النائب حسن عريبي الجزائر في 21 نوفمبر 2015م
الموضـوع/ سؤال شفوي حـول عدم احتساب الخبرة المهنيــةلسلك مساعد معلم في الترقية إلى الرتب الأعلى.
إلى السيدة وزيرة التربية الوطنية
بناء على المادة 134 من الدستور
يسعدني سيادة الوزيرة أن أتوجه إليكم بهذا السؤال الكتابي راجيا منكم أن يجد لديكم المقام الطيب يتعلق الأمر بعدم احتساب الخبرة المهنية لسلك مساعد معلم.
انني رصددت معاناة شرائح المجتمع الجزائري الذي استأمننا على خذمته ورفع انشغالاته, فإنني هذه المرة, أرفع إليكم انشغالات شريحة من مجتمعنا تمثل أخطر وظيفة على وجه الأرض, ألا وهي وظيفة التعليم,هذه الوظيفة التي ترصد لها الدول المتحضرة الميزانيات الضخمة, كونها القاعدة الأساس لكل تقدم فكري واقتصادي, أوعسكري,لأن بناء الإنسان قبل بناء الجدران.
ويعلم القاصي والداني, أنه في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي,لجأت وزارة التربية الوطنية آنذاك إلى أسلوب التوظيف المباشر لشغل منصب معلم مساعد,لسد العجز المسجل في المناصب حينها, وقد تكبدت هذه الفئة عناء التنقل للقرى والمداشر النائية ولمسافات جد بعيدة وصلت في بعض الحالات لأكثر من خمسين(50) كلم للوصول إلى المدرسة مكان العمل.
وزيادة على عناء التعب والتنقل لمسافات بعيدة, فقد جاءت مرحلة الفتنة العمياء التي ضربت وطننا, فتكبدت هذه الفئة التهديد بالتصفية الجسدية من طرف الجماعات الإرهابية المسلحة, خاصة معلمي اللغة الفرنسية,وكان الواحد منهم يموت في اليوم والليلة ألف مرة,لكنهم بقوا صامدين مؤدين لرسالتهم على أكمل وجه, في وقت تخلى فيه الكثير عن وطنهم وفروا إلى ماوراء البحار,لكن هؤلاء الشجعان(ذكورا وإناثا) اختاروا التخندق مع الوطن والمساهمة في تربية الناشئة رغم التهديدات والمشاق الصعبة التي لايتحملها جيل اليوم.
السيدة الوزيرة
إن هذه الفئة تتعرض اليوم للتهميش والإقصاء والحقرة العلنية من طرف وزارة التربية الوطنية,حيث أنه,وبعد الاتفاقية المبرمة مع وزارة التعليم العالي, وصدور القانون رقم:240/12 الذي يحدد شروط الإدماج والترقية للرتب الأعلى, تم إدماج بعض المعلمين المساعدين تبعا للتاريخ المرجعي الذي يحدد شروط الإدماج والمؤرخ في:31/12/2011 لرتبة أستاذ رئيسي في الصنف:12,وإلى رتبة أستاذ مكون في التعليم الابتدائي لمن لهم 20سنة خبرة فعلية.
السيدة الوزيرة
إن الترقية التي تمت لهذه الفئة كانت على أساس خبرة معلم,وليس معلم مساعد, مما يعني حرمانهم من خبرة فترة عملهم كمعلمين مساعدين,وتم حرمانهم من الترقية كونهم لايملكون خبرة 20سنة عمل فعلي بصفة معلم,وهذا تدوير لرأس القانون وجر له من الذيل حتى يسير أعرجا,ويطبق شائها.تجدر الإشارة يامعالي الوزير أن وزارة التربية الوطنية اتفقت مع نقابة الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين(unpef) في محضر رسمي محرر وموقع بتاريخ:03/06/2012 تعهدت الوزارة بموجبه باحتساب الخبرة للمعلمين المساعدين وتعهدت بمراسلة مديريات التربية الولائية لاحتساب سنوات الخبرة اعتبارا من تاريخ التوظيف, لكن لم يتم تجسيد الاتفاقية لحد هذه الساعـــة.
معالي السيد الوزير الأول:
لما سبق سرده من وقائع فإنني أصالة عن نفسي ونيابة عن هذه الفئة المظلومة,أتقدم إليكم بهذه الأسئلــة, راجيا أن تجد لديكم الآذان الصاغية,والعقول المتفهمة المستجيبـة لمطالب مواطنيها:
لماذا يتم حرمان هذه الشريحة من حقها في احتساب الخبرة المهنية؟.
هل هذا التصرف هو معاقبة لها على صمودها في أحلك فترات تاريخ البلاد؟.
لماذا لم تلتزم وزارة التربية بنص الاتفاق المحرر والموقع مع الشريك الاجتماعي أين تعهدت باحتساب سنوات الخبرة لهذه الفئة؟.
ألا ترون أن مثل هذه التصرفات تكرس الإقصاء والتمييز,وتنشر الخيبة والإحباط في نفوس من يسهرون على تربية الاجيال,وبالتالي تؤثر على مردودهم؟.
ماهي الإجراءات التي ستتخذونها لتدارك هذا الخلل,وتجسيد مبدأ تكافؤ الفرص للجميع,وبالتالي تمكين هذه الفئة من حقها الطبيعي والقانوني في الاستفادة من الخبرة المهنية المكتسبة؟.
في انتضار إجابتكم الصريحة والإيجابية على هذه الأسئلةتقبلوا مني فائق التقدير وللاحترم.
النائب حسن عريبي عضو لجنة الدفاع الوطني جبهة العدالة والتنمية