مُدَارَسَةُ كِتَابِ شَرْحِِ: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلْمِ .. - الصفحة 12 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > المنتدى الإسلامي للنّساء > فقه المرأة المسلمة

فقه المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنّة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مُدَارَسَةُ كِتَابِ شَرْحِِ: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلْمِ ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-10-27, 19:09   رقم المشاركة : 166
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البنت الجلفاوية مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله
بارك الرحمن فيك على ما قدمت وبه أفدت جوزيت خير الجزاء
لي استفسار هل لك تهميش لما كتبته لأني لاحظت أنك وضعت أرقاما فوق بعض الكلام والأقوال هل افهم من وجد هاته الارقام التهميشية وجود التهميش ونسيت وضعه ...؟؟
بارك االله فيك على الفاوائد المقدمة وجعلها الله في ميزان حسناتك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الرحمان أخيتي الكريمة البنت الجلفاوية (حبذا كنية نستعملها في التخاطب بيننا) ، بالنسبة لاستفسارك عن الارقام التي وضعتها فلقد نسيت ازالتها عند نقلي للتعاريف من أحد المواقع ،فجزاك الله خيرا على التنبيه .









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 14:50   رقم المشاركة : 167
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نمر للفقرات التاليـة بإذن الله:
قال المُصنّف -رحمه الله-:
الأدب العاشِر: هَجْرُ التَّرَفُّهِ :

لا تَسْتَرْسِلْ في ( التَّنَعُّمِ والرفاهِيَةِ )؛ فإنَّ ( البَذاذةَ من الإيمانِ ) وخُذْ بوَصيةِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في كتابِه المشهورِ وفيه: (وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ، وتَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا ) [1]

وعليه فازْوَرَّ عن زَيْفِ الحضارةِ فإنه يُؤَنِّثُ الطِّباعَ ويُرْخِي الأعصابَ ويُقَيِّدُك بِخَيْطِ الأَوْهَامِ ويَصِلُ المُجِدُّونَ لغاياتِهم وأنتَ لم تَبْرَحْ مكَانكَ، مَشْغُولٌ بالتأَنُّقِ في مَلْبَسِكَ وإن كان منها شِيَاتٌ ليست مُحَرَّمَةً ولا مَكروهةً لكن ليست سَمْتًا صالحًا والحِلْيَةُ في الظاهرِ كاللِّباسِ عُنوانٌ على انتماءِ الشخصِ بل تَحديدٌ له، وهل اللِّباسُ إلا وَسيلةٌ من وسائلِ التعبيرِ عن الذاتِ ؟! فكُنْ حَذِرًا في لِباسِكَ؛ لأنه يُعَبِّرُ لغَيْرِكَ عن تَقْوِيمِك في الانتماءِ والتكوينِ والذوْقِ، ولهذا قِيلَ: الْحِلْيَةُ في الظاهِرِ تَدُلُّ على مَيْلٍ في الباطِنِ والناسُ يُصَنِّفُونَكَ من لِباسِك بل إنَّ كيفِيَّةَ اللُّبْسِ تُعْطِي للناظِرِ تَصنيفَ اللابسِ من: الرصانةِ والتعَقُّلِ أو التَّمَشْيُخِ والرَّهْبَنَةِ أو التصابِي وحُبِّ الظهورِ، فخُذْ من اللِّباسِ ما يَزينُك ولا يَشينُك ولا يَجْعَلْ فيكَ مَقالًا لقائلٍ ولا لَمْزًا لِلَامِزٍ، وإذا تلاقَى مَلْبَسُك وكيفيَّةُ لُبْسِك بما يَلتَقِي مع شَرَفِ ما تَحْمِلُه من العِلْمِ الشرعيِّ كان أَدْعَى لتعظيمِك والانتفاعِ بعلْمِك، بل بِحُسْنِ نِيَّتِك يكونُ قُرْبَةً إنه وسيلةٌ إلى هِدايةِ الْخَلْقِ للحَقِّ . وفي المأثورِ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ : ( أَحَبُّ إليَّ أن أَنْظُرَ القارِئَ أبيضَ الثيابِ ) أي : ليَعْظُمَ في نفوسِ الناسِ فيَعْظُمَ في نفوسِهم ما لَدَيْهِ من الْحَقِّ.

والناسُ – كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى – كأسرابِ الْقَطَا، مَجبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ . فإيَّاكَ ثم إيَّاكَ من لِباسِ التصابِي، أمَّا اللِّباسُ الإفرنجيُّ فغَيرُ خافٍ عليك حُكْمُه، وليس معنى هذا أن تأتِيَ بلِباسٍ مُشَوَّهٍ لكنه الاقتصادُ في اللِّباسِ برَسْمِ الشرْعِ، تَحُفُّه بالسمْتِ الصالحِ والْهَدْيِ الْحَسَنِ. وتَطْلُبُ دلائلَ ذلك في كتُبِ السنَّةِ والرِّقاقِ ، لا سِيَّمَا في ( الجامعِ ) للخطيبِ.

ولا تَسْتَنْكِرْ هذه الإشارةَ فما زالَ أهلُ العِلْمِ يُنَبِّهُون على هذا في كُتُبِ الرِّقاقِ والآدابِ واللِّباسِ، واللهُ أَعْلَمُ [2]

الأدب الحادي عشر: الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ:

لا تَطَأْ بِساطَ مَن يَغْشُونَ في نادِيهم الْمُنْكَرَ، ويَهْتِكُون أستارَ الأَدَبِ مُتَغَابِيًا عن ذلك ، فإنْ فعَلْتَ ذلك فإنَّ جِنايَتَكَ على العِلْمِ وأَهْلِه عظيمةٌ . [3]

الأدب الثّاني عشر: الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ:
التَّصَوُّنُ من اللَّغَطِ والْهَيْشَاتِ، فإنَّ الغَلَطَ تحتَ اللَّغَطِ، وهذا يُنافِي أَدَبَ الطَّلَبِ. [4]
ومن لَطيفِ ما يُسْتَحْضَرُ هنا ما ذَكَرَه صاحبُ (الوَسيطِ في أُدباءِ شِنْقِيطَ) وعنه في (مُعْجَمِ الْمَعاجِمِ): أنه وَقَعَ نِزاعٌ بينَ قَبيلتينِ، فسَعَتْ بينَهما قَبيلةٌ أُخرى في الصُّلْحِ فتَرَاضَوْا بِحُكْمِ الشرْعِ وحَكَّمُوا عالِمًا فاستَظْهَرَ قتلَ أربعةٍ من قبيلةٍ بأربعةٍ قُتِلُوا من القبيلةِ الأخرى، فقالَ الشيخُ بابُ بنُ أحمدَ: مثلُ هذا لا قِصاصَ فيه. فقالَ القاضي: إنَّ هذا لا يُوجَدُ في كتابٍ . فقالَ : بل لم يَخْلُ منه كتابٌ. فقالَ القاضي : هذا (القاموسُ ) - يعني أنه يَدْخُلُ في عُمومِ كتابٍ - . فتَنَاوَلَ صاحبُ الترجمةِ ( القاموسَ ) وَأَوَّلَ ما وَقَعَ نَظَرُه عليه: ( والْهَيْشَةُ الفتنةُ وأمُّ حُبَيْنٍ وليس في الْهَيْشاتِ قَوَدٌ ) أي : في القتيلِ في الفِتنةِ لا يُدْرَى قاتِلُه فتَعَجَّبَ الناسُ من مِثْلِ هذا الاستحضارِ في ذلك الموقِفِ الْحَرِجِ ) اهـ ملَخَّصًا . [5]

الشّرح:



[1] قوله: لا تسترسل في التنعم والرفاهية، وهذه النصيحة تقال لطالب العلم ولغير طالب العلم لأن الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فقد كان ينهى عن كثرة الإرفاه ويأمر بالاحتفاء أحيانا، والإنسان الذي يعتاد الرفاهية يصعب عليه معالجة الأمور، لأنه قد تأتيه الأمور على وجه لا يتمكن معه من الرفاهية، ولنضرب لذلك مثلا بهذا المثل الذي ذكرناه في الحديث يأمر بالاحتفاء أحيانا: بعض الناس لا يحتفي, دائما عليه جورب وعليه خف وعليه نعل, لا يكاد يمشي هذا الرجل لو عرض له عارض وقيل له تمشي خمسمائة متر بدون وقاية للرجل لوجدت ذلك يشق عليه مشقة عظيمة, وربما تدمى قدمه من مماسة الأرض، لكن لو عوَّد نفسه على الخشونة وعلى ترك الترفه دائما , لحصل له خير كثير. ثم إن البدن إذا لم يعود على مثل هذه الأمور لم يكن عنده مناعة, فتجده يتألم من أي شيء من ذلك , لكن إذا كان عنده مناعة لا يهتم له ولهذا تجد أيدي العمال الآن أقوى بكثير من أيدي طلبة العلم, لأنها تعودت واعتادت على ذلك حتى إن بعض العمال فيما سبق لما كانوا يعانون الطين واللبن إذا مسست أيديهم كأنما مسست حجرا من خشونتها , لو أنه ضم أصابعه على يدك لآلمك كثيرا لأنه اعتاد على ذلك. فترفيه الإنسان نفسه كثيرا لا شك أنه ضرر عليه كبير .
قوله : " البذاذة من الإيمان " ما هي البذاذة ؟
البذاذة: عدم التنعم والترفه, وليست البذاءة , فرق بين البذاءة وبين البذاذة ، البذاءة صفة غير محمودة , أما البذاذة فهي صفة محمودة.
وخذ بوصيه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتابه المشهور، وفيه: وإياكم وزي العجم .
هذه الجمله تحذيرية, لأن العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية. فإن وردت في مطلوب فهي إغراء، وإن وردت في محذور فهي تحذير.

فلو قلت لشخص: الأسد الأسد , هذا تحذير. وإن قلت : الغزال الغزال, هذا إغراء .
أما (إيَّاك) فهي للتحذير، قال ابن مالك:

إياك والشر ونحوه نصب = محذر بما استتاره وجب
ومعنى إياكم: أحذركم .
والتنعم : هذه الواو للعطف, وقيل للمعية , والمعنى : أحذركم مع التنعم يعني أن تكونوا مع التنعم, التنعم باللباس وبالبدن وكل شيء, والمراد بذلك كثرته .لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه , من الأمور المحمودة بلا شك .ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير سبب شرعي , فهو مذموم.
وقوله: وزي العجم، ما هو زي العجم؟ شكله، سواء كان ذلك في الحلية كشكل الشعر شعر الرأس أو اللحية أو ما أشبه ذلك، أو كان باللباس يعني بالتحلي باللباس. فإننا منهيون عن زي العجم , وليس المراد بالعجم أمة إيران بل المراد بالعجم كل ما سوى العرب فيدخل فيه الأوربيون والشرقيون في آسيا وغيرها, كل من سوى العرب فهو عجم لكن المسلم من العجم التحق بالعرب حكما لا نسبا, لأنه اقتدى بمن بعث في الأميين رسولا صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
تمعددوا : هل معناه كبروا معدتكم؟! لا، معد بن عدنان هذا أعلى أجداد الرسول عليه الصلاة والسلام بعد عدنان وهو ولا شك من صميم العرب فكأنه يقول: اتركوا زي العجم وعليكم بزي العرب (معد بن عدنان) .
وأما اخشوشنوا : فهو من الخشونة التي هي ضد الليونة والتنعم .

