مناقب التاريخ الاسلامي - الصفحة 15 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-12-02, 15:49   رقم المشاركة : 211
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



من هو الخليفة الأول وما قصة غدير خُم ؟

السؤال

يعتقد الشيعة أن سيدنا عليّاً رضي الله عنه هو الخليفة الأول ونحن السنيُّين نقول إن سيدنا أبا بكر هو الخليفة الأول،

فأرجو أن تخبرني من هو الخليفة الأول وما هي الوصية التي أراد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يعطيها لقريبه، وما هو الحادث الذي وقع في غدير خم .


الجواب

الحمد لله

الخليفه الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإجماع من يُعْتدّ بقوله من أهل العلم ، لإجماع الصحابة على البيعة له بعد خلافٍ بين المهاجرين والأنصار

ثم اقتنع الأنصار فبايعوا أبا بكر ، ولم يختلفوا فيما بينهم ، ولم يترددوا بين أبي بكر وعليّ رضي الله عنهما ، وكذلك لم يطلب أحد من الصحابه البيعه لعليّ بعد أبي بكر وقبل عمر رضي الله عنه

وكذلك لم تطلب البيعة لعليّ بعد عمر رضي الله عن الجميع

وإنما وقعت الفتن والاختلافات بسبب مقتل عثمان رضي الله عنه ، فرضي الصحابة رضوان الله عليهم لدنياهم من رضيه رسول الله لدينهم وهو نيابته عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة .

وأما ما يتعلق بالغدير ، فالغدير ماء في مكانٍ بين مكة والمدينة يسمّى خم

والحديث أخرجه الامام مسلم في صحيحه رقم ( 2408) من حديث زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا ً بماء يدعى خما بين مكة والمدينة

فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثم قال : وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله ، فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي

أُذكّركم الله في أهل بيتي ، قال زيد : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده وهم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس ، كل هؤلاء حُرم الصدقة . باختصار .

فوصيته بأهل بيته من أجل احترامهم وتوقيرهم وعدم التعرض بسبهم وأذاهم ، ولايلزم من ذلك تقديمهم على غيرهم ممن هو أفضل منهم بالمنصوص كأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .

: الشيخ عبد الكريم الخضير








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-12-02, 15:51   رقم المشاركة : 212
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أهمية الحجر الأسود

السؤال

ما هي أهمية الحجر الأسود ؟

الجواب

الحمد لله

.جاء في الحجر الأسود أحاديث ومسائل ، نذكرها للأخ السائل لعل الله أن ينفعه بها :

1. الحجر الأسود أنزله الله تعالى إلى الأرض من الجنة .

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزل الحجر الأسود من الجنة " .

رواه الترمذي ( 877 ) والنسائي ( 2935 ) والحديث : صححه الترمذي .

2. وكان الحجر أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم .

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم " .رواه الترمذي ( 877 ) وأحمد ( 2792 ) ، وصححه ابن خزيمة ( 4 / 219 ) ، وقوَّاه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 3 / 462 ) .

أ. قال المباركفوري :

قال في " المرقاة " : أي : صارت ذنوب بني آدم الذين يمسحون الحجر سببا لسواده ، والأظهر حمل الحديث على حقيقته إذ لا مانع نقلاً ولا عقلاً . " تحفة الأحوذي " ( 3 / 525 ) .

ب. قال الحافظ ابن حجر :

اعترض بعض الملحدين على الحديث الماضي فقال " كيف سودته خطايا المشركين ولم تبيضه طاعات أهل التوحيد " ؟

وأجيب بما قال ابن قتيبة : لو شاء الله لكان كذلك وإنما أجرى الله العادة بأن السواد يصبغ ولا ينصبغ ، على العكس من البياض .

ج. وقال المحب الطبري : في بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشد .انظر لهما : "

فتح الباري " ( 3 / 463 ) .

3. ويأتي الحجر الأسود يوم القيامة ويشهد لمن استلمه بحق .

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - في الحجر -

: " والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق " . رواه الترمذي ( 961 ) وابن ماجه ( 2944 ) . والحديث : حسَّنه الترمذي ، وقواه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 3 / 462 ) .

4. واستلام الحجر أو تقبيله أو الإشارة إليه : هو أول ما يفعله من أراد الطواف سواء كان حاجا أو معتمراً أو متطوعاً .

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثا ومشى أربعاً . رواه مسلم ( 1218 ) .

واستلام الحجر : مسْحه باليد .

5. وقد قبَّله النبي صلى الله عليه وسلم ، وتبعه على ذلك أمته .

عن عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبَّله فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبِّلُك ما قبلتك . رواه البخاري ( 1520 ) ومسلم ( 1720 ) .

6. فإن عجز عن تقبيله فيستلمه بيده أو بشيء وله أن يقبل هذا الشيء .

أ. عن نافع قال رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبل يده ، وقال ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله . رواه مسلم ( 1268 ) .

ب. عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الركن بمِحْجَن معه ويقبِّل المحجن . رواه مسلم ( 1275 ) .

والمحجن : عصا مِعْوجّة الطَّرف .

7. فإن عجز : أشار إليه بيده وكبَّر .

عن ابن عباس قال : طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعيره وكان كلما أتى على الركن أشار إليه وكبَّر . رواه البخاري ( 4987 ) .

8. ومسح الحجر مما يكفِّر الله تعالى به الخطايا .

فعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن مسحهما كفارة للخطايا . رواه الترمذي ( 959 ) . والحديث : حسنه الترمذي وصححه الحاكم ( 1 / 664 ) ووافقه الذهبي .

ولا يجوز للمسلم أن يؤذي المسلمين عند الحجر فيضرب ويُقاتل فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الحجر أنه يشهد لمن استلمه بحقّ وليس لمن استلمه بإيذاء عباد الله .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-02, 15:56   رقم المشاركة : 213
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة عن تاريخ المسجد الحرام في مكة

السؤال

مطلوب مني بحث عن تاريخ المسجد الحرام ، أرجو مساعدتي في ذلك .

الجواب

الحمد لله

يقع المسجد الحرام في مكة وهي مدينة في جزيرة العرب ترتفع عن سطح البحر بنحو 330متراً

ويرجع تاريخ عمارتها إلى عهد إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام ، وفيها ولد نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وفيها مهبط الوحي أول ما نزل

ومنها شع نور الإسلام وبها المسجد الحرام وهو أول مسجد وضع للناس في الأرض لقوله تعالى : إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين (آل عمران : 96)

وثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض قال : المسجد الحرام قلت : ثم أي قال : المسجد الأقصى قلت : كم بينهما قال :

أربعون عاماً . وتقع الكعبة - وهي قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها - وسط المسجد الحرام تقريباً ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر متراً وهي على شكل

حجرة كبيرة مربعة البناء على وجه التقريب وقد بناها إبراهيم الخليل عليه السلام

بأمر من الله تعالى : قال عز وجل : ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) سورة الحج

ومعنى بوأنا : أي أرشده إليه وسلّمه له وأذن له في بنائه : تفسير ابن كثير ، وقال تعالى : وإذا يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل البقرة :127 .

وعن وهب بن منبه قال : .. بناها إبراهيم عليه السلام ثم العمالقة ثم جرهم ثم قصي بن كلاب وأما بنيان قريش له فمشهور .. وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي تحملها قريش على رقابها فرفعوها في السماء

عشرين ذراعاً .. ، وكان بين بنيان الكعبة وبين ما أنزل عليه خمس سنين وبين مخرجه وبنائها خمس عشرة سنة ذكره عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن عثمان عن أبي الطفيل وذكر عن معمر عن الزهري :

حتى إذا بنوها وبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل تريد رفعه ؟ حتى شجر بينهم فقالوا تعالوا نحكّم أول من يطلع علينا من هذه السكة فاصطلحوا على ذلك فطلع عليهم رسول الله صلى الله

عليه وسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة فحكّموه فأمر بالركن فوضع في ثوب ثم أمر سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن ، فكان هو يضعه صلى الله عليه وسلم . تاريخ مكة للأزرقي (1/161-164)

وروى مسلم (2374)

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْجَدْرِ أَمِنْ الْبَيْتِ هُوَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَلِمَ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ قَالَ إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمْ النَّفَقَةُ قُلْتُ فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا

قَالَ فَعَلَ ذَلِكِ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ لَنَظَرْتُ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِي الْبَيْتِ وَأَنْ أُلْزِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ .

وقد تعرضت الكعبة قبل الإسلام ( في عام ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ) للغزو من قبل أبرهة الحبشي وذلك عندما بنى القُليس وهي الكنيسة التي أراد أن يصرف

إليها حج العرب فخرج بجيش ومعهم الفيل فلما وصلوا إلى مكة أرسل الله عليهم طيراً أبابيل مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها ، حجر في منقاره وحجرين

في رجليه أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحداً إلا هلك ففني الجيش وهلكوا بأمر الله عزّ وجلّ .

وقد ذكر الله تعالى هذه الحادثة في كتابه فقال عزّ وجلّ : ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل

ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول انظر السيرة النبوية لابن هشام (1/44-58) .

ولم يكن هناك سور يحيط بمسجد الكعبة حتى صارت الحاجة تدعو إلى ذلك ، قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان"(5/146) . ما يحيط بالكعبة كان أول من بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه

ولم يكن له في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر جدار يحيط به وذاك أن الناس ضيّقوا على الكعبة وألصقوا دورهم بها فقال عمر :

إن الكعبة بيت الله ولا بد للبيت من فناء وإنكم دخلتم عليها ولم تدخل عليكم ، فاشترى تلك الدور وهدمها وزادها فيه وهدم على قوم من جيران المسجد أبوا أن يبيعوا ووضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد

واتخذ للمسجد جداراً دون القامة فكانت المصابيح توضع عليه ، ثم كان عثمان فاشترى دوراً أُخَر وأغلى في ثمنها .. ويقال إن عثمان أول من اتخذ الأروقة حين وَسّع المسجد

.. فلما كان ابن الزبير زاد في إتقانه لا في سعته وجعل فيه عَمَداً من الرخام وزاد في أبوابه وحسنها فلما كان عبد الملك بن مروان زاد في ارتفاع حائط المسجد

وحمل إليه السواري من مصر في البحر إلى جدة واحتملت من جدة على العجل إلى مكة وأمر الحجّاج بن يوسف فكساها ولما ولي الوليد بن عبد الملك زاد في حليتها وصرف في ميزابها وسقفها .

