الحديث وعلومه - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-27, 18:56   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية

السؤال:

هل تحرم مصافحة الرجل لمرأة أجنبية عنه ؟.

الجواب:

الحمد لله

مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية حرام لا يجوز

ومن الأدلة على ذلك ما جاء في حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له . "

رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع 5045

ولا شكّ أنّ مسّ الرجل للمرأة الأجنبية من أسباب الفتنة وثوران الشهوات والوقوع في الحرام ، ولا يقولنّ قائل : النيّة سليمة والقلب نظيف فإنّ صاحب أطهر قلب وأعفّ نفس وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمسّ امرأة أجنبية قطّ حتى في بيعة النساء

لم يبايعهن كفّا بكفّ كالرّجال وإنّما بايعهن كلاما كما روت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الآيَةِ بِقَوْلِ اللَّهِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ إِلَى قَوْلِهِ غَفُورٌ رَحِيمٌ ..

قَالَتْ عَائِشَةُ فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَايَعْتُكِ كَلامًا وَلا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ مَا يُبَايِعُهُنَّ إِلا بِقَوْلِهِ قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكِ .

رواه البخاري 4512

وفي رواية : أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلامِ .. وَمَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ . صحيح مسلم 3470

وفي رواية عنها رضي الله عنها قالت : مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ إِلا امْرَأَةً يَمْلِكُهَا رواه البخاري 6674

وبعض المسلمين يشعر بالحرج الشّديد إذا مدّت إليه امرأة أجنبية يدها لمصافحته ويدّعي بعضهم بالإضافة إلى اختلاطه بالنساء الاضطرار إلى مصافحة المدرّسة أو الطّالبة التي معه في المدرسة أو الجامعة أو الموظّفة معه في العمل أو في الاجتماعات واللقاءات التجارية وغيرها

وهذا عذر غير مقبول والواجب على المسلم أن يتغلّب على نفسه وشيطانه ويكون قويا في دينه والله لا يستحيي من الحقّ ، ويمكن للمسلم أن يعتذر بلباقة وأن يبيّن السّبب في عدم المصافحة وأنّه لا يقصد الإهانة

وإنّما تنفيذا لأحكام دينه وهذا سيُكسبه - في الغالب - احترام الآخرين ولا بأس من استغرابهم في البداية وربما كانت فرصة للدعوة إلى الدّين عمليا والله الموفّق .

الشيخ محمد صالح المنجد








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-07-27, 18:58   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

طبيبة تعالج الرجال

السؤال:

أنا طبيبة أعمل في بلد أجنبي ويتطلب عملي الكشف على مرضى من الرجال والنساء، يعني هذا أنني كثيراً ما أكون بمفردي في الغرفة مع رجل مريض

هل هذا خطأ من الناحية الإسلامية ؟ هل يجب أن أعالج النساء والأطفال فقط ؟

شخصياً فأنا لا أشعر بأنني أفعل شيئاً خطأ لأن جميع المرضى بغض النظر عن جنسهم ذكر أو أنثى يذهبون للطبيب للعلاج . أرجو أن تخبرني برأيك .


الجواب:


الحمد لله

نلمس من سؤالك أيتها الأخت الكريمة حرصا على معرفة الحكم الشرعي الصحيح ، وحبا لتعلم أمور دينك وما يتعلق منها بعملك ، فنسأل الله أن يوفقنا وإياك لسلوك ما يرضي الله تعالى وأن يجنبنا معصيته أو مخالفة أمره في أي شأن من شؤوننا .

معلوم أن النساء هن شقائق الرجال في المجتمع ولهن دور عظيم في تربية الأجيال ونهضة الأمة ، وللمرأة أن تعمل خارج بيتها فيما يناسبها من الأعمال دون أن تعرض نفسها للمخالفات الشرعية .

وأما معالجة المرضى الرجال وما يتبع ذلك من اختلاط وخلوة فهذا مما لا يجوز شرعا ، بل هي فتنة حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال

: ( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ) رواه مسلم(3259) ، وقال : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )

رواه البخاري(4808) ومسلم (6881)

ولا يجوز للمرأة أن تُعالج رجلاً إلا للضرورة ، كما لو لم يوجد طبيب رجل يعالجه ، أو كان الأمر لا يحتمل التأخير كالحوادث وما أشبه ذلك .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

"الواجب أن تكون الطبيبات مختصات للنساء ، والأطباء مختصين للرجال إلا عند الضرورة القصوى إذا وجد مرض في الرجال ليس له طبيب رجل ، فهذا لا بأس به ، والله يقول : ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ) الأنعام / 119" .

انتهى من رسالة " فتاوى عاجلة لمنسوبي الصحة " ص 29 .

لذا عليك أن تقتصري في العلاج على النساء والأطفال كما ذكرت ، واحتسبي عملك هذا عند الله سبحانه وتعالى ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-27, 19:03   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول اختلاف الاحاديث في مدة مكث عيسى عليه السلام عندما ينزل آخر الزمان

السؤال :

ورد في بعض الأحاديث أن عيسى عليه السلام ينزل إلى الأرض آخر الزمان ، ويمكث في الأرض سبع سنين ، وفي رواية أخرى أربعون سنة ، فأيمها أصح ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ

؛ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَهُوَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي، وَهُوَ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ يَضْرِبُ إِلَى الْبَيَاضِ وَالْحُمْرَةِ ، يَكَادُ رَأْسُهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ ، يَمْشِي بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ، يَدُقُّ الصَّلِيبَ

وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَفِيضُ الْمَال ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَيُقَاتِلُ عَلَى الإِسْلامِ حَتَّى تَهْلِكَ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلُ كُلُّهَا، فَتَقَعُ الأَمَنَةُ فِي الأَرْضِ ، فَتَرْعَى الإِبِلُ مَعَ الأُسُودِ ، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ ،

وَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ مَعَ الْحَيَّاتِ فَلا تَضُرُّهُمْ شَيْئًا، فَيَلْبَثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ )

. والحديث الآخر يدل على سبع سنين . قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( يَخْرُجُ الدَّجَّالُ في أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أرْبَعِينَ

لاَ أدْرِي أرْبَعِينَ يَوماً أو أرْبَعِينَ شَهْراً، أو أرْبَعِينَ عَاماً، فَيَبْعَثُ اللهُ تَعالَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ - صلى الله عليه وسلم -، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيسَ بَينَ اثْنَينِ عَدَاوةٌ ... ) .


الجواب :

الحمد لله

فقد ورد في القرآن الكريم أن عيسى بن مريم عليه السلام رفعه الله إليه ، وأنه لم يُصلب كما يدعي النصارى ، وأنه سينزل آخر الزمان ، وحينئذ يؤمن به كثير من أهل الكتاب

قال تعالى : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ". النساء/157-159 .

وفي حديث أبي هريرة رضي الله قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ » . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159] .

أخرجه البخاري (2222) واللفظ له ، ومسلم (155) .

أما ما ذكره السائل الكريم حول مدة بقاء عيسى عليه السلام في الأرض ، هل يمكث أربعين سنة أم سبع سنين ؟

فجواب ذلك :

أن الحديثين اللذين ذكرهما السائل صحيحان :

فالأول ، وهو حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى , وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ , وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ , لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ , وَإِنَّهُ نَازِلٌ

, فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ , فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ , كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ , وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ , وَإِنَّهُ يَدُقُّ الصَّلِيبَ , وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ , وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيُفِيضُ الْمَالَ

, وَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ , حَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِمَارَتِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ , وَحَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِمَارَتِهِ مَسِيحَ الضَّلَالَةِ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ , وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ , حَتَّى يَرْعَى الْأَسَدُ مَعَ الْإِبِلِ ,

وَالنَّمِرُ مَعَ الْبَقَرِ , وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ , وَتَلْعَبُ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا , يَلْبَثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً , ثُمَّ يُتَوَفَّى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ» .

أخرجه أبو داود في سننه (4324)

وأحمد في المسند (9270)

وإسناده صحيح

قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/224)

:" وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ ".

وصحح إسناده ابن حجر في "الفتح" (6/493).

والحديث الثاني : أخرجه مسلم في صحيحه (2940)

من حديث عبد الله بن عمرو قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ - لَا أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ ، لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ ..."

وقد جمع بينهما أهل العلم بعدة طرق ، كما يلي :

الأولى : أن مدة حياة عيسى عليه السلام في الأرض ، منذ أن ولد إلى أن يموت : أربعون سنة ، عاش منها قبل أن يرفع إلى السماء ثلاثا وثلاثين ، ثم يعيش بعد أن ينزل إلى الأرض سبع سنين ، فتكون رواية الأربعين المقصود بها مدة حياته جميعا ، ورواية السبع المقصود بها مدة بقائه بعد نزوله .

قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/231)

بعد أن أورد حديث الأربعين :

" وَقَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ سَبْعَ سِنِينَ

فَهَذَا مَعَ هَذَا مُشْكِلٌ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تُحْمَلَ هَذِهِ السَّبْعُ عَلَى مُدَّةِ إِقَامَتِهِ بَعْدَ نُزُولِهِ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ مَحْمُولًا عَلَى مُكْثِهِ فِيهَا قَبْلَ رَفْعِهِ مُضَافًا إِلَيْهِ ، وَكَانَ عُمْرُهُ قَبْلَ رَفْعِهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً عَلَى الْمَشْهُورِ ، وَهَذِهِ السَّبْعُ تَكْمِلَةُ الْأَرْبَعِينَ ، فَيَكُونُ هَذَا مُدَّةَ مُقَامِهِ فِي الْأَرْضِ قَبْلَ رَفْعِهِ وَبَعْدَ نُزُولِهِ ". انتهى .

وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله : كم يُقيم عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بعد نُزُوله؟

فَأجَاب: " يُقيم سبع سِنِين ، كَمَا صَحَّ فِي حَدِيث مُسلم.

وَلَا يُنَافِيهِ حَدِيث الطيالسي أَنه يُقيم أَرْبَعِينَ سنة. لِأَن المُرَاد مَجْمُوع لبثه فِي الأَرْض قبل الرّفْع وَبعده؛ فَإِنَّهُ رفع وَسنه ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة ".

انتهى، من "فتاويه" (1/133) .

لكن هذا الجمع منتقد بأنه لا ذكر لمدة عيسى وحياته الأولى ، في شيء من روايات الحديث ، ولا مناسبة لها في سياقاته ، حتى يحمل عليها ذلك . وبأن في نفس الروايات ما يضعف هذا الجمع .

قال السفاريني رحمه الله :

" وَجَمَعَ بَعْضُهُمْ أَنَّ سَيِّدَنَا عِيسَى حِينَ رُفِعَ كَانَ عُمْرُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَيَنْزِلُ سَبْعًا فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ سَنَةً.

وَهَذَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، لَيْسَ بِشَيْءٍ ؛ لِمَا مَرَّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ : ( فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ ثُمَّ يَمْكُثُ عِيسَى فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) .

وَقَدْ قَالَ الْحَافِظُ جَلَالُ الدِّينِ السُّيُوطِيُّ : كُنْتُ أَفْتَيْتُ بِأَنَّ ابْنَ مَرْيَمَ يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ نُزُولِهِ سَبْعَ سِنِينَ، قَالَ

وَاسْتَمَرَّيْتُ عَلَى ذَلِكَ مُدَّةً مِنَ الزَّمَانِ حَتَّى رَأَيْتُ الْإِمَامَ الْحَافِظَ الْبَيْهَقِيَّ اعْتَمَدَ أَنَّ مُكْثَهُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعُونَ سَنَةً ، مُعْتَمِدًا مَا أَفَادَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَتِهِ بِلَفْظِ " «ثُمَّ يَمْكُثُ ابْنُ مَرْيَمَ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ قَتْلِ الدَّجَّالِ أَرْبَعِينَ سَنَةً» ".

وَهَذَا هُوَ المرجح؛ لِأَنَّ زِيَادَةَ الثِّقَةِ يُحْتَجُّ بِهَا، وَلِأَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ بِرِوَايَةِ الْأَكْثَرِ وَيُقَدِّمُونَهَا عَلَى رِوَايَةِ الْأَقَلِّ لِمَا مَعَهَا مِنْ زِيَادَةِ الْعِلْمِ، وَلِأَنَّهُ مُثْبَتٌ وَالْمُثْبَتُ مُقَدَّمٌ. انْتَهَى." .

"لوامع الأنوار" (2/98-99).

وينظر قول السيوطي الأول في "الحاوي للفتاوي" (2/380-381).

الثانية : أن مدة بقائه بعد نزوله الأرض أربعون سنة ، وأما السبع سنوات المذكورة في حديث مسلم ، فهي مدة مكث الناس في الأرض بعد موت عيسى عليه السلام ، وذلك لأن رواية مسلم والتي فيها قوله :"

فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ " ، وقد قد جاءت هذه الجملة عند أحمد في المسند (6555) بلفظ :" ثُمَّ يَلْبَثُ النَّاسُ بَعْدَهُ سِنِينَ سَبْعًا ، لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ ".

فكلمة "بعده " : تبين أن هذه مدة مكث الناس بعد موت عيسى وليست هي مدة مكث عيسى عليه السلام .

قال ابن علان رحمه الله ، في "دليل الفالحين" (8/631) :

" (ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة) : يحتمل أنها المدة الخالصة من الأكدار البتة في زمن عيسى عليه السلام .

وإلا فذكر الشيخ جلال الدين السيوطي أنه يمكث بعد نزوله أربعين سنة ، ولفظه في حاشية تفسير البيضاوي : "قوله في هذا الحديث: ( ويمكث في الأرض أربعين سنة )

: قال الحافظ عماد الدين ابن كثير: يُشكل عليه ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عمرو: أنه يمكث في الأرض سبع سنين، قال: اللهم إلا أن يحمل هذه السبع على مدة إقامته بعد نزوله ، وتلك مضافاً إلى مكثه فيها قبل رفعه إلى السماء وكان عمره إذ ذاك ثلاثاً وثلاثين على المشهور. والله أعلم.

أقول وقد أقمت سنين أجمع بذلك ، ثم رأيت البيهقي قال في كتاب "البعث والنشور" :

هكذا في الحديث ؛ أن عيسى يمكث في الأرض أربعين سنة. وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمرو فيبعث الله عيسى ابن مريم، فيطلبه فيهلكه ، ثم يلبث الناس بعده سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة.

قال البيهقي: يحتمل أن يكون قوله: ثم يلبث الناس أي: بعد موته ، فلا يكون مخالفاً للأول .

فترجح عندي هذا التأويل، لأن الحديث ليس نصاً في الإِخبار عن مدة لبث عيسى، وذاك نص فيها لأن ثم يؤيد هذا التأويل.

وكذا قوله يلبث الناس بعده فيتجه أن الضمير فيه لعيسى، لأنه أقرب مذكور؛ ولأنه لم يرد في ذلك سوى الحديث المحتمل ولا ثاني له. وورد مكث عيسى أربعين سنة في عدة أحاديث، من طرق مختلفة: منها الحديث المذكور. وهو صحيح.

ومنها ما أخرجه الطبراني من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ينزل عيسى ابن مريم ، فيمكث في الأرض أربعين سنة ، لو يقول للبطحاء سيلي عسلاً لسالت".

ومنها ما أخرجه أحمد في مسنده عن عائشة مرفوعاً في حديث الدجال: "فينزل عيسى ابن مريم فيقتله ، ثم يمكث في الأرض أربعين سنة ، إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً " .

وورد أيضاً من حديث ابن مسعود عند الطبراني .

فهذه الأحاديث المتعددة : أولى من ذلك الحديث الواحد المحتمل ". انتهى .

الثالثة : قيل في الجمع بين المدتين : أنه يمكث أربعين سنة وهذه السبع منها ، ولكنها فترة بقاء عيسى مع المهدي ، أي يمكث عيسى مع المهدي سبع سنين

ثم يموت المهدي ، ويبقى عيسى بعده ثلاثة وثلاثين سنة تمام الأربعين ، وهذا قول الشيخ محمد أنور الكشميري حيث قال في "فيض الباري" (3/490):" أمَّا مُكْثُهُ عليه الصلاة والسلام بعد النزول

فالصوابُ عندي فيه أربعون سنةً ، كما عند أبي داود: «فيَمْكُثُ في الأرض أربعين سنةً ، ثم يتوفَّى ، فيصلِّي عليه المسلمون ». اهـ.

وأمَّا ما تُوهِمُهُ رواية مسلم: « أنه يَمْكُثُ في الأرض سبع سنين »، فهو مدَّة مُكْثِهِ مع الإِمام المهدي". انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-27, 19:06   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يسأل حول قصة وعاء العسل والشعرة ، وهل هو حديث نبوي؟

السؤال :

مؤخراً قرأت حديث عن ذهاب النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر رضي الله عنه و عمر رضي الله عنه و عثمان رضي الله عنه لبيت علي رضي الله عنه، حيث كان هناك وعاء عسل يقدم لهم وسقطت به شعرة

. والحديث يستمر للحديث عن كيفية ضرب الأمثال على ذلك الوعاء والعسل والشعرة بواسطة كل من النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه الأربعة المذكورين رضي الله عنهم.

و ينتهي ذلك بقول الله سبحانه و تعالى شيء عن ذلك (الوعاء والعسل والشعرة).

أولاً أود أن أعلم هل هذا الحديث موجود أصلاً؟

لأنني قرأت مقالات تقول أن هذا الحديث ليس له أي أصل... إذاً، أولاً من أين ظهر هذا الحديث ؟

ثانياً هل هو صحيح أم لا ؟

الجواب :

الحمد لله


فالحديث الذي أورده السائل الكريم لم نقف له بعد بحث طويل

فيما بين أيدينا من كتب السنة

لذا فالحديث لا أصل له ، وإن كان عند السائل بعض ألفاظه التي سمعها أو قرأها فليخبرنا بها

لأننا لم نجد لهذه القصة أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ،

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-27, 19:10   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول صحة الحديث الذي فيه قصة الدجال وعدم إخراج مالك له في الموطأ

السؤال


: لماذا لم يرد ذكر قصة الدجال في الموطأ علي الرغم من شهرتها بين أهل المدينة ؟

ألا يدل ذلك علي ضعفها ؟


الجواب :


الحمد لله

أولا :

من اعتقاد أهل السنة والجماعة الإيمانُ بخروج المسيح الدجال آخر الزمان ، وقد تواترت الأحاديث الصحيحة على ذلك .

قال الإمام أحمد في "أصول السنة" (ص33) :" وَالْإِيمَان أَن الْمَسِيح الدَّجَّال خَارج ، مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ (كَافِر) ، وَالْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَت فِيهِ ، وَالْإِيمَان بِأَن ذَلِك كَائِن ، وَأَن عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام ينزل فيقتله بِبَاب لد ". انتهى .

