الظاهرة السكانية في القرآن الكريم
تعريف السكان:
ـ السكّان جمع ساكن، والساكن في اللغة هو غير المتحرك، الثابت في مكانه، ومنه قوله تعالى: ( وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اليْلِ وَالنَّهَارِ ) سورة الأنعام الآية 13.
ولفظ السكّان مشتق من المساكن، وهي الأماكن التي يبيت فيها الإنسان ويجتمع ويسكن، قال تعالى: ( وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِنْ بُيُوتِكُم سَكَناً ) سورة النحل الآية 80.
ـ والسكّان في الاصطلاح: هم مجموعة أناس أو بشر تجمعهم سكنات ويجمعهم بلد واحد.
القرآن والإنسان:
إنّ الباحث في القرآن الكريم والمتأمّل في آياته يلاحظ:
ـ أنه يحثّ الإنسان على إصلاح الأرض وتعميرها فقال الله تعالى: ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ بِعْدَ إِصْلَاحِهَا ) سورة الأعراف الآية 56.
ـ أنّ القرآن الكريم يحثّ على التعاون والتكافل الاجتماعي لتحقيق هذا الإعمار، فقال تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الاِثْمِ وَالعُدْوَانِ ) سورة المائدة الآية 2.
ـ أنّ القرآن الكريم يتحدّث غالباً بصيغة الجمع لأنّ الإنسان لا بدّ أن يجاور أخاه الإنسان ويتعايش معه.
وذلك كله يؤكّد أنّ التعايش مع الناس في الريف أو في الحضر أمر مطلوب.
لفظ السكن والسكان في القرآن الكريم:
لقد ورد لفظ السّكن والسّكان في القرآن الكريم بصيغ عديدة وفي أكثر من موضع:
قال الله تعالى:
ـ ( وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِنْ بُيُوتِكُم سَكَناً ) سورة النحل الآية 80.
ـ ( وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الذِينَ ظَلَمُوا ) سورة إبراهيم الآية 45.
ـ ( اَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ ) سورة الطلاق الآية 6.
القرآن الكريم والنمو السكاني:
يلعب القرآن الكريم دوراً هاماً في تنظيم الحركة السكان من حيث السلوك ومن حيث النمو.
والمعروف أن:
نمو السكان هو صافي الهجرة ( الداخلية والخارجية ) + معدّل المواليد - معدّل الوفيات.
* المواليد: تحدّث القرآن الكريم عن النسل وأوجب الحفاظ عليه، وذلك من خلال:
ـ تحبيب الولد، فقال الله تعالى: ( المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ) سورة الكهف الآية 46.
ـ مشروعية الزواج والترغيب فيه، فقال تعالى: ( وَانْكِحُوا الاَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُم ) سورة النور الآية 32.
ـ مشروعية تعدّد الزوجات، فقال تعالى: ( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ ) سورة النساء الآية 3.
ـ تحريم القتل والاعتداء على النفس من غير سبب موجب، فقال تعالى: ( مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الاَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ) سورة المائدة الآية 32.
* الوفيات: الوفاة في نظر الإسلام هي حق لله خالص، وهي أمر طبيعي، وهي انتقال من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة. ولا يجوز لأحد من الخلق أن يضع حداً لحياة أحد إلا بإذن الله وحده، قال الله تعالى: ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ ) سورة الأنعام الآية 151.
* الهجرة: الهجرة ظاهرة اجتماعية وُجدت وما زالت توجد في كل زمان ومكان، وهي الانتقال للأفراد والجماعات من مكان إقامة دائمة إلى منطقة أخرى، لمدّة قصيرة أو طويلة، ولأسباب عديدة.
والهجرة هي المصدر الثالث للتغيرات التي تعتري البناء السكّاني من حيث الزيادة والنقصان.
ومن المعلوم أنّ القرآن الكريم تحدّث عن الهجرة في أكثر من موضع، فقال تعالى:
ـ ( وَالذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً ) سورة الحج الآية 58.
ـ ( وَالذِينَ أَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ ) سورة الأنفال الآية 75.
أسئلة المناقشة:
1 ) ما هي أهمّ العوامل التي تساعد على ارتفاع عدد المواليد ؟
2 ) ما هي أسباب الهجرة ؟
3 ) كيف نظّم القرآن الكريم الحركة السكانية ؟
منقول من كتاب الوافي