. فلما ولي المنصور وابنه المهدي زاد أيضاً في إتقان المسجد وتحسين هيئته . وهكذا

وفي المسجد من الآثار الدينية مقام إبراهيم وهو الحَجَر الذي كان يقف عليه إبراهيم الخليل عليه السلام أثناء بناء الكعبة

. وكذلك بئر زمزم وهي نبع من الماء أخرجه الله تعالى لهاجر وولدها إسماعيل عليه السلام لما عطش ، ولا يُنسى أيضا الحجر الأسود ومقام إبراهيم وهما ياقوتتان من يواقيت الجنة .

كما روى الترمذي وأحمد عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " سنن الترمذي 804

ويجاور المسجد الحرام جبلي الصفا والمروة ، ومن خصائص المسجد الحرام أنّه المسجد الوحيد الذي يُحجّ إليه في الأرض ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ

أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) سورة البقرة

ومن خصائصه أنَ الله جعله آمنا والصلاة فيه بمائة ألف صلاة

قال الله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) سورة البقرة

وقال تعالى : ( فِيهِ ءايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) سورة آل عمران

. انظر "أخبار مكة" للأزرقي وأخبار مكة للفاكهي . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-02, 15:58   رقم المشاركة : 214
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من هي رابعة العدوية

السؤال


هل يمكن أن تعطيني ملخص لحياة رابعة العدوية وبعض معجزاتها ؟

هل كانت مسلمة ملتزمة في بداية عمرها ؟ لماذا أصبحت زاهدة ؟.


الجواب

الحمد لله

لقد كانت رابعة العدوية زاهدة عابدة خاشعة كما قال الذهبي في السير (8/241) ونقل عن أبي سعيد بن الأعرابي قوله :

أما رابعة العدوية فقد حمل الناس منها حكمة كثيرة وحكى فيها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها من اعتقاد الحلول والدعوة إلى الإباحة .

قال الذهبي : وهذا غلو وجهل ولعل من نسبها إلى ذلك مُباحي حلولي ليحتج بها على كفرها كاحتجاجهم بخبر " كنت سمعه الذي يسمع به "

ولم يُعرف عن رابعة العدوية معجزات أو كرامات إلا ما نقل عنها من كلام الزهد والحكمة من مثل قولها لسفيان الثوري : إنما أنت أيام معدودة فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، يوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت تعلم ، فاعمل

ومن مثل قولها : استغفر الله من قلة صدقي في قولي : أستغفر الله

وقالت عبدة بنت أبي شوال وكانت من خيار إماء الله ، وكانت تخدم رابعة قالت كانت رابعة تصلي بالليل كله فإذا طلع الفجر هجعت في مصلاها هجعة خفيفة حتى يسفر الفجر فكنت أسمعها تقول :

إذا وثبت من مرقدها ذلك وهي فزعة : يا نفس كم تنامين ؟ إلى كم تقولين ؟ يوشك أن تنامي نومة لا تفوقين منها إلا ليوم النشور

قالت فكان هذا دأبها دهرها حتى ماتت

قيل عاشت ثمانين سنة وتوفيت سنة ثمانين ومائة

انظر شذرات الذهب " 1/193 وصفة الصفوة (4/27) .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-02, 16:02   رقم المشاركة : 215
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

أهمية القدس بالنسبة للمسلمين وهل لليهود حقٌّ فيها

السؤال

حيث أني مسلم فإنني أسمع باستمرار أن مدينة القدس مهمة لنا . لكن ما هو السبب ؟

أعلم أن النبي يعقوب (عليه السلام) بنى المسجد الأقصى في تلك المدينة ، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء السابقين في الصلاة مما يؤكد على وحدة الرسالة والوحي الإلهي

؛ فهل يوجد أي سبب رئيسي آخر لأهمية هذه المدينة ، أم أنه بسبب أننا نتعامل مع اليهود فحسب ؟ يبدوا لي أن اليهود لهم حصة أكثر مما لنا في هذه المدينة .


الجواب

الحمد لله

أولاً : أهمية بيت المقدس : فاعلم - يرحمك الله - أن فضائل بيت المقدس كثيرة جداً منها :

- أن الله تعالى وصفه في القرآن بأنه مبارك قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) ( سورة الإسراء / 1 ) والقدس هي مما حول المسجد وبهذا تكون مباركة .

- أن الله تعالى وصفها بأنها مقدسة في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام : ( يا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) ( سورة المائدة /21 ) .

- فيها المسجد الأقصى والصلاة فيه تعدل مائتين وخمسين صلاة .

عن أبي ذر رضي الله عنه قال : تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مِثْل شطن فرسه من الأرض حيث يَرى منه بيت المقدس ; خير له من الدنيا جميعاً "

. رواه الحاكم ( 4 / 509 ) وصححه ووافقه الذهبي والألباني كما في " السلسلة الصحيحة " في آخر الكلام على حديث رقم ( 2902 ).

والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة ، فتكون الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة .

وأما الحديث المشهور أن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة : فضعيف . انظر " تمام المنة " للشيخ الألباني رحمه الله ( ص 292 ) .

- أن الأعور الدجال لا يدخلها لحديث " وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس " رواه أحمد ( 19665 ) ، وصححه ابن خزيمة ( 2 / 327 ) وابن حبان ( 7 / 102 ) .

- والدجال يقتل قريباً من هناك يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام كما جاء في الحديث " يَقتل ابنُ مريم الدجالَ بباب لُدّ " رواه مسلم ( 2937 ) من حديث النواس بن سمعان .

و" لدّ " : هي مكان قرب بيت المقدس .

- أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) ( الإسراء /1 ) .

- أنه قبلة المسلمين الأولى ، كما جاء عن البراء رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً .. رواه البخاري ( 41 ) - واللفظ له - ومسلم ( 525 ) .

- أنه مهبط الوحي وموطن الأنبياء وهذا معلوم مقرر .

- أنه من المساجد التي تُشد الرحال إليها .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى " . رواه البخاري ( 1132 ) . ومسلم ( 827 ) من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ " لا تشدوا الرحال إلا …" .

أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء في صلاة واحدة في الأقصى في حديث طويل ".. فحانت الصلاة فأممتهم " رواه مسلم ( 172 ) من حديث أبي هريرة .

فلا يجوز السَّفر إلى بقعة في الأرض بقصد التعبّد فيها إلا هذه المساجد الثلاثة .

ثانياً :

وبناء يعقوب عليه السلام للمسجد الأقصى لا يعني أن اليهود أحق بالمسجد من المسلمين حيث إن يعقوب كان موحداً واليهود مشركون فلا يعني أن أباهم يعقوب إن بنى المسجد

فهو لهم بل هو بناه ليصلي فيه الموحدون ولو كانوا غير أبنائه ، ويمنع منه المشركون ولو كانوا أبناءً له ؛ لأن الأنبياء دعوتهم ليست عرقية بل قائمة على التقوى .

ثالثاً :

أما قولك : وإن النبي صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء السابقين في الصلاة مما يؤكد وحدة الرسالة والوحي الإلهي فهذا صحيح من جهة أصل دين الأنبياء وعقيدتهم

لأن الأنبياء كلهم يستقون من مصدر واحد وهو الوحي وعقيدتهم جميعا هي عقيدة التوحيد وإفراد الله بالعبادة وإن اختلفت أحكام شرائعهم من جهة التفاصيل ، ويؤكد هذا نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله

" أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لِعَلاَّت أمهاتهم شتى ودينهم واحد " رواه البخاري ( 3259 ) ومسلم ( 2365 )

ومعنى " إخوة لِعلاَّت " : الإخوة لأب غير الأشقاء وهم الإخوة من الضرائر .

وهنا نحذِّر من اعتقاد أن اليهود والنصارى والمسلمين على مصدر واحد الآن ؛ لأن اليهود بدلوا دين نبيهم بل إن من دين نبيهم أن يتبعوا نبينا ولا يكفروا به ، وهاهم يكفرون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويُشركون بالله .

رابعاً :

ليس لليهود حصة في القدس ؛ لأن الأرض وإن سكنوها من قبل فإنها قد صارت للمسلمين من وجهين :

1- أنّ اليهود كفروا ولم يعودوا على دين المؤمنين من بني إسرائيل ممن تابعوا وناصروا موسى وعيسى عليهما السلام .

2- أننا نحن المسلمين أحقّ بها منهم ، لأن الأرض ليست لمن يعمرها أولاً ، ولكن لمن يقيم فيها حكم الله لأن الله خلق الأرض وخلق الناس ليعبدوا الله عليها ويُقيموا فيها دين الله وشرعه وحكمه

قال تعالى : ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) ( سورة الأعراف /128 ) .

ولذلك لو جاء قوم من العرب ليسوا على دين الإسلام فحكموها بالكفر يُقاتلون حتى يرضخوا فيها لحكم الإسلام أو يُقتلوا .

فليست القضية قضية شعوب وأعراق وإنما قضية توحيد وإسلام .

وللفائدة ننقل ما يلي من كلام بعض الباحثين :

" يقرر التاريخ أن أول من سكن فلسطين الكنعانيون قبل الميلاد بستة آلاف سنة ، وهم قبيلة عربية قدمت إلى فلسطين من الجزيرة العربية وسميت فلسطين بعد قدومهم إليها باسمهم

. " الصهيونية ، نشأتها ، تنظيماتها ، أنشطتها : أحمد العوضي " ( ص 7 ) .

: وأما اليهود فكان أول دخولهم فلسطين بعد دخول إبراهيم بما يقارب ستمائة عام ، أي أنهم دخلوها قبل الميلاد بحوالي ألف وأربعمائة عام

فيكون الكنعانيون قد دخلوا فلسطين وقطنوها قبل أن يدخلها اليهود بما يقارب أربعة آلاف وخمسمائة عام . " المرجع السابق " ( ص 8 ) .