وقال ابن أبي زمنين في "أصول السنة" (ص188) :" وَأَهْلُ اَلسُّنَّةِ يُؤْمِنُونَ بِخُرُوجِ اَلدَّجَّالِ أَعَاذَنَا اَللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنْ فِتْنَتِهِ ". انتهى

وأنكرها بعض أهل البدع، كالمعتزلة قديما ، و"العقلانيين" حديثا. والأحاديث الصحيحة المتواترة ، والإجماع : حجة عليهم .

ثانيا :

أما ما ذكره السائل حول أن الإمام مالك رحمه الله لم يذكر قصة المسيح الدجال في الموطأ على شهرتها بين أهل المدينة ، وأن هذا دليل على ضعفها ، فهذا خطأ بلا شك ، لما يلي :

1- إن كان قصد السائل بقصة الدجال: الأحاديث التي فيها ذكر الدجال، فهذا غير صحيح ؛ حيث إن الإمام مالك قد روى بإسناده في الموطأ أربعة أحاديث مختلفة في ذكر الدجال ، وهي :

الموضع الأول : روى مالك رحمه في "الموطأ" (447) بسنده عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي

فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إلى السَّمَاءِ ، وَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ ، فَقُلْتُ: آيَةٌ؟

فَأَشَارَتْ أَنْ نَعَمْ ، قَالَتْ: فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ الماء فَوْقَ رَأْسِي ، فلما انصرف رَسُولُ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: حمد الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا ، حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ .

وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ ، مِثْلَ أَوْ قَرِيب مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، لا أَدْرِي أي ذلك.

قَالَتْ أَسْمَاءُ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوِ الْمُوقِنُ: لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ، وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا ، وَآمَنَّا

وَاتَّبَعْنَا ، فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ صَالِحًا ، قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنًا ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ ، أَوِ الْمُرْتَابُ: لا أَدْرِي أي ذلك ، قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَيَقُولُ: لا أَدْرِي ، إلا أني سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا ، فَقُلْتُهُ.".

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (184) من طريق الإمام مالك .

الموضع الثاني : روى مالك رحمه الله في "الموطأ" (501)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، أن رسول اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ ، كَمَا يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ.".

والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (590) من طريق الإمام مالك .

الموضع الثالث : روى مالك رحمه الله في "الموطأ" (1582)

بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم:" عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلاَئِكَةٌ ؛ لا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلاَ الدَّجَّالُ ".

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (1880) ، ومسلم في صحيحه (1379) ، كلاهما من طريق الإمام مالك .

الموضع الرابع : روى مالك رحمه الله في "الموطأ" (1640) بسنده عَنِ عبد الله بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم قَالَ: أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ

لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ ، قَدْ رَجَّلَهَا وهِيَ تَقْطُرُ مَاءً ، مُتَّكِئًا عَلَى رَجُلَيْنِ أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ ، يَطُوفُ بالبيت ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فقَالُوا: هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ، ثُمَّ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرِ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ، كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِالوا: هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ ".

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (5902) من طريق الإمام مالك .

2- إن كان قصد السائل بقصة الدجال : حديث تميم الداري رضي الله عنه المشهور بحديث الجساسة ، فهذا الحديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (2942

) من حديث فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رضي الله عنها قالت : سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي ، مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُنَادِي: الصَّلَاةَ جَامِعَةً ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ

فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَقَالَ:" لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ "

ثُمَّ قَالَ:" أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ: " إِنِّي وَاللهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ ، لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا ، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ ، مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ

فَلَعِبَ بِهِمِ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ ، ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ ، فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ ، لَا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ

مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ ، فَقَالُوا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ ، قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: أَيُّهَا الْقَوْمُ انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ ، فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ ، قَالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا ، حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا

وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا ، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ ، قُلْنَا: وَيْلَكَ مَا أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي ، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ ، فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا ، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا ، فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ

فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ ، لَا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ ، قُلْنَا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ ، فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ

فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا ، وَفَزِعْنَا مِنْهَا ، وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً ، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا ، هَلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ

قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا تُثْمِرَ ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ ، قَالَ: أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ

قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَر ، قَالُوا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ؟ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ ، هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الْأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ ، قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ ، قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟

فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ ، قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ ، وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي ، إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ

فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الْأَرْضِ فَلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلَّا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ ، فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا ، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً - أَوْ وَاحِدًا - مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا ، يَصُدُّنِي عَنْهَا ، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي الْمِنْبَرِ:"

هَذِهِ طَيْبَةُ ، هَذِهِ طَيْبَةُ ، هَذِهِ طَيْبَةُ " - يَعْنِي الْمَدِينَةَ – " أَلَا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ؟» فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ ، «فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ ، أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ ، وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ

أَلَا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّأْمِ ، أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ ، لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، مَا هُوَ » وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ ، قَالَتْ: فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

والحديث لم يخرجه البخاري

ومع ذلك صححه كما في "العلل الكبير " للترمذي (607) .

وأما كون الإمام مالك لم يخرجه في الموطأ فهذا لا يطعن في صحة الحديث ، حيث أن الإمام مالك لم يستوعب في موطئه الأحاديث الصحيحة ، ولم يقل أحد إن شرطه الاستيعاب

ولم ينقل عن الإمام مالك : أن ما لم يروه في موطئه فهو ضعيف عنده .

ثم إن كتاب الموطأ يغلب عليه سمة الفقه ، حتى إنه لم يذكر في كتابه أبوابا كثيرة ، من العقائد والسير والتفسير والرقاق وغيرها .

ثم إن حديث الجساسة قد رواه أحد أكبر شيوخ الإمام مالك ، وهو من أكابر رواة الحديث بالمدينة وفقهائها ، وهو أبو الزناد عبد الله بن ذكوان .

حيث في أحد طرق الحديث التي أخرجها مسلم في صحيحه (122) (2942)

قال الإمام مسلم : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ يَعْنِي الْحِزَامِيَّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ به .

وختاما : نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من فتنة المسيح الدجال ، آمين .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-27, 19:19   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شرح حديث :" تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في ذات الله ".

السؤال

أرجو شرح هذا الحديث تَفَكَّرُوا في آلاءِ اللهِ ، و لا تَفَكَّرُوا في اللهِ عزَّ و جلَّ الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 1788 | خلاصة حكم المحدث : حسن لشواهده


الجواب


الحمد لله


أولا :

الحديث الوارد في السؤال ، حديث ضعيف من هذا الطريق .

أما حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (12111)

والطبراني في "المعجم الأوسط" (6319)

وأبو الشيخ في "العظمة" (1/210)

واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (927)

والبيهقي في "شعب الإيمان" (458) :

جميعا ، من طريق الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( تَفَكَّرُوا فِي آلَاءِ اللَّهِ ، وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ ) .

وإسناده تالف لا يصح ، فيه الوازع بن نافع ، متروك الحديث

قال أحمد :" ليس بشيء"

وقال ابن معين :" ليس بثقة ".

كذا في "العلل" للإمام أحمد (3/23)

وقال البخاري :" منكر الحديث "

. كذا في الضعفاء للعقيلي (4/330)

وقال أبو حاتم :" ضعيف الحديث

وقال مرة أخرى ذاهب الحديث

وقال أبو زرعة :" ضعيف الحديث جدا ليس بش

وكان في كتابنا أحاديث فلم يقرأها وقال اضربوا عليها فإنها أحاديث منكرة بمرة "

. كذا في "الجرح والتعديل" (9/39)

وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/83) :

" كَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الثِّقَات على قلَّة رِوَايَته، وَيُشبه أَنه لم يكن الْمُتَعَمد لذَلِك بل وَقع ذَلِك فِي رِوَايَته لِكَثْرَة وهمه فَبَطل الِاحْتِجَاج بِهِ لما انْفَرد عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم ". انتهى .

وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (3/1004)

:" وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " تَفَكَّرُوا فِي آلاءِ اللَّهِ وَلا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ ".

فمما سبق يتبين أن هذا الطريق لا يصح ، ولا يتقوى ألبتة .

إلا أن الحديث قد روي من طرق أخرى أمثل من هذا الطريق ، ومن ذلك :

طريق عبد الله بن سلام :

أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/66)

وأبو القاسم التميمي في "الحجة في بيان المحجة"

وقوام السنة في "الترغيب والترهيب" (673)

جميعا من طريق عبد الجليل بن عطية القيسي

قال ثنا شهر بن حوشب ، عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" فِيمَ تَتَفَكَّرُون "

قَالُوا: نَتَفَكَّرُ فِي اللهِ قَالَ:" لَا تُفَكِّرُوا فِي اللهِ ، وَتَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللهِ ؛ فَإِنَّ رَبَّنَا خَلَقَ مَلَكًا قَدَمَاهُ فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى ، وَرَأْسُهُ قَدْ جَاوَزَ السَّمَاءَ الْعُلْيَا، مَا بَيْنَ قَدَمَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مَسِيرَةُ سِتِّمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كَعْبَيْهِ إِلَى أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ مَسِيرَةُ سِتِّمِائَةِ عَامٍ، وَالْخَالِقُ أَعْظَمُ مِنَ الْمَخْلُوقِ» .

وهذا أيضا طريق ضعيف ، منقطع ؛ فيه شهر بن حوشب ،

قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (1903)

:" مختلف فيه"، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ، في "التقريب" : "صدوق كثير الإرسال والأوهام" انتهى.

وهذا الحديث من مراسيله ؛ فإنه لم يسمع من عبد الله بن سلام.

قال ابن أبي حاتم رحمه الله في "المراسيل" ، رقم (336)

: " سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ لَمْ يَلْقَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ وَرِوَايَتُهُ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ مُرْسَلٌ"

انتهى . وينظر : "تحفة التحصيل" للعلائي، (150) .

طريق عبد الله بن عباس :

وقد روي عنه موقوفا بإسناد جيد ، وروي مرفوعا ولا يصح .

أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (618)

من طريق محمد بن إسحاق ، وأيضا (887)

من طريق الصاغاني ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1/212)

من طريق محمد بن يحيى المروزي ، ثلاثتهم عن عاصم بن علي عن أبيه عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :" تفكروا في كل شيء ، ولا تفكروا في ذات الله "

هكذا موقوفا عليه ، وخالفهم محمد بن الوليد الأدمي فرواه عن عاصم عن أبيه عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرجه ابن أبي شيبة في "العرش" (16)

من طريق خالد بن عبد الله عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس موقوفا عليه .

والراجح الوقف ، وهو رواية الجماعة عن عاصم ، وقد توبع من خالد بن عبد الله

وقد حسن الذهبي إسناده في "العرش" (111) ،

وجود إسناده ابن حجر في "الفتح" (13/383)

والطريق الثاني أخرجه قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (670)

من طريق عبد الحميد الحماني عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابن عباس رضي الله عنهما

قال : أبصر النبي صلى الله عليه وسلم قوماً فقال:" ما لكم ؟ قالوا: نتفكر في الخالق. فقال لهم: تفكروا في خلقه ولا تفكروا في الخالق

لا تقدرون قدره ". وخالفه أبو أسامة كما في "الترغيب والترهيب" (672) لقوام السنة

ومحمد بن عبيد كما في "الزهد" (945)

لهناد ، فرووه عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .

والراجح المرسل ، حيث إن عبد الحميد الحماني صدوق يخطئ ، وقد خالفه أبو أسامة حماد بن أسامة ، وهو ثقة ثبت متفق عليه ، ومحمد بن عبيد الطنافسي ، وهو ثقة أيضا .

وعلى كلٍ، فالحديث ليس له طريق مرفوع صحيح ، لكن مجموع طرقه يشهد أن له أصلا ، وقد صح موقوفا عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

وقد قال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص261)

بعد أن أورد حديث عبد الله بن سلام وحديث ابن عباس وحديث ابن عمر ، قال :" وأسانيدها ضعيفة ، لكن اجتماعها يكتسب قوة ، والمعنى صحيح ". انتهى .

وينظر للفائدة: "السلسلة الصحيحة" (1788)، "الأحاديث المرفوعة المعلة في حلية الأولياء"، سعيد الغامدي (705-710) .










رد مع اقتباس
قديم 2018-07-27, 19:21   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

ثانيا :

أما معنى الحديث :

فقوله صلى الله عليه وسلم :" تفكروا " :

قال القرطبي في "تفسيره" (4/314)

:" وَالْفِكْرَةُ: تَرَدُّدُ الْقَلْبِ فِي الشَّيْءِ ، يُقَالُ: تَفَكَّرَ ، وَرَجُلٌ فَكِيرٌ كَثِيرٌ الْفِكْرِ ". انتهى .

قوله صلى الله عليه وسلم :" في آلاء الله ".

قال الصنعاني في "التنوير في شرح الجامع الصغير" (5/82)

:" (تفكروا في آلاء الله) أي : نعمه ، قال القاضي: التفكر فيها أفضل العبادات .

قلت: كأنه لِمَا يجر إليه من شكر نعمة الله تعالى ، والاعتراف بأياديه ". انتهى

قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى :" تفكروا في خلق الله " : قال الصنعاني في "التنوير في شرح الجامع الصغير" (2/85) :" أي فيما بثه في الأكوان من الأنفس ونحوها ". انتهى

قوله صلى الله عليه وسلم :" ولا تفكروا في الله "

أو " في ذات الله " : هذا نهيٌ عن التفكير في ذات الله تبارك وتعالى ، لأن الله ليس كمثله شيء ، والعقل البشري مخلوق محدود ، فكيف له أن يدرك كنه ذات الرب تبارك وتعالى .

قال الصنعاني في "التنوير في شرح الجامع الصغير" (5/81)

:" وإنما نهى عن التفكر في ذاته تعالى لأنه لا تفكر إلا فيما يعرفه العبد ويعلمه، وقد تعالى الله سبحانه أن يحاط به علماً".انتهى.

والتفكر في النعم والمخلوقات يزيد في القلب محبة الله عز وجل ، والإيمان به

والفكر في ذات الله يجلب للعبد الحيرة والضلال ، وكثير من فرق الضلالة كان سبب نشأتها الخوض في ذات الله تبارك وتعالى ، فحملهم ذلك على نفي الصفات ، وتعطيلها ، أو التجسيم ، أو التأويل .

قال نعيم بن حماد ، وهو من مشايخ الإمام البخاري

:" حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى، ويتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق ) ".

أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " (3/527) للإمام اللالكائي .

وقال أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (2/457) :

" ومن تفكر في الله وفي صفاته : ضل ، ومن تفكر في خلق الله وآياته ازداد إيماناً ". انتهى

ونختم الجواب بهذا الكلام النفيس لابن القيم رحمه الله من كتاب "الفوائد" (ص198) :

" الْفِكر فِي آلَاء الله ونعمه ، وَأمره وَنَهْيه ، وطُرُق الْعلم بِهِ ، وبأسمائه وَصِفَاته ، من كِتَابه وَسنة نبيه وَمَا والاهما . وَهَذَا الْفِكر يُثمر لصَاحبه الْمحبَّة والمعرفة .

فَإِذا فكر فِي الْآخِرَة ، وشرفها ودوامها ، وَفِي الدُّنْيَا ، وخستها وفنائها : أثمر لَهُ ذَلِك الرَّغْبَة فِي الْآخِرَة ، والزهد فِي الدُّنْيَا .

وَكلما فكّر فِي قصر الأمل ، وضيق الْوَقْت : أورثه ذَلِك الجدّ وَالِاجْتِهَاد ، وبذل الوسع فِي اغتنام الْوَقْت .

وَهَذِه الأفكار تُعلي همّته وتحييها ، بعد مَوتهَا وسفولها ، وتجعله فِي وَاد، وَالنَّاس فِي وَاد .

وبإزاء هَذِه الأفكار : الأفكار الرَّديئَة ، الَّتِي تجول فِي قُلُوب أَكثر هَذَا الْخلق

كالفكر فِيمَا لم يُكَلف الْفِكرَ فِيهِ ، وَلَا أُعْطيَ الْإِحَاطَة بِهِ ، من فضول الْعلم الَّذِي لَا ينفع ، كالفكر فِي كَيْفيَّة ذَات الرب وَصِفَاته ، مِمَّا لَا سَبِيل للعقول إِلَى إِدْرَاكه ". انتهى

وختاما : نسأل الله تعالى أن يجعلنا والسائل الكريم وجميع المسلمين

من قال الله فيهم :" إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191). آل عمران/190 ، 191 . آمين .

و الله اعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-04, 05:55   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حول الاعتماد في الحديث على كتابي "السلسلة الصحيحة" و " صحيح الترغيب والترهيب"

السؤال

كثيرا ما تكتبون في تخريج بعض الأحاديث ( صحيح ترغيب ) ، و ( السلسلة الصحيحة ) ، لمن هذين الكتابين ، يرجى إعطاءنا لمحة عنهم ، وهل هم كتب معتمدة في مجال الحديث ؟


الجواب :

الحمد لله

كتاب "صحيح الترغيب والترهيب" ، وكتاب " السلسلة الصحيحة" كلاهما للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى .

أما الكتاب الأول : فأصله كتاب الترغيب والترهيب للحافظ عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله ، أبو محمد ، زكي الدين المنذري (ت 656هـ) ، وقد جمع في كتابه (5766) حديثا تحت أبواب الترغيب في أبواب الخير والترهيب من أبواب الشر .

يقول عنه الشيخ الألباني في مقدمة كتابه (1/35)

:" ليس بخافٍ على أحد من أهل العلم أن كتاب "الترغيب والترهيب" للحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري هو أجمع وأنفع ما ألف في موضوعه ، فقد أحاط فيه أو كاد ، بما تفرق في بطون الكتب الستة وغيرها من أحاديث الترغيب والترهيب في مختلف أبواب الشريعة الغراء ، كالعلم والصلاة ، والبيوع والمعاملات

والأدب والأخلاق ، والزهد ، وصفة الجنة والنار ، وغيرها مما لا يكاد يستغني عنه واعظ أو مرشد ، ولا خطيب أو مدرس ، مع اعتنائه بتخريج الأحاديث وعزوه إياها إلى مصادرها من كتب السنة المعتمدة، على ما بيَّنه هو نفسه في المقدمة ، وقد أجاد ترتيبه وتصنيفه ،

وأحسن جمعه وتأليفه ، فهو فرد في فنه ، منقطع القرين في حسنه ، كما قال الحافظ برهان الدين الحلبي الملقب بـ (الناجي) في مقدمة كتابه "عُجالة الإملاء" ، فاستحق بذلك أن يصفه الحافظ الذهبي النَّقاد: بأنه كتاب نفيس

كما نقله عنه ابن العماد في "الشذرات" (5/ 278) ". انتهى .

