان , فأفهم الناس بأن معنى الآية إثبات المكان لله عز وجل , ومعنى الحديث إثبات المكان لله عز وجل في السماء !! هذا جهلٌ أدى بهم إلى جهل مطبق ! فالمسلم حينما يعتقد أن الله في السماء لا يعني أن الله مثل إنسان في غرفة ! لماذا ؟ لأن هذا تشبيه ! وقد سمعتم أن خصال ومزايا الدعوة السلفية أنها وسط بين التفريط والإفراط , بين المشبهين والمعطلة , فالسلف وسطٌ يؤمنون وينزهون , فحينما يعتقد المسلم أن الله في السماء لا يعني أنه في السماء يعني كالإنسان في الغرفة ! كلا !!


أرجوا من أخي العماني أن يكون قد رُفع عنه الالتباس

ملحوظة:

أرجوا أن يتّسع صدرك لهذه النصيحة الأخوية :

قولك " عماني وأفتخر" فيه نوع من الجاهلية الأولى والعصبية القبيلة المقيتة، التي أدت إلى وقوع الشحناء بين

الأخوة الجزائريين والمصريين، إن حقّ لك أن تفتخر، فلا تفتخر إلا بإسلامك، فلإفتخار بالنسب ردّه ديننا الحنيف،


قال الله تعالى في محكم التنزيل :

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " الحجرات 13

قال رسول ا لله صلى الله عليه وسلم:

مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ـ رواه مسلم ـ.



أبي الإسلام لا أبي سواه إن أفتخروا بقيس أو تميم









قديم 2009-12-24, 21:12   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
islameaya
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية islameaya
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الاخ جاااااااااااااااابر جزاك الله خيرا ووفقك اله لما يحبه ويرضاااه










قديم 2009-12-24, 21:49   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
أبو جابر الجزائري
عضو محترف
 
الأوسمة
المرتبة الاولى وسام ثاني أحسن عضو مميّز لسنة 2011 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة islameaya مشاهدة المشاركة
الاخ جاااااااااااااااابر جزاك الله خيرا ووفقك اله لما يحبه ويرضاااه
آمين، ورفع قدركم في الدنيا والآخرة









قديم 2009-12-26, 13:27   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
محبة رسول الله
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية محبة رسول الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



جزاك الرحمن الفردوس الأعلى على الموضوع القيم
والعبرات الدرر
بارك الله فيك ونفع بعملك المسلمين
اللهم صلى وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم









قديم 2009-12-31, 00:07   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
أبو سليم الأثري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

و لكن كيف نقول الله مستو على العرش ثم نقول ينزل في الثلث الأخير من الليل ؟ أليس في ذلك تناقض .
أظن أن تأويل مثل هذه النصوص من أصح المذاهب العقائدية خاصة و قد ذهب إليه جمهرة من العلماء و المحدثين و المفسرين و الفقهاء و الأصوليين .
و الله أعلم .










قديم 2009-12-31, 07:57   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سليم الأثري مشاهدة المشاركة
و لكن كيف نقول الله مستو على العرش ثم نقول ينزل في الثلث الأخير من الليل ؟ أليس في ذلك تناقض .
أظن أن تأويل مثل هذه النصوص من أصح المذاهب العقائدية خاصة و قد ذهب إليه جمهرة من العلماء و المحدثين و المفسرين و الفقهاء و الأصوليين .
و الله أعلم .

