الروح الضائعة
اذا غدى سدى ما كنت انسجه ***وصار منهدما ما كنت ابنيه
قالو ريان تقول الشعر ***قلت لهم الشعر يكتبني والقلب يمليه
لو انه بيدي ما كنت اكتبه***ولا اهيم على وجهي بواديه
ولا اكون بهذا الامر مشتهرة*** كما يشهر بالاجرام جانيه
ولا يقال اتى او راح يسال عن حالي وما صرت من عمري اعانيه
لكنت كالناس لا اشقى بمنزلة ***الكون يتبعني فيها بما فيه
ورب ليلة نحس قد رايت بها ***ابا الشعراء كاني ضمن ناديه
اتيت دون اختيار للحياة فلم ***ياخذ برايي الذي فينا تجليه
فلا انا اخترت ان اتي لعالمكم ***ولست استطيع اني لست اتيه
لا اسمي انا اخترت كلا ***ولا لقبي وانما قيل يوم ما نسميها
احيا وان سئمت نفسي مواصلة*** كرها ودربي ارى الاقدار تخفيه
والعمر ان طال عمري بين اظهركم ***فليس لي انني ان شئت انهيه
بل بغتتة قدرا تاتي نهايته*** كما تجيئ على رسم تعفيه
ابا الشعراء رايت الكون اغنية*** المرء يسمعها عمن تغنيه
الليل كاتبها والنور لحنها ***فالنور يضحكه والليل يبكيه
ارهقت عقلي في الفكر مجاهدة ***وكل من مر في دربي اناديه
فلست ادري علاما الياس يكسرني*** ولست ادري علاما الدهر يغنيه
وانني ليلة ابصرت ابصرت في حلمي ***طيرا حزيننا وبعض الحور تسقيه
كما سقتني ليال من كابتها*** ولست اعقل شيئا دون تنبيه
الفرح ابصرته في حين ابصرني*** امشي بثوب يكاد الدهر يبليه
ثوب به رقع تربوا على مائة*** والقلب فيه جراح من اعاديه
فالحب اذهب عنه الحمق رونقه ***فصار كرها عظيما في نواحيه
والوجه ابصره قد غيض منه دمي ***فصار مثل بياض الثلج عاليه
فجاء يسالني عما اكابده*** وجاء يسالني عما الاقيه