|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
🌺🌺 سلسلة: ثلاثون خطوة إلى رمضان (متجدد بإذن الله تعالى) 🌺🌺
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2017-05-11, 08:02 | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
🌺🌺 الخطوة الثالثة عشرة : فضل ليلة النصف من شعبان .🌺🌺
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ ». رواه ابن ماجة وحسنه الألباني. فوائد الحديث 1) في الحديث دليل على بيان علم الله سبحانه و تعالى بأحوال العباد ؛ 2) فيه التنبيه والإشارة إلى الحذر من مواقعة ما حذر منه سبحانه و تعالى ، والجدّ فيما حث عليه، فإذا الإنسان استشعر هذا القرب والمعية والإطلاع والعلم الإلهي بأحوال الخلق ، لعله يُحفَّز إلى الخير؛ 3) فيه تذكرة للغافلين وتجديد العلم للعارفين بمعرفة الله تعالى ؛ 4) فيه أفضلية الصالحين من البشر على سائر المخلوقات ، إلا أن المسألة محل خلاف بين أهل العلم وكل منهم أدلى بدلوه فيما يحتج به من النصوص في أفضلية الصالحين على الملائكة أو العكس ؛ 5) فيه بيان عموم مغفرة الله تعالى لجميع الخلق إلا من استثني، وهم صنفان: مشرك ، ومشاحن ؛ 6) فيه أن الشرك والشحناء يحلق الدين ويفسده ؛ 7) فيه فضيلة لشهر شعبان إلا أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله و سلم تخصيصه لهذه الليلة بعبادة، وكان عامة ما ورد فيها إما موضوع أو ضعيف، ولم يثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم شيء في هذا، وإنما جاء عن بعض التابعين، مع مخالفة الأكثر لهم، فلا وجه إذن لاتخاذ ليلة النصف شعبان شعيرة للعبادة تضاهي أيام الجمعة والأعياد وصلاة التراويح، فما صح غاية ما فيه الحث على الإقلاع عن كبيرتين من كبائر الذنوب هما: الشرك، والشحناء. يتبع...
آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2017-05-11 في 08:04.
|
||||
2017-05-11, 08:06 | رقم المشاركة : 17 | |||
|
🌺🌺 الخطوة الرابعة عشرة : كراهة صوم النصف الثاني من شعبان .🌺🌺
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا » . صححه الألباني. فوائد الحديث 1) في الحديث دليل على كراهية الصوم في النصف الثاني من شعبان لحال رمضان ، أي ابتداءً من اليوم السادس عشر. و الحكمة من ذلك : قال القاري في المرقاة : " والنهي للتنزيه رحمة على الأمة أن يضعفوا عن حق القيام بصيام رمضان على وجه النشاط . وأما من صام شعبان كله فيتعود بالصوم ويزول عنه الكلفة ولذا قيده بالانتصاف أو نهى عنه ؛ لأنه نوع من التقدم ، والله أعلم " إهـ ؛ قال القاضي : " المقصود استجمام من لا يقوى على تتابع الصيام فاستحب الإفطار كما استحب إفطار عرفة ليتقوى على الدعاء ، فأما من قدر فلا نهي له ، ولذلك جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الشهرين في الصوم " إهـ ؛ 2) فيه دليل على النهي في الوصال بين شعبان و رمضان ، و منهم من قال المنع يراد به صوم ليلة الشك احترازا : قال الشَّوكاني رحمه الله تعالى : " لأنَّ ذلك جائز عند المانعين مِن صوم يوم الشَّكِّ، لما في الحديث الصَّحيح المتَّفق عليه ". و قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى : " أمَّا الحديث الذي فيه النَّهي عن الصَّوم بعد انتصاف شعبان: فهو صحيح، كما قال الأخ العلاَّمة الشَّيخ ناصر الدِّين الألباني، والمراد به: النَّهي عن ابتداء الصَّوم بعد النِّصف، أمَّا مَن صام أكثر الشَّهر، أو