هذه هي المشكلة أخي الكريم 'كيف' فأنتم تقيسون الخالق على المخلوق وهذا الذي أوقعكم في 'التشبيه' ففررتم منه إلى 'التعطيل' ولو أنكم قلتم ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) لرفع الإشكال ولصار الأثري زورا أثريا حقا ..... سلام









قديم 2009-12-31, 08:36   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*(بحر ثاااائر)*
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية *(بحر ثاااائر)*
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 2014 المشرف المميز لسنة 2013 وسام أحسن إشراف 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سليم الأثري مشاهدة المشاركة
و لكن كيف نقول الله مستو على العرش ثم نقول ينزل في الثلث الأخير من الليل ؟ أليس في ذلك تناقض .
أظن أن تأويل مثل هذه النصوص من أصح المذاهب العقائدية خاصة و قد ذهب إليه جمهرة من العلماء و المحدثين و المفسرين و الفقهاء و الأصوليين .
و الله أعلم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يا أبا سليم أخشى عليك من الكفر، وذلك لأنك تريد تحكيم عقلك في النصوص الشرعية، وهذا غير ممكن، إذا مر عليك نص لم تستوعب تفسيره بعقلك القاصر فاتهم عقلك وأمر النصوص كما جاءت فإن ذلك تفسيرها.
وكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه.
هذا في الشرع فكيف في ذات الرب جل وعلا.
نعم الله في السماء والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة، ومنها قوله تعالى: {{ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض...}} ومنها: {{ سبح اسم ربك الأعلى }} ومنها: {{ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }} ومنها: {{ يا هامان ابن لي صرحا لعلي اطلع إلى إله موسى}} وغيرها كثير
ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم:
قوله: << الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء. >> وهو مخرج في صحيح سنن أبي داود.
وقوله: <<إذا قضى الله تعالى الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترقوا السمع ومسترقوا السمع هكذا واحد فوق آخر فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض فتلقى على فم الساحر فيكذب معها مئة كذبة فيصدق فيقولون ألم تخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة التي سمعت من السماء. >> وهو في صحيح الحامع تحت رقم734
وقوله: << ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء. >> وهو في صحيح الجامع تحت رقم2645
وقوله: << و الذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها. >> متفق عليه، وهو في صحيح الجامع تحت رقم 7080
وقوله: << ينزل الله تعالى في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له أو يسألني فأعطيه ثم يبسط يديه يقول من يقرض غير عديم ولا ظلوم. >> وهو مخرج في صحيح الجامع تحت رقم 8166
وعن معاوية بن الحكم قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن جارية كانت لي ترعى غنما لي فجئتها وقد فقدت شاة من الغنم فسألتها عنها فقالت أكلها الذئب فأسفت عليها وكنت من بني آدم فلطمت وجهها وعلي رقبة أفأعتقها ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله ؟ فقالت في السماء فقال من أنا ؟ فقالت أنت رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها . رواه مالك . وفي رواية مسلم قال كانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمنا وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكن صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي قلت يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال ائتني بها ؟ فأتيته بها فقال لها أين الله ؟ قالت في السماء قال من أنا ؟ قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة. وهو صحيح كما في مشكاة المصابيح
وقوله: << إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم . >> رواه البخاري

ولكن قبل هذا وذاك ينبغي على المسلم الذي يخشى ربه ويخاف أن يتقول عليه بعض الأقاويل، أن يفهم ما معنى أن الله في السماء؟؟؟
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: << السماء لها معان في اللغة؛ ومن هذه المعاني: السماء الدنيا، والثانية، والثالثة، إلى آخره، ومن هذه المعاني: العلو المطلق، فالسماء الأولى، والثانية،.... هذه أجرام مخلوقة، فإذا قلنا الله في السماء؛ معناه قدرناه في مكان، ونحن ننزه الله عن المكان؛ فوجب تفسير السماء بالعلو المطلق؛ يعني: فوق المخلوقات كلها حيث لا مكان بهذه الطريقة، وهذه عقيدة السلف.
مسائل في العقيدة ص 8 والتي بعدها.









قديم 2009-12-31, 10:23   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
محمد مسعود سعيد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد مسعود سعيد
 

 

 
الأوسمة
وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاكي خيرا أختنا الكريمة في ميزان حسناتك إنشاء الله










 

الكلمات الدلالية (Tags)
أين، متى، كيف، ....، الله


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc