نظام 4/4 (الجزء الثاني) :
أربعة أسابيع عمل في الشركة، جهد متواصل، عناء وتعب وسهر في حقول النفط أو الغاز، أو في إحدى منشآت الصناعة البترولية، يكون العامل فيها وهو يجمع حقيبته للتوجه إلى أهله في حالة نفسية مشحونة بالشوق والرغبة الملحة لمغادرة محيط العمل، لينتقل بعد ذلك إلى أربعة أسابيع أخرى هي للرّاحة وللتفرغ إلى الأهل والأولاد والأحبة...لكن البعض للأسف يعيش دوامة الصراع والتعب النفسي، تعب ذهني وعضلي في الأربعة الأولى وتعب نفسي ناجم عن الإحساس بعدم جدوى الأربعة الثانية. وإذا نحن بحثنا عن الأسباب وجدناها تتلخص في عدم التخطيط والتنظيم، أي عدم التوازن بين جوانب حياة الفرد، كأن يعطي أولوية لجلسات الأصدقاء الذين يتشوقون إلى سماع تفاصيل ساعات العمل ومشكلاته وهذا على حساب الأهل والأولاد ، أو ينتقل إلى عمل إضافي آخر لا يمنحه بعض وقته فقط بل يغرقُ فيه طلية شهر الراحة، والأسوء من هذا وذاك هو الاستجابة السريعة لصوت الهاتف الذي يرن قبل إن يغير ثيابه طالبا منه الإسراع، لأن الشلة تنتظره في "مَحْشَاشَة" يتمرغُ فيها ليُشبِعَ نزوته...الأمر الذي يولد مرارة في النفس وحسرة ممزوجة بمشاعر بالذنب، وخلافات أسرية تتراكم مع الوقت، ولا تستطيع الدراهم مهما كثرت معالجتها، ولا حتى فرحة اللّحظة الأولى التي يدق فيها العامل جرس منزله عند عودته العمل .