الشَّهر كلَّه: فقد أصاب السُّنة، والله وليُّ التَّوفيق " إهـ. فصل : لمن لم يُقدَر له صيام النصف الأول من شعبان مع النهي الوارد في صوم آخره ، يُحتج علينا بسؤال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم للرجل عن صومه سرر شعبان ، إلا أن الجمع بينهما ممكن بحمد الله تعالى، وذلك بأن يُحمل سؤاله صلى الله عليه وآله وسلم للرجل عن صومه سرر شعبان أي آخره بأن ذلك عادة لهذا الرجل أن يصوم آخر شعبان. وبهذا يتبن أن الصواب في هذه المسألة أنه لا يجوز الصوم بعد النصف من شعبان لمن يصوم نفلا مطلقا لحديث أبي هريرة في النهي عن الصيام بعد نصف شعبان والحديث الآخر في النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم، أو يومين. كما أنه يجوز الصيام بعد نصف شعبان لمن كان يصوم عادة له كالاثنين والخميس، أو صيام يوم وإفطار يوم، أو صيام آخر الشهر وكان يصل صيام النصف الثاني من شعبان بالنصف الأول، أو كان يصوم صوما واجبا كقضاء رمضان الماضي، أو صيام نذر، أو كفارة, وبهذا الجمع بين الأحاديث يزول ما يتوهم من التعارض بين الأحاديث، ويعمل بالأحاديث كلها. و الله أعلم. يتبع... |
|||
2017-05-11, 22:12 | رقم المشاركة : 18 | |||
|
🌺🌺 الخطوة الخامسة عشرة : أهلا رمضان .🌺🌺
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ » . صححه الألباني. فوائد الحديث 1) في الحديث دليل على مشروعية التهنئة و الفرح بمواسم الخيرات و الطاعات عموما ، و شهر رمضان خصوصا. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : التهنئة بشهر رمضان لا بأس بها، وهي عادة معروفة عند الناس يتخذونها من باب الدعاء، يدعو بعضهم لبعض بهذا ولا بأس به، وقد ذكر بعض أهل العلم أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يبشر أصحابه برمضان، يقول: (أتاكم رمضان) مبشراً لهم به ؛ 2) قوله عليه الصلاة و السلام :( أتاكم) ، فيه دليل على أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يترقبونه . قال معلى بن الفضل : " كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم " . و قال يحيى بن أبي كثير كان من دعائهم : " اللهم سلمني إلى رمضان ، و سلم لي رمضان ، و تسلمه مني متقبلاً " ؛ 3) قوله عليه الصلاة و السلام : (شهر مبارك)، دليل على خيريته ، قال القاري : " أي كثر خيره الحسي والمعنوي كما هو مشاهد فيه. ويحتمل أن يكون دعاء أي جعله الله مباركا علينا وعليكم، وهو أصل في التهنئة المتعارفة في أول الشهور بالمباركة " ؛ 4) فيه دليل على وجوب صوم رمضان و من أنكره فهو كافر . يتبع... |
|||
2017-05-12, 23:05 | رقم المشاركة : 19 | |||
|
🌺🌺 الخطوة السادسة عشرة : رمضان شهرٌ لله .🌺🌺
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ». رواه مسلم. فوائد الحديث 1) في هذا الحديث دليل على رحمة الله بعباده حيث ضاعف لهم الحسنة إلى عشر أمثالها، وأما السيئات فلا يضاعفها، وإنما السيئة بسيئة واحدة. 2) فيه اختصاص الله بالصيام وإضافته إليه تشريفاً له، دون سائر العبادات ( إلا الصوم فإنه لي) ، وذلك لأن الصوم سرّ بين العبد والمعبود، لا يطلع عليه أحد إلا الواحد الأحد؛ 3) فيه أن الصيام جزاءه غير محدد بعدد معين، وإنما يوفى الصائم أجره بغير حساب، بخلاف بقية العبادات، ( وأنا أجزي به)؛ 4) فيه أن للصائم فرحتين، فرحةٌ عند فطره، وذلك لقيامه بطاعة خالقه، وإكمال صوم يومه، وتناوله ما أباحه الله له من الطعام والشراب، وهذا الذي ينبغي أن يفرح به، قال تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: 58]. وفرحة عند لقاء ربه، وذلك بما يجد من الأجر الوفير، والثواب العظيم الذي لا حد له، بالفوز بدخول الجنة من الباب الذي اختص به الصائمون (الريان)، وأعظم منه لقاء رب العالمين، والنظر إلى وجهه الكريم ؛ 5) أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.. فهذا التغير لما كان ناشئاً عن طاعة الله كان عند الله كذلك، وإن كان ذلك مكروهاً عند الناس. يتبع... |
|||
2017-05-13, 22:48 | رقم المشاركة : 20 | |||
|
🌺🌺 الخطوة السابعة عشرة : رمضان شهرٌ لا مثل له . 🌺🌺
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : مُرْنِي بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ قَالَ : " عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ " وفي رواية " لَا عَدْلَ لَهُ " . صححه الألباني. فوائد الحديث 1) في الحديث بيان الهمة العالية لأبي همامة و حرصه على الخير والتزام الأفضل ؛ 2) فيه دليل على أن الصيام لا يعادل ثوابه بشيء من الأعمال الصالحة كما ذكر النبي صلى الله عليه و آله و سلم؛ 3) فيه بيان فضيلة الصوم و أنه لا مثيل له في القربات ، إلا أن المشهور عند الجمهور ترجيح الصلاة .وجمعا بين الأحاديث في أفضل الأعمال قال أهل العلم جوابا أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أجاب كل سائل بحسب ما هو الأفضل في حقه و بحسب ما يناسبه والأصلح له وما يقدر عليه ويطيقه ولهذا وفق أهل العلم بين هذه الأحاديث بحمل اختلاف الإجابات على اختلاف أحوال السائلين ؛ 4) فيه الحث على الإكثار من الصيام . يتبع... |
|||
2017-05-14, 23:35 | رقم المشاركة : 21 | |||
|
🌺🌺 الخطوة الثامنة عشرة : وجوب صوم رمضان.🌺🌺
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ »: ثم قال : « وَصَوْمِ رَمَضَانَ ». متفق عليه. فوائد الحديث 1) هذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين، وعليه اعتماده، وقد جمع أركانه في لفظ بليغ وجيز . قال ابن رجب - رحمه الله -: والمقصود تمثيل الإسلام ببنيان، ودعائم البنيان هذه الخمس، فلا يثبت البنيان بدونها، وبقية خصال الإسلام كتتمة البنيان، فإذا فقد منها شيء نقص البنيان، وهو قائم لا ينتقض بنقض ذلك، بخلاف نقض هذه الدعائم الخمس، فإن الإسلام يزول بفقدها جميعًا بغير إشكال، وكذلك يزول بفقد الشهادتين ؛ 2) تشبيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المعنويات بالحسيات ؛ 3) فيه أن من لم يأتِ بهذه الأركان الخمسة فليس في دائرة الإسلام بالإجماع ؛ 4) فيه دليل على أن صيام رمضان أصل من أصول الإسلام ؛ 5) فيه دليل على وجوب الصيام كما نص عليه الشرع ، قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } . قال السعدي رحمه الله تعالى : يخبر تعالى بما منَّ به على عباده, بأنه فرض عليهم الصيام, كما فرضه على الأمم السابقة, لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان. وفيه تنشيط لهذه الأمة, بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال, والمسارعة إلى صالح الخصال, وأنه ليس من الأمور الثقيلة, التي اختصيتم بها. يتبع... |
|||
2017-05-15, 01:53 | رقم المشاركة : 22 | |||
|
رمضان على الابواب |
|||
2017-05-15, 02:03 | رقم المشاركة : 23 | |||
|
اللهم بلغنا رمضان |
|||
2017-05-15, 22:56 | رقم المشاركة : 24 | |||
|
🌺🌺 الخطوة التاسعة عشرة : رمضان شهر القرآن .🌺🌺
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ ». متفق عليه. فوائد الحديث 1) في الحديث تعظيم لشهر رمضان إذ فيه ابتدئ نزول القرآن و فيه كان جبريل عليه السلام يعارض رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كل ما نزل من القرآن . قال ابن حجر رحمه الله تعالى : فيه إشارة إلى أن ابتداء نزول القرآن كان في شهر رمضان، لأن نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة كان في رمضان كما ثبت من حديث ابن عباس، فكان جبريل يتعاهده في كل سنة فيعارضه بما نزل عليه من رمضان إلى رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه به مرتين كما ثبت في الصحيح عن فاطمة -رضي الله عنها؛ 2) فيه إستحباب زيارة الصلحاء و أهل الخير في رمضان و تكرار ذلك إذا كان المزور لا يكرهه ؛ 3) فيه إستحباب الإكثار من القراءة في رمضان ، لأن رمضان موسم الخيرات و نعم الله على عباده فيه زائدة ، وفيه تضاعف الحسنات ؛ 4) فيه أن قراءة القرآن أفضل من سائر الأذكار ، إذ لو كان الذكر أفضل أو مساويا لفعله رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و جبريل عليه السلام ، فاجتمع بذلك أفضلية النازل ، وأفضلية المنزول عليه ، و المنزول به ، و الوقت ؛ 5) فيه أن القرآن يطلق على بعضه و على معظمه ، كما يطلق على كلمة . لأن أول رمضان من البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ؛ 6) فيه أن مداومة القرآن توجب زيادة الخير ؛ 7) فيه المذاكرة مع الفاضل في القرآن و العلم ، و إن كان الفاضل لا يخفى عليه ما يذاكره للعبادة و الإتعاظ ؛ 8) فيه دليل على كثرة نزول جبريل فيه . و في كثرة نزوله من توارد الخيرات و البركات ما لا يحصى ؛ 9) فيه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة فيه ؛ 10) فيه أن ليل رمضان أفضل من نهاره ؛ 11) فيه جواز قول رمضان من غير شهر ؛ 12) فيه الحث على الجود في كل وقت ؛ 13) فيه استحباب زيادة الجود في رمضان ، وعند الإجتماع بأهل الصلاح ؛ 14) فيه تشبيه المعقول بالمحسوس ، لتقريبه إلى الأذهان ؛ 15 فيه جوده صلى الله عليه و آله و سلم ؛ 16) فيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر . يتبع... |
|||
2017-05-18, 15:47 | رقم المشاركة : 25 | |||
|
🌺🌺 الخطوة العشرين : رمضان شهر المغفرة.🌺🌺
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : « الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ». رواه مسلم. فوائد الحديث 1) في الحديث فضل الصلوات الخمس، وأنها مكفرة للصغائر، وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ؛ 2) فيه فضل الجمعة، وأنها من أفضل أيام الله، وفيها ساعة لا يوفق عبد مسلم للدعاء فيها إلا استجاب الله له ؛ 3) فيه فضل شهر رمضان، وأن الله يكفر به ما صغر من الذنوب ؛ 4) هذا الحديث يدل صراحة على أن الذنوب تنقسم إلى قسمين: صغائر وكبائر؛ 5) فيه أن هذه الأعمال الصالحة تكفر صغائر الذنوب، وأما الكبائر فإنه لابد لها من توبة خاصة؛ لقوله: (إذا اجتنب الكبائر) ؛ 6) فيه رد على المرجئة لقولهم : بأن الأعمال تكفر الكبائر ، و النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال : ( مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ ) ، فدل قوله صلى الله عليه و آله و سلم أنه إذا لم يجتنب الكبائر فإن هذه الأعمال لا تقوى على تكفير كبائر الذنوب . يتبع... |
|||
2017-05-18, 15:49 | رقم المشاركة : 26 | |||
|
🌺🌺 الخطوة الواحدة و العشرين : رمضان تفتح فيه الأبواب .🌺🌺
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : « إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ». رواه البخاري. فوائد الحديث 1) في هذا الحديث دليل على أن الجنة في السماء ؛ 2) فيه إشارة إلى كثرة الثواب ؛ 3) فيه أن سبب فتح أبواب السماء إنما يكون بفعل الصائمين ؛ 4) فيه إذا علم المكلف ذلك بإخبار الصادق له ، يزيد في نشاطه و يتلقاه بأريحية ؛ 5) يؤخذ من قوله ( وسلسلت الشياطين ) فيه إشارة إلى رفع عذر المكلف ، كأنه يُقال له : قد كفت الشياطين عنك ، فلا تعتل بهم في ترك الطاعة و لا فعل المعصية ؛ 6) فتح أبواب السماء في رمضان هو من أوقات استجابة الدعاء ، فهو فرصة عظيمة لشغل هذا الزمن بالذكر والدعاء والتضرع . و الله أعلم. يتبع... |
|||
2017-05-20, 16:06 | رقم المشاركة : 27 | |||
|
🌺🌺الخطوة الثانية و العشرين : رمضان شهر القيام 🌺🌺 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ الرَّهْطُ فَقَالَ عُمَرُ: « إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ» ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ قَالَ عُمَرُ : « نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنْ الَّتِي يَقُومُونَ » يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ. رواه البخاري. فوائد الحديث 1) في الحديث جواز الإئتمام بالمصلي و إن لم ينوي الإمامة ؛ 2) فيه أن الإجتماع على واحد أنشط للمصلين ؛ 3) يؤخذ من ( إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ ) ، دليل على نظر الإمام لرعيته في جمع كلمتهم و صلاح دينهم ؛ 4) قال المهلب : وفيه أن اجتهاد الإمام ورأيه فى السنن مسموع منه مؤتمر له فيه ، كما ائتمر الصحابة لعمر فى جمعهم على قارئ واحد ؛ لأن طاعتهم لاجتهاده واستنباطه طاعة لله تعالى لقوله : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِى الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [ النساء : 83 ] ؛ 5) فيه جواز الاجتماع لصلاة النوافل ؛ 6) فيه أن الجماعة المتفقة فى عمل الطاعة مرجو بركتها ، إذ دعاء كل واحد منهم يشمل جماعتهم ، فلذلك صارت صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ، فيجب أن تكون النافلة كذلك ؛ 7) فيه أن قيام رمضان سنة لأن عمر لم يسن منه إلا ما كان رسول الله يحبه ، وقد أخبر عليه الصلاة و السلام بالعلة التى منعته من الخروج إليهم ، وهى خشية أن يفترض عليهم ، وكان بالمؤمنين رحيمًا ، فلما أمن عمر أن تفترض عليهم في زمانه لانقطاع الوحي أقام هذه السنة وأحياها ، وذلك سنَةَ أربع عشرة من الهجرة فى صدر خلافته ؛ 8) قال المهلب : "وفيه أن الأعمال إذا تركت لعلة ، وزالت العلة أنه لا بأس بإعادة العمل ، كما أمر عمر صلاة الليل فى رمضان بالجماعة ، وفيه أنه يجب أن يؤم القوم أقرؤهم ، فلذلك قال عمر : أُبَي أقرؤنا ، فلذلك قدمه عمر ، وهذا على الاختيار إذا أمكن ؛ لأن عمر قدم أيضًا تميمًا الدارى ، ومعلوم أن كثيرًا من الصحابة أقرأ منه ، فدل هذا أن قوله عليه الصلاة و السلام : (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ) إنما هو على الإختيار " إهـ ؛ 9) يؤخذ من قوله رضي الله تعالى عنه ( ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ ) أنه رضي الله عنه كان لا يواظب على الصلاة معهم ، و كأنه كان يرى أن الصلاة في بيته و لا سيما في آخر الليل أفضل ، لقوله رضي الله تعالى عنه : ( وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنْ الَّتِي يَقُومُونَ ) ؛ 10) قوله ( ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ ) ، دليل على عدم وجوب صلاة القيام لأن أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه لا يتأخر عن واجب . قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى : صلاة التراويح سنة مؤكدة وليست واجبة فلو تركها الإنسان فلا إثم عليه لكنه إذا فعلها فإنه ينال خيرًا كثيرًا وثوابًا جزيلاً لمن صلحت نيته وخلصت سريرته لله عز وجل ؛ 11) يؤخذ من قوله رضي الله تعالى عنه : ( وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ ) هذا تصريح منه بأن الصلاة في آخر الليل أفضل من أوله ، لكن ليس فيه أن الصلاة في قيام الليل فرادى أفضل من التجميع ؛ 12) قول عمر:( نِعْمَ الْبِدْعَةُ) فالبدعة اختراع ما لم يكن قبل ، فما خالف السنة فهو بدعة ضلالة ، وما وافقها فهو بدعة هُدى، وقد سئل ابن عمر عن صلاة الضحى فقال : بدعة، ونعم البدعة. يتبع... آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2017-05-20 في 16:07.
|
|||
2017-05-20, 16:08 | رقم المشاركة : 28 | |||
|
🌺🌺الخطوة الثالثة و العشرين : رمضان شهر الإعتكاف . 🌺🌺 عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ . متفق عليه. فوائد الحديث 1) في الحديث دليل على أن الإعتكاف سنة واظب النبي صلى الله عليه و آله و سلم ؛ 2) فيه دليل على مشروعية إعتكاف العشر الآواخر ؛ 3) يؤخذ من قولها رضي الله تعالى عنها ( الْعَشْرَ الْأَوَاخِر ) ، فيه دليل على أنها أفضل و أكمل ما يكون في الإعتكاف ، و أجمع العلماء رحمهم الله على تأكيد استحباب اعتكاف هذه العشر ، و العشر من رمضان كما تقدم هي آخر الأمر من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في اعتكافه ؛ 4) قولها رضي الله تعالى عنها : ( حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ) ، فيه دليل على أن الأمر محكم غير منسوخ ؛ 5) فيه حرص أمهات المؤمنين زوجاته رضي الله تعالى عنهن على متابعة النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، و أنهن لم يتركن هذه السنة من بعده عليه الصلاة و السلام ؛ 6) فيه دليل على مشروعية اعتكاف المرأة في المسجد ، وهذا مقيد بالضوابط الشرعية : أن تؤمن الفتنة و أن يكون وفق السنة ؛ 7) قولها رضي الله تعالى عنها ( رَمَضَانَ ) فيه دليل على أن الإعتكاف يشترط له صوم ، و في هذا مسألة . قال ابن قدامة في المغني : " المشهور في المذهب أن الاعتكاف يصح بغير صوم روي ذلك عن علي وابن مسعود وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز والحسن وعطاء و الشافعي وإسحاق ثم ذكر الدليل وهو ما رواه البخاري أن عمر -رضى الله عنه- قال: ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً - وَفِي رِوَايَةٍ : يَوْماً - فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . قَالَ : فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ ) ولو كان الصوم شرطا لما صح اعتكاف الليل لأنه لا صيام فيه ولأن الاعتكاف عبادة فصح في الليل فلم يشترط له الصيام كالصلاة وسائر العبادات ولأن إيجاب الصوم حكم لا يثبت إلا بالشرع ولم يصح فيه نص ولا إجماع، ثم روي عن عمر بن عبد العزيز قال: ليس عليها صوم إلا أن تجعله على نفسها ومثله عن طاووس وروي عن أحمد قول آخر أنه يلزم في الاعتكاف الصوم وهو قول مالك وأبي حنيفة والليث والزهري والثوري ، والصحيح القول الأول . ومع ذلك يستحب الصوم مع الاعتكاف ويتأكد لقوة الخلاف ولأن النبي -صلى الله عليه وأله و سلم- لم يعتكف إلا وهو صائم كالعشر الأواخر من رمضان فكذا يلحق برمضان " إهـ .والله أعلم. يتبع... |
|||
2017-05-21, 22:34 | رقم المشاركة : 29 | |||
|
🌺🌺الخطوة الرابعة و العشرين : ليلة القدر 🌺🌺 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مَنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا كُلُّ مَحْرُومٍ » . رواه ابن ماجة و حسنه الألباني. فوائد الحديث 1) في الحديث إشارة للتعظيم و التنبيه و التذكير و هذا في قوله صلى الله عليه و آله و سلم : (إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ )؛ 2) فيه الحث على زيادة الاجتهاد في الأعمال الصالحة ؛ 3) فيه دليل على فضيلة شهر رمضان حيث أن الله خصه بليلة هي خير من ألف شهر ؛ 4) فيه إثبات لليلة القدر و الرد على من قال بأنها رفعت أصلا ورأسا حكاه المتولي في التتمة عن الروافض والفاكهاني في شرح العمدة عن الحنفية ، وكأنه خطأ منه . أو من قال بفرضية أنها توافق جميع أيام السنة ، بناءا على دوران الزمان لنقصان الأهلة . وهو قول مشهور عند الحنفية أيضا حكاه قاضي خان وأبو بكر الرازي منهم . إلا أن جميع هذه الأقوال فاسدة ؛ 5) فيه إبهام ليلة القدر ، وقد اختلف العلماء اختلافا كثيرا في تعيينها، فذهبوا في ذلك إلى أكثر من أربعين قولا ، و لعل الراجح إن شاء الله ما ذهب إليه الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى ، قال : والصحيح أنها تتنقّل فتكون عاماً ليلة إحدى وعشرين، وعاماً ليلة تسع وعشرين، وعاماً ليلة خمس وعشرين، وعاماً ليلة أربع وعشرين، وهكذا؛ لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول، لكن أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، ولا تتعين فيها كما يظنه بعض الناس، فيبني على ظنه هذا، أن يجتهد فيها كثيراً ويفتر فيما سواها من الليالي. اهـ ؛ 6) فيه دليل على أن فضل ليلة القدر كثير عظيم ؛ 7) فيه أن من وافق ليلة القدر على الوجه المطلوب شرعًا فقد حاز الخير كله ؛ 8) فيه أن المحروم منها لا يكون محروما إلا بسبب تهاونه لأنه عرف فضائل هذه الليلة ثم ضيعها و لم يجتهد فيها . يتبع... |
|||
2017-05-25, 06:48 | رقم المشاركة : 30 | |||
|
🌺🌺الخطوة الخامسة و العشرين : العمرة في رمضان . 🌺🌺 عَن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا رجعَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْ حَجَّتِهِ قالَ لأِمِّ سِنانٍ الأنْصَارِيَّةِ : « مَا منَعَكِ مِنَ الحَجِّ » قالَتْ أبُو فُلانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كانَ لَهُ ناضِحَانِ حَجَّ عَلَى أحَدِهِمَا والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا قَالَ : « فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ حَجَّةٌ أَوْ حجَّةٌ مَعِي ».متفق عليه. فوائد الحديث 1) في الحديث جواز تطوع النساء بالحج وهذا إذا كانت الطرق مأمونة وكان مع المرأة ذو محرم أو كانت في جماعة نساء يعين بعضهن بعضاً وينبغي أن ينضم الرجل إليهن عند الركوب والنزول ؛ 2) فيه أن الأعمال قد يفضل بعضها بعضاً في أوقات وأن الشهور بعضها أفضل من بعض والعمل في بعضها أفضل من بعض وأن شهر رمضان مما يضاعف فيه عمل البر وذلك دليل على عظيم فضله ؛ 3) فيه أن الحج أفضل من العمرة وذلك والله أعلم لما فيه من زيادة المشقة في العمل والإنفاق ؛ 4) فيه العمل اليسير يقابله الأجر العظيم ؛ 5) فيه فضل العمرة في رمضان و أنها سنة مشروعة ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " يحتمل أنه صلى الله عليه و سلم كان يشتغل في رمضان من العبادة بما هو أهم من العمرة وخشي من المشقة على أمته إذ لو اعتمر في رمضان لبادروا إلى ذلك مع ما هم عليه من المشقة في الجمع بين العمرة والصوم وقد كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشيـة أن يفرض على أمته وخـوفا من المشقة عليهم " ؛ 6) قال الشوكاني رحمه الله : قوله : ( تعدل حجة ) . فيه دليل على أن العمرة في رمضان تعدل حجة في الثواب لا لأنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزئ عن حج الفرض ؛ 7) اختلف أهل العلم فيمن يُحَصِّلُ الفضيلة المذكورة في الحديث ، على ثلاثة أقوال : القول الأول : أن هذا الحديث خاص بالمرأة التي خاطبها النبي صلى الله عليه وسلم ، وممن اختار هذا القول: سعيد بن جبير من التابعين ، نقله عنه ابن حجر في "فتح الباري" ومما يستدل به لهذا القول ما جاء في حديث أم معقل أنها قالت : (الحج حجة ، والعمرة عمرة ، وقد قال هذا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما أدري أَلِي خاصةً . – تعني : أم للناس عامة-) رواه أبو داود (1989) غير أن هذا اللفظ ضعيف ، ضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" . القول الثاني : أن هذه الفضيلة يحصلها من نوى الحج فعجز عنه ، ثم عوضه بعمرة في رمضان ، فيكون له باجتماع نية الحج مع أداء العمرة أجر حجة تامة مع النبي صلى الله عليه وسلم .قال ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص/249) : واعلم أن مَن عجز عن عملِ خيرٍ وتأسف عليه وتمنى حصوله كان شريكا لفاعله في الأجر... – وذكر أمثلة لذلك منها - : وفات بعضَ النساءِ الحجُّ مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم سألته عما يجزئ من تلك الحجة ، قال : ( اعتمري في رمضان ، فإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي ) " انتهى . ونحو ذلك قاله ابن كثير في التفسير (1/531) .وذكر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية احتمالا في "مجموع الفتاوى" (26/293-294) . القول الثالث : ما ذهب إليه أهل العلم من المذاهب الأربعة وغيرهم ، أن الفضل في هذا الحديث عام لكل من اعتمر في شهر رمضان ، فالعمرة فيه تعدل حجة لجميع الناس ، وليس مخصوصا بأشخاص أو بأحوال . جاء في الشرح الممتع على الروض المربع لابن عثيمين 7 / 102 : الرد على الذين قالوا بالخصوصية قلت : الأصل في التشريع العموم ، والتخصيص يحتاج إلى دليل من الكتاب أو السنة والخصوصية لا تثبت بالاحتمال بل لا بد فيها من دليل شرعي وليس فيها مجال للرأي ولا الاجتهاد ولا الاستنباط ، والتخصيص يكون بالذكر والمكان والحال فالتخصيص بالذكر وإفراده بالحكم خصوصاً كقوله تعالى : ( وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) إهـ . والأقرب من هذه الأقوال – والله أعلم - هو القول الأخير. يتبع... |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc