ومن بين الخزعبلات التي أتى بها العروبيين أيضا نذكر:
الجملة الأمازيغية التالية التي ادعوا أنها عربية:
"أبريد نيثران" وتعني طريق النجوم.
عملية التشريح التي قاموا بها هي كالتالي:
- لفظة أبريد حيث جاء في معاجم اللغة العربية و "البَرِيدُ المسافة بين كلِّ منزلين من منازل الطريق، وهي أميال اختُلِفَ في عَددِها" فالبريد هو طريق بين نقطتين أو بين منزلين.
- "إثران" وهي جمع في الأمازيغية لمفردة "إثري" وتعني النجوم مفردها نجم. جاء في معاجم اللغة العربية:
الثُّرَيّا: مجموعة من النجوم في صورة الثور، وكلمة النجم علم عليها.
ثُرَيّا: اسم علم مؤنث عربي، هو اسم لمجموعة سبعة كواكب واقعة في عنق برج الثور، سميت بذلك لكثرة كواكبها مع ضيق المجال المتجمعة فيه.
حسنا، سنجيب على هذه المقارنة، أولا يبدوا أنهم في شك كبير في الكثير من الكلمات العربية ذات الأصل الهندي الأوربي، بعد أن ثبت أن القرآن الكريم ولغة العربية الفصحى بها عدد لا يعد ولا يحصى من الكلمات الهندية الأوربية باعتراف آلاف من فصحاء وعلماء العرب نبشركم خيرا أن الكلمتين إثري والصواب تنطق "إتري" و"أبريد" كلمتين هنديتين أوربيتين ليس مائة بالمئة بل مليار بالمئة والأمازيغية لغة هندية أوربية، ففي اللغة البهلوية كلمة barid تعني الطريق والحمل والارسال ومنها انتقلت إلى العربية، وفي اللغة الهندية القديمة barid تعني أيضا الطريق والحمل والارسال ومنها انتقلت الى العربية. "إتري" كلمة هندية أوربية توجد في اليونانية القديمة taru وفي الهندية tara وفي الوندالية tara وفي السنسكرتية tar ومنها الإنجليزية star.
فشيء عادي إذن أن تتطابق الأمازيغية مع الكلمات الهندية والبهلوية والسنسكرتية لأنها لغات كلها تنتمي إلى أصل واحد وعائلة لغوية واحدة وهي اللغات الجرمانية الهندية أو كما يسميها الأخرين الهندية الأوربية.
وما نستنتجه هنا أنه قد انقلب السحر على الساحر، فأنا لم آتي بشيئ من عندي، بل هذه حقيقة مؤكدة علميا فعلماء مقارنة اللغات وجدوا أن اللغة الأمازيغية تتشارك في كلمات كثيرة مع اللغة الوندالية كما رأينا أكثر بكثير من اللغة العربية بل وجدوا أن لا علاقة البتة بين الأمازيغية والعربية، وطبعا تبقى هذه مجرد محاولات فاشلة ضد الأمازيغية التي وجدت قبل كل هذه اللغات.
علاوة على أن علم اللغة علم اجتماعي غير دقيق يحتمل التسييس وقد سبق المستشرقون الأوربيون العرب في طرح نظرية إلحاق الأمازيغية بلغات أخرى مثل الألمانية والباسكية، ففي الثلاثينيات من القرن 19 وُضع أول معجم مزدوج أمازيغي فرنسي ألفه "venture de paradis"، وقدم له: "Jacques Champollion" وقد أشار هذا الأخير في مقدمة المعجم على أن الأمازيغية والمصرية القديمة يتقاربان.