إلا أنه رحمه الله ، مع جودة تصنيفه للكتاب ، وحسن إخراجه له ، لم ينقحه تماما ، فوقع فيه جملة من الأحاديث الضعيفة والواهية . وهو معذور في ذلك

فقد نص في خاتمة كتابه على أنه صنفه في غربته حيث كان بعيدا عن كتبه ، وذكر أيضا في خاتمة كتابه أنه قد يذكر بعض الأحاديث الشاذة متنا وإسناداً ولا ينبه عليها فقال :" وكذلك تقدم أحاديث كثيرة غريبة ، وشاذة متناً وإسناداً، لم أتعرَّض لذكر غرابتها وشذوذها " .

انتهى من "الترغيب والترهيب"(4/318) .

ولما كان الشيخ الألباني صاحب مشروع كبير أسماه " تقريب السنة بين يدي الأمة " ، وهدفه من ذلك تصفية الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم مما لم يصح

وتقريبه لعموم المسلمين ، أراد الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله أن يحقق الكتاب من الناحية الحديثية فيفصل بين المقبول والمردود ؛ فجعل الكتاب على قسمين : الأول صحيح الترغيب والترهيب ، والثاني ضعيف الترغيب والترهيب .

وقد جمع في كتاب "صحيح الترغيب والترهيب" (3775) حديثا ، منها الصحيح لذاته والصحيح لغيره والحسن الصحيح والحسن لذاته والحسن لغيره .

وربما يذكر الباب ولا يذكر تحته حديثا لأنه لم يصح من الأحاديث التي أوردها الحافظ المنذري في هذا الباب شيء .

وكان الشيخ قد أصدر الطبعة الأولى للكتاب مبكرا، ثم عاد فراجعه بعد أكثر من عشرين عاما فتراجع عن أحاديث كان صححها ، فتبين له ضعفها ، وأحاديث كان قد ضعفها ، ثم تبين له حسنها أو قوتها بطرقها

وكان ذلك في ختام عمره حيث كان في الخامسة والثمانين ، والشيخ في كتابه لا يستطرد في تخريج الحديث ولا يترجم للرواة ، وإنما يكتفي بذكر الحديث مع درجته وحكمه عليه .

وأما الكتاب الثاني : فهو "سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها" ، فهو كتاب كبير مطول ، أراد الشيخ الألباني أن يجمع فيه قدرا كبيرا من الأحاديث الصحيحة ، بتخريج موسع مع ذكر درجة الحديث .

ويذكر كذلك في كثير من الأحيان بعض الفوائد الفقهية أو العقدية أو التربوية المستفادة من الحديث. وأصل الكتاب كان مقالات حديثية في مجلة التمدن الإسلامي ، ثم جمعها الشيخ في أجزاء كانت تصدر تباعا ، ولذا أسماه "سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها " .

وأصدر بالمقابل "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة" ، وبلغت الأحاديث التي ذكرها الشيخ في كتابه "السلسلة الصحيحة" (4035) .

أما مؤلف الكتابين : فهو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ، ولد بألبانيا سنة 1333هـ /1914م ، وتوفي الشيخ رحمه الله سنة 1420هـ/1999م

هاجر به والده إلى دمشق ، وطلب الشيخ علوم الشريعة ، واشتغل الشيخ بعلم الحديث اشتغالا عظيما ، وتجرد له ، ونبغ فيه ، وعكف على تحقيق الأحاديث ودراستها أكثر من خمسين عاما حتى أصبحت عنده ملكة وصنعة حديثية مكينة

وتيسر له من المخطوطات الحديثية في المكتبة الظاهرية ما لم يكد يتيسر لغيره من أقرانه ومعاصريه ، ووقف على كثير من الأسانيد وطرق الحديث مما مكنه من دراسة الأسانيد ومعرفة عللها .

ونشر علم "الحديث والسنة" ، وأشاع صنعته بين الناس ، بعد طول زمان من خفوتها ، وندرة المشتغلين بها على طريقة أهل الصنعة والنظر والاجتهاد .

وشهد له الموافق والمخالف بالسبق والفضل في علم الحديث ، حتى قال فيه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :" ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني "

. من كتاب "حياة الألباني" (ص65) لمؤلفه محمد إبراهيم الشيباني .

والشيخ كغيره من أهل العلم : بشر غير معصوم ، يجتهد فيصيب ويخطئ ، وكثيرا ما تراجع الشيخ عن تضعيف حديث أو عن تصحيحه ، حتى إنه يكتب :" ينقل إلى السلسلة الصحيحة " أو " ينقل إلى السلسلة الضعيفة " وهكذا ، وهذا يدل

على إنصافه وتواضعه للعلم رحمه الله .

والحكم على الحديث صحة وضعفا أمر اجتهادي ، ولذا في كثير من الأحيان يكون الخلاف بين أهل العلم في التصحيح والتضعيف خلافا سائغا لا يجوز فيه التشغيب على أحد ، أو رميه بالجهل وغير ذلك ، ما دام أنه من أهل العلم والتزم فيه أصول الحديث وقواعده .

وحينئذ ؛ فمن كان من أهل التخصص في هذا العلم ، والتأهل له ، والاجتهاد فيه : فإنه ينظر في كتب الشيخ وبحوثه ، كما ينظر في كلام أهل العلم وكتبهم ، ويختار لنفسه من ذلك ما يترجح عنده؛ وما يسعه علمه ونظره , وجهده ووقته .

ومن لم يكن من المشتغلين بهذا العلم ، ولا المتخصصين فيه : وسعه أن يعتمد على كتب الشيخ واجتهاداته الحديثية ، ونُعْمَةُ عين ، كما يسعه ذلك مع أهل العلم في اختصاصاتهم ، وعلومهم ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا .

وختاما رحم الله الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمة واسعة ، وأسكنه الفردوس الأعلى ، وجزاه الله خير الجزاء ، عما قدم وبذل خدمة لدين الله عز وجل ، آمين .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-04, 06:01   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( أصبر على الطعام والشراب ، ولا أصبر على النساء) ليس بحديث .

السؤال

كنت أستمع لبعض المحاضرات ، فلفت انتباهي بعض حديث فأحببت معرفة ما إذا كان صحيحا أم موضوعا ؟ ( أصبر عن الطعام والشراب ، ولا أصبر عن النساء)


الجواب

الحمد لله

أولا :

الحديث المذكور ( أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عن النساء ) :

ذكره ابن القيم في "الداء والدواء" (1/483)

فقال :" حتى إنّ كثيرًا من الناس يصبر عن الطعام والشراب ولا يصبر عن النساء. وهذا لا يُذَمّ إذا صادف حِلًّا بل يحمد

كما في كتاب الزهد للإمام أحمد من حديث يوسف بن عطية الصفَّار ، عن ثابت عن أنس، عن النبي- صلى الله عليه وسلم - :" حُبب إليّ من دنياكم النساء والطيب ، أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن". انتهى .

وهذا اللفظ لا أصل له إطلاقا ، وإنما ذكره ابن القيم هنا بالمعنى ، وقد وضحه في "روضة المحبين" (ص204) فقال :"

وقال عبدالله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه حدثنا أبو معمر حدثنا يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله ":" جعلت قرة عيني في الصلاة وحبب إلي النساء والطيب، الجائع يشبع، والظمآن يروى، وأنا لا أشبع من حب الصلاة والنساء وأصله في صحيح مسلم بدون هذه الزيادة ". انتهى .

فتبين بذلك أن اللفظ الوارد في السؤال ليس لفظ الحديث وإنما هذا معناه ، ثم الحديث لم يروه أحمد وإنما رواه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" ، والحديث غير موجود في النسخة المطبوعة من كتاب الزهد للإمام أحمد

ولذا قال المناوي في "فيض القدير" (3/370)

:" وزعم الزركشي أن للحديث تتمة في كتاب الزهد لأحمد هي :" أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن " ، وتعقبه المؤلف – يقصد السيوطي -

بأنه مر عليه مرارا فلم يجده فيه ، لكن في زوائده لابنه عبد الله بن أحمد عن أنس مرفوعا :" قرة عيني في الصلاة وحبب إلي النساء والطيب. الجائع يشبع والظمآن يروى وأنا لا أشبع من النساء فلعله أراد هذا الطريق ". انتهى .

وينظر : "الداء والدواء" ، تعليق المحقق (483) .

والحديث أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/135)

في ترجمة يُوسُف بن عَطِيَّة الصفار السَّعْدِيّ فقال :" كنيته أَبُو سهل ، من أهل الْبَصْرَة ، يروي عَن قَتَادَة وثابت ، رَوَى عَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِي وَأهل الْعرَاق ، كَانَ مِمَّن يقلب الْأَسَانِيد ، وَيلْزق الْمُتُون الْمَوْضُوعَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة وَيحدث بهَا ، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال ..

ثم قال : وَرَوَى عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلا جَعَلَ قُرَّةَ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ وَحَبَّبَ إِلَيَّ الطِّيبَ كَمَا حَبَّبَ إِلَى الْجَائِعِ الطَّعَامَ وَإِلَى الظَّمْآنِ الْمَاءَ، وَالْجَائِعُ يَشْبَعُ وَالظَّمْآنُ يُرْوَى وَأَنَا لَا أَشْبَعُ مِنَ الصَّلاةِ . وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ يَكُونُ فِي الصَّلاةِ أَوْ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ .

أَخْبَرَنَاهُ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد قَالَ حَدثنَا بن عَطِيَّة عَن ثَابت عَن أنس ". انتهى.

وقد تبين أن لفظ الحديث مختلف فيه ؛ ففي رواية البزار :" وأنا لا أشبع من الصلاة " ، وفي رواية عبد الله بن أحمد كما نقلها ابن القيم :" وأنا لا أشبع من حب الصلاة والنساء ".

وعلى كل : فالحديث موضوع مكذوب .

وعِلَّته : يوسف بن عطية الصفار ، قال فيه البخاري : منكر الحديث

وقال أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني : ضعيف الحديث

وقال أبو داود: ليس بشيء

وقال النسائي والدولابي : متروك الحديث ، زاد النسائي : وليس بثقة ،

وقال بن عدي : وله غير ما ذكرت ، وكلها غير محفوظة ، وعامة حديثه مما لا يتابع عليه

وقال بن حبان يقلب الأخبار ويلزق المتون الموضوعة بالأسانيد الصحيحة لا يجوز الاحتجاج به .

انظر "تهذيب التهذيب" لابن حجر (11/419) .

وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/469)

في ترجمته وساق له عدة أحاديث ثم قال في أحدها :" والحديث يتهم بوضعه يوسف ". انتهى

واللفظ الصحيح للحديث : هو ما رواه أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ".

أخرجه أحمد في المسند (1437)

والنسائي في سننه (3939)

وصححه ابن حجر في "الفتح" (3/15) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-04, 06:08   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول ما ورد أن الحكم بن أبي العاص كان يستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم فدعا عليه

السؤال :

انتشرت مؤخرا هذه القصة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أريد معرفة مدى صحتها "رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرى من خلفه وقد اشتهر أنه لم يلتفت قط لأنه يرى من خلفه كما يرى من أمامه

. مرة كان جد بني مروان يستهزئ بالنبي فكان النبي سائرا فمشى وراءه فأخذ يمد لسانه ، الرسول صلى الله عليه و سلم وهو يمشي لم يلتفت إليه ، وقال له : فض الله فاك ، فسقطت أسنانه كلها بلحظتها

و مرة أخرى جاء الملعون نفسه و مشى خلف رسول الله صلى عليه و سلم بطريقة هزلية يقصد أن يهزأ بها من مشية النبي فقال له رسول الله : كن كذلك ( دعا عليه أن يبقى يمشي بهذه الطريقة ) فبقي حياته كلها يمشي و يتأرجح .


الجواب :

الحمد لله

أولا :

أما الواقعة الأولى التي سأل عنها السائل الكريم فقد أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/196) ، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (6555) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/239) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (4/1545) :

جميعا من طريق حسان بن عبد الله الواسطي ، قال حَدَّثَنا السري بن يحيى ، عَن مالك بن دينار ، قال حدثني هند بن خديجة زوج النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم قال: مر النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم بالحكم

أبي مروان الحكم ، فجعل يغمزه في قفاه ويشير بإصبعه ، فالتفت إليه النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم فقال:" لا أماتك الله ، أَو لا مت إلا بالوزغ " . قال: فما قام حتى ارتعش . وفي لفظ :" اللَّهمّ اجْعَلْ بِهِ وَزَغًا ". فَرَجِفَ مَكَانَهُ .

وَالْوَزَغُ : الارْتِعَاشُ.

والحديث ضعيف مرسل ، حيث إن مالك بن دينار يرويه عن هند بن خديجة ، ويقول حدثني ، وهند بن خديجة هو هند بن هند بن هند بن النباش ، وهند بن النباش كنيته أبو هالة ،

وكان قد تزوج خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فأنجبت منه ولدا أسماه " هند " وكان بعد ذلك ربيب النبي صلى الله عليه وسلم ، واشتهر بأنه هند بن خديجة ، ثم إنه أنجب بعد ذلك ولدا أسماه " هند " أيضا ، وهو راوي الحديث الذي معنا ، فرواه عنه مالك بن دينار ونسبه لجده .

ومالك بن دينار لم يدرك هند بن أبي هالة ، إنما أدرك ولده هند بن هند ، فإن هند بن أبي هالة مات مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الجمل

كما قال الزبير بن بكار كما في "الاستيعاب" لابن عبد البر (4/1545) .

وإذا كان الحديث هكذا من رواية مالك بن دينار عن هند بن هند فإنه يكون مرسلا حيث أن هند بن هند بن أبي هالة لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم

قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/117)

:" هند بن هند بن أبى هالة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا مرسلا روى عن أبيه روى عنه مالك بن دينار ". انتهى

وقال ابن حجر في "الإصابة" (6/437):

" ومالك بن دينار لم يدرك هند بن أبي هالة ، وإنما أدرك ابنه ، فكأنه نسبه لجدّه ". انتهى

ولم نقف على قوله صلى الله عليه وسلم :" فض الله فاك " في رواية لهذه الواقعة ، وإنما وقفنا على ما سبق ذكره.









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-04, 06:08   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا :

أما الواقعة الثانية التي سأل عنها السائل الكريم

فقد أخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" (6/239)

وأبو جعفر بن البختري في "مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري" (218)

من طريق عَبْد الْوَاحِدِ بْن زِيَادٍ ، قال حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بن سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ:

كُنَّا عَلَى بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم نَنْتَظِرُهُ ، فَخَرَجَ ، فَاتَّبَعْنَاهُ ،

حَتَّى أَتَى عَقَبَةً مِنْ عِقَابِ الْمَدِينَةِ ، فَقَعَدَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ! لَا يَتَلَقَّيْنَ أَحَدٌ مِنْكُمْ سُوقًا ، وَلَا يَبِيعُ مُهَاجِرٌ لِلْأَعْرَابِيِّ ، وَمَنْ بَاعَ مُحَفَّلَةً فَهُوَ بِالْخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنْ ردّها ، ردّ معها مِثْلَ- أَوْ قَالَ: مِثْلَيْ- لَبَنِهَا قَمْحًا .

قَالَ: وَرَجُلٌ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَاكِيهِ ، وَيُلَمِّضُهُ !!

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَلِكَ ، فَكُنْ !!

قَالَ: فَرَفَعَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَلِيطَ بِهِ شَهْرَيْنِ ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ حِينَ أَفَاقَ ، وَهُوَ كَمَا حَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". انتهى

وليس في الرواية أن عبد الله بن عمر سمى الفاعلَ لذلك ، وإنما أبهمه .

إلا أن الصالحي ، كما في "سبل الهدى والرشاد" (2/463) ، قال:" وهذا المبهم الظاهر أنه الحكم ". انتهى .

وعلى كلٍ : فإسناده تالف ، فيه متهم بالكذب ، وهو جميع بن عمير . قال ابن نمير :" مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ ". نقله عنه ابن حبان

وقال :" كَانَ رَافِضِيًّا يضع الْحَدِيث "."المجروحين" (1/218)

والإسناد فيه أيضا صدقة بن سعيد

قال فيه أبو حاتم " شيخ " كما في الجرح والتعديل (4/430)

وقال الذهبي :" وقال الساجى: ليس بشيء

وقال البخاري: عنده عجائب ، وقال محمد بن وضاح: ضعيف ".

كذا في "ميزان الاعتدال" (2/310).

وقد رويت القصة بسياق مقارب ، من طريق تالف أيضا

وهو ما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/214)

وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1906)

والحاكم في "المستدرك" (4241)

والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/239)

من طريق ضِرَار بْن صُرَدَ ، قال ثنا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ: كَانَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ يَجْلِسُ عِنْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَإِذَا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَجَ أَوَّلًا ، فَبَصُرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "أَنْتَ كَذَاكَ" وفي لفظ " كُنْ كَذَلِكَ ". فَمَا َزَالُ يَخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ .

والحديث مكذوب ؛ فيه ضرار بن صُرَد ، قال فيه البخاري :" متروك الحديث "

كما في "الضعفاء الكبير" للعقيلي (766)

وكذبه ابن معين

كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (4/465)

وقال النسائي :" ليس بثقة " .

كما في تهذيب الكمال (13/305)

وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين" (314) :" كذاب يسرق الأحاديث فيرويها ".

ثم هو شيعي تالف، قال ابن عدي في "الكامل" (5/161) :" وَهو في جملة من ينسبون إلى التشيع بالكوفة ". انتهى . والشيعة كما هو معلوم بينهم وبين بني أمية عداء وضعوا لأجله أحاديث كثيرة في ذم بني أمية .

والحديث ضعفه الذهبي ، حيث عقب على قول الحاكم :" صحيح الإسناد " ، فقال :" فيه ضرار بن صرد ، وهو واه ". انتهى ، وضعفه ابن حجر كما في "إتحاف المهرة" (13473) .

وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (6473) :" منكر". انتهى

والحكم بن أبي العاص وردت عدة أحاديث في لعنه ، وأكثر المحدثين من أهل العلم على أنها منكرة لا تثبت ، قال ابن السّكن :" يقال إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دعا عليه ، ولم يثبت ذلك ". كذا في "الإصابة" لابن حجر (2/91) .

وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (2/198)

:" وقد رُوِيَت أحاديث مُنْكرة في لَعْنه ، لَا يجوز الاحتجاج بها ، وليس له في الجملة خصوص الصُّحبة ؛ بل عمومها ". انتهى .

وقال أيضا في "سير أعلام النبلاء" (3/407)

مِنْ مُسْلِمَةِ الفَتْحِ. وَلَهُ أَدْنَى نَصِيْبٍ مِنَ الصحبة ... وَيُرْوَى فِي سَبِّهِ أَحَادِيْثُ لَمْ تَصِحَّ ". انتهى .

وقال ابن كثير في جامع المسانيد والسنن (2/512)

في ذكر الحكم بن أبي العاص قال :" وقد ورد في ذمه ولعنه أحاديث لا تثبت ". انتهى .

وقال السخاوي في "التحفة اللطيفة" (1/301)

:" وقد رويت أحاديث منكرة في لعنه لا يجوز الاحتجاج بها ، وليس له في الجملة خصوص الصحبة ، بل عمومها . وأعرضت - لأجلها - عن ذكر ما ترجمته من ذلك ". انتهى .

وبعض أهل العلم يقوي بعض هذه الأحاديث ، كالحافظ ابن حجر حيث قال كما في "فتح الباري" (13/11) :" وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ فِي لَعْنِ الْحَكَمِ ، وَالِدِ مَرْوَانَ ، وَمَا وَلَدَ . أَخْرَجَهَا الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ ، غَالِبُهَا فِيهِ مَقَالٌ ، وَبَعْضُهَا جَيِّدٌ ". انتهى .

وينظر للفائدة : "المطالب العالية" للحافظ ابن حجر ـ النسخة المسندة ـ (18/257-265)

وتعليقات المحققين، "مختصر تلخيص الذهبي" لابن الملقن (7/3349-3354) وتعليق المحققين .

ولا شك أن أن الأبرأ للذمة والديانة : كف اللسان عن الطعن فيمن ثبت أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا ، ما دام أنه لم يثبت نفاقه وخبث باطنه ، كالذي ورد في شأن عبد الله بن أبي بن سلول ، مثلا .

خاصة وأن كثيرا من هذه الروايات الضعيفة والمنكرة : ينشرها الروافض طعنا في الصحابة جملة ، يريدون بذلك جرح شهود الديانة ، وحملة الشريعة ، عاملهم الله بما هم أهله .

وينظر أيضا للفائدة : "منهاج السنة النبوية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (6/265-271) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-04, 06:12   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول صحة قول مجاهد: يؤتى بثلاثة نفر يوم القيامة .

السؤال :

حدثنا محمد بن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال: يؤتى بثلاثة نفر يوم القيامة ، بالغني وبالمريض والعبد ، فيقول للغني : ما منعك عن عبادتي ؟ فيقول : أكثرت لي من المال فطغيت ، فيؤتى بسليمان بن داود عليه السلام في ملكه فيقال له : أنت كنت أشد شغلا أم هذا ؟

قال : بل هذا ، قال : فإن هذا لم يمنعه شغله عن عبادتي ، قال : فيؤتى بالمريض فيقول : ما منعك عن عبادتي ؟

قال :يا رب أشغلت علي جسدي ، قال : فيؤتى بأيوب عليه السلام في ضره فيقول له : أنت كنت أشد ضرا أم هذا ؟

قال : فيقول : لا بل هذا ، قال : فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني ، قال : ثم يؤتى بالمملوك فيقال له : ما منعك عن عبادتي ؟

فيقول : جعلت علي أربابا يملكونني ، قال : فيؤتى بيوسف الصديق عليه السلام في عبوديته فيقال : أنت أشد عبودية أم هذا ؟

قال : لا بل هذا ، قال : فإن هذا لم يشغله شيء عن عبادتي .. ما صحة هذا الكلام ؟

وكيف عرف الإمام مجاهد بما يحصل يوم القيامة؟


الجواب :

الحمد لله

الأثر الذي ذكره السائل الكريم

أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/288)

من طريق محمد بن فضيل عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد أنه قال :" يُؤْتَى بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: بِالْغَنِيِّ ، وَبِالْمَرِيضِ ، وَالْعَبْدِ ...." . إلى آخر الأثر كما ذكره السائل

وهذا الأثر ضعيف الإسناد عن مجاهد بن جبر رحمه الله ، حيث فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف باتفاق

قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (2/75)

بعد أن ذكر ليث بن أبي سليم قال :" واتفق العلماء على ضعفه ، واضطراب حديثه ، واختلال ضبطه ". انتهى .

ولو صح عنه فإنه لا حجة فيه لما يلي :

أولا :

أن هذا الأثر من قول مجاهد رحمه الله يسميه أهل العلم " المقطوع " ، وهو ما جاء التابعي من قوله أو فعله .

قال ابن الصلاح في كتابه "علوم الحديث" الشهير بمقدمة ابن الصلاح (ص28) :" المقطوع وهو ما جاء عن التابعين موقوفا عليهم من أقوالهم أو أفعالهم ". انتهى .

ولا شك أن أقوال التابعين ليست بحجة في دين الله عز وجل .

ثانيا :

أنه إذا سلمنا أن ذلك الأثر ونحوه : لا يقال بالرأي ، وليس للاجتهاد فيه مجال ، وقلنا : إن مثل ذلك له حكم الرفع ؛ فغايته : أن يكون حديثا مرفوعا

مرسلا ؛ لأن التابعي إذا روى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، صراحة ، ولم يذكر من حدثه به من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : كان حديثا مرسلا ؛ ومعلوم : أن المرسل من أقسام الحديث الضعيف .

فكيف إذا لم يذكر التابعي أنه تلقى ذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا وراه عنه أصلا ؟!

هذا أظهر في ضعفه ، وأبعد عن قيام الحجة به في دين الله .

وينظر: "النكت على ابن الصلاح" للزركشي (2/439)

"نتائج الأفكار" للحافظ ابن حجر (1/383) .

ثالثا

: أن مجاهد بن جبر رحمه الله كان يأخذ عن أهل الكتاب ، ومعلوم أن من يقول في ذلك ونحوه : إن له حكم الرفع ، يشترط في الحكم برفعه : ألا يكون قائله ممن يأخذ عن أهل الكتاب

فإن كان ممن يأخذ العلم عن أهل الكتاب ، لم يحكم لما يقوله في أمور الغيب ونحوها بالرفع ، لاحتمال أن يكون ذلك مما تلقاه عن أهل الكتاب ، فلا تقوم به الحجة .

وقد روى ابن سعد في "الطبقات" (5/466) فقال :" أخبرنا أبو بكر بن عياش قال: قلت للأعمش : ما لهم يتقون تفسير مجاهد :

قال : كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب ". انتهى .

وختاما :

نهيب بإخواننا جميعا خاصة الدعاة إلى الله تعالى الاحتياط في نسبة شيء لدين الله عز وجل خاصة أمور الغيب ، فإنها لا مجال فيها للرأي والاجتهاد ، وفيما صح كفاية ، ولله الحمد .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-04, 06:14   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ثبت قول علي رضي الله عنه : الترتيل تجويد الحروف و معرفة الوقوف

السؤال

: ما صحة الأثر عندما سئل علي بن أبي طالب عن الترتيل ، قال : الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.

الجواب :

الحمد لله

هذا الأثر المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لم نقف له على إسناد بعد طول بحث ، وإنما أورده بعض أهل العلم ، هكذا ، من غير إسناد ، ولا عزو إلى من أخرجه .

وأقدم من رأيناه ذكره ، هو أبو القاسم الهذلي ت 465هـ في كتاب "الوقف والابتداء" (ص377) فقال :" قال علي : الترتيل معرفة الوقوف ، وتحقيق الحروف ". ولم يذكر له إسنادا .

وأورده أيضا ابن الجزري في عدة مواضع من كتبه، منها كتاب "التمهيد في التجويد" (ص40) قال:" وقد سئل علي - رضي الله عنه - عن معنى قوله تعالى {ورتل القرآن ترتيلا} ، فقال: الترتيل تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف "

. وذكره أيضا في "النشر في القراءات العشر"(1/225) .

ثم تتابع المصنفون في علوم القرآن عموما وفي التجويد والقراءات خصوصا على ذكره، ولم يسق أي منهم إسنادا له .

ولذا فالتحقيق العلمي يقتضي التوقف في قبوله والاستدلال به ، حتى يوقف على مخرجه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-04, 06:19   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول سبيل الازدياد من الحور العين في الجنة ، وسبل ذلك ، وهل كظم الغيظ من هذه السبل؟

السؤال

: كيف بالإمكان الفوز بأقصى عدد من الزوجات (الحور العين) في الجنة وبقدر المستطاع ؟

وهل كظم الغيظ يزيد عدد الزوجات( الحور العين) في كل مرة يكظم أحد غيظه ؟

هل هناك أعمال أخرى التي تزيد الزوجات (الحور العين) في الجنة؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

اعلم أخي الكريم أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

وكما قال الله تعالى :" يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " الزخرف/71 .

فالجنة : لا هم فيها ، ولا حزن . ولا نصب فيها ولا صب . والعطاء فيها : حتى الرضى .

روى مسلم (189) في صحيحه ، من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ ، مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ، قَالَ: هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ

فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ ، كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ ، وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: رَضِيتُ رَبِّ

فَيَقُولُ: لَكَ ذَلِكَ ، وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ ، فَقَالَ فِي الْخَامِسَةِ: رَضِيتُ رَبِّ ، فَيَقُولُ: هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ ، وَلَذَّتْ عَيْنُكَ ، فَيَقُولُ: رَضِيتُ رَبِّ ، قَالَ: رَبِّ ، فَأَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي ، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا ، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ "

قَالَ: وَمِصْدَاقُهُ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: " {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] الْآيَةَ ".

لذا على العبد المسلم أن يهتم بالعمل الصالح ، وليعلم أن الله سيرضيه في جنات النعيم .

ثانيا :

وأما ما سأل عنه الأخ الكريم ، حول الحور العين في الجنة : فلا شك أن ذلك من النعيم الذي أعده الله للمؤمنين في جنات النعيم ، حيث قال سبحانه :" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) الدخان/51-54 .

ووصفهن فقال :" وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23). الواقعة/22-23 .

وأما أعدادهن للعبد المؤمن في الجنة: فقد جاء في بعض الأحاديث: أن المؤمن في الجنة زوجتين. وهذا الحديث

أخرجه البخاري (3246) ، ومسلم (2834) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ: " أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ ، وَالَّذِينَ عَلَى إِثْرِهِمْ كَأَشَدِّ كَوْكَبٍ إِضَاءَةً ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَبَاغُضَ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ

كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ لَحْمِهَا مِنَ الحُسْنِ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ، لاَ يَسْقَمُونَ ، وَلاَ يَمْتَخِطُونَ ، وَلاَ يَبْصُقُونَ ، آنِيَتُهُمُ الذَّهَبُ وَالفِضَّةُ ، وَأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ ، وَوَقُودُ مَجَامِرِهِمْ الأَلُوَّةُ ، وَرَشْحُهُمُ المِسْكُ ".

وقد قيل : إن المقصود بالزوجتان هنا : أي من أهل الدنيا ، وهذا ما رجحه ابن حجر في "الفتح" (6/325) :" قَوْلُهُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ أَيْ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْيَا". انتهى .

أما من الحور العين فعددهن على التحديد لا يعلمه إلا الله

فقد جاء في البخاري (4879) ، ومسلم (2838)

عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِنَّ فِي الجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ ، عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا ، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الآخَرِينَ

يَطُوفُ عَلَيْهِمُ المُؤْمِنُونَ ، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ كَذَا ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ».

قال ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص232) :

" ولا ريب أن للمؤمن في الجنة أكثر من اثنتين لما في الصحيحين من حديث أبي عمران الجوني عن أبي بكر عن عبد الله بن قيس عن أبيه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن للعبد المؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ مجوفة طولها ستون ميلا، للعبد المؤمن فيها أهلون فيطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضا ".انتهى .

وقال العراقي في "طرح التثريب" (8/270) :" قَدْ تَبَيَّنَّ بِبَقِيَّةِ الرِّوَايَاتِ أَنَّ الزَّوْجَتَيْنِ : أَقَلُّ مَا يَكُونُ لِسَاكِنِ الْجَنَّةِ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْيَا . وَأَنَّ أَقَلَّ مَا يَكُونُ لَهُ مِنْ الْحَوَرِ الْعِينِ سَبْعُونَ زَوْجَةً. وَأَمَّا أَكْثَرُ ذَلِكَ فَلَا حَصْرَ لَهُ . .." انتهى .

ثالثا :

وأما ما ورد في السؤال عن كظم الغيظ ، وهل يزيد في عدد الحور العين؟

فالجواب : نعم ، قد ورد عند الإمام أحمد في المسند (15637)

والترمذي في سننه (2021)

وأبي داود في سننه (4777)

وابن ماجه في سننه (4186)

من حديث مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الجُهَنِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ:" مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَفِّذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الحُورِ شَاءَ ".

والحديث : حسنه الألباني في "صحيح أبي داود" ، والأرناؤوط في تعليقه على "سنن ابن ماجه".

وأما قول السائل : هل هناك أعمال تزيد من عدد الحور العين ؟

فالجواب : أنه قد ثبت في السنة الجزاء على بعض الأعمال بأعداد معينة من الحور العين .

ومن ذلك : الشهادة في سبيل الله

حيث روى الترمذي في سننه (1633) عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ

وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ ". وحسن إسناده ابن حجر في "الفتح" (6/16) ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3213).

وبعد ؛ فالذي ينبغي للعبد : أن يحرص على الاجتهاد والعمل والصبر ، وأن يكون القصد والهم مرضاة رب العالمين ، وليعلم أن أعظم النعيم هو رؤية وجه الله الكريم

فنظرة لوجهه سبحانه تنسي نعيم الجنة ، رزقنا الله وإياكم رؤية وجهه الكريم في جنان الخلد على سرر متقابلين ، آمين .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-08-04, 06:24   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تسأل عدة أسئلة متعلقة بالحور العين في الجنة

السؤال:

أعلم أن الرجل من أصحاب الجنة يتزوج بزوجتين من الحور العين بالإضافة الى زوجاته اللواتي كن في الدنيا ، فأيهما أكثر جمالاً، نساء الدنيا أم الحور العين؟

والى مَن سيكون ميل الرجل أكثر، إلى من كانت زوجته في الدنيا أم إلى الحوريات؟

وهل يلتقي هؤلاء الزوجات بشكل يومي؟

ومع من ينام الزوج أثناء الليل؟


الجواب:

الحمد لله:


أولا :

ثبت في الصحيحين ( خ: 3033 ) و ( م: 2835 )

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ

لَا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ ، وَلَا تَحَاسُدَ لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ " . وهذا لفظ البخاري .

وقد أجابَ العلماء عما قد يظن من أن المراد بهذا الحديث اقتصار تنعم المؤمن على زوجتين من الحور العين مع ثبوت الأحاديث بأكثر من ذلك

فقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ

: "المراد: أنَّ أقلَّ ما لكلِّ واحدٍ منهم: زوجتان"

انتهى من "فتح الباري" (6/ 325) .

وقال الإمام ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ

: "ولا ريب أنَّ للمؤمن في الجنَّة اكثر من اثنتين؛ لما في «الصحيحَين»، من حديث أبي موسى الأشعريّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ للعبد المؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ مجوفة

طولها ستون ميلاً، للعبد المؤمن فيها أهلون؛ فيطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضًا"

(حادي الأرواح 1/ 504) انتهى بتصرُّف واختصار.

ثانيا :

وأما المفاضلَة بين نساء الدُّنيا والحور العين في الجنَّة -درجةً وجمالاً-؛ فقد اختلفَ أهلُ العِلْم في هذه المسألة على قولَين، فمِنهم مَن قدَّم الحور العين، ومِنهم مَن قدَّم نساء الدُّنيا، وقد وردَ في ذلك أحاديث وآثار، لكن لم يصحَّ منها شيء ولو صَحَّ لكان قاطعًا للنِّزاع في المسألة.

والذي يظهَر -والله أعلم-: أنَّ حال المرأة المؤمنة في الجنَّة أفضل من حال الحور العين وأعلى درجة وأكثر جمالاً؛ فالمرأة الصالحة من أهل الدنيا إذا دخلت الجنة فإنما تدخلها جزاءً على العمل الصالح وكرامة من الله لها لدينها وصلاحها، أمَّا الحور التي هي من نعيم الجنة فإنما خلقت

في الجنة من أجل غيرها وجُعِلَت جزاء للمؤمن على العمل الصالح، وشتان بين من دخلت الجنة جزاء على عملها الصالح، وبين من خلقت ليُجَازَى بها صاحب العمل الصالح؛ فالأولى ملكة سيِّدة آمِرَة، والثانية - على عظم قدرها وجمالها - إلا أنها ـ فيما يتعارفه الناس

دون الملكة، وهي مأمورة من سيِّدها المؤمن الذي خلقها الله تعالى جزاء له.

ينظر: «تفسير القرطبي» (16/ 154)

و«التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة» له (985/ 3).

وقد سُئِلَ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :

هل الأوصاف التي ذكرت للحور العين تشمل نساء الدنيا؟

فأجاب: "الذي يظهر لي أن نساء الدنيا يكنَّ خيراً من الحور العين، حتى في الصفات الظاهرة ، والله أعلم"؛ ينظر «فتاوى نور على الدرب».

ثالثا :

وأما عن لقاء زوجات المؤمن في الدُّنيا بعضهنَّ ببعضٍ؛ فقد دلَّ حديث أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- في «الصحيحَين» أنَّهنَّ لا يرى بعضهنَّ بعضًا؛

فقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون ، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا»، وفي رواية: « في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن»

رواه البخاري (3243، 4879)، ومسلم (2838) -واللفظ له-.

على أن الذي ينفع السائل هنا أن يعلم أن من نعيم الله تعالى على أهل الجنة أن ينزع منهم الغل والحسد الذي يكون في قلوب أهل الدنيا ، وأن يذهب عنهم هم الدنيا ، وحزنها ، وآلامها ؛ فالجنة دار النعيم المقيم الذي لا ينغصه شيء مطلقا .

رابعا :

وأما سؤالك «مع مَن ينام الزوج أثناء الليل؟»: فاعلم -رزقنا الله وإيَّاك الجنَّة بفضله ورحمته- أنَّ الجنَّة ليس فيها ليلٌ ونهارٌ، ولا شمسٌ ولا قمرٌ؛ فهي نورٌ دائمٌ، وأهلها في نور أبديّ

هم في أوقات تتعاقَب، قيل: إنَّهم يعرفونها بأضواء وأنوار، وقيل أيضًا: إنَّهم يعرفون البكرة والعشية ومقدار اللَّيل بنور يظهر من قبل العرش وبإرخاء الحُجب وإغلاق الأبواب!.

ينظر: «تفسير البغوي» (5/ 243)

و«تفسير القرطبي» (11/ 127)

و«التذكرة» له (1026/ 3)

و«مجموع الفتاوى» لابن تيميَّة (4/ 312)

و«تفسير ابن كثير» (5/ 247).

إذا علمتَ هذا؛ فالرجل من أهل الجنَّة يتنعَّم ويتمتَّع بزوجاته مِن الدُّنيا ، وبالحور العين ، على وَجهٍ فيه كفايته ولذته ونعيمه الأبديّ غير المنقطِع، ونعيم زوجاته ولذتهن ؛ من غير تنغيص شيء ، ولا انقضاء لذة ، ولا ملل ولا ضجر !!

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبلِّغنا جنَّته، وينعم علينا كما أنعمَ على عباده الصالحين، ويتجاوز عنا، آمين.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله الحديث و علومه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc