المنادى
قد قَسَّم النحاة أصوات النداء إلى :
أ - ما وُضعِ لنداء القريب وهي : ( أي و أ ) تقول : ( أي عليُّ ) و (أعليُّ ) فكل من ( أيْ ) والهمزة أداةُ نداء للقريب وما بعدها منادى قريبوهو ( علي ).
ب - ما وُضع لنداء البعيد وهي : ( أيا - هَيَا وآالممدودة ) تقول أيا علي - هيا عَلي – آعليُّ بمد الهمزة ) إذا كانعليُّ بعيدا عنك.
جـ - ما وضع لنداء القريب والبعيد وهو ( يا ) ولذايُقال لها أم أدوات النداء انظر بعد ذلك بإمعان إلى أمثلة الطائفة ( أ ) وتأمل الاسم المنادى وهو ما تحته خط تجد أنه على الترتيب (علي – عليان – عليون ) فهو في كل الأمثلة مفرد علم.
ولعلك تسأل : كيف يُقال مفرد علممع أنه مثنى في قولك : ( عليان ) وجمع في قولك : ( عليون ) والجواب أنالمقصود بالمفرد في باب النداء.. هو ما ليس مضافا ولا شبيهاً بالمضاف فيدخلفيه المثنى والجمع بهذا الاعتبار.
ومثلُ هذا الاسم كما تُشاهد فيالأمثلة : حُكْمُه في النداء أنه يُبنى على ما يُرفع به.. فكلمة ( علي ) في المثال الأول مبنية على الضم في محل نصب.. لأنها ترفع بالضمة.
وكلمة : ( عليان ) في المثال الثاني منادى مبني على الألف لأنها تُرفع بالألف شأن كل مثنى..
وكلمة : ( عليون ) في المثال الثالث منادى مبني على الواو لأنها تُرفع بالواو شأن كل جمع مذكر سالم.
وإذن : فالمنادى المفرد العلم يُبنى على ما يرفع به في محل نصب.
انتقلبعد ذلك إلى أمثلة الطائفة ( ب ) ستجد المنادى الذي تحته خط على الترتيب : ( طالب – طالبان – مسلمون ) وكلها أسماء نكرات مقصودة لأنك تنادي طالباَتعرفه وتقصده
ولذا يسمى المنادى في هذه الطائفة : النكرة المقصودة.
وبالتأمل تجد أن هذا النوع من المنادى يُعامل معاملة سابقه فيُبنى على ما يُرفع به.
وإذن فالمنادى إذا كان نكرة مقصودة يبنى على ما يُرفع به كالمفرد العلم.
انتقلبعد ذلك إلى أمثلة الطائفة ( جـ ) ستجد المنادى على الترتيب : ( سائقالسيارة – سائِقي السيارتين – سائقي السيارات ) وسوف تُدرك أن المنادى فيكل منها قد أضيف إلى ما بعده وهو كلمة ( السيارة ) ومثل هذا النوع يُسمىالمنادى المضاف.
ولعلك تُلاحظ أن هذا النوع منصوب في كل الأمثلة فكلمة ( سائق ) منصوبة بالفتحة وكلمة ( سائِقي ) منصوبة بالياء وهي مثنى وكلمة ( سائِقي ) وهي جمع مذكر منصوبة بالياء كذلك.
وقد حذفت منهما النون للإضافة.. أما كلمة ( السيارات ) فهي مضاف إليه ملازم للجر في الجميع.
ومن هنا تعرف : أن المنادى إذا كان مضافا : وجب نصبه.
انتقلبعد ذلك إلى أمثلة الطائفة ( د ) ترى أن المنادى في كل منها قد اتصل به مايُتمم معناه بحيث يُعتبر ناقصاً من غيره فإذا قلت : يا فاهماً وسكتّ فإننالا ندري ما الشيء المفهوم ؟ فإذا ذكرتَ كلمة ( درسَه ) فقد تمت الفائدة.
وبالتأملفي أمثلة هذه الطائفة تجد أن هذا الشيء الذي يتم به المعنى يكون منصوباًكالمثَال الأول أو مرفوعاً كالثاني – أو مجروراً كالثالث.
ومثل هذاالنوع يسمى الشبيه بالمضاف : لأنه يشبه المضاف في الاحتياج إلى ما بعدهوَبَدهيّ أنه يأخذ حكمه فيكون واجب النصب كما ترى في الأمثلة أما الكلماتالتي تُتمم المعنى - وهي التالية للمنادى فتعرب على حسب موقعها فهي فيالأول مفعول به - وفي الثاني فاعل وفي الثالث مجرورة بالحرف.. وكلها ترتبطبالمنادى وتكَمله.
وإذن : فالمنادى الشبيه بالمضاف : هو ما اتصل به شيءيتمم معناه مرفوعاً كان أم منصوباً أم مجروراً وحكمه : وجوب النصب كالمنادىالمضاف.
انتقل بعد ذلك إلى أمثلة الطائفة ( هـ ) تجد أن المنادى علىالترتيب : ( كسولاً – عابثَيْن – غافِلِين ) ولعلَك تلاحظ أن المتكلم لايقصد كسولاً بعينه – ولا عابثَيْنِ مَعيًنين ِ- ولا غَافِلين مخصُوصين بلإنه يوجه نصحه إلى كل من يتصف بالكسلَ أو الغفلة أو العبث.
ومثل هذا النوع من المنادى يسمى : النكرة غير المقصودة.. وبالتأمل تجد أنها جاءت منصوبةً في كل الأمثلة وعلى هذا : فهي واجبة النصب.
القواعد:
1- المنادَى : الاسم المطلوب إقباله بحرف معين هو ( يا ) أو إحدى أخواتها.
2- أقسامه : ينقسم إلى المفرد العلم - والنكرة المقصودة – والمضاف - والشبيه بالمضاف - والنكرة غير المقصودة.
1- حكمه : يُبنى على ما يُرفع به إذا كان مفردا علما أو نكرة مقصودة. ويُنصب : إذا كان مضافا - أو شبيهاً بالمضاف - أو نكرة غير مقصودة والمقصود بالمفردفي باب النداء : ما ليس مضافاً ولا شبيهاً به فيدخل فيه المثنى والجمعوالمقصود بالشبيه بالمضاف : ما اتصل به شيء يُتمم معناه مرفوعاً كان أممنصوباً أم مجروراً.
4- أدوات النداء : " الهمزة من غير مَدّ ( أَ ) وأَيْ " : ويُستعملان للمنادى القريب و ( أيا – هيا – آ ) بالمد للمنادىالبعيد و ( يا ) وتُستعمل للمنادى القريب أو البعيد.
نماذج معربة :أ- يا خالدُ استعدَّ للامتحان.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
خالدُ : منادى مبني على الضم في محل نصب ( لأنه مفرد وعلم ).
استعدَّ: فعل أمر مبني على السكون وحرك بالفتح للإدغام والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره ( أنت ).
للامتحان.: جَار ومجرور متعلقان بالفعل ( استعد ).
ب- يا مسلمون دعوا التفريط.يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
مسلمون: منادى مبني على الواو في محل نصب ( لأنه نكرة مقصودة ).
دعوا: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل.
التفريط: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
جـ- يا صاحِبيْ السجن.يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
صاحِبيْ: منادى منصوب بالياء لأنه مثنى ( وهو منادى مضاف ).
السجن: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.. (وقد حذفت نون المثنى للإضافة).
د- يا لطيفاً بالعباد.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
لطيفاً: منادى منصوب بالفتى ( لأنه شبيه بالمضاف ).
بالعباد: جار ومجرور متعلقان ب ( لطيفاً ).
هـ- يا غافلين تنبهوا.يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
غافلين: منادى منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ( وهو منادى نكرة غير مقصورة ).
تنبهوا.: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل.