صورُ الأطفال من الفيسبوك إلى زوايا الشّبكات المُظلمة

[محمد علي 12]

صورُ الأطفال من الفيسبوك إلى زوايا الشّبكات المُظلمة
تتوالى فضائح شركات برامج ومواقع التواصل الاجتماعي مُؤكدة لنا انتهاكها للخصوصية وضعف الحماية الالكترونية، مما يزيدنا يقيناً أن أثارها المدمرة تضاهي بمراحل محاسنها، ومازالت دعوات العولمة البراقة تدفع بالعالم لمزيد من الانفتاح الآمن المزعوم ولفتح أبواب الخصوصية على مصراعيها، فبعد انتشار ثقافة المشاركة لكل تفصيل يَخصّ حياة الفرد ويومياته، باتت تُقدم كثير من أدوات الاستغلال على طبق من ذهب لكل مختل، وقد أثار تقرير صادم عُرض على القناة الأولى الألمانية حالة غضب عارمة بعد اكتشاف أم ممثلة وناشطة الكترونياً لصور ابنها وابنتها الصغيرين مسروقة من حسابها الشخصي ومنشورة في الشبكة السوداء (Dark web)، وتحديداً في مواقع البيدوفيليا (الانجذاب والميل للأطفال)، مع إضافة عبارات وتعليقات للصور خادشة للحياء.
وبعد القيام بمسح تحليلي بمساعدة مختصين بالبيانات تم التوصل لنتائج مخيفة يذكرها التقرير:
- على صفحة خاصة بالبيدوفيليا وجد آلاف المجلدات لصور أطفال مسروقة من الانستغرام والفيسبوك واليوتيوب.
- على أحد المواقع الإباحية وجد ملف كامل باسم "الأطفال"، يحتوي على 3 ملايين صورة غالبيتها مسروقة من حسابات شخصية، بالإضافة لتجاوز 14 مليار نقرة لتحميل الملف.
- صورة واحدة من كل أربع صور مسروقة، مصدرها الفيسبوك والانستغرام.
كيف الحماية إذاً؟
"لمن أراد حماية أطفاله فالأفضل عدم نشر أي صور لهم"
بهذه العبارة اختصرت المحامية من مركز محاربة الجرائم الالكترونية الألماني إجابتها، فلا وجود لقانون يعاقب على تحميل صور الغير لعدم وجود حقوق نشر لبرامج التواصل الاجتماعي، ولا تتم معاقبة الفاعل إلا بحال ثبوت استغلال الصور أو إضافة عبارات غير لائقة لها بعد شكوى صاحبها، ولكن عملية؛ مثل حذف الصور من الشبكات أو الوصول للفاعل في هذا الفضاء هي عملية معقدة لا أمل كبير في نجاحها.
فالفضاء الالكتروني لا يقدم أي ضمانات لبيئة آمنة تسمح بمشاركة كل شيء، ولذلك تُغلق امرإة من كل خمسة نساء حساباتها على الشبكات الالكترونية بعد التعرض للمضايقات التي قد تصل للاعتداء الجسدي والقتل، بعد أن انتقلت المضايقات من الشارع إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وإلى أن تسن قوانين رادعة للجرائم الالكترونية وحتى خلق جو الكتروني آمن، سيبقى الناشر هو المسؤول الأول عن مايُقدمه للعالم، ولذا من واجبات النفس حفظها وحفظ الوالدين لها من أي أذى محتمل سيصيبها في المستقبل القريب أو البعيد، فتلك الشاشة الالكترونية التي نحتمي خلفها ماهي إلا بوابة على العالم والفضاء الخارجي بكل مافيه من جمال و وحشية.