فيتقرر بهذا أنه لا حق لليهود بأرض فلسطين لا حقاً شرعياً دينيأً ولا حقاً بأقدمية السكنى ومُلْك الأرض

وأنهم مغتصبون معتدون ونسأل الله أن يكون خلاص بيت المقدس منهم عاجلا غير آجل إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير ، والحمد لله رب العالمين .

: الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-03, 16:46   رقم المشاركة : 216
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



ما هما المكانان المقدسان

السؤال

ما هما المكانان المقدسان ؟

الجواب


الحمد لله


يقول ابن تيمية رحمه الله

: ( وليس في الدنيا حرم ، ولا بيت المقدس ولا غيره إلا هذان الحرمان ( أي مكة والمدينة ) ولا يسمى غيرهما حرماً كما يسمي الجهال حرم المقدس

وحرم الخليل فإن هذين وغيرهما ليسا بحرم باتفاق المسلمين ..

. ولم يتنازع المسلمون في حرم ثالث إلا في ( وجٍّ ) وهو وادي بالطائف ... )

مجموع الفتاوى

26/118

وصحح الشيخ ابن عثيمين أنه ليس بحرم

الشرح الممتع 7/248

والله أعلم .


: الشيخ محمد صالح المنجد









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2018-12-03 في 16:47.
رد مع اقتباس
قديم 2018-12-03, 16:53   رقم المشاركة : 217
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يجوز بيع الحرير الخالص

السؤال

في رد الشيخ على السؤال الخاص ببيع الخمر لغير المسلمين، قال ما معناه أن تحريم الله للشيء يعني تحريم قبض ثمنه.
لدي خدمة إنترنت يمكن لأي إنسان أن يشترك فيها بإرسال رسالة إلكترونية

على العنوان: xxxx ويتم في هذه الخدمة إرسال حديث واحد مترجم إلى الإنكليزية في صحيح البخاري. وقد وصلني حديث صحيح البخاري رقم 11، المجلد 8، المروي عن ابن عمر (رضي الله عنهما) الذي ذكر فيه قصة أبيه

واللباس الحريري الذي أعطاه لأخيه المشرك (قبل إسلامه) الذي كان يسكن مكة. ويبدو لي من ذلك الحديث أن بيع الملابس الحريرية أو إعطائها لغير المسلمين جائز.

أرجو منكم توضيح هذه المسألة، وجزاكم الله خيرا.

الجواب

الحمد لله

النصيحة باستمرار عند قراءة الأحاديث المُشكلة جمع طرق وروايات هذه الأحاديث والرجوع إلى كلام أهل العلم من الشّراح لأنّ عندهم من الفقه والفهم ما يُزيل اللبس والإشكال

وفيما يلي جمع لبعض ألفاظ الحديث من الروايات التي ساقها البخاري رحمه الله للقصة ثم تلخيص لشرح الحديث من كلام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في كتابه العظيم فتح الباري شرح صحيح البخاري

ومن كلام الإمام النووي رحمه الله في تعليقه على صحيح مسلم في شرح الحديث المذكور :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ فَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلِلْوَفْدِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ ثُمَّ جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا حُلَلٌ فَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهَا حُلَّةً فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَوْتَنِيهَا وَقَدْ قُلْتَ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ ( اسم البائع ) مَا قُلْتَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا فَكَسَاهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخًا لَهُ بِمَكَّةَ مُشْرِكًا " صحيح البخاري 837

وفي رواية : تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ " البخاري 896

وفي رواية : " فَقَالَ إِنِّي لَمْ أُرْسِلْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا إِنَّمَا يَلْبَسُهَا مَنْ لا خَلاقَ لَهُ إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِتَسْتَمْتِعَ بِهَا يَعْنِي تَبِيعَهَا " البخاري 1962

وفي رواية .. " فَقَالَ عُمَرُ كَيْفَ أَلْبَسُهَا وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ قَالَ إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا تَبِيعُهَا أَوْ تَكْسُوهَا فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرُ إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ " البخاري 2426

وفي رواية : " فَقَالَ تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا بَعْضَ حَاجَتِكَ " البخاري 2826

وفي رواية : " قَالَ إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِتُصِيبَ بِهَا مَالا " البخاري 5617

قال ابن حجر رحمه الله :

قوله : ( لو ابتعتها فلبستها ) وكأن عمر أشار بشرائها وتمناه قوله : ( إنما يلبس هذه ) في رواية جرير بن حازم " إنما يلبس الحرير " . قوله : ( من لا خلاق له ) زاد مالك في روايته "

في الآخرة " . والخلاق النصيب وقيل : الحظ وهو المراد هنا ، ويحتمل أن يراد من لا نصيب له في الآخرة أي مِن لُبس الحرير

قوله : ( كساها إياه ) .. قد ظهر من بقية الحديث أنه لم يبعث إليه بها ليلبسها , أو المراد بقوله كساه أعطاه ما يصلح أن يكون كسوة , وفي رواية مالك ..

" ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حلل فأعطى عمر حلة " وفي رواية .

. " فلما كان بعد ذلك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلة وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة وأعطى علي بن أبي طالب حلة "

قوله : ( تبيعها وتصيب بها حاجتك ) ( أي ) تصيب بثمنها , ( أو ) المراد المقايضة أو أعم من ذلك

( تنبيه ) : وجه إدخال هذا الحديث في " باب الحرير للنساء " يؤخذ من قوله لعمر " لتبيعها أو تكسوها " لأن الحرير إذا كان لبسه محرما على الرجال فلا فرق بين عمر

وغيره من الرجال في ذلك فينحصر الإذن في النساء , وأما كون عمر كساها أخاه فلا يشكل على ذلك عند من يرى أن الكافر مخاطب بالفروع ويكون أهدى عمر الحلة لأخيه ليبيعها أو يكسوها امرأة .

( و) في بعض طرق الحديث .. عن ابن عمر قال :

" أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عطارد حلة فكرهها له ثم أنه كساها عمر مثله " الحديث , وفيه " إني لم أكسكها لتلبسها إنما أعطيتكها لتُلْبِسها النساء

" واستدل به على جواز لبس المرأة الحرير الصِّرف من حرير محض

وقد روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال : لَبِسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا قَبَاءً مِنْ دِيبَاجٍ أُهْدِيَ لَهُ ثُمَّ أَوْشَكَ أَنْ نَزَعَهُ فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

فَقِيلَ لَهُ قَدْ أَوْشَكَ مَا نَزَعْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ نَهَانِي عَنْهُ جِبْرِيلُ فَجَاءه عُمَرُ يَبْكِي فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَرِهْتَ أَمْرًا وَأَعْطَيْتَنِيهِ فَمَا لِي قَالَ إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهُ لِتَلْبَسَهُ إِنَّمَا أَعْطَيْتُكَهُ تَبِيعُهُ فَبَاعَهُ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ رواه مسلم 3861

قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم :

وفي حديث عمر في هذه الحلة دليل لتحريم الحرير على الرجال وإباحته للنساء , ( و ) إباحة هديته , وإباحة ثمنه , وجواز إهداء المسلم إلى المشرك ثوبا وغيره .

قوله : ( فكساها عمر أخا له مشركا بمكة ) هكذا رواه البخاري ومسلم , وفي رواية البخاري في كتاب قال : أرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم , فهذا يدل على أنه أسلم بعد ذلك .

.. وفي هذا دليل لجواز صلة الأقارب الكفار والإحسان إليهم , وجواز الهدية إلى الكفار ,

وفيه جواز إهداء ثياب الحرير إلى الرجال لأنها لا تتعين للبسهم , وقد يتوهم متوهم أن فيه دليلا على أن رجال الكفار يجوز لهم لبس الحرير , وهذا وهم باطل , لأن الحديث إنما فيه الهدية إلى كافر ، وليس فيه الإذن له في لبسها

وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم ذلك إلى عمر وعلي وأسامة رضي الله عنهم , ولا يلزم منه إباحة لبسها لهم , بل صرح صلى الله عليه وسلم بأنه إنما أعطاه لينتفع بها بغير اللبس

, والمذهب الصحيح الذي عليه المحققون والأكثرون أن الكفار مخاطبون بفروع الشرع , فيحرم عليهم الحرير كما يحرم على المسلمين . والله أعلم .

وقد روى البخاري رحمه الله تعالى حديثا آخر يتعلّق بالمسألة المذكورة عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ أَبَاهُ مَخْرَمَةَ قَالَ لَهُ يَا بُنَيِّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَتْ عَلَيْهِ أَقْبِيَةٌ فَهُوَ يَقْسِمُهَا

فَاذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ فَذَهَبْنَا فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْزِلِهِ فَقَالَ لِي يَا بُنَيِّ ادْعُ لِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْظَمْتُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَدْعُو لَكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَالَ يَا بُنَيِّ إِنَّهُ لَيْسَ بِجَبَّارٍ فَدَعَوْتُهُ فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَرَّرٌ بِالذَّهَبِ فَقَالَ يَا مَخْرَمَةُ هَذَا خَبَأْنَاهُ لَكَ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ " . رواه البخاري : كتاب اللباس : باب المزرر بالذهب

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث : قوله "

فخرج وعليه قباء من ديباج مزرر بالذهب

" هذا يحتمل أن يكون وقع قبل التحريم , فلما وقع تحريم الحرير والذهب على الرجال لم يبق هذا حجة لمن يبيح شيئا من ذلك , ويحتمل أن يكون بعد التحريم فيكون أعطاه لينتفع به بأن يكسوه النساء أو ليبيعه . انتهى

وملخص الجواب عن الإشكال المطروح في السّؤال أن حلّة الحرير ما دام لها استعمالات مباحة كلبسها من قِبَل النّساء جاز بيعها وأخذ ثمنها والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2018-12-21 في 15:01.
رد مع اقتباس
قديم 2018-12-04, 18:34   رقم المشاركة : 218
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-05, 16:50   رقم المشاركة : 219
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة مناقب التاريخ الاسلامي .. 1


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




قصة اليهودية المقعدة التي تمسحت بفضل وضوء السيدة نفيسة ، فعوفيت .

السؤال

أريد أن أعرف ما مدى صحة قصة اليهودية التي مسحت جسدها برذاذ ماء الوضوء الخاص بالسيدة نفيسة فشفيت ، وأسلم كل أهلها ؟

وما الذي جاء بالسيدة نفيسة لمصر ؟ وهل كان الأمويون يضطهدون آل البيت؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

السَّيِّدَةِ نَفِيسَةَ، هِيَ: نَفِيسَةُ بِنْتُ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الْقُرَشِيَّةُ الْهَاشِمِيَّةُ، رحمها الله ، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" دَخَلَتِ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ مَعَ زَوْجِهَا الْمُؤْتَمَنِ، إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، فَأَقَامَتْ بِهَا، وَكَانَتْ ذَاتَ مَالٍ وَإِحْسَانٍ إِلَى النَّاسِ ، وَالْجَذْمَى وَالزَّمْنَى وَالْمَرْضَى ، وَعُمُومِ النَّاسِ، وَكَانَتْ عَابِدَةً زَاهِدَةً كَثِيرَةَ الْخَيْرِ .

وَلَمَّا وَرَدَ الشَّافِعِيُّ مِصْرَ أَحْسَنَتْ إِلَيْهِ، وَكَانَ رُبَّمَا صَلَّى بِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَحِينَ مَاتَ أَمَرَتْ بِجِنَازَتِهِ فَأُدْخِلَتْ إِلَيْهَا الْمَنْزِلَ، فَصَلَّتْ عَلَيْهِ .

وَلَمَّا تُوُفِّيَتْ عَزَمَ زَوْجُهَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ أَنْ يَنْقُلَهَا إِلَى الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، فَمَنَعَهُ أَهْلُ مِصْرَ مِنْ ذَلِكَ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يَتْرُكَهَا عِنْدَهُمْ، فَدُفِنَتْ فِي الْمَنْزِلِ الَّذِي كَانَتْ تَسْكُنُهُ، بِمَحِلَّةٍ كَانَتْ تُعْرَفُ قَدِيمًا بِدَرْبِ السِّبَاعِ بَيْنَ مِصْرَ وَالْقَاهِرَةِ الْيَوْمَ .

وَقَدْ بَادَتْ تِلْكَ الْمَحِلَّةُ فَلَمْ يَبْقَ سِوَى قَبْرِهَا، وَكَانَتْ وَفَاتُهُا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ - سَنَة ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ- فِيمَا ذَكَرَهُ الْقَاضِي شَمْسُ الدِّينِ ابْنُ خَلِّكَانَ فِي " وَفِيَّاتِ الْأَعْيَانِ "، قَالَ: "وَلِأَهْلِ مِصْرَ فِيهَا اعْتِقَادٌ" .

قُلْتُ: وَإِلَى الْآنِ، وَقَدْ بَالَغَ الْعَامَّةُ فِي أَمْرِهَا كَثِيرًا جِدًّا، وَيُطْلِقُونَ فِيهَا عِبَارَاتٍ بَشِعَةً فِيهَا مُجَازَفَةٌ تُؤَدِّي إِلَى الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ، وَأَلْفَاظًا كَثِيرَةً يَنْبَغِي أَنْ يُعَرَّفُوا بِأَنَّهَا لَا يَجُوزُ إِطْلَاقُهَا

فِي مِثْلِ أَمْرِهَا، وَرُبَّمَا نَسَبَهَا بَعْضُهُمْ إِلَى زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَلَيْسَتْ مِنْ سُلَالَتِهِ .

وَالَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُعْتَقَدَ فِيهَا مِنَ الصَّلَاحِ مَا يَلِيقُ بِأَمْثَالِهَا مِنَ النِّسَاءِ الصَّالِحَات .

وَأَصْلُ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ : مِنَ الْمُغَالَاةِ فِي الْقُبُورِ وَأَصْحَابِهِا، وَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ وَطَمْسِهَا .

وَالْمُغَالَاةُ فِي الْبَشَرِ : حَرَامٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهَا تَفُكُّ مِنَ الْخَشَبِ، أَوْ أَنَّهَا تَنْفَعُ ، أَوْ تَضُرُّ : فَهُوَ مُشْرِكٌ .

رَحِمَهَا اللَّهُ وَأَكْرَمَهَا، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَهَا "

انتهى من "البداية والنهاية" (14/ 170 -172) .

وقال الذهبي رحمه الله :

" وَلِي أَبُوْهَا المَدِيْنَةَ لِلْمَنْصُوْرِ، ثُمَّ عَزَلَهُ، وَسَجَنَهُ مُدَّةً، فَلَمَّا وَلِي المَهْدِيّ، أَطْلَقَهُ، وَأَكْرَمَهُ، وَرَدَّ عَلَيْهِ أَمْوَالَهُ، وَحَجَّ مَعَهُ، فَتُوُفِّيَ بِالْحَاجِرِ.

وَتَحَوَّلَتْ هِيَ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلَى مِصْرَ مَعَ زَوْجِهَا الشَّرِيْفِ إِسْحَاقَ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ - فِيْمَا قِيْلَ - ثُمَّ تُوُفِّيَتْ بِمِصْرَ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَمَائَتَيْنِ.

وَلَمْ يَبْلُغْنَا كَبِيْرُ شَيْءٍ مِنْ أَخْبَارِهَا.

وَلِجَهَلَةِ المِصْرِيِّيْنَ فِيْهَا اعْتِقَادٌ يَتَجَاوَزُ الوَصْفَ، وَلاَ يَجُوْزُ، مِمَّا فِيْهِ مِنَ الشِّرْكِ، وَيَسْجُدُوْنَ لَهَا، وَيَلْتَمِسُوْنَ مِنْهَا المَغْفِرَةَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ دَسَائِسِ دُعَاةِ العُبَيْدِيَّةِ "

انتهى من "سير أعلام النبلاء" (10/ 106)

ثانيا :

لا يُعرف على وجه التحديد لماذا تحولت إلى مصر وسكنتها ، والقول بأن اضطهاد بني أمية كان السبب وراء انتقالها وزوجها إلى مصر ، لا دليل عليه ، فالله أعلم بسبب حصول ذلك ، فهذا شأن خاص

ولا حاجة بنا إلى التنقيب عن سببه ، الذي ربما لم يتمكن أحد من معرفته على التحقيق، والتمادي في البحث عن ذلك ربما أوقع في سوء الظن ببني أمية ، واتهامهم بالباطل .

والدولة الأموية كغيرها من الدول لها ما لها من فضائل ، وعليها ما عليها من المظالم ، لها من المآثر الحميدة بنشر الإسلام ، ونشر العلم والتشجيع عليه ، ما لا يخفى إلا على جهول .

وفيها أيضا من النقائص والمساوئ ، ما لا يخفى على منصف .

ومن أقبح ذلك : التجافي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل بيته الكرام ، حتى ربما أظهر أمرائهم شتمهم والتنقص منهم ، وما جرى على أيديهم من سفك دماء المسلمين

في سبيل تثبيت الحكم لدولتهم ، والاستئثار بحظوظ الدنيا ، وأموال الأمة .

وينظر السؤال القادم

ولكن هذا الظلم والعدوان لم يكن صفة سائدة لحكمهم وحكامهم ، بل كان يكون من بعض خلفائهم وولاتهم دون بعض ، وكم من والٍ أموي كان محبا لأهل البيت مقربا لهم

ويكفي لبيان في بطلان دعوى الاضطهاد هذه ، ما هو معروف من إكرامُ معاوية رضي الله عنه للحسن والحسين رضي الله عنهما:

أ- عن محمدِ بن عبدالله بن أبي يعقوب، قال: " كان معاوية رضي الله عنه إذا لقيَ الحسينَ ابنَ عليّ رضي الله عنهما، قال: مَرحباً بابنِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

وأهلاً، ويأمرُ له بثلاثمائةِ ألف، ويلقى ابنَ الزبير رضي الله عنه فيقول: مرحباً بابن عَمَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وابن حواريه، ويأمر له بمائة ألف " .

ب - وعن جعفرِ بن محمد، عن أبيه : " أنَّ الحسنَ والحسينَ ب كانا يَقْبَلانِ جوائزَ معاوية رضي الله عنه "

ج- وعن ثور، عن أبيه، قال: " انطلقتُ مع الحسن والحسين رضي الله عنهما وافِدَين إلى معاوية رضي الله عنه فأجازهما؛ فقبلا "

د- وعن عبدِالله بن بُريدةَ، أن الحسنَ بن علي ب دخل على معاوية رضي الله عنه فقال: " لأُجيزَنَّك بجائزةٍ لم أجز بها أحداً قبلك، ولا أجيز بها أحداً بعدك من العرب، فأجازه بأربعمائة ألف، فقَبِلها ".

ينظر في تخريج هذه الروايات والآثار :في المشاركة القادمه









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2018-12-21 في 15:00.
رد مع اقتباس
قديم 2018-12-05, 16:52   رقم المشاركة : 220
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



صِدْقُ المحَبَّة بين آلِ البَيْتِ والصَّحَابَة رضي الله عنهم-1


المقدمة

إنَّ الحمدَ لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا، وسيئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه.

أما بعد:

فإِنَّ المنازلَ الشَّرِيفةَ، والمقَاماتِ الرَّفيعةَ ثلاثةٌ لا رابعَ لها، مَضَتْ منها اثنتان، وانقضتْ منزِلتان، وبقيتْ منزلةٌ واحدةٌ إلى قيام السَّاعة؛ فَضْلاً مِن الله ونِعمةً، وتكريماً منه ورحمةً، فيا ترُى هل نحن من أهلِها؟!

وإذا لم نكن! فهل يُمْكِن لنا إدراكُها، والوصول إليها، والانضمام إلى أهلها السعداء فيها؟!

والجواب: نعم، بإمكان كلٍّ منا أن يحظى بهذا الشَّرَفِ والمجد والعِزِّ، وينالَ هذه المنزلةَ العالية، والدرجةَ الرفيعة؛ يقول الصحابيُ الجليل سعدُ بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه: (الناسُ على ثلاثِ منازلَ

فمضت منهم اثنتان، وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه، أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت، ثم قرأ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً

وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر:8]، ثم قال: هؤلاء المهاجرون، وهذه منزلةٌ، وقد مضت، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ

فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]، ثم قال هؤلاء الأنصار، وهذه منزلةٌ، و

قد مضت، ثم قرأ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10] قال:

فقد مضت هاتان المنزلتان، وبقيت هذه المنزلةُ، فأحسن ما أنتم كائنون عليه، أَنْ تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت)

أخرجه ابن بطة؛ كما في منهاج السنة النبوية 2/19

والحاكم في المستدرك 2/484

كتاب التفسير، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 7/1250(2354)

كلهم من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، عن عبدالله بن زيد، عن طلحة بن مصرف، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

وقال الحاكم عقب الحديث: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وما أَحسنَ فِقْهَ زَينِ العابدين عليِّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ي، حين أتاه نفرٌ من أهل العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر ب، ثم ابْتَرَكُو

ابتركوا في عثمان رضي الله عنه: الابتراك: افتعال من البُروك، ومادة (بَرَك) تدل على ثبات الشيء ولزومه، ومنه يقال: بَرَك بروكاً وتَبْراكاً: أي اسْتَنَاخ، وبرك: ثبت وأقام، ورجل مبترك: معتمد على شيء مُلِحٌّ.

قال الخليل: (يقال ابتَرَك الرجل في آخَر: يَتَنَقَّصُه، ويشتُمه) [ينظر: مقاييس اللغة 1/227، مفردات ألفاظ القرآن ص119، القاموس المحيط ص1204، تاج العروس 27/62]

والمراد هنا: أنهم نالوا من عثمان رضي الله عنه ووقعوا في عِرضه بالشتم، والتنقيص بثبات ولزوم.

في عثمان رضي الله عنه، فلم يَتَزَكُّوا

) فلم يَتَزَكُّوا: مضارع من تَزَكَّى؛ من الزَّكاء، وأصل مادة (زَكَى) تدل على الزيادة والطهارة.

فمن الأول: يقال: زكا الزرع يزكو زكاءً؛ إذا حصل منه نُمو وبرَكة، وكل شيء يزداد ويسمَن فهو كذلك، ومن الثاني: يُقال: زَكِي الرَّجل يَزْكَى، وزَكا يَزْكو زكاءً وزُكُوًّا؛ إذا صلح، والزكاء، والزكاة: الصَّلاح

وزكاء النفس: أن يتحرى الإنسان ما فيه تطهيره

كما في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9].

وسمي القَدر المخرج من المال زكاة مراعاة للمعنيين؛ لأنه تطهيرٌ للمال وتثمير، وإصلاح..

...ونماء. [ينظر: تهذيب اللغة 10/319-321، مقاييس اللغة 3/17، مفردات ألفاظ القرآن ص380-381، المصباح المنير 1/346].

والمراد هنا في الأثر: أنهم لم يتنزهوا ويُطهِّروا ألسنتَهم عن الوقيعة في ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولو أنهم أمسكوا عنه، وقالوا خيراً لكان أجدر لزكاء أنفسهم، وأطهر لألسنتهم.

فلما فرغوا، قال لهم علي بن الحسين: ألا تُخبروني! أنتم المهاجرون الأوَّلون: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر:8]؟

قالوا: لا. قال: فأنتم {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]؟

قالوا: لا. قال: أما أنتم فقد بَرَّأْتُم أن تكونوا من أَحَدِ هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا

بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10]

أخرجه:

- الزبير بن بكَّار في كتابه الأنساب، كما في تهذيب الكمال 20/394، والسِّير 4/395، عن عبدالله بن إبراهيم بن قُدامة الجمحي، -ومن طريق الزبير بن بكار: ابن عساكر في تاريخ دمشق 41/389-.

- والدَّارقطني في فضائل الصحابة ص62 (40)، من طريق أبي مصعب.

- وأبو نعيم في الحلية 3/136، من طريق أبي مصعب.

كلاهما – عبدالله بن إبراهيم بن قدامة، وأبو مصعب- عن إبراهيم بن قدامة، عن أبيه قدامة، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، به، واللفظ المذكور للدارقطني

وزاد الزبير بن بكار في آخره: (قوموا عني لا قَرَّب اللهُ دورَكم؛ فإنكم مستَتِرون بالإسلام، ولستم من أهله)، وذكره الذهبي مختصراً.

اللهم اجعلنا مِن أهل هذه المنزلة التي بقيت، ولا تَحرِمنا فضلَك، ولا تمنع عنا خيرَك، وجنبنا الزللَ والخُسران، ومنازلَ الأشقياء وأهل النيران.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-05, 16:53   رقم المشاركة : 221
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

هذا بحثٌ مختصر في مظاهر المحبة، وجوانب الأُلفة، والعلاقة الحميمة التي كانت تسود بين آلِ البيت الأطهار

والصحابةِ الأخيار رضي الله عنهم، أحببت إبرازَها، ورغبتُ في نشرِها في عَصرٍ انتشرت فيه الفضائيات، وتنوَّعت وسائلُ الإعلام، وتعدَّدَت الأهواءُ، وتفرقت الغاياتُ، واختلفت الاتجاهات

وأصبح يتكلَّمُ مَن يريد بما يريد، ويَنشرُ ما يشاء كيف يشاء، وتطاولت الأَلسُنُ، وطغت الأقلامُ، وبغَت التَّقْنياتُ حتى أتت على مَقامِ الصحابةِ الكِرام، وآلِ البيت العِظام ي، تَحُطُّ مِن شأْنهم، وتَهزُّ مِن كيانهم، وتُشكِّكُ

في فضائِلهم، وتُزلزل مِن مكانتهم التي تبوؤُوها، والمنزلة الشريفة التي نالوها، ووصلوا إليها؛ وبدؤوا يُروِّجون لباطلهم جِهاراً نَهاراً، سِرّاً وعلانيةً،

حتى يخلعوا من نفوسِ المسلمين محبةَ الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم؛ لِيَصِلُوا بتشكيكهم هذا إلى التشكيك بمقام النبوة، وصاحبِ الرِّسالة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

قال أبو زُرعَة الرَّازِي: (إِذا رأيتَ الرجلَ ينتقصُ أحداً من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَاعلمْ أنَّه زنديقٌ؛ وذلك أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عندنا حقٌّ،

والقرآنَ حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسُّنَنَ أَصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّما يريدون أنْ يجرحوا شهودَنا؛ ليُبطلوا الكتابَ والسنَّة، والجَرحُ بهم أولى، وهم زنادقةٌ)

أخرجه الخطيب البغدادي بإسناده عن أبي زرعة في الكفاية 1/188 (104).

وقال عبدُالله بنُ مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير

هو عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام الأسدي، أبو بكر جد الزبير بن بكار القرشي البصري،

ولي المدينة لهارون الرشيد أمير المؤمنين، وله أحاديث، مات بالرَّقَّة سنة 184هـ، وله 69سنة.

ينظر: الطبقات 5/434، الجرح 5/178(833)، تاريخ بغداد 10/173(5313)، الميزان 2/505(4609).

(قال لي أمير المؤمنين [أي الخليفةُ العباسي المهدي]: يا أبا بكر ما تقول في الذين يَشتُمون أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: زَنادِقةٌ يا أميرَ المؤمنين،

قال: ما علمتُ أحداً قال هذا غيرُك، فكيف ذلك؟! قال: قلتُ: إِنما هم قومٌ أَرَادوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يَجدوا أَحداً مِن الأُمَّة يُتابعهم على ذلك فيه

فشتموا أصحابَه، يا أميرَ المؤمنين، ما أقبحَ بالرجل أَن يَصحبَ صحابةَ السوء؛ فكأَنَّهم قالوا: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَحِب صحابةَ السوء. فقال لي: ما أدري الأمر إلا كما قلت)

أخرجه الزبير بن بكار في النسب، كما في تاريخ دمشق لابن عساكر 44/383، وتعجيل المنفعة 1/765، قال: حدثني عمي مصعب بن عبدالله، قال حدثني أبي عبدالله بن مصعب... الأثر.

وإِنِّي إن وُفِّقت في هذا البحثِ فذلك فضلُ ربي عليَّ، وأسأَلُه سبحانه أَن يُحققَ في هذا العمل الفائدة، ويحل به النفع، وقبل ذلك يجعل هذا الجهدَ خالصاً لوجهه الكريم، وذُخراً في الآخرة.


التمهيد

هناك مظاهرُ كثيرة، وجوانبُ عديدة تؤكد عمقَ العلاقةِ الإيمانية، وقوةِ الصِّلة الأخوية التي كانت تسود بين الصحابة الأخيار، وآل البيت الأطهار رضي الله عنهم، وكانت هذه المودة، ووشائج الصِّلة تحظى بمكانة

رفيعةٍ، ومنزلةٍ عاليةٍ في نفوس القوم، وسأذكر في هذا البحث- إن شاء الله- جملةً من مظاهر الصِّلة، والمودة بين القرابة والصحابة ي في خمسة مباحث؛ لأن القصدَ تقديمُ نماذج من الأدلةِ الواضحة

والبراهينِ الساطعة على هذه العلاقةِ الحميمة، والأُخوةِ الصادقة التي نبعت من أخلاق القرآن العظيم، وتربية النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربُّه تعالى؛ لِيُتمِّم مكارمَ الأخلاق.

كيف لا تكون أخلاقُ الصحابةِ رضي الله عنهم صافيةً صفاءَ الماءِ الزلال، وبيضاءَ ناصعة كبياض الثلج، وقد استظلوا تحت ظلالِ دوحة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الوارفة، وشربوا بيده الشريفة عذب ماء ينابيع خصاله الرفيعة

وهو الذي شهد بِسُمُوِّ خُلُقِه، ورِفعة خِصاله ربُّه عزّ في علاه؛ فقال مبيِّناً، ومؤكداً: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:٤] بل زاد الله في إكرام نبيه، وإكرام صحابته ي إتماماً لنعمته على نبيه

وصفيه من خلقه صلى الله عليه وسلم، فتولى سبحانه التأليفَ بين قلوبهم، وتهذيبَ نفوسهم: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:63].

([كانوا] رحماءَ بينهم، وهذه حقيقةٌ وإن تجاهلها القصاصون، وسكت عنها رُواة الأخبار، فستبقى تلك الحقيقة ناصعةً بيضاء تردّ على أكثر أصحاب الأخبار أساطيرَهم وخيالاتهم

التي استغلها أصحابُ الأهواء، والأطماع السياسية، والأعداءُ؛ لتحقيق مصالحهم، وتأصيل الافتراق، والاختلاف في هذه الأمة)

كتاب رحماء بينهم؛ للشيخ صالح بن عبدالله الدرويش ص5.

والصحابة –رضوان الله عليهم- بَشرٌ، لم يَسْلَمُوا من النزعات الإنسانية، فلم يكونوا أنبياء معصومين؛ لكنهم إلى بقية المسلمين من أولهم إلى آخرهم، بل إلى جميع الأمم من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة

ما خلا الأنبياء ﻹ- هم أطهرُ قلوباً، وأزكى نفوساً، وأصفى سريرةً، وأرفعُ خصالاً، وأحسنُ أخلاقاً، وأَسمى سُلوكاً.

وما مِن صِفةٍ عُليا إلا وكانوا سبَّاقين إليها، وأصبحوا رأساً فيها، ومنارةً يقتدى بهم، وما من صفةٍ دنيئةٍ إلا وكانوا أنْأَى الناس عنها، ولم يشهد التاريخ فيما مضى

ولن يشهد فيما يأتي مثلهم، ومَن يخالف فليُثبت من التاريخ عن أصحاب أي شخصية مرت كانوا مثلهم أو بمَثابتهم، أو بلغوا عُشر مِعشارِهم !!.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية

: (ومَن نظر في سيرةِ القوم بعلمٍ وبصيرة، وما مَنَّ الله به عليهم من الفضائل؛ علم يقينًا أنهم خيرُ الخَلق بعد الأنبياء، لا كان، ولا يكون مثلُهم، وأنهم الصَّفوةُ من قرون هذه الأمة التي هي خيرُ الأمم، وأكرمُها على الله)

العقيدة الواسطية ص122.










رد مع اقتباس
قديم 2018-12-05, 16:55   رقم المشاركة : 222
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



وسأَسْعى مِن خِلال هذه المباحث – إن شاء اللهُ تعالى- إبرازَ جوانبَ عديدة من الوِفاق والوِئام، والمحبةِ والوِداد التي كانت تسود بين الفريقين، وتشيِعُ مِن الجانبين مقتصِراً من آل البيت على علي وذريتِه ي غالباً

وقد أذكر مَن عداهم مِن آل البيت أحياناً.


المبحث الأول: المصاهَرةُ بين آل البيت والصحابة رضي الله عنهم

توطئة:

كثيرٌ من سادات الصحابة رضي الله عنهم؛ وعلى رأسهم الخلفاءُ الراشدون الأربعةُ زوَّجُوا في أهل بيت النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وتزوجوا منهم، كما هو متفقٌ عليه بين أهل التواريخ، ونقَلةِ الأخبار من أهل السُنة والشيعة

ينظر على سبيل المثال الكتب التالية التي ذكرت المصاهرات بين آل البيت والصحابة ي، مِن مصادر أهل السنة والشيعة
:
1- الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة؛ تأليف أبي معاذ السيد أحمد بن إبراهيم، ط مبرة الآل والأصحاب: الكويت.

2- كتاب النسب والمصاهرة بين أهل البيت والصحابة، للسيد علاء الدين المدرس. ط دار الأمل: الأردن، الطبعة الأولى 1421هـ 2000م، وهو من أوسع الكتب التي وقفتُ عليها في هذا الموضوع.

3- ومن أنفع الأمور وأوضحها لفهم هذه المصاهرات بين الصحابة وآل البيت ما أَصدرتْه مبرةُ الآل والأصحاب في الكويت من الملصقات (البوسترات) العديدة

توضح تلك القرابة والمصاهرة بصورة مبسطة جلية مع ذكر المصادر من كتب السنة والشيعة.

وهي من الأَدلة العقلية الواضحة على شيوع المودة بين الصحابة والقرابة؛ إذ لا يُزوج المرءُ ابنته، أو أخته بمن لا يحبه فضلاً عن أن يزوِّجها بمن يمقته، ويُكِنُّ له العِداءَ والبغضاء.

ومما ينبغي التنبيه عليه هنا أَنَّ أئمةَ الصحابة؛ الخلفاء الراشدين الأربعة هم أصهارُ النبي صلى الله عليه وسلم

فقد تزوَّج النبيُّ المُطَهَّر صلى الله عليه وسلم من ابنة أبي بكر، وابنة عمر رضي الله عنهما، وزوَّجَ صلى الله عليه وسلم بناتَه من عثمان بن عفان ذي النورين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

(وأما تزويجه فاطمةَ ل ففيه فضيلةٌ لعلي رضي الله عنه، كما أَنَّ تزويجَه عثمانَ رضي الله عنه بابنتيه فضيلةٌ لعثمان أيضاً، ولذلك سُمِّي ذو النورين،

وكذلك تزوُّجُه بنتَ أَبي بكرٍ، وبنتَ عمر ي فضيلةٌ لهما، فالخلفاء الأربعة أصهارُه صلى الله عليه وسلم)

منهاج السنة النبوية 4/36.

وقال شيخُنا صفيُّ الرحمن المبارَكْفُوري: (فاتجاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مصاهرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بزواجه بعائشة وحفصة ب، وكذلك تزويجُه ابنته فاطمة ل بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه

، وتزويجه ابنتيه رقيةَ ل ثم أم كلثوم ل بعثمان بن عفان رضي الله عنه يُشير إلى أنه يَبغي من وراء ذلك توثيقَ الصِّلات بالرجال الأَربعة، الذين عَرف بلاءَهم وفداءَهم للإسلام في الأزمات التي مرت به، وشاء الله

أن يجتازها بسلام، وكان مِن تقاليد العرب الاحترامُ للمصاهرة، فقد كان الصهر عندهم باباً من أَبواب التقرب بين البطون المختلفة، وكانوا يرون مناوأةَ ومحاربةَ الأصهار سُبَّةً وعاراً على أنفسهم)

الرحيق المختوم ص627.

ومن لطائف المصاهرات: أن طلحة بن عبيدالله التيمي رضي الله عنه تزوج بأربع نسوة، أخت كل منهن زوجات للنبي صلى الله عليه وسلم: تزوج بأم كلثوم بنت أبي بكر الصديق أخت الصديقة عائشة بنت أبي بكر الصديق

وتزوج حمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش، وتزوج فارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة بنت أبي سفيان، وتزوج رقية بنت أبي أمية أخت أم سلَمة هند بنت أبي أمية رضوان الله عليهم أجمعين.

ينظر: الإصابة ص641.

وسأذكر –إن شاء الله- في هذا المبحث أَمثلةً عديدة للمصاهرات بين آلِ البيت والصحابة يفي مطلبين اثنين:

المطلب الأول: مَن تَزوَّجَ مِنْ آل البيت في بيوت الصحابة: ولا أُفرِّق إن كان زواجُ رجالِ آل البيت من الصحابيات، أو التابعيات إذا ثبت لآبائهن الصُّحبة، وحازوا شَرَفَ الرّفقة؛

لأنه لا يحق لأحد تزويج مَوْلِيتِه إلا بإذنه ورضاه، وهو المتولي لتزويجها غالبًا.

المطلب الثاني: مَن تَزوَّجَ مِنْ الصحابة في بيوت آل البيت: وأقتصر هنا على ذكر زواجِ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وبناتِه، وعلي ي وذريتِه دون بقية آل البيت.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-05, 16:57   رقم المشاركة : 223
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



المطلب الأول: مَن تَزوَّجَ مِن آلِ البيت في بيوت الصحابة رضي الله عنهم


1- الرسولُ الأعظم، والنبيُّ الأكرمُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم:

وأود أن أشير فيما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم الزوجية إلى أمرين مهمين:

‌أ- أنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج في بني هاشم، وأما أقرب أمهات المؤمنين إليه نسباً من جهة الأب؛ فهي أم المؤمنين أم حبيبة رَمْلةُ بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف ل

تلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في جدِّه الثالث: عبد مناف بن قُصَيٍّ، وتليها أم المؤمنين خديجةُ بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ل في القُرب؛ حيث تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في جدِّه الرابع قُصَيٍّ

ينظر: شذى الياسمين في فضائل أمهات المؤمنين ص23.

‌ب- أن جميعَ أزواجِ النبي صلى الله عليه وسلم إضافةً إلى شرفهن بكونهن أُمَّهاتٍ للمؤمنين؛

كما قال تعالى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6]، هُنَّ صحابيَّاتٌ جليلاتٌ، ولذا أقتصرُ على ذِكر الأَزواج اللائي حاز آباؤُهن أيضاً شرفَ الصحبة، ونالوا الأَفضليةَ في هذه الأمة، وَهُنَّ:

1- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها.

2- حفصة بنت عمر رضي الله عنها.

3- أُمُّ حبيبة رَمْلةُ بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف رضي الله عنها.

4- جويريةُ بنتُ الحارث بن ضِرار بن حبيب الخزاعيّة المصْطَلَقية رضي الله عنها

أبوها: سيد بني المصطلق، قَدِم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء ابنته، فأسلم، وأسلم معه ابنان له، وناس من قومه. ينظر: التاريخ الكبير 2/261(2394)، الاستيعاب 1/293(412)، الإصابة ص222(1491).

وأما بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي لم يثبت لآبائهن الصحبة، فهن:

1- خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي رضي الله عنها.

2- سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس رضي الله عنها.

3- زينب بنت خُزيمة بن عبدالله بن عمرو بن عبد مناف: كان يقال لها: أم المساكين رضي الله عنها.

4- أم سلَمة هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية رضي الله عنها.

5- زينب بنت جحش بن رباب من بني أسد بن خزيمة رضي الله عنها، وهي ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أميمة بنت عبد المطلب.

6- صفية بنت حُيى بن أخطب؛ سيدِ بني النضير رضي الله عنها.

7- ميمونة بنت الحارث بن حزن بن عامر رضي الله عنها.

وقد تسرى صلى الله عليه وسلم باثنتين؛ إحداهما: مَاريَّة القُبطِيَّة، والثانية: رَيحانة بنت زيد النَّضَرِية، أو القُرظيَّة، وقيل: إنها من أزواجه صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهن.

ينظر: الرحيق المختوم ص623-626.

2-علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

- تزوَّج أسماءَ بنت عُميس بن معبد بن الحارث الخَثْعمية أم عبدالله رضي الله عنه، فولدت له عوناً، ويحيى

جمهرة النسب للكلبي ص31، الطبقات 8/285، السير 2/282 (51)، الإصابة ص1632 (11476).

قال أبو نُعيم في ترجمتها: (مهاجِرة الهجرتين، ومُصلِّيةُ القبلتين: أسماء بنت عُميس الخثعمية، المعروفة بالبحرية الحبشية، أليفة النجائب، وكريمة الحبائب، عقد عليها جعفر الطيار رضي الله عنه

وخلف عليها بعده الصديق سابق الأخيار رضي الله عنه، ومات عنها الوصي علي سيد الأبرار رضي الله عنه»

الحلية 2/74.

- وتزوج ليلى بنتَ مسعود بن خالد بن مالك التميمي الدارمي، فولدت له: عبيدالله، وأبا بكر، ثم خلف عليها عبدالله بن جعفر

ينظر: جمهرة النسب للكلبي ص31، أنساب الأشراف 11/149

. وقال الحافظ في ترجمة والدها في الإصابة ص1234 (8384)

: (مسعود بن خالد بن مالك التميمي الدارمي: له إدراك، وهو والد ليلى امرأة علي رضي الله عنه، ذكره الزبير بن بكار، وهشام ابن الكلبي وقالا: إنها والدة أبي بكر وعبدالله ابني علي بن أبي طالب كرم الله وجهه).

- وتزوج أمامةَ بنتَ أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. تزوجها علي رضي الله عنه بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تلد له

ينظر: الطبقات 8/232، التبيين في أنساب القرشيين ص196، السير 1/335(71)، الإصابة ص1638(11501).

3- الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

- تزوَّج هندَ بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس

) ينظر: فضائل الصحابة للإمام أحمد 2/783 (1393)، أنساب الأشراف 11/249، تاريخ دمشق 13/249، تهذيب الكمال 6/236.

ووالدها هو الصحابي الجليل سهيل بن عمرو بن عبد شمس: وهو الذي تولى أَمْر الصُّلح بالحديبية، وكان محمودَ الإسلامِ منذ أسلم.

ينظر: الجرح 4/245(1058)، الاستيعاب 2/669، الإصابة ص554 (3865).

- وتزوج أمَّ بشر بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري: وقد تزوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل فولدت له، ثم خلف عليها الحسن بن علي بن أبي طالب فولدت له زيداً، وأُمَّ الخير: وله عقب كثير

ينظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص38، نسب قريش لمصعب الزبيري ص49، تاريخ دمشق 11/64، تهذيب الكمال 10/52، فتح الباري 7/319.

وأبوها: أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البدري: شهد العقبة وكان أصغرهم، واختلف في شهوده بدراً، وجزم البخاري أنه شهدها، مات بعد سنة 40هـ.

ينظر: الاستيعاب 3/1074، تهذيب الكمال 20/215(3984)، الإصابة ص921(6315).

- وتزوج أمَّ إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله: وولدت له طلحة، وعَمراً، والحسين، والقاسم، وأبا بكر

ينظر: نسب قريش لمصعب الزبيري ص50، أنساب الأشراف 8/228، جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص38.

- وتزوج حفصةَ بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة

ينظر: الطبقات الكبرى 8/468، أنساب الأشراف 2/373. لكن ورد في الطبقات أن الذي تزوجها الحسين بن علي رضي الله عنه.

4- الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

- تزوَّج أُمَّ إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله: بعد وفاة أخيه الحسن بن علي م، وولدت له فاطمة

ينظر: أنساب الأشراف 8/228، نسب قريش لمصعب الزبيري ص59.

- وتزوج رُبَابَ بنت امرئ القَيْس بن عدي بن أوس بن جابر الكلبي: وولدت له سكينة

ينظر: الطبقات الكبرى 8/475، نسب قريش لمصعب الزبيري ص59، تاريخ دمشق 69/119، الإصابة ص73 (390).

ووالدها: هو امرؤ القيس بن عَدي بن أَوس بن جابر بن كعب بن عُليم الكلبي، قال في الإصابة ص73 (390): له إدراك.

5- الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب:

- تزوَّج رَمْلةَ بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: والدها الصحابي الجليل، أَحدُ العشرة المبشَّرِين بالجنة

ينظر: الطبقات الكبرى 5/319، نسب قريش لمصعب الزبيري ص51، تاريخ دمشق 27/368.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-05, 16:58   رقم المشاركة : 224
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


المطلب الثاني: مَن تَزوَّجَ مِن الصحابة في بيوت آل البيت رضي الله عنهم

1- عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه:

- تزوَّج الفاروقُ رضي الله عنه أمَّ كلثوم بنتَ علي بن أبي طالب، وولدت له زيداً، ورقية.

وهذا الزواج مشهور في كتب السنة، وهو متفق عليه في عدد من المصادر السنية والشيعية، وأَقَرَّ بهذا الزواج كافةُ أهل التاريخ والأنساب، وجميع محدثي الإمامية، وفقهائهم وأئمتهم

ينظر: كتاب النسب والمصاهرة بين أهل البيت والصحابة؛ للسيد علاء الدين المدرس ص310، تعليق (1)

وقد ساق المؤلف عدداً من المصادر والمراجع عند السنة والشيعة. وينظر: الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة لأبي معاذ السيد ص114-117.

وينظر -على سبيل المثال- في تفاصيل زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم: الطبقات 8/463، وفضائل الصحابة للإمام أحمد 2/758، 765 (1333، 1347)، والمستدرك للحاكم 3/142 كتاب معرفة الصحابة

والسنن الكبرى للبيهقي 7/64، والشريعة للآجري 5/2230 (1712)، وغير ذلك من المصادر، وأسانيد كثير منها ثابتة وصحيحة.

ومن مصادر الشيعة المعتبرة التي أثبتت هذا الزواج: كتاب الأصيلي في أنساب الطالبين؛ لابن الطَّقطقي الحسني المتوفى سنة 709هـ، حيث قال في ص58:

«وأم كلثوم أمها فاطمة الزهراء عليها السلام تزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له زيدًا، ثم خلف عليها عبدالله بن جعفر». انتهى.

وفي كتاب الكافي (فروع كتاب الطلاق - باب المتوفى عنها زوجها) المجلد6/ص115-116:

«وروي عن سليمان بن خالد أنه قال: سألت أبا عبدالله الصادق عن امرأة توفي عنها زوجها أين تعتد؟ في بيت زوجها أو حيث شاءت؟

قال: بلى، حيث شاءت، ثم قال: إن عليًّا لما مات عمر، أتى أمَّ كلثوم فأخذ بيدها؛ فانطلق بها إلى بيته».

وقد صححها المجلسي في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ج21/ص199. وينظر أيضًا: كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى للشيخ الطبرسي ج1/ص397، وكتاب الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي ج3/ص129.

وقد ألف أبو معاذ السيد بن أحمد بن إبراهيم كتابًا في هذا الموضوع سماه: «القول الجلي في إثبات زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي»

قدم له صالح بن عبدالله الدرويش، ط مكتبة الإمام البخاري، ويقع في 232 صفحة، وقد عرض في الباب الأول من الكتاب لزواج عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مصادر أهل السنة، ثم في مصادر

علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية، وقد فصّل الرد على الشبهات التي أثيرت حول هذا الزواج، والله أعلم.

2- عثمان بن عفان رضي الله عنه:

- تزوَّج ذو النورين عثمانُ رضي الله عنه ابنةَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ رقيةَ ل، وولدت له عبدالله الأكبر: نقرَ ديكٌ في عينه فمات، وتوفيت والمسلمون ببدرٍ

ينظر: الطبقات 8/36، أنساب الأشراف 5/252، التبيين في أنساب القرشيين ص69، السير 2/251(29)، الإصابة ص1686(11851).

- ثم تزوَّج ابنةَ النبي صلى الله عليه وسلم الثانية أمَّ كلثوم بعد وفاة أختها رقية م؛ ولذلك لُقِّب بذي النورين

ينظر: الطبقات 8/37، التبيين في أنساب القرشيين ص70، الإصابة ص1832 (12897)، السير 2/252(30).

ولا يُعرف عن أَحدٍ من الخَلق أنه تزوج ببنتين لنبي غير عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكَفى به منزلة وشرفاً.

قال الآجري: (إنما سُمي عثمان ذا النورين؛ لأنه لم يجمع بين ابنتي نبي في التزويج واحدةً بعد الأخرى من لدن آدم عليه السلام إلا عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فلذلك سُمي ذا النورين)

الشريعة 4/1747، ورُوي هذا عن الحسن البصري، وعلي الجعفي رحمهما الله، ينظر: معرفة الصحابة 1/245(237، 238).

3- أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس رضي الله عنه

هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصي القرشي العَبشمِي؛ صِهر رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على ابنته زينب؛ أكبر بناته، وأُمه: هالةُ بنت خويلد؛ أخت خديجة لأبيها وأمها،

واختلفوا في اسم أبي العاص فقيل: اسمه لَقيط، وقيل: مِهشَم، وقيل: هشيم، والأول أشهر.

قال ابن إسحاق: (كان مِن رجال مكة المعدودين مالاً، وأمانةً، وتجارة)، وكان أبو العاص مصاحِباً لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم مصافياً، وكان قد أَبى أن يُطَلِّق زينبَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

لما أمره المشركون أن يطلِّقها، فشكر له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وأُسِرَ أبو العاص يومَ بدر فمُنَّ عليه بلا فداء كرامةً لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم بسبب ابنته زينب،

وشَرط عليه أن يُرسل زينب إلى المدينة فعاد إلى مكة، وأرسلها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فلهذا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عنه: «حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي»

ثم أسلم قبيل فتح مكة، وحسن إسلامه، ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنكاح جديد، وقيل: بالنكاح الأول، وتوفيت زينب عنده سنة 8 هـ، وتوفي هو سنة 12هـ رضي الله عنه

. ينظر: أسد الغابة 6/185، تهذيب الأسماء واللغات 2/248، الإصابة ص1508 (10502).

- تزوَّج زينبَ بنت النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له عليًّا، وأُمَامة

ينظر: أنساب الأشراف 7/707، التبيين في نسب القرشيين ص68.

4-عبدالله بن الزبير بن العوام رضي الله عنه:

- تزوج عبدُالله بن الزبير رضي الله عنه أمَّ الحسن نفيسةَ بنت الحسن بن علي بن أبي طالب: وبقيت معه حتى قُتِل عنها

) ينظر: أنساب الأشراف 2/403، و6/247، جمهرة نسب قريش للزبير بن بكار 1/33، تاريخ دمشق 11/128.

وقد اكتفيت بذكر النماذج من عصر الصحابة يدون النزول إلى أبنائهم وأحفادهم ومَن بعدهم، وكذلك لم أَذكر أمثلة على مصاهرات آل البيت فيما بينهم؛ كمصاهرة آل علي لآل عَقيل، وآل جعفر، وآل العباس، وغيرهم من آل البيت

والأمثلة متضافرة في كل مرحلة وعَصر؛ لكنَّ المقصودَ الاستدلالُ والتمثيل، والاكتفاء بالإشارة عن السرد والتطويل

ومن الأمثلة على هذه المصاهرات والوشائج في أبناء الصحابة ي وأحفادهم:

** المتأخرون من آل البيت الذين تزوجوا من بنات الصحابة وإن نزلن:

- تزوج عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي بهند بنت أبي عبيدة بن عبدالله بن زمعة.
ينظر: الطبقات (القسم المتمم) ص 381، نسب قريش لمصعب الزبيري ص53، تهذيب الكمال 25/466(5338).

وجدها عبدالله بن زمعة صحابي. ينظر: الإصابة ص774(5292).

- تزوج محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أمَّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق؛ فولدت له جعفراً،

ولذلك كان يقول جعفر: (ولدني أبو بكر رضي الله عنه مرتين). [أخرجه مسدد في مسنده، كما في المطالب العالية 15/733(3881)، والدارقطني في فضائل الصحابة ص57(34)،

واللالكائي في اعتقاد أهل السنة 7/1301(2467)، وأبو القاسم الأصفهاني في الحجة ص373].

وبيان ذلك: أن أمَّ جعفر بن محمد هي: أمُّ فروة بنتُ القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأمها- أي جدته من قبل أمه- هي أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق، فأبو بكر رضي الله عنه جده من جهتين.

- تزوج موسى بن عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب بأم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق. الطبقات (القسم المتمم) ص 381-382.

- الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي تزوج بهند بنت أبي سفيان أخت معاوية بن أبي سفيان، فولدت له عبدالله الملقب: بَبَّة.

ينظر: تهذيب الكمال 14/396(3216).

ووالده نوفل بن الحارث ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم له صحبة.

ينظر: الإصابة ص1345(9187).

** ومن أبناء الصحابة وأحفادهم الذين تزوجوا في آل البيت:

- أَبان بن عثمان بن عفان تزوج بأم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.

ينظر: أنساب الأشراف 2/69.

- مروان بن أبان بن عثمان تزوج بأم القاسم بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

ينظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص42.

- زيد بن عمرو بن عثمان تزوج سكينة بنت الحسين.

ينظر: أنساب الأشراف 5/271، نسب قريش لمصعب الزبيري ص59.

- وعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان الملقب بالمُطْرَف؛ لجماله تزوج بفاطمة بنت الحسين ابن علي، زوجها إياه ابنها عبدالله بن الحسن بأمرها، فولدت له القاسم ومحمداً - وهو الديباج- ورقية.

ينظر: أنساب الأشراف 5/260، نسب قريش لمصعب الزبيري ص59، تاريخ دمشق 70/16.

وفي تاريخ بغداد 5/386، وتاريخ دمشق 53/386: (كان عبدالله بن الحسن [بن الحسن بن علي بن أبي طالب]

يقول: أبغضت محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان أيام ولد بغضاً ما أبغضته أحداً قط ثم كبر، وتربى فأحببته حباً ما أحببته أحداً قط).

- مصعب بن الزبير بن العوام تزوج سَكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب.

ينظر: أنساب الأشراف 2/139-140، نسب قريش لمصعب الزبيري ص59.

- جعفر بن مصعب بن الزبير تزوج بمُليكة بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

ينظر: نسب قريش لمصعب الزبيري ص52.

- الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم تزوج نفيسة بنت زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فتوفيت وهي حامل

فجعل ولدها يركض في بطنها، فهم الوليد أن يبقر بطنها، حرصاً على أن يكون له منها ولد يبقى بعده، فلم يفعل.

ينظر: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 173.

وقد وقع في أنساب الأشراف 7/5: «نفيسة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب»، وهذا خطأ، وإنما هي نفيسة بنت زيد بن الحسن؛ لأنه لم يبق للحسين بن علي بن أبي طالب من الذرية إلا علي الأصغر

الملقب بزين العابدين، وجميع ذريته قتلت معه في كربلاء، ولا يوجد أحد منذ قتل الحسين إلى يومنا هذا ينتسب إلى الحسين س إلا وهو من ذرية علي الأصغر الملقب بزين العابدين رضي الله عنهم.

- المنذر بن عُبيدة بن الزبير بن العوام تزوج فاطمة بنت علي بن أبي طالب.

ينظر: نسب قريش لمصعب الزبيري ص46.

** ومن أمثلة مصاهرات آل البيت فيما بينهم:

- عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ب تزوج بزينب بنت علي بن أبي طالب.

وتزوج بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعد عون ومحمد ابني جعفر بن أبي طالب ب.

- عون بن جعفر بن أبي طالب ب تزوج بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

- محمد بن جعفر بن أبي طالب تزوج بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعد عون رضي الله عنه.

- أبو الهياج عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب رضي الله عنه تزوج برملة بنت علي بن أبي طالب.

وقد توسع في ذكر هذه المصاهرات أبو معاذ السيد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه الأسماء والمصاهرات بين آل البيت والصحابة، فليُرجع إليه.

ومن أراد التوسع في معرفة هذه المصاهرات وامتدادها فليرجع إلى الكتب المتخصصة في هذا الباب، وهي كثيرة، ومنها بالإضافة إلى ما سبق ذكره:

1- الشجرة الزكية في الأنساب وسيرة آل بيت النبوة للواء الركن السيد يوسف الليل، طبعة مكتبة التوبة: الرياض.

2- الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة، لأحمد إبراهيم الإسماعيل.

3- أواصر النسب والمصاهرة بين الآل والأصحاب، طبعة المؤسسة العالمية للتحقيق ونشر التراث: اليمن.

4- فضل المنان في إجابة المسائل الثمان: فيه رد الطعن في مصاهرة آل البيت والصحابة. طبعة المؤسسة العالمية للتحقيق ونشر التراث: اليمن.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-05, 17:00   رقم المشاركة : 225
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




المبحثُ الثاني: الهَدايا والصِّلات بين آل البيت والصحابة رضي الله عنهم


توطئة:

الهدية لها عظيمُ الأَثَر في استجلاب المحبة، وإثبات المودة، وهي دليل على الحب، وصفاءِ القلوب، وارتقاءِ النفوس، وفيها إشعارٌ بالتقدير والاحترام؛ وقد قال القائلُ:

هدايا الناسِ بعضُهم لِبعضٍ
*** تُولِّد في قُلوبِهم الوِصالَا

وتَزْرَع في الضَّميرِ هوىً وودّاً
*** وتُلبِسهمُ إذا حضـروا جمالا

وللهدايا أثر مشهود في طبائع النفوس وسجيَّتِها؛ فإِنَّ النفسَ والقلبَ يتأثران بالهدية؛ امتنانًا من صاحبِها، وشكرًا له، ومودة ومحبة له، وقد رَغَّبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيها، فقال: «تهادُوا تحَابُّوا»

أخرجه:

- البخاري في الأدب المفرد ص203(594)، عن عمرو بن خالد.

- وأبو يعلى في مسنده 11/9(6148)، عن سويد بن سعيد.

- وابن عدي في الكامل 4/1424، من طريق عبدالواحد بن يحيى.

- والبيهقي في السنن الكبرى 6/169، من طريق محمد بن بكير الحضرمي.

كلهم (عمرو بن خالد، وسويد بن سعيد، وعبدالواحد بن يحيى، ومحمد بن بكير) عن ضمام بن إسماعيل المصري، عن موسى بن وَرْدان، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً باللفظ المذكور عند الجميع.

وحسن إسنادَه الحافظُ في التلخيص الحبير 3/69(1315)، وكذلك الشيخ الألباني في الإرواء 6/44(1601). وللحديث شواهد عديدة.

وهذا مِن جوامع كلمِ النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث لخَّصَ فيه الفِعلَ وأثَرَه، والمعنى: اجعلوا بينكم التهادي تَحصل بينكم ألفة، وتتأصل فيكم أواصر المحبة بإذن الله عز وجل

ينظر: شرح صحيح الأدب المفرد؛ لحسين العوايشة 2/240 (462)، ورش البرد شرح الأدب المفرد ص312 (594).

وقد تمثَّلَ الصحابةُ لهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، وطبَّقُوه قولاً وفعلاً؛ فهذا أنسُ بن مالك رضي الله عنه كان يوصي أبناءَه، ويقول: (يا بَنيَّ، تباذلُوا بينكم، فإنه أَودُّ لما بينكم)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص203 (594) عن موسى [ بن إسماعيل المِنقري]، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه موقوفاً باللفظ المذكور.

وهذا الأثر صحيح، والله أعلم.

وسأذكر –إن شاء الله- في هذا المبحث مطلبين:

المطلب الأول: الهدايا والصِّلات من الصحابة إلى آل البيت

المطلب الثاني: الهدايا والصِّلات من آل البيت إلى الصحابة









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc