إلغاء بكالوريا النظام القديم يصدم الأحرار
2010.10.26
سبب القرار الصادر عن وزارة التربية الوطنية القاضي بعدم تنظيم امتحان شهادة البكالوريا حسب البرنامج القديم بداية من السنة الدراسية الجارية، دون إنذار مسبق، سخطا كبيرا لدى المترشحين الأحرار الذين لم يسعفهم الحظ في نيل الشهادة، حيث اتهموا الوزير أبوبكر بن بوزيد بالتلاعب بمستقبلهم، باعتباره أكد أمام الرأي العام، أن هذا الامتحان لن يلغى إلا بعد ثلاث سنوات من الآن، وسط استنكار قوي من طرف الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، باعتبار أن الوصاية لم تمهد لذلك، ولم تمنح فرصة للتعرف على النظام الجديد
“الانباف”: “التأقلم مع النظام الجديد يتطلب وقتا إضافيا”
الأولياء يحمّلون الوزارة مسؤولية ضياع مستقبل أبنائهم
حسب الشكاوى التي استقبلتها “الفجر” من تلاميذ زاولوا دراستهم طبقا للنظام القديم، ولم ينالوا شهادة البكالوريا، فإنهم تفاجأوا لدى لجوئهم إلى ثانوياتهم للتسجيل كمترشحين أحرار، التي انطلقت منذ الـ15 من الشهر الجاري وتستمر إلى غاية 15 نوفمبر المقبل، بعدم إمكانية تسجيلهم لامتحان شهادة البكالوريا بالنظام القديم، باعتباره، قد أعلن عن وقف تنظيمه من الوزارة الوصية بداية من هذا الدخول المدرسي، والتي أكدت على أن المترشحين الأحرار مجبرون على التسجيل فقط في النظام الجديد، حيث تسبب لهم ذلك في صدمة قوية، خصوصا أن بعضهم أعادوا اجتياز الشهادة أكثر من ستة مرات، إلا أن الحظ لم يسعفهم، حسبهم، لتقضي وزارة التربية نهائيا على طموحاتهم.
وانتقد أولياء التلاميذ بشدة السياسة التي يسير بها قطاع التربية الوطنية بالجزائر، التي تعتمد على قرارات عشوائية، والأكثر من ذلك أنها تتراجع عنها في وقت قصير دون استشارة الشركاء الاجتماعيين، حيث كان وزير التربية أبو بكر بن بوزيد، قد أعلن خلال تصريح للتلفزيون الجزائري، منذ سنتين، أن إجراء امتحان شهادة البكالوريا بالنظام القديم سيتواصل على مدى الخمس سنوات القادمة، ما يعني أن هناك فرصة لثلاث سنوات، سانحة لتلاميذ النظام القديم، بالتقدم والترشح لهذا الامتحان، غير أنه فجأة تراجع الوزير عن تصريحاته، حسب شكاوى الأولياء وأبنائهم، الذين سيحرمون من تحقيق حلم البكالوريا.
يأتي هذا في الوقت الذي يستحيل فيه التقدم للترشح في امتحان شهادة البكالوريا حسب النظام الجديد، بعد أن عرفت كل البرامج الدراسية تغييرا كاملا، واعتماد طريقة جديدة في التدريس، حيث يستحيل على التلاميذ فهم الدروس، خصوصا وأنهم يعتمدون على أنفسهم في مراجعة الدروس، مع العلم أن التلاميذ المتمدرسين، وحتى الأساتذة يصادفون مشاكل في استيعاب الدروس الجديدة، خاصة في المواد العلمية والتقنية، على غرار العلوم الطبيعية والرياضيات والفيزياء.
ومن جهته استنكر المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عمراوي مسعود في تصريح لـ”الفجر”، لجوء الوصاية إلى القضاء نهائيا على البكالوريا بالنظام القديم بهذه السرعة، وبشكل مفاجئ، قائلا “كان من المفترض التمهيد للقرار مسبقا، وإعطاء فرصة لتمكين الطلبة من التعرف على النظام الجديد”.
وتساءل عمراوي عن مصير الأساتذة، الذين يزاولون تعليمهم في التكوين المتواصل، أو الذين تحصلوا على شهادات ليسانس، ليتفاجأوا بأنهم غير قادرين على الترقية إلا إذا تحصلوا على شهادة البكالوريا، وهو الشرط التعجيزي، الذي لا يمكن تحقيقه، باعتبار أنهم درسوا بالطريقة القديمة.