وكل هذه وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه , لو أن الناس عملوا بها, سواء من طلبة العلم أو غير طلبة العلم, لكان في هذا خير كثير .لكن الآن في البلاد التي منَّ الله عليها بالأمن وطيب العيش وكثرة المال , صار الأمر بالعكس تماما, فالتنعم موجود لا يريد الإنسان إلا أن يركب مركبا مريحا ويبني قصرا مشيدا ولا يناله شيء من الأذى لا برد في برد ولا حر في حر ولا يريد أن يمسه شيء متنعم تماما. ولهذا كثرت فيهم الأوبئة التي تترتب على عدم الحركة , مثل السمنة والضغط وضيق التنفس وعدم القدرة ، يعني بعض الناس تجد الشاب تصعد أنت وهو الجبل، لا ينتصف الجبل إلا وقد سارع نَفَسُه حتى يكاد يسقط بدنه, وأنت مستريح لأنك تعودت وهو لم يتعود مع أنه شاب لكن لم يعود نفسه . زي العجم الآن موجود يترقبون كل موضة تخرج حتى يقلدوها , وقد أتعبت النساء رجالها في هذا الباب تجدها تأتي صباح النهار كل يوم بلباس من أحسن الألبسة نظيف، ساتر، ثم تنزل إلى السوق في آخر النهار فإذا بموضة جديدة، فتصيح أريد أن أشتري هذا الثوب مع أنه أضيق من الأول وأسوأ من الأول ولكن هذا شيء جديد، لا بد من الإعجاب به لا بد من أن تأخذ منه , خصوصا من منَّ الله عليها بالمال كبعض المدرسات وغيرهم , فتجدها لا يهمها تشتري ما تريد، وهذا غلط. ولهذا كثرت الآن بين أيدي النساء مجلات تسمى البردة, تأخذها المرأة وتنظر ما يروق لها حتى وإن كان لباسا لا يتناسب مع اللباس الشرعي, لكنه جديد، نسأل الله السلامة والهداية..
[2] لما ذكر - وفقه الله - هجر الترفه، أطنب في ذكر اللباس، لأن اللباس الظاهر عنوان على اللباس الباطن.
ولهذا يمر بك رجلان كلاهما عليه ثوب مثل الآخر, فتزدري أحدهما ولا تهتم بالآخر, تزدري بمن لباسه ينبغي أن يكون على غير هذا الوجه. إما في الكيفية وإما في اللون وإما في الخياطة أو غير ذلك، والثاني لا ترفع به رأسا ولا ترى في لباسه بأسا، لأن لكل قالب ما يناسبه .
مثلا لبس العقال: هو في الأصل لا بأس به، بل إن بعضهم يقول: إنه العمامة العصرية، العمامة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كانت لفافة تطوى على الرأس وتحتاج إلى تعب في طيها ونقلها, لكن هذا مطوي جاهز ليس عليك إلا أن تضعه على رأسك، فهو العمامة إلا أنها عمامة ميسرة، ولهذا كان بعض الناس فيما سبق يجعلون (العُقُل) يجعلونها بيضاء لتكون كالعمامة تماما، هذه العُقُل لا يلبسها كل الناس على حد سواء، يمر بك رجلان كلاهما قد لبس العقال أحدهما تزدريه والثاني لا تهتم به, لأن الأول لبس ما لا يلبسه مثله والثاني لبس ما يلبسه مثله ولا تهتم به .
وأشياء كثيرة من هذا النوع، مر بك رجلان أحدهما ميكانيكي عليه بنطلون ومر بك عالم كبير عليه بنطلون في بلد لا يلبس العلماء مثله، تجد أنك تزدري الثاني ولا تزدري الأول .
فالمهم أن الشيخ وفقه الله, يقول إن بعض الناس يكون مشغولا بالتأنق في ملابسه، حتى وإن كانت مباحة، فلا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس، والتأنق في لبس الغترة (واجعلها مرزاب لا مرزابين ولا ثلاثة) لا تهتم بهذا، ولكن لا تكون أيضا بالعكس لا تهتم بنفسك ولا بلباسك، وقد سبق أن التجمل في اللباس مما يحبه الله عز وجل , وهذا عمر رضي الله عنه يقول: أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب . لأنه جمال.
وقول الشيخ بكر أبي زيد وفقه الله: (إنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق)؛ هذا أيضا صحيح لأن كل إنسان قد يزن من لاقاه بحسب ما عليه من اللباس, كما أنه يزنه بالنسبة لحركاته وكلامه وأقواله , وخفته ورزانته كذلك في اللباس .
ثم حذر من لباس التصابي، قبلها كلام شيخ الإسلام أيضا كلام مهم: الناس كأسرابِ الْقَطَا، مَجبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ. وهذا صحيح ولذلك إذا ظهر نوع جديد من اللباس تجد الناس يتقاطرون عليه فما تلبث أن يسع الناس كلهم .
أما لباس التصابي, بأن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان , من رقيق الثياب وما أشبه ذلك فهذا أيضا من الأمور التي لا ينبغي للإنسان أن يمارسها .
أما اللباس الإفرنجي فغير خاف عليك حكمه, ما هو حكمه ؟ التحريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من تشبه بقوم فهو منهم))
لكن ما هو اللباس الإفرنجي ؟ اللباس الإفرنجي هو المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم , وإذا رآه الرائي قال: إن لابسه من الإفرنج , وأما ما كان شائعا بين الناس , من الإفرنج وغير الإفرنج , فهذا لا يكون من التشبه , لكن قد يحرم من جهة أخرى مثل أن يكون حريرا بالنسبة للرجال, أو قصيرا بالنسبة للنساء أو ما أشبه ذلك.
ثم لما خاف أن يمضي الذهن بعيدا قال : وليس معنى هذا أن تأتي بلباس مشوه، يعني ليس معنى ما قاله أن الإنسان يأتي باللباس المشوه كما يفعله بعض الناس, إظهارا للزهد. تجد ثوبه يشق يقول: دعه، ما يهتم به ويتسخ يقول لا يهم أنا مآلي للتراب والأرض تأكل الكفن وتوسخ الجسد ما يهم, أو مثلا يأتي وغترته غير مرتبه ولا يبالي، الجانب هذا قليل والجانب هذا كثير ويمشي بدون مبالاة هذا ليس طيبا, الإنسان ينبغي أن يعتني بنفسه ولا يأتي بما يكون هزءا في حقه, لأنه مأمور بأن يدفع الغيبة عن نفسه ((رحم الله امرئ كف الغيبة عن نفسه))

[3] أما قوله: (الإعراض عن مجالس اللغو) فاللغو نوعان: لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة، ولغو فيه مضرة. أما الأول فلا ينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة، وأما الثاني فإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر محرم والمؤلف كأنه حمل الترجمة على المعنى الثاني الذي هو اللغو المحرم، ولا شك أن المجالس التي تشتمل على المحرم لا يجوز للإنسان أن يجلس فيها لأن الله تعالى يقول:{وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}فمن جلس مجلسا منكر وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر فإن استقامت الحال فهذا المطلوب وإن لم تستقم وأصروا على منكرهم فالواجب أن ينصرف خلافا لما يتوهمه بعض العامة يقول: إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ((فإن لم يستطع فبقلبه))وأنا كاره لهذا المنكر في قلبي وهو جالس مع أهله فيقال له: لو كنت كارها له حقًا ما جلست معهم لأن الإنسان لا يمكن أن يجلس على مكروه إلا إذا كان مكرها، أما شيء تكرهه وتجلس باختيارك فإن دعواك كراهته ليست بصحيحة.
وقوله: (فإن فعلت ذلك فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة) أما كونه جنايته على نفسه فالأمر ظاهر، يعني لو رأينا طالب علم يجلس مجالس اللهو واللغو والمنكر فجنايته على نفسه واضحة وعظيمة، لكن كيف تكون جناية على العلم وأهله ؟ لأن الناس يقولون: هؤلاء طلبة العلم، هؤلاء العلماء، هذا نتيجة العلم، وما أشبه ذلك فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره.
[4] الهيشات يعني بذلك هيشات الأسواق كما جاء في الحديث التحذير منها لأنها تشتمل على لغط وسب وشتم وبعض طلبة العلم يقول أنا أقعد في الأسواق من أجل أن أنظر ماذا يفعل الناس؟ وماذا يكون بينهم؟ فنقول: هناك فرق بين الاختبار والممارسة يعني لو ذكر لك أن في السوق الفلاني كذا وكذا فهنا لا حرج عليك أن تذهب وتختبر بنفسك، لكن لو كان جلوسك في هذا السوق مستمرا تمارسه كل عصر تروح تجلس في هذا السوق لكان هذا خطأ بالنسبة لك لأنه إهانة لك ولطلب العلم ولطلبة العلمعموما وللعلم الشرعي أيضا . [5] هؤلاء قبائل جرى بينهم فتنة فقتل من إحدى القبيلتين أربعة رجال فحضروا إلى القاضي فقال الشيخ واسمه باب بن أحمد: مثل هذا لا قصاص فيه، قال القاضي الحاكم: إن هذا لا يوجد في كتاب، يعني أين الدليل على أنه لا قصاص فيه؟ لا يوجد، في أي كتاب أنه لا قصاص في ذلك، فقال الشيخ باب بن أحمد: بل لم يخل منه كتاب، فقال القاضي: هذا القاموس، يعنى أنه يدخل في عموم كتاب وهو قول باب بن أحمد: لم يخل منه كتاب كلمة (لم يخل منه كتاب) كلمة كتاب عامة تشمل كل الكتب، كتب الفقه والعقيدة والنحو والأدب وكل شيء؛ لأن كتاب نكرة في سياق النفي فتكون للعموم وهو يقول لم يخل منه كتاب، فقال القاضي: هذا القاموس، القاضي الآن يعني عنده ثقة بنفسه أنه لن يوجد في القاموس حكم هذه المسألة؛ لأن القاموس كتاب لغة وليس كتاب فقه، قال القاضي هذا القاموس وأنت تقول: لا يخلو منه كتاب، هذا القاموس أعطني إياها، يقول فتناول صاحب الترجمة القاموس وأول ما موقع نظره عليه والهيشة فتنة وأم حبين وليس في الهيشات قود، فأخذ من كتاب القاموس أن حكم القاضي بأنه يقتل من القبيلة الأخرى أربعة خطأ .هذا معنى هذه القصة. أي: في القتيل في الفتنة لا يدرى قاتله فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف الحرج انتهى ملخصا .
الهشية الفتنة وأم حبين. من يعرف أم حبين ؟ هي دويبة لكنها تشبه الخنفساء، دوبية يعني ليست من الدواب القوية لكنها على كل حال هي دويبة من الحشرات .










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 17:32   رقم المشاركة : 168
معلومات العضو
البنت الجلفاوية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية البنت الجلفاوية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام فاطمة 79 مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الرحمان أخيتي الكريمة البنت الجلفاوية (حبذا كنية نستعملها في التخاطب بيننا) ، بالنسبة لاستفسارك عن الارقام التي وضعتها فلقد نسيت ازالتها عند نقلي للتعاريف من أحد المواقع ،فجزاك الله خيرا على التنبيه .

السلام عليكم ورحمة الله...تحية مجددو

اهلا بك أخيتي "أم فاطمة" جميل أن يكون التواصل والتخاطب بالكنية بوركت
معك أختك "أم جابر"
مشكورة على التوضيح بوركت









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 17:37   رقم المشاركة : 169
معلومات العضو
البنت الجلفاوية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية البنت الجلفاوية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تصفية وتربية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكِ أختي على نشاطكِ .. أسأل الله لكِ ولنا الإخلاص والهمّة العاليــة
عُذرًا من الأخت [عفّة] -وفقها الله-
الكلام موجود في الشّرح أختنا، قال الشيخ ابن عُثيمين -رحمه الله-: (طلاقة الوجه، أيضا طلاقة الوجه هذه من مكارم الأخلاق، وهل مثلا أطلق وجهي لكل إنسان حتى لو كان من أجرم المجرمين أو على حسب الحال؟ على حسب الحال، أطلق الوجه في ستة من تسعة : ما معناها؟ يعني في الثلثين والثلث دعه لما تقتضيه الحاجة)
أتمنى أن يكون المعنى اتّضح الآن .. وإن لم يتّضح أخبرينا سلّمكِ الله
السلام عليكم ورحمة الله
أدري بأنه قد ذكر ....لكن اليس لديك شرح اوضح وتفصيل أبين
بوركت ..









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 23:00   رقم المشاركة : 170
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البنت الجلفاوية مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
أدري بأنه قد ذكر ....لكن اليس لديك شرح اوضح وتفصيل أبين
بوركت ..
وعليكم السّلام ورحمة الله
قصد الشيخ -رحمه الله- والله أعلم أنّ طلاقة الوجه لا تكون مُطلقًا بل حسب الحال وحسب الظرف، يعني المرء يُسدّد ويُقارب ويرى الوضع إن كان يتطلب طلاقة الوجه أو العكس.
مثلا أمام المُبتدعة لا يصح أن يبتسم أو أن يكون لطيفًا معهم
طلاقة الوجه أمر مندوب والشّرع يحث عليه لكن على المرء أن يختار متى يطلق وجهه ومتى يعبس حسبما يقتضيه الحال
والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-30, 17:01   رقم المشاركة : 171
معلومات العضو
عفّة
۩ القلَـم الواعِـدْ ۩
 
الصورة الرمزية عفّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

بسم الله

- لا نسترسل في التنعم والرفاهية وهذه النصيحة تقال لطالب العلم ولغيره
- علينا تعويد أنفسنا على الخشونة
- البذاذة من الإيمان وليست هي البذاءة
- زي العجم المراد كل من سوى العرب
- تمعددوا : أي أتركوا وي العجم وعليكم بزي العرب، معد بن عدنان
- اخشوشنوا : فهي الخشونة التي ضد الليونة
- المؤلف تكلم وأطنب في الكلام حول اللباس لأن اللباس الظاهر عنوان اللباس الباطن
- لباس التصابي : أن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان من رقيق الثياب
-اللباس الافرنجي حكمه التحريم لأنه مختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم


يتبع ، مع الامر الحادي عشر بحول الله

وذلك لأن هذا الأمر مملوء بألفاظ تحتاج لشرح وإعادة قراءة وأسئلة أيضا

وسأدرجها بحول الله تعالى

ثم والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-03, 17:27   رقم المشاركة : 172
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أينكن يا أخوات؟؟؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-03, 17:45   رقم المشاركة : 173
معلومات العضو
بنت الرّحّل
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بنت الرّحّل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الأدب العاشر والحادي عشر والثاني عشر



الثّلاثاء : 20 الـــــــمحرّم 1437 من الهجرة النّبويّة



الأدب الـــــعاشر من آداب طالب العلم فـي نفسه

(هــــجر التّـــــرفّــــــــه)
1) - الاسترسال في الرّفاهية مخالف لنهي النبي – صلّى الله عليه وسلّم –عن كثرة الإرفاه والحكمة من النّهي تعويد النفس الصبر والقوة!
2) – قوله ((البذاذة من الإيمان )) البذاذة هي عدم التنعم والترفه وهي محمودة.

3) – من السنة الاحتفاء أحيانا للتّعوّد على بعض الخشونة
4) – التنعم بالحلال على وجه لا إسراف فيه محمود ولا بد من الحذر من الإكثار منه !

5) – معنى ((تمعددوا )) عليكم بزي العرب نسبة إلى معد بن عدنان
6) – اللباس الظاهر عنوان الباطن لكن هذا لا يعني أن يكون الإنسان مشغولا بالتأنق دائما أو مهملا للباسه دائما.


الأدب الحادي عشر من آداب طالب العلم فـي نفسه

(الإعراض عن مجالس اللغو )
1)- اللغو نوعان :
  • · نوع ليس فيه فائدة ولا مضرة فلا ينبغي للعاقل أن يذهب وقته فيه
  • · ونوع فيه مضرة فهو محرّم
2) – على طالب العلم التنزه عن مجالس اللغو والمنكر لأنه قدوة وحتى لا يكون سببا في ذم العلم والعلماء


الأدب الثّاني عشر من آداب طالب العلم فـي نفسه

(الإعراض عن الـهَيشات )


1)- من أدب الطلب الإعراض عن(الـهَيشات ): اللغط والسباب والشتم

2)- الجلوس في الأسواق ليس من شيم طالب العلم










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-03, 20:06   رقم المشاركة : 174
معلومات العضو
أم فاطمة السلفية
مراقبة المنتدى الاسلامي للنساء
 
الصورة الرمزية أم فاطمة السلفية
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-الأدب العاشِر: هَجْرُ التَّرَفُّهِ :
-على طالب العلم ألا يسترسل في التنعم والرفاهية،وهذه النصيحة لا تخص طالب العلم فقط وانما موجهة لكل الناس لأن ذلك مخالف لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام .
-البذاذة اصطلاحا: قال فيها ابن القيّم- رحمه الله تعالى-:(هي سوء الهيئة والتّجوّز في الثّياب ونحوها، يقال: رجل باذّ الهيئة: إذا كان رثّ الهيئة والثّياب) .
- " البذاذة من الإيمان ": البذاذة: عدم التنعم والترفه وقد سئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين عن هذا الحديث فأجاب فضيلته :
-السؤال :
-نرى بعض الناس المتدينين يهملون نظافة ثيابهم ، وإذا سئلوا عن ذلك قالوا : إن البذاذة من الإيمان ، فنرجو من فضيلتكم بيان مدى صحة قولهم ؟
الجواب :
-الحمد لله " الذي ينبغي للإنسان أن يكون جميلاً في ملبسه ومظهره بقدر المستطاع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث الصحابة عن الكبر قالوا : يا رسول الله ، إن الرجل يحب أن يكون نعله حسناً وثوبه حسناً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ) رواه مسلم (91) ، أي : يحب التجمل ، ولم ينكر عليهم أن يحبوا أن تكون ثيابهم حسنة ونعالهم حسنة ، بل قال : ( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ) أي : يحب التجمل.
-وبناء على ذلك نقول : إن معنى الحديث : ( إن البذاذة من الإيمان ) أن يكون الإنسان غير متكلف بأشياء ، وإذا كان لا يتكلف الأشياء بل تأتي بأصولها إنه يحمل هذا النص على النص الذي أشرت إليه آنفاً ، وهو أن التجمل من الأشياء المحبوبة إلى الله عز وجل ، لكن بشرط ألا يكون ذلك إسرافاً ، أو لا يكون ذلك نزولاً إلى المستوى الذي لا ينبغي أن يكون عليه الرجل " انتهى .
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
"فتاوى علماء البلد الحرام" (ص1078)

-فرق بين البذاءة وبين البذاذة،فالبذاءة صفة غير محمودة، أما البذاذة فهي صفة محمودة.
-على طالب العلم أن يأخذ بوَصيةِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في كتابِه المشهورِ وفيه: (وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ، وتَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا ).
-ومعنى إياكم: أحذركم ،وهذه الجمله تحذيرية لأن العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية فإن وردت في مطلوب فهي إغراء، وإن وردت في محذور فهي تحذير.
-والتنعم: والمراد بذلك كثرته لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه ، من الأمور المحمودة بلا شك .
-وأما زي العجم المشابهة في الزي الظاهر تدعو إلى الموافقة في الهدي الباطن كما دل عليه الشرع .
-وقوله وتمعددوا أي: الزموا المعدية وهي عادة معد بن عدنان في أخلاقه وزيه وفروسيته وأفعاله.
-وقوله: واخشوشنوا أي: تعاطوا ما يوجب الخشونة ويصلب الجسم ويصبره على الحر والبرد والتعب والمشاق ؛ فإن الرجل قد يحتاج إلى نفسه فيجد عنده خشونة وقوة وصبرا ، ما لا يجدها صاحب التنعم والترفه ومقصود عمر -رضي الله تعالى عنه- حثهم على خشونة العيش ، وصلابتهم في ذلك ، ومحافظتهم على طريقة العرب في ذلك.
- لو أن الناس عملوابهذه الوصايا سواء من طلبة العلم أو من غيرهم لكان في هذا خير كثير .
-على طالب العلم أن يبتعد عن زيف الحضارة لأنه يُؤَنِّثُ الطِّباعَ ويُرْخِي الأعصابَ ويُقَيِّدُه بِخَيْطِ الأَوْهَامِ فيَصِلُ المُجِدُّونَ لغاياتِهم وهو لم يبْرَحْ مكَانه مشتغل بلباسه ومظهره ،وحتى عند انتفاء المحرمات والمكروهات فهذا ليس سمت طالب العلم .
-الحِلْيَةُ في الظاهرِ كاللِّباسِ عُنوانٌ على انتماءِ الشخصِ بل تَحديدٌ له.
-قِيلَ: الْحِلْيَةُ في الظاهِرِ تَدُلُّ على مَيْلٍ في الباطِنِ.
-الناس يحكمون على الشخص من مظهره أي من ملبسه فاللباس يعطي انطباعا عن الشخص من الرصانةِ والتعَقُّلِ أو التَّمَشْيُخِ والرَّهْبَنَةِ أو التصابِي وحُبِّ الظهورِ.
على طالب العلم أن يأخذ من اللباس ما يزينه ولا يشينه ولا يَجْعَلْ فيكَ مَقالًا لقائلٍ ولا لَمْزًا لِلَامِزٍ.
-اذا اجتمع المظهر اللائق و طريقة اللباس اللائقة مع شرف العلم ومايحمله طالب العلم من علم شرعي كان ذلك أدعى لتعظيم العلم والانتفاع به .
-على طالب العلم أن يحذر من لباس التصابي وذلك بأن يلبس الشيخ الكبيرالسن ما يلبسه الصبيان من رقيق الثياب وما أشبه ذلك فهذا من الأمور التي لا ينبغي للإنسان أن يمارسها .
-على طالب العلم أن يحذر من اللباس الافرنجي وهو اللباس المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم ، وإذا رآه الرائي قال: إن لابسه من الإفرنج وأما ما كان شائعا بين الناس من الإفرنج وغير الإفرنج فهذا لا يكون من التشبه لكن قد يحرم من جهة أخرى مثل أن يكون حريرا بالنسبة للرجال أو قصيرا بالنسبة للنساء أو ما أشبه ذلك وحكمه التحريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من تشبه بقوم فهو منهم)).
-على طالب العلم ألا يأتي باللباس المشوه كما يفعله بعض الناس إظهارا للزهد بل ينبغي أن يعتني بنفسه ولا يأتي بما يكون هزءا في حقه لأنه مأمور بأن يدفع الغيبة عن نفسه .
الأدب الحادي عشر: الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ:
-على طالب العلم أن يعرض عن مجالس اللغو بنوعيه لأن ذلك ليس من سمت طالب العلم فإن فعل ذلك وارتاد هذه المجالس فإن جنايته على العلم وأهله عظيمة .
-الأدب الثّاني عشر: الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ:
-على طالب العلم أن يصون نفسه عن اللغط والهيشات لإنَّ الغَلَطَ تحتَ اللَّغَطِ.
-الهَيْشُ : الإِفْسَادُ كالهَوْشِ وقد هاشَ فِيهم هَيْشاً : عاثَ وأَفْسَدَ والهَيْشُ : التَّحَرُّكُ والهَيْجُ كالهَوْشِ قالَ أَبو زَيْدٍ : هاشَ القَوْمُ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ إِذا وَثَبَ بَعْضُهُم إِلى بَعْضٍ لِلقِتَالِ .
-وفي الصّحاح : هاشَ القَوْمُ يَهِيشُونَ هَيْشاً إِذا تَحَرَّكُوا وهَاجُوا.
-وقوع نزاع بين قبيلتيلن أفضى الى أن :
-الهشيةهي الفتنة .
-القتيل في الفتنة لا يعرف من قاتله.
-ليس في الهيشات قود أي قصاص.
تم بحمد الله.












رد مع اقتباس
قديم 2015-11-08, 12:01   رقم المشاركة : 175
معلومات العضو
البنت الجلفاوية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية البنت الجلفاوية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة لكن اخواتي
بارك الله فيك اخت "تصفية وتربية " على التوضيح والشرح
................
كنت قد سألتك فيما سبق وقلت لك أين الغجابات فاخبرتني انك اجبت غير انه حينما قدمت لك السؤال في وقتها لم انتبه انك قد قمت بتعديل الصفحة
جاء التعديل بعد السؤال
جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-08, 19:33   رقم المشاركة : 176
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأدب العاشر
هجر الترفه

وهو هجر الإسترسال في الرفاهيةِ والتنعم لسبب أنه مخالف لإرشاد الرسول صلي الله عليه وسلم ، فهو ينهي عن كثرة الرفاه والتنعم إلا فيما حلل الله. فالترفه والتنعم لديه أثار سلبية في حياة المسلم والإنسان الذي يعتاد الرفاهية يصعب عليه معالجة الأمور
ـ (البذاذة من الايمان ) والبذاذة : عدم التنعم والترفه
التنعم يكون باللباس والبدن وكل شيء والمراد بذلك كثرته
ـ قوله اياكم : الغرض منها التحذير من كثرة التنعم لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه , من الأمور المحمودة بلا شك
ـ المراد بالعجم كل ما سوى العرب فيدخل فيه الأوربيون والشرقيون في آسيا وغيرها
ـ تمعددوا اتركوا زي العجم وعليكم بزي العرب
ـاخشوشنوا : فهو من الخشونة التي هي ضد الليونةوالتنعم
ـالتجمل في اللباس مما يحبه الله عز وجل لكن لا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس
ـلباس التصابي , بأن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان , لا ينبغي للإنسان.
ـاللباس الإفرنجي حكمه التحريم،لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من تشبه بقوم فهو منهم)) وهو اللباس المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم وأما ما كان شائعا بين الناس فهذا لا يكون من التشبه













رد مع اقتباس
قديم 2015-11-08, 19:37   رقم المشاركة : 177
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأدب الحادي عشر: الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ:

اللغو نوعان:
1 لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة،فلا ينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة
2 ولغو فيه مضرةفإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر محرم


ـ لا يجوز للإنسان أن يجلس مجلسا منكر وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر فإن استقامت الحال فهذا المطلوب وإن لم تستقم وأصروا على منكرهم فالواجب أن
ينصرف










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-08, 19:47   رقم المشاركة : 178
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

-الأدب الثّاني عشر: الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ:

الهَيْشُ : الإِفْسَادُ كالهَوْشِ وقد هاشَ فِيهم هَيْشاً : عاثَ وأَفْسَدَ (تاج العروس)، وفي حديث ابن مسعود إِياكم وهَيْشاتِ الليلِ وهَيْشاتِ الأَسواقِ
وذلك لما فيها من لغط وسب وشتم



قال الإمام النووي في شرح مسلم: وإياكم وهيشات الأسواق: هي بفتح الهاء وإسكان الياء وبالشين المعجمة أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها، فعلى الطالب ان يتجنب مواطن اللغط و اللغوحتى يستبريء لدينه و عرضه.










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-09, 12:10   رقم المشاركة : 179
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأدب العاشِر: هَجْرُ التَّرَفُّهِ
الاسترسال في التنعم والرفاهية منهي عنه لطالب العلم ولغيره ..كلن صلى الله عليه وسلم يأمر بالاحتفاء أحيانا
لو عوّد الرجل نفسه على الخشونة وترك الترفه لحصل له خير كثير..
البذاذة :عدم الترفه والتنعم وهي صفة محمودة..عكس البذاءة..
اياكم والتنعم وزي العجم:تحذير من كثرة التنعم ..ومشابهة غير المسلمين في زيهم ..
تمعددوا :عليكم بزي معد بن عدنان..
اخشوشنوا من الخشونة ضد الليونة..
تحذير الشيخ رحمه الله من كثرة الاهتمام بالتأنق في اللباس..
تحريم اللباس الافرنجي..لقوله عليه الصلاة والسلام :"من تشبه بقوم فهو منهم "









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-11, 22:11   رقم المشاركة : 180
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله
أعتذر أخواتي على التأخر
نواصل على بركة الله
قال المُصنّف -رحمه الله-:
الأدب الثّالِث عشر: التحَلِّي بالرِّفْقِ:
الْتَزِم الرِّفْقَ في القوْلِ، مُجْتَنِبًا الكلمةَ الجافيةَ فإنَّ الْخِطابَ اللَّيِّنَ يتَأَلَّفُ النفوسَ الناشِزَةَ
. وأَدِلَّةُ الكتابِ والسنَّةِ في هذا مُتكاثِرة. [1]
الأدب الرّاِبع عشر: التأمُّلُ: التَّحَلِّي بالتأمُّلِ.

فإنَّ مَن تَأَمَّلَ أَدْرَكَ ، وقيلَ : ( تَأَمَّلْ تُدْرِكْ).
وعليه فتَأَمَّلْ عندَ التَّكَلُّمِ : بماذا تَتَكَلَّمُ ؟ وما هي عائدتُه ؟ وتَحَرَّزْ في العِبارةِ والأداءِ دونَ تَعَنُّتٍ أو تَحَذْلُقٍ، وتَأَمَّلْ عندَ المذاكرةِ كيفَ تَختارُ القالَبَ المناسِبَللمعنى الْمُرادِ، وتَأَمَّلْ عندَ سؤالِ السائلِ كيف تَتَفَهَّمُ السؤالَ على وجْهِه حتى لا يَحْتَمِلَ وَجهينِ ؟ وهكذا. [2]

الأدب الخامِس عشر: الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ :تَحَلَّ بالثباتِ والتَّثَبُّتِ لا سِيَّمَا في الْمُلِمَّاتِ والْمُهِِمَّاتِ ومنه: الصبرُ والثباتُ في التَّلَقِّي وطيُّ الساعاتِ في الطلَبِ على الأشياخِ، فإنَّ ( مَن ثَبَتَ نَبَتَ). [3]

الشّرح:

[1] هذا من أهم الأخلاق لطالب العلم سواء أكان طالبا أم مطلوبا أي: معلما، فالرفق كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء وإلا شانه)) لكن لا بد أن يكون الإنسان رفيقا من غير ضعف أما أن يكون رفيقا يمتهن ولا يأخذ بقوله ولا يهتم به فهذا خلاف الحزم لكن يكون رفيقا في مواضع الرفق وعنيفا في مواضع العنف ولا أحد أرحم من الخلق من الله عز وجل ومع ذلك يقول:{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فلكل مقام مقال لو أن الإنسان عامل ابنه بالرفق في كل شيء حتى فيما ينبغي فيه الحزم ما استطاع أن يربيه، لو كان ابنه مثلا كسر الزجاج وفتح الأبواب وشق الثياب ثم جاء الأب ووجده على هذه الحال قال: يا ولدي ما يصلح هذا لو شققته يتلف ولو كسرته تكون خسارة علينا وقمت تكلمه هكذا والولد عفريت من العفاريت، يكفي هذا أم لا يكفي؟ ما يكفي كل مقام له مقال: ((مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)) لكن إذا دار الأمر بين الرفق أو العنف فما الأفضل ؟ الرفق، فإن تعين العنف صار هو الحكمة .
يقول: مجتنبا الكلمة الجافية، هذا صحيح تجنب الكلمة الجافية والفعلة الجافية أيضا، وقوله: الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة، عندنا كلمة يقولها العامة لا أدري هل توافقون عليها أم لا: الكلام اللين يغلب الحق البين، لا بد أن نفهم المراد يغلب الحق البين يعني أن تليين الكلام للخصم ولو كان الحق معه فإنه يتنازل عن حقه، وليس معناه أن الكلام اللين يبطل الحق، يغلب الحق البين، يعني فيما جاء به الخصم لأنك إذا ألنت له الكلام لان لك وهذا شيء مشاهد إذا نازعت أحدا فسيشتد عليك ويزيد وإذا ألنت له القول فإنه يقرب منك ولهذا قال الله تعالى لموسى وهارون حين أرسلهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} .

[2] التأمل الذي أراده : تأمل عند الجواب كيف يكون جوابك؟ هل هو واضح لا يحصل فيه لبس أو مبهم؟ وهل هو مفصل أو مجمل؟ حسب ما تقتضيه الحال، المهم التأمل يريد بذلك التأني وألا تتكلم حتى تعرف ماذا تتكلم به وماذا ستكون النتيجة؟ ولهذا يقولون: لا تضع قدمك إلا حيث علمت السلامة يعني: الإنسان يخطو ويمشي لا يضع قدمه في شيء لا يدري أحفرة هو أم شوكا أم حصى أم نارا أم ثلجا حتى يعرف أين يضع قدمه، فالتأمل هذا مهم ولا تتعجل إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولهذا قال الشاعر الناظم :
قد يدرك المتأني بعض حاجته = وقد يكون مع المستعجل الزلل

وربما فات قوم جل أمرهم = مع التأني وكان الرأى لو عجلوا
فإذا دار الأمر بين أن أتأنى وأصبر أو أتعجل وأقدم فأيهما أقدم؟ الأول، لأن القولة أو الفعلة إذا خرجت منك لن ترد لكن ما دمت لم تقل ولم تفعل فأنت حر تملك، فتأمل بماذا تتكلم به؟ وما هي فائدته؟ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خير أو ليصمت))تحرز في العبارة والأداء وهذا أيضا من أهم ما يكون يعني: لا تطلق العبارة على وجه تؤخذ عليك بل تحرز إما بقيود تضيفها إلى الإطلاق وإما بتخصيص تضيفه إلى العموم وإما بشرط تقول إن كان كذا أو ما أشبه ذلك ولكن أقول دون تعنت أو تحذلق، تعنت يعني دون أن تشق على نفسك، التعنت من العنت، أو تحذلق يعني تدعي أنك حاذق وهذا التحذلق من الحذق مع زيادة اللام وإلا فالأصل أن اللام هنا ليست موجودة في تحذلق.
(وتَأَمَّلْ عندَ المذاكرةِ كيفَ تَختارُ القالَبَ المناسِبَللمعنى الْمُرادِ) لعلهأراد تأمل عند المذاكرة:يعني إذا كنت تذاكر غيرك في شيء وتناظره فاختر القالب المناسب للمعنى المراد (وتَأَمَّلْ عندَ سؤالِ السائلِ كيف تَتَفَهَّمُ السؤالَ على وجْهِه حتى لا يَحْتَمِلَ وَجهينِ ؟ وهكذا) وكذلك أيضا في الجواب وهو أهم لأن السؤال يسهل على المسؤول أن يستفهم من السائل: ماذا يريد؟ أريد كذا وكذا فيتبين الأمر لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة كل إنسان يفسر هذا الكلام بما يريد وبما يناسبه.

[3] هذا أهم ما يكون في هذه الآداب هو التثبت، التثبت فيما ينقل من الأخبار والتثبت فيما يصدر منك من الأحكام فالأخبار إذا نقلت فلا بد أن تتثبت أولا هل صحت عمن نقلت إليه أو لا ، ثم إذا صحت فلا تحكم، تثبت في الحكم ربما يكون الخبر الذي سمعته يكون مبنيا على أصل تجهله أنت فتحكم بأنه خطا والواقع أنه ليس بخطأ، ولكن كيف العلاج في هذه الحال؟ العلاج أن تتصل بمن نسب إليه الخبر وتقول نقل عنك كذا وكذا فهل هذا صحيح ثم تناقشه فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه أول وهلة سمعته لأنك لا تدري ما سبب هذا المنقول، ويقال: إذا علم السبب بطل العجب، فلا بد أولا من التثبيت ثم بعد ذلك تتصل بمن نقل عنه وتسأله هل صح ذلك أو لا ؟ ثم تناقشه فإما أن يكون هو على حق وصواب فترجع إليه أو يكون الصواب معك فيرجع إليه

الأمر الخامس عشر الثبات والتثبيت هذان شيئان متشابهان لفظا لكنهما مختلفان معنى. فالثبات معناه الصبر والمصابرة وألا يمل ولا يضجر وألا يأخذ من كل كتاب نتفة أو من كل فن قطعة ثم يترك، لأن هذا هو الذي يضر الطالب يقطع عليه الأيام بلا فائدة إذا لم يثبت على شيء تجده مرة في الآجرومية ومرة في متن القطر ومرة في الألفية، في المصطلح: مرة في النخبة، ومرة في ألفية العراقي، ويتخبط، في الفقه: مرة في زاد المستقنع، مرة في عمدة الفقه، مرة في المغنى، مرة في شرح المهذب، وهكذا في كل كتاب وهلم جرا هذا في الغالب أنه لا يحصل علما، ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لا أصولا وتحصيل المسائل كالذي يلتقط الجراد واحدة بعد أخرى لكن التأصيل والرسوخ والثبات هذا هو المهم، اثبت بالنسبة للكتب التي تقرأ أو تراجع واثبت بالنسبة للشيوخ أيضا الذين تتلقى عنهم لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ كل شهر عند شيخ قرر أولا من ستتلقى العلم عنده، ثم إذا قررت ذلك فاثبت ولا تجعل كل شهر أو كل أسبوع لك شيخا، ولا فرق بين أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه وشيخا آخر في النحو وتستمر معه في النحو وشيخا آخر في العقيدة والتوحيد، وتستمر معه، المهم أن تستمر لا أن تتذوق وتكون كالرجل المطلاق كلما تزوج امرأة وجلس عندها سبعة أيام طلقها وذهب يطلب أخرى، هذا يبقى طول دهره لم يتمتع بزوجة ولم يحصل له أولاد في الغالب.
أيضا التثبت كما قلنا قبل قليل أيضا من أهم الأمور إن لم يكن أهمها التثبت فيما ينقل عن الغير أمر مهم لأن الناقلين تارة تكون لهم إرادات سيئة ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه قصدا وعمدا وتارة لا يكون عندهم إرادات سيئة لكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي أريد به، ولهذا يجب التثبت فإذا ثبت بالسند ما نقل فحينئذ يأتي دور المناقشة مع من؟ مع صاحبه الذي نقل عنه قبل أن تحكم على هذا القول بأنه خطأ أو غير خطأ وذلك لأنه ربما يظهر لك بالمناقشة أن الصواب مع هذا الذي نقل عنه الكلام، وإلا من المعلوم أن الإنسان لو حكم على الشيء بمجرد السماع من أول وهلة لكان ينقل عنه أشياء تنفر منها النفوس عن بعض العلماء الذين يعتبرون منارات للعلم لكن عندما يتثبت ويتأمل ويتصل بهذا الشيخ مثلا يتبين له الأمر، ولهذا قال:(منه الصبر والثبات في التلقي وطي الساعات في الطلب على الأشياخ)هذا داخل في الثبات أم في التثبت؟ في الثبات(فإن من ثبت نبت) ومن لم يثبت لم ينبت، ولم يحصل على شيء.










آخر تعديل تصفية وتربية 2015-11-11 في 22:12.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُدَارَسَةٍ, العِلْمِ, حِلْيَةُ, شَرْحِِ:, طَالِبِ, كِتَابِ

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc