|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
وصيا لقمان الحكيم - تضمَّنت فوائدَ عظيمةً، وتوجيهاتٍ كريمةً، ولفتاتٍ مباركةً
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2014-04-20, 23:06 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
وصيا لقمان الحكيم - تضمَّنت فوائدَ عظيمةً، وتوجيهاتٍ كريمةً، ولفتاتٍ مباركةً
البسملة1 مِنْ وَصَايَا لُقْمَان إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسِنا وسيِّئات أعمالنا ، مَن يهدِه الله فلا مضِلَّ له ومن يُضلل فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريكَ له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه ، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلَّم تسليمًا كثيرًا ؛ أمَّا بعد: فهذه ساعة طيبة ووقت مبارك نقضيه مع وصيةٍ عظيمةٍ نافعة مفيدة نوَّه الله عز وجل بذكرها في كتابه وجعلها وحياً يُتلى في القرآن الكريم إلى يوم القيامة ؛ يتلوه المؤمنون ويقرؤونه ويتدبرونه ويعقلون حِكَمه ودلالاته ، وصيةٌ عظيمة ذكرها الله جل وعلا عن عبدٍ من عباده آتاه الحكمة ، والحكمة منَّةٌ من الله تبارك وتعالى يمنُّ بها على من شاء ويمنحها من شاء ويخص بها تبارك وتعالى من شاء ، ولها أسباب تُنال بها ويكون العبد بها من أهل الحكمة ، وهذه الوصايا التي استمعتم إليها في سورة لقمان - وصيا لقمان الحكيم - هي في الحقيقة تضمَّنت فوائدَ عظيمةً، وتوجيهاتٍ كريمةً، ولفتاتٍ مباركةً ، ونَهجٍ سديد في الدَّعوة إلى الله وتربيةِ الأبناء وتنشئةِ الأجيال ، وفيها بيانٌ للوسائل النَّاجحة والأساليب النَّاجعة في الدَّعوة إلى الله تبارك وتعالى وتعليم النَّاس الخيرَ ، ولهذا كان من المتأكِّد على المربِّين والآباء والمعلِّمين ومدرسي الطلاب أن يُعنوا بهذه الوصية وأن يقِفُوا عندها وقفاتٍ ووقفاتٍ ليأخذوا منها النَّهجَ السَّديدَ والطَّريق الرَّشيد في الدَّعوة إلى الله عز وجل وتعليم أبناء المسلمين العلم النافع والعمل الصالح الذي ينشئون عليه ويحيون عليه ، وإضافةً إلى ما في هذه الوصايا من علمٍ نافع ودعوةٍ مؤصلة فإن فيها الأسلوب الحكيم لجَلب القلوب ، وشدِّ الأذهان ، والتَّرغيب والتَّرهيب ، وحُسن الموعظة ، وحُسن الدُّخول على النَّاس في بيان الخير لهم ودعوتهم إلى دين الله تبارك وتعالى ؛ والدَّعوة كما أنَّها علمٌ يُدعى إليه وعملٌ يُرشَد إليه فإنَّها في الوقت نفسِه تحتاج إلى حكمةٍ ووسائلَ نافعةٍ وأساليبَ مؤثِّرةٍ حتَّى يكون لها بذلك الدخول إلى قلوب النَّاس، والله جلَّ وعلا آتى عبدَه لُقمان الحكمةَ وقذف في قلبه الحكمة ، وجعل كلامَه ووعظَه وتعليمَه وإرشادَه حكمةً ؛ وهذا كلُّه يقتَضي منَّا حُسن تدبُّرٍ وتعقُّلٍ ومُدارسةٍ لهذه الوصايا الَّتي أشاد الله تبارك وتعالى بها في كتابه القرآن الكريم. ولما أردتُ الحديث إليكم عن هذا الموضوع [ وصايا لقمان الحكيم ] تزاحم في ذهني طريقة عرضه وطريقة الحديث عنه ؛ هل أقف مع هذه الآيات آيةً آية نتدارسها تفسيراً موضوعياً لكل آية ونقف على المعاني والدلالات، أو أن الحديث يكون عن هذه الوصايا من حيث هي وما ينبغي أن يكون عليه المربي والمعلم من علمٍ وفهمٍ ودراية بدين الله وحسن تعليمٍ وتوجيه واستخدامٍ للأساليب والمناهج السديدة التي يوصل من خلالها إلى القلوب ، أو أن يكون الحديث عن هذه الوصايا التي جاء ذكرها في القرآن الكريم بذكر الفوائد التي يفيدها المسلم وطالب العلم والداعية إلى الله تبارك وتعالى عندما يتأمل هذه الآيات الكريمات . وحقيقة كما أخبرتكم وأنا في الطريق إلى هذه الديار وإلى هذا الجمع الطيب وإلى هذا المكان تردد في ذهني الطريقة المناسبة للحديث عن هذا الموضوع ، ثم إنني رأيتُ أن أكتب فوائد مستفادة من هذا السياق المبارك بدءً من قوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) إلى انتهاء ما قصَّه الله تبارك وتعالى من مواعظ ووصايا لقمان الحكيم (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ إلى هنا ، فكتبتُ في الطريق عدداً من الفوائد ولعل الحديث يكون على ضوءها ، ولا أدري هل الوقت يتسع لها لكنني كتبتُ على عجلٍ خمسين أو ما يزيد على الخمسين فائدة ؛ وستكون هذه الفوائد محل مذاكرةٍ في هذا اللقاء . وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكتب لنا أجمعين العلم النافع والبصيرة في دينه وحسن الإتباع والائتساء لأهل الفضل وأهل الخير وأهل العلم ، وأن يوفِّقَنا كذلك لحُسن الاستفادة من هذه الوصَايا الحكيمة العظيمة المباركة التي ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابه عن لقمان الحكيم . والآن – أيها الإخوة - مع جملة من الفوائد التي نستفيدها من هذه الآيات ومن هذا السياق المبارك : الفائدة الأولى: إنَّ الحكمة مِنحَةٌ ربَّانيَّة وهِبةٌ إلهيَّةٌ يُؤتيها الله جلَّ وعلا من شاء من عباده . وهذا مستفادٌ من قوله جلَّ وعلا : ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ﴾ ، فالحكمة منَّةُ الله جلَّ وعلا يمُنُّ بها على من شاء من عباده ، ولهذا إذا أرادَ العبد أن يُوفَّق إلى هذا الأمر وأن يوفق لكلِّ خيرٍ فإنَّ الخيرَ بيدِ الله والفضلَ بيدِ الله عزَّ وجلَّ يُؤتيه مَن يشاءُ والله ذو الفَضل العظيمِ . ولهذا لا يُنال الخيرُ إلَّا بالصِّدق مع الله، وحُسنِ الإقبالِ على الله جل وعلا والقيامِ بطاعتِه وطلبِ التوفيق منه والالتجاءِ في تحصيلِه إليه ؛ فإنَّ الهدايةَ بيده والتَّوفيقَ بيده والمنة منة الله والفضل فضل الله جل وعلا يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفَضل العظيمِ . الفائدة الثَّانية : أنَّ نَيْل الحكمةِ لابدَّ له مِن أسبَاب ؛ حتى ينال العبد بذلك الحكمة . ومَن يتأمَّل قصَّةَ لُقمان الحكيم وأيضاً يتأمل حياتِه يجد أنَّه عبدٌ صالحٌ عابدٌ لله جلَّ وعلا مُقبلٌ على طاعة الله ، أحسنَ في صِلتَه بربِّه ؛ وذُكر في ترجمتِه - كما ذَكر الحافظ ابنُ كثير وغيرُه من أهل العلم - : أنَّه كانَ رجلاً صالحاً ذا عبادةٍ وإقبالٍ على الله جلَّ وعلا وصدقٍ ، وكان قليلَ الكلام كثيرَ الفِكرة والتَّدبُّر ، وكانَ يستفِيدُ من مجالس الخَير ، ويأتي في وصاياه أيضاً الحثُّ على الاستفادة من مجالس العلم ومجالس الخير ، ومن وصاياه المأثورة الوصية بمُشاورة العلماء والاستفادة من أهل العلم ؛ فالشَّاهد أنَّ بذلَ العبدِ للأسباب النَّافعة المقرِّبة إلى الله تبارك وتعالى يَنال به الخيرَ والفلاحَ، وينالُ به الحكمةَ؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِالله» ، وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «إِنَّمَا العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَه» ؛ لابدَّ من بذل السَّبب ، ولا يكفي أن يقول العبدُ: اللَّهم آتني الحكمةَ أو اللَّهم إنِّي أسألكَ العلمَ النَّافع والعملَ الصَّالحَ دون بذلٍ منه للأسباب ؛ بذل الأسباب لابد منه «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِالله» ، والله جلَّ وعلا يقول: ﴿فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ [هود: 123] ، ويقول جلَّ وعلا: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5]. فلابد من بذل الأسباب النافعة المشروعة لنيل الحكمة ؛ وهي العلم النافع والعمل الصالح ووضع الأمور مواضعها . الأمر الثَّالث مما يستفاد من هذا السياق المبارك : أهمِّية شُكر نِعَم الله وعظيم أثَره في ثبات النِّعمة ودوامِها . قال عزَّ وجلَّ : ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ﴾ ، فشكر النعمة هذا له أثر عظيم على العبد في ثبات النعمة ونمائها وزيادتها ، والنِّعمة إذا شُكِرت قرَّتْ ، وإذا كُفِرت فرَّتْ ؛ ولهذا يسمِّي بعضُ العلماء الشُّكرَ: «الحافظَ» ، ويسمونه «الجالِبَ» ؛ يقولون لأنَّه يحفَظ النِّعمَ الموجودة ويجلِبُ النِّعم المفقودةَ ، وهذا يدل عليه قول الله تبارك وتعالى : ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم:7] ، قال: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ﴾ : اشكر لله على نعمتِه عليكَ ومَنِّه وإكرامِه ، ومِن إكرامِه سبحانه وتعالى لهذا العبد الصَّالح أن آتاه الله الحكمةَ ووفَّقه للعِلم النَّافع والعمل الصَّالح ، وهذا السياق المبارك يدلنا على أنَّ العبدَ إذا وُفِّق للعلم ووفق العمل ووفق الخَير أن يكون دائمًا وأبداً شاكرًا لله سبحانه وتعالى معترفًا بنعمة الله عليه وفضلِه وهدايتِه وتوفيقِه ؛ لأن المنة منة الله والفضل فضله سبحانه وتعالى . الأمر الرَّابع : أنَّ شُكر النِّعمة يكون بالقلب واللِّسان والجوارح . وهنا في هذا المقام إذا أوتي العبد نصيباً من الحكمة والعلم النَّافع والعمل الصَّالح فإن شكره لله تبارك وتعالى على هذه النعمة يكونُ بقلبه اعترافًا بنعمة المنعِم وأن ما أوتيه من علمٍ وحكمةٍ وفقهٍ وبصيرةٍ وهدىً وصلاحٍ هو من الله جل وعلا ؛ فيكون الشكر بالقلب اعترافاً بنعمة المنعم وأن النعمة من الله سبحانه وتعالى ، والأمر الثاني باللِّسان بالثناء على الله وحمده وشُكره ، والأمر الثالث بالجوارح بأن يستعملها المنعَم عليه في طاعة الله جلَّ وعلا ، ومن ذلك قوله عز وجل : ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ﴾ [سبأ:13] ، فيَعملُ العبدُ الصَّالحات ويحرصُ على الطَّاعات وعلى صَرف هذه النِّعمة في سبيلِها وطريقِها الَّذي أمَرَه الله تبارك وتعالى به. >>>> يُتبع بإذن الرحمن
|
||||
2014-04-21, 23:16 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
الأمر السَّادس : أنَّ شُكر العبدِ لنعمة الله عائدٌ أثرُه على العبد . |
|||
2014-04-22, 06:51 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
جزاك الله خيرا على الطرح الجميل والطيب. |
|||
2014-04-23, 20:25 | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
اقتباس:
اللهم آمين وجوزيت بمثله أختي ،، ومرروك أجمل وأطيب
جزاك الله خيراً على الوصية ،، اللهم إنّا نسألك أن ترزقنا صحبة صالحة طيبة مباركة ناصحة وتذكرنا بكِ وتجعلنا واياهم تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك وتجمعنا حول حوض نبيك صلوات ربي وسلامه عليه وفي الفردوس الأعلى بمنّك وجودك وتوفيقك وكرمك ... وفيكِ بارك ربي أسعدني مرورك وأسأل الله أن ينفعكِ بما نقلتُه وَصَاحِبْ إِذَا صَاحَبْتَ كُلَّ مُوَفَّقٍ ♦ يَقُودُكَ لِلْخَيْرَاتِ نُصْحًا وَيُرْشِدُ وَإِيَّاكَ وَالْـمَرْءَ الَّذِي إِنْ صَحِبْتَهُ ♦ خَسِـرْتَ خَسَارًا لَيْسَ فِيهِ تَرَدُّدُ ـــــــــــــــــــــــ من قصيدة منهج الحق في العقيدة والأخلاق للسعدي رحمه الله |
||||
2014-04-23, 20:35 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
جزاك الله خيرا |
|||
2014-04-23, 20:44 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
الأمر الثَّاني عشر : مراعاة الأولويَّات في الدَّعوة إلى الله . >>>> يُتبــــــــع بإذن الرحمــــــــــــــن
|
|||
2014-04-23, 20:46 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
آمين وجوزيتِ بمثله أخيتي " أم خليل " ،، بوركتِ على المرور
|
|||
2014-04-24, 09:18 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
بارك الله فيك و جعل الله ما تخطينه في موازين حسناتك |
|||
2014-04-24, 19:53 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
الأمر الثَّامن عشر : أنَّ مِن أعظَم الأمور المعينة على البِّرِّ بالوالدين تذكُّر الجميل السَّابق والإحسانِ المتلاحِق . |
|||
2014-04-25, 21:25 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
الفائدة الحادية والثَّلاثون: فضل الصَّحابة وخيار الأمَّة . |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
وصايا ، لقمان ، الحكيم ، |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc