معنى قوله تعالى ((وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )) سورة النمل (93)
ختم السورة الكريمة بهذا التوجيه الكريم ، للرسول صلى الله عليه وسلم فقال - تعالى - : ( وَقُلِ الحمد للَّهِ ) .
أى : وقل - أيها الرسول الكريم - للناس : الثناء كله ، والفضل كله ، لله - تعالى - وحده . وهو - سبحانه - ( سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ ) الدالة على وحدانيته وقدرته ( فَتَعْرِفُونَهَا ) أى : فتعرفون صدقها . .
وصدق الله - عز وجل - ففى كل يوم ، بل فى كل ساعة ، يرى عبادة بعض آياته الدالة على وحدانيته وقدرته ، فى أنفسهم ، وفى آفاق هذا الكون وما أحكم قوله - تعالى - : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق وفي أَنفُسِهِمْ حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحق )
الوسيط لطنطاوي
بارك الله في جميع من شاركنا هذا الجهد المبارك
واشكر استاذنا أيمن لدقة الاسئلة
كملت السورة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
بارك الله فيك أختنا الفاضلة
أردت من خلال طرح الأسئلة تعميم فائدة ربما سمعتها أو قرأتها وما أردت أن أستفرد بها
فنحن نتعلم من بعضنا البعض وكم من فائدة أخذناها من هنا ربي يعلمنا من علمه
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الجزء الأول من سورة النمل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعريف بسورة النمل
ــــــــــــــــــــــــ
سورة النَّمْل 27/114
التعريف بالسورة :
1) مكية .
2) من المثاني .
3) عدد آياتها .93 ،.
4) ترتيبها السابعة والعشرون .
5) نزلت بعد سورة " الشعراء " .
6) بدأت بأحد حروف الهجاء " طس " ،السورة بها سجدة في الآية 24 ، ذكرت السورة قصة سيدنا سليمان وبلقيس ملكة سبأ ، ذكرت فيها البسملة مرتين في السورة . 7) الجزء "20" ، الحزب "38،39" ، الربع "1،2" . محور مواضيع السورة : سورة النمل من السور المكية التي تهتم بالحديث عن أصول العقيدة التوحيد والرسالة والبعث وهي إحدى سور ثلاث نزلت متتالية ووضعت في المصحف متتالية وهي الشعراء والنمل والقصص ويكاد يكون منهاجها واحدا في سلوك مسلك العظة والعبرة عن طريق قصص الغابرين . سبب نزول السورة : عن سفيان الثوري في قوله " وَسلاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الذين اصْطَفَى " قال : نزلت في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم خاصة خاصة .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
النمل/04
(( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة)) أي لا يصدقون بالبعث. (( زينا لهم أعمالهم)) قيل : أعمالهم السيئة حتى رأوها حسنة. وقيل : زينا لهم أعمالهم الحسنة فلم يعملوها. وقال الزجاج : جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زينا لهم ما هم فيه. (( فهم يعمهون)) أي يترددون في أعمالهم الخبيثة، وفي ضلالتهم. عن ابن عباس. أبو العالية : يتمادون. قتادة : يلعبون. الحسن : يتحيرون؛ قال الراجز :
ومهمه أطرافه في مهمه *** أعمى الهدى بالحائرين العمه تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/05 قوله تعالى: (( أولئك الذين لهم سوء العذاب)) وهو جهنم..
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله. (( أولئك الذين لهم سوء العذاب )) أشدَّه في الدنيا القتل والأسر.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله. (( أولئك الذين لهم سوء العذاب)) أي في الدنيا والآخرة . تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/06 ((لتلقى)) أي لتأخذ (( القرآن من لدن حكيم عليم)) أي من عند حكيم عليم أي حكيم في أمره ونهيه، عليم بالأمور جليلها وحقيرها، فخبره هو الصدق المحض، وحكمه هو العدل التام، كما قال تعالى: (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ))
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله. (( وإنك )) خطاب للنبي (( لتلقَّى القرآن )) يُلقى عليك بشدة (( من لدن )) من عند (( حكيم عليم )) في ذلك.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله. ((وإنك لتلقى القرآن)) أي يلقى عليك فتلقاه وتعلمه وتأخذه. ((من لدن حكيم عليم)) (( لدن)) بمعنى عند إلا أنها مبنية غير معربة، لأنها لا تتمكن، وفيها لغات ذكرت في "الكهف" وهذه الآية بساط وتمهيد لما يريد أن يسوق من الأقاصيص، وما في ذلك من لطائف حكمته، ودقائق علمه. تفسير الإمام القرطبي رحمه الله. (( وَإِنَّك لَتُلَقَّى الْقُرْآن )) يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَإِنَّك يَا مُحَمَّد لَتُحَفَّظ الْقُرْآن وَتُعَلَّمهُ .' يَقُول : مِنْ عِنْد حَكِيم بِتَدْبِيرِ خَلْقه , عَلِيم بِأَنْبَاءِ خَلْقه وَمَصَالِحهمْ , وَالْكَائِن مِنْ أُمُورهمْ , وَالْمَاضِي مِنْ أَخْبَارهمْ , وَالْحَادِث مِنْهَا.
تفسير الإمام الطبري رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/07
اذكر: (( إذ قال موسى لأهله )) زوجته عند مسيره من مدين إلى مصر (( إني آنست )) أبصرت من بعيد (( ناراً سآتيكم منها بخبر )) عن حال الطريق وكان قد ضلها (( أو آتيكم بشهاب قبس )) بالإضافة للبيان أي شعلة نار في رأس فتيلة أو عود (( لعلكم تصطلون )) والطاء بدل من تاء الافتعال من صلى بالنار بكسر اللام وفتحها: تستدفئون من البرد.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله. (( إني آنست نارا)) أي أبصرتها من بعد. قال الحرث بن حلزة : آنست نبأة وأفزعها القناص *** عصرا وقــــد دنا الإمساء
(( شهاب قبس)) إضافة النوع والجنس، كما تقول : هذا ثوب خز، وخاتم حديد وشبهه. والشهاب كل ذي نور؛ نحو الكوكب والعود الموقد. والقبس اسم لما يقتبس من جمر وما أشبهه؛ فالمعنى بشهاب من قبس. يقال. أقبست قبسا؛ والاسم قبس. كما تقول : قبضت قبضا. والاسم القبض.
(( لعلكم تصطلون)) أصل الطاء تاء فأبدل منها هنا طاء؛ لأن الطاء مطبقة والصاد مطبقة فكان الجمع بينهما حسنا، ومعناه يستدفئون من البرد. يقال : اصطلى يصطلي إذا استدفأ.
قال الشاعر :
النار فاكهة الشتاء فمن يرد *** أكل الفواكه شاتيا فليصطل
الزجاج : كل أبيض ذي نور فهو شهاب. أبو عبيدة : الشهاب النار.
قال أبو النجم :
كأنما كان شــــهابا واقدا *** أضاء ضوءا ثم صار خامدا
تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/08
(( فنودي أن بورك من في النار)) قال ابن عباس: تقدس (( ومن حولها)) أي من الملائكة.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله. (( فلما جاءها نودي أن )) أي بأن (( بورك )) أي بارك الله (( من في النار )) أي موسى (( ومن حولها )) أي الملائكة، أو العكس.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/10 وقوله تعالى: (( يا موسى إنه أنا اللّه العزيز الحكيم)) أعلمه أن الذي يخاطبه ويناجيه هو ربه، العزيز الذي عزَّ كل شيء وقهره وغلبه، الحكيم في أقواله وأفعاله، ثم أمره أن يلقي عصاه من يده، ليظهر له دليلاً واضحاً على أنه الفاعل المختار القادر على كل شيء، فلما ألقى موسى تلك العصا من يده انقلبت في الحال حية عظيمة هائلة في غاية الكبر وسرعة الحركة مع ذلك، ولهذا قال تعالى: (( فلما رآها تهتز كأنها جان)) والجان ضرب من الحيات أسرعه حركة وأكثره اضطراباً، فلما عاين موسى ذلك (( ولى مدبرا ولم يعقب)) أي لم يلتفت من شدة فرقه (( يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون)) أي لا تخف مما ترى فإني أريد أن أصطفيك رسولا، وأجعلك نبيا وجيهاً. تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/14
(( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)) أي[واستيقنتها] تيقنوا أنها من عند الله وأنها ليست سحرا، ولكنهم [جحدوا]كفروا بها وتكبروا أن يؤمنوا بموسى. وهذا يدل على أنهم كانوا معاندين. و (( ظلما)) و (( علوا)) منصوبان على نعت مصدر محذوف، أي وجحدوا بها جحودا ظلما وعلوا. والباء زائدة أي وجحدوها؛ قال أبو عبيدة. (( فانظر)) يا محمد (( كيف كان عاقبة المفسدين)) أي آخر أمر الكافرين الطاغين، انظر ذلك بعين قلبك وتدبر فيه. تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/16
(( وورث سليمان داود)) أي في الملك والنبوة، وليس المراد وراثة المال إذ لو كان كذلك لم يخص سليمان وحده بين سائر أولاد داود، ولكن المراد بذلك وراثة الملك والنبوة، فإن الأنبياء لا تورث أموالهم، كما أخبر بذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في قوله: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه فهو صدقة" (( وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء)) أي أخبر سليمان بنعم اللّه عليه فيما وهبه له من الملك التام والتمكين العظيم، حتى إنه سخر له الإنس والجن والطير؛ وكان يعرف لغة الطير والحيوان أيضاً على اختلاف أصنافها. تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/17
(( وحشر لسليمان)) (( حشر)) جمع والحشر الجمع ومنه قوله عز وجل (( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا)) [ الكهف 47] واختلف الناس في مقدار جند سليمان عليه السلام؛ فيقال : كان معسكره مائة فرسخ في مائة : خمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للطير، وخمسة وعشرون للوحش، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلاثمائة منكوحة وسبعمائة سرية. ابن عطية : واختلف في معسكره ومقدار جنده اختلافا شديدا غير أن الصحيح أن ملكه كان عظيما ملأ الأرض، وانقادت له المعمورة كلها. (( فهم يوزعون)) معناه يرد أولهم إلى آخرهم ويكفون. قال قتادة : كان لكل صنف وزعة في رتبتهم ومواضعهم من الكرسي ومن الأرض إذا مشوا فيها. يقال : وزعته أوزعه وزعا أي كففته. والوازع في الحرب الموكل بالصفوف يزع من تقدم منهم. تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/18
(( حتى إذا أتوْا على وادِ النمل )) هو بالطائف أو بالشام، نمله صغار أو كبار (( قالت نملة )) ملكة النمل وقد رأت جند سليمان (( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم )) يكسرنكم (( سليمان وجنوده وهم لا يشعرون)) نزل النمل منزلة العقلاء في الخطاب بخطابهم.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/19
(( أوزعني)) أي ألهمني أن أشكر نعمتك التي مننت بها علي من تعليمي منطق الطير والحيوان، وعلى والدي بالإسلام لك، والإيمان بك.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/20
(( وتفقّد الطير )) ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت الأرض ويدل عليه بنقره فيها فتستخرجه الشياطين لاحتياج سليمان إليه للصلاة فلم يره (( فقال ماليَ لا أرى الهدهد )) أي أعرضَ لي ما منعني من رؤيته (( أم كان من الغائبين )) فلم أره لغيبته فلما تحققها. تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
قصة موسى عليه السلام في سورة النمل وسورة القصص (مقارنة)
قال لي أحدهم مرة لو كتبت في قصة موسى في سورتي النمل والقصص، فإن بينهما تشابها كبيرا ولا يتبين سر الاختلاف في التعبير بينهما من نحو قوله تعالى: "فلما جاءها نودي" و "فلما أتاها نودي" ، وقوله: "وأدخل يدك في جيبك" و "اسلك يدك في جيبك" وما إلى ذلك. فأنهدني قوله إلى أن أكتب في ذلك، وطلبت من الله أن يعينني على ما عزمتُ ععليه، وأن يبصرني بمرامي التعبير في كتابه الحكيم، وأن يفتح عليّ من كنوز علمه الواسع الذي لا يحد فتحا مباركا، إنه سميع مجيب.
إن الذي أوردته من سورة النمل، هو كل ما ورد عن قصة موسى في السورة. وأما ما ذكرته من سورة القصص فهو جزء يسير من القصة، فقد وردت القصة مفصلة ابتداء من قبل أن يأتي موسى إلى الدنيا إلى ولادته، وإلقائه في اليم والتقاطه من آل فرعون، وإرضاعه ونشأته وقتله المصري وهربه من مصر إلى مدين، وزواجه وعودته بعد عشر سنين وإبلاغه بالرسالة من الله رب العالمين، وتأييده بالآيات، ودعوته فرعون إلى عبادة الله إلى غرق فرعون في اليم، وذلك من الآية الثانية إلى الآية الثالثة والأربعين.
فالقصة في سورة القصص إذن مفصلة مطولة، وفي سورة النمل موجزة مجملة. وهذا الأمر ظاهر في صياغة القصتين، واختيار التعبير لكل منهما.
هذا أمر، والأمر الثاني أن المقام في سورة النمل، مقامُ تكريم لموسى أوضح مما هو في القصص، ذلك أنه في سورة القصص، كان جو القصة مطبوعا بطابع الخوف الذي يسيطر على موسى عليه السلام، بل إن جو الخوف كان مقترنا بولادة موسى عليه السلام، فقد خافت أمه فرعونَ عليه، فقد قال تعالى: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي" القصص: 7، ويستبد بها الخوف أكثر حتى يصفها رب العزة بقوله: "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا" القصص:10
ثم ينتقل الخوف إلى موسى عليه السلام، ويساوره وذلك بعد قتله المصري: "فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ 18". فنصحه أحدُ الناصحين بالهرب من مصر لأنه مهدد بالقتل: "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ 21" ، وطلب من ربه أن ينجيه من بطش الظالمين: "قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 21" . فهرب إلى مدين وهناك اتصل برجل صالح فيها، وقص عليه القصص فطمأنه قائلا: " لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 25"
وهذا الطابع ـ أعني طابع الخوف ـ يبقى ملازما للقصة إلى أواخرها، بل حتى إنه لما كلفه ربه بالذهاب إلى فرعون راجعه وقال له: إنه خائف على نفسه من القتل: "قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ 33"، وطلب أخاه ظهيرا له يعينه ويصدقه لأنه يخاف أن يكذبوه: "وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ 34"
في حين ليس الأمر كذلك في قصة النمل، فإنها ليس فيها ذكر للخوف إلا في مقام إلقاء العصا. د فاضل السامرائي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الجزء الثاني من سورة النمل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
قصة موسى عليه السلام في سورتي النمل والقصص * مقارنة
1ـ قال تعالى في سورة النمل: " إِنِّي آنَسْتُ نَاراً " وقال في سورة القصص: "آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً" فزاد : " مِنْ جَانِبِ الطُّورِ" وذلك لمقام التفصيل الذي بنيت عليه القصة في سورة القصص.
2 ـ قال في سورة النمل: "إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً" وقال في سورة القصص: " قَالَ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً" بزيادة "امْكُثُوا". وهذه الزيادة نظيرة ما ذكرناه آنفا، أعني مناسبة لمقام التفصيل الذي بنيت عليه القصة بخلاف القصة في النمل المبنية على الإيجاز.
3 ـ قال في النمل: " سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ". وقال في القصص: " لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ". فبنى الكلام في النمل على القطع "سَآتيكُم" وفي القصص علىالترجي "لعَلّي آتيكُمْ". وذلك أن مقام الخوف في القصص لم يدعه يقطع بالأمر فإن الخائف لا يستطيع القطع بما سيفعل بخلاف الآمن. ولما لم يذكر الخوف في سورة النمل بناه على الوثوق والقطع بالأمر. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إن ما ذكره في النمل هو المناسب لمقام التكريم لموسى بخلاف ما في القصص. ومن ناحية ثالثة، ؟إن كل تعبير مناسبٌ لجو السورة الذي وردت فيه القصة، ذلك أن الترجي من سمات سورة القصص، والقطع من سمات سورة النمل. فقد جاء في سورة القصص قوله تعالى: "عَسى أن ينْفَعَنا أوْ نَتّخِذَهُ وَلَدا" وهو ترَجٍّ. وقال: ""عَسَى رَبّي أَن يَهْدِيَني سَوَاءَ السّبيلِ" وهو ترجٍّ أيضا. وقال: " لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ" وقال "لَعَلّكُم تَصْطَلونَ"، وقال: "لَعَلّي أَطّلِعُ إلى إِلَهِ موسَى"، وقال: "لَعَلّهُمْ يَتَذكّرونَ " ثلاث مرات في الآيات 43، 46، 51، وقال: "فَعَسَى أَنْ يَكونَ مِنَ المُفْلِحينَ"، وقال: "ولَعَلّكُم تَشكُرونَ 73"وهذا كله ترجّ. وذلك في عشرة مواطن في حين لم يرد الترجي في سورة النمل، إلا في موطنين وهما قوله: "لَعَلّكُمْ تَصْطَلونَ"، وقوله: "لَعَلّكُمْ تُرْحَمونَ" وقد تردد القطع واليقين في سورة النمل، من ذلك قوله تعالى على لسان الهدهد: "أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ"النمل:22 ، وقوله على لسان العفريتلسيدنا سليمان: "أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ" النمل: 39 وقوله على لسان الذي عنده علم من الكتاب: "أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ " النمل:40 فانظر كيف ناسب الترجي ما ورد في القصص، وناسب القطع واليقين ما ورد في النمل.
ثم انظر بعد ذلك قوله تعالى في القصة: "سَآتيكُمْ مِنْها بِخَبَر" ومناسبته لقوله تعالى في آخر السورة: "الْحَمْدُ لِلّه سَيُريكُمْ آيَلتِهِ فَتَعْرِفوَها 93" وانظر مناسبة "سَآتيكُمْ" لـ "سَيُرِيَكُمْ". وبعد كل ذلك، انظر كيف تم وضع كل تعبير في موطنه اللائق به.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
ـ قال في النمل: "وَأدخِلْ يَدَكَ في جَيْبِك" وقال في القصص: "اسْلُك يَدَكَ في جَيْبِك" لقد استعمل في سورة القصص أمر الفعل (سلك) الذي يستعمل كثيرا في سلوك السبل فيقال: سلك الطريق والمكان سلكا، قا تعالى: "والله جَعَلَ لَكُم الأرْضَ بِساطا 19 لتَسْلُكوا مِنها سُبُلا فِجاجا 20" نوح، ذلك لأنه تردد سلوك الأمكنة والسبل في قصة موسى في القصص، بخلاف ما ورد في النمل. فقد ورد فيها، أي: في سورة القصص سلوك الصندوق بموسى وهو ملقى في اليم إلى قصر فرعون، وسلوك أخته وهي تقص أثره. وسلوك موسى الطريق إلى مدين بعد فراره من مصر، وسلوكه السبيل إلى العبد الصالح في مدي، وسير موسى بأهله وسلوكه الطريقَ إلى مصر، حتى إنه لم يذكر في النمل سيرَه بأهله بعد قضاء الأجل بل إنه طوى كل ذكر للسير والسلوك في القصة فقال مبتدئا: "إذْ قالَ موسَى لأهْلِهِ إنّي آنَسْتُ نارا سآتيكُمْ مِنها بِخَبر" بخلاف ما ورد في القصص، فإنه قال: "فلمّا قّضى موسى الأجَلَ وسارَ بأهلِهِ آنَسَ منْ جانِبِ الطورِ نارا" فحسن ذكر السلوك في القصص دون النمل.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إن الفعل (دخل) ومشتقاته تكرر خمس مرات (11) في النمل في حين لم يرد هذا الفعل ولا شيء من مشتقاته في القصص، فناسب ذكره في النمل دون القصص. ومن ناحية أخرى إن الإدخال أخص من السَّلك أو السلوك اللذين هما مصدر الفعل سلك، لأن السَّلك أو السلوك قد يكون إدخالا وغير إدخال، تقول: سلكت الطريق وسلكت المكان، أي: سرت فيه، وتقول: سلكت الخيط في المخيط، أي: أدخلته فيه. فالإدخال أخص وأشق من السلك والسلوك. فإن السَّلك قد يكون سهلا ميسورا، قال تعالى في النحل: "فاسْلُكي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً 69" فانظر كيف قال (ذللا) ليدلل على سهولته ويسره، وقال: "ألمْ تَرَ أنّ الله أنْزَلَ مِن السّماءِ ماء فَسَلَكَهُ ينابِيعَ في الأَرْضِ 21" الزمر. وهل هناك أيسر من سلوك الماء في الأرض وغوره فيها؟
فناسب وضع السلوك في موطن السهولة واليسر، ووضع الإدخال في موطن المشقة والتكليف الصعب. لقد ناسب الإدخال أن يوضع مع قوله: "سآتيكُمْ مِنها بِخَبَرٍ" وقوله: "فَلَمّا جاءَها" ومهمة التبليغ إلى فرعون وقومه. وناسب أن يوضع السلوك في مقام الخوف، وأن يوضع لإدخال في مقام الأمن والثقة.
وناسب أن يوضع الإدخال وهو أخص من السلوك مع (الشهاب القبس) الذي هو أخص من الجذوة، وأن يوضع السلوك وهو أعم من الإدخال مع الجذوة من النار التي هي أعم من الشهاب القبس. فكل لفظة وضعت في مكانها الملائم لها تماما
16 ـ قال في القصص: "واضْمُم إلَيْكَ جَناحَكَ مِن الرّهْب" ولم يذكر مثل ذلك في النمل. و(الرهب) هو الخوف ، وهو مناسب لجو الخوف الذي تردد في القصة، ومناسب لجو التفصيل فيها بخلاف ما في النمل.
17 ـ قال في النمل: "في تِسْعِ آياتٍ" وقال في القصص: "فَذانِكَ بُرهانانِ" فقد أعطاه في النمل تسع آيات إلى فرعون، وذكر في القصص برهانين، وذلك لما كان المقام في النمل مقامَ ثقة وقوة وسّع المهمة، فجعلهما إلى فرعون وقومه، ووسّع الآيات فجعلها تسعا، ولما كان المقام مقام خوف في القصص، ضيّق المهمة وقلل من ذكر الآيات. وكل تعبير وضع في مكانه المناسب.
ثم إن استعمال كلمة (الآيات) في النمل مناسب لما تردد من ذكر للآيات والآية في السورة فقد تردد ذكرُهما فيها عشر مرات، في حين تردد في القصص ست مرات. فناسب وضع (الآيات) في النملووضع البرهان في القصص الذي تردد فيها مرتين، في حين ورد في النمل مرة واحدة، فناسب كل تعبير مكانه.
18ـ قال في النمل: "إلَى فِرْعَوْنَ وَقوْمِهِ" وقال في القصص: "إلى فِرْعَوْنَ ومَلئِهِ" فوسع دائرة التبليغ في النمل كما ذكرنا، وذلك مناسب لجو التكريم في القصة، ومناسب لثقة موسى بنفسه التي أوضحتها القصة. ولما وسّع دائرة التبليغ وسّع الآيات التي أعطيها، بخلاف ما ورد في القصص
19 ـ قال في النمل: "فلَمّا جاءَتْهُم آياتُنا مُبْصِرَة ً قالوا هذا سِحْرٌ مُبينٌ" ومعنى ذلك أن موسى قبل المهمة ونفذها من دون ذكر لتردد أو مراجعة، وهو المناسب لمقام القوة والثقة والتكريم، في حين قال في القصص: "قال ربّ إني قتلت منهم نفسا فأخافُ أن يَقتُلونِ"، فذكر مراجعته لربه وخوفه على نفسه من القتل، وهو المناسب لجو الخوف في السورة ولجو التبسط والتفصيل في الكلام. وكل تعبير مناسب لموطنه الذي ورد فيه كما هو ظاهر. والله أعلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) الآية 22 من سورة النمل ( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ) أى فمكث الهدهد زماناً غير بعيد من تهديد سليمان له ، ثم أتاه فقال له : ( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ) أى : علمت أشياء أنت لم تعلمها . وابتدأ كلامه بهذه الجملة التى فيها ما فيها من المفاجآت لترغيبه فى الإصغاء إليه ، ولاستمالة قلبه لقبول عذره بعد ذلك .
وسبأ فى الأصل : اسم لسبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، ثم صار بعد ذلك اسما لحى من الناس سموا باسم أبيهم ، أو صار اسما للقبيلة ، أو لمدينة تعرف بمأرب باليمن .
بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال .
وقد قرأ بعضهم هذا اللفظ بالتنوين باعتباره اسم رجل ، وقرأه آخرون بغير تنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،.. (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ) الآية 23 من سورة النمل ( وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ) أى : لها سرير ملك فخم ضخم يدل على غناها وترفها ، ورقى مملكتها فى الصناعة وغيرها .
والمراد أن لها عرشاً عظيماً بالنسبة إلى أمثالها من الدنيا .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،.. (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ ) الآية 24 من سورة النمل ( فَصَدَّهُمْ ) أى فمنعهم الشيطان ( عَنِ السبيل ) الحق ( فَهُمْ ) بسبب ذلك ( لاَ يَهْتَدُونَ ) إلى عبادة الله - تعالى - الذى لا معبود بحق سواه .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،.. (أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ) الآية 25 من سورة النمل ( الذي يُخْرِجُ الخبء ) أى : الذى يظهر الشىء المخبوء فى السموات والأرض ، كائناً ما كان هذا الشىء ، لأنه - سبحانه - لا يخفى عليه شىء فيهما .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،.. (اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ) الآية 28 من سورة النمل فقال للهدهد ( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ) قرأ أبو عمرو ، وعاصم ، وحمزة : ساكنة الهاء ، ويختلسها أبو جعفر ، ويعقوب وقالون كسرا ، والآخرون بالإشباع كسرا ) ( ثم تول عنهم ) تنح عنهم فكن قريبا منهم ) ( فانظر ماذا يرجعون ) يردون من الجواب . وقال ابن زيد : في الآية تقديم وتأخير مجازها : اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ، ثم تول عنهم ، أي : انصرف إلي ، فأخذ الهدهد الكتاب فأتى به إلى بلقيس ، وكانت بأرض يقال لها " مأرب " من صنعاء على ثلاثة أيام ، فوافاها في قصرها وقد غلقت الأبواب ، وكانت إذا رقدت غلقت الأبواب وأخذت المفاتيح فوضعتها تحت رأسها ، فأتاها الهدهد وهي نائمة مستلقية على قفاها ، فألقى الكتاب على نحرها ، هذا قول قتادة . وقال مقاتل : حمل الهدهد الكتاب بمنقاره حتى وقف على رأس المرأة وحولها القادة والجنود فرفرف ساعة والناس ينظرون إليه ، حتى رفعت المرأة رأسها فألقى الكتاب في حجرها .
تفسير البغوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،.. (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ) الآية 29 من سورة النمل ( قالت ) لهم بلقيس : ) ( يا أيها الملأ ) وهم أشراف الناس وكبراؤهم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الجزء الثالث من سورة النمل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/36 ((فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ)) ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( أتمدونن بمال؟)) أي أتصانعونني بمال لأترككم على شركم وملككم؟ تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.
(( أتمدونني)) أتزيدونني مالا إلى ما تشاهدونه من أموالي. تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
**مع العلامة ابن باديس ومن مجالس التذكير حول قصة سيدنا سليمان والهدهد وملكة سبأ
الآية الرابعة
{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)} [النمل: 18].
{أتوا على وادي النمل} هبطوا إليه من مكان أعلى منه، وهو بالشام أو بالحجاز، لم تتوقف العبرة على تعيينه فلم يعين، وأضيف للنمل لكثرته فيه.
{نملة} لفظها مؤنث، ومعناها محتمل مثل شاة وحمامة.(1) ذكر هذا الحديث ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 180) بلفظ: "من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن" قال ابن الأثير: أي من يكف عن ارتكاب العظائم مخافة السلطان أكثر ممن يكفّه القرآن والله تعالى؛ يقال: وَزَعَهُ يَزَعُهُ وَزْعًا فهو وازِعٌ، إذا كفَّهُ ومنعه". {مساكنكم} هي قرى النمل التي يسكنها تحت وجه الأرض، المحكمة الوضع والتركيب والتقسيم. ولذلك قيل فيها: مساكن، ولم يقل غيران (1).
{لا يحطمنكم} لا يكسرنكم بالحوافر والأقدام.
{لا يشعرون} لا يحسون بوجودكم.
الإتيان بـ"إذا" وجوابها، لإفادة أن قولها كان بسبب إتيانهم عند أول ما أتوا.
{لا يحطمنكم} نهتهم عن أن يحطمهم، والحطم ليس من فعلهم حتى ينهوا عنه، وإنما المعنى: لا تكونوا خارج مساكنكم فيحطمكم، فنهتهم عن السبب، والمراد النهي عن السبب، لما في ذلك من الإيجاز المناسب لسرعة الإنذار لسرعة النجاة، ولما في ذكر المسبب- وهو الحطم- من التخويف الحامل على الإسراع إلى الدخول.
والجملة مؤكدة للأولى فكأنها قالت: ادخلوا مساكنكم لا تبقوا خارجها. ونظير التركيب في التعبير بالمسبب عن المسبب: لا أرينك ههنا؛ أي لا تكن هنا فأراك. المعنى:
سار سليمان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في تلك الجنود العظيمة يحيط به الإنس والجن وتظلّلهم الطير، حتى هبطوا على وادي النمل، فرأتهم كبيرة النمل وقائدته، فصاحت في بني جنسها، فنادتهم للتنبيه، وأرشدتهم إلى طريق النجاة: بأمرهم الدخول في مساكنهم، وحذرتهم من الهلاك بحطم سليمان وجنوده لهم عن [عدم]. (2) شعور منهم، فلا يكون اللوم عليهم، وإنما اللوم على النمل إذْ (3) لم يسرع بالدخول.
عبرة وتعليم:
عاطفة الجنسية غريزة طبيعية:
فهذه النملة لم تهتم بنفسها فتنجو بمفردها.
ولم ينسها هول ما رأت من عظمة ذلك الجند إنذار بني جنسها؛ إذ كانت تدرك بفطرتها أن لا حياة لها بدونهم، ولا نجاة لها إذا لم تنج معهم، فانذرتهم في أشد ساعات الخطر أبلغ الإنذار. ولم ينسها الخوف على نفسها وعلى بني جنسها من الخطر الداهم، أن تذكر عذر سليمان وجنده.
فهذا يعلمنا أن لا حياة للشخص إلاّ بحياة قومه، ولا نجاة لهم إلاّ بنجاتهم، وأن لا خير لهم فيه إلاّ إذا شعر بأنه جزء منهم.(1) جمع غار، وهو كل منخفض من الأرض (المعجم الوسيط: [ص:665]).
(2) ما بين حاصرتين ساقط من الأصل؛ وهي زيادة ضرورية لاستقامة المعنى.
(3) كانت بالأصل: "إذا" والصواب ما أثبتناه. ومظهر هذا الشعور أن يحرص على خيرهم كما يحرص على نفسه، وألا يكون اهتمامه بها دون اهتمامه بهم.
واجب القائد والزعيم:
هذه النملة هي كبيرة النمل، فقد كان عندها من قوة الإحساس ما أدركت به الخطر قبل غيرها، فبادرت بالإنذار.
فلا يصلح لقيادة الأمة وزعامتها إلاّ من كان عنده من بعد النظر، وصدق الحدس، وصائب الفراسة، وقوة الإدراك للأمور قبل وقوعها، ما يمتاز به عن غيره، ويكون سريع الإنذار بما يحس وما يتوقع.
عظة بالغة:
هذه نملة وفت لقومها، وأدت نحوهم واجبها!!
فكيف بالإنسان العاقل فيما يجب عليه نحو قومه؟!
هذه عظة بالغة لمن لا يهتم بأمور قومه، ولا يؤدي الواجب نحوهم، ولمن يرى الخطر داهماً لقومه، فيسكت ويتعامى، ولمن يقود الخطر إليهم ويصبه بيده عليهم.آه ما أحوجنا- معشر المسلمين- إلى أمثال هذه النملة!
الآية الخامسة
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)} [النمل: 19].
(التبسم) انفراج الشفتين على الأسنان، وقد يكون للغضب، وقد يكون للسخرية، وقد يكون للضحك، وهو الأكثر، وهو بدايته؛ ولهذا قيد بـ"ضاحكًا".
{أوزعني أن أشكر} ألهمني شكر نعمتك. وتحقيقه في اللغة والتصريف، أنك تقول: وزعت الشيء أي كففته وأوزعني الله الشيء أي جعلني أزع ذلك الشيء أي أكفه. كما تقول: ركبت الفرس وأركبني زيد الفرس، أي جعلني أركبه، فأوزعني شكر نعمتك: أي اجعلني أزع أي أكف شكر نعمتك، أي أمنعه من أن يذهب عني وينفلت مني، فالمقصود: اجعلني ملازما لشكرك فلا أنفك لك شاكراً.
{نعمتك} عام يشمل كل نعمة لله عليه وعلى والديه.{وأن أعمل} معطوف على {أن أشكر} فيقدر مثل تقديره.
{ترضاه} وصف مؤكد وقد يكون للتقييد على ما سيأتي، لأن العمل الصالح يرضى عنه الله، وإنما ذكر الوصف؛ ليفيد أن رضى الله مقصود بالعمل الصالح.
{أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} اجعلني معهم. وأكمل الصالحين الأنبياء والمرسلون صلى الله وسلم عليهم أجمعين.
وتحقيقه: أن الصالحين بما امتازوا به من كمال صاروا كأنهم في حمى خاص بهم، لا يدخل عليهم فيه إلاّ من كان مثلهم، فلهم مقامهم في الرفيق الأعلى، ولهم منازلهم في الجنة، ولهم ذكرهم الطيب عند الله وعند العباد. وهذه المنازل والمقامات لا يدخلها العبد إلاّ برحمة من الله بتيسير لأسبابها، وتفضل عظيم.
المعنى:
لما سمع سليمان- عليه الصلاة والسلام- كلام النملة تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ السرور والتعجب من قولها، وطلب من ربه- تعالى- أن يلهمه شكر ما أنعم به عليه وعلى والديه، وأن يلهمه عملاً صالحاً ينال به رضاه، وطلب منه تعالى أن يجعله في الصالحين، بأن يثبت اسمه بينهم، ويقرن ذكره بذكرهم، ويلحقه بهم، ويسكنه الجنة معهم، بما يغمره به من رحمته وفضله وإحسانه.
توجيه:
وصدور ذلك الإنذار البليغ من مثل تلك النملة في ضعفها وصغرها طريف مستظرف، ككل شيء يصدر من حيث لا ينتظر صدوره منه، فهذا مبعث تعجب سليمان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وشهادة النملة له ولجنوده بأنهم لو وطئوا النمل لوطئوه عن غير شعور، فهم لرحمتهم وشفقتهم وارتباطهم بزمام التقوى وأخذهم بالعدل لا يتعمدون التعدي على أضعف المخلوقات العجماء. هذه الشهادة أدخلت السرور على سليمان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما دلت عليه من ثبوت هذا الوصف العظيم له ولجنده، وظهوره منهم واشتهارهم به. كما بعث سروره شعوره بما آتاه الله من الملك العظيم والعلم الذي لم يؤته غيره، حتى فهم ما همست به النملة، وهي من الحكل (1) الذي ليس له صوت يستبان في حال من الأحوال.
أدب من سرّته النعمة:
نعم الله على العبد تدخل عليه السرور بجبلة الفطرة، والفرح بنعمة الله من الاعتراف بفضله والإكبار لنواله.
ومن أدب العبد- حينئذ- أن يسأل الله التوفيق لشكر تلك النعمة بصرفها في الطاعة،(1) الحُكْلُ: جمع أحْكَل، وهو الأعجم من الطيور والبهائم، وما لا يسمع له صوت كالذر والنمل (المعجم الوسيط: [ص:190]).والتوفيق بشكرها، بما يقوم به من أعمال صالحة في رضى الله، كما فعل سليمان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
إذا أنعم الله على الأبوين بنعمة الإيمان والصلاح، فهي نعمة على ولدهما إذا اتبعهما، وتكون تلك النعمة من الله عليهما سيما في حسن تربيتهما له وتوجيهه في الوجهة الصالحة.
كما أن نعمة الله على الولد هي نعمة على والديه فهو من أثرهما، ومثل حسناته في ميزانهما، لأنهما أصل ذلك وسببه، ويدعو له الناس، فيدعون لهما ويدعو هو لهما، وقد يؤذن له فيشفع لهما. فالنعمة على الوالد هي نعمة مزدوجة بينهما، ولهذا ذكر سليمان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نعمة الله على والديه مع نعمته عليه.
الغاية المطلوبة:
إن شعور العبد برضى الله عنه، هو أعظم لذة روحية تعجز عن تصويرها الألسن. وإحلال الرضوان على أهل الجنة أكبر من كل ما في الجنة من نعيم؛ فالغاية التي يسعى إليها الساعون ويعمل لها العاملون هي رضى الله.
فالعمل الصالح ترتضيه العقول، وتستعذبه الفطر، ولكنه لا يفيد صاحبه إذا لم يبغ به مرضاة الله؛ ولهذا قال سليمان - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {ترضاه}.
جمع وتحقيق:
قال الله تعالى:
{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32]. فأفاد أن الأعمال سبب في دخول الجنة.
وفي هذه الآية: {وأدخلني برحمتك} فأفاد أن الدخول بالرحمة ولا منافاة ما بينهما.
فالأعمال سبب شرعي لدخول الجنة، والهداية إليه والتوفيق فيه وقبوله هو رحمة من الله جزاء؛ لأنه لا ينتفع به؛ إذ هو الغني عن خلقه، وإنما تفضل فجعله سبباً في نيل ثوابه، ثم تفضل فجعل الجزاء مضاعفاً إلى عشرة أضعاف كثيرة، إلى الموفي للصابرين أجرهم بغير حساب.
دقيقة روحية:
إن الأرواح النورانية الطاهرة السامية لا لذة لها حقيقية في هذا العالم الفاني المادي المنحط، وإنما لذتها الحقيقية في عالمها العالي الأقدس، وفي الرفيق الأعلى الأطهر، وفي معاشرة أمثالها من النفوس الطيبة الزكية، في ذلك القدس الأسنى، فهي دائمة الشوق إليه، والانجذاب نحوه.
ولذا كان من دعوات الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- الدخول في الصالحين واللحوق بهم؛ مثل قول سليمان هنا، وقول إبراهيم: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [الشعراء: 83]. وقول يوسف: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 151].
وفقنا الله لشكر ما مَنَّ به من سابق النعمة، وللقيام فيما بقي من العمر بواجب الخدمة، وختم لنا باللحوق بعباده الصالحين آمين.
الآية 37من سورة النمل ( وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ) أى : ووالله لنخرجن هذه الملكة وقومها من بلاد سبأ ، حالة كونهم أذلة ، وحالة كونهم مخزومين مقهورين ، بعد أن كانوا فى عزة وقوة .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
(قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) الآية 38من سورة النمل مُسْلِمِينَ أى : قال سليمان لجنوده : أى واحد منكم يستطيع أن يحضر لى عرش هذه الملكة قبل أن تحضر إلى هى وقومها مسلمين ، أى : منقادين طائعين مستسلمين لما أمرتهم به .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
(قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) الآية 39من سورة النمل عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ والعفريت : هو المارد القوى من الشياطين ، الذين سخرهم الله - تعالى - لخدمة سليمان وللقيام بأداء ما يكلفهم به . ويقال له : عفرين ، وعفريتة - بكسر العين وسكون الفاء - .
أى : قال عفريت من الجن لسليمان : أنا آتيك بعرش هذه الملكة ، قبل أن تقوم من مقامك ، أى : قبل أن تقوم من مجلسك هذا الذى فيه للقضاء بين الناس . او قبل أن تقف من جلوسك .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) الآية 40من سورة النمل عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ قالوا : والمراد بهذا الذى عنده علم من الكتاب : آصف بن برخيا ، وهو رجل من صلحاء بنى إسرائيل ، آتاه الله - تعالى - من لدنه علما ، وكان وزيرا لسليمان .
قالوا : وكان يعلم اسم الله الأعظم ، الذى إذا دعى به - سبحانه - أجاب الداعى ، وإذا سئل به - تعالى - أجاب السائل .
قيل : المراد به سليمان نفسه ، ويكون الخطاب على هذا العفريت ، فكأنه استبطأ ما قاله العفريت فقال له : - على سبيل التحقير - أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك .
وقيل : المراد به جبريل ، والأول هو المشهور عند المفسرين .
أى : قال الرجل الذى عنده علم من كتاب الله - تعالى - يا سليمان أنا آتيك بعرش بلقيس ، قبل أن تغمض عينك وتفتحها ، وهو كناية عن السرعة الفائقة فى إحضاره .
وفى ذلك ما فيه من الدلالة على شرف العلم وفضله وشرف حاملية وفضلهم وأن هذه الكرامة التى وهبها الله - تعالى - لهذا الرجل ، كانت بسبب ما آتاه - سبحانه - من علم .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
من قوله تعالى : (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ) الآية41 من سورة النمل قوله : ( نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا ) من التنكير الذى هو ضد التعريف ، وهو جعل الشىء على هيئة تخالف هيئته السابقة حتى لا يعرف .
أى : قال سليمان لجنوده ، بعد أن استقر عنده عرش بلقيس : غيروا لهذه الملكة عرشها ، كأن تجعلوا مؤخرته فى مقدمته ، وأعلاه أسفله .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته الآية44 من سورة النمل الصَّرْح: إما أن يكون القصر المشيد الفخم، , وإما أن يكون البهو الكبير الذي يجلس فيه الملوك مثل: إيوان كسرى مثلاً،
فلما دخلتْ { حَسِبَتْهُ لُجَّةً } [النمل: 44] ظنَّته ماءً، والإنسان إذا رأى أمامه ماءً أو بَلَلاً يرفع ثيابه بعملية آلية قَسْرية حتى لا يصيبه البَلَل؛ لذلك كشفتْ بلقيس عن ساقيها يعني: رفعتْ ذَيْل ثوبها { إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ } [النمل: 44] يعني: ادخلي لا تخافي بللاً، فهذا ليس لُجةَ ماء، إنما صَرْح ممرد من قوارير يعني: مبنيٌّ من الزجاج والبللور أو الكريستال، بحيث يتموج الماء من تحته بما فيه من أسماك. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الآية47 من سورة النمل
اطيَّر: استعمل الطير، وهذه عملية كانوا يلجئون إليها عند قضاء مصالحهم أو عند سفرهم مثلاً، فكان الواحد منهم يُمسك بالطائر ثم يرسله،
فإنْ طار ناحية اليمين تفاءل وأقبل على العمل، وإنْ طار ناحية الشمال تشاءم،
وامتنع عما هو قادم عليه، يُسمُّونها السانحات والبارحات. فالمعنى: تشاءمنا منك، وممَّنْ اتبعك.
{قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } [النمل: 47] يعني: قضاء مقضيٌّ عليكم، وليس للطير دَخْل في أقداركم،
وما يجري عليكم من أحكام، فيكف تأخذون من حركته مُنطلقاً لحركتكم؟
إنما طائركم وما يُقدَّر لكم من عند الله قضاء يقضيه
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الآية48 من سورة النمل
الرَّهْط: اسم جمع، لا واحدَ له من لفظه، ويدل على العدد من الثلاثة إلى العشرة،
فمعنى { تِسْعَةُ رَهْطٍ } [النمل: 48] كأنهم كانوا قبائل أو أسراً أو فصائل، قبيلة فلان وقبيلة فلان.. إلخ.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته { تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } [النمل: 49]
انظر إلى هذه البجاحة وقلة العقل وتفاهة التفكير: إنهم يتعاهدون ويُقسمون بالله أنْ يقتلوا رسول الله، وهذا دليل غبائهم، وكأن الحق ـ تبارك وتعالى ـ يجعل لهم منافذ يظهر منها حُمْقهم وقِلّة عقولهم. ومعنى { لَنُبَيِّتَنَّهُ } [النمل: 49]
نُبيِّته: نجعله ينام بالليل، والبيتوتة أن ينقطع الإنسان عن الحركة حالَ نومه، ثم يعاود الحركة بالاستيقاظ في الصباح، لكن هؤلاء يريدون أنْ يُبيِّتوه بيتوتة لا قيامَ منها.
والمعنى: نقلته. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته نعتذر عن التأخر ********************* { يَتَطَهَّرُونَ } [النمل: 56]
التي نطقوا بها تعني: أنهم أنفسهم أنجاسٌ تزعجهم الطهارة، وما أحلَّ الله من الطيبات، وكأن الله تعالى يجعل في كلامهم منافذ لإدانتهم، وليحكموا بها على أنفسهم. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
***************** { يَتَطَهَّرُونَ } [النمل: 56] أي يتحرجون من فعل ما تفعلون ومن إقراركم على صنيعكم، فأخروهم من بين أظهركم فإنهم لا يصلحون لمجاورتكم في بلادكم، فعزموا على ذلك فدمر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها،
تفسير بن كثير
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته (الْغَابِرِينَ)سورة النمل (57) أي: من المُهْلَكين مع قومها، فقد كانت تدل قومها على ضيفان لوط؛ ليأتوا إليهم ليفعلوا معهم الفاحشة، لذلك أصابها من العذاب مثلما أصاب قومها. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/66
(( بل )) بمعنى هل (( أدرك )) وزن أكرم، وفي قراءة أخرى ادّارَكَ بتشديد الدال وأصله تدارك أبدلت التاء دالاً وأدغمت في الدال واجتلبت همزة الوصل أي بلغ ولحق أو تتابع وتلاحق (( علمهم في الآخرة )) أي بها حتى سألوا عن وقت مجيئها ليس الأمر كذلك (( بل هم في شك منها بل هم منها عمون )) من عمى القلب وهو أبلغ مما قبله والأصل عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف كسرتها.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
{ رَدِفَ لَكُم } [النمل: 72]
أي: تبعكم وجاء بعدكم من أردفه إذا أركبه خلفه على الدابة، فهو خلفه مباشرة، وفعلاً أصابهم ما يستعجلون
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته {وإن ربك لذو فضل على الناس} الآية 73 أي في إسباغه نعمه عليهم مع ظلمهم لأنفسهم وهم مع ذلك لا يشكرونه على ذلك إلا القليل منهم تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته (تُكِنُّ) سورة النمل (74) أي يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر تفسير بن كثير
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سورة النمل (80) والمعنى: لا تحزن يا محمد، ولا تُهلك نفسك على هؤلاء الذين لم يؤمنوا من قومك، فما عليك إلا البلاغ.
والبلاغ كلام له أداة استقبال في السامع هي الأذن،
فإذا تعطلَتْ هذه الأداة لن يسعموا،
وهؤلاء القوم تعطلَتْ عندهم أداة السمع، فهم كالموتى والذين أصابهم الصمم، فآيات الله الكونية كثيرة من حولهم،
لكن لا يروْن ولا يسمعون. وليت الأمر يقف بهم عند حَدِّ الصمم، إنما يُولُّون مدبرين من سماع الدعوة،
وهذه مبالغة منهم من الانصراف عن دعوة الحق؛ لأنهم إنْ جلسوا فلن يسمعوا،
فما بالك إذا ولَّوْا مدبرين يجروُن بعيداً، وكأن الواحد منهم يخاف أن يزول عنه الصمم وتلتقط أذنه نداء الله، فيستميله النداء،
وعندها تكون مصيبته كبيرة ـ على حَدِّ زعمهم. وهذا دليل على أنهم يعلمون أنه حق، وأنهم لو صَغَوْا إليه لا تبعوه، ألم يقولوا: {لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } [فصلت: 26] ذلك لأن القرآن جلالاً وجمالاً ياسِرُ الألباب؛ لذلك نَهَوْا عن سماعه، ودَعَوْا إلى التشويش عليه، حتى لا ينفذ إلى القلوب
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســَاجدة لربـِّي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته { بِهَادِي }الآية 81
مَنْ أَعْمَاهُ اللَّه عَنْ الْهُدَى وَالرَّشَاد فَجَعَلَ عَلَى بَصَره غِشَاوَة أَنْ يَتَبَيَّن سَبِيل الرَّشَاد عَنْ ضَلَالَته الَّتِي هُوَ فِيهَا إِلَى طَرِيق الرَّشَاد وَسَبِيل الرَّشَاد تفسير الطبري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
(( وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة النمل (81)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقوله - سبحانه - : ( وَمَآ أَنتَ بِهَادِي العمي عَن ضَلالَتِهِمْ . . ) أى : وما أنت - أيها الرسول الكريم - بقادر على أن تصرف العمى عن طريق الضلال الذى انغمسوا فيه ، لأن الهداية إلى طريق الحق ، مردها إلى الله - تعالى - وحده .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
((وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ )) سورة النمل (82)
من علامات الساعة الكبرى في هذه الآية الكريمة
أخذت السورة الكريمة تسوق فى أواخرها بعض أشراط الساعة وعلاماتها ، وأهوالها ، لكى تعتبر النفوس ، وتخشع لله - تعالى - . فقال - عز وجل - : ( وَإِذَا وَقَعَ . . . ) .
قال الإِمام ابن كثير : هذه الدابة تخرج فى آخر الزمان عند فساد الناس ، وتركهم أوامر الله ، وتبديلهم الدين الحق ، يخرج الله لهم دابة من الأرض قيل : من مكة ، وقيل من غيرها .
ثم ذكر - رحمه الله - جملة من الأحاديث فى هذا المعنى منها : ما رواه مسلم عن حذيفة بن اسيد الغفارى قال : " أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفته ، ونحن نتذاكر أمر الساعة فقال : لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدابة ، وخروج يأجوج ومأجوج ، ونزول عيسى بن مريم ، والدجال ، و ثلاثة خسوف : خسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن ، تسوق - أو تحشر - الناس ، تبيت معهم حيث باتوا - وتقيل معهم حيث قالوا " .
والدابة : اسم لكل حيوان ذى روح ، سواء أكان ذكرا أم أنثى ، عاقلا أم غير عاقل ، من الدبيب وهو فى الأصل : المشى الخفيف ، واختصت فى العرف بذوات القوائم الاربع .
والمراد بوقوع القول عليهم : قرب قيام الساعة ، وانتهاء الوقت الذى يقبل فيه الإيمان من الكافر . أو الذى تنفع فيه التوبة .
والمعنى إذا دنا وقت قيام الساعة . وانتهى الوقت الذى ينفع فيه الإيمان أو التوبة . . أخرجنا للناس بقدرتنا وإرادتنا ، دابة من الأرض تكلمهم ، فيفهمون كلامها ، ويعرفون أن موعد قيام الساعة قد اقترب . و ( أَنَّ الناس ) أى : الكافرين ( كَانُوا بِآيَاتِنَا ) الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا ( لاَ يُوقِنُونَ ) بها ، ولا يصدقون أن هناك بعثا وحسابا .
فخروج الدالة علامة من علامات الساعة الكبرى ، يخرجها الله - عز وجل - ليعلم الناس قرب انتهاء الدنيا وأن الحساب العادل للمؤمنين والكافرين ، آت لا شك فيه ، وأن التوبة لن تقبل فى هذا الوقت ، لأنها جاءت فى غير وقتها المناسب .
وقد ذكر بعض المفسرين أوصافا كثيرة ، منها أن طولها ستون ذارعا وأن رأسها رأس ثور ، وأذنها أذن فيل ، وصدرها صدر اسد . . الخ .
ونحن نؤمن بأن هناك دابة تخرج فى آخر الزمان ، وأنها تكلم الناس بكيفية يعلمها الله - عز وجل - أمَّا ما يتعلق بالمكان الذى تخرج منه هذه الدابة ، وبالهيئة التى تكون عليها من حيث الطول والقصر ، فنكل ذلك إلى علمه - سبحانه - حيث لم يرد حديث صحيح يعتمد عليه فى بيان ذلك .
الوسيط لطنطاوي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الجزء الأخير من سورة النمل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
(( وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ)) سورة النمل (85)
( وَوَقَعَ القول عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ ) . أى : وحل العذاب عليهم بسبب ظلمهم وجحودهم ، فاستقبلوه باستسلام وذلة ، دون أن يستطيعوا النطق بكلمة تنفعهم . أو بحجة يدافعون بها عن أنفسهم . . .
فالمقصود بوقوع القول عليهم : إقامة الحجة عليهم ، ونزول العذاب بهم واستحقاقهم له بسبب ظلمهم وكفرهم .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
أستاذنا المبارك شكر الله وبارك فيك وأحسن إليك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النمل/62
من خلال ما أعلم والعلم عند الله..
ونسأل الله أن لانتجرّأ على كتابه بغير علم..
فاللمسة التربوية في هذه الآية هي أن الله سبحانه يقرّع المشركين ويلفت انتباهم بأنه حريٌ بهم ان لا يشركوا بالله في حال الرخاء لانهم أخلصوا له الدّعاء في حال الأخطار والإضطرار واستجاب الله لهم؛ فمادمتم أيها المشركون تعلمون أنه لا أحد يملك لكم النجاة أثناء الضرورة والخطر غير الله سبحانه، فعليكم أن تصدُقوا في عبادته وحده وتخلصوا فيها له دونما شرك حال الرخاء كذلك..
وكذلك يشير إلى رحمة الله سبحانه بعباده حتى المشركين منهم
إذا أخلصوا في لحظة من لحظات انعدام المخرج وانقطاع السبل استجاب لهم لا حبّا فيهم وفي كفرهم وإنما تنبيها لهم أن المنجي في حالي الرخاء والاضطرار واحد سبحانه هو الله جلذ في علاه -والله أعلم-.. اهـ
ـــــــــــــــــــــــ
وقد بحثت في اللمسات البيانية في النت الآن
فوجت كلاما للأستاذ الدّكتور فاضل صالح السامرائي
"(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)) قليلاً ما تذكرون يعني مع أنهم يدعون الله وينسون ما يشركون لأن ربنا يذكر أن هؤلاء إذا مسهم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه، قليلاً ما تذكرون أي نسيتم هذا الأمر نسيتم أن الله هو الذي نجاكم (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (23) يونس) إذن نسوا، قليلاً ما تذكرون ما كنتم عليه من حال السوء، نجاكم الله وأيضاً نسيتم. أحياناً يعاهدون الله (لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) ثم ينسون. بداية الآيات (أمّن) يقيم الحجة عليهم. معنى (أمن) يعني من يجيب؟ هذه أم المنقطعة وأصلها أم من، (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) هذا سؤال، و(أم) يعن (بل) هذا سؤال آخر، تأتي بأسئلة متوالية بل من يفعل ذلك؟، (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ (16) الرعد) قل هل يستوي الأعمى والبصير؟ بل هل تستوي الظلمات والنور؟ هذا سؤال آخر. (بل) إضراب انتقالي. (أمن يجيب المضطر) هذا سؤال معناه من يجيب المضطر؟ (أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) النمل) هذا سؤال (من يرسل الرياح) هذا سؤال أيضاً (تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ). في الآيات الأولى ذكر صفاتهم هم قال عنهم (بل هم قوم يعدلون، أكثرهم لا يعلمون، قليلاً ما تذكرون) والآن قال (تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) إذن ذكر صفات المخلوقين هؤلاء ثم ذكر صفاته تعالى ونزهها فقال (تعالى الله عما يشركون). في بداية الآيات ذكر بعض ما يقوم به لعباده ثم يصدر حكماً في صفاتهم هم (بل هم قوم يعدلون، أكثرهم لا يعلمون، قليلاً ما تذكرون) ذكر صفاتهم هم ثم (تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) نزّه نفسه بعد أن ذكرهم وكيف يغيبون عن الحق. ثم قال (أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (64)) مع كل هذه الأشياء والحجج التي ألزمتكم فيها أءله مع الله؟ يقولون نعم، فيقول (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) إإتوا بالدليل بعد أن ألزمتكم الحجة، أنا ذكرت البرهان فإتوا برهانكم إن كنتم صادقين. كل الأسئلة في الآيات السابقة تدل على عجزهم إذن أقام الحجة عليهم. ثم قال (أإله مع الله) قالوا نعم (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) ص) فقال إذن هاتوا برهانكم، نحن ذكرنا الأدلة وألزمناكم الحجة لما تقولون به فاتوا ببرهانكم. تغيرت الخاتمة، ذكر الأحكام فيهم وصفاتهم أولاً بأول ثم نزّه نفسه عما يفعل ثم ذكر إءله مع الله؟ قالوا نعم، قل هاتوا برهانكم على ما تقولون، ما برهانكم على ما تقولون به. الله تعالى أثبت صنيعته لعباده وأثبت رد فعلهم ((بل هم قوم يعدلون، أكثرهم لا يعلمون، قليلاً ما تذكرون)) ثم نزه نفسه عنهم وطالبهم بالإتيان بالحجة."
سلا..م
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
((أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) سورة النمل (86)
أي: ألم يشاهدوا هذه الآية العظيمة والنعمة الجسيمة وهو تسخير الله لهم الليل والنهار، هذا بظلمته ليسكنوا فيه ويستريحوا من التعب ويستعدوا للعمل، وهذا بضيائه لينتشروا فيه في معاشهم وتصرفاتهم. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } على كمال وحدانية الله وسبوغ نعمته.
تفسير السعدي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
*من هم الذين استثناهم الله عز وجل في هذه الآية ؟ ((إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ)) *اذكر باختصار أقوال العلماء في ذلك ؟ * ما هو القول الذي رجحه الشيخ محمد حسان ؟ من قوله تعالى ((وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)) سورة النمل (87)
وقوله : ( إِلاَّ مَن شَآءَ الله ) اسثناء ممن يصيبهم الفزع .
أى : ونفخ فى الصور ففزع من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله - تعالى - لهم عدم الفزع والخوف .
والمراد بهؤلاء الذين لا يفزعون ، قيل : الأنبياء ، وقيل : الشهداء ، وقيل : الملائكة .
ولعل الأنسب أن يكون المراد ما يعم هؤلاء السعداء وغيرهم ، ممن رضى الله عنهم ورضوا عنه ، لأنه لم يرد نص صحيح يحددهم .
الوسيط لطنطاوي
اختلفوا في هذا الاستثناء ، روي عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل جبريل عن قوله : ( إلا من شاء الله ) قال : هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش .
وروى سعيد بن جبير ، وعطاء عن ابن عباس : هم الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم لا يصل الفزع إليهم . وفي بعض الآثار : " الشهداء ثنية الله - عز وجل - " أي : الذين استثناهم الله تعالى . وقال الكلبي ، ومقاتل : يعني جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، فلا يبقى بعد النفخة إلا هؤلاء الأربعة ، ثم يقبض الله روح ميكائيل ، ثم روح إسرافيل ، ثم روح ملك الموت ، ثم روح جبريل فيكون آخرهم موتا جبريل عليه السلام . .
ويروى أن الله تعالى يقول لملك الموت : خذ نفس إسرافيل ، ثم يقول : من بقي يا ملك الموت ؟ فيقول : سبحانك ربي تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام ، بقي جبريل وميكائيل وملك الموت ، فيقول : خذ نفس ميكائيل ، فيأخذ نفسه ، فيقع كالطود العظيم ، فيقول : من بقي ؟ فيقول : سبحانك ربي تباركت وتعاليت ، بقي جبريل وملك الموت ، فيقول : مت يا ملك الموت ، فيموت ، فيقول : يا جبريل من بقي ؟ فيقول : تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام وجهك الباقي الدائم وجبريل الميت الفاني ، قال : فيقول يا جبريل لا بد من موتك ، فيقع ساجدا يخفق بجناحيه فيروى أن فضل خلقه على فضل ميكائيل كالطود العظيم على ظرب من الظراب . ويروى أنه يبقى مع هؤلاء الأربعة حملة العرش فيقبض روح جبريل وميكائيل ، ثم أرواح حملة العرش ، ثم روح إسرافيل ، ثم روح ملك الموت .
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني ، أخبرنا عبد الله بن علي الجوهري ، أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني ، أخبرنا علي بن حجر ، أخبرنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من يرفع رأسه ، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أكان ممن استثنى الله - عز وجل - أم رفع رأسه قبلي ؟ ومن قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب "
قال الضحاك : هم رضوان ، والحور ، ومالك ، والزبانية . وقيل : عقارب النار وحياتها . قوله - عز وجل - : ( وكل ) أي : الذين أحيوا بعد الموت ، ( أتوه ) قرأ الأعمش ، وحمزة ، وحفص : " أتوه " مقصورا بفتح التاء على الفعل ، أي : جاءوه ، وقرأ الآخرون بالمد وضم التاء كقوله تعالى : " وكلهم آتيه يوم القيامة فردا "( مريم - 95 )
تفسير البغوي
القول الذي رجحه الشيخ محمد حسان
اختلف أهل العلم فيمن استثنى الله جل جلاله، فقال بعض أهل العلم: إنهم الأنبياء، ومنهم من قال: إنهم الشهداء، والذي أجزم به: أنه لم يرد لنا في ذلك خبر صحيح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فما سكت الله عنه ورسوله، فلسنا في حاجة إلى أن نبحث عنه.
*****************
هذا ما استطعت جمعه والله اعلى واعلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
ما هو الاعجاز الوارد ذكره في هذه الآية
((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) سورة النمل (88)
الاعجاز هو تحرك الجبال وقوله : ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) أي : تراها كأنها ثابتة باقية على ما كانت عليه ، وهي تمر مر السحاب ، أي : تزول عن أماكنها ، كما قال تعالى : ( يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا ) [ الطور : 9 ، 10 ] ، وقال ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ) [ طه : 105 ، 107 ] ، وقال تعالى : ( ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة ) [ الكهف : 47 ] .
ابن كثير
أى : فى هذا اليوم الهائل الشديد ، يفزع من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله ، وترى الجبال الراسيات الشامخات ، ( تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) أى ثابتة فى أماكنها ، والحال أنها تمر فى الجو مر السحاب ، الذى تسسيره الرياح سيرا حثيثا .
وهكذا تصور الآيات الكريمة أهوال ذلك اليوم هذا التصوير البديع المعجز المؤثر ، فالناس جميعا - إلا من شاء الله - فزعون وجلون ، والجبال كذلك كأنها قد أصابها ما أصاب الناس ، حتى لكأنها - وهى تسرع الخطا - . السحاب فى خفته ومروقه وتناثره ، ثم يعقب - سبحانه - على كل ذلك بقوله ( صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
ما معنى كلمة فَلَهُ خَيْرٌ..فَلَهُ خَيْرٌ في قوله تعالى
((مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ )) سورة النمل (89)
يقول تعالى ذكره: ( مَنْ جَاءَ ) الله بتوحيده والإيمان به, وقول لا إله إلا الله موقنا به قلبه ( فَلَهُ ) من هذه الحسنة عند الله ( خَيرٌ ) يوم القيامة, وذلك الخير أن يثيبه الله ( مِنْهَا ) الجنة, ويؤمنِّه ( مِنْ فَزَعٍ ) الصيحة الكبرى وهي النفخ في الصور.
تفسير الطبري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
((إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) سورة النمل (91) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد قل ( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ ) وهي مكة (الَّذِي حَرَّمَهَا ) على خلقه أن يسفكوا فيها دما حراما, أو يظلموا فيها أحدا, أو يصاد صيدها, أو يختلى خلاها دون الأوثان التي تعبدونها أيها المشركون.
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
((وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ )) سورة النمل (92)[
يقول تعالى ذكره: قل: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ و أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى يقول: فمن تبعني وآمن بي وبما جئت به, فسلك طريق الرشاد ( فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ) يقول: فإنما يسلك سبيل الصواب باتباعه إياي, وإيمانه بي, وبما جئت به لنفسه, لأنه بإيمانه بي, وبما جئت به يأمن نقمته في الدنيا وعذابه في الآخرة. وقوله: (وَمَنْ ضَلَّ ) يقول: ومن جار عن قصد السبيل بتكذيبه بي وبما جئت به من عند الله ( فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) يقول تعالى ذكره: فقل يا محمد لمن ضلّ عن قصد السبيل, وكذبك, ولم يصدّق بما جئت به من عندي: إنما أنا ممن ينذر قومه عذاب الله وسخطه على معصيتهم إياه, وقد أنذرتكم ذلك معشر كفار قريش, فإن قبلتم وانتهيتم عما يكرهه الله منكم من الشرك به, فحظوظَ أنفسكم تصيبون, وإن رددتم وكذبتم فعلى أنفسكم جنيتم, وقد بلغتكم ما أمرت بإبلاغه إياكم, ونصحت لكم.
تفسير الطبري
[/size][/font][/center]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
معنى قوله تعالى ((وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )) سورة النمل (93)
ختم السورة الكريمة بهذا التوجيه الكريم ، للرسول صلى الله عليه وسلم فقال - تعالى - : ( وَقُلِ الحمد للَّهِ ) .
أى : وقل - أيها الرسول الكريم - للناس : الثناء كله ، والفضل كله ، لله - تعالى - وحده . وهو - سبحانه - ( سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ ) الدالة على وحدانيته وقدرته ( فَتَعْرِفُونَهَا ) أى : فتعرفون صدقها . .
وصدق الله - عز وجل - ففى كل يوم ، بل فى كل ساعة ، يرى عبادة بعض آياته الدالة على وحدانيته وقدرته ، فى أنفسهم ، وفى آفاق هذا الكون وما أحكم قوله - تعالى - : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق وفي أَنفُسِهِمْ حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحق )
الوسيط لطنطاوي
بارك الله في جميع من شاركنا هذا الجهد المبارك
واشكر استاذنا أيمن لدقة الاسئلة
كملت السورة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
والمقصود بالنفس الواحدة في رأي جمهور العلماء: آدم عليه السلام الذي هو أبو البشر، وأنه ليس هناك سوى آدم واحد، أما من يدعي وجود أوادم قبله، فهو يصادم ظواهر القرآن الكريم.
والمقصود بالزوج هو حواء، وقد خلقت من ضلع آدم الأيسر، وهو نائم، فاستيقظ، فرآها فأعجبته، وأنس إليها وأنست إليه، بدليل
الحديث الصحيح عند الشيخين أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج».
وذهب بعض العلماء كأبي مسلم الأصفهاني إلى أن المراد: أنه خلق من جنسها زوجها، فهما من جنس واحد، وطبيعة واحدة، وأي فائدة من خلقها من الضلع لأنه سبحانه وتعالى قادر على خلقها كآدم من التراب؟ واستدل بقوله تعالى: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها [الروم 30/ 21] أي من جنسكم، مثل قوله تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ [الجمعة 62/ 2] أي من جنسهم، ومثل: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ [التوبة 9/ 128].
ويرد عليه بأن ذلك مخالف لما دل عليه الحديث الصحيح المتقدم، وتكون الحكمة هي إظهار قدرة اللّه على أن يخلق حيا من حي، لا على سبيل التوالد، كقدرته على أن يخلق حيا من جماد.
ثم بين اللّه تعالى طريق تكاثر النوع الإنساني، فذكر أنه نشر وفرق من آدم وحواء نوعي جنس البشر وهما الذكور والإناث التي تفرع منهما الإنسان الذي سكن الأرض وعمرها.
ثم أكد تعالى الأمر السابق بالتقوى من طريق سؤال الناس بعضهم بعضا باللّه لقضاء حوائجهم، فذلك السؤال باللّه يدل على الإيمان به وتعظيمه، فيقول: سألتك باللّه أن تقضي هذه الحاجة، راجيا إجابة طلبه، فهذا القول من موجبات امتثال أوامر اللّه، ومن امتثل ذلك اتقى اللّه وحذر مخالفة أوامره واجتنب نواهيه.
وكما يجب اتقاء اللّه يجب اتقاء قطع الأرحام، أي اتقوا اللّه الذي تتساءلون باسمه إيمانا به وتعظيما له، واتقوا الأرحام، أي صلوها بالود والإحسان ولا تقطعوها، فإن قطعها مما يجب أن يتقى.
ثم ختم تعالى الآية بإعلامه أنه مطلع على كل شيء رقيب حفيظ لكل عمل وحال، فلا يشرع لنا إلا ما به حفظنا ومصلحتنا، وهو البصير بأحوالنا. وهذا في موضع التعليل للأمر بالتقوى ووجوب الامتثال. وهذه الخاتمة مثل قوله تعالى: وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المجادلة 58/ 6].
المرأة جزء حقيقي من الرجل، منه خلقت، وإليه تعود، يأنس كل منهما بالآخر، ويألفه ويحن إليه، سواء أكانت المرأة أما أم أختا أم بنتا أم.
زوجة، مما يوجب دوام التعاون بينهما في مسيرة الحياة، ويدل على تكامل الكون بوجود عنصري الذكورة والأنوثة، ويبرهن على أنهما مصدر بقاء النوع الإنساني، كما جاء في الآية: وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً.
الكتاب : التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج
المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي
الناشر : دار الفكر المعاصر - دمشق
الطبعة : الثانية ، 1418 هـ
عدد الأجزاء : 30
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روسلين
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على مجهودكم نسال الله لكم ولنا الأجر وجنات الرحمان
بارك الله في جميع المشاركين في تفسير السورة جزاكم الله كل خير وبورك لكم سعيكم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سورة الشُّعَرَاء 26/114
سبب التسمية :
سُميت " سورة الشعراء" لأن الله تعالى ذكر فيها أخبار الشعراء وذلك للرد على المشركين في زعمهم أن محمد كان شاعرا وان ما جاء به من قبيل الشعر فرد الله عليهم ذلك الكذب والبهتان بقوله " والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنَّهم في كل واد يهيمون *وأنهم يقولون ما لا يفعلون " وبذلك ظهر الحق وبان .
التعريف بالسورة :
1) مكية .
ماعدا الآية 197 ومن الآية رقم 224 إلى أخر السورة فمدنية
2) من المئين .
3) آياتها 227 .
4) ترتيبها السادسة والعشرون .
5) نزلت بعد سورة " الواقعة " ،بدأت بأحد حروف الهجاء " طسم " .
6) الجزء "19"
الحزب "37،38" ، الربع "3،4،5،6"
محور مواضيع السورة :
سورة الشعراء مكية وقد عالجت أصول الدين من التوحيد والرسالة والبعث شأنها شأن سائر السور المكية التي تهتم بجانب العقيدة وأصول الإيمان .
سبب نزول السورة :
عن أبي الحسن مولى بني نوفل أن عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ " والشعراء يتبعهم الغاوون " حتى بلغ " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " قال " أنتم " وذكروا الله كثيرا " قال أنتم " وانتصروا من بعدما ما ظلموا " قال أنتم " وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون " قال الكفار.
ما معنى كلمة
نَشَأْ...خَاضِعِينَ
في قوله تعالى
((إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ )) سورة الشعراء (4)
ما هو الذنب الذي يتحدث عنه موسى عليه السلام
في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام
((وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ )) سورة الشعراء (14)
هل ورد لفظ كلمة (كلا) في النصف الأول من القرآن؟
وما هي المعاني التي ترد به هذه اللفظة (كلا)
قال تعالى ((قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ )) سورة الشعراء (15)
ما هي السور القرآنية التي يبلغ عدد آياتها المئتين أو أكثر ؟
و عليكم السلام و رحمة الله..أهلا أخي أيمن ..و بارك الله فيك ..
السور القرآنية التي يبلغ عدد آياتها المئتين أو أكثر و هي حسب ترتيب تنازلي لعدد الآيات فيها : سورة البقرة 286 آية و سورة الشعراء 227 آية و سورة الأعراف 206 آية و سورة آل عمران 200 آية ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
قال تعالى ((طسم )) سورة الشعراء (1)
هناك قول هو ( نقص عسلكم)
ما علاقة هذا القول بالحروف التي تبدأ بها بعض السور القرآنية ؟
هذه بعض الحروف المقطعة التي تستهل بها بعض سور القرآن الكريم و هي تذكر في سياق أحكام المد و تمد ست حركات و من أنواع المد ما يدعى المد اللازم الحرفي المثقل إذا أدغم أحد الحروف في غيره مثل نون حرف السين في ميم " طسم " و منه المد اللازم الحرفي المخفف إذا لم يدغم في غيره كالميم في " طسم " و الاختلاف فقط في حرف العين فقد يمد أربع حركات أو ست حركات ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
ما هو الذنب الذي يتحدث عنه موسى عليه السلام
في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام
((وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ )) سورة الشعراء (14)
هو قتله القبطي و ذلك في قوله تعالى : " وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ " سورة القصص 15..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
هل ورد لفظ كلمة (كلا) في النصف الأول من القرآن؟
وما هي المعاني التي ترد به هذه اللفظة (كلا)
قال تعالى ((قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ )) سورة الشعراء (15)
* كلا لم ترد ..
** وهي تأتي بثلاث معاني:
1- حرف ردع : " كلا سنكتب ما يقول "
2- بمعنى حقاً : " كلا إلا إن الإنسان ليطغى "
3- بمعنى نعم : " كلا والقمر "
ومن لطائف ما سمعت عن نفس الكلمة (كلا) قصة مع الحجاج بن يوسف الثقفي :أنه جاء برجل قبض عليه ليعاقبه بتهمة ما فجاءت أمه وأقسمت له بهذا القسم العجيب قالت : والذي حذف (كلا ) من النصف الأعلى ...إن ولدي لبريء فتعجب الحجاج من قسمها , ومن إعجابه به عفا عن ولدها..
بارك الله فيك أستاذنا عبد الله المالكي على الإجابات
وفعلا بسبب هذه القصة التي أوردتها طرحت السؤال متعمدا
اقتباس:
ومن لطائف ما سمعت عن نفس الكلمة (كلا) قصة مع الحجاج بن يوسف الثقفي :أنه جاء برجل قبض عليه ليعاقبه بتهمة ما فجاءت أمه وأقسمت له بهذا القسم العجيب قالت : والذي حذف (كلا ) من النصف الأعلى ...إن ولدي لبريء فتعجب الحجاج من قسمها , ومن إعجابه به عفا عن ولدها..
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية