همسة الى كل معلم ومعلمة
همسات يهتف بها قلبي إلى قلبك أرجو أن تحوز على رضاك وتبعث
فيك المزيد
مما يكون أنيساً رائعاً ورفيقاً ممتعاً في رحلتك
وأنت همسات تبني العقول وتصنع استثماراً هو الأبقى والأعمق في بناء الإنسان ..
هنيئاً لك وأنت كلما خطوت إلى عملك وأنت في درسك وأنت عائد منه إلى بيتك كل من في السموات والأرض يستغفر لك ولا يحصيهم عددا إلا خالقهم سبحانه وتعالى
ولمزيد من الرضا بما تُعلّم وتعمل حتى الحيتان في الماء والنمل في جحورها تستغفر لك ...
ألا يكفيك تحفيزا ؟
وهذا تحفيز تكلم به من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..
إذاً .. طب نفساً وافرح بهذا فرحاً يتربع على قلبك ويشحذ همتك ويقوي عزيمتك
بل ويسري منك إلى غيرك فتخصب أرض أنت بها, وتشرق شمسك لتكون نوراً لك ولمن معك ..
مرحلتنا الآن لاشك أنها غير التي سبقتها فالمتغيرات كثيرة والمستجدات كذلك
والتحديات تزداد كل يوم والطالب والطالبة ينتظر منك الكثير وأنت لها ..
فهْمُ المرحلة ومتطلباتها عامل في التحفيز وعنصر لبذل المزيد والعكس هنا لن يحقق ماتريد ...
أقصد "بالعكس" أن يرجع المعلم والمعلمة بالطالب والطالبة إلى مرحلة انتهت
فيطرق موضوعات ويفتح حوارات تؤخر ولاتقدم ..
كُن للمرحلة واعياً
ومن أهم سماتها أن المعلومة فيها أصبحت أيسر ما يكون الحصول عليها ،
ومن سماتها أنها تؤمن بالشراكة والتعاون أكثر من الفردية فالطالب / الطالبة شركاء في التعلم
وليسوا أوعية تُلقى فيها المعلومة فقط،
ومن سماتها أنها مرحلة تحتاج لغة سهلة مختصرة عميقة ..
شركاء في التعلم
وليسوا أوعية تُلقى فيها المعلومة فقط،
ومن سماتها أنها مرحلة تحتاج لغة سهلة مختصرة عميقة ..
جمالك يأتي من داخلك قبل الخارج وروعتك في روحك قبل لسانك,
وحين يتواطأ جمال الروح مع أناقة المظهر فهو الجمال بعينه
وسيختصر الكثير من المسافات ويحقق العديد من المكاسب ...
والسر هنا أنها منظومة تتكامل بين حسن المخبر وجمال المظهر
لتؤسس في الطالب والطالبة أن البناء المتميز للشخصية هو الذي يتعامل معها وحدة واحدة تتكامل وتتناغم
فلا يعني التعلم ازدراء المظهر ولايغلب التجمّل في اللباس والهندام تنمية العقل والفكر وكلها تتكامل ..
رقم جميل .. ستقضي معهم لا يقل عن 700 ساعة خلال العام فاجعلها ساعات جميلة بالكلمة الطيبة والتعامل الراقي وحسن الظن والصبر على تقصيرهم وضعفهم
جمالك في علاقاتك مع زملائك المعلمين .. احترم تخصصاتهم وخبراتهم وانتبه من تنافسٍ بينكم قد يفسد علاقة أو يوتر أجواء صافية وحين التنافس تخلّق بأجمل أخلاق المتنافسين
جمالك في علاقتك مع الإدارة .. فلا تودد يزيد عن حده ولا جفاء يصيب العلاقة بتصحّر يؤثر .. والتوسط هو الأجمل ..
كن معيناً لإدارتك وشاركها الهم في البناء وتأكد أنك لا تستطيع أن تعمل عملاً تكاملياً بدونها وهي كذلك ..
جمالك في علاقتك بأسرة الطالب .. لأنه يقضي ثلث يومه لديك وثلثين يقضيهما مع أسرته فلا بد من جودة التواصل الذي يهدف للارتقاء به وليس عملية من الرقابة والتشديد عليه.
تميزك مداره على مهاراتك في بناء شخصية متعلّمة .. يدخل فيها عرض مادتك وحوارك مع طلابك / طالباتك
بناء شخصية متعلمة تؤسسها أنت في الصف وميدانها هو الحياة ...
هذا يعني تألقاً في عرضك للمادة وذوقاً في تعاملك معه / معها بل ويتعدى إلى صلة متميزة بأسرته لأن الجميع شركاء في الصناعة والبناء وليست مهمة على المعلم / المعلمة فقط
مهاراتك مفتاحها أن تكون منصتاً جيداً له مهما كان طرحه ،
مهاراتك تعني أن تهندس هندسة رائعة لعرض درسك الذي هو شريك دائم معك في تقديمه ،
مهاراتك أن تكون لطيفاً رفيقاً معه مهما كان،
مهاراتك أن تحسن الحوار معه وأن تبني فيه القناعة قبل الطاعة والفهم قبل العمل والأدب قبل العلم
و اجعل شعارك في هذا العام : سأكون متميزاً لأنني أريد ذلك..
نعم إنه شعار يكشف لك ثقة عالية بنفسك وتقديراً واضحاً لذاتك..
تميز لأنك تريد ذلك ويأتي بعد إرادتك رغبات أخرى منها أن التميز أصبح ضرورة وأن التنافس الحضاري يقتضي مزيداً من التميز الفردي
وأن الطالب المتميز سبقه معلم متميز/ معلمة متميزة وهو - التميز- في الحقيقة استجابة فطرية لحاجة النفس للتقدير والاحترام ولا يحققها مثل التميز ..
شعارك يضبط مسارك .. ليس القصد منه - الشعار- كلمات مجردة تقال أو عبارة تكتب فتعلّق ..
بل هو هتاف عقلك لقلبك ونور وعيك يشع على جوارحك لتعمل كلها ضمن هذا الشعار أو أي شعار ترتضيه ..
أنت في مدرسة وكل مدارسنا ضمن مدرسة الحياة التي أبوابها لا تغلق إلا حين رحيل الإنسان عنها..
هذا يعني أننا نتعلم كل لحظة ومن ذلك وقتنا في مدارسنا..
ولقد تعلمت من طلاب صغار أخلاقيات عديدة واكتسبت من همم بعضهم همة ومن سمت بعضهم سمتاً وخلقاً.. وأيضا تعلمت من زملاء لي الكثير فيما يخص مادتي أو غيرها ...
قرار التعلم والانتفاع هو قرارك أنت وأرجو أن لا تؤجل اتخاذ هذا القرار ..
وأنت تعلّم الطلاب استثمرها وتعلم منهم بكل ألوانهم وتنوعهم ومستوياتهم ..
في علاقتك بزملائك تعلّم خذ من المنتظم انتظامه ومن اللطيف الرفيق لطفه ورفقه ومن الحازم بوعي حزمه
وفي المقابل حين ترى كسولاً أو عاجزاً فاحمد الله على عافيته .. وأعطهم من همتك ونشاطك, والناجح يُعدي وهمة روحه تسري ..
في هذه الهمسة أؤكد على مبدأ أننا نتعلم في كل مواقفنا ومجريات حياتنا إذا قررنا ذلك بتوفيق الله تعالى والمهم هنا أن نؤكد بناء لياقة عالية لدى المعلم / المعلمة في بناء ذات متعلمه وتعلّم ..
ذاتٌ لا ترى أن الله جمع العلم لديها فقط أو اختصر ما في العقول ليكون في رأسها فقط بل تتجدد في علمها وتعلمها وهذا كلهسيحقق للطالب / الطالبة أنموذجاً حياً لشخصية متوازنة فاعلة.
كُن أنت .. مهما كانت قدراتك وإمكاناتك كُن أنت.. تعني أن لا تتكلف شيئاً ولا تتصنع فتتعب..
همسة .. لا تعني أن لا تطور ذاتك أو ترتقي بقدراتك ومهاراتك بل تعني أن تؤمن أن الله خلق لك نمطاً معيناً وشخصية متميزة
وحباك قدرات ومواهب ليست لدى غيرك فاشكره عليها ومن شكره صدق استثمارها لا دفنها..
سيعجبك زميل / وتعجبكِ زميلة وهذا أمر وارد وطبيعي ، إعجاب بطرحه أو طريقة تعامله مع طلابه أو... هنا الإعجاب متاح
والأهم هو أن تستثمره في اكتساب بعض المهارات ولا تقبل أن تذوب في غيرك مهما كان ولا تخلط التقدير والاحترام أو الإعجاب بعمل أو آداء معين لاتخلطها بالاستنساخ
فتكون شخصية مكرورة من س أو ص وتكتشف لاحقاً انك تملك الكثير لكنك ألغيت ذاتك أو كدت .
قبل بدءك مع الطلاب تخلص من الأغلال الخمسة ..
الشك .. الشك يفقدك الثقة, علماً أن بدايته صغيرة وهي استجابة لنفس غير واثقة وقد يكون لنفس تظن أنها أوتيت فراسة وذكاء يبرر لها الشك فيمن تريد وكما تريد..
كن على يقينٍ وحين تبدو لك أعمال تدعو للشك فاتخذ لذلك الطريق الصحيح في الأدلة والبراهين ..
تذكر أن الشك ومن ابتلي به سيبعده عن الناس وقد يزيد الأمر عليه فيشك في ذاته وقدراته ..
وتذكر أن الشك يُعدي فلا تجالس من أُبتلي بالشك ولو أعجبك مظهره أو منطقه لأنك مع الوقت ستتأثر
الشكوى .. الشكوى من واقع فيه أخطاء .. الشكوى من مشكلات أو هموم أو ....
الشاكي صباحاً ومساءاً تسري شكواه لتسكن في نفوس غيره ويتحول هو ومن حوله إلى فريق يجيد الشكوى بل ويصنعها ..
والشكوى والتحزّن تُكره للمؤمن كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى ..
الشكوى طاقة هائلة تصرفها في غير مكانها.. وهذه الشكوى المتكررة ليست الشكوى التي يُراد منها إصلاح أو تطوير أو ارتقاء وبينهما مسافات ولكل منها دلائل وعلامات ..
ولاتجالس أهل الشكوى إلا ناصحاً ومغيراً وإلا ستدور في فلكهم وتصبح وتمسي على الشكوى ..
التذمر .. إما تذمر من الوظيفة.. أو من المدرسة.. أو من الوزارة.. أو من المنطقة ... ألخ
اسأل نفسك: هل تذمرك سيغير واقعك ؟ أو سيرتقي بك؟ أو سيجلب لك مفقوداً ؟
إذا فلا تضيع وقتك وطاقتك في تذمر يسرق طاقاتك وإمكاناتك ..
لا تتوقع أن تجد مايصفو لك في كل جوانبه لأن سنة الله تأبى إلا أن تكون الأمور تحوي هذا وذاك,
فإن راق لك شيء ستجد ما لا يروق لك في جانب آخر,
والقوة هنا أن تأخذ مما راق لك وتستمتع به لتقل آثار الجزء الآخر
ولاتبحث عن كمال في كل شيء لأن بحثك سيجعل انتظارك طويلا ..
الفضول .. فضول: النظر ..السمع .. اللسان .. أحكم قيادة هذه الجوارح ولاتجامل في ذلك لأنها كلها أبواب وطرق سريعة إلى القلب..
هذا الفضول قد يسهّله أن غيرك يقع فيه أو أن وقت الفراغ يتيح لك ذلك أو....المبررات كثيرة والواقعون في الفضول غير قليل
فكن من القليل الذي يقرر متى يتحدث وماذا يسمع وإلى أي شيء ينظر ..
أخي / أختي من يدفع فواتير هذه الجوارح هو أنت وليس غيرك.. والذي سيتحمّل نتائجها هو قلبك..
أرجوك أمسك عليك جوارحك ولو أتعبتك قليلا لأنها تريد أن تنطلق وتصول وتجول
لكنه تعب يعقبه راحة