۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝ - الصفحة 262 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-05-05, 18:55   رقم المشاركة : 3916
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى الكلمات الملونة في الآيات ؟
وما هي النعم المذكورة في هذه الآيات ؟
((أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) )) النحل
ما معنى الكلمات الملونة في الآيات ؟
وما هي النعم المذكورة في هذه الآيات ؟
((أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) )) النحل
شرح الكلمات :
{ لا تتخذوا إلهين } : أي تعبدونهما إذ ليس لكم الا اله واحد .
{ وله ما في السموات والأرض } : أي خلقنا وملكاً ، إذا فما تعبدونه مع الله هو لله ولم يأذن بعبادته .
{ فإليه تجأرون } : أي ترفعون أصواتكم بدعائه طالبين الشفاء منه .
{ فتمتعوا فسوف تعلمون } : تهديد على كفرهم وشركهم ونسائهم دعاء الله تعالى .
{ ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً } : أي يجعلون لآلهتهم نصيباً من الحرث والأنعام .
{ عما كنتم تفترون } : أي تختلفون بالكذب وتفترون على الله عز وجل .
معنى الآيات :
بعد إقامة الحجج على التوحيد وبطلان الشرك اخبرهم ان الله ربهم رب كل شيء قد قال لهم : أيها الناس { لا تتخذوا إلهين اثنين } فلفظ اثنين توكيد للفظ إلهين اي لا تعبدوا إلهين بل اعبدوا غلهاً واحداً وهو الله إذ ليس من اله الا هو فكيف تتخذون الهين والحال انه { إله واحد } لا غير وهو الله الخالق الرازق المالك ، ومن عداه من مخلوقاته كيف تُسوى به وتعبد معه ؟ وقوله تعالى : { فإياي فارهبون } أي ارهبوني وحدي ولا ترهبوا سواي إن بيدي كل شيء ، وليس لغيري شيء فأنا المحيي المميت ، الضار النافع ، يوبخهم على رهبتهم غيره سبحانه وتعالى من لا يستحق ان يرهب لعجزه وعدم قدرته على ان ينفع أو يضر . وقوله تعالى : { وله ما في السموات والأرض } برهان على بطلان رهبة غيره أو الرغبة في سواه ما دام له ما في السموات والأرض خلقاً وملكاً . وقوله { وله الدين واصباً } أي العبادة والطاعة دائماً وثابتاً واجياً ، الا لله الدين الخالص . وقوله تعالى : { أفغير الله تتقون } يوبخهم على خوف سواه وهو الذي يجب ان يرهب ويخاف لانه الملك الحق القادر على إعطاء النعم وسبلها ، فكيف يتقى من لا يملك ضراً ولا نفعاً ويعصى من بيده كل شيء وإليه مرد كل شيء ، وما شاءه كام وما لم يشأه لم يكن . وقوله { وما بكم من نعمةٍ فمن الله } يخبرهم تعالى بالواقع الذي يتنكرون له فيخبرهم أنه ما بهم من نعمة جلت أو صغرت من صحةٍ أو مالٍ أو ولد فهي من الله تعالى خالقهم وهو أنهم إذا مسهم الضر من فقرٍ أو مرض أو تغير حال كخوف غرقٍ في البحر فإنهم يرفعون أصواتهم الى أعلاها مستغيثين بالله سائلينه أن يكشف ضرهم أو ينجيهم من هلكتهم المتوقعة لهم فقال عزوجل : { ثم إذا مسكم الضر فإليه } دون غيره { تجأرون } رفع أصواتكم بالدعاء والإستغاثة به سبحانه وتعالى وقوله : { ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق } كبير { منكم بربهم يشركون } فيعبدون غيره بأنواع العبادات متناسين الله الذي كشف ضرهم وأنجاهم من هلكتهم .
وقوله : { ليكفروا بما آتيناهم ) أي ليؤول أمرهم الى كفران ونسيان ما آتاهم الله من نعمٍ وما أنجاهم من محن .
أفهكذا يكون الجزاء ؟ أينعم بكل أنواع النعم وينجى من كل كرب ثم ينسى له ذلك كله ، ويعبد غيره ؟ بل ويحارب دينه ورسوله ؟ إذا { فتمتعوا } أيها الكافرون { فسوف تعلمون } عاقبة كفركم وإعراضكم عن طاعة الله وذكره وشكره . وقوله تعالى : { ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً مما رزقناهم } وهذا ذكر لعيب آخر من عيوبهم وباطلٍ من باطلهم أنهم يجعلون لأوثانهم التي لا يعلمون عنها شيئاً من نفعٍ أو ضر أو إعطاء أو منع أو إماتة أو أحياء يجعلونها لها طاعة للشيطان نصيباً وحظاً من أموالهم يتقربون به إليها فسيبوا لها السوائب ، وبحروا لها البحائر من الأنعام ، وجعلوا لها من الحرث والغرس كذلك كما جاء ذلك في سورة الأنعام والمائدة قبلها : وقوله تعالى : { تالله لتسئلن عما كنتم تفترون } أقسم الجبار لهم تهديداً لهم وتوعداً أنهم سيسألون يوم القيامة عما كانوا يفترون أي من هذا التشريع الباطل حيث يحرمون ويحللون ويعطون آلهتهم ما شاءوا وسوف يوبخهم عليه ويجزيهم به جهنم وبئس المهاد .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير التوحيد بعبادة الله تعالى وحده .
2- وجوب الرهبة من الله دون سواه .
3- وجوب الدين لله إذ هو الإله الحق دون غيره .
4- كل نعمة بالعبد صغرت أو كبرت فهي من الله سبحانه وتعالى .
5- تهديد المشركين إن أصروا على شكرهم وعدم توبتهم .
6- التنديد بالمشركين وتشريعهم الباطل بالتحليل والتحريم والاعطاء والمنع .أيسر التفاسير للجزائري








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 21:59   رقم المشاركة : 3917
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

((أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)
يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الذي خضع له كل شيء ، ودانت له الأشياء والمخلوقات بأسرها ، جماداتها وحيواناتها ومكلفوها من الإنس والجن والملائكة ، فأخبر أن كل ما له ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشمال ، أي بكرة وعشياً فإنه ساجد بظله لله تعالى . قال مجاهد : إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله عزّ وجلّ ، وقوله : { وَهُمْ دَاخِرُونَ } أي صاغرون . وقال مجاهد أيضاً : سجود كل شيء فيؤه ، وأمواج البحر صلاته ، ونزلهم منزلة من يعقل إذ أسند السجود إليهم ، فقال : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض مِن دَآبَّةٍ } ، كما قال : { وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بالغدو والآصال } [ الرعد : 15 ] ، وقوله : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ } أي تسجد لله أي غير مستكبرين عن عبادته ، { والملائكة وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } أي يسجدون خائفين وجلين من الرب جل جلاله .
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
محمد نسيب الرفاعي










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:01   رقم المشاركة : 3918
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِأَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) )) النحل
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِأَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) )) النحل
{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بالأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } أي كئيباً من الهم { وَهُوَ كَظِيمٌ } ساكت من شدة ما هو فيه من الحزن ، { يتوارى مِنَ القوم } أي يكره أن يراه الناس ، { مِن سواء مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ على هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التراب } أي إن أبقاها أبقاها مهانة لا يورثها ولا يعتني بها ، ويفضل أولاده الذكور عليها ، { أَمْ يَدُسُّهُ فِي التراب } أي يئدها وهو أن يدفنها فيه حية كما كانوا يصنعون في الجاهلية ، أفمن يكرهونه هذه الكراهة ويأنفون لأنفسهم عنه يجعلونه لله؟ { أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } أي بئس ما قالوا ، وبئس ما قسموا ، وبئس ما نسبوه إليه ، كقوله تعالى : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ للرحمن مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } [ الزخرف : 17 ]
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير

محمد نسيب الرفاعي










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:06   رقم المشاركة : 3919
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) )) النحل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/61]
((
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم )) بالمعاصي (( ما ترك عليها )) أي الأرض ( من دابة )) نسمة تدب عليها (( ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون )) عنه (( ساعة ولا يستقدمون )) عليه .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:07   رقم المشاركة : 3920
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) )) النحل
ما معنى قوله تعالى
((وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) )) النحل.
قول الحق تبارك وتعالى :
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس . . } [ النحل : 61 ] .
عندنا هنا : الأخْذ والمؤاخذة . . الأخْذ : هو تحصيل الشيء واحتواؤه ، ويدل هذا على أن الآخذ له قدرةٌ على المستمسك بنفسه أو بغيره ، فمثلاً تستطيع حَمْل حصاة ، لكن لا تستطيع حمل حجر كبير ، وقد يكون شيئاً بسيطاً إلا أنه مربوط بغيره ومستمسك به فيُؤخَذ منه قوة .
فمعنى الأخذ : أن تحتوي الشيء ، واحتواؤك له معناه أنك أقوى من تماسكه في ذاته ، أو استمساك غيره به ، وقد يكون الأَخْذ بلا ذنب .
أما المؤاخذة فتعني : هو أخذَ منك فأنت تأخذُ منه . . ومنه قَوْل أحدنا لأخيه « لا مؤاخذة » في موقف من المواقف . . والمعنى : أنني فعلتُ شيئاً استحق عليه الجزاء والمؤاخذة ، فأقول : لا تؤاخذني . . لم أقصد .
لذلك؛ فالحق تبارك وتعالى يقول هنا :
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس . . . } [ النحل : 61 ] .
ولم يَقُلْ : يأخذ الناس .
وفي آية أخرى قال تعالى : { وكذلك أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القرى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [ هود : 102 ] .
لماذا أخذها الله؟ أخذها لأنها أخذتْ منه حقوقه في أن يكون إلهاً واحداً فأنكرتها ، وحقوقه في تشريع الصالح فأنكرنها .
ويُبيِّن الحق سبحانه أن هذه المؤاخذة لو حدثت ستكون بسبب من الناس أنفسهم ، فيقول سبحانه :
{ بِظُلْمِهِمْ . . } [ النحل : 61 ] .
أول الظلم أنهم أنكروا الوحدانية ، يقول تعالى : { إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] .
فكأنهم أخذوا من الله تعالى حقّه في الوحدانية ، وأخذوا من الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقالوا كذاب ، وأخذوا من الكتاب فقالوا « سحر { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ } [ الطور : 47 ] .
وقد يكون في هذا الأجل المسمى خير للحق ، فكثير من الصحابة كانوا يدخلون المعارك ، ويُحبون أنْ يقتلوا أهل الكفر فلاناً وفلاناً ، ثم لا يتمكنون من ذلك ولا يصيبونهم ، فيحزنون لذلك .
ولكن أَجَل هؤلاء لم يَأْتِ بَعْد ، وفي علم الله تعالى أن هؤلاء الكفار سيؤمنون ، وأن إيمانهم سينفع المسلمين ، وكأن القدر يدّخرهم : إما أنْ يؤمنوا ، وإما أن تؤمنَ ذرياتهم .
وقد آمن عمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم . ومن هؤلاء الذين نَجَوْا كان خالد بن الوليد سيف الله المسلول .
{ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ النحل : 61 ] .
أي : إذا جاءت النهاية فلا تُؤخَّر ، وهذا شيء معقول ، ولكن كيف : ولا يستقدمون؟ إذا جاء الأجل كيف لا يستقدِمون؟ المسألة إذن ممتنعة مستحيلة . . كيف إذا جاء الأجل يكون قد أتى قبل ذلك؟ . . . هذا لا يستقيم ، لكن يستقيم المعنى تماماً على أن :
{ وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ النحل : 61 ] .
ليست من جواب إذا ، بل تم الجواب عند ( ساعة ) ، فيكون المعنى : إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ، وإذا لم يجيء لا يستقدمون . والله أعلم
: تفسير الشعراوي









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:10   رقم المشاركة : 3921
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى ...وما هو الاعجاز في هذه الآية
((وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) )) النحل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) )) النحل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/66] [النحل/67]
.
يقول تعالى: (( وإن لكم)) أيها الناس (( في الأنعام)) وهي الإبل والبقر والغنم (( لعبرة)) أي لآية ودلالة على حكمه خالقها وقدرته ورحمته ولطفه، (( نسقيكم مما في بطونه)) الضمير عائد على الحيوان، فإن الأنعام حيوانات، أي نسقيكم مما في بطن هذا الحيوان، وفي الآية الأخرى (( مما في بطونها)) ويجوز هذا وهذا، كما في قوله: (( كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره)) ، وقوله: (( من بين فرث ودم لبنا خالصا)) أي يتخلص الدم بياضه وطعمه وحلاوته، من بين فرث ودم في باطن الحيوان، فيسري كل إلى موطنه إذا نضج الغذاء في معدته، فينصرف منه دم إلى العروق، ولبن إلى الضرع، وبول إلى المثانة، وروث إلى المخرج، وكل منها لا يشوب الآخر، ولا يمازجه بعد انفصاله عنه ولا يتغير به. وقوله: (( لبنا خالصا سائغا للشاربين)) أي لا يغص به أحد، ولما ذكر اللبن وأنه تعالى جعله شرابا للناس سائغا ثنى بذكر ما يتخذه الناس من الأشربة من ثمرات النخيل والأعناب، وما كانوا يصنعون من النبيذ المسكر قبل تحريمه، ولهذا امتن به عليهم فقال: (( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا)) ، قال ابن عباس: السكر ما حرم من ثمرتيهما، والرزق الحسن ما أحل من ثمرتيهما، وفي رواية: السكر حرامه، والرزق الحسن حلاله، يعني ما يبس منهما من تمر وزبيب، وما عمل منهما من طلاء وهو الدبس وخل ونبيذ حلال يشرب قبل أن يشتد، كما وردت السنة بذلك (( إن في ذلك لآية لقوم يعقلون)) ناسب ذكر العقل ههنا فإنه أشرف ما في الإنسان، ولهذا حرمه اللّه على هذه الأمة الأشربة المسكرة صيانة لعقولها وقال اللّه تعالى: (( وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون)) ؟

تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:16   رقم المشاركة : 3922
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) )) النحل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/68]
المراد بالوحي هنا الإلهام والهداية والإرشاد للنحل، أن تتخذ من الجبال بيوتاً تأوي إليها، ومن الشجر ومما يعرشون، ثم أذن لها تعالى إذناً قدريا تسخيريا أن تأكل من كل الثمرات، وأن تسلك الطرق التي جعلها اللّه تعالى مذللة لها أي مسهلة عليها حيث شاءت من هذا الجو العظيم والبراري الشاسعة والأودية والجبال الشاهقة، ثم تعود كل واحدة منها إلى بيتا وما لها فيه من فراخ وعسل، فتبني الشمع من أجنحتها، وتقيء العسل من فيها، ثم تصبح إلى مراعيها. وقوله تعالى: (( فاسلكي سبل ربك ذللا)) أي فاسلكيها مذللة لك، نص عليه مجاهد، وقوله تعالى: (( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)) ما بين أبيض وأصفر وأحمر، وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلاف مراعيها ومأكلها منها، وقوله: (( فيه شفاء للناس)) أي في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم. قال بعض من تكلم على الطب النبوي: لو قال فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء؛ ولكن قال: فيه شفاء للناس روي عن مجاهد وابن جرير في قوله: (( فيه شفاء للناس)) أن المراد به القرآن وهذا قول صحيح في نفسه، ولكن ليس هو الظاهر هاهنا من سياق الآية، فإن الآية ذكر فيها العسل فالضمير يعود إليه واللّه أعلم ، أي يصلح لكل أحد من أدواء باردة، فإنه حار، والشيء يداوى بضده. عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أن رجلاً جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال إن أخي استطلق بطنه، فقال: (اسقه عسلاً) فذهب فسقاه عسلاً، ثم جاء فقال: يا رسول اللّه سقيته عسلاً فما زاده استطلاقاً. قال: (اذهب فاسقه عسلاً)، فذهب فسقاه عسلاً، ثم جاء فقال: يا رسول اللّه ما زاده إلا استطلاقاً، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (صدق اللّه وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلاً)، فذهب فسقاه عسلاً فبرئ ""أخرجه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري""قال بعض العلماء بالطب: كان هذا الرجل عنده فضلات، فلما سقاه عسلاً وهو حار تحللت فأسرعت في الاندفاع، فزاده إسهالاً، فاعتقد الأعرابي أن هذا يضره وهو مصلحة لأخيه، ثم سقاه فازداد التحليل والدفع، ثم سقاه فكذلك، فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة بالبدن استمسك بطنه وصلح مزاجه واندفعت الأسقام والالآم ببركة إشارته عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام. وفي الصحيحين عن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعجبه الحلواء والعسل. وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنهى أمتي عن الكي) وقال البخاري، عن جابر بن عبد اللّه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (إن كان في شيء من أدويتكم خير: ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي) وفي الحديث: (عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن) ""رواه ابن ماجه عن ابن مسعود مرفوعاً، قال ابن كثير: وإسناده جيد""، وعن علي بن أبي طالب أنه قال: إذا أراد أحدكم الشفاء فليكتب آية من كتاب اللّه في صحفة، وليغسلها بماء السماء، وليأخذ من امرأته درهماً عن طيب نفس منها، فليشتر به عسلاً فليشربه كذلك فإنه شفاء، أي من وجوه: قال اللّه تعالى: (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)) ، وقال: ((وأنزلنا من السماء ماء مباركا)) ، وقال: (( فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا)) ، وقال في العسل: (( فيه شفاء للناس)) ، وقوله: (( إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)) أي إن في إلهام اللّه لهذه الدواب الضعيفة الخلقة إلى السلوك في هذه المهامة والاجتناء من سائر الثمار، ثم جمعها للشمع والعسل وهو أطيب الأشياء لآية لقوم يتفكرون في عظمة خالقها ومقدرها ومسخرها وميسرها فيستدلون بذلك على أنه الفاعل القادر الحكيم العليم الكريم الرحيم.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:18   رقم المشاركة : 3923
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) )) النحل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/70]
قوله تعالى(( والله خلقكم ثم يتوفاكم)) بين معناه. (( ومنكم من يرد إلى أرذل العمر)) يعني أردأه وأوضعه. وقيل : الذي ينقص قوته وعقله ويصيره إلى الخرف ونحوه. وقال ابن عباس : يعني إلى أسفل العمر، يصير كالصبي الذي لا عقل له؛ والمعنى متقارب. وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ يقول : (اللهم إني أعوذ بك من الكسل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من الهرم وأعوذ بك من البخل). وفي حديث سعد بن أبي وقاص (وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر) الحديث. خرجه البخاري. ((لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير)) أي يرجع إلى حالة الطفولية فلا يعلم ما كان يعلم قبل من الأمور لفرط الكبر. وقد قيل : هذا لا يكون للمؤمن، لأن المؤمن لا ينزع عنه علمه. وقيل : المعنى لكيلا يعمل بعد علم شيئا؛ فعبر عن العمل بالعلم لافتقاره إليه؛ لأن تأثير الكبر في عمله أبلغ من تأثيره في علمه. والمعنى المقصود الاحتجاج على منكري البعث، أي الذي رده إلى هذه الحال قادر على أن يميته ثم يحييه.
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:21   رقم المشاركة : 3924
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى ...وما هو الاعجاز في هذه الآية
((وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) )) النحل
ما معنى قوله تعالى ...وما هو الاعجاز في هذه الآية
((وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) )) النحل
هذه طائفة جليلة من النعم الإلهية لإثبات أمر الربوبية:
وأولها نعمة المطر التي هي أبين العبر، وهي ملاك الحياة، وفي غاية الظهور، لا يخالف فيها عاقل، فالله سبحانه أنزل المطر من السماء، ليكون سببا لحياة الأرض بإنبات الزرع والشجر والثمر، بعد أن كانت الأرض هامدة غبراء غير منبتة، فهي كالميت، فتصبح كالحي بالمطر منبتة مخضرة مهتزة رابية، وهذا واضح ظاهر، لذا ختمت الآية بقوله سبحانه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ أي إن الأمر لا يحتاج إلى تفكر، ولا نظر قلب، أو تأمل، وإنما يحتاج الإنسان المنبّه إلى أن يسمع القول فقط.
التفسير الوسيط للزحيلي.
وجه الإعجاز أن الحليب أو اللبن باسمه الأصلي هو من أدق الآيات الدالة على عظمة الله، فهذه البقرة لها غدة ثديية على شكل قبة، هذا الغدة الثديية على شكل قبة مغطاة بشبكة أوعية دموية كثيرة جداً، وكثيفة، والشيء الذي لا يصدق أن أربعمئة حجم من الدم تصنع حجماً واحداً من الحليب، أربعمئة حجم أي أربعمئة لتر من الدم تجري في هذه الشبكة من أجل أن تصنع لتراً واحداً من الحليب، ما الذي يحدث؟ أن الخلية الثديية تأخذ من الدم الذي فوقها حاجتها وتصنع منها الحليب، فتسقط قطرة من الحليب من الغشاء السفلي لهذه الغدة الثديية، هذه القطرات تتجمع في مكان هو الثدي- ثدي البقرة - وهذا الثدي له أربعة مآخذ، كل مأخذ يساوي ربع الكمية بالضبط، لأنه يوجد داخل الثدي جداران متعامدان، لو أن هذه البقرة فرضاً لأربعة أخوة كل واحد لو أخذ من حلمها يأخذ الربع بالتمام والكمال، فالغدة الثديية غدة على شكل قبة، في أعلاها شبكة دماء كثيفة جداً، وفي أسفلها ترشح قطرات الحليب، تتجمع في ثدي البقرة، ومنه يؤخذ الحليب من الفتحات الأربعة في هذا الثدي.
الأستاذ حسام:
مصنع ضخم جداً.
الذي يلفت النظر أن هذا الحليب يحوي من الماء سبعة و ثمانين إلى واحد و تسعين بالمئة، ويحوي الحليب الدسم، والسكريات، والبروتينات، والمعادن، والفيتامينات، والغازات المنحلة، فهو كالقمح غذاء كامل، فيه غازات منحلة كغاز الفحم، والأوكسجين، والنشادر، والفيتامينات (فيتامين أ، ب، ث، د)، وفيه معادن كالكالسيوم، والفسفور، وفيه بروتينات، الكاثرين، والألبومين، وما شاكل ذلك، فيه سكريات كسكر العنب، ودسم، وماء، هذه معجزة في بنية الحليب، في مكونات الحليب، في المواد الداخلة في الحليب، لأنها في النهاية غذاء كامل للإنسان، لذلك هذا الحليب يخرج من بطون البقر ﴿ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ ﴾، أي الحليب من أين أخذ؟ من المواد التي في الأمعاء، هذا المواد التي في الأمعاء بعضها يذهب كحمض البول كبول، وبعضها فرث الفضلات الصلبة، والحليب مأخوذ ﴿ ْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ ﴾، أحدث البحوث العلمية أن هذه الغدة الثديية لها أثر كبير في تصنيع مادة الحليب.
الحقيقة أن الشيء الذي يدعو إلى العجب، كيف تعمل هذه الخلية؟ تأخذ الخلية الثديية من الجهة الوحشية من شعيرات الدم المواد، والفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، والسكريات، والدسم، والماء، تخلطها وتخرج من الداخل الحليب، إذ تنتج البقرة الواحدة تقريباً من ثلاثين إلى أربعين كيلو من الحليب في اليوم الواحد، وقد بلغني أن بعض أنواع البقر الهجين صار يعطي في اليوم أكثر من ستين كيلو من الحليب.
شيء آخر: ثلاثمئة حجم من الدم تصنع حجماً واحداً من الحليب، أي يجب أن نعلم أن لتر الحليب الذي نشربه يقابل أربعمئة لتر من الدم الذي يصنعه، فالحقيقة أن البقرة معمل، معمل مذهل صامت، يأكل الحشيش ويعطي الحليب، هل بإمكان بني البشر، في أي مكان في الأرض أن يأخذ هذا الحشيش الذي تأكله البقرة ليصنع منه حليباً نأخذ منه الجبن، والقشدة، واللبن، وكل مشتقات الحليب، الحقيقة الحليب المادة الغذائية الأولى في حياتنا، والشيء الذي يلفت النظر أننا لا نمله، أي طبخة على مرتين أو ثلاثة تكرهها، أما مشتقات الحليب فنأكلها كل يوم ولا نملها، وهذا من حكمة الله جلّ جلاله.
الأستاذ حسام:
ومن اللافت أيضاً أن قوله عزّ من قائل:

﴿ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ﴾
المصدر









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:28   رقم المشاركة : 3925
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) )) النحل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[النحل/71]
قوله تعالى (( والله فضل بعضكم على بعض في الرزق)) أي جعل منكم غنيا وحرا وعبدا. (( فما الذين فضلوا)) أي في الرزق. (( برادّي رزقهم على ما ملكت أيمانهم)) أي لا يرد المولى على ما ملكت يمينه مما رزق شيئا حتى يستوي المملوك والمالك في المال. وهذا مثل ضربه الله لعبدة الأصنام، أي إذا لم يكن عبيدكم معكم سواء فكيف تجعلون عبيدي معي سواء؛ فلما لم يكن يشركهم عبيدهم في أموالهم لم يجز لهم أن يشاركوا الله تعالى في عبادة غيره من الأوثان والأنصاب وغيرهما مما عبد؛ كالملائكة والأنبياء وهم عبيده وخلقه. حكى معناه الطبري، وقاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم. وعن ابن عباس أيضا أنها نزلت في نصارى نجران حين قالوا عيسى ابن الله فقال الله لهم (( فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم)) أي لا يرد المولى على ما ملكت يمينه مما رزق حتى يكون المولى والعبد في المال شرعا سواء، فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم فتجعلون لي ولدا من عبيدي. ونظيرها (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء)) [الروم : 28]
على ما يأتي. ودل هذا على أن العبد لا يملك، على ما يأتي آنفا.

تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:38   رقم المشاركة : 3926
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










B9

السلام عليكم
هذه القصيدة هدية لأستاذنا قاسم ولكل زوار هذه الصفحات المشرقة

بالحمد نبدأ كل فعل طيب = ثم الصلاةعلى ابن عبد مناف
بقر لعمران وبعض نسائه = وموائد الأنعام بالأعراف
يا رب أنفلني بتوبة يونس = هود ويوسف طاهر ألأطراف
بالرعد إبراهيم خاف بحجره = والنحل أسرى للكهوف يواف
وبمريم العذراء طه بعدها = أكرم بكل الأنبيا الأشراف
للحج يرنو المؤمنون بنوره = بالذكر والأشعار في إلحاف
والنمل تقصص والعناكب حولها = والروم يا لقمان رهن تلاف
لم يسجد الأحزاب من سبإ ولم = تحنو الجباه لفاطر الأسلاف
يس صافات وص والزمر = ياغافرا فصلت لي أوصافي
وتشاور في زينة من زخرف = بدخانهم وجثوا على الأحقاف
ومحمد بالفتح جاء مبشرا = في حجرة ألقى عليه بقاف
بالذاريات الطور أشرق نجمه = قمرا من الرحمن ليس بخاف
وقع الحديد فلا جدال ببأسه = في الحشر يمتحن ألأنام مكاف
بالصف صف المسلمون لجمعة = واخو النفاق لغبنه متجاف
قد طلق الأخرى فحرم ربه = ملك الجنان عليه دون خلاف
قلم يحق له العروج إلى العلى = يا نوح إن الجن غير خواف
وتزملت وتدثرت لقيامة ألأ = نسان أرسل صيحة استعطاف
نبأ عظيم زاد فيه نزاعهم = عبسوا له متكور الأعطاف
وتفطرت أجسادهم من هوله = قد طففوا المكيال في إسراف
وانشقت الأبراج بعد طوارق = سبح فإن الغاشيات تواف
والفجر أشرق في البلاد وشمسنا = غابت فحل الليل ذوالأطياف
أضحى الضحى فاشرح فؤادك تاليا = بالتين إقرأ ذاك قدرٌ كاف
بالبينات تزلزلت عادية = بقوارع ألهت عن الإسعاف
والعصر يمضي وهو يهمز فيله = لقريش في صخب وفي إسفاف
من يمنع الماعون ينحر نفسه = والكفر ولى بعد نصر شاف
تبت يدا من لايوحد ربه = فلق الصباح وجاد با لألطاف
عذ بالإله من الوساوس وادعه = يغفر لناظم هذه الأصداف
ثم الصلاة على النبي محمد = والآل والأصحاب والأسلاف
هي المنظومة التي حوت ترتيب السور القرآن لعلها تحظى بإعجابكم أو نقد بنآء وهي للشاعر محمود إبراهيم اليمني










آخر تعديل أيمن عبد الله 2014-05-05 في 23:41.
رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:47   رقم المشاركة : 3927
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
هذه القصيدة هدية لأستاذنا قاسم ولكل زوار هذه الصفحات المشرقة

بالحمد نبدأ كل فعل طيب = ثم الصلاةعلى ابن عبد مناف
بقر لعمران وبعض نسائه = وموائد الأنعام بالأعراف
يا رب أنفلني بتوبة يونس = هود ويوسف طاهر ألأطراف
بالرعد إبراهيم خاف بحجره = والنحل أسرى للكهوف يواف
وبمريم العذراء طه بعدها = أكرم بكل الأنبيا الأشراف
للحج يرنو المؤمنون بنوره = بالذكر والأشعار في إلحاف
والنمل تقصص والعناكب حولها = والروم يا لقمان رهن تلاف
لم يسجد الأحزاب من سبإ ولم = تحنو الجباه لفاطر الأسلاف
يس صافات وص والزمر = ياغافرا فصلت لي أوصافي
وتشاور في زينة من زخرف = بدخانهم وجثوا على الأحقاف
ومحمد بالفتح جاء مبشرا = في حجرة ألقى عليه بقاف
بالذاريات الطور أشرق نجمه = قمرا من الرحمن ليس بخاف
وقع الحديد فلا جدال ببأسه = في الحشر يمتحن ألأنام مكاف
بالصف صف المسلمون لجمعة = واخو النفاق لغبنه متجاف
قد طلق الأخرى فحرم ربه = ملك الجنان عليه دون خلاف
قلم يحق له العروج إلى العلى = يا نوح إن الجن غير خواف
وتزملت وتدثرت لقيامة ألأ = نسان أرسل صيحة استعطاف
نبأ عظيم زاد فيه نزاعهم = عبسوا له متكور الأعطاف
وتفطرت أجسادهم من هوله = قد طففوا المكيال في إسراف
وانشقت الأبراج بعد طوارق = سبح فإن الغاشيات تواف
والفجر أشرق في البلاد وشمسنا = غابت فحل الليل ذوالأطياف
أضحى الضحى فاشرح فؤادك تاليا = بالتين إقرأ ذاك قدرٌ كاف
بالبينات تزلزلت عادية = بقوارع ألهت عن الإسعاف
والعصر يمضي وهو يهمز فيله = لقريش في صخب وفي إسفاف
من يمنع الماعون ينحر نفسه = والكفر ولى بعد نصر شاف
تبت يدا من لايوحد ربه = فلق الصباح وجاد با لألطاف
عذ بالإله من الوساوس وادعه = يغفر لناظم هذه الأصداف
ثم الصلاة على النبي محمد = والآل والأصحاب والأسلاف
هي المنظومة التي حوت ترتيب السور القرآن لعلها تحظى بإعجابكم أو نقد بنآء وهي للشاعر محمود إبراهيم اليمني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
شكر الله لك جهودك ومساعيك الحثيثة في تفسير كتاب الله
أستاذ ايمن فبارك الله فيك ورحم والديك وحفظك في دينك واهلك ومالك
هي هدية راقية ونفيسة هذه القصيدة فجزاكم الله وجزى صاحبها عنا خيرا ونحن ندعو له وهو لا يعرفنا فاي خير هذا وكلما دعونا له أجرتُم معه لأنكم من دلنا عليه
وفقنا الله وغياك لمرضاته
والسلام موصول لكل من كان معنا في هذه الصفحات كل باسمه
ونسال الله ان يكونوا بخير
ولا نقد لدينا فهذه درر غالية غير قابلة للنقد لانها تشرفت لتعلقها بالقرآن وسنحتفظ بها ما حيينا بحول الله إلى جنب أختها التي عندنا
بارك الله فيك استاذ ايمن
نلتقي بحول الله في يوم آخر
دعواتكم بظهر الغيب
سلا..م









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-05, 23:57   رقم المشاركة : 3928
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) )) النحل
ما معنى قوله تعالى
((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) )) النحل
{ ضرب الله مثلاً } : أي هو عبداً مملوكاً الخ . .
{ عبداً مملوكاً } : أي ليس بحرٍ بل هو عبد مملوك لغيره .
{ هل يستوون } : أي العبيد العجزة والحر المتصرف ، والجواب : لا يستوون قطعاً .
ما زال السياق في تقريرالتوحيد والدعوة اليه وإبطال الشرك والتنفير منه وقد تقدم ان الله تعالى جهل المشركين في ضرب الأمثال له وهو لا مثل له ولا نظير ، وفي هذا السياق ضرب تعالى مثلين وهو العليم الخبير . . فالأول قال فيه : { ضرب الله مثلاُ عبداً مملكوكاً } أي غير حر من أحرار الناس ، { لا يقدر على شيء } إذ هو مملوك لا حق له في التصرف في مال سيده الا بإذنه ، فلذا فهو لا يقدر على إعطاء او منع شيء هذا طرف المثل ، والثاني { ومن رزقناه رزقاً حسناً } صالحاً واسعاً { فهو ينفق منه سراً وجهراً } ليلاً ونهاراً لأنه حر التصرف بوصفه مالكاً { هل يستوون } ؟ الجواب لا يستويان . . . إذا { الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون } والمثل مضروب للمؤمن والكافر ، فالكافر أسير للأصنام عبد لها لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ، لا يعمل في سبيل الله ولا ينفق لأنه لا يؤمن بالدار الآخرة ، والجزاء فيها ، وأما المؤمن فهو حر يعمل بطاقة الله فينفق في سبيل الله سراً وجهراً يبتغي الآخرة والمثوبة من الله ، ذا علم وإرادة ، لا يخاف الا لا الله ولا يرجو الا هو سبحانه وتعالى .
أيسر التفاسير للجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-06, 00:02   رقم المشاركة : 3929
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) )) النحل
ما معنى قوله تعالى
((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) )) النحل
وقوله { وضرب الله مثلاً رجلين } هو المثال الثاني في هذا السياق وقد حوته الثانية ( 76 ) فقال تعالى فيه { وضرب الله مثلاً } هو { رجلين احدهما أبكم } ولفظ الأبكم قد يدل على الصم فالغالب ان الأبكم لا يسمع { لا يقدر على شيء } فلا يفهم غيره لأنه من اقربائه يقومون بإعاشته ورعايته لعجزه وضعفه وعدم قدرته على شيء . وقوله : { أينما يوجهه لا يأت بخير } أي أينما يوجهه مولاه وابن عمه ليأتي بشيء لا يأتي بخير ، وقد يأتي بشر ، أما النفع والخير فلا يحصل منه شيء .
وهذا مثل الأصنام التي تعبد من دون الله اذ هي لا تسمع ولا تبصر فلا تفهم ما يقال لها ، ولا تفهم عابديها شيئاً وهي محتاجة إليهم في صنعها ووضعها وحملها وحمايتها . وقوله تعالى { هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراطٍ مستقيم } وهو الله تعالى يأمر بالعدل أي التوحيد والاستقامة في كل شيء .وهو قائم على كل شيء ، وهو على صراط مستقيم يدعو الناس الى سلوكه لينجوا ويسعدوا في الدارين ، فالجواب ، لا يستويان بحال ، فكيف يرضى المشركون بعبادة وولاية الأبكم الذي لا يقدر على شيء ويتركون عبادة السميع البصير ، القوي ، القدير ، الذي يدعوهم الى كمالهم وسعادتهم في كلتا حياتهم ، أمر يحمل على العجب ، ولكن لا عجب مع اقدار الله وتدابير الحكيم العليم .
أيسر التفاسير للجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-06, 00:05   رقم المشاركة : 3930
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسافر 09 مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) )) النحل
ما معنى قوله تعالى
((لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) )) النحل
فالحق سبحانه ينقلنا هنا إلى صورة أخرى من صُوَر الكون . . بعد أن حدّثنا عن الإنسان وما حوله . . فالإنسان قبل أنْ يخلقه الله في هذا الوجود أعدَّ له مُقوِّمات حياته ، فالشمس والقمر والنجوم والأرض والسماء والمياه والهواء ، كل هذه أشياء وُجِدتْ قبل الإنسان ، لِتُهيئ له الوجود في هذا الكون .
والله سبحانه يريد منّا بعد أنْ كفلَ لنا استبقاء الحياة بالرزق ، واستبقاء النوع بالزواج والتكاثر ، يريد منّا إثراء عقائدنا بالنظر في ملكوت الله وما فيه من العجائب؛ لنستدل على أنه سبحانه هندسَ كَوْنه هندسة بديعة متداخلة ، وأحكمه إحكاماً لا تصادم فيه . { لاَ الشمس يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القمر وَلاَ اليل سَابِقُ النهار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ يس : 40 ] .
فالنظر إلى كَوْن الله الفسيح ، كم فيه من كواكب ونجوم وأجرام . كم هو مليء بالحركة والسكون والاستدارة . ومع ذلك لم يحدث فيه تصادم ، ولم تحدث منه مضرة أبداً في يوم من الأيام . . الكون كله يسير بنظام دقيق وتناسق عجيب؛ ولكي تتجلى لك هذه الحقيقة انظر إلى صَنْعة الإنسان ، كم فيها من تصادم وحوادث يروح ضحيتها الآلاف .
هذا مَثلٌ مُشَاهَد للجميع ، الطير في السماء . . ما الذي يُمسكها أنْ تقعَ على الأرض؟ وكأن الحق سبحانه يجب أنْ يُلفتنا إلى قضية اكبر : { إِنَّ الله يُمْسِكُ السماوات والأرض أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ . . } [ فاطر : 41 ] .
فعلينا أن نُصدِّق هذه القضية . . فنحن لا ندرك بأعيننا جرْم الأرض ، ولا جرْم الشمس والنجوم والكواكب . . نحن لا نقرر على معرفة كل مَا في الكون . . إذن : يجب علينا أن نُصدّق قوْل ربنا ولا نجادل فيه .
وإليكم هذا المثل الذي تشاهدونه كل يوم :
{ أَلَمْ يَرَوْاْ إلى الطير مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السمآء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الله . . . } [ النحل : 79 ] .
إياك أنْ تقول إنها رَفْرفة الأجنحة ، فنحن نرى الطائر يُثبّت أجنحته في الهواء ، ومع ذلك لا يقع إلى الأرض ، فهناك إذن ما يمسكه من الوقوع؛ لذلك قال تعالى في آية أخرى : { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطير فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ . . . } [ الملك : 19 ] .
أي : أنها في حالة بَسْط الأجنحة ، وفي حالة قبْضِها تظل مُعلّقة لا تسقط .
وكذلك نجد من الطيور ما له أجنحة طويلة ، لكنه لا يطير مثل الأوز وغيره من الطيور .
إذن : ليست المسألة مسألة أجنحة ، بل هي آية من آيات الله تمسك هذا الطير في جَوِّ السماء . . فتراه حُراً طليقاً لا يجذبه شيء إلى الأرض ، ولا يجذبه شيء إلى السماء ، بل هو حُرٌّ يرتفع إنْ أراد الارتفاع ، وينزل إنْ أراد النزول .
فهذه آية مُحسَّة لنستدلّ بها على قدرة الله غير المحسَّة إلا بإخبار الله عنها ، فإذا ما قال سبحانه :{ فِي جَوِّ السمآء . . . } [ النحل : 79 ] .
أي : في الهواء المحيط بالأرض ، والمتأمل في الكون يجد أن الهواء هو العامل الأساسي في ثبات الأشياء في الكون ، فالجبال والعمارات وغيرها . . ما الذي يمسكها أنْ تقع؟
إياك أن تظن أنه الأسمنت والحديد وهندسة البناء . . لا . . بل يمسكها الهواء الذي يحيط بها من كل جانب ، بدليل أنك لو فَرَّغتَ جانباً منها من الهواء لانهارتْ فوراً نحو هذا الجانب؛ لأن للهواء ضغطاً ، فإذا ما فرَّغْتَ جانباً منها قَلَّ فيه الضغط فانهارتْ .
فالهواء إذن هو الضابط لهذه المسألة ، وبالهواء يتوازن الطير في السماء ، ويسير كما يهوى ، ويتحرك كما يحب .
ثم يقول تعالى :
{ إِنَّ فِي ذلك لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ النحل : 79 ] .
أي : أن الطير الذي يطير في السماء فيه آيات أي عجائب ، عجائب صَنْعة وعجائب خَلْق ، يجب أنْ تتفكَّرُوا فيها وتعتبروا بها .
ولكي نقف على هذه الآية في الطير نرى ما حدث لأول إنسان حاول الطيران . . إنه العربي عباس بن فرناس ، أول مَنْ حاول الطيران في الأندلس ، فعمل لنفسه جناحين ، وألقى بنفسه من مكان مرتفع . . فماذا حدث لأول طائر بشرى؟
طار مسافة قصيرة ، ثم هبط على مُؤخرته فكُسرت؛ لأنه نسي أن المسألة ليست مجرد الطيران ، فهناك الهبوط الذي نسي الاستعداد له ، وفاته أن يعمل له ( زِمكّي ) ، وهو الذيل الذي يحفظ التوازن عند الهبوط .
وكذلك الذين يصنعون الطائرات كم تتكلف؟ وكم فيها من أجهزة ومُعدِات قياس وانضباط؟ وبعد ذلك تحتاج لقائد يقودها أو مُوجّه يُوجّهها ، وحينما أرادوا صناعة الطائرة جعلوها على شكل الطير في السماء له جناحان ومقدمة وذيل ، ومع ذلك ماذا يحدث لو تعطلّ محركها . . أو اختلّ توازنها؟!
إذن : الطير في السماء آية تستحق النظر والتدبُّر؛ لنعلمَ منها قدرة الخالق سبحانه .
ويقول تعالى :
{ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ النحل : 79 ] .
يؤمنون بوجود واجب الوجود ، يؤمنون بحكمته ودقَّة صنعه ، وأنها لا مثيلَ لها من صنعة البشر مهما بلغتْ من الدقة والإحكام .
تفسير الشعراوي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc