|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
*«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2012-11-29, 22:46 | رقم المشاركة : 136 | ||||
|
رابعا : الوصف
|
||||
2012-11-29, 22:47 | رقم المشاركة : 137 | |||
|
خامسا الغزل |
|||
2012-11-29, 22:48 | رقم المشاركة : 138 | |||
|
الأغراض الشعرية المستحدثة |
|||
2012-12-05, 21:35 | رقم المشاركة : 139 | |||
|
لسلام عليكم اخواني اخواتي انا ادرس السنة اولى تخصص ادب عربي اريد منكم بحث في مقياس البلاغة وهو |
|||
2012-12-06, 03:36 | رقم المشاركة : 140 | |||
|
شكرا لك الاخت دلال على مجهوداتك |
|||
2012-12-06, 03:37 | رقم المشاركة : 141 | |||
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته في هذا الموضوع إن شاء الله سنعرض المنهجية العلمية في كتابة بحث أدبي * الصفحة الأولى ( La page de garde ) * الصفحة الثانية: تترك بيضاء *الصفحة الثالثة: عنوان البحث بخط كبير * الصفحة الرابعة: الإهداء * الصفحة الخامسة: المقدمة عناصر المقدمة: 1- الأسباب التي دفعتك إلى اختيار البحث و أهمية الموضوع و جديته. 2- ذكر الفقرات و كل فقرة تتناول ما جاء في كل عنصر. 3- ذكر المشاكل و المصاعب التي اعترضت الباحث. 4- الشكر، التقدير و الثناء. * الصفحة التالية: خطة البحث عناصر خطة البحث: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ عنوان البحث * الفصل الأول: المبحث الأول: - المطلب الأول: - المطلب الثاني: - المطلب الثالث: المبحث الثاني: - المطلب الأول: - المطلب الثاني: * الفصل الثاني: . . . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * الصفحة التالية: العرض أو المتن أو الفصول على الهامش ( الإحالة ): المؤلف/ الكتاب/ ج ، ط ، سلسلة/ دار الطبع، بلد الطبع / سنة الطبع / الصفحة * الخاتمة: النتائج التي توصل إليها الباحث على مستوى كل فصل ( صفحة أو ثلاثة على الأكثر ) * قائمة المصادر و المراجع: ترتيب أبجدي المصدر: أمهات الكتب، الرواية، الشعر و الشعراء، الأغاني المراجع: الدراسات، الدواوين الشعرية، الصحف و المجلات، الأنترنات ... * الفهرس: آخر شيء |
|||
2012-12-23, 20:14 | رقم المشاركة : 142 | |||
|
شكرا على اضافتك اخي الكريم |
|||
2012-12-23, 20:25 | رقم المشاركة : 143 | |||
|
محاااااااااضرااات الادب الجزاااااائري المقياس: أدب جزائري حديث المحاضرة الأولى : محطات في مسار الشعر الجزائري إن النص الشعري الجزائري نص وليد ظروف كثيرة متشابكة ومتداخلة مر بها عبر مراحله التاريخية انطلاقا من دخول المحتل أرض الجزائر وصولا للاستقلال ثم مرحلة ما بعد الاستقلال التي خُتمت بجيل الثمانينيات أو جيل اليتم كما أطلق عليهم الناقد أحمد يوسف في كتابه "يتم النص"، وعبر هذه المراحل التاريخية التي تتعدى القرن والنصف خاض فيها الشعر الجزائري صراعا مريرا مع مختلف ما تعرّض له من مؤثرات لينصهر بتجربته مع كل مرحلة مقدّما نصا مختلفا يتماشى وجديد المرحلة، بهذا فمحطات الشعر الجزائري قدّمت نصوصا مختلفة، وهذا ما سنركّز عليه، فلن نتعرّض بشكل مباشر للظروف والمتعلقات التاريخية بالشعر الجزائري بقدر ما سنتعرّض للنص وتحوّلاته على مستوى لغته وبنيته بشكل عام وسنتتبع هذه المحطات النصية كالتالي: 1- محطة دخول المحتل الفرنسي ووضع الشعر في الجزائر: من 1830 إلى غاية 1900: يعد حادث احتلال الجيش الفرنسي لمدينة الجزائر صدمة عنيفة وقعت على كل المغاربة فهزت نفوس الأحرار منهم، فنجد لهذا الاحتلال صدى في الشعر التونسي وشعر المغرب الأقصى يومئذ فضلا عما كتبه أدباء الجزائر وشعراؤها أمثال : حمدان بن عثمان خوجة، ومحمد بن الشاهد، وقدور بن رويلة، والأمير عبد القادر وآخرون، فظهر في كتابات هؤلاء جميعا الشعور القومي الوطني التحرري[1]، ومن أهم ما يمكن تمييزه خلال هذه المرحلة من النصوص هو نص الأمير عبد القادر الجزائري الذي يعد بنية متفرّدة في زمن وصلت فيه اللغة إلى أسوء أحوالها مع نهايات فترة العثمانيين، وزادها الأمر سوء دخول المحتل الفرنسي، ولكن رغم هذه المثبطات للشعر فإن الأمير عبد القادر شق بنصه الآفاق وقدّم أنموذجا راقيا للشعر العربي بقوته اللغوية وبنائه الراقي الذي أحيي به الشعر العربي القديم، بهذا تميز نصه بالقوة على المستوى اللغوي الأسلوبي مما ميّزه على نصوص عصره، ويعد موضوع المقاومة في شعره من أهم الموضوعات حيث يحمل قيمة شعرية تشد اهتمام الدارس خصوصا خلال القرن (19م) الذي ظل الشعر العربي فيه يرزح تحت أشكال التقليد اللفظي والصنعة المفتعلة والأغراض البالية والركاكة البادية في الصياغة والتعبير، فكان موضوع المقاومة الذي برع فيه الأمير نواة للانطلاق، فقدّم نصا من الطراز الرفيع الذي فسح مجالا واسعا لصور التضحية والفداء ليشهد بذلك على بديات طيبة لنهضة الشعر الجزائري منذ النصف الأول من القرن 19م. ولعله بذلك قد سبق الأقطار العربية، فشعر الأمير- كما نلاحظه عبر قصائد ديوانه – يطفح بمعاني السمو وتمجيد البطولة والاعتزاز بالشخصية القومية والنخوة العربية، والملاحظ لشعر الأمير يشعر بالتأثر الشديد بشعر القدماء من الجاهليين والعباسيين، فجاء شعره هذا تعبيرا صادقا عن روح الفروسية الثائرة و تصويرا لحمية الشباب الطموح المتشبع بقيم الوطنية ونجد ذلك مثلا في قصيدته التي نظمها عقب معركة " خنق النطاح" قرب وهران عام 1832 م و تبلغ نحو 30 بيتا ، وقد افتتحها بقوله[2]: توسد بمهد الأرض ، قد مرت النوى ***و زال لغوب السير من مشهد الثوا و عر جيادا جاد بالنفس كـــرها *** و قد أشـرفت مما عراها علي التوى من خلال هذين البيتين تظهر قوة نص الأمير الذي تشع منه ألفاظ الماضي العتيقة القوية، ونجد لهذا الحضور القوي لنصه وجودا في مختلف قصائده خصوصا التي حملت موضوع الفخر، كقصيدة " بنا افتخر الزمان" ومنها يقول: لنا في كل مكرمة مــجال* ومن فوق السمــاك لنا رجال ركبنا للمكارم كـــل هول * وخضنا أبحرا، ولــها زجال إذا عنها توانى الغير، عجزا * فنحن الراحلون لها، العجال[3] من خلال هذه العينات يظهر بشكل واضح قوة نص الأمير عبد القادر على مستوى اللغة، كما يظهر إتباعه للنص القديم، فهو من رواد الإحياء الشعري، وهذا يجعلنا نعتبر قصائد الأمير الأقوى في هذه المرحلة التي مهدت لمرحلة خَفَت فيها الشعر بسبب المحتل وسياساته التجهيلية التي لم تميز أحد في المجتمع الجزائري لتبدأ حقبة جديدة مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. 2- محطة سيطرة المحتل ودخول الشعر مرحلة الابتذال: من 1900 إلى 1920: خلال هذه المرحلة يظهر ضعف النص الشعري الجزائري واضحا سواء على مستوى الموضوعات أو على المستوى اللغوي والأسلوبي، فنجد مثلا أن الموضوعات لم تخرج من بعض المدائح الدينية لمشايخ الطرق الصوفية أو التهاني على منصب معيّن أو مدح حاكم فرنسي، ومن هؤلاء الشعراء نذكر الشيخ شعيب بن علي قاضي تلمسان، والشيخ أبي بكر بو طالب وغيرهما كثير مما سار خلف ركب المحتل[4]، وعليه لا يمكن خلال هذه المرحلة أن نجد نسقا نصيا متميّزا في الشعر الجزائري وسبب ذلك إلى سياسات المحتل التي أفقدت الجزائريين خلال أكثر من سبعين سنة كل مقوّمات التقدّم الثقافي أو الاجتماعي فانعكس ذلك على نصوصهم التي ما كان لها أن تأخذ بوادر التحرر إلى مع مطلع العشرينات من القرن العشرين فبدأ ظهور شعراء وأدباء يبشروا بانطلاقة جديدة للشعر الجزائري فحملوا اللواء وعقدوا العزم على التخلّص من التخلف الثقافي والشعري فقدّموا نصوصا تحمل بذور التحوّل النصي وأسباب مرحلة جديدة. 3- محطة بداية التخلص من سيطرة الموضوعات المبتذلة وبداية الوعي الوطني: 1920 إلى 1930: خلال هذه المرحلة بدأ الشعر الجزائري يتعافى خصوصا بعد ظهور موضوعات جديدة أكثر إلحاحا على الساحة الشعرية كمحاربة الطرقية والتخلف والجهل والدعوة للعلم، وقد عملت الصحافة دورا مهما في هذه المرحلة خصوصا بظهور صحافة أكثر وطنية كصحيفة "الصديق(1922)" و"المنتقد(1925)" و"الجزائر(1925)" و"وادي ميزاب(1929)" وغيرها من الصحف[5]، حيث عملت هذه الصحف على إتاحة الفرصة للشعراء والمبدعين لتقديم إنتاجهم والتعبير عما يدور في خلدهم بلغة صارت أكثر قبولا من الناحية الفنية خصوصا بتطور الآلة النقدية لأصحاب الصحف الذين وجهوا الشعراء وقدّموا لهم النصائح ليُقوّموا نصوصهم، وعليه تعد هذه المرحلة ممهدة للمرحلة الإصلاحية حيث قادها أعلام في الفكر والأدب الجزائري مع بداية القرن العشرين، نذكر منهم، "عبد الحليم بن سماية ومحمد بن مصطفى بن الخوجة، وعمر بن قدور وغيرهم"[6]، لكن حضورهم الفردي في الساحة لم يمكّنهم من خلق تيار فكري موحّد له أسسه وضوابطه ومنهجه الفكري المستقل، فلم يُكْتب للحركة الإصلاحية أن تظهر بشكل فعلي إلا بعد فترة حيث انطلق فرسان لغة كان لهم حضورهم القوي وتمكّنهم من ناصية النص، حيث عملوا جميعهم على رفع راية الإصلاح انطلاقا من أدبهم وشعرهم. المحاضرة الثانية: النص الشعري الجزائري التقليدي المحافظ، مرجعياته وبنياته. 1- بنية النص التقليدي – الإصلاحي- : نتتبّع فيه أهم مستويات النص الشعري بداية باللغة والتشكيل الإيقاعي والهندسي وانتهاء بالموضوعات، وذلك من خلال التمثيل بنصوص أعلامه. 1-1- مستوى اللغة الشعريّة: اتبع شعراء الاتجاه التقليدي نمطا مشرقيا في توظيف اللغة التقليدية التي لم يتجاوز قاموسها الألفاظ القديمة، ومن أمثلة ذلك ما نقرؤه من قصيدة"حزب مصلح" لمحمد العيد آل خليفة* حيث يقول: سرْ مع التوفيق فهو الدليل * حصحص الحق وبان السبيل عاطني السراء كأسا بكأس * واسْقنيها إنــها سلسبيــل[8] شعب الجزائر مسـلم* وإلى العروبة ينتسب [1]من مقال محاضرات في الشعر الجزائري الحديث والمعاصر، عثمان حشلاف، منشورات المدرسة العليا للأساتذة، دط، بوزريعة- الجزائر. [2]ينظر، مقال :التشكيل اللغوي في شعر الأمير عبد القادر الجزائري لـ، د.وهب رومية*الموسوعة العربية دهشةwww.dahsha.com الاطلاع بتاريخ، 15/03/2010. [3]الربعي بن سلامة، محمد العيد تاورته، عمار ويس، عزيز لعكايشي، موسوعة الشعر الجزائري، المجلد الأول، أ- ز، دار الهدى عين مليلة، الجزائر، دط، 2009. ص 355. [4]ينظر، محمد ناصر، الشعر الجزائري الحديث، اتجاهاته وخصائصه الفنية، 1925- 1975، دار الغرب الإسلامي، بيروت لبنان، ط2، 2006. ص 19، ص 20. [5]ينظر، محمد ناصر، المقالة الصحفية الجزائرية، نشأتها - تطوّرها – أعلامها، من 1903 إلى 1931، الجزء الأول، صدر عن الجزائر عاصمة الثقافة العربية، 2007، الجزائر، ص 43. [6] صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، المؤسسة الوطنية للكتاب، دط، الجزائر، 1984م، ص 33، ص 34. [7]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، المؤسسة الوطنية للكتاب، دط، الجزائر، 1984م، ص 33، ص 34. * ولد 1904 وتوفي 1979، ينظر مقدمة الديوان. [8]محمد العيد آل خليفة، الديوان، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ط3، ص 129. [9]ينظر، عمر بوقرورة، الغربة والحنين في الشعر الجزائري الحديث، 1945/1962، منشورات جامعة باتنة، الجزائر، 1997، دط، ص 194. * رائد الاتجاه الإصلاحي في الجزائر وأول رئيس لجمعية العلماء المسلمين، توفي في 16 أفريل 1940. |
|||
2012-12-23, 20:26 | رقم المشاركة : 144 | |||
|
من قال حاد عن أصله * أو قال مات فقد كذب[1] أما من الناحية التركيبية فلم تخرج أيضا عن التقليد من الناحية النحوية والبلاغية، فقد عمل الشاعر الإصلاحي على بعث التراكيب في حلتها القديمة، ومن نماذج هذا التوظيف نذكر مما قاله الهادي السنوسي مخاطبا ابن باديس بعد نجاته من محاولة اغتيال: خبرت البلاد، وأضرارها* فأقبلت تندب أحرارها وأرسلتها نظرة حرة* رعى الله في الحر أفكارها فصوّرت للناس آلامها * وأجليت للعين أغوارها[2] أما من ناحية التصوير البلاغي فلم يخرج النص التقليدي المحافظ على الصور القديمة من تشبيه واستعارة وكناية ومن ذلك ما نقرؤه في وصف ليل الاحتلال لمحمد العيد آل خليفة: يا ليل. ما فيك نجم* جلا الدجى، وأزاحا إلا كواكب حيرى * لم تتضح لي اتضاحا .... أخشى على الشعب هلْكا* يبيده واجتياحا من ألسن قاذفات * تروي القبيح فصاحا[3] ألا فليفق شعبي من النوم، فإنه * لفي مرض من النوم قاتل ألا فليفق شعبي من النوم برهة * فإنا لفي شغل من النوم شاغل[5] مما تقدّم نصل إلى أن النص التقليدي الجزائري حافظ على هويّته القديمة ومساره الإحيائي للشعر العربي متأثرا بالشعر التقليدي المشرقي من جهة ومستعينا بثقافته الأصولية من جهة أخرى، فقام بترسيخ مبادئ نظم الشعر التقليدي وعلى رأسها عمود الشعر الذي تَمَثّله شعراء التقليد بكل مقوّماته، حيث تجاوزوا اللغة إلى الإيقاع الذي ظل تقليديا فاعتمد الوزن الخليلي والقافية الموحّدة، بل تعدى ذلك إلى إتباع ذات البحور التي نظم عليها المشارقة وأعلام الشعر العربي القديم لدرجة أنهم جاؤوا بقصائد على نفس الروي في شكل معارضات، وهذا ما سنراه في المستوى الإيقاعي. 1-2- مستوى الإيقاع: مثلما اتبعت القصيدة التقليدية مثيلتها المشرقية في الجانب اللغوي اتبعتها في الجانب الإيقاعي، حيث خضعت للوزن والقافية بشكل مطّرد مقتفية آثار المرجعية الماضوية، التي تعتبر بنية البيت الشعري المكتملة في النص القديم هو أساس بناء القصيدة فيه[6]، لهذا عمد رواد الإحياء على تفعيل هذه الخاصة فجعلوا من البيت منطلقا في بناء نصوصهم، ومن البيت ينطلق الإيقاع بأهم مقوّماته في شعرية التقليد وهما الوزن والقافية اللذان لم يعرفا مع الإحياء [1]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 206. الإيقاع بأهم مقوّماته في شعرية التقليد وهما الوزن والقافية اللذان لم يعرفا مع الإحياء غير التكرار واستحضار الماضي بأوزانه وأضربه المختلفة، ومثال اعتماد قواعد عمود الشعر ما نقرأه لمحمد العيد آل خليفة حول العلم وهي قصيدة نضمها سنة 1937: العلم سلطان الوجود، فسدْ به* من شئْت، أو ذدْ عن حياضك وادْفعِ اه اه ااه اه اه ااه ا ااه ااه * اه اه ااه اه اه ااه اا اه ااه مستفعلن مستفعلن متفاعلن * مستفعلن مستفعلن متفاعلن والْجأ له بدل الحصون، فلا أرى * حصنا كمدرسة سمت، أو مصنع[1] اه اه ااه اااه ااه اااه ااه * اه اه ااه اااه ااه اه اه ااه مستفعلن متفاعلن متفاعلن * مستفعلن متفاعلن مستفعلن ............................... .................................. ............................... .................................. ............................... .................................. ............................... .................................. ............................... .................................. الشكل رقم () شكل يوضّح البناء الهندسي للقصيدة التقليدية التناظرية يظهر جليا أن الشاعر وظّف وزن البحر الكامل الذي تفعيلاته تقوم على تفعيلة (متفاعلن) المكررة ست مرات في شطري البيت[2]، وقد اعتراها زحاف الخبن وتحوّلت إلى مسْتفعلن، وانطلاقا من هذا نلاحظ مدى التزام الشاعر بالوزن والقافية حتى أنه لم يُدخل من العلل المستحدث منها واكتفى بزحاف واحد وهو الخبن مما يربطه أكثر بالنص القديم، ومن خلال متابعة النص التقليدي والمحافظ نجد العديد من النماذج التي حافظت على الوزن والقافية ومختلف شروط عمود الشعر مما يعزّز دور الماضي الشعري في رسم ملامح إيقاع النص التقليدي الجزائري، الذي لم يكتف بإتباع قواعد عمود الشعر بل تعداها، كما هو موضّح في أبيات محمد العيد، إلى الشكل الهندسي الذي ظل محافظا على تناظره وتوازيه، مقدّما لنا الشكل التالي: نلاحظ الشكل العمودي المتوازي لأشطر الأبيات التي تقدّم تمثيلا للقصيدة العمودية كما دوّنت قديما بالشكل التناظري المتوازي، وقد احتل هذا النموذج الهندسي مكانة مهمة في الشعرية التقليدية الجزائرية فصار قالبا يصبون فيه قصائدهم، من خلال رصف الوحدات اللغوية في شطرين متقابلين أفقيا في خط واحد، يفصل بينهما بياض ذو طول محدد، ليشكلا نموذج البيت الشعري الذي تتوالى أسفله أبيات أخرى موازية له عموديا[3]، ليتم بناء شكل هندسي متوازي ومتناظر الأقسام، ليُقدّم القصيدة وكأنها مبعوثة في صحيفة من الماضي العتيق، فيدعّم بذلك الرؤية المقدّسة للماضي لدى الشاعر الجزائري المحافظ. 1-3- مستوى الموضوعات: مثلما سجّلت القصيدة التقليدية الجزائرية إتباعها وتقليدها على مستوى اللغة والإيقاع فهي لم تخرج في إطار الموضوعات على الرؤية الماضوية، حيث طرق روادها الموضوعات القديمة من مديح ورثاء ووصف وغيرها من الموضوعات. ومن نماذج الموضوعات التقليدية نذكر موضوع الرثاء الذي احتل مكانة مهمة في الشعرية التقليدية الجزائرية ومن أمثلته رثاء محمد العيد آل خليفة للملك عبد العزيز آل سعود في قصيدته بعنوان "فقدْنا مليكا عادلا": لك الويْل من نعي به هتف البرق * فريع له الإسلام واضطرب الشرق وردّده المذياع من كـل موطـن * فصُمّت به الآذان واحتبس النطـق[4] كما نرصد موضوع الرثاء في رثاء أعلام الشعر التقليدي المشرقي، ليؤكد الشاعر الجزائري المحافظ ولاءه وإخلاصه للروح التقليدية المشرقية، ومن ذلك رثاء محمد العيد لأحمد شوقي وحافظ إبراهيم، حيث يقول في قصيدة "ذكرى شاعرين": خُلق المــوت فناء لبقاء * وجــزاء من نعيم أو شقاء ولقاء في فــــراق باغتا * كــل نفس أو فراقا في لقاء ... دولة الشعر من الشرق انقضت * وانقضى فيها مراء الأمراء ولواء الضاد في الشرق انحنى* فانحنى الشرق على ذاك اللواء عفـت الدنيا فلا (شوقي) ولا * (حافظ) غير أحــاديث الثناء[5] أيـــن ليلاي أينها* حــيل بيني وبينها هل قضت دين من قضى * في المحبين دينها[6] قد سئمنا سياسة طرفاها * وضـعا في خطى الجزائر قيدا أرهقتنا مع (اليمين) وعيدا * وأرتنا (اليسار) أكثـر وعــدا والبلادُ البلادَ من بين هاذيـ * ـنِ جميعا، قاســـت عذابا أشدا[7] ومن نماذج التجديد في الموضوعات نجد وصف بعض جديد العصر كوصف المدرسة ومن ذلك قول محمد العيد في افتتاح مدرسة الهدى بالقنطرة: فتح جديد قد بدا* في فتح (مدرسة الهدى) [8] انطلاقا مما تقدّم نلاحظ أن الشكل العام لبنية القصيدة التقليدية المحافظة بقي ثابتا، انطلاقا من اللغة مرورا بالإيقاع والتشكيل الهندسي العمودي المتوازي وصولا للتيمات التي لم تخرج عن صورتها القديمة إلا في وصف بعض الأمور المستحدثة، ولو أن هذا الوصف لم يخرج عن الشكل التقليدي الذي اعتمد النص المشرقي مرجعية أولى، وعلى النص القديم مرجعية ثانية بعيدة. بهذا ظل النص الشعري الجزائري الحديث يخطو نحو التأسيس لقاعدة ينطلق منها لبعث نص قوي يجابه قوة العهد الجديد الذي دخلته الجزائر والأمة العربية بشكل عام، لهذا عمل رواد هذا الاتجاه على تكريس رؤيتهم الماضوية بممارسة نصية احتلت مكانة مهمة في خارطة الشعر الجزائري الحديث، الذي لم يتوقّف في تطوّره على هذا الاتجاه، فقد ظهر على استحياء اتجاه تجديدي وجداني الطابع، موازيا للتقليدي المحافظ، حيث عرف النور بعد الحرب العالمية الأولى على يد عدد من الأدباء والشعراء الجزائريين أمثال رمضان حمود ومبارك جلواح ومحمد الأخضر السائحي وغيرهم متأثرين بشكل كبير بالرومانسية العربية المشرقية، أكثر من تأثرهم بالتيارات الرومانسية الغربية التي يخشون الانصهار بها. وقد تميّز النص الوجداني بمختلف خصائص الرومانسية، التي سنتعرّف عليها تباعا. المحاضرة الثالثة: الاتجاه الوجداني ودوافع ظهوره : لم تتوقف الحركة الشعرية الجزائرية على إحياء التراث وبعث القصيدة القديمة من خلال الاتجاه التقليدي الإصلاحي، فقد شهدت الحركة الشعرية بروز اتجاه آخر في الساحة الشعرية الجزائرية ترسّخ بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية، هذا الاتجاه عُرف بطابعه الرومانسي الوجداني فقد خاطب العاطفة وقلّل من توظيف اللغة والإيقاع التقليدي، بهذا يمكن الإقرار منذ البداية بأن هذا التوجه العاطفي الوجداني تأثر بشكل كبير بالرومانسية العربية المشرقية، وقد فضّل أغلب الدارسين تسميته بالوجداني دون الرومانسي[10] لأنه لم يمثل مذه [1]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 152. [2]ينظر، الخطيب التبريزي، كتاب الكافي، في العروض والقوافي، ص 46. [3]ينظر، محمد الماكري ،الشكل والخطاب، مدخل لتحليل ظاهراتي، ص 136. [4]محمد العيد آل خليفة، الديوان، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ط3، ص 482. [5]محمد العيد آل خليفة، الديوان، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ط3، ص 493، ص 495. [6]المصدر نفسه، ص 41. [7]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 200. [8]ينظر، المرجع السابق، ص 161. [9]ينظر، المرجع نفسه، ص 341. [10] ينظر ، عبد الله الركيبي، الشاعر جلواح، من التمرد للانتحار، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1986، ص13. [2]ينظر، المرجع نفسه، ص 77. [3]ينظر، المرجع السابق، ص 180. [4]ينظر، المرجع نفسه، ص 34، ص 342. [5]ينظر،المرجع نفسه، ص 343. [6]ينظر، مشري بن خليفة، الشعرية العربية ـ مرجعياتها وإبدالاتها النصية، ص 91. |
|||
2012-12-23, 20:27 | رقم المشاركة : 145 | |||
|
غيّرتني الخطوب والآلام * فعلى عهدي القديم السلام رحمة الله عنه عهدا تولى * وزمانا كأنه أحـــلام[14] أما على مستوى التراكيب، فكانت سهلة بعيدة عن التعقيد اللغوي، ولعل ذلك راجع لرغبة الشعراء العميقة في إيصال أحزانهم وسلواهم بصورة مباشرة للمتلقي، بعيدا عن أي تكلّف، كما يمكن ملاحظة خصيصة [1] ينظر ، عبد الله الركيبي، الشاعر جلواح، من التمرد للانتحار، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1986، ص13. [2]ينظر، عبد الله الركيبي، الشعر الديني الجزائري الحديث، ص 495. [3]محمد ناصر، الشعر الجزائري الحديث، اتجاهاته وخصائصه الفنية، دار الغرب الإسلامي، بيروت لبنان، ط1، 1985. ص80. [4]المرجع السابق، ص93، ص94. [5]ينظر، المرجع نفسه، ص 109. [6]ينظر، المرجع نفسه، ص110، ص111. [7]ينظر، المرجع السابق، ص 96. [8]ينظر، الشاعر جلواح، من التمرد للانتحار، عبد الله ركيبي،، ص303. * لم يتجاوز الربيع الثاني والعشرين. رمضان حمود: ولد بغرداية عام 1906 ، و توفي 1926 .يحمل الشهادةالابتدائية .ترك ما يقرب من ثلاثين قصيدة ، و كتابا سماه بذور الحياة . [9] ينظر فاتح علاق، مفهوم الشعر عند رواد الشعر العربي الحر، ص 41. [10]محمد ناصر، الشعر الجزائري الحديث، اتجاهاته وخصائصه الفنية عن : رمضان حمود، بذور الحياة، ص 115/116/117. [11]ينظر المرجع نفسه، ص85، ص 86. [12]ينظر المرجع السابق، ص332. [13]ينظر المرجع نفسه، ص 317. [14]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 110، من الملحق. [15]ينظر، عمر بوقرورة، الغربة والحنين في الشعر الجزائري الحديث، ص 210. |
|||
2012-12-23, 20:30 | رقم المشاركة : 146 | |||
|
ونجد لهذا الموضوع حضورا كبيرا في قصائد الشعراء الوجدانيين لما كان يمثل لهم الأهل والأحبة، ولحساسيتهم اتجاه الفراق، الذي تسبب فيه الاحتلال بما أفرزته سياساته من معاناة للشعب فدُفع الكثير لمغادرة الوطن وترك أحبائهم. كما لم يتوقّف التغزّل وذكر الأحبة على البعاد والفراق، بل جاء بشكل أكثر مباشرة، في غزل الحرية وما عُرف بالتغزّل السياسي، ومن ذلك تغزل رمضان حمود في الحرية سنة 1928 يقول: لا تلمني في حبها وهواها * لست أختار ما حييت سواها هي عيني ومهجتي وضميري * إن قلبي وما إليه فداها[1] 3- موضوع رفض الواقع والثورة ضد الاضطهاد: يعد هذا الموضوع من أبرز الموضوعات حضورا نتيجة للواقع المرير الذي عايشه الشعراء مما دفعهم للزهد في الحياة وتمني الموت على ظهور الجياد من العيش أذلة تحت سلطة المحتل، كما دعوا للعلم مقترنا بالجهاد، ونمثّل لذلك بقصيدة "الموت مجد فوق متن جهاد" عبد الرحمن بنالعقون* التي يقول فيها: رُحماكَ ربِّ تفطّرتْ أكبادي وقد انمحى بين الضلوع فؤادي هجمتْ عليَّ الحادثاتُ تنوشني ولبثتُ في البلوى وحيدَ «الوادي» فبلوتَني ودهيتَني متقطّعَ الْـ أوصالِ والأحباب والأولاد ………. ........ والموتُ في كَنَف المذلّةِ سُبّةٌ والموتُ مجدٌ فوق متنِ جهاد[2] 4- موضوع البؤس والشقاء، وذكر مآسي الفقراء والمساكين الذين سدوا الطرقات في عهد المحتل، يقول في ذلك مصطفى بن رحمون*: المسكين (( مع شبح البؤس)) لا تعذِلُوهُ فإن الفقر أضواهُوالحظُّ عاكسه والدهرُ عاداهُ لا تنهروه إن استجدى أَكُفَّكمُ فالجوعُ آلمه والصبرُ أعياه ما كان يبسط للتسآل راحتَهُ إلا وَوِجْدانُه عن ذاك ينهاه تأمّلوا - إنْ أردتمُ - ما يكابدهُ تدلّكم عن أليم الوخز عيناه[3] قُبِّحْتَ من شهر مدى الأعوامِ من خلال الأبيات نلاحظ مدى الحرقة التي تعتصر الشاعر، إلى درجة أنه قبّح زمن شهر ماي على مر الأعوام، كما تظهر اللغة الرنانة التي تحرّك الدواخل، ومنها : قبّحت، هولك، انماع صخر، أذاك، مدامع، وغيرها مما يشحذ النفس ويوجّهها إلى تلقي فجيعة وهول هذا اليوم.يا (مايُ) كم فَجَّعْتَ من أقوامِ شابتْ لهولك في الجزائر صِبيةٌ وانماع صخرٌ من أذاك الطامي وتفطّرتْ أكبادُ كل رحيمةٍ في الكون حتى مهجةُ الأيام تاريخُكَ المشؤوم سُطِّر من دَمٍ ومدامعٍ في صفحة الآلام[4] 5- موضوع الانتماء للعروبة، والإسلام: نجده حاضرا بقوة في شعرهم ومثاله عند مبارك جلواح* في قصيدته" أنا عربي" التي يقول فيها: أنا عربي أنا عربيْ لا جنسَ أمجدُ من جنسيأنا عربيْ أفدي العروبةَ بالنفسِ أنا مسلمُ المبدا جزائريُ الحِمى أنا بلبلُ الفصحى المقدّسة الجَرْس شدوتُ بما شادتْ صوارمُ «خالدٍ» وأسيافُ «عمرو» الفتحِ بل «عُمَرِ» البأس[5] 6- موضوع المدينة والحنين إليها: عبّر الشعراء الوجدانيون عن ولههم وارتباطهم القوي بالمدينة، لهذا تغنوا بها وبمحاسنها، فقد فتنتهم مبانيها وشوارعها، ومن ذلك نذكر قصيدة " المدينة المنيعة: قسنطينة" لمحمد الصالح خبشاش** يقول فيها: المدينة المنيعة أو ) قسنطينة( تلك المدينةُ هل في الأرض مبناها؟وهل حوتْ كُتبُ التاريخ معناها؟ مدينةٌ أحكمَ الباني لها أُسساً مُثْلى وأتقن بعد الوضع أعْلاها خُطَّتْ على ذروة ما بين أهويةٍ النجمُ يحرسها والشمسُ ترعاها قامتْ على جبل أَعظِمْ به جبلاً بين الجبال يحوز الفخرَ والجاها[6] كما نسجّل في الأخير خاصة تعد من أهم ما يميّز الاتجاه الوجداني على مستوى مختلف مستوياته وهي الغوص في الذاتية، حيث عبّر الشاعر الوجداني عما يدور في خاطره بصدق وشفافية، فهو المركز الذي تنطلق منه القصيدة، ومثال ذلك نجده عند رمضان حمود، في قصيدته السالفة الذكر"يا قلبي"، كما نجد ذلك حاضرا عند الشاعر جلواح الذي يعد رائد الذاتية الوجدانية في هذا الاتجاه، من خلال أحزانه التي بثها في شعره ومن ذلك قوله في قصيدة مصرع الأمل: هنا بين الدوح والزهــرات * غسلتك قبل الدفن العبرات هنا راعني فيك القضاء بضربة * فقدت فؤادي بعدها وحصاتي[7] مما تقدّم نلاحظ أن الاتجاه الوجداني ظل يسير جنبا إلى جنب مع الاتجاه الإصلاحي رغم الاختلاف في البنية بينهما، وقد ظل ذلك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وأحداث ماي الأليمة، حيث بدأ الجزائريون يفكرون في العمل المسلّح والثورة، التي ما كادت تنقضي سنة 1954 حتى انطلقت أولى رصاصاتها، فآذنت برفع القيد، وظهور نص أخذ من مختلف ما كان قبله من بنيات نصية، ليتميّز بلغة وموضوعات جديدة تخدم القضية الوطنية، إنه النص الثوري، الذي أطلق معه نصا آخرا جديدا رافقه في انتفاضته، وهو النص الحر الذي دخل معترك الساحة الشعرية الجزائرية وافدا من المشرق العربي، حوالي السنة بعد اندلاع الثورة ليستفيد من التحوّلات التي رسّختها، فكان نص أبي القاسم سعد الله "طريقي" فاتحة الطريق نحو النص الشعري الحر، الذي أخذ مختلف مقوّماته وخصائصه من الشعر الحر في المشرق. ورغم حال البلاد من تأزم وبعد عن التواصل الأدبي عموما إلا أن هذا النمط الشعري عرف ازدهارا نسبيا على يد عدد من الشعراء، ليرسم لنفسه طريقا مع الاتجاهين السابقين. المحاضرة السادسة: بنية النص الشعري الجزائري في مرحلة الثورة والنص الشعري الجزائري الحر: لم تُنتج الثورة نصا مختلفا بالكامل إنما هي مرحلة أثّرت في الشعرية الجزائرية بمختلف أطيافها وطبعتها بطابعها على المستوى اللغوي والموضوعاتي بالخصوص، لهذا لا يمكن اعتبار نص مرحلة الثورة –العمودي منه- نصا جديدا كلية، فمرحلة الثورة ليست اتجاها جديدا إنما مؤثرات خارجية أثرت في الشعر، وعليه سنتتبع خصائص النص الثوري انطلاقا من نماذج عنه تعد امتدادا لما قبل الثورة، فشعراء الثورة أنفسهم من كتبوا في ما قبلها، ويضاف لهم شعراء آخرون أول ما كتبوا في الثورة لكن على نهج من سبقهم، وتجدر الإشارة في هذا الموضع إلى أن الرغبة في الثورة لم تكن مع 1954 بل قبل ذلك فالشعب الجزائري عرف حقيقة الثورة و دو [1]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 302، ص 303. * عبد الرحمن بن العقون ولد عمل 1908 بوادي الزناتي،أتم الدراسة الابتدائي، وعملفي التعليم ، و أصبح عاملاً في صفوف جبهة التحرير الجزائرية أثناء الثورة .صدرله (( ديوان ابن العقون )) 1980 ، و له مؤلفات أخرى. [2]من موقع مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطيين للابداع الشعري: www.albabtainprize.org/default.aspx * مصطفى بن رحمون - ولد بلبانهنواحي بسكرة عام 1921 وتوفى عام1984 - تتلمذ على بعض المشايخ في علوم العربيةوالدين- عمل في الصحافة والتعليم .- صدر له ديوان ابن رحمون. [3]من موقع مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطيين للابداع الشعري: www.albabtainprize.org *- الربيع بو شامة، ولد في " فنزاة " قرب سطيف عام 1916 - درس على المشايخ في المساجد ثم نال شهادة التطويع من تونس.- اشتغل فيالتعليم - له ديوان مطبوع نشر بعد الاستقلال بعنوان " ديوان الربيع بو شامة"، وأعدمه الفرنسيون عام. 1959 [4]من موقع مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطيين للابداع الشعري: www.albabtainprize.org * مبارك بن محمدجلواح، ولد عام 1908 في (( قلعة بني عباس )) بولاية سطيف ، و توفي بباريس عام. 1943قرأ القرآن على والده ، و انخرط في جمعية العلماء المسلمين التيأرسلته إلى فرنسا كمرشد ديني . له ديوان شعري بعنوان (( دخان اليأس )) ، و جمعالدكتور عبد الله ركيبي أعماله الشعرية . [5]من موقع مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطيين للابداع الشعري: www.albabtainprize.org ** محمد الصالح خبشاش، ولد بوادي يعقوب قرب قسنطينة عام 1904 ، و توفي أثناء الحربالعالمية الثانية .- حفظ القرآن الكريم و تتلمذ على الشيخ عبد الحميد بن باديس .- لم يجمع شعره بعد . [6]من موقع مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطيين للابداع الشعري: www.albabtainprize.org [7]عبد الله ركيبي، الشاعر جلواح، من التمرّد إلى الانتحار، ص 349. |
|||
2012-12-23, 20:31 | رقم المشاركة : 147 | |||
|
من جبالنا طلع صوت الأحرار* ينادينا للاستقلال ينادينا للاستقلال* لاستقلال وطننا تضحيـــتنا للوطن *خــــير من الحياة[2] 3-1- المستوى اللغوي: وفيه أخذت الألفاظ أبعادا جديدة في التوظيف فقد صارت محملة بشحنات الثورة وقاموسها ومن أمثلة هذا التوظيف نذكر ما قاله مفدي زكريا* واصفا الشهيد أحمد زبانة وهو متجه للشهادة بالمقصلة ليلة 18 جويلية 1955 حيث يقول: قام يــختال كالمسيح وئيدا * يتهادى نشوان، يتلو النشيدا باسم الثغر كالملاك أو كالكطـ*ـفل، يستقبل الصباح الجديدا شــامــخا أنفه جلالا وتيها* رافعا رأسها يناجي الخلودا[4] هذي الجبال الشاهقات شواهد* سخرت بمن مسخ الحقائق وادعى سل (جرجرا) تُنبّئك عن غضباتها* واستفت (شليا) لحظة و(شلعلعا) واخشع بـ(وارشنيس) إن ترابها* ما انفك للجند المعطّر مصرعا[5] لكن رغم حداثة النص الثوري إلا أنه لم يخرج في بنيته عن الشعر التقليدي مقلّدا أو محاكيا نصوصه ومن ذلك قول مفدي زكريا معارضا أبي تمام في فتح عمورية: السيف أصدق لهجة من أحرف * كتبت، فكان بيانها الإبهام والنار أصدق حجة، فاكتب بها* ما شئت تصعق عندها الأحلام إن الصحائف للصفائح أمرها * والحبر حرب، والكلام كلام[6] وهيهات. يا ألف قفل حديد ااه اه ااه اه ااه ا ااه اه فعولن فعولن فعول فعولن ويا ألف سوط شديد ويا ألف زنزانة مظلمة ستنهار جدرانك الشامخة وأقفالك المحكمة[7] نلاحظ الشكل الحر في بناء النص، بداية بشكله الهندسي الشجري وانتهاء باللغة البسيطة المتداولة والإيقاع الذي اتخذ من تفعيلة "فعولن" البسيطة أساس لبنائه، حيث اجتمعت كلها لتحتضن موضوعا ثوريا، دلت عليه ألفاظ مثل: قفل حديد، سوط، زنزانة وغيرها من متعلّقات الثورة والمحتل. 3-2- المستوى الموضوعاتي: لم تخرج موضوعات النص الثوري على مجال الثورة والحرب وحق الشعب في الاستقلال وفضح جرائم المحتل ومن نماذج ذلك ما نقرؤه في رسالة مفدي زكريا لأحمد زبانة في طريقه للسماء، ومنها يقول: يا (زبانة) أبلغ رفاقك عنا*في السماوات، قد حفظنا العهودا واَرْوِ عن ثورة الجزائر، للأفـ*ـلاك والكائنات ذكرا مجيدا[8] يقول مفدي زكريا مصورا الشقاق في الثورة ومنددا به: أنا حطّمت مزهري. لا تسلني* وسلوت ابتسامتي لا تلمني ... مذ رأيت السفين يجرفها اليم * لسوء المصير، أغرقت سفني[9] المحاضرة السابعة: النص الشعري الجزائري الحر: يلفتنا خلال فترة الثورة ظهور نمط شعري جديد وهو الشعر الحر، الذي أراد من خلاله الشعراء مواكبة التطور الشعري العربي المعاصر، فالانطلاقة فيه كانت عربية خالصة، فلا نرصد أي طابع غربي فيها، رغم أن الدعوة لتحديث الشعر الجزائري كانت قبل ذلك حيث نجدها مع رمضان حمود الذي دعا مبكّرا لتحديث الشعر ومواكبة التطور الشعري الغربي إلا أن القطيعة معه ظلت قائمة[10]، فلم يطوّر الشعر الجزائري لغته وإيقاعه إلا في منتصف الخمسينات من القرن العشرين متأثرا بالشعر العربي المعاصر، وقد دشّن ذلك الشاعر الجزائري أبو القاسم سعد الله بقصيدة طريقي سنة 1955[11] ومنها يقول: سوف تدري راهبات وادي عبقر اه ااه اه اه ااه ا اه اه اه اه اه فاعلاتن فاعلات فالاتن كيف عانقت شعاع المجد أحمرْ اه ااه اه اااه اه اه ااه اه فاعلاتن فعلاتن فاعلاتن وسكبت الخمر بين العالمين اااه اه اه ااه اه اه ااه اه خمر وحب وانطلاق ويقين اه اه ااه اه اه ااه اه اااه اه ومسحت أعين الفجر الوضية اااه اه اه ااه اه اه ااه اه وشدوت لنسور الوطنية إن هذا هو ديني فاتبعوني أو دعوني في مروقي فقد اخترت طريقي يا رفيقي.[12] يظهر من خلال نص سعد الله الطابع الحر في البناء وذلك على مختلف مستويات القصيدة، اللغوية منها والإيقاعية، فلغتها من قاموس متداول وأكثر بعدا عن التقليد، ومن ألفاظه؛ المجد، نسور الوطنية، رفيقي... كلها ألفاظ قريبة من المتلقي المشبّع بقيم الثورة، أما تراكيبها فمختلفة عن التراكيب التقليدية وتظهر فيها بذور التحديث ومن ذلك قوله : خمر وحب وانطلاق ويقين، حيث يظهر التركيب المبني على روابط إسنادية مختلفة عن الشكل التقليدي، مما يجعلنا أمام نص جديد يتشكّل ليؤسس ثورة في بناء القصيدة الجزائرية المعاصرة. كما نرصد توظيفه للصورة بشكل تجاوز فيه التشبيه والاستعارة فقد أدخل الأسطورة في قوله (وادي عبقر) ليُحمّلها بشحنات شعرية تستمد طاقتها من ماضي الأسطورة والقدرة العجيبة الذي يمدها هذا الوادي بمخلوقاته للشاعر ليقول ما لا يستطيع غيره قوله. إضافة للأسطورة نجده يستخدم الرمز بكثافة ومن ذلك قوله (المجد الأحمر) رمزا للتضحية في سبيل الوطن. ولكن رغم حداثة التشكيل اللغوي للنص الحر وطموح الشعراء التجديدي إلا أنهم احتفظوا بسمة الوضوح[13] في نصهم الذي لم يتوقّف بعد الاستقلال إلا لينطلق معليا تمرّده في النص السبعيني. أما على المستوى الإيقاعي فنلاحظ بعد التقطيع أن النص مبني على تفعيلة فاعلاتن وهي تفعيلة بحر الرمل وقد توزّعت بشكل متباين عبر الأسطر مما ولّد الشكل الشجري الذي قدّم تشكيلا هندسيا مختلفا عن النص التقليدي التناظري. وقد توالت النصوص بعد سعد الله مجرّبة الشكل الجديد فكتب صالح باوية وأبو القاسم خمار وغيرهما الكثير من القصائد أخذت في معظمها طابع الثورة وموضوعها بسبب السياق الذي وُجدت فيه ومن نماذج هذه النصوص نذكر ما كتبه باوية: إن تزرنا أيها النجم المغامر نُطلق الأقمار من غضبة ثائر نُطلق الأسرار من صمت الحناجر .... ساعة الصفر انطلاقات مشاعر يقظة الإنسان ميلاد الجزائر[14] يظهر جليا من خلال هذا النص البعد الثوري الذي أسر أغلب شعراء تلك الفترة، ولكن هذا ليس مطّردا حيث تطالعنا نصوص حرة كتبت في موضوعات مختلفة كالحب والغربة والوحدة، ومن ذلك ما نسجّله في قول أبو القاسم خمار في قصيدته الرسالة الأولى سنة 1958 التي ضمّنها ديوانه "ربيعي الجريح" حيث يقول: إليك يا حبيبتي إليك يا حقيقة كشعرك الجميل .... كأنك أشعة الأصيل[15] من خلال هذه الأسطر يظهر الموضوع بشكل جلي ولو أن الشاعر حاول تعتيمه، إلا أن سطحية الصورة خصوصا في التشبيه(كشعرك الجميل) فضحمشاعر الشاعر وخطابه للحبيبة ذات الشعر الجميل، والتي احتلت بؤرة القصيدة وكانت المحرّك لأسطرها، وهذا موضوع خارج عن مسار الثورة كما هو واضح. ومن خلال تتبع العديد من القصائد لذات الشاعر نجدها تدور في ذات الموضوع ومنها نذكر: لا تسأليني سنة 1958 لا تسأليني .. ما الولوع..؟ ما الحب..؟ ما وهج الضلوع..؟ سيري.. تبارك الحياة سيري.. فعمرك في طلوع[16] إلى يولا يولا.. إليك حكايتي سأعيدها... ولكم أعدت نسجها مليون مرة حتى تشابك خيطها بأناملي[17] يظهر في هذه النماذج إشارات مباشرة لموضوع الحب والغزل الذي أسر الشاعر ووجّه القصيدة، رغم أنه يحاول التستر خلف موضوعات أخرى تبدو الجزائر أهمها. ونسجّل في الأخير أن الشعر الحر في بداياته وحتى بعد الاستقلال لقي معارضة شديدة من طرف العديد من الشعراء حتى من كتبوا به، فلم يقتنع بعض شعراء الثورة بهذا الشعر الذي خرج على نظام الشطرين، وانكسر عموده، وممن عارضه مفدي زكريا وأحمد الغوالمي[18]، لكن رغم ذلك ظل هذا الشكل الشعري الجديد قائما بل تطوّر بشكل كبير بعد الاستقلال باحتضانه النص الشعري الجزائري المعاصر، في حلّته الحرة. كما تجدر الإشارة إلى أن الاتجاهات الشعر [1]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 218. [2]ينظر، المرجع نفسه، ص 217. [3]ينظر، عبد الحميد هيمة، مقال بعنوان "النزعة التحررية في الشعر الجزائري الحديث قبل الثورة التحريرية"، مجلة الأثر، دورية أكاديمية محكّمةـ تصدر عن كلية الآداب واللغاتـ جامعة ورقلة – الجزائر، العدد الثالث، ماي 2004م، ص 276، ص 277. *مفدي زكريا بن سليمان الشيخ صالح ولد في بني يزقن عام 1908تابع دراسته في جامع الزيتونة وفي المدرسة الخلدونية بتونسعمل في الصحافة والتعليمصدر له من الدواوين الشعرية اللهب المقدس 1961تحت ظلال الزيتون 1965 من وحي الأطلس1976. توفى عام 1977 [4]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 235. [5]ينظر، المرجع نفسه، ص 240. [6]ينظر، المرجع السابق، ص 225. [7]ينظر، المرجع نفسه، ص 243. [8]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 239. [9]ينظر، المرجع نفسه، ص 275. [10]ينظر، المرجع نفسه، ص 352. [11]ينظر، المرجع نفسه، ص 354. [12]أحمد يوسف، يتم النص، الجينيالوجيا الضائعة، منشورات الاختلاف، ط1، 2002، ص59. [13]ينظر، صالح خرفي، الشعر الجزائري الحديث، ص 356. [14]ينظر، المرجع نفسه، ص 244. [15]محمد أبو القاسم خمار، ربيعي الجريح، شعر، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر 1983م، دط، ص 21. [16]المصدر نفسه، ص 27. [17]المصدر نفسه، ص 33. [18]ينظر، أحمد يوسف، يتم النص، الجينيالوجيا الضائعة، ص73. |
|||
2012-12-23, 20:32 | رقم المشاركة : 148 | |||
|
كما تجدر الإشارة إلى أن الاتجاهات الشعرية الأخرى كالتقليدية والاتجاه الوجداني، بقيت قائمة وقت الثورة لكن طغى الجانب الثوري على الساحة الشعرية، ومن نماذج الاتجاهات الأخرى نجد الاتجاه الوجداني في طابعه الغزلي ومن ذلك ما كتبه أبو القاسم خمار في قصيدته ربيعي الجريح التي أرّخها بسنة 1955 حيث يقول: هتف الحمام ورفرف الشحرور يشدو بالصفير وتسابقت في الأفق أسراب القطا جدلى تطير[1] يظهر بوضوح الطابع الوجداني في هذين النموذجين، حيث لا يحملان أي إشارة للثورة ولا للمحتل، بل يزخران بألفاظ العواطف والوجدان، وكل ما له علاقة بالجانب الرومانسي، كالهتف والشحرور والقطا، والفاتنة ومنبع الصفاء وغيرها من الألفاظ التي تشير للبعد الوجداني مباشرة. المحاضرة الثامنة: نص ما بعد الاستقلال: تمتد فترة ما بعد الاستقلال، التي نقصدها، من الاستقلال سنة 1962م إلى غاية بداية السبعينات سنة 1970، وهي الفترة التي توقّفت فيها الحركة الشعرية الجزائرية بشكل نسبي، ويعلل الدارسون توقف الشعراء الرواد عن تطوير أساليب تعبيرهم الشعرية بسبب انصراف بعضهم الشعراء إلى الدراسة المتخصصة والبحث الأكاديمي وبعضهم الآخر أصابته دهشة الاستقلال، كما عملت الخِلافات التي شبّت بين أبناء الثورة قبيل الاستقلال وبعده، وأحداث إقليمية أخرى لصرفهم على المواصلة في قول الشعر[3]، وعليه كُتب للحركة الشعرية الجزائرية في هذه الفترة أن تتوقّفت ولو مؤقتا، وقد مسّ هذا التوقّف القصيدة العمودية والحرة على السواء، فلا نكاد نجد إنتاجا جديرا بالذكر لمرحلة كانت تستحق أكثر، خصوصا إذا قارنا هذه المرحلة بمرحلة الثورة قبلها، التي شهدت كما رأينا انتفاضة شعرية على مختلف المستويات. ومما يمكن تسجيله في هذه الفترة من النصوص المتفرّقة كتبها رواد جيل الثورة، الذين هجر بعضهم قرض الشعر كما حدث مع محمد العيد ومفدي زكريا، ومن هذه النماذج نذكر قصيدة يا غرفتي للشاعر أبو القاسم خمار التي ضمنها ديوانه ربيعي الجريح، وقد أرّخها الشاعر بسنة 1965م، ومنها يقول: كم مقعد في غرفتي ينتظر كم شمعة في ليلتي تحتضر[4] (يونيو) أيها الشهر الخلود * وطيف أحلام القلوب أنت الحياة لموجة الأمجاد * في الوطن الحبيب[5] همسات نشر السحر عليها صورا أين منها وشوشات الطيف لصب العميد همسات[6] من خلال هذه الأسطر يظهر البعد الرومانسي الذي انتهجه الشاعر، فاللغة هامسة وقاموسها مليء بألفاظ العاطفة ومنها؛ همسات وشوشات الصب وغيرها، مما يجعلنا نصنفها في خانت الشعر الوجداني الذي ظل محافظا على مساره حتى بعد الاستقلال، ومن نماذج هذا الاتجاه أيضا في هذه الفترة، نذكر قصيدة فراشتي المؤرّخة سنة 1968 لذات الشاعر ومنها يقول: فراشــتي هيا معي * إلى رمال الشاطئ فراشـــتي هيا معي * إلى النسيم الهادئ فالشمس أشرقت هنا * والبحر أصبح المنى[7] - بنية النص في شعر فترة السبعينات: جاء النص في هذه الفترة مشبّعا بقيم إيديولوجية وافدة، نسخت النص بتصورات حوّلته إلى مجرد خطاب وشعارات ففقد أهم مقوّمات شعريته، ومن جهة أخرى تأثر رواد هذا النص ببعض الشعراء الحداثيين في المشرق العربي[8] الذين قطعوا شوطا في التحرّر من قيود عمود الشعر، لهذا فقد حاول رواد هذه الفترة الانطلاق من النموذج المشرقي من جهة ومتأثرين بالفكر الاشتراكي من جهة أخرى، ومن خصائص نصهم علة مستوى البنية نذكر: 1- مستوى اللغة الشعرية: لم تخرج اللغة الشعرية لشعر هذه المرحلة عن قاموس الإيديولوجية الاشتراكية فجاءت قصائد الشعراء معبّئة بألفاظ العمال والمحراث والمنجل والتعاون وغيرها من الألفاظ الاشتراكية ومن أمثلة ذلك نذكر مما قاله أحمد حمدي* في ديوانه قائمة المغضوب عليهم: حين تحلم طفلة في حوض "الأمازون" ومن أشعار "النيرودا" تنفجر قنبلة موقوتة يتحرك قلب العالم ينفض قبح القرن العشرين ... ويرتفع العلم الوطني على أسوار"أريتيريا" يمتلئ العالم بالثوار[9] نلاحظ المعجم المفعم بالألفاظ الاشتراكية كالوطنية والثورة والثوار والعلم الوطني، وغيرها مما حوّل النص لما يشبه الخطاب السياسي الداعي للحرية وكسر قيود المحتل، فلا نعثر فيه على ما يقرّبه لروح الشعر المفعم بالعواطف أو الأفكار والرؤى، وهذا ليس غريبا عن الشاعر أحمد حمدي الذي يعد من أبرز رواد الشعر في جيل السبعينات حيث تأثر بشكل كبير بالتغير الشعري الحاصل في الشعرية العربية الحديثة، وارتبط بإيديولوجية الخطاب السياسي في تلك المرحلة التي تعد امتداد للخط الثوري[10]، لهذا جاء نصه مفعما بأفكار الاشتراكية التي حمّلها قاموسه الشعري. 1- مستوى الإيقاع والتشكيل الهندسي: مثلما تأثر النص الشعري الجزائري في هذه الفترة في جانبه اللغوي بالنص الحر في المشرق، فقد أخذ عنه الإيقاع الحر كذلك مسقطا بذلك قواعد عمود الشعر، فصارت قصائدهم تُبنى على التفعيلة الموحّدة أو على كسرها نهائيا، ومن أمثلة ذلك نذكر قصيدة الصوت والصدى لمصطفى محمد الغماري من ديوانه مقاطع من ديوان الرفض ومنها يقول: يرفض أن تمارس العهارة اه اا اه ااه ااه ااه ااه مفْتعلن متفْعلن متفْعلن باسم الحضاره! اه اه ااه اه مستفعلاتن يرفض أن تمارس الطهارة اه اا اه ااه ااه ااه ااه مفْتعلن متفعلن متفعلن في محفل التتويج والترويج للأمير والإمارة! اه اه ااه اه اه ااه اه اه ااه ااه ااه ااه اه مستفعلن مستفعلن مستفعلن متفعلن فعولن يا زمن الحقارة![11] اه اااه ااه اه من خلال تقطيع النص نلاحظ أنه بني على تفعيلة مستفعلن وهي تفعيلة بحر الرجز، رغم ما دخل عليها من زحافات وعلل أخرجها في عدد من الأسطر من تفعيلة هذا البحر، وهذا يعكس عدم احتفاء الشاعر بالتفعيلة بشكل كبير فهو يريد كسرها مثله مثل بقية شعراء هذا الجيل الذين تمرّدوا على عمود الشعر وبدؤوا محاولات كسر الإيقاع المبني على التفعيلة، حيث، لم يُرضهم الالتزام بالتفعيلة والقافية، ليتخلى بعضهم عن التفعيلة بشكل نهائي، وهذا لا يعني قصيدة النثر بحال من الأحوال، بل جاء نوع من الرفض لأي شيء من الماضي فالتمرّد الذي تميز به هذا الجيل جعله يكفر بماضيه محاولا التأسيس لذاته من عدم، وهذا محال من الناحية الشعرية. ومن خلال تتبع عدد من النماذج نجد أن هناك العديد من النماذج تلاعبت بإيقاع التفعيلة وأسقطته بشكل نسبي ومن ذلك ما نقرؤه في قصيدة ما ذنب المسمار أيا خشبة؟! لحمري بحري ومنها يقول: قمر مشلول يجلس في العتبة اااه اه اه اه اه اا اه اااه فعلن فالاتن فعلن فعلن والليل رهيب اه اه ا ااه اه والليل عجيب اه اه ا ااه اه لكي أسمع في الفجر الأتي ااه اه اه اه اه اه اه اه إنشاد... إنشاد... ...... في منجل فلاح في مطرقة الحداد إنشاد...[12] من خلال تقطيع الأسطر نلاحظ عدم استقرار تفعيلاتها فلا يمكن انتظامها في شكل محدد مما يجعلنا نُسقط إيقاع التفعيلة عنها، وهذا لا يُدخلها في باب قصيدة النثر كما ذكرنا لكون الأخيرة تقوم على تقنيات تختلف عما كرّسه شعراء مرحلة السبعينات. إضافة لتطوير الإيقاع فقد مس التحوّل التشكيل الهندسي للقصيدة فقد أخذت أشكال القصيدة الحرة، من الشكل الشجري إلى الذي يعتمد على الرموز والإشارات غير اللغوية، إلى جعل النص بأكمله يشكّل شكلا هندسيا كالخط المستقيم والمثلث وغيرها من الأشكال، ومن أمثلة ذلك قصيدة الغماري أواه يا سفر من ديوانه أغنيات الورد والنار يقول: جرح يغيم.. وموجة تنأى وشطآن تلوب ومدى.. تسكّع في شفاه الدهر يُجهضه الغروب[13] يظهر بوضوح الشكل الشجري للأسطر المختلفة الأطوال، حيث يرتبط ذلك بعدد التفعيلات في كل سطر، مما يعكس تعدد الدفقات الشعرية في القصيدة التي اعتمدت الجملة الشعرية كبنية لتشكيل أسطرها، حيث تنتهي أول جملة في قوله "شطآن تلوب" والجملة الثانية في قوله "يُجهضه الغروب" وقد عملت الجمل على المساهمة في التوزيع المختلف للأسطر مما يعبّر على اختلاف في رؤى الشاعر عبر محطات القصيدة. خاتمة : لم تتوقف الحركة الشعرية عند فترة السبعينات بل استمرت في التطور عبر مراحل مختلفة متأثرة بالمد الشعري المشرقي من جهة، وقدرة الشعراء الرواد على تطوير نصوصهم من جهة أخرى، حيث ظهرت شعرية الاختلاف (الثمانينيات) التي قدّمت نموذج قصيدة النثر في شكله الأكثر تطوّرا، ويدخل هذا النص في الشعرية الجزائرية المعاصرة. [1]محمد أبو القاسم خمار، ربيعي الجريح، ص 17. [2]المصدر نفسه، ص 41. [3]أحمد يوسف، يتم النص، الجينيالوجيا الضائعة، ص73 [4]محمد أبو القاسم خمار، ربيعي الجريح، ص 115. * المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1985م. [5]محمد الأخضر عبد القادر السائحي، اقرأ كتابك أيها العربي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، دط، 1985م، ص 19. [6]المصدر نفسه، ص 15. [7]المصدر نفسه، ص 29. [8]ينظر، أحمد يوسف، يتم النص، الجينيالوجيا الضائعة، ص78. * أحمد حمدي شاعر جزائري معاصر، له عدة دواوين منها انفجارات، وقد أصدره سنة 1982 ليدخل في مرحلة السبعينات، وديوان؛ تحرير ما لا يحرر سنة 1985 وفيه بدأ يتخلص من وطأة الإيديولوجية ويدخل في جيل الاختلاف واليتم. [9]أحمد حمدي، قائمة المغضوب عليهم، الشركة الجزائرية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1980، دط، ص 99. عن أحمد يوسف، ص 81. [10]ينظر، مشري بن خليفة، مقال بعنوان "دلالة العنوان في ديوان-أشهد أنني رأيت- للشاعر أحمد حمدي"، مجلة الأثر، دورية أكاديمية محكّمةـ تصدر عن كلية الآداب واللغاتـ جامعة ورقلة – الجزائر، العدد الثاني، ماي 2003م، ص 200. [11]مصطفى محمد الغماري، مقاطع من ديوان الرفض، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر 1989، دط، ص 33. [12]حمري بحري، ما ذنب المسمار يا خشبة؟!، 1981، ص 11، ص 12. [13]مصطفى محمد الغماري، أغنيات الورد والنار، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1980م، دط، ص 53. |
|||
2012-12-23, 20:34 | رقم المشاركة : 149 | |||
|
محاضرات في الشعر الجزائري الحديث والمعاصر |
|||
2012-12-23, 20:44 | رقم المشاركة : 150 | |||
|
محاضرات الادب ا لجزائري للمدرسة العليا للاساتذة ببوزريعة |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
*«•¨*•.¸¸.»منتدى, اللغة, العربية, «•¨*•.¸¸.»*, طلبة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc