المعطلة والمشبهة والحشوية!! - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المعطلة والمشبهة والحشوية!!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-23, 23:27   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

قلنا لكم حذار من التورط في مسائل انتم في غنى عنها، هذا سيضر بمصداقية المنتدى والفكر الوهابي ككل، لكن.....
المنتديات الفرعونية التي انقل منها هذه الردود، هي التي ستكشف باذن الله المنتديات القارونية ـ البترودولارـ التي تستقون منها هذا الفكر الغريب عن الامة. اذا الخلاصة:
الاشاعرة سادة علماء الامة بشهادة علماء الامة، الاشاعرة فرسان التنزيه والمعتقد الصحيح لجمهور علماء الامة وسوادها الاعظم،ومن تشبت بالحجود فليراجع الردود.
وعليه: لا للتشبيه ،لا للتجسيم ،لا للحشونة، لا للتدليس، لا للتضليل، لا للقص واللصق والبتر والتحريف واظهار نصف الحقيقة.
ولا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.









 


قديم 2011-06-24, 14:51   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الله غالب مشاهدة المشاركة
قلنا لكم حذار من التورط في مسائل انتم في غنى عنها، هذا سيضر بمصداقية المنتدى والفكر الوهابي ككل، لكن.....
المنتديات الفرعونية التي انقل منها هذه الردود، هي التي ستكشف باذن الله المنتديات القارونية ـ البترودولارـ التي تستقون منها هذا الفكر الغريب عن الامة. اذا الخلاصة:
الاشاعرة سادة علماء الامة بشهادة علماء الامة، الاشاعرة فرسان التنزيه والمعتقد الصحيح لجمهور علماء الامة وسوادها الاعظم،ومن تشبت بالحجود فليراجع الردود.
وعليه: لا للتشبيه ،لا للتجسيم ،لا للحشونة، لا للتدليس، لا للتضليل، لا للقص واللصق والبتر والتحريف واظهار نصف الحقيقة.
ولا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
اقتباس:
قلنا لكم حذار من التورط في مسائل انتم في غنى عنها، هذا سيضر بمصداقية المنتدى والفكر الوهابي ككل، لكن.....
لا عليك فقد تركك الاخوة سامحهم الله ترتع وتتمتع وتنشر المقالات الفرعونية المستوردة من منتديات اوليائك القبوريون، والا فكل الاعضاء يعرفون انك معطل لا خير في وجودك معنا لاننا اقمنا الحج على تعطيلك وتحريفك وتحويلك مرة في كلام ابن العربي الذي نقلت لنا تحويل الجهمي له وقلت في اخرى ان الله يحب واخوانك في التعطيل والتحويل يقولون انه لا يحب فلم ترد التعليق عليها......

اقتباس:
المنتديات الفرعونية التي انقل منها هذه الردود، هي التي ستكشف باذن الله المنتديات القارونية ـ البترودولارـ التي تستقون منها هذا الفكر الغريب عن الامة. اذا الخلاصة:
لا تستطيع لان منتدياتك الفرعونية مؤيدة باقوال امامهم المعطل فرعون عليه لعنة الله في قوله ان الكليم عليه السلام كاذب في قوله ان في السماء اله، اما منتدياتنا السلفية فمؤيدة بمن في السماء في قوله سبحانه في محكم القرآن
: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ
وقوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
وقوله : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
وقوله: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ
وقوله : تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ
وقوله: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ
وقوله: أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا
وقوله: يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا

اقتباس:
الاشاعرة سادة علماء الامة بشهادة علماء الامة، الاشاعرة فرسان التنزيه والمعتقد الصحيح لجمهور علماء الامة وسوادها الاعظم،ومن تشبت بالحجود فليراجع الردود.
لذلك نزههم العلماء من السنة والجماعة
وقال فيهم الامام ابن قدامة رحمه الله : ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية ا.هـ

وقال عنهم الامام القحطاني رحمه الله عن هؤلاء المبتدعة :

يا أشعرية يا أسافلة الورى *** يا عمي يا صم بلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم *** بغضا أقل قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني *** كيلا يرى إنسانكم إنساني
وقال :
يا أشعرية يا جميع من ادعى *** بدعاً وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة *** من شاعر ذرب اللسان معان

اقتباس:
وعليه: لا للتشبيه ،لا للتجسيم ،لا للحشونة، لا للتدليس، لا للتضليل، لا للقص واللصق والبتر والتحريف واظهار نصف الحقيقة.
لا يوجد مشبه اكثر منك فانت تشبه رب العرش المجيد بالعدم بل لو كان لك علاقة باللغة العربية لوجدت تشبيهك تشبيها بليغا فانت لما تصف الرب جل في علاه فكانك تصف العدم الغير موجود حقا لا في السماء ولا في الارض ولا متصل بالعالم ولا بائن عنه، لكن عقلك المحرف يابى ان يفهم ذلك









قديم 2011-06-24, 15:27   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

افتري الان علينا ما شئت، وانسبنا الى فرعون ـ لعنه الله ـ كما احببت، وتهجم على علماء الامة كما يحلو لك ، فلن ننحدر الى مستواك ابدا ،ولن تكون قدوة لنا اليوم وغدا، الان يشهد كل الاخوة الاعضاء انك دعي ولا علاقة لك بالسلف ولا بالسلفية ، ان هي الا طلاء وقد زال والحمدلله، والسب والشتم اكبر دليل على الفشل والخيبة والانكسار. لما غاب البرهان حل الزيف والبهتان.
ولو علم الاخوة المشرفون انني قليل الادب والاستحياء لقاموا بحظري فورا، ولكنهم تركوني حتى يتعلم الاخوة ادب الحوار والمناظرة والتدقيق العلمي في المسائل وعدم التعجل والغضب.
اما القحطانية التي تحزمت بها الان هي اكبر دليل على القحط الذي تعانيه فكريا واخلاقيا، ولنا رد بمثلها واشد،لكن لن ننحدر الى مستواك فما انت بالقدوة في هذا الباب.
اذا اخي هشام ارجوان تواصل المناظرة بعد هذه الاستراحة التي نفست بها عن غضبك من سب وشتم وافتراء،وهيا بنا الى الشوط الثاني.










قديم 2011-06-24, 15:51   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الله غالب مشاهدة المشاركة
افتري الان علينا ما شئت، وانسبنا الى فرعون ـ لعنه الله ـ كما احببت، وتهجم على علماء الامة كما يحلو لك ، فلن ننحدر الى مستواك ابدا ،ولن تكون قدوة لنا اليوم وغدا، الان يشهد كل الاخوة الاعضاء انك دعي ولا علاقة لك بالسلف ولا بالسلفية ، ان هي الا طلاء وقد زال والحمدلله، والسب والشتم اكبر دليل على الفشل والخيبة والانكسار. لما غاب البرهان حل الزيف والبهتان.
ولو علم الاخوة المشرفون انني قليل الادب والاستحياء لقاموا بحظري فورا، ولكنهم تركوني حتى يتعلم الاخوة ادب الحوار والمناظرة والتدقيق العلمي في المسائل وعدم التعجل والغضب.
اما القحطانية التي تحزمت بها الان هي اكبر دليل على القحط الذي تعانيه فكريا واخلاقيا، ولنا رد بمثلها واشد،لكن لن ننحدر الى مستواك فما انت بالقدوة في هذا الباب.
اذا اخي هشام ارجوان تواصل المناظرة بعد هذه الاستراحة التي نفست بها عن غضبك من سب وشتم وافتراء،وهيا بنا الى الشوط الثاني.
اقتباس:
فتري الان علينا ما شئت، وانسبنا الى فرعون ـ لعنه الله ـ كما احببت، وتهجم على علماء الامة كما يحلو لك ، فلن ننحدر الى مستواك ابدا ،ولن تكون قدوة لنا اليوم وغدا،
ما هذا التخلاط والكلام الفارغ، كان عليك ان تنفي نسبتك الى فرعون بالدليل لا ان تقول كلام ليس له معنى، انت تقول ليس في السماء اله يعبد وتقول ان الله ليس على العرش وفرعون لعنه الله ايضا كذب موسى في قوله الله في السماء، انا لم اكذب عليك بل قلت لك ان الله في السماء فنفيت ذلك وكذلك فرعون عليه اللعنة قال له موسى عليه السلام ان الله في السماء فكذبه، كيف اولت كلامي وجعلتني افتري عليكم وارميكم بالفرعونية...ارجع الى تفسير شيخ المفسرين الامام الطبري رحمه الله لتجد ان تكذيبك لفوقية الله مستمدة من العقيدة الفرعونية، يقول الامام الطبري رحمه الله :

وقوله:( لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ) يقول: انظر إلى معبود موسى، الذي يعبده، ويدعو إلى عبادته( وَإِنِّي لأظُنُّهُ ) فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين; فذكر لنا أن هامان بنى له الصرح، فارتقى فوقه.

فرعون يقول موسى من الكاذبين في قوله في السماء اله، وانت ايضا تقول ان السلفي كاذب في قوله الله في السماء فمن الاولى بموسى عليه السلام ومن شيعة فرعون في قوله اننا من الكاذبين


اقتباس:
الان يشهد كل الاخوة الاعضاء انك دعي ولا علاقة لك بالسلف ولا بالسلفية ، ان هي الا طلاء وقد زال والحمدلله، والسب والشتم اكبر دليل على الفشل والخيبة والانكسار. لما غاب البرهان حل الزيف والبهتان.
بل كل الاعضاء الان بمكنهم التاكد ان امام المعطلين هو فرعون عليه اللعنة ، ويشهد كل الاعضاء ان موسى عليه السلام اتى بعقيدة الاسلام والمسلمين وان فرعون اللعين كذبه في قوله في السماء اله وكذلك الجهمي قال مثل قول فرعون اللعين، فلا تحريف ولا تخريف في كلامنا وهو واضح لا غبار عليه فنفاة العلو شيعة فرعون ومثبتي العلو شيعة الكليم عليه السلام

اقتباس:
ولو علم الاخوة المشرفون انني قليل الادب والاستحياء لقاموا بحظري فورا، ولكنهم تركوني حتى يتعلم الاخوة ادب الحوار والمناظرة والتدقيق العلمي في المسائل وعدم التعجل والغضب.
اما القحطانية التي تحزمت بها الان هي اكبر دليل على القحط الذي تعانيه فكريا واخلاقيا، ولنا رد بمثلها واشد،لكن لن ننحدر الى مستواك فما انت بالقدوة في هذا الباب
اذا اخي هشام ارجوان تواصل المناظرة بعد هذه الاستراحة التي نفست بها عن غضبك من سب وشتم وافتراء،وهيا بنا الى الشوط الثاني.
من يحترمنا ويحترم عقيدتنا وكلام ربنا وسنة نبينا واقوال صحابة نبينا وينشر عقيدة المسلمين الصحيحة الخالية من التحريف والتخريف، نحترمه ونشكره ونضعه تاجا فوق رؤوسنا لما ينصر به عقيدة المسلمين، اما من يرتع هنا وهناك في منتديات فرعونية وقبورية ينهل منها الفشر والهذيان ضاربا فطرة الرحمن التي فطره الله عليها، مفرطا في العقل الذي انعم الله عليه مبدله بجعاجع التحريف والتاويل، جاحدا صفات الرب جل في علاه فلا يسمع الا ما يسوء تحريفه وتاويله وفرعونته هذا مصف الرجال عندنا لا يجزون الا بما يفعلون وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظامون وعقيدتهم يحرفون وربهم يجحدون..









قديم 2011-06-25, 00:19   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي هشام اصبحت احب ردودك كثيرا، لانك كلما رددت اكتشفت مدى محدودية معلوماتك في باب العقيدة ـ خاصة باب الفرق الاسلامية ـ لا تفرق بين التنزيه والتعطيل ونفي المشابهة، للاسف اقولها صراحة فتحت عينيك على كتيبات السعودية واشرطتها ثم اغمضتهما حتى لا ترى شيئا اخر،وهذا يذكرني بقصة الاعمى الذي ابصر يوما ،فراى فأرا، ثم رجع اليه العمى فصار يقيس كل شيئ بحجم الفأر، مع فرق التشبيه حتى لا تقول هذه سبة اوشتم فتتمسك بها.
اما التدليس على العوام ونظرية الفرعنة التي ابتدعتها،سنجيبك عنها، وقد اجبناك واجبناك لكنك لا تقرأ. او تقرأ فلا تفهم ،او تقرا وتفهم لكنك تتعصب لرايك الذي لا تريد ان ترى غيره.
سنواصل معك وستأتيك الردود تترا، وسنرى ماذا انت فاعل غدا.










قديم 2011-06-25, 00:28   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الخلق أجمعين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وبعد.

    كشف تدليس الوهابية في مقولة الإمام أبي حنيفة النعمان الله في السماء
    يستند الوهابية في تدليسهم إلى هذا القول
    ما جاء في (( شرح الفقه الأكبر )) (ص 197-198) لملا علي القاري :
    (( وما روي عن أبي مطيع البلخي أنه سأل أبا حنيفة رحمه الله عمن قال لا أعرف ربي في السماء هو أم في الأرض ، فقال: قد كفر لأن الله تعالى يقول : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه ] ، وعرشه فوق سبع سمواته ، قلت : فإن قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض !، قال : هو كافر لأنه أنكر كونه في السماء فمن أنكر كونه في السماء فقد كفر لأن الله تعالى في أعلى عليين وهو يدعى من أعلى لا من أسفل )) اهـ.
    الجواب : أن هذا الكلام كذب باطل مصنوع على أبي حنيفة كما انه ليس في متن الفقه الأكبر بل من المسائل التي الحقها الشارح بشرح الكتاب.
    وذلك لأن الراوي لهذا الكلام هو أبو مطيع البلخي وهو كذاب ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال مرة ضعيف ، وقال أحمد : لا ينبغي أن يروى عنه شيء ، وقال البخاري : ضعيف صاحب رأي ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال أبو حاتم : كان مرجئا كذابا ، وقد جزم الذهبي بأنه وضع حديثا كما في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي ،
    قال ابن أبي العز شارح الطحاوية ج2 ص480 نقلاً عن ابن كثير :
    وأما أبو مطيع فهو الحكم بن عبد الله بن مسلمة البلخي ، ضعفه أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعمرو بن علي الفلاس والبخاري وأبو داود وأبو حاتم الرازي وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وابن عدي والدار قطني وغيرهم اهـ .
    قال الشيخ مصطفى أبو السيف الحمامي في كتابه (( غوث العباد ببيان الرشاد )) ( ص 341-342):
    (( ومن هذا الكلام يعلم أمور منها :
    الأمر الأول: أن تلك المقالة ليست في (( الفقه الأكبر)) ، وإنما نقلها عن أبي حنيفة رحمة الله عليه ناقل فيكون إسنادها إلى الفقه الأكبر كذبا يراد به ترويج البدعة.
    الأمر الثاني: أن هذا الناقل مطعون فيه بأنه وضاع لا يحل الاعتماد عليه في نقل يبنى عليه حكم فرعي فضلا عن أصلي فالاعتماد عليه وحاله ماذكر خيانة يريد الرجل بها أن يروج بدعته .
    الأمر الثالث : أن هذا الناقل صرح به إمام ثقة هو ابن عبد السلام بما يكذبه عن أبي حنيفة رحمة الله عليه بالنقل الذي نقله عن هذا الإمام الأعظم رضي الله عنه، فاعتماد الكذاب وإغفال الثقة خيانة يراد به تأييد بدعته وهي جرائم تكفي واحدة منها فقط لأن تسقط الرجل من عداد العدول العاديين لا أقول من عداد العلماء أو أكابر العلماء أو الأئمة المجتهدين ، ويعظم الأمر إذا علمنا أن الخيانات الثلاث في نقل واحد وهو مما يرغم الناظر في كلام هذا الرجل على أن لا يثق بنقل واحد ينقله فإنه لا فرق بين نقل ونقل ، فإذا ثبت خيانته في هذا جاز أن تثبت في غيره وغيره )) انتهى كلام الحمامي .
    وعلى تقدير صحة هذا الكلام فقد أجاب عنه الإمام ابن عبد السلام في حل الرموز كما نقله علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص271 قال :
    (من قال لا أعرف الله تعالى في السماء أم في الأرض كفر ، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه . ا هـ
    قال القاري :ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم فيجب الاعتماد عل نقله لا على ما نقله الشارح - يعني شارح الطحاوية- مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد . )ا هـ كلام القاري .
    فيستفاد من القول السابق أن الإمام العز ابن عبدالسلام يقول إنما كفر الإمام قائل هاتين العبارتين لأنه جعل الله مختصا بجهة وحيز وكل ما هو مختص بالجهة والتحيز فإنه محتاج محدث بالضرورة أي بلا شك، وليس مراده كما زعم المشبهة إثبات أن السماء والعرش مكان لله تعالى بدليل كلام الإمام أبي حنيفة الكثير في نفي الجهة والمكان.
    هذا مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث وكذلك قال الإمام القاري
    الإمام أبا حنيفة قد صرح بنفي الاستقرار على العرش كما في كتابه الوصية كما في شرح الفقه الأكبر ص61 حيث قال :
    ( نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه ، واستقراره عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو صار محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى فهو منزه عن ذلك علوا كبيرا .) اهـ
    وأما ما قاله ابن القيم في نونيته :
    كذلك قال النعمان وبعده يعقوب والألفاظ للنعمان
    من لم يقر بعرشه سبحانه فوق السماء وفوق كل مكان
    ويقر أن الله فوق العرش لا يخفى عليه هواجس الأذهان
    فهو الذي لا شك في تكفيره لله درك من إمام زمان
    هو الذي في الفقه الأكبر عندهم وله شروح عدة لبيان

    نقول : هذا كذب على الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه .
    وهذا الفقه الأكبر بين أيدينا فليراجعه من شاء فلا يوجد هذا الكلام ولا يوجد كلام يعقوب وهو الإمام أبو يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما
    قال الشيخ مصطفى الحمامي – من علماء الأزهر – (ص 342) :
    (( لا شك أنه كذب يروج به هذا الرجل بدعته )) ا هـ
    وكذا قال الكوثري في (( تكملته ))(ص 108) .
    وما وجدناه في الفقه الكبر ينسف هذا الكلام
    (( الفقه الأكبر)) (ص 30 - 31) فيه :
    (( والله واحد لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لا يشبه شيئا من الأشياء من خلقه ولا يشبهه شئ من خلقه ))
    وفيه أيضا (ص 136-137):
    (( ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كيفية ولا كمية ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة )) ،
    وفي " الوصية" للإمام (انظر شرح الفقه الأكبر ص 138) :
    (( لقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفية ولا تشبيه ولا جهة )) ،
    وفي (( الوصية )) (انظر شرح الفقه الأكبر ص 70) :
    ((نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش من غير احتياج ، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى ! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا" اهـ.
    وفي (( الفقه الأبسط ))(ص 57) :
    " كان الله ولا مكان كان قبل أن يخلق الخلق كان ولم يكن أين ولا خلق ولا شئ وهو خالق كل شئ"اهـ
    فبهذا ينتسف ما قاله ابن القيم
    وكذلك ما تنسبه الوهابية إلى أبي حنيفة أنه قال : (( الله في السماء ))
    فغير ثابت ففي سنده أبو محمد بن حيان ونعيم بن حماد (انظر تهذيب التهذيب ج10/409)) ونوح بن أبي مريم أبو عصمة (انظر تهذيب التهذيب ج10/433)، فالأول ضعفه بلديُّه الحافظ العسال .
    ونعيم بن حماد مجسم.
    وكذا زوج أمه نوح ربيب مقاتل بن سليمان شيخ المجسمة .
    فنوح أفسده زوج أمه ونعيم أفسده زوج أمه ، وقد ذكره كثير من أئمة أصول الدين في عداد المجسمة ، فأين التعويل على رواية مجسم فيما يحتج به لمذهبه ؟!،
    قال الحافظ ابن الجوزي في (( دفع شبه التشبيه)) (الباز الأشهب ص 69-70) عن نعيم بن حماد :
    " قال ابن عدي (الكامل في الضعفاء ج 7/16 ) : كان يضع الأحاديث وسئل عنه الإمام أحمد فأعرض بوجهه عنه وقال : حديث منكر مجهول " ا هـ.
    فإن قالت الوهابية : ذكره الذهبي نقلا عن البيهقي في (( الأسماء والصفات)).
    قلنا : رواه البيهقي في (( الأسماء والصفات )) (ص 429) وقال :
    (( إن صحت الحكاية ))، فهذا يدل على أن الذهبي غفل هذا القيد المهم الذي أشار اليه الإمام البيهقي وهو قوله إن صحت الحكاية وهي إشارة قوية إلي ما في الرواية من وجوه الخلل
    قال الشيخ الكوثري في تكملته (ص 180) :
    ((وقد أشار البيهقي بقوله : (( إن صحت الحكاية)) إلى ما في الرواية من وجوه الخلل )) ا هـ.
    على أن الإمام البيهقي ذكر في (( الأسماء والصفات )) في كثير من المواضع أن الله منـزه عن المكان والحد ومن ذلك قوله (ص 400) :
    (( واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه – تعالى – بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ )) (رواه مسلم) وإذا لم يكن فوقه شئ ولا دونه شئ لم يكن في مكان )) ا هـ.
    وقوله (ص 415) :
    (( وما تفرد به الكلبي وأمثاله يوجب الحد والحد يوجب الحدث لحاجة الحد إلى حاد خصه به والبارئ قديم لم يزل ))ا هـ.
    وقوله (ص 448-449) :
    ((وانّ الله تعالى لا مكان له )) ، ثم قال : (( فإن الحركة والسكون والاستقرار من صفات الأجسام والله تعالى أحد صمد ليس كمثله شئ )) اهـ.












قديم 2011-06-25, 00:51   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب )

قوله تعالى : ( وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب )

اعلم أنه تعالى لما وصف فرعون بكونه متكبرا جبارا بين أنه أبلغ في البلادة والحماقة إلى أن قصد الصعود إلى السماوات ، وفي الآية مسائل :

المسألة الأولى : احتج الجمع الكثير من المشبهة بهذه الآية في إثبات أن الله في السماوات وقرروا ذلك من وجوه ; الأول : أن فرعون كان من المنكرين لوجود الله ، وكل ما يذكره في صفات الله تعالى فذلك إنما يذكره لأجل أنه سمع أن موسى يصف الله بذلك ، فهو أيضا يذكره كما سمعه ، فلولا أنه سمع موسى يصف الله بأنه موجود في السماء وإلا لما طلبه في السماء . الوجه الثاني : أنه قال : وإني لأظنه كاذبا ، ولم يبين أنه كاذب في ماذا ، والمذكور السابق متعين لصرف الكلام إليه ، فكأن التقدير : فأطلع إلى الإله الذي يزعم موسى أنه موجود في السماء ، ثم قال : ( وإني لأظنه كاذبا ) أي وإني لأظن موسى كاذبا في ادعائه أن الإله موجود في السماء ، وذلك يدل على أن دين موسى هو أن الإله موجود في السماء . الوجه الثالث : العلم بأنه لو وجد إله لكان موجودا في السماء ، علم بديهي متقرر في كل العقول ، ولذلك فإن الصبيان إذا تضرعوا إلى الله رفعوا [ ص: 57 ] وجوههم وأيديهم إلى السماء ، وإن فرعون مع نهاية كفره لما طلب الإله فقد طلبه في السماء ، وهذا يدل على أن العلم بأن الإله موجود في السماء علم متقرر في عقل الصديق والزنديق والملحد والعالم والجاهل .

فهذا جملة استدلالات المشبهة بهذه الآية ، والجواب : أن هؤلاء الجهال يكفيهم في كمال الخزي والضلال أن جعلوا قول فرعون اللعين حجة لهم على صحة دينهم ، وأما موسى عليه السلام فإنه لم يزد في تعريف إله العالم على ذكر صفة الخلاقية فقال في سورة طه : ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) [طه : 50] وقال في سورة الشعراء : ( ربكم ورب آبائكم الأولين ) ( رب المشرق والمغرب وما بينهما ) [الشعراء : 28] فظهر أن تعريف ذات الله بكونه في السماء دين فرعون وتعريفه بالخلاقية والموجودية دين موسى ، فمن قال بالأول كان على دين فرعون ، ومن قال بالثاني كان على دين موسى ، ثم نقول : لا نسلم أن كل ما يقوله فرعون في صفات الله تعالى فذلك قد سمعه من موسى عليه السلام ، بل لعله كان على دين المشبهة فكان يعتقد أن الإله لو كان موجودا لكان حاصلا في السماء ، فهو إنما ذكر هذا الاعتقاد من قبل نفسه لا لأجل أنه قد سمعه من موسى عليه السلام .

وأما قوله : ( وإني لأظنه كاذبا ) فنقول : لعله لما سمع موسى عليه السلام قال : ( رب السماوات والأرض ) [الإسراء : 102] ظن أنه عنى به أنه رب السماوات ، كما يقال للواحد منا : إنه رب الدار بمعنى كونه ساكنا فيه ، فلما غلب على ظنه ذلك حكى عنه ، وهذا ليس بمستبعد ، فإن فرعون كان بلغ في الجهل والحماقة إلى حيث لا يبعد نسبة هذا الخيال إليه ، فإن استبعد الخصم نسبة هذا الخيال إليه كان ذلك لائقا بهم ; لأنهم لما كانوا على دين فرعون وجب عليهم تعظيمه . وأما قوله : إن فطرة فرعون شهدت بأن الإله لو كان موجودا لكان في السماء ، قلنا : نحن لا ننكر أن فطرة أكثر الناس تخيل إليهم صحة ذلك لا سيما من بلغ في الحماقة إلى درجة فرعون فثبت أن هذا الكلام ساقط .

المسألة الثانية : اختلف الناس في أن فرعون هل قصد بناء الصرح ليصعد منه إلى السماء أم لا؟ أما الظاهريون من المفسرين فقد قطعوا بذلك ، وذكروا حكاية طويلة في كيفية بناء ذلك الصرح ، والذي عندي أنه بعيد ، والدليل عليه أن يقال : فرعون لا يخلو إما أن يقال : إنه كان من المجانين أو كان من العقلاء ، فإن قلنا : إنه كان من المجانين لم يجز من الله تعالى إرسال الرسول إليه ; لأن العقل شرط في التكليف ، ولم يجز من الله أن يذكر حكاية كلام مجنون في القرآن ، وأما إن قلنا : إنه كان من العقلاء فنقول : إن كل عاقل يعلم ببديهة عقله أنه يتعذر في قدرة البشر وضع بناء يكون أرفع من الجبل العالي ، ويعلم أيضا ببديهة عقله أنه لا يتفاوت في البصر حال السماء بين أن ينظر إليه من أسفل الجبال وبين أن ينظر إليه من أعلى الجبال ، وإذا كان هذان العلمان بديهيين امتنع أن يقصد العاقل وضع بناء يصعد منه إلى السماء ، وإذا كان فساد هذا معلوما بالضرورة امتنع إسناده إلى فرعون ، والذي عندي في تفسير هذه الآية أن فرعون كان من الدهرية وغرضه من ذكر هذا الكلام إيراد شبهة في نفي الصانع ، وتقريره أنه قال : إنا لا نرى شيئا نحكم عليه بأنه إله العالم فلم يجز إثبات هذا الإله ، أما إنه لا نراه فلأنه لو كان موجودا لكان في السماء ونحن لا سبيل لنا إلى صعود السماوات فكيف يمكننا أن نراه ، ثم إنه لأجل المبالغة في بيان أنه لا يمكنه صعود السماوات قال : ( ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب ) والمقصود أنه لما عرف كل أحد أن هذا الطريق ممتنع كان الوصول إلى معرفة وجود الله [ ص: 58 ] بطريق الحس ممتنعا ، ونظيره قوله تعالى : ( فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ) [الأنعام : 35] وليس المراد منه أن محمدا صلى الله عليه وسلم طلب نفقا في الأرض أو وضع سلما إلى السماء ، بل المعنى أنه لما عرف أن هذا المعنى ممتنع فقد عرف أنه لا سبيل لك إلى تحصيل ذلك المقصود ، فكذا هاهنا غرض فرعون من قوله : ( ياهامان ابن لي صرحا ) يعني أن الاطلاع على إله موسى لما كان لا سبيل إليه إلا بهذا الطريق وكان هذا الطريق ممتنعا ، فحينئذ يظهر منه أنه لا سبيل إلى معرفة الإله الذي يثبته موسى . فنقول : هذا ما حصلته في هذا الباب .

واعلم أن هذه الشبهة فاسدة ; لأن طرق العلم ثلاثة الحس والخبر والنظر ، ولا يلزم من انتفاء طريق واحد وهو الحس انتفاء المطلوب ; وذلك لأن موسى عليه السلام كان قد بين لفرعون أن الطريق في معرفة الله تعالى إنما هو الحجة والدليل كما قال : ( ربكم ورب آبائكم الأولين ) ( رب المشرق والمغرب ) ( الشعراء : 28 ) إلا أن فرعون لخبثه ومكره تغافل عن ذلك الدليل ، وألقى إلى الجهال أنه لما كان لا طريق إلا الإحساس بهذا الإله وجب نفيه ، فهذا ما عندي في هذا الباب ، وبالله التوفيق والعصمة .

المسألة الثالثة : ذهب قوم إلى أنه تعالى خلق جواهر الأفلاك وحركاتها بحيث تكون هي الأسباب لحدوث الحوادث في هذا العالم الأسفل ، واحتجوا بقوله تعالى : ( لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات ) ومعلوم أنها ليست أسبابا إلا لحوادث هذا العالم قالوا : ويؤكد هذا بقوله تعالى في سورة ص : ( فليرتقوا في الأسباب ) [ص : 10] أما المفسرون فقد ذكروا في تفسير قوله تعالى : ( لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات ) أن المراد بأسباب السماوات طرقها وأبوابها وما يؤدي إليها ، وكل ما أداك إلى شيء فهو سبب كالرشاد ونحوه .

المسألة الرابعة : قالت اليهود : أطبق الباحثون عن تواريخ بني إسرائيل وفرعون أن هامان ما كان موجودا البتة في زمان موسى وفرعون وإنما جاء بعدهما بزمان مديد ودهر داهر ، فالقول بأن هامان كان موجودا في زمان فرعون خطأ في التاريخ ، وليس لقائل أن يقول : إن وجود شخص يسمى بهامان بعد زمان فرعون لا يمنع من وجود شخص آخر يسمى بهذا الاسم في زمانه ، قالوا : لأن هذا الشخص المسمى بهامان الذي كان موجودا في زمان فرعون ما كان شخصا خسيسا في حضرة فرعون بل كان كالوزير له ، ومثل هذا الشخص لا يكون مجهول الوصف والحلية ، فلو كان موجودا لعرف حاله ، وحيث أطبق الباحثون عن أحوال فرعون وموسى أن الشخص المسمى بهامان ما كان موجودا في زمان فرعون وإنما جاء بعده بأدوار علم أنه غلط وقع في التواريخ ، قالوا : ونظير هذا أنا نعرف في دين الإسلام أن أبا حنيفة إنما جاء بعد محمد صلى الله عليه وسلم فلو أن قائلا ادعى أن أبا حنيفة كان موجودا في زمان محمد عليه السلام ، وزعم أنه شخص آخر سوى الأول وهو أيضا يسمى بأبي حنيفة ، فإن أصحاب التواريخ يقطعون بخطئه فكذا هاهنا . والجواب : أن تواريخ موسى وفرعون قد طال العهد بها واضطربت الأحوال والأدوار فلم يبق على كلام أهل التواريخ اعتماد في هذا الباب ، فكان الأخذ بقول الله تعالى أولى بخلاف حال رسولنا مع أبي حنيفة فإن هذه التواريخ قريبة غير مضطربة ، بل هي مضبوطة فظهر الفرق بين البابين ، فهذا جملة ما يتعلق بالمباحث المعنوية في هذه الآية ، وبقي ما يتعلق بالمباحث اللفظية .

قيل : "الصرح" البناء الظاهر لا يخفى على الناظر وإن بعد ، اشتقوه من صرح الشيء إذا ظهر و ( أسباب السماوات ) طرقها ، فإن قيل : ما فائدة هذا التكرير ، لو قيل : لعلي أبلغ أسباب السماوات ، كان [ ص: 59 ] كافيا؟ أجاب صاحب "الكشاف" عنه فقال : إذا أبهم الشيء ثم أوضح كان تفخيما لشأنه ، فلما أراد تفخيم أسباب السماوات أبهمها ثم أوضحها ، وقوله : ( فأطلع إلى إله موسى ) قرأ حفص عن عاصم "فأطلع" بفتح العين والباقون بالرفع ، قال المبرد : من رفع فقد عطفه على قوله : ( أبلغ ) والتقدير ( لعلي أبلغ الأسباب ) ثم أطلع إلا أن حرف ثم أشد تراخيا من الفاء ، ومن نصب جعله جوابا ، والمعنى لعلي أبلغ الأسباب فمتى بلغتها أطلع والمعنى مختلف ; لأن الأول : لعلي أطلع ، والثاني : لعلي أبلغ وأنا ضامن أني متى بلغت فلا بد وأن أطلع .

واعلم أنه تعالى لما حكى عن فرعون هذه القصة قال بعدها : ( وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ) وفيه مسائل :

المسألة الأولى : قرأ عاصم وحمزة والكسائي "وصد" بضم الصاد ، قال أبو عبيدة : وبه يقرأ ; لأن ما قبله فعل مبني للمفعول به فجعل ما عطف عليه مثله ، والباقون "وصد" بفتح الصاد على أنه منع الناس عن الإيمان ، قالوا : ومن صده قوله ( لأقطعن أيديكم وأرجلكم ) [الأعراف : 124] ويؤيد هذه القراءة قوله : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) وقوله : ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام ) [الفتح : 25] .










قديم 2011-06-25, 00:52   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

فهذه جملة استدلالات المشبهة بهذه الآية ، والجواب : أن هؤلاء الجهال يكفيهم في كمال الخزي والضلال أن جعلوا قول فرعون اللعين حجة لهم على صحة دينهم ، وأما موسى عليه السلام فإنه لم يزد في تعريف إله العالم على ذكر صفة الخلاقية فقال في سورة طه * ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) * ( طه : 50 ) وقال في سورة الشعراء * ( ربكم ورب آبائكم الأولين * رب المشرق والمغرب وما بينهما ) * ( الشعراء : 26 ، 28 ) فظهر أن تعريف ذات الله بكونه في السماء دين فرعون وتعريفه بالخلاقية والموجودية دين موسى ، فمن قال بالأول كان على دين فرعون ،ومن قال بالثاني كان على دين موسى ، ثم نقول لا نسلم أن كل ما يقوله فرعون في صفات الله تعالى فذلك قد سمعه من موسى عليه السلام ، بل لعله كان على دين المشبهة فكان يعتقد أن الإله لو كان موجودا لكان حاصلا في السماء ، فهو إنما ذكر هذا الاعتقاد من قبل نفسه لا لأجل أنه قد سمعه من موسى عليه السلام . وأما قوله * ( وإني لأظنه كاذبا ) * فنقول لعله لما سمع موسى عليه السلام قال : * ( رب السماوات ‹ صفحة 65 › والأرض ) * ظن أنه عنى أنه رب السماوات ، كما يقال للواحد منا إنه رب الدار بمعنى كونه ساكنا فيه ، فلما غلب على ظنه ذلك حكى عنه ، وهذا ليس بمستبعد ، فإن فرعون كان بلغ في الجهل والحماقة إلى حيث لا يبعد نسبة هذا الخيال إليه ، فإن استبعد الخصم نسبة هذا الخيال إليه كان ذلك لائقا بهم ، لأنهم لما كانوا على دين فرعون وجب عليهم تعظيمه . وأما قوله إن فطرة فرعون شهدت بأن الإله لو كان موجودا لكان في السماء ، قلنا نحن لا ننكر أن فطرة أكثر الناس تخيل إليهم صحة ذلك لا سيما من بلغ في الحماقة إلى درجة فرعون فثبت أن هذا الكلام ساقط .










قديم 2011-06-25, 10:58   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

  1. العجالة السنية فى إثبات تنزه الله عن المكان وجهة العلو الحسية

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بكماله، والصلاة والسلام الأتمان والأكملان على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وتابعيه وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعد ؛

    فهذه رسالة مختصرة صغيرة لكنها كبيرة إن شاء الله تعالى تبين لك تفسير الآية وهى فى مسألة تنزه الله عن المكان والجهة والذى دعانى إلى أن أفرد هذه المسألة برسالة ما رأيت من بعض الإخوان وصفهم لله عز وجل بالجلوس والاستقرار على العرش ولم ينفوا عنه الحد ظانين أنهم يثبتون صفات المولى تعالى الله عمّا يقولون. والحق أنهم لم يبتدعوا مقالة فقد سبقهم إلى هذا فرقة الكرامية التى كانت تقول بأن الله بذاته على العرش استقرارا.

    ولقد ظهر التشبيه فى الأمة لما كانت المعتزلة ينفون الصفات والسلف يثبتونها فبالغ البعض في إثبات الصفات إلى حد التشبيه بصفات المحدثات فقد زادوا على ما قاله السلف فقالوا‏ : لابد من إجرائها على ظاهرها والقول بتفسيرها كما وردت من غير تعرض للتأويل ولا توقف في الظاهر فوقعوا في التشبيه الصرف وذلك على خلاف ما اعتقده السلف واقتصر بعضهم على صفات دلت الأفعال عليها وما ورد به الخبر فافترقوا فيه فرقتين فمنهم من أوله على وجه يحتمل اللفظ ذلك ومنهم من توقف في التأويل‏. قال تقى الدين بن الصلاح : ( إمامان ابتلاهما الله بأصحابهما وهما بريئان منهم أحمد بن حنبل ابتلى بالمجسمة وجعفر الصادق ابتلى بالرافضة ).

    والصحيح فى هذه المسألة مذهب أهل السنة القائلين بأن الله كان ولا مكان قبل خلق المكان فخلق المكان ولم يحتج إليه وهو على ما كان بعد خلق المكان لم يتغير عمّا كان قبل خلق المكان. فالله موجود بلا مكان ولا يقال أنه فى كل مكان كما قال جهم ولا أنه فى كل مكان من غير حلول ولا جهة كما قالت فرقة النجارية. فالمولى تعالى ليس داخل العالم (مكان)، وليس خارجه (مكان) وليس العرش مكانا له، كما أنه غير حال فيه، ولا جالس عليه ... استوى سبحانه على العرش كما أخبر لا كما يخطر على قلب البشر. ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله ألا يوصف بالعلو؛ لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس.

    وهو عز وجل فى السماء من غير جهة ؛ إذ أن الله منزه عن الحلول فى المكان، لكن لما كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات. فقد قال عنترة كما في ديوانه في شرحه للتبريزي:
    مقامكم فى جو السماء مكانه وباعى قصير عن نوال الكواكب

    والله سبحانه فوق السموات على العرش علوا وفوقية لا يزيدانه قربا ولا بعدا من السماء والعرش. وقد يكون من معانى الفوقية لله تعالى : الرتبة كما يقال الخليفة فوق السلطان والسلطان فوق الأمير. كما أن العلو المعنوي من المجاز الشائع في كلام العرب منتشر في القرآن : (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون )) (( إن فرعون علا في الأرض )) (( لا تخف إنك أنت الأعلى )).

    وقد استنبط إمام الحرمين الجوينى تنزه الله سبحانه عن الجهة من نهيه صلى الله عليه وسلم عن تفضيله على يونس بن متى عليه السلام. يقول الإمام الجوينى: إن هذا الحديث يدل على أن النبى صلى الله عليه وسلم وهو عند سدرة المنتهى لم يكن بأقرب إلى الله من يونس عليه السلام وهو فى بطن الحوت فى قعر البحر.

    وإن استدلوا بقصة المعراج وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل إلى جهة فوق فليس فيها حجة لأن موسى عليه السلام سمع الكلام على الطور وكان ميعاده الطور ولم يدل على أن الله تعالى على الطور وقال في قصة إبراهيم : (( إني مهاجر إلى ربي )) وكانت هجرته إلى الشام ولم يكن الباري تعالى في الشام فبطل قولهم. وأما قوله تعالى : (( ثم دنا فتدلى )) فذلك دنو كرامة لا مجاورة كقوله : (( واسجد واقترب )).

    فإن قيل : لماذا كان المعراج إلى السماء فى ليلة الإسراء والمعراج بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ يقال : إن المكان لم يكن للمرئى وإنما كان المكان للرائى يرى منه لا يرى من غيره، وعلى هذا الفهم الصحيح المنزه لله سبحانه عن الجهة يكون فهمنا للآية الكريمة التى أنزلها الله عز وجل حاكيا عن فرعون لعنه الله : (( يا هامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبا )) فلقد كذّب فرعون سيدنا موسى فى أن له إلها غيره كما فى كتب التفسير ولم يكن التكذيب فى أن الله سبحانه فوق السماوات ذاتا لأن سيدنا موسى عليه السلام لم يقل لفرعون هذا.

    ويقال لمن يستغرب من قولنا : إن الله لا داخل العالم ولا خارجه. وأمَّا من يدعي الحذق منهم ويقول : إذا قلنا لا داخل العالم ولا خارجه فيلزمنا رفع النقيضين، فهذا باطل ! لأن التناقض إنما يعتبر حين يتصف المحل بأحد النقيضين ويتواردان عليه، وأما حين لا يصح تواردهما على المحل ولا يمكن الاتصاف بأحدهما، فلا تناقض، كما يقال مثلاً : الحائط لا أعمى ولا بصير، فلا تناقض، لصدق النقيضين فيه، لعدم قبوله لهم على البدلية .

    ولقد استدل بعض العلماء بقول النبي صلى الله عليه وسلم : أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شئ علي نفي المكان عن الله.

    واعلم أن المؤمنين وهم فى الجنة يرون ربهم بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كيفية ولا جهة ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة.

    وأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء لأن السماء قبلة الدعاء ومنـزل الأنوار والأمطار والخيرات والبركات (( وفي السماء رزقكم وما توعدون)).

    واعلم أن القرافي وغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك.

    فإن قيل: نفي الجهة عن الموجود يوجب نفيه لاستحالة موجود في غير جهة. قلنا : الموجود قسمان : موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال، وموجود يتصرف ذلك فيه ويقبله. فالأول ممنوع لاستحالته، والرب لا يتصرف فيه ذلك، إذ ليس بجسم، فصح وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز.

    وكيف يقول أحدنا أن الله بجهة فوق ذاتا وعلماء الفلك أثبتوا أن الأرض كروية مفلطحة عند القطبين ومنبعجة عند خط الإستواء وهذا ينفى أصلا الجهة عنه سبحانه وتعالى وإلا لزم منك أن تقول بأنه سبحانه فى الجهة السفلى لمن يعيش فى القطب الشمالى وبزعمك هذا يكون الله عز وجل تحت الأرض التى فوقها السماء، وإذا كان تحت الأرض والأرض فوقه والسماء فوق الأرض وفى هذا ما يلزمك أن تقول أن الله تحت التحت والأشياء فوقه وأنه فوق الفوق والأشياء تحته، وفى هذا ما يجب أنه تحت ما هو فوقه، وفوق ما هو تحته وهذا هو المحال العقلى المتناقض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

    وفى حديث الجارية : معنى قوله صلى الله عليه وسلم: أين الله ؟ استعلام لمنـزلته وقدره عندها وفي قلبها وأشارت إلى السماء فدلت بإشارتها على أنه في السماء عندها على قول القائل إذا أراد أن يخبر عن رفعة وعلو منـزلة : فلان في السماء أي هو رفيع الشأن عظيم القدر كذلك قولها في السماء على طريق الإشارة إليها تنبيها عـن مكانته في قلبها ومعرفتها به وإنما أشارت إلى السماء لأنها كانت خرساء فدلت بإشارتها على مثل دلالة العبارة على نحو هذا المعنى. وهذا الحديث تصرف الرواة فى ألفاظه، وقد استوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بـحيـث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي. وأما امتناعه صلى الله تعالى عليه وسلم عن بيان بطلان هذه العقيدة للجارية وعن بيان الحق في المسألة لها فلأن بيان الحق فيها يحتاج إلى فلسفة لم تكن الجارية أهلاً لأن تفهمها، كما أنها لم تكن مكلفة باعتقاد نفي الجهة عن الله تعالى، وقد أمر صلى الله عليه وسلم أن يكلم الناس على قدر عقولهم، فلم يكن هذا الامتناع من تأخير البيان عن وقت الحاجة، وهو ليس بجائز عليه صلى الله تعالى عليه وسلم، لأن هذا البيان ليس من البيان الواجب عليه صلى الله تعالى عليه وسلم حتى يكون تأخيره عن وقت الحاجة ممتنعاً عليه صلى الله تعالى عليه وسلم.

    وهناك أحاديث صحيحة ثابتة تقابل الاحاديث التي تسميها المجسمة بـ‍ " أحاديث العلو " منها : عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى ). رواه البخاري ومسلم . فإن قيل أليس الله يقول : (( الرحمن على العرش استوى )) فيجب الأخذ بظاهره ؟ قلنا الله يقول أيضا : (( وهو معكم أينما كنتم )) ويقول تعالى : (( ألا إنه بكل شىء محيط )) فينبغي أيضا أن تأخذ بظاهر هذه الآيات حتى يكون على العرش وعندنا ومعنا ومحيطا بالعالم بالذات . قالوا قوله تعالى : (( وهو معكم )) يعني بالعلم و: (( بكل شىء محيط )) إحاطة العلم، قلنا وقوله تعالى : (( على العرش استوى )) قهر وحفظ وأبقى وهو كناية عن انتظام الملك لله الواحد القهار.

    وذهب البعض إلى أن الاستواء بمعنى الاستيلاء ؛ فقد قال الشاعر :
    فلما علونا واستوينا عليهم تركناهم صرعى لنسر وطائر
    ثم ذكروا اعتراضين على هذا التفسير وأجابوا عنها بما حاصله :
    الاعتراض الأول : الاستيلاء يشعر بالاضطراب والمغالبة. والإجابة عليه : ألا ترى لفظ الغالب فى قوله تعالى : (( والله غالب على أمره )).
    الاعتراض الثانى : ما فائدة تخصيص العرش مع أن استيلاءه يعم الكل ؟ والإجابة عليه : الفائدة هى الإشعار بالأعلى على الأدنى. وهذا ما عليه جمع من أئمة التفسير.

    وأما الإمام مالك فقال : ( الاستواء معلوم والكيف مجهول ) وفى رواية عنه أنه قال : ( الاستواءُ معلومٌ ولا يقالُ كيفٌ والكيفُ غيرُ معقولٍ ). فصفات البارى غير مكيفة لذا ينفى العلماء جنس الكيف أصلا عنه تعالى ويقولون : (بلا كيف).
    وقال مجاهد : (( ثم استوى على العرش )) أى علا عليه. فهل هذا العلو علو حسى أى لم يكن قبل ذلك عاليا على العرش ؟ وبطريقة أخرى : هل قبل خلق العرش لم تكن له صفة العلو ثم وجدت ؟ فبهذا تبقى صفة العلو صفة حادثة، وهذا باطل لأن صفات البارى تعالى ليست بحادثة.

    وهناك من يقول بالقدم النوعى للعرش أى مازال الله تعالى يحدث عرشا ويفنى عرشا وبذلك تكون شخصيات العروش غير قديمة لكن النوع قديم وأجيب على ذلك بقولهم : أين كان الله تعالى بين الإفناء والإيجاد.

    وقد ورد تفسير الاستواء بالاستقرار والجلوس فى خبر موضوع على سيدنا ابن عباس رواه البيهقى فى (الأسماء والصفات) عن محمد بن مروان عن الكلبى عن أبى صالح وهذه سلسلة الكذب فبين الإمام البيهقى بطلان هذا الخبر.

    فالعرش جرم من الأجرام العظيمة، خلقه الله إظهارا لعظمة قدرته الكريمة، ولم يتخذه سبحانه محلا لذاته، تعالى عن ذلك وتنزه فى صفاته، استوى الله على العرش من غير حاجة إليه، والاستواء لله ليس بالاستقرار عليه، ولو صار محتاجا للجلوس والاستقرار، فقبل خلق العرش أين كان الغفار، العرش وحملته محملون بلطف قدرته، ومقهورون قبل خلقهم فى قبضته، ومن جلس يوصف بالجهة والمكان، لأن ذلك من صفات المحدث للإنسان، وتحده بذلك مقاييس وحدود، ومن كان كذلك فهو محتاج وهذا مردود، فكل ما يوجب التشبيه والجسمية، فجميعها فى حق الله سبحانه منفية، ومن يعتقد أن الله على عرشه جالس، فهو ضال وذو عقل مريض ناقص، ما عرف الله تعالى وما عرف صفاته، فقد فسر من خياله وكذب آياته.

    وأخيرا وليس آخرا أرجو أن يكون هذا القدر كافيا فى تجلية المسألة ولعل ما كتبناه يكون نبراسا على الطريق لمن أراد أن يعرف الحق وأسأل الله تعالى أن أكون من الصادقين فى نياتهم بعيدا عن حب المحمدة ومجاراة السفهاء ومماراة العلماء راجيا إياه أن يخرج بهذه الرسالة إخواننا من ظلمات التشبيه والتجسيم إلى أنوار التنزيه، وأن يهديهم إلى صحيح المعتقد، وأن يجعل الأزهر الشريف وغيره من المعاهد والجامعات السنيّة عامرة زاخرة حافظة لنا عقيدة أهل السنة التى تنجينا من عذاب النار الذى جاء فى حديث الافتراق، وأن تزول المحنة وتمر الأزمة وتفيق الأمة من غفلتها وسنة لهوتها.

    الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله . اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم . وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ، إنك حميد مجيد. } سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين { .



    رد مع اقتباس
  2. 29-10-2009 14:53 #12
    عبدالرحمن محمد عبدي داود
    طالب علم


    تاريخ التسجيلJan 2009المشاركات26


    لقد اجبت عن كل النصوص وخلاصته ان قول جمع من الائمة ان استواءه على الخلق استواء معنوي و غير حسي....

    وهناك من السلف من اثبت ان الله فوق و هو ما نقله القاضي من عياض اثناء شرح حديث الجارية (انظر المنهاج)

    وكل التأويلات مقبوله و معروفه ...
    والخلاف جائز في هذا الموضوع و لا حرج

    لكن بقى التاوييل في هذه الاية في سورة الملك...لم اجد تاوييل يؤيد مذهب عدم وصف الله بانه في السماء ...و تفسير الجلالين لا يعقل (حسب فهمي)... و الايه اوضح من كل الايات الاخرى على ان الله وصف نفسه بانه في السماء (اأمنتم من في السماء)...ولا يوجد معنى معنوي هنا ...و التفسير ان الضمير يعود الى قدرته غير مقبول لانه قدرته ليست في السماء بل في كل مكان.

    وكل الايات السابقة (عن الاستواء) تفيد الظن لما فيها من تنوع في التاويل بينما هذه الاية صريحة و هي اقوى الادلة. فهل هناك من تاويل؟

    أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور
    أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير

    وكيف يقول أحدنا أن الله بجهة فوق ذاتا وعلماء الفلك أثبتوا أن الأرض كروية مفلطحة عند القطبين ومنبعجة عند خط الإستواء وهذا ينفى أصلا الجهة عنه سبحانه وتعالى وإلا لزم منك أن تقول بأنه سبحانه فى الجهة السفلى لمن يعيش فى القطب الشمالى وبزعمك هذا يكون الله عز وجل تحت الأرض التى فوقها السماء، وإذا كان تحت الأرض والأرض فوقه والسماء فوق الأرض وفى هذا ما يلزمك أن تقول أن الله تحت التحت والأشياء فوقه وأنه فوق الفوق والأشياء تحته، وفى هذا ما يجب أنه تحت ما هو فوقه، وفوق ما هو تحته وهذا هو المحال العقلى المتناقض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.


    الجهة تعني التحديد والله منزه ان نحدد له مكانا لكن الفوقية المطلقة بدون تحديد جهه هو ما يقوله كثير من العلماء....هو فوق بلا جهه...

    وبالعلم الفلكي طبقات السماء (حتى وانها كروية) هي توصف بانها فوق بعضها البعض...بدون جهه!
    المسألة لها فلأن بيان الحق فيها يحتاج إلى فلسفة لم تكن الجارية أهلاً لأن تفهمها،


    هذا احتمال، و هناك احتمال ان هذا هو الحق بكل بساطه.



    رد مع اقتباس
  3. 29-10-2009 20:55 #13
    محمد نشأت
    طالب علم


    تاريخ التسجيلDec 2006المشاركات111


    سبحان من كان ولا مكان فخلق المكان ولم يحتج إليه، وهو على ما كان بعد خلق المكان لم يتغير عمّا كان قبل خلق المكان ... موجود بلا مكان، ولا يقال أنه فى كل مكان ... ليس داخل العالم (مكان)، وليس خارجه (مكان) ... ليس العرش مكانا له، كما أنه غير حال فيه، ولا جالس عليه ... استوى على العرش كما أخبر سبحانه لا كما يخطر على قلب البشر.

    قال الحافظ البيهقي فى (الأسماء والصفات) : فالقائل بأنه في السماء إن كان يريد أنه متمكن فيها فهو زائغ عن الصراط السوي، وأما إن كان يريد أنه في غاية من علو الشأن والمكانة بدون اعتقاد مكان له تعالى فلا غبار على كلام هذا القائل من ناحية اللغة .
    قال عنترة كما في (ديوانه) في (شرحه للتبريزي) : (ص35) :
    مقامكم فى جو السماء مكانه وباعى قصير عن نوال الكواكب
    وخص السماء بالذكر لأنها أعظم من الأرض تفخيماً للشأن.

    قال القاضي عياض لم يختلف المسلمون في تأويل ما يوهم أنه تعالى في السماء كقوله تعالى: (( ءأمنتم من في السماء )).
    والآية من آيات الصفات وفيها مذهبان:ـ أحدهما: الإيمان به من غير خوض في معناه مع اعتقاد أن الله تعالى ليس كمثله شئ وتنـزيهه عن سمات المخلوقات. والثاني: تأويله بما يليق به، فمن قال بهذا قال: كان المراد الإقرار بأن الخالق المدبر الفعال هو الله وحده وهو الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنه منحصر في السماء كما أنه ليس منحصرا في جهة الكعبة بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين على أنه في السماء على قول القائل إذا أراد أن يخبر عن رفعة وعلو منـزلة فلان في السماء أي هو رفيع الشأن عظيم القدر
    والإشارة إلى السماء إخبار عن جلال الله فى نفوس عباده عندما يقولون بهذا القول .

    قال الإمام أبو حنيفة فى كتابه (الوصية لأصحابه على مذهب أهل السنة والجماعة) : ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة واستقرار عليه وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج فلو كان محتاجا لما قدر على ايجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل العرش أين كان الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .



    رد مع اقتباس
  4. 29-10-2009 21:13 #14
    محمد نشأت
    طالب علم


    تاريخ التسجيلDec 2006المشاركات111


    قال الشيخ ابن حجر الهيتمي في (المنهاج القويم) ( ص 324 ) ما نصه : واعلم أن القرافي وغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك . وذكر ابن المعلم القرشي في كتابه (نجم المهتدي) نقلا عن الامام القاضي نجم الدين في كتابه (كفاية النبيه في شرح التنبيه) أنه نقل عن القاضي حسين أن الإمام الشافعي نص على أن من يعتقد أن الله جالس على العرش فهو كافر.

    قال الإمام الشهرستانى فى (الملل والنحل) : الكرامية أصحاب أبي عبد الله محمد بن كرام وإنما عددناه من الصفاتية لأنه كان ممن يثبت الصفات إلا أنه ينتهي فيها إلى التجسيم والتشبيه ‏.‏...... نص أبو عبد الله على أن معبوده على العرش استقراراً وعلى أنه بجهة فوق ذاتاً .‏
    قال الحافظ في (الفتح) : وليس العرش بموضع استقرار الله ، وقال : وقالت الجسمية : معناه الاستقرار . قارن والزم الحق ولا تزغ واعتقد عقد الأشعرى.

    ورد تفسير الاستواء بالاستقرار والجلوس فى خبر موضوع على سيدنا ابن عباس رواه البيهقى فى (الأسماء والصفات) عن محمد بن مروان عن الكلبى عن أبى صالح وهذه سلسلة الكذب فبين الإمام البيهقى بطلان هذا الخبر.


    تفسير الاستواء من كتب التفسير


    1- قال عبد الله بن يحيى بن المبارك في كتابه (غريب القرءان وتفسيره) : (طبعة عالم الكتب 1985 الطبعة الأولى) في (صفحة 243) في تفسير سورة طه : )) على العرش استوى )) استوى : استولى. هذا يعني أن تفسير الاستواء بالاستيلاء كان موجودا عند السلف .

    2- قال الإمام السمرقندى فى (بحر العلوم) : (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) قال بعضهم هذا من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله. وذكر عن يزيد بن هارون أنه سئل عن تأويله فقال تأويله الإيمان به وذكر أن رجلاً دخل على مالك بن أنس فسأله عن قوله (( ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ )) فقال : الاستواء غير مجهول والكيفية غير معقولة والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا ضالاً. فأخرجوه. وذكر عن محمد بن جعفر نحو هذا. وقد تأوله بعضهم وقال " ثم " بمعنى الواو فيكون على معنى الجمع والعطف لا على معنى التراخي والترتيب. ومعنى قوله: استوى أي استولى، كما يقال فلان استوى على بلد كذا يعني استولى عليه فكذلك هذا. معناه خالق السماوات والأرض، ومالك العرش. ويقال ثم صعد أمره إلى العرش. وهذا معنى قول ابن عباس. قال صعد على العرش. يعني أمره، ويقال قال له كن فكان، ويقال (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) أي كان فوق العرش قبل أن يخلق السماوات والأرض ويكون على بمعنى العلو والارتفاع، ويقال استوى يعني استولى.
    وقال فى موضع آخر من تفسيره (بحر العلوم) : قال (( ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ )) أي: حكمه ويقال كان فوق العرش حين خلق السموات والأرض ويقال استوى استولى وملك كما يقال استوى فلان على بلد كذا يعني استولى عليها وملكها فالله تعالى بيّن لخلقه قدرته وتمام ملكه أنه يملك العرش وله ما في السموات وما في الأرض .

    3- قال الإمام ابن عطية فى (المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز) : وقوله (استوى) قالت فرقة: هو بمعنى استولى، وقال أبو المعالي وغيره من المتكلمين: هو بمعنى استواء القهر والغلبة، وقال سفيان الثوري: فعل فعلاً في العرش سماه استواء وقال الشعبي وجماعة غيره: هذا من متشابه القرآن يؤمن به ولا يعرض لمعناه، وقال مالك بن أنس لرجال سأله عن هذا الاستواء فقال له مالك: الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والسؤال عن هذا بدعة وأظنك رجل سوء أخرجوه عني، فأدبر السائل وهو يقول يا أبا عبدالله لقد سألت عنها أهل العراق وأهل الشام فما وفق أحد توفيقك. قال القاضي أبو محمد: وضعف أبو المعالي قول من قال لا يتكلم في تفسيرها بأن قال إن كل مؤمن يجمع على أن لفظة الاستواء ليست على عرفها في معهود الكلام العربي، فإذا فعل هذا فقد فسر ضرورة ولا فائدة في تأخره على طلب الوجه والمخرج البين، بل في ذلك البأس على الناس وإيهام للعوام .

    4- قال الإمام النسفى فى (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) : ( ٱسْتَوَىٰ ) استولى. عن الزجاج، ونبه بذكر العرش وهو أعظم المخلوقات على غيره. وقيل: لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يردف الملك جعلوه كناية عن الملك فقال استوى فلان على العرش أي ملك وإن لم يقعد على السرير ألبتة وهذا كقولك «يد فلان مبسوطة» أي جواد وإن لم يكن له يد رأساً، والمذهب قول علي رضي الله عنه: الاستواء غير مجهول والتكييف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة لأنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان لم يتغير عما كان .

    5- قال الإمام أبو السعود فى (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) : والاستواءُ على العرش مجازٌ عن المُلك والسلطان ومتفرِّعٌ على الكناية فيمن يجوّز عليه القعودَ على السرير، يقال: استوى فلانٌ على سرير الملك يراد به مَلَك وإن لم يقعُدْ على السرير أصلاً، والمرادُ بـيانُ تعلقِ إرادتِه الشريفة بإيجاد الكائنات وتدبـيرِ أمرها .

    6- قال الإمام البيضاوى فى (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) : (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) استوى أمره أو استولى، وعن أصحابنا أن الاستواء على العرش صفة لله بلا كيف، والمعنى: أن له تعالى استواء على العرش على الوجه الذي عناه منزهاً عن الاستقرار والتمكن والعرش الجسم المحيط بسائر الأجسام سمي به لارتفاعه، أو للتشبيه بسرير الملك فإن الأمور والتدابير تنزل منه وقيل الملك .
    وقال فى موضع آخر من تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) : (( ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ ٱلثَّرَىٰ )) ليدل بذلك على كمال قدرته وإرادته، ولما كانت القدرة تابعة للإرادة وهي لا تنفك عن العلم عقب ذلك بإحاطة علمه تعالى بجليات الأمور وخفياتها على سواء .

    7- قال الإمام ابن عجيبة فى (البحر المديد في تفسير القران المجيد) : والاستواء على العرش مجاز عن المُلك والسلطان، يقال: استوى فلان على سرير الملك؛ مرادًا به مَلَك الملك والتصرف، وإن لم يقعد على سرير أصلاً، والمراد: تعلق قدرته وقهريته في جميع الكائنات بالتدبير والتصرف التام. وسُئل أحمد بن حنبل عن الاستواء، فقال: استواء مَنْ غَلَبَ وقهر، لا استواء كما يتوهم البشر. وسئل عنه مالك والشافعي - رضي الله عنهما - فقالا: الاستواء معلوم، والكيفية مجهولة، والإيمان به واجب، والسؤال عن هذا بدعة وضلالة، آمنوا بلا تشبيه، وصدّقوا بلا تمثيل، وأمسكوا عن الخوض في هذا كل الإمساك. وقال الجنيد رضي الله عنه: خلق الله العرش فوق سبع سماوات، وجعله قبلة لدعاء المخلوقات، وقابله بقلب عبده المؤمن، ليكون محلاً للتجليات والتنزلات والمخاطبات .

    8- قال الإمام الماوردي فى تفسيره (النكت والعيون) : (( ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ )) فيه قولان. أحدهما: معناه استوى أمره على العرش، قاله الحسن. والثاني: استولى على العرش .

    9- قال الإمام عز الدين بن عبد السلام فى (تفسيره) : (اسْتَوَى) أمره على العرش، قاله الحسن، أو استولى. ( الْعَرْشِ ) عبَّر به عن الملك لعادة الملوك الجلوس على الأَسرَّة، أو السموات كلها، لأنها سقف وكل سقف عرش .

    10- قال الإمام الخازن فى تفسيره (لباب التأويل في معاني التنزيل) : وقوله تعالى: (( ثم استوى على العرش )) العرش في اللغة: السرير، وقيل: هو ما علا فأظل وسمي مجلس السلطان عرشاَ اعتباراً بعلوه. ويكنى عن العز والسلطان والمملكة بالعرش على الاستعارة والمجاز. يقال فلان فل عرشه بمعنى ذهب عزه وملكه وسلطانه........ قال البغوي أهل السنة يقولون الاستواء على العرش صفة الله بلا كيف يجب على الرجل الإيمان به ويكل العلم به إلى الله عز وجل .


    قال الإمام فخرالدين الرازى فى تفسيره (مفاتيح الغيب) : أما قوله: (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) ففيه مباحث: الأول: أن هذا يوهم كونه تعالى مستقراً على العرش والكلام المستقصى فيه مذكور في أول سورة طه، ولكنا نكتفي ههنا بعبارة وجيزة. فنقول : هذه الآية لا يمكن حملها على ظاهرها، ويدل عليه وجوه:
    الأول: أن الاستواء على العرش معناه كونه معتمداً عليه مستقراً عليه، بحيث لولا العرش لسقط ونزل، كما أنا إذا قلنا إن فلاناً مستو على سريره. فإنه يفهم منه هذا المعنى إلا أن إثبات هذا المعنى يقتضي كونه محتاجاً إلى العرش، وإنه لولا العرش لسقط ونزل، وذلك محال، لأن المسلمين أطبقوا على أن الله تعالى هو الممسك للعرش والحافظ له، ولا يقول أحد أن العرش هو الممسك لله تعالى والحافظ له.
    الثاني: أن قوله: (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) يدل على أنه قبل ذلك ما كان مستوياً عليه، وذلك يدل على أنه تعالى يتغير من حال إلى حال، وكل من كان متغيراً كان محدثاً، وذلك بالاتفاق باطل.
    الثالث: أنه لما حدث الاستواء في هذا الوقت، فهذا يقتضي أنه تعالى كان قبل هذا الوقت مضطرباً متحركاً، وكل ذلك من صفات المحدثات.
    الرابع: أن ظاهر الآية يدل على أنه تعالى إنما استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض لأن كلمة (ثُمَّ) تقتضي التراخي وذلك يدل على أنه تعالى كان قبل خلق العرش غنياً عن العرش، فإذا خلق العرش امتنع أن تنقلب حقيقته وذاته من الاستغناء إلى الحاجة. فوجب أن يبقى بعد خلق العرش غنياً عن العرش، ومن كان كذلك امتنع أن يكون مستقراً على العرش.
    فثبت بهذه الوجوه أن هذه الآية لا يمكن حملها على ظاهرها بالاتفاق، وإذا كان كذلك امتنع الاستدلال بها في إثبات المكان والجهة لله تعالى.

    المسألة الثالثة: اتفق المسلمون على أن فوق السموات جسماً عظيماً هو العرش. إذا ثبت هذا فنقول: العرش المذكور في هذه الآية هل المراد منه ذلك العرش أو غيره ؟ فيه قولان : القول الأول: وهو الذي اختاره أبو مسلم الإصفهاني، أنه ليس المراد منه ذلك، بل المراد من قوله : (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) أنه لما خلق السماوات والأرض سطحها ورفع سمكها، فإن كل بناء فإنه يسمى عرشاً، وبانيه يسمى عارشاً، قال تعالى ( وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ )) أي يبنون، وقال في صفة القرية (( فَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا )) والمراد أن تلك القرية خلت منهم مع سلامة بنائها وقيام سقوفها، وقال ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَاء )) أي بناؤه، وإنما ذكر الله تعالى ذلك لأنه أعجب في القدرة، فالباني يبني البناء متباعداً عن الماء على الأرض الصلبة لئلا ينهدم، والله تعالى بنى السماوات والأرض على الماء ليعرف العقلاء قدرته وكمال جلالته، والاستواء على العرش هو الاستعلاء عليه بالقهر، والدليل عليه قوله تعالى: (( وَجَعَلَ لَكُمْ مّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَـٰمِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ )) قال أبو مسلم: فثبت أن اللفظ يحتمل هذا الذي ذكرناه. فنقول: وجب حمل اللفظ عليه، ولا يجوز حمله على العرش الذي في السماء، والدليل عليه هو أن الاستدلال على وجود الصانع تعالى، يجب أن يحصل بشيء معلوم مشاهد، والعرش الذي في السماء ليس كذلك، وأما أجرام السماوات والأراضين فهي مشاهدة محسوسة، فكان الاستدلال بأحوالها على وجود الصانع الحكيم جائزاً صواباً حسناً.
    ثم قال: ومما يؤكد ذلك أن قوله تعالى (( خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ )) إشارة إلى تخليق ذواتها، وقوله: (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) يكون إشارة إلى تسطيحها وتشكيلها بالأشكال الموافقة لمصالحها، وعلى هذا الوجه تصير هذه الآية موافقة لقوله سبحانه وتعالى : (( أأنتم أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَاء بَنَـٰهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا )) فذكر أولاً أنه بناها، ثم ذكر ثانياً أنه رفع سمكها فسواها. وكذلك ههنا ذكر بقوله : (( خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ )) أنه خلق ذواتها ثم ذكر بقوله: (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) أنه قصد إلى تعريشها وتسطيحها وتشكيلها بالأشكال الموافقة لها.

    والقول الثاني: وهو القول المشهور لجمهور المفسرين: أن المراد من العرش المذكور في هذه الآية: الجسم العظيم الذي في السماء، وهؤلاء قالوا إن قوله تعالى (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) لا يمكن أن يكون معناه أنه تعالى خلق العرش بعد خلق السماوات والأراضين بدليل أنه تعالى قال في آية أخرى (( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَاء )) وذلك يدل على أن تكوين العرش سابق على تخليق السموات والأراضين. بل يجب تفسير هذه الآية بوجوه أخر. وهو أن يكون المراد : ثم يدبر الأمر وهو مستو على العرش.

    والقول الثالث: أن المراد من العرش الملك، يقال فلان ولي عرشه أي ملكه فقوله : (( ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ )) المراد أنه تعالى لما خلق السموات والأرض واستدارت الأفلاك والكواكب، وجعل بسبب دورانها الفصول الأربعة والأحوال المختلفة من المعادن والنبات والحيوانات، ففي هذا الوقت قد حصل وجود هذه المخلوقات والكائنات. والحاصل أن العرش عبارة عن الملك، وملك الله تعالى عبارة عن وجود مخلوقاته، ووجود مخلوقاته إنما حصل بعد تخليق السموات والأرض، لا جرم صح إدخال حرف ( ثُمَّ ) الذي يفيد التراخي على الاستواء على العرش والله أعلم بمراده.










قديم 2011-06-25, 11:02   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

  1. الحديث ثبت من طرق أخرى برواية ( ارحموا من في الأرض يرحمكم الرحمن )

    وعلى اية حال أن لو ثبت فإنما يجب تأويل الحديث تنزيها لله سبحانه وتعالى حيث أن القول بأن الله في السماء يستدعى التجسيم ويلزم منه حلول الله في المكان ، ومما لا يختلف فيه أحد أن السماء ما هي إلا مخلوق من مخلوقات الله فكيف يصح في الأذهان أن يحل الخالق في المخلوق وأن يتحيز فيه ، هذا لعمري بهتان عظيم ، وقد فر كثير من العلماء في تفسيرهم للحديث من أن يقعوا في هذا المزلق الخطير الذي ابت فيه الوهابية إلا الإنزلاق ، والخوض في سؤال حتى أنه لا يجوز شرعا وعقلا سؤاله وهو ( أين الله ؟ )
    وقولنا ( يرحمكم من في السماء ) أي من في السماء ملكه وسلطانه
    جاء في فتح الباري : قال ابن ابي جمرة يحتمل أن يكون المعنى من لا يرحم غيره باي نوع من الإحسان لا يحصل له الثواب كما قال تعالى هل جزء الإحسان إلا الإحسان ، ويحتمل أن يكون المراد من لا يكون فيه رحمة إيمان في الدنيا لا يرحم في الآخرة ، أو من لا يرحم نفسه بامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه لا يرحمه الله لأنه ليس له عنده عهد ، فتكون الرحمة الأولى بمعنى الأعمال ، والثانية بمعنى الجزاء ، أي لا يثاب إلا من عمل صالحا ، ويحتمل أنتكون الأولى الصدقة والثانية البلاء ، أي لا يسلم من البلاء إلا من تصدق أو من لا يرحم الرحمة التي فيها شائبة اذى لا يرحم مطلقا أولا ينظر الله بعين الرحمة الا لمن جعل في قلبه الرحمة ولو كان عمله صالحا ، انتهى ملخصا .
    يقول المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير : ( يرحمكم من في السماء أي من رحمته عامه لأهل السماء ، الذين هم أكثر واعظم من أهل الأرض أو المراد اهل السماء كما يشير إليه رواية اهل السماء .... وقال ايضا : واختلف بالمراد بمن في السماء ، فقيل هو الله ، أي ارحموا من في الأرض شفقة يرحمكم الله تفضلا ، والتقدير يرحمكم من أمره نافذ في السماء أو من فيها ملكه وقدرته وسلطانه ، أو الذي في العلو والجلال والرفعة لأنه تعالى لا يحل في مكان فكيف يكون فيه محيطا ، فهو من قبيل رضاه من السوداء بأن تقول في جواب أين الله فأشارت إلى السماء معبرة عن الجلال والعظمة ، لا عن المكان ، وإنما ينسب إلى السماء لأنه أعظم وأوسع من الأرض ، أو لعلوها وارتفاعها أو لأنها قبلة الدعاء ، ومكان الأرواح الطاهرة القدسية ، وقيل المراد منه الملائكة أي تحفظكم الملائكة من الأعداء والمؤذيات بأمر الله ويستغفر لكم ويطلب الرحمة من الله القريب قال الطيبي : ويمكن الجمع بأن يقال يرحمك بأمره الملائكة أن تحفظك ، قال تعالى : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )
    واعلم أن العرب دائما ترفع الشيء العلي لمكانته وشأنه ، فالله لا تحده جهة ، ولا يتحيز في مكان من الأمكنة ، ومن المعلوم أن الأرض على شكل كرة فسماء قوم هي أسفل قوم آخرين والعكس ، فمثلا نحن في جهة من الأرض ، فالجهة التي تقابلها تكون أسفل منها وتظلها سماء ، وهكذا ،

    وجاء في الجزء الأول من كتاب قناطر الخيرات للشيخ أبي طاهر اسماعيل بن موسى الجيطالي ( الطبعة الثانية 1418 هـ / 1998 م ) ص 237 : ( إن الله تعالى منزه الذات عن الأمكنة والجهات ، فإن الجهات إما فوق وإما أسفل ، وإما يمين وإما شمال ، أو أمام أوخلف ، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها فلو اختص بجهة ما لكان متحيزا محدودا كاختصاص الجواهر والأجسام وتحيزها بالأمكنة والجهات ، وقد ثبت استحالة كونه جوهرا أو جسما فاستحال كونه مختصا بجهة ، فمن زعم أنه مختص بجهة فوقية قيل له : لوكان فوق العالم بجهة لكان محاذيا له ، كل محاذ لجسم فإنه لا بد أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير يحوج إلى مقدر يتعالى عنه الواحد المدبر ، وأما رفع الأيدي عند السؤال جهة السماء فهو لأنه قبلة للداعي ، وفيه أيضا اشارة إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال والكبرياء وتنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلا فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء ) .

    ثم اعلم كذلك أن عقيدة القول بأن الله في السماء إنما هي عقيدة يهودية ، فقد جاء في أحد المواقع : (( ليهوه جسم، لكنه ليس كجسمنا. يقول الكتاب المقدس: «الله روح.» (يوحنا 4:24) والروح هو شكل من اشكال الحياة اسمى بكثير مما لنا. والله لم يرَه انسان قط. ويسكن يهوه في السماء، إلا انه يستطيع ان يرى كل شيء. (مزمور 11:4، 5؛ يوحنا 1:18) ولكن ما هو الروح القدس؟ انه ليس شخصا كالله. وبالاحرى، هو قوة الله الفعَّالة. — مزمور 104:30 ))

    والحدثيث أن لو حملناه علىظاهره ولم يتم تاويله فإنه يكون معارضا للقواطع العقلية والنقلية الدالة على عدم تحيز المولى سبحانه وتعالى في جهة الفوق ، ولا يمكن الإعتراض بصحة اسناد حديث ما ذلك لإن صحة السند شرط من شروط صحة الحديث وغذا بطل المتن فلا عبرة بقوة الإسناد كما هو مقرر عند علماء الحديث
    وبالنسبة لحديث الجارية فإنه بهذا اللفظ باطل ، ويمكنك أن تراجع كتاب السيف الحاد للشيخ القنوبي من الصفحة 131 فما فوق

    يقول الشيخ حسن السقاف في تعليقه على مناظرة بين الزمزمي والألباني : (حديث الجارية بلفظ " أين الله " وهذا الحديث بهذا اللفظ " أين الله قالت : في السماء " غير ثابت إطلاقا ، أي أنه من تصرف الرواة مع تسليم حسن السند كما أوضحناه في رسالة لنا وذلك لان الحديث مروي أيضا بإسناد صحيح بلفظ " أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله " بدل " أين الله " رواه أحمد في مسنده ( 3 / 452 )
    وقال الحافظ الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 244 ) : " رجاله رجال الصحيح "
    كما رواه غيره انظر التعليق رقم ( 123 ) على " دفع شبه التشبيه "
    ورواه أيضا ابن حبان في صحيحه ( 1 / 419 برقم 189 ) من طريق ابو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو وكذا رواه غير ابن حبان من طرق أخرى ورواية حماد بن سلمة هنا صحيحة بلا شك ولا ريب أما عند خصومنا المجسمة وخاصة شيخهم المتناقض ! ! فلا جدال في ذلك لان حماد بن سلمة عندهم ثقة ، وهو كذلك إلا في أحاديث الصفات التى ظاهرها التشبيه وأما عندنا فلانه لم يأت هنا بما يؤيد عقيدة التجسيم التي يعتنقها الالباني المختلط ! ! وهو متابع في روايته هذه فافهم هداك الله ! !
    وراجع تخريجنا لهذا اللفظ في التعليق على " دفع شبه التشبيه " ص ( 188 ) واستيقظ ! ! فلفظ " أين الله " ليس مكذوبا ولا يقال موضوع إنما هو من تصرف الرواة رواية بالمعنى ، وذلك لان الحديث النبوي الشريف لم ينقل لنا بحروفه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل القرآن وليس هو من لفظ النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام بدليل أن رواة هذا الحديث رووه بألفاظ مختلفة فتبين أن لفظ " أين الله " ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قطعا ! ! والله الهادي ! والله سبحانه وتعالى لا يسأل عنه " بأين " ولا يجوز السؤال عنه بذلك شرعا وليس للمتناقض ! ! أن يحاور ويداور في ذلك بعد هذا البيان ! ! وإنما يجب عليه أن ينصاع للحق ويترك المغالطة والمجادلة بالباطل ! !
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في " فتح الباري " ( 1 / 221 من طبعة دار المعرفة ) : " لا يتوجه عليه في وجوده - سبحانه - أين وحيث " . فافهم ! ! )

    وجاء في تحقيق حسن السقاف لكتاب ( دفع شبه التشبيه ) لابن الجوزي- ص 186ـ 189 عن حديث الجارية من رواية مسلم : (( أي في صحيحه ( 1 / 382 برقم 537 ) دون البخاري .
    وقد خالف كثير من الحفاظ في مصنفاتهم هذا اللفظ الذي جاء في " صحيح مسلم " فرووه بلفظ " أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ فقالت : نعم . قال : أتشهدين أني رسول الله ؟ قالت نعم ، قال : أتؤمنين بالبعث بعد الموت ؟ قالت نعم ، قال : فاعتقها "
    رواه احمد في مسنده ( 3 / 452 / 3 )
    وقال الهيثمي في المجمع ( 4 / 244 ) : رجاله رجال الصحيح .
    وعبد الرزاق في " المصنف " ( 9 / 175 )
    والبزار ( 1 / 14 كشف )
    والدارمي ( 2 / 187 ) والبيهقي ( 10 / 57 ) والطبراني ( 12 / 27 ) وسنده صحيح وليس فيه سعيد بن المرزبان كما قال الهيثمي ، وابن الجارود في المنتقى ( 931 ) وابن أبي شيبة ( 11 / 20 ) .

    ومن ذلك يتضح ويتبين أن رواية مسلم بالمعنى أو على الاقل فيها احتمال ومتى طرأ الاحتمال سقط الاستدلال فكيف يبنى على شئ محتمل أصل في العقيدة ؟ !

    ومن العجيب الغريب أننا نرى المجسمة يرددون هذا اللفظ " أين الله " على ألسنتهم دائما ولا يدركون أن هذا تصرف رواة وحكاية لكلام النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى المخطئ ، وخصوصا بعد ثبوت هذا الحديث عند غير مسلم بلفظ : " أتشهدين أن لا إله لا الله . . " المخالف " لاين الله " مخالفة تامة ، أو على الاقل مخالفة لا تفيد معنى " أين الله " .

    وإنني جازم تماما وعلى ثقة كبيرة من أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لم يقل : " أين الله " لما قدمناه ولادلة أخرى ذكر بعضها السيد المحدث أبو الفضل الغماري في " فتح المعين " ص ( 27 ) منها :

    1 ) مخالفة هذا الحديث لما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا أتاه شخص يريد الاسلام ، سأله عن الشهادتين ، فإذا قبلهما حكم بإسلامه .

    2 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أركان الايمان في حديث سؤال جبريل ، ولم يذكر فيه عقيدة أن الله في السماء التي تعتقدها المجسمة .

    3 ) أن عقيدة ( " أين الله " في السماء ) لا تثبت توحيدا ولا تنفي شركا ، فكيف يصف النبي صلى الله عليه وسلم صاحبها بأنه مسلم وقد كان المشركون يعتقدون أن الله في السماء ، ويشركون معه آلهة في الارض ؟ ! كما هو مشهور عنهم ،

    وقد حكى الله عز شأنه عن إمام المجسمة فرعون أنه ظن أن رب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في السماء فقال : ( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الاسباب ، أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لاظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ) غافر : 36 - 37
    فبين الله تعالى في كتابه أن من ظن حلول الله في السماء فقد صد عن سبيل المعرفة ، والمفسرون متفقون على أن معنى قوله ( وإني لاظنه كاذبا ) أي : في أن له إلها غيري بدليل قوله : ( ما علمت لكم من إله غيري ) فداء التجسيم هو
    الداء العضال نسأل الله السلامة .

    4 ) إن ظواهر بعض النصوص التي فيها أن الله في السماء ليس مرادا - أعني هذا الظاهر - عند العلماء وإنما هو مؤول لان الله لا يسأل عنه بأين ، ولم يثبت هذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قدمنا ،

    ومن أخذ بظاهر هذه النصوص فإنه يكون بذلك معتقدا حلول معبوده في خلقه ، لان السماء خلق من خلق الله تعالى فإذا كان الله فيها كما تزعم المجسمة أو ينزل في الثلث الاخير من الليل إلى الطبقة السفلى منها فمعناه كما هو واضح أنه حال بها وأنها أوسع وأكبر منه وهذا باطل من القول بداهة ،

    وأين ذهب قوله تعالى عن بعض خلقه وهو الكرسي ( وسع كرسيه السموات والارض ) وكذلك أين ذهب قوله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا ذر : ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة "

    رواه ابن حبان وسعيد بن منصور باسناد صحيح كما قال الحافظ في الفتح ( 13 / 411 ) .
    ولما قدمناه قال الحافظ في الفتح ( 1 / 220 ) : " إن إدراك العقول لاسرار الربوبية قاصر فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف ، كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث " اه .

    ولا عبرة بكلام المعلق عليه - الفتح - البتة لانه لا يعرف التوحيد ! ! فليخجل بعد هذا من يدعو الناس إلى عقيدة " الله في السماء " وليتب .

    وقد روي حديث الجارية في حادثة أخرى وليس فيه ذاك اللفظ المستشنع الشاذ : " أين الله " ، وإنما فيه : " من ربك ؟ " وهذا يؤكد شذوذ رواية " أين الله "

    ففي " صحيح ابن حبان " ( 1 / 419 برقم 189 ) عن الشريد بن سويد الثقفي ، قال : قلت : يا رسول الله ، إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء ، قال : " ادع بها " فجاءت ، فقال : " من ربك ؟ " قالت : الله ، قال : " من أنا ؟ " قالت : رسول الله ، قال : " أعتقها فإنها مؤمنة " .

    قلت : روى هذا اللفظ " من ربك " في هذه القصة وفي غيرها جماعة من الحفاظ بأسانيد صحيحة منهم : الامام أحمد في المسند
    ( 4 / 222 و 388 و 389 )
    والنسائي في السنن الصغرى ( 6 / 252 )
    وأبو داود ( 4 / 230 برقم 3283 ) إلا أنه لم يذكر المتن ،
    والربيع بن حبيب في مسنده ( 2 / 62 )
    والطبراني في الكبير ( 7 / 320 برقم 7257 ) و ( 17 / 167 برقم 338 )
    والحاكم في " المستدرك " ( 3 / 258 )
    والبيهقي في سننه ( 7 / 388 و 389 )

    وانظر " مجمع الزوائد " ( 1 / 23 ) و ( 4 / 244 و 245 ) . والله تعالى لا يوصف بأنه بذاته فوق العرش ولا تحته بعد تحقق وجوده ، لانه سبحانه ليس جسما ولا يمكن للعقول أن تدركه ، مع التنبيه ههنا بأنه لا يجوز أن يعتقد أي مسلم بأنه في كل مكان ، بل إن جواب من سألنا أين الله ؟ هو : موجود بلا مكان والله الموفق
    . ))

    لهذا فإن الإباضية إنما تأثروا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه الصحيحة ، ما زاغوا عنهما كغيرهم ، وعلى كلٍ فلزم علينا أن ننزه الله عز وجل فإنه ليس كمثله شيء ، ولا يجوز لنا أن نشببه بخلقه ، أو أن نصفه بصفات المخلوقين فالله سبحانه وتعالى ليس له شبه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء لانه سبحانه هو خالق الاشياء ولا تشبه الصنعة صانعها فالكائنات كلها مصنوعة من الله تعالى وقد كان الله عز وجل قبل خلق هذه الاشياء بل كان قبل خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان لم يحدث فيه خلق هذه المخلوقات أو خلق الزمان بالذات أو خلق المكان بالذات شيئا من تغير في ذاته فهو الآن على ما عليه كان لا يوصف بأي هيئة فلا يقال مثلا انه جالس على العرش تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولا يوصف بأنه متحيز فى مكان .
    وأنه ليس جسما والجسم هو الذي يستقل بنفسه وليس عرضا والعرض: ما كان لا يستقل بنفسه وانما يحتاج الى جسم كضوء الشمس مثلا فالشمس ذاتها جسم والضوء عرض وكذلك ضوء الفتيلة فالفتيلة جسم والضوء عرض وكذلك لون الجسم الجسم هو جسم واللون عرض وهكذا جميع الاشياء التي لا تستق كحركة المتحرك وسكون الساكن هي أعراض وهي تفتقر الى الأجسام والله تعالى خالق الأجسام والأعراض فندين أنه تعالى ليس جسما ولا عرضا أي نجزم بذلك جزما قاطعا . لكنه واحد في ذاته كملا :لكننا ندين بأنه واحد في ذاته لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء في ذاته .
    وهو تبارك وتعالى أيضا لا تكيفه الأوهام ولا تحده الأفكار لأن الأوهام لايمكن أن تصل الى ذاته والأفكار أيضا لايمكن أن تتوصل الى حقيقة ذاته تعالى وكما قلت سابقا قد كان قبل خلق الزمان والمكان وهو الآن على ماعليه كان فلو كان سبحانه وتعالى حالا في مكان للزم اما أن يكون المكان سابقا على ذاته تعالى الله عن ذلك فيكون المكان أولى بالألوهية منه واما أن يكون قديما مع ذاته فيلزم أن يكون مشاركا له في الألوهيه واما أن يكون حادثا وهنا يتوجه السؤال : أين كان قبل خلق ذلك المكان؟ والملجأ من ذلك أن يقال أنه على ما عليه كان من قبل لا يحيط به مكان بل لا يحل في مكان ولا تجري عليه الأحوال في زمان .

    وعلى أية حال لا يصح للإنسان أن يسأل اين الله أصلا .
    أما القول بأن الله في السماء فهذا قول باطل كما أسلفنا ، حيث جعلت لله مكانا يحيط به ، والله ليس جسما يحده مكان أو زمان ، وإنما يجب تنزيه الله سبحانه وتعالى ، ناهيك ان السماء من مخلوقات الله ، والله كان قبل خلق الزمان والمكان ،
    ونعم لا يصح أن نقول أن الله موجود في كل مكان ، وإنما نقول أن علم الله أحاط بكل مكان وزمان ، وانه تعالى مطلع على كل شيء في كل زمان ومكان ، فالله لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .


    والله الهادي إلى طريق الحق












قديم 2011-06-25, 11:04   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

نتم تدعون أن فرعون كذَّب موسى في دعوى معينة، وهذا صحيح، وتحاولون أن تتعرفوا على هذه الدعوى ما هي، وقد أداكم رأيكم إلى اعتقاد أن هذه الدعوى هي أن الله في السماء (حسيا)!! لكن من أين عرفتم أن هذه هي الدعوى؟؟؟

أنا أخبرك من أين عرفتم، لقد رصدتم تحركات فرعون من خلال المرصد القرآني، وتبين لكم من خلال تحركاته التي سجلها عليه القرآن أنه اعتقد أن الله في السماء!! بنيتم ذلك على أساس أنه اتجه إلى أعلى للبحث عن إله موسى، ولهذا الغَرَض أمر فرعون ببناء الصرح الشامخ!! هذه هي حجتكم في اكتشاف حقيقة دعوى موسى.

والآن دعني أناقشكم في هذه النتيجة فأقول:

إن رصد تحركات فرعون التي سجلها عليه القرآن لا تعطينا فقط أنه فهم من كلام موسى أن الله في السماء ـ وهو فقط مدعاكم ـ بل تعطينا عدة أمور أخرى أرى جنابكم غفلتم عنها، وأنا واثق كل الثقة أنكم لو رجعتم إلى أنفسكم وخلوتم بسديد تفكيركم لصدقتم كلامي الآتي وعرفتم أنه حق، وأنَّ معطيات النصوص المسجلة لتحركات فرعون أكثر من مسألة أن الله في السماء، وإليك بيان ما فاتكم، فيتضح لنا بجلاء عدة أمور:

1 ـ أن دعواكم أساسها الثقة (بفهم) فرعون لكلام موسى!! وهذا لا نسلم لكم به، ولا يسلم لكم به القرآن نفسه، ففرعون لا ثقة بفهمه لكلام موسى، بل ولا بنقله الصريح لو نقله، لأن رواية الضعيف مردودة، فكيف برواية كافر مدع للألوهية، فضلا عن فهم سقيم من عنجهي مغرور!!.

2 ـ يتضح كذلك أن فرعون فهم أن الله في السماء القريبة التي يكفي للوصل إليها بناء صرح شامخ كبرج إيفل أو برج القاهرة!!! بل لعل صرح فرعون أقل شأنا منها، وهذا يعني أنه لم يَدُر في خَلَد فرعون ـ لغبائه ـ أنه قد تكون السماء التي تحدث عنها موسى ـ التي قال بأن الله ربها ـ بعيدة جدا كل البعد بحيث لا يمكن لآلاف الصروح الشوامخ بل بلايين هذه الصروح أن تصل إليها، يبدو بجلاء أن فهم فرعون للسماء ـ ذلكم الفهم الموثوق لديكم ـ والمؤسس على كلام موسى، يبدو أن فهمه لهذه السماء ينتهي قبل أن ينتهي الغلاف الجوي، بل غايته أن يقف معنى السماء عنده وفي رأسه إلى ارتفاع يشبه ارتفاع النسور والعقبان حينما تحلق في السماء، هذا هو فهم فرعون للسماء التي تزعمون أنه سمع من موسى أن الله فيها، ولهذا فمن الطبيعي جدا ومن المتوقع بعد هذا الفهم السقيم أن يقوم فرعون ببناء الصرح الشاهق، وبعد أن يفاجأ بأن الله ليس هناك حيث أوصله الصرح، فمن الطبيعي والمتوقع أن يحكم بتكذيب موسى في دعواه أن الله في السماء، ولو سألناكم هل تتصورون أن فرعون فهم من موسى أن الله في السماء السابعة أم فهم منه أن الله في السماء الأولى؟؟! لوجب أن يكون جوابكم لو أنصفتم أنه: فهم مادون الغلاف الجوي!!
إن تصرفات فرعون تدل على أنه فهم من كلام موسى أن الله في السماء الأولى، بل في ارتفاع منخض جدا من السماء الأولى لا يجاوز مستوى طيران النسور والعقبان، وأنتم تتفقون معنا على أن كونه تعالى في السماء التي هي في مستوى طيران النسور والعقبان تتفقون معنا على بطلان هذا الادعاء! إذن فاين الخطأ ؟؟؟
هل هو في كلام موسى عليه السلام؟؟ أم في رأس فرعون الذي تحتجون علينا بفهمه؟؟

3 ـ أيضا هناك مسألة مهمة وهي أن فرعون لما أمر ببناء الصرح، أمر ببنائه لهدف أعلن عنه وسجله عليه القرآن، فقد أراد أن يطلع إلى إله موسى!!! إذن فقد كان فرعون مستعدا جدا لرؤية الله عيانا بيانا بعد أن يبني الصرح لأنه كان بصدد فحص كلام موسى، وقد كان يضع في حسبانه أنه إن لم ير إله موسى بعد أن يصعد الصرح حيث تحلق العقبان والنسور!! كان يضع في مخيلته أن موسى حينذ ـ حين لا يرى فرعون الله ـ يكون كاذبا في دعواه، إذن فتصرفات فرعون أيضا تنبئ عن أمر واضح هو أنه لم يعتقد فحسب إمكان وجود الله على ارتفاع منخفض، بل وإمكان رؤيته ومشاهدته أيضا، والسؤال المطروح هنا على السادة الواثقين بفهم فرعون هو:
هل إمكانية رؤية فرعون لإله موسى مما صرح به موسى عليه السلام؟؟ أم شيء فهمه فرعون حمقا وغباء من كلام موسى؟؟

4 ـ ونُتبِع ما سبق أيضا أن نقول بأن القرآن سجل على فرعون اعتقاده إمكان الصعود إلى الله، فهل هذا الإمكان أيضا مما سمعه من موسى تصريحا أم هو شيء فهمه بعقله السخيف المجسم؟؟!

5 ـ وأخيرا يتضح من خلال فهم فرعون أن موسى عليه السلام (لم يَصْدُق) معه لا في كونه تعالى في السماء الأولى، ولا في إمكان رؤيته، ولا في إمكانية أو جدوى الصعود إليه!! وبالتالي فإن فرعون بنى على هذه النتائج السلبية أن موسى كذب عليه!! (وإني لأظنه كاذبا) ولم يبن على هذه النتائج السلبية أن سيادة الفرعون بليد الفهم معوج التفكير.

إخواني الكرام نلخص النتائج التي رصدناها من خلال ما تقدم:


[ السؤال : في ماذا عد فرعون موسى كاذبا ؟؟؟؟ ]


الجواب عده كاذبا في عدة أمور:

1 ـ وجوده تعالى في مستوى طيران النسور والعقبان.
2 ـ إمكان الصعود إليه.
3 ـ إمكان رؤيته.

ودليل ذلك كله في القرآن حيث تم تسجيل تصرفات فرعون.

والآن هل يرضى مسلم أن يؤسس على فهم فرعون وتصرفاته الخرقاء وتكذيبه لموسى هل يرضى أن يؤسس على هذا كونه تعالى في السماء؟؟؟!! الجواب لا.

أولا : لأنه لا حجة في فهم فرعون.
وثانيا: لأنه يلزم من اعتبار فهمه والتعويل عليه أن يكون موسى ادعى أن الله:
ـ على بعد طيران الطيور!!
ـ وأنه يجوز لفرعون الصعود إليه!!
ـ بل ويمكنه أيضا رؤيته !!
ـ بل ورميه بالسهام وإصابته كما ورد في بعض المرويات!!

وأخيرا أقول :

إن الاستدلال بمثل هذه الدلائل التي يلوح عليها البطلان لا يمكن قبوله ولو صدر من الإمام الأشعري .. فضلا عمن دونه ..
وحينما يصر أحد ما على الاحتجاج بقول فرعون (وإني لأظنه كاذبا) ليثبت من خلاله أن الله في السماء فحسب، فليتذكر بأنه لا يحق له أن يستنتج من تكذيب فرعون لموسى أن موسى قد أخبره بأن الله في السماء فحسب، بل الواجب على هذا المحتج مادام يؤسس على فهم فرعون أن يكمل باقي الاستنتاجات ليبني عليها أن موسى لم يخبر فرعون بأن الله في السماء فحسب بل أخبره أيضا بأنه داخل الغلاف الجوي!! ويمكن رؤيته!! ويمكن الصعود إليه!! وبالتالي ينتج كذب موسى وصدق فرعون وتخرج النتيجة الكبرى:

أن القائلين بالعلو الحسي بناء على هذه الآية ينتمون في الحقيقة إلى مذهب فرعون المجسم لا إلى مذهب موسى الموحد، فمن أحق بفرعون ومن أحق بموسى؟؟؟؟
ورحم الله الإمام الشهاب ابن جهبل الشافعي فإنه قال كلمة أعتبرني شرحتها هنا، قال في رده على ابن تيمية :

(( وغاية ما فهمه من هذه الآية واستدل به : ( فَهم فرعون ) !! ، فيكون عمدة هذه العقيدة كون فرعون ظنها!! فيكون هو مشيدها، فليت شعري لم لا ذكر النسبة إليه كما ذكر أن عقيدة سادات أمة محمد صلى الله عليه وسلم ـ الذين خالفوا اعتقاده في مسألة التحيز والجهة الذين ألحقهم بالجـهـمـية ـ متلقاة من لبيد بن الأعصم اليهودي؟؟!! .. )) اهـ وهو كلام في محله يعد ما قدمناه شرحا له .

:










قديم 2011-06-25, 13:52   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الله غالب مشاهدة المشاركة
  1. الحديث ثبت من طرق أخرى برواية ( ارحموا من في الأرض يرحمكم الرحمن )

    وعلى اية حال أن لو ثبت فإنما يجب تأويل الحديث تنزيها لله سبحانه وتعالى حيث أن القول بأن الله في السماء يستدعى التجسيم ويلزم منه حلول الله في المكان ، ومما لا يختلف فيه أحد أن السماء ما هي إلا مخلوق من مخلوقات الله فكيف يصح في الأذهان أن يحل الخالق في المخلوق وأن يتحيز فيه ، هذا لعمري بهتان عظيم ، وقد فر كثير من العلماء في تفسيرهم للحديث من أن يقعوا في هذا المزلق الخطير الذي ابت فيه الوهابية إلا الإنزلاق ، والخوض في سؤال حتى أنه لا يجوز شرعا وعقلا سؤاله وهو ( أين الله ؟ )
    وقولنا ( يرحمكم من في السماء ) أي من في السماء ملكه وسلطانه
    جاء في فتح الباري : قال ابن ابي جمرة يحتمل أن يكون المعنى من لا يرحم غيره باي نوع من الإحسان لا يحصل له الثواب كما قال تعالى هل جزء الإحسان إلا الإحسان ، ويحتمل أن يكون المراد من لا يكون فيه رحمة إيمان في الدنيا لا يرحم في الآخرة ، أو من لا يرحم نفسه بامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه لا يرحمه الله لأنه ليس له عنده عهد ، فتكون الرحمة الأولى بمعنى الأعمال ، والثانية بمعنى الجزاء ، أي لا يثاب إلا من عمل صالحا ، ويحتمل أنتكون الأولى الصدقة والثانية البلاء ، أي لا يسلم من البلاء إلا من تصدق أو من لا يرحم الرحمة التي فيها شائبة اذى لا يرحم مطلقا أولا ينظر الله بعين الرحمة الا لمن جعل في قلبه الرحمة ولو كان عمله صالحا ، انتهى ملخصا .
    يقول المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير : ( يرحمكم من في السماء أي من رحمته عامه لأهل السماء ، الذين هم أكثر واعظم من أهل الأرض أو المراد اهل السماء كما يشير إليه رواية اهل السماء .... وقال ايضا : واختلف بالمراد بمن في السماء ، فقيل هو الله ، أي ارحموا من في الأرض شفقة يرحمكم الله تفضلا ، والتقدير يرحمكم من أمره نافذ في السماء أو من فيها ملكه وقدرته وسلطانه ، أو الذي في العلو والجلال والرفعة لأنه تعالى لا يحل في مكان فكيف يكون فيه محيطا ، فهو من قبيل رضاه من السوداء بأن تقول في جواب أين الله فأشارت إلى السماء معبرة عن الجلال والعظمة ، لا عن المكان ، وإنما ينسب إلى السماء لأنه أعظم وأوسع من الأرض ، أو لعلوها وارتفاعها أو لأنها قبلة الدعاء ، ومكان الأرواح الطاهرة القدسية ، وقيل المراد منه الملائكة أي تحفظكم الملائكة من الأعداء والمؤذيات بأمر الله ويستغفر لكم ويطلب الرحمة من الله القريب قال الطيبي : ويمكن الجمع بأن يقال يرحمك بأمره الملائكة أن تحفظك ، قال تعالى : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )
    واعلم أن العرب دائما ترفع الشيء العلي لمكانته وشأنه ، فالله لا تحده جهة ، ولا يتحيز في مكان من الأمكنة ، ومن المعلوم أن الأرض على شكل كرة فسماء قوم هي أسفل قوم آخرين والعكس ، فمثلا نحن في جهة من الأرض ، فالجهة التي تقابلها تكون أسفل منها وتظلها سماء ، وهكذا ،

    وجاء في الجزء الأول من كتاب قناطر الخيرات للشيخ أبي طاهر اسماعيل بن موسى الجيطالي ( الطبعة الثانية 1418 هـ / 1998 م ) ص 237 : ( إن الله تعالى منزه الذات عن الأمكنة والجهات ، فإن الجهات إما فوق وإما أسفل ، وإما يمين وإما شمال ، أو أمام أوخلف ، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها فلو اختص بجهة ما لكان متحيزا محدودا كاختصاص الجواهر والأجسام وتحيزها بالأمكنة والجهات ، وقد ثبت استحالة كونه جوهرا أو جسما فاستحال كونه مختصا بجهة ، فمن زعم أنه مختص بجهة فوقية قيل له : لوكان فوق العالم بجهة لكان محاذيا له ، كل محاذ لجسم فإنه لا بد أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير يحوج إلى مقدر يتعالى عنه الواحد المدبر ، وأما رفع الأيدي عند السؤال جهة السماء فهو لأنه قبلة للداعي ، وفيه أيضا اشارة إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال والكبرياء وتنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلا فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء ) .

    ثم اعلم كذلك أن عقيدة القول بأن الله في السماء إنما هي عقيدة يهودية ، فقد جاء في أحد المواقع : (( ليهوه جسم، لكنه ليس كجسمنا. يقول الكتاب المقدس: «الله روح.» (يوحنا 4:24) والروح هو شكل من اشكال الحياة اسمى بكثير مما لنا. والله لم يرَه انسان قط. ويسكن يهوه في السماء، إلا انه يستطيع ان يرى كل شيء. (مزمور 11:4، 5؛ يوحنا 1:18) ولكن ما هو الروح القدس؟ انه ليس شخصا كالله. وبالاحرى، هو قوة الله الفعَّالة. — مزمور 104:30 ))

    والحدثيث أن لو حملناه علىظاهره ولم يتم تاويله فإنه يكون معارضا للقواطع العقلية والنقلية الدالة على عدم تحيز المولى سبحانه وتعالى في جهة الفوق ، ولا يمكن الإعتراض بصحة اسناد حديث ما ذلك لإن صحة السند شرط من شروط صحة الحديث وغذا بطل المتن فلا عبرة بقوة الإسناد كما هو مقرر عند علماء الحديث
    وبالنسبة لحديث الجارية فإنه بهذا اللفظ باطل ، ويمكنك أن تراجع كتاب السيف الحاد للشيخ القنوبي من الصفحة 131 فما فوق

    يقول الشيخ حسن السقاف في تعليقه على مناظرة بين الزمزمي والألباني : (حديث الجارية بلفظ " أين الله " وهذا الحديث بهذا اللفظ " أين الله قالت : في السماء " غير ثابت إطلاقا ، أي أنه من تصرف الرواة مع تسليم حسن السند كما أوضحناه في رسالة لنا وذلك لان الحديث مروي أيضا بإسناد صحيح بلفظ " أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله " بدل " أين الله " رواه أحمد في مسنده ( 3 / 452 )
    وقال الحافظ الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 244 ) : " رجاله رجال الصحيح "
    كما رواه غيره انظر التعليق رقم ( 123 ) على " دفع شبه التشبيه "
    ورواه أيضا ابن حبان في صحيحه ( 1 / 419 برقم 189 ) من طريق ابو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو وكذا رواه غير ابن حبان من طرق أخرى ورواية حماد بن سلمة هنا صحيحة بلا شك ولا ريب أما عند خصومنا المجسمة وخاصة شيخهم المتناقض ! ! فلا جدال في ذلك لان حماد بن سلمة عندهم ثقة ، وهو كذلك إلا في أحاديث الصفات التى ظاهرها التشبيه وأما عندنا فلانه لم يأت هنا بما يؤيد عقيدة التجسيم التي يعتنقها الالباني المختلط ! ! وهو متابع في روايته هذه فافهم هداك الله ! !
    وراجع تخريجنا لهذا اللفظ في التعليق على " دفع شبه التشبيه " ص ( 188 ) واستيقظ ! ! فلفظ " أين الله " ليس مكذوبا ولا يقال موضوع إنما هو من تصرف الرواة رواية بالمعنى ، وذلك لان الحديث النبوي الشريف لم ينقل لنا بحروفه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل القرآن وليس هو من لفظ النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام بدليل أن رواة هذا الحديث رووه بألفاظ مختلفة فتبين أن لفظ " أين الله " ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قطعا ! ! والله الهادي ! والله سبحانه وتعالى لا يسأل عنه " بأين " ولا يجوز السؤال عنه بذلك شرعا وليس للمتناقض ! ! أن يحاور ويداور في ذلك بعد هذا البيان ! ! وإنما يجب عليه أن ينصاع للحق ويترك المغالطة والمجادلة بالباطل ! !
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في " فتح الباري " ( 1 / 221 من طبعة دار المعرفة ) : " لا يتوجه عليه في وجوده - سبحانه - أين وحيث " . فافهم ! ! )

    وجاء في تحقيق حسن السقاف لكتاب ( دفع شبه التشبيه ) لابن الجوزي- ص 186ـ 189 عن حديث الجارية من رواية مسلم : (( أي في صحيحه ( 1 / 382 برقم 537 ) دون البخاري .
    وقد خالف كثير من الحفاظ في مصنفاتهم هذا اللفظ الذي جاء في " صحيح مسلم " فرووه بلفظ " أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ فقالت : نعم . قال : أتشهدين أني رسول الله ؟ قالت نعم ، قال : أتؤمنين بالبعث بعد الموت ؟ قالت نعم ، قال : فاعتقها "
    رواه احمد في مسنده ( 3 / 452 / 3 )
    وقال الهيثمي في المجمع ( 4 / 244 ) : رجاله رجال الصحيح .
    وعبد الرزاق في " المصنف " ( 9 / 175 )
    والبزار ( 1 / 14 كشف )
    والدارمي ( 2 / 187 ) والبيهقي ( 10 / 57 ) والطبراني ( 12 / 27 ) وسنده صحيح وليس فيه سعيد بن المرزبان كما قال الهيثمي ، وابن الجارود في المنتقى ( 931 ) وابن أبي شيبة ( 11 / 20 ) .

    ومن ذلك يتضح ويتبين أن رواية مسلم بالمعنى أو على الاقل فيها احتمال ومتى طرأ الاحتمال سقط الاستدلال فكيف يبنى على شئ محتمل أصل في العقيدة ؟ !

    ومن العجيب الغريب أننا نرى المجسمة يرددون هذا اللفظ " أين الله " على ألسنتهم دائما ولا يدركون أن هذا تصرف رواة وحكاية لكلام النبي صلى الله عليه وسلم بالمعنى المخطئ ، وخصوصا بعد ثبوت هذا الحديث عند غير مسلم بلفظ : " أتشهدين أن لا إله لا الله . . " المخالف " لاين الله " مخالفة تامة ، أو على الاقل مخالفة لا تفيد معنى " أين الله " .

    وإنني جازم تماما وعلى ثقة كبيرة من أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لم يقل : " أين الله " لما قدمناه ولادلة أخرى ذكر بعضها السيد المحدث أبو الفضل الغماري في " فتح المعين " ص ( 27 ) منها :

    1 ) مخالفة هذا الحديث لما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا أتاه شخص يريد الاسلام ، سأله عن الشهادتين ، فإذا قبلهما حكم بإسلامه .

    2 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أركان الايمان في حديث سؤال جبريل ، ولم يذكر فيه عقيدة أن الله في السماء التي تعتقدها المجسمة .

    3 ) أن عقيدة ( " أين الله " في السماء ) لا تثبت توحيدا ولا تنفي شركا ، فكيف يصف النبي صلى الله عليه وسلم صاحبها بأنه مسلم وقد كان المشركون يعتقدون أن الله في السماء ، ويشركون معه آلهة في الارض ؟ ! كما هو مشهور عنهم ،

    وقد حكى الله عز شأنه عن إمام المجسمة فرعون أنه ظن أن رب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في السماء فقال : ( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الاسباب ، أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لاظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ) غافر : 36 - 37
    فبين الله تعالى في كتابه أن من ظن حلول الله في السماء فقد صد عن سبيل المعرفة ، والمفسرون متفقون على أن معنى قوله ( وإني لاظنه كاذبا ) أي : في أن له إلها غيري بدليل قوله : ( ما علمت لكم من إله غيري ) فداء التجسيم هو
    الداء العضال نسأل الله السلامة .

    4 ) إن ظواهر بعض النصوص التي فيها أن الله في السماء ليس مرادا - أعني هذا الظاهر - عند العلماء وإنما هو مؤول لان الله لا يسأل عنه بأين ، ولم يثبت هذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قدمنا ،

    ومن أخذ بظاهر هذه النصوص فإنه يكون بذلك معتقدا حلول معبوده في خلقه ، لان السماء خلق من خلق الله تعالى فإذا كان الله فيها كما تزعم المجسمة أو ينزل في الثلث الاخير من الليل إلى الطبقة السفلى منها فمعناه كما هو واضح أنه حال بها وأنها أوسع وأكبر منه وهذا باطل من القول بداهة ،

    وأين ذهب قوله تعالى عن بعض خلقه وهو الكرسي ( وسع كرسيه السموات والارض ) وكذلك أين ذهب قوله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا ذر : ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة "

    رواه ابن حبان وسعيد بن منصور باسناد صحيح كما قال الحافظ في الفتح ( 13 / 411 ) .
    ولما قدمناه قال الحافظ في الفتح ( 1 / 220 ) : " إن إدراك العقول لاسرار الربوبية قاصر فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف ، كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث " اه .

    ولا عبرة بكلام المعلق عليه - الفتح - البتة لانه لا يعرف التوحيد ! ! فليخجل بعد هذا من يدعو الناس إلى عقيدة " الله في السماء " وليتب .

    وقد روي حديث الجارية في حادثة أخرى وليس فيه ذاك اللفظ المستشنع الشاذ : " أين الله " ، وإنما فيه : " من ربك ؟ " وهذا يؤكد شذوذ رواية " أين الله "

    ففي " صحيح ابن حبان " ( 1 / 419 برقم 189 ) عن الشريد بن سويد الثقفي ، قال : قلت : يا رسول الله ، إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء ، قال : " ادع بها " فجاءت ، فقال : " من ربك ؟ " قالت : الله ، قال : " من أنا ؟ " قالت : رسول الله ، قال : " أعتقها فإنها مؤمنة " .

    قلت : روى هذا اللفظ " من ربك " في هذه القصة وفي غيرها جماعة من الحفاظ بأسانيد صحيحة منهم : الامام أحمد في المسند
    ( 4 / 222 و 388 و 389 )
    والنسائي في السنن الصغرى ( 6 / 252 )
    وأبو داود ( 4 / 230 برقم 3283 ) إلا أنه لم يذكر المتن ،
    والربيع بن حبيب في مسنده ( 2 / 62 )
    والطبراني في الكبير ( 7 / 320 برقم 7257 ) و ( 17 / 167 برقم 338 )
    والحاكم في " المستدرك " ( 3 / 258 )
    والبيهقي في سننه ( 7 / 388 و 389 )

    وانظر " مجمع الزوائد " ( 1 / 23 ) و ( 4 / 244 و 245 ) . والله تعالى لا يوصف بأنه بذاته فوق العرش ولا تحته بعد تحقق وجوده ، لانه سبحانه ليس جسما ولا يمكن للعقول أن تدركه ، مع التنبيه ههنا بأنه لا يجوز أن يعتقد أي مسلم بأنه في كل مكان ، بل إن جواب من سألنا أين الله ؟ هو : موجود بلا مكان والله الموفق
    . ))

    لهذا فإن الإباضية إنما تأثروا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه الصحيحة
    ، ما زاغوا عنهما كغيرهم ، وعلى كلٍ فلزم علينا أن ننزه الله عز وجل فإنه ليس كمثله شيء ، ولا يجوز لنا أن نشببه بخلقه ، أو أن نصفه بصفات المخلوقين فالله سبحانه وتعالى ليس له شبه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء لانه سبحانه هو خالق الاشياء ولا تشبه الصنعة صانعها فالكائنات كلها مصنوعة من الله تعالى وقد كان الله عز وجل قبل خلق هذه الاشياء بل كان قبل خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان لم يحدث فيه خلق هذه المخلوقات أو خلق الزمان بالذات أو خلق المكان بالذات شيئا من تغير في ذاته فهو الآن على ما عليه كان لا يوصف بأي هيئة فلا يقال مثلا انه جالس على العرش تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولا يوصف بأنه متحيز فى مكان .
    وأنه ليس جسما والجسم هو الذي يستقل بنفسه وليس عرضا والعرض: ما كان لا يستقل بنفسه وانما يحتاج الى جسم كضوء الشمس مثلا فالشمس ذاتها جسم والضوء عرض وكذلك ضوء الفتيلة فالفتيلة جسم والضوء عرض وكذلك لون الجسم الجسم هو جسم واللون عرض وهكذا جميع الاشياء التي لا تستق كحركة المتحرك وسكون الساكن هي أعراض وهي تفتقر الى الأجسام والله تعالى خالق الأجسام والأعراض فندين أنه تعالى ليس جسما ولا عرضا أي نجزم بذلك جزما قاطعا . لكنه واحد في ذاته كملا :لكننا ندين بأنه واحد في ذاته لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء في ذاته .
    وهو تبارك وتعالى أيضا لا تكيفه الأوهام ولا تحده الأفكار لأن الأوهام لايمكن أن تصل الى ذاته والأفكار أيضا لايمكن أن تتوصل الى حقيقة ذاته تعالى وكما قلت سابقا قد كان قبل خلق الزمان والمكان وهو الآن على ماعليه كان فلو كان سبحانه وتعالى حالا في مكان للزم اما أن يكون المكان سابقا على ذاته تعالى الله عن ذلك فيكون المكان أولى بالألوهية منه واما أن يكون قديما مع ذاته فيلزم أن يكون مشاركا له في الألوهيه واما أن يكون حادثا وهنا يتوجه السؤال : أين كان قبل خلق ذلك المكان؟ والملجأ من ذلك أن يقال أنه على ما عليه كان من قبل لا يحيط به مكان بل لا يحل في مكان ولا تجري عليه الأحوال في زمان .

    وعلى أية حال لا يصح للإنسان أن يسأل اين الله أصلا .
    أما القول بأن الله في السماء فهذا قول باطل كما أسلفنا ، حيث جعلت لله مكانا يحيط به ، والله ليس جسما يحده مكان أو زمان ، وإنما يجب تنزيه الله سبحانه وتعالى ، ناهيك ان السماء من مخلوقات الله ، والله كان قبل خلق الزمان والمكان ،
    ونعم لا يصح أن نقول أن الله موجود في كل مكان ، وإنما نقول أن علم الله أحاط بكل مكان وزمان ، وانه تعالى مطلع على كل شيء في كل زمان ومكان ، فالله لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .


    والله الهادي إلى طريق الحق




اقتباس:
لهذا فإن الإباضية إنما تأثروا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه الصحيحة


عجبت من اباضي يستدل باقوال ابن حجر الهيثمي الذي يكفر ويلعن اسلافه ويستدل بكلام القاضي بن العربي الذي يعتبرهم كفار مرقوا من الدين ..... ولا يخجل في ذلك، قبحا لاباضي لو كنت اعلم انك اباضي لما اضعت معك هذا الوقت لان الاباضية كلاب النار وقد تم الرد على كلاب النار في مواضيع كثيرة ومواقع معروفة









قديم 2011-06-25, 21:41   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

والله كما توقعت: تركت كل هذه الردود المفحمة وتوجهت الى الطعم الذي وضعته لك عمدا ، حتى يتأكد الاخوة المتابعون انك ستبحث عن مهرب للفرار من الاجابة.
وانا والله لست اباضيا ولا علاقتي بالاباضية مطلقا، انا مسلم سني اشعري صوفي من ولاية بشار، من اين تأتيني الاباضية؟؟.
وهذه الفقرة قد حشرتها عمدا وبالخط العريض حتى تراها جيدا فتتعلق بها وبالتالي تهرب من الاجابة، وقد حصل؟؟؟
اذا فلا داعي للتعنت والعنترية وارجو ان ترد على ماسبق، وانا اعلم مسبقا بأنه لا اجابة
.










قديم 2011-06-25, 22:46   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الله غالب مشاهدة المشاركة
والله كما توقعت: تركت كل هذه الردود المفحمة وتوجهت الى الطعم الذي وضعته لك عمدا ، حتى يتأكد الاخوة المتابعون انك ستبحث عن مهرب للفرار من الاجابة.
وانا والله لست اباضيا ولا علاقتي بالاباضية مطلقا، انا مسلم سني اشعري صوفي من ولاية بشار، من اين تأتيني الاباضية؟؟.
وهذه الفقرة قد حشرتها عمدا وبالخط العريض حتى تراها جيدا فتتعلق بها وبالتالي تهرب من الاجابة، وقد حصل؟؟؟
اذا فلا داعي للتعنت والعنترية وارجو ان ترد على ماسبق، وانا اعلم مسبقا بأنه لا اجابة
.
اقتباس:
والله كما توقعت: تركت كل هذه الردود المفحمة وتوجهت الى الطعم الذي وضعته لك عمدا ،
هذا الافلاس في الكلام لا يعني شيء عندي، طعم وما ادري كيف تاتي بهذا الهذيان .ولا تستحي منه، انا اريد دليل واضحا على انك وفرعون لستما بنفس العقيدة في تكذيبنا بان في السماء اله، وانت تترك هذا الكلام لتبدء تهذي وتنصب لي طعم وما ادري ايش، يعني انت لما تكون اباضي الذي افهمه تنقل لي كلام الاباضية كما فعلت الان، اما اذا لم تكن اباضي و نقلت كلام الاباضية ثم ادعيت انك تنصب طعم فهذا فشر وهذيان ويعتبر جهل بما في القص واللصق الذي اتيتني به وربما انت لم تقرء ما جئتنا به بل بحثت فقط عن ردود الجهمية المعطلين وجئتنا بها ونخن قراناها لك واثبتنا لك بان عقيدتك والاباضية لهما نقطة تقاطع والدليل انك تنقل من عندهم وبعد ان فضحت امام الملا ادعيت انك تنصب الطعم ناسيا ان العقول ليست معطلة هنا وتستطيع فهم الذي حدث عند قصك ولصقك لهذا المقال

اقتباس:
، حتى يتأكد الاخوة المتابعون انك ستبحث عن مهرب للفرار من الاجابة.
انا كلامي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار فالله ربي جل في علاه فوق السماء على العرش كما قال سبحانه وتعالى واخبر بذلك نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، اما انت فتتخبط وتتخبط لكنك لا تعرف ربك حق المعرفة بل انك تشبهه بالعدم الذي تعرفه العقول عند وصفك له، بل انت تدعي ان القرآن الذي بين ايدينا ليس واضح لان آياته المحكمات يجب تاويلها عندك، واكثر من ذلك انتم تدعون ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحذرنا من آية الرحمن على العرش استوى انها تشبيه وحشو، وترون ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفهم القرآن كما فهمته عقولكم المعطلة لذلك نرى احاديثه كلها تشبيه وتجسيم وحشو عندكم، او ان هذا الرسول عندكم كان يعلم ان الرب جل في علاه معطل كما علمت عقولكم المعطلة لكنه خان الرسالة ولم يخبرنا بهذا التعطيل والهذيان حتى جاءت عقول المعطلة وشرحت لنا معاني تلك الآيات التي فيها علو الجبار فوق كل شيء واستواءه على عرشه فوق السماء

اقتباس:
وانا والله لست اباضيا ولا علاقتي بالاباضية مطلقا،
كان عليك ان تتعلم عقيدتك جيدا وتضرب طلة على عقيدة الاباضية لتعلم ان اصحاب البدع لديهم نقاط تقاطع كثيرة في عقيدتهم والدليل على ذلك المعطل والاباضي كما وجدت في مقالك هذا

اقتباس:
انا مسلم سني اشعري صوفي
ويحك.... الا تعلم ان التصوف هو مدخل التزندق واليك كلام الامام الشافعي رحمه الله : قال الإمام الشافعي رحمه الله:
"تركت بالعراق شيئاً يقال له (التغبير) ،أحدثه الزنادقة،ويصدُّون الناس عن القرآن" ذكره الامام ابن القيم في الإغاثة (1/229) وقال الشيخالألباني إسناده صحيح.

وقال تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الحراني:
"وما ذكره الشافعي رضي الله عنه من أنه من إحداث الزنادقة كلام إمام خبير بأصول الإسلام،فإن هذا السماع لم يرغب فيه ودعو إليه في الأصل إلا من اتهم بالزندقة....إلى آخر كلامه رحمه الله" 11/570 ..وبعدها بدأ بالحديث عن أئمة الصوفية.

ويقول الإمام الشافعي ،بعد تجربة مر بها مع هؤلاء الصوفية-اسمع فهو كلام إمام خبير-:
"لو أن رجلاً تصوف أول النهار، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق، وما لزم الصوفية أربعين يوماً فعاد إليه عقله" تلبيس إبليس لابن الجوزي 371.

اذا كنت صح صوفي يا خويا وش نقولك....... راحت عليك نتاع الصح

اقتباس:
من ولاية بشار،
الله يبارك . خيار الناس ..... وانا من برج بوعريريج

م
اقتباس:
ن اين تأتيني الاباضية؟؟.
لا يهم اباضي او اشعري او صوفي او معتزلي او جهمي ...... المهم انت تنفي الاله جل في علاه وتنزهه من عرشه المجيد في السماء فوق كل شيء، لتشبهه بالعدم الغير موجود عند الخلق في العقول

اقتباس:
هذه الفقرة قد حشرتها عمدا وبالخط العريض حتى تراها جيدا فتتعلق بها وبالتالي تهرب من الاجابة، وقد حصل؟؟؟
خليك خليك من هذا الفشر يا رجل انت في عالم الانترنات وكل رد تكتبه ابحث لك عن مصدره ،انت لم تحشر لا جمله ولا فقرة ولا شيء بل كل ردك هذاك كان قصا ولصقا للرد رقم 3 لهذه الصفحة https://www.oman0.net/showthread.php?...l=1#post323404
وكلامك عن الطعم والتهرب من الاجابة وقد حصل وما ادري ماذا خرطي في خرطي كان عليك ان لا تضع نفسك في موقف لا تحسد عليه....

اقتباس:
اذا فلا داعي للتعنت والعنترية وارجو ان ترد على ماسبق، وانا اعلم مسبقا بأنه لا اجابة
عد الى المكان الذي نقلت منه كلامك السابق الذي ادعيت انك حشرت فيه طعما ولم يكن كذلك بل كان الرد رقم 3 في الوقع المشار اليه سابقا واقرء بقية الردود لاني لا احب الرد على القص واللصق كما تفعل انت بل سالتك سؤال واضح وبدون قص ولا لصق ولا حشر طعم ولا خرطي :

ما الفرق بينك وبين فرعون في تكذيبكما بان الله في السماء كما قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره للآيات السابق ذكرها










قديم 2011-06-25, 23:42   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي جمال اكرر واعيد انالست اباضياـ والحمد لله ـ ولا علاقة لي مطلقا بهذه الطائفة، وقلت لك من اين انا،ولزيادة التأكيد والتحدي انا مستعد لاعطائك عنواني الشخصي ومرحبا بك ان اردت الزيارة في اي وقت. اذا فلا داعي للتعلق بهذه الحجة بعد الان.
أتيناك بكل هذه الردود لتعلم ان الكل يخالفكم، ولتعلموا ان عقيدتكم وعقيدة فرعون واحدة ـ تحديد المولى عزوجل في مكان محدد ـ وسيدنا موسى لم يقل هذا مطلقا ـ الله في السماء ـ مع انها سبع سموات،ففي اي واحدة هو؟؟
ثم ان فرعون عليه لعنة الله كان يظن ان الله عزوجل يمكن الوصول اليه؟؟ وانتم تستشهدون بقول فرعون، فهل تقرونه بما يقول؟؟
اليهود يقولون ـ ويسكن يهوه في السماءـ وهونفس اعتقاد فرعون.فهل ستستشهدون بهم كذلك؟؟
السماء مخلوق وسيفنى.فهل يعقل ان يكون الخالق في مخلوق؟؟
وهل المولى عز وجل في السماء كذات ام ماذا؟؟
اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؟؟ كيف هذا القرب والله في السماء؟؟؟
الله في السماء. فكيف يكون مع المريض اذا زرته؟؟ وهل ينزل ربنا منها؟؟
وهو الله في السموات والارض؟؟ والاية تقول اامنتم من في السماء بصيغة المفرد؟؟ كيف؟
في الدعاء نقول ـ انت الظاهر ليس فوقك شيئ وانت الباطن ليس دونك شيئ ـ والسماء فوقنا ونحن دونها كيف ذلك؟؟
هذه مجموعة اسئلة عقلية نوردها عليك مادام انك لم تقتنع بما اوردناه من ادلة نقلية،وسنرى ما انت فاعل معها؟










 

الكلمات الدلالية (Tags)
المعطلة, والمشبهة, والحشوية!!

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc