بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أشراط الساعة الدالة على قربها، منها: خروج المهدي، وهو رجل من أهل البيت يدعو إلى توحيد الله، من ذرية علي رضي الله عنه، ومن ذرية فاطمة، يدعو إلى توحيد الله، ويحكم شريعة الله، ويجاهد في سبيل الله، حتى تُحكم البلاد بالحكم الشرعي، ثم ينزل في وقته عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام رسول الله، ينزل فيحكم بشريعة الله في الأرض، ويقاتل اليهود ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ولا يقبل إلا الإسلام، وتكون العبادة في ذاك الوقت لله وحده، وتحكم الشريعة الناس في وقته، ويدخل الناس في دين الله جميعاً، في وقته عليه الصلاة والسلام، ويخرج في زمانه الدجال من جهة المشرق، ويعم الأرض يدعو إلى نفسه أنه رب العالمين، أولاً يدعي أنه نبي ثم يدعي أنه رب العالمين، فيقتله المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في فلسطين عند باب لد كما جاء في الأحاديث الصحيحة، مع أتباعه من اليهود تكون مقتلة عظيمة للدجال واليهود في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام. ثم يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدبٍ ينسلون، ويعيثون في الأرض فساداً، فيتحصن منهم نبي الله عيسى والمسلمون في الجبال وغيرها، ثم يرسل الله عليهم نغفاً في رقابهم فيموتون موتة نفسٍ واحدة. ثم يرسل الله آية الدخان. ورفع القرآن من الأرض حتى لا يبقى في الصدور ولا في المصاحف. ثم خروج الدابة أو طلوع الشمس من مغربها، إحداهما مع الأخرى، إحداهما تسبق الأخرى قليلاً، طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة، هذا كله والإسلام موجود، لكن الساعة تقرب. ثم بعد ذلك تخرج نار من عدن تسوق الناس إلى محشرهم، وفي رواية: من المشرق تسوق الناس إلى محشرهم وهي الآيات، ثم بعدها يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين فلا يبقى إلا الأشرار فعليهم تقوم الساعة، بعد خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها يرسل الله ريحاً طيبة لينة، تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات فيبقى الأشرار، فيبقى الناس على الشرك وعبادة الأوثان كالبهائم في الأرض، فعليهم تقوم الساعة. نسأل الله السلامة.