من مواقف علماء الجزائر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر > قسم شخصيات و أعلام جزائرية

قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من مواقف علماء الجزائر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-05-19, 10:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي من مواقف علماء الجزائر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل هذا الموقف الذي قرأته في مجلة الشهاب لشيخين وعالمين عضوين في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أزعم أنهما ضربا من خلاله مثلا في الأخلاق الإسلامية الرفيعة التي عزت في مثل أيامنا، فرحمهما الله رحمة واسعة، وجعل كل ما قدماه في ميزان حسناتهما، فلّله درّ هذا الخلق الرفيع، ولله درّ من هذبتهم السنن والآثار.
- بعد أن نشر الشيخ الإمام أبو يعلى الزواوي ( ت 1371 هـ - 1952 م ) كتابه " الخطب " أهدى نسخة منه إلى الإمام عبد الحميد بن باديس، هذا الأخير قام بكتابة مقالة للتعريف بهذا الكتاب في مجلة الشهاب، عرف فيه بالكتاب ونوه به وبصاحبه، ودعى القراء والمشتركين إلى اقتنائه لما يحتويه من علم نافع، ولم يمنعه علم الرجل وفقهه من أن ينبهه إلى تساهله في نقل القليل من الأحاديث الضعيفة، ويطلب منه أن يقوم بتخريجها أو العزو إلى الكتب التي أخذ منها، وإليكم المقالة كما جاءت في مجلة الشهاب العدد 34 السنة الثانية، الخميس 21 ذو الحجة 1344هـ/ 1جويلية 1926م. الصفحة 11 بعنوان
" خطب إمام جامع سيدي رمضان بالجزائر":
'' الشيخ السعيد الزواوي علامة سلفي، داعية إلى الإصلاح بالكتاب والسنة وعمل السلف الصالح، كان من محاسن أعماله لما ولي الخطابة بجامع سيدي رمضان بالجزائر أن أخذ يخطب على الناس خطبا حية مناسبة للمكان والزمان والحال على طريقة السلف المتقدمين .
ثم جمع بعضا من تلك الخطب وقدم لها مقدمة نفيسة وطبع الجميع في مجموع واحد سنة 1342هـ ، وقد أهدانا نسخة فألفيناها كما يشاء النصح وتقتضيه الإجادة فشكر الله صنعه وأحسن جزاءه.
وددنا لو ذكر مآخذ حديثه وزاد تحريا في تخريجها فإن فيها قليلا من الضعيف الذي كان يغني عنه الحسن والصحيح.
ومن أراد اقتناء هذه الخطب النفيسة فليخاطب صاحبها على عنوانه...''
والمعروف عن الإمام عبد الحميد بن باديس أنه كان من العلماء الذين يرون أن من ذكر إسناد الحديث فقد أعذر وبرئت ذمته ؛ لأنه يقدّم الوسيلة التي تمكِّن من كان عنده علم بهذا الفنِّ من معرفةِ حال الحديث صحةً أو ضعفاً ، بخلاف من حذف إسناده ، ولم يذكر شيئاً عن حاله ، فقد كتم العلم الذي عليه أن يبلِّغَه، كما أنه موقفه من رواية الحديث الضعيف وضحه في قولته:" لا نعتمد في إثبات العقائد والأحكام على ما ينسب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحديث الضعيف لأنه ليس لنا به علم" الآثار (1/143).
- بعد أن أطلع أبو يعلى الزواوي على ما كتب عنه وعن كتابه " الخطب" من النقد والتصحيح، فرح واستبشر به، وأعتبره من باب النصيحة له وللمسلمين، فأرسل إلى نفس المجلة بجواب يدل على حرصه على إتباع الحق، متى ظهر له، وتقديمه إياه على حظوظ النفس مهما كانت، وهذا الموقف الكريم يدل على حسن خلق المسلم وشرف نفسه، وتواضع العالم، وصدق كلامه الذي يدل على إخلاص القلب الذي خرجت منه، وأنه لا يبغي إلا الحق ، لا يداهن فيه ولا يخجل منه، وبهذا حضروا وأعدوا – بفضل من الله وعونه- شعبا قاوم أعتى مستدمر فرنسي، وأخرجه يجر أذيال الخيبة والخذلان من أرض الإسلام الطاهرة المطهرة، فرحمة الله عليهم رحمة واسعة، وجزاهم الله عنا كل خير.
هذا بعض ما جاء في جواب الإمام أبو يعلى الزواوي في العدد 44 السنة الثانية ، الخميس 26 محرم 1345هـ/ 5 أوت 1962 الصفحة 10 بعنوان " إيراد الخطباء الحديث":
أشكر أصحاب " الشهاب " الأغر على تنويههم بخطبي في العدد الأخير، ويجوز لي أن أنشد :
إذا أنا لم أشكر على الخير أهله...ولم أذمم الوغد اللئيم المذمما
ففيم عرفت الخير والشر باسمه ...وشق لي المسامع والفمـا.
وهذا لجميع من نوهوا بها من جرائد هذا الوطن ومصر والشام، جعل الله ذلك لنا ولهم من خالص الخدمة للعلم والملة وأن قصدي في ذلك الكتاب مقدمته وقصدي من مقدمته قولي في خطبة الكتاب:
أردت تجديد طريقة السلف في إلقاء الخطب والرجوع إلى الأصل في ذلك ، وإحياء ما هنالك الخ قولي لو لم يكن لي من الأهلية إلا إحياء تلك السنة وأي سنة لكفى.
وأما إيراد بعض الأحاديث الضعيفة فلا أقول أنهم قالوا فلا بأس في الاستدلال بالحديث الضعيف في الوعظ وفضائل الأعمال، وإنما أقول أن الاستدلال بغير ما في الصحيحين ولو من بقية الأمهات الست فهو على خطر عظيم ... وكفى أن أبا حنيفة رحمه الله أبى أن يعتمد أكثر من بضعة عشر حديثا، وكذلك يوثق بأحاديث الموطأ، ولكن مع كل ذلك أقول ما قال الأول: وجدت آجرا وجصا فبنيت، ومكان القول ذا سعة، إذ ما أوردت من الأحاديث في كتابي لا يتعدى البخاري ومسلما، فإذا كان لهذين أصرح به، والطبري وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي فإذا كان لهذين فلا أصرح بشئ، وفي علمي أن الغزالي قد حوى [كذا] في أحاديثه التي أثبتها في الأحياء ولكن شارحه المرتضى رحمه الله دافع عنها وصححها، وكذلك أخذت بعض الأحاديث من خطب الشرنوبي ومن الجامع الصغير، أخطأت في الأخذ من الجامع الصغير للسيوطي حاطب ليل الذي يدعي إثبات الأحاديث باستشارة النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة، وهو في القرن الثامن، وعلى أن شارحه الغريزي حكم بالضعف على أكثرها، فالحق – والحق أقول- إن اعتنائكم بالتنبيه على الأحاديث الضعيفة خدمة جليلة مفيدة وقد ألتزمت منذ أمد أن لا أفوه بالحديث فيما ينبني عليه حكم شرعي وخصوصا في الحلال والحرام أو الأمر والنهي إلا إذا كان ثابتا في الصحيحين والموطأ وفيما عدا ذلك العزو أي أعزوه، ثم أبحث عن الصحة وعدمها كما قال صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل وأهليهما: " (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} [ العنكبوت:46 ] (( رواه البخاري))" الحديث
الجملة أن الاستدلال بالحديث على خطر عظيم إذ قد يقع المستبدل في الوعيد الوارد من ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " ثم بعد هذا كله نجد الكثير من العامة بل من الخاصة لا يبالون بقوله صلى الله عليه وسلم، ولو هو حديث خرافة، وقولي هذا حديث خرافة على سبيل المثل والمصطلح، وإلا فان خرافة ورد حديث فيه أنه رجل أخذه الجن فصار يحدث ذلك ا.هـ بالمعنى، وبالله التوفيق.
الزواوي إمام جامع سيدي رمضان- القصبة - الجزائر"
ملاحظة: كتاب « الخطب » طبع في الجزائر عام 1342 وهو يقع في 78صفحة من الحجم المتوسط، ذكرها أحمد توفيق المدني أثناء ذكرياته عن الإمام الزواوي :« ... وأذكره بإخراجه للخطب المنبرية من صبغتها التقليدية العتيقة إلى صبغة قومية مفيدة فهو يخطب للعامة ارتجالا في مواضيع إسلامية محلية مفيدة، ويعتبر خطابه درسا بحيث لا ينتهي منه إلا وقد اعتقد أن كل من بمسجد سيدي رمضان من رجال ونسوة قد فهموا جيد الفهم خطابه وأشهد أنه كان لتلك الخطب الأثر الفعال في النفوس».
فنسأل الله أن يزيدنا من فضله وأن يغفر لنا ولكم.








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-05-20, 11:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حملت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لواء الإصلاح الديني والاجتماعي، وكان رئيسها الإمام عبد الحميد بن باديس يربط دائمًا بين الدين والأخلاق والعقل، ويرى أن قدرة المسلمين إنما تكون بالجمع بين العقائد الواضحة والأخلاق الطيبة والعلم، ولهذا فقد جعل جرائده ومجلاته منبرا لكشف، وفضح الطرق الصوفية المنحرفة، ومجالا لمقاومة المبتدعة والمضللين، فكانت المقالات الصحافية، والرسائل تتهاطل على إدارة جريدة "المنتقد" ثم "الشهاب" من علماء الجزائر وطلبة العلم فيها، وكذا من العلماء والمفكرين في تونس والمغرب، وحتى من مصر للمساهمة أو الاستفسار أو طلب رأي، وكان للطريقة العليوية وشيخها "أحمد بن عليوة" المتهم بالحلول ووحدة الوجود النصيب الأوفر من هذه الحملات الصحفية التي أدت دورا كبيرا في كشفه وفضحه هو وأتباعه، وهذا الموقف الذي أنقله اليوم يغني عن كل تعليق:
نشرت جريدة الشهاب في العدد 82 الصادر يوم الخميس 30 رجب 1345 هـ/ 3 فيفري 1927 م، استفسارا وتساؤلا من مواطن رمز لنفسه باسم (( مستبين)) تحت عنون: " طلب الحقيقة" ومما جاء فيه:
"... منذ اجتماع العلويين في جامع سيدي رمضان ونحن في حيرة والتماس حقيقة مما صدر من أحد أعيان العاصمة وهو الشيخ محمد الشريف الزهار الإمام بجامع جده ( رضي الله عنه) من وقوفه بذلك المحفل وإلقائه لتلك الخطبة التي كادت أن تنشق لها السموات ومدحه لذلك الشيخ مدحا مفرطا أدهش الحاضرين، ودونك أيها القارئ ملخص قوله: " أيها السادة إني قد كنت قبل الاجتماع بهذا الرجل العظيم أنكر عليه أقواله وأفعاله واقدح فيه واسبه وأقول لأتباعه أن شيخكم لَّدعي زنديق بل كافر، وما أشبه ذلك والآن لما اجتمعت به، والحمد لله فقد ظهر لي ما كان خافيا عني من الأسرار والأنوار وها أنا تائب مما قلته واشهد انه ولي كامل زاهد... الخ" .
فبالله متولي السرائر هل كانت حقيقة اعتقادك أيها الإمام في ذلك القطب ما فهمت به الجمهور أم كان نطق لسانك مغايرا لجنانك فأصدقنا أرشدك الله حتى ترتفع عنا الحيرة وننجو من الوقوع في المحذور اقتداء بك حيث كنت إمام مسجد شريفا بل نقيب الأشراف، وابن عائلة موصوفة بالصدق والكمال ، فكيف محضت في هذا المجال فعجل بالجواب على كل حال..."
ولم يكد يصدر العدد التالي رقم العدد 83 : الخميس 7 شعبان 1345هـ/ 10 فيفري 1927م، أي بعد أسبوع من صدور الاستفسار حتى جاء جواب الشيخ الإمام محمد الشريف الزهار يتضمن موقفا وخلقا إسلاميا راقيا، هو الاعتراف بالخطأ، والعودة إلى الحق، والرجوع إلى الصواب بكل شجاعة وإقدام، ليتبرأ من الشيخ المنحرف وطريقته الضالة المضلة.
كتب تحت عنوان: " الجواب بالبراءة" ما يلي حرفيا:
" الشهم الغيور مدير جريدة الشهاب الأغر... سلاما واحتراما
اطلعت في جريدتكم السمحا عدد 82 على سؤال عنوانه طلب الحقيقة بامضاء "مستبين" مضمنه اجتماع العلويين بمسجد سيدي رمضان وخطبتي في ذلك الاجتماع ومدحي لذلك الشيخ مدحا مفرطا وطلب مني الكاتب حقيقة اعتقادي الخ...
فأقول ولا أخشى لومة لائم لتظهر الحقيقة وضاحة الجبين، وأشهد الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أنني برئ من بدع المبتدعين وخزعبلات المتصوفين وشعوذة المشعوذين ونصرة السفاكين...أحب العلماء العاملين والأولياء المتقين طريقتي الكتاب والسنة.
بلغني عن الطائفة العليوية وشيخهم (المربي) من الأسرار والأنوار ما شوقني إلى مشاهدة رؤيتهم فاجتمعت بالشيخ وأصحابه في مسجد جدي محمد الشريف الزهار (رضي الله عنه)، فكان كلامه في الصلاح والإرشاد والوقوف على حدود الشريعة ونفع العباد
لا يغرنك لين من فتى ...إن للحية سم يقتل
فأعجبني ذلك وحمدت الله على وجود رجل مثل هذا في هذا الزمان، خطبت خطبتي التي لا أنكرها، ولكن لما أطلعت على حقيقة أمرهم وحللتها تحليل الحكيم الكيماوي، تمثلت بالمثل السائر ( ما أنت أول سار غره قمر) فتبين لي الرشد من الغي، وظهر الأمر على خلاف ما كنت أظن...من أمور مصادمة للشريعة لا ينبغي السكوت عنها، ولا يسع إنكارها، وبَّختهم عليها مشافهة وحذرتهم من سوء عاقبتها عملا بقوله تعالى:{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 55].
فأبو وأصروا على فعلها، فتكلمت مع الشيخ نفسه ليزجرهم عن ذلك فتبسم وسكت، فلما علمت أن القوم اتفقوا على الضلالة نبذتهم نبذ النواة، وهجرتهم وقطعتهم، وقلت لهم هذا فراق بيني وبينكم لأن الحب في الله والبغض في الله، فقد تحققت صدق ما هو شائع عنكم من هتك الدين باسم الدين، وحمدت الله حيث أخرجني من الظلمات إلى النور وشاهدت الأمر عيانا فليس من رأى كمن سمع.
فتأسفت على ما صدر مني واستغفرت الله عسى أن يغفر لي ورجعت إلى الحق أفضل من الباطل ، هذا هو اعتقادي أيها السائل، وهذا هو ديني الذي أدين الله به، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..."
كتب بالعاصمة في 4 فبراير سنة 1927م
محمد الشريف الزهار.

غفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات









رد مع اقتباس
قديم 2009-05-24, 11:28   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت الطرق الصوفية المنحرفة توجه أتباعها من خلال المقولة الخطيرة "اعتقد ولا تنتقد"، فكان الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله يردد عبارة "انتقد ولا تعتقد" التي جعلها شعارا لجريدته الإصلاحية " المنتقد" (03 جويلية سنة 1925 م) ، التي لم تعش طويلا، إذ صدر مرسوم حكومي استعماري بتعطيلها بعد أن دامت أربعة أشهر أصدرت خلالها ثمانية عشر عددًا، وقام الإمام بعدها بإصدار جريدة الشهاب (12 نوفمبر 1925م) التي كانت مقالاتها تدور في معظمها حول الإصلاح الديني والاجتماعي، فكانت تصوب سهامها تجاه قلاع الاستعمار من خلال الهجوم على الخرافات التي علقت بأذهان الناس وسلوكياتهم، وكشف أباطيل اعتقاداتهم في أدعياء التديّن من شيوخ التصوف الموالين للاحتلال،
وقد قُوبِلت هي الأخرى أيضا برفض شديد من قِبَل الكثير من شيوخ الطرق الصوفية وأتباعهم، وكذا بعض أذناب الاستعمار وذيوله، ومن بينهم أحد أدعياء الصحافة الذين تتلمذوا على يد الإمام عبد الحميد بن باديس، وممن شاركوه الكتابة في جريدة " النجاح " التي - ساهم الإمام في إصدارها سنة 1919م ، ثم تركها بعد أن لاحظ أنها لا تتماشى ومشروعه الفكري الإصلاحي ، فتركها ليؤسّس جريدة " المنتقد " - هذا الدعي اسمه مامي إسماعيل قام بكتابة مقالة في العدد 29 من جريدة " النجاح" الصادرة في ديسمبر 1926 م هاجم فيها الشيخ عبد الحميد بن باديس ونسب إليه زورا وبهتانا أقاويل وكلاما يحرض فيه السلطات ضده، كما يتهمه بالبحث عن الشهرة و الزعامة، وأنه يهدف من وراء تأسيسه لهذه الجرائد إلى زيادة رأس ماله التجاري وغيرها من الأباطيل والترهات...
وقد انبرى للرد عليه وتفنيد آرائه الكاذبةمجموعة من العلماء وكتاب جريدة الشهاب منهم أخ الإمام محمد المصطفى بن باديس - المفرنس اللغة بمقالة أجتهد في كتابتها باللغة العربية - وهو الذي سبق له الرد على كتابات المدعو مامي اسماعيل في العدد 11 من جريدة المنتقد الموقوفة، والشيخ مبارك الميلي، والعالم السلفي الطيب العقبي الذي كتب مقالة في منتهى الفصاحة والبلاغة عنوانها " وقد لحنت لكم لكيما" أنقلها حرفيا كما نشرتها جريدة الشهاب العدد 10 الصادر يوم 29 جمادى الثانية 1344هـ/ 14 جانفي 1926م الصفحة 10 -11.
(( اللؤم ضد الكرم، والكرم ضد اللؤم أيضا ...والتصريف بكلا اللفظين اليوم وقبله – ولا أقول وبعده – من باب ( السماء فوقنا والأرض تحتنا )، ولكن يدرك سر اللفظ في الأول منهما في قول من قولة الحق الذي لا يعاب – مشيرا إلى مثل نفس ذلك اللئيم ومنبها عليها- " أبت النفس اللئيمة أن لا تخرج من الدنيا حتى تسيء لمن أحسن إليها"
ونحن نسأل كل من يدعي الرشد لنفسه ويحشرها في زمرة الكتاب الذين يفهمون الخطاب ويحسنون رد الجواب..
هل المحسن إلى الغير هو اللئيم؟ أم المنكر لنعماء أساتذته عليه وأولياء نعمته من قبل؟ في حين يباجحهم فيه بقوارص الكلم، وينبزهم بما يعلم إليه، والخالون عن الغرض – إنهم هم وأتباعهم براء منهم، ومن كل ما رماهم ذلك الكويتب الزنيم وال...القديم...
فهل فهم ما قصدناه من لحن الخطاب؟ أم لا يزال جناب الشيخ غبيا، ولو فهم لقال: { يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } [ سورة مريم: الآية 23]
اليد العاتية الأجنبية مثلك – يجب أن لا تكون من جسدك وهي شلاء، وبذلك يصح وصفها بما يوصف به الأغيار، سيما إذا كان مديرها أنبه منك شأنا واثبت جنانا، إما إذا كنت قبلا وبعدا في قبضته ( أو بالأحرى في قبضة من هو في قبضته) فبأي وجه تلقاه أنت ويلقاه زعيمك يا ترى؟؟..وسيفر في الهيجاء الجبان إذا التقى الجمعان وينادي عليكما معا [ كما في قوله تعالى]:
{ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان}
وهل بعد كل ما قيل ويقال تراه يأبه بك وبجسمك حتى يصير اليك عصابة الدعاية ويعمل على نقض مجموعة هي من جمهرة حثالته، ومما كانت قد جمعته تلك الأيدي من بني مفترق الآحاد والأزواج!..
فكما ان لكل مقام مقال، ولكل شيعة رجال، ولكن حبك لما أنت عليه هو الذي أعمى وأصم(وقد يحب الجعل الخبائث)، ويبغض دعاة الحق والإصلاح، سيبقى دائما مقطوع الرأس، مقصوص الجناح، فما أحقه بالحثو على صنوه وأنثاه، وما أجدره أيضا بأن يصفع على قفاه! !.
ولولا خشية الإطالة فيما لا طائل وراءه وخوف أن يولينا دبره لطارحناه حديث الفضولي ... ولقلنا له قد أزفت الأزفة، ودارت الدائرة عليكم، فهل علمت من أين تؤكل الكتف وقد أحتوشتك صناديد العرب ولا ملجأ لك غير جحرك الخرب؟...
فالبدار البدار! ! وهذا غيض من فيض ينبئك أن الإحجام في مذهبنا حرام، وإن لم تثب بعدها إلى رشدك فموعدك مع إخوانك في غير دار السلام:
سر في ذرى ذاك الحمى يا راعي ...ما أنت إلا صاحب الأطماع
مهما بدت صفراء سرك لونهـا... لكن بعض الصفر في الأفاعي
خور القلوب إذا نظرت هزيمـة ... تذر الرئيس كسائر الأتباع
لو تعلمون لدى الحديث شجونه...قذيت عيونكم يوم نزاع
مهلا رويدا لمجرميـن فإنما... هي جولة عند اللقاء بيراعي
ضاعت حلومكم وضل رشادكم...فإلى النهى التحكيم بالإجماع
مارستمو شهم الجنان فحاذروا...سهم الردى من مقول لذاع
أو ما علمتم أن من عاديتـم ... سباق غايات طويل الباع
ما سامه لدد المعانـد ذلـة... كلا! ورب السيد النفاع..
هذا الحديث إليكم وعليكـم ... وقد لحنت لكم فهل من واع؟









رد مع اقتباس
قديم 2009-05-26, 10:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي في سبيل الوفاق والتفاهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتح الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس مجلاته وصحفه أمام العلماء والكتاب والأدباء ليبرزوا الإسلام الصحيح لقرائهم، وينشروا فيهم الوعي والثقافة النابعة من أصالتهم الإسلامية، بأسلوب صريح مدعم بالحجج التي لا تقبل النقض، مبينين لهم ضلالات وخرافات الطرقية الضالة، وقد تزعم الشيخ العقبي وبعض الكتاب هذه الحملات التي كان وقعها شديدا على مشايخ الطرق ومريديهم وأذنابهم، مما دعاهم إلى أن يفزعوا إلى الشيخ ابن باديس وإلى والده محمد المصطفى ابن باديس ليطلبا منهما توقيف هذا السيل الجارف من المقالات التي لم تميز بين جميع شيوخ الطرقية، ودعمهم في مطالبهم الشيخ أبو يعلى الزواوي، وكذا الشيخ المولود الحافظي الأزهري، كما كتب عبد الحفيظ بن الهاشمي مدير جريدة " النجاح " مقالات يحث فيها ابن باديس على توقيف تلك الحملات، فاستجابت لهم إدارة الشهاب، وكتبت مقالا تحت عنوان: " في سبيل الوفاق والتفاهم" تؤيد هذا المسعى وتطلب من كتابها التوقف مؤقتا عن هذه المقالات، ومما جاء فيه:

((... كانت مسألة إصلاح الزوايا أثارت حربا قلمية بين كتاب "حزب الإصلاح" والكتاب "المحافظين" وكثيرا ما بلغ الأمر ببعض الكتاب الى مشادة عنيفة، وان كانت هذه الصحيفة نشرته للفريقين وان كان اكثر ما نشرته لانصارها الاولين
...قد وقف السادة الكتاب "المحافظون" بإيقاف رصيفتنا " النجاح" الغراء لهم ، وها نحن نوافقها على ذلك ونرجو من حضرات كتاب "حزب الإصلاح" أن يقفوا مشكورين على ما أبدوه من الصراحة في الرأي والمقارعة بالحجة والقوة في الحق فهم ولا فخر أول من ظهر من الأمة الجزائرية مستكملا لهذه الصفات، يقفوا لتنتهي المعركة فتصفوا الصدور، وعساها حينئذ أن تسعى للوفاق والتفاهم)).
العدد 19 ، الخميس 11 رمضان 1344هـ / 25 مارس 1926م

تلاه في العدد 20 مقال آخر جاء فيه: ((... لنا مجتنيات مما تنتجه عقول الكتاب في الكتب والصحف والمجلات نريد أن نفيد الأمة بها، لنا شؤون عالمية نريد أن نطلع الأمة عليها ، وهذه اليوم أهم من مسألة إصلاح الزوايا التي أخذت حقها فوجب تركها والاشتغال بما هو أهم منها)).
ولما اطلع الكتاب على هذين المقالين، منهم من اقتنع ووافق، فتوقف عن الكتابة في هذا الموضوع، ومنهم من عارض الفكرة وثارت ثائرته، كالشيخ الطيب العقبي الذي أعتبر هذا الموقف من إدارة الجريدة ضعف من أهل الحق يؤدي إلى ضعف الحق أمام جحافل الباطل، و أعلن صراحة مقاطعته للجريدة وعدم الكتابة فيها، وكذا محمد العزوزي حوحو العقبي الذي نشرت له الشهاب مقالة بعنوان : " كم هي أبواب الإصلاح وانتم عنها غافلون" يلوم فيها الإدارة على هذا الموقف، ويحمل عليها واصفا إياها بالمستبدة، ورغم شدة كلامه وقوة معارضته، إلا أن الإمام عبد الحميد بن باديس نشر له هذه المقالة مما يدل على سعة باله وتقبله للنقد، وها هو المقال أنقله بنصه لما فيه من روح إصلاحية وثورية، وكذا لما احتواه من فوائد وعبر:

(( لقد أسكتنا الشهاب وكّم أفواهنا واستبد استبدادا دون استبداد القوم وتحكم تحكما ما كنا لنقبله لو وجدنا عنه مندوحة أو استطعنا إرجاعه عن عزمه.
حافظ على وعده ولا محافظة السموأل على أمانته، وأبى أن يسمع منا أي كلمة في الموضوع ، علما منه انه الوحيد.
تِهْ دلال يا شهاب انك وحدك الذي نيطت بك الآمال، وجعلتك ميدانها الرجال ، تظهر فيك ما لها من جلائل الأعمال، تِهْ دلال يا شهاب، انك الوحيد فينا ولولا وحدتك ما رضينا، انك القوي وإلا لما حسن منك الاستبداد، كل فرد محبوب، وكل عديم نظير مرغوب، فأنت انت المحبوب وأنت يا شهاب المرغوب!
ولئن ضربت على استرحاماتنا صفحا، وطويت عن احتجاجاتنا كشحا، فقد اهتدينا بنجومك، وسلمنا من رجومك، فالحمد لله على السلامة!
أعربت النخبة التي تصدر الشهاب بمنشورها الأخير على أنها لا تريد أن تكون صحيفتها لسان الحزب الإصلاحي الديني وإلا لما رأينا مقالها " في سبيل الوفاق " مدعية أن المسألة أخذت حقها!
مسألة أسست من اجلها الجمعيات، وتفرغت لمحاربتها المجلات، وكرس الأئمة الأعلام لنقدها الحياة، يقول لنا الشهاب أنها أخذت حقها، واستوفت من البحث قسطها، في أقل من ستة أشهر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر...
آمنت بالله ورسله، وكفرت بما للشهاب من مقال غير مقبول !
ولكننا بظلمكم رضينا، لأن جريدتكم هي الوحيدة فينا.
للنخبة تمام الحرية في اختيار الطريقة التي تريد انتهاجها كما ان لها كل التصرف فيما يرد عليها، تقبل ما يوافق مشربها وترفض ما يخالفه، فيا ليت شعري من أي الفريقين يكون مقالي هذا؟
أحجمنا عن الكتابة وامتنعنا من التحرير وقلنا الشهاب مستبد، عاودنا قولنا وكررناه مرارا ولكن!! ولكن!
ولكن ماذا ؟ ها إني رجعت إليه خافضا جناح الذل صاغرا، عله ينشر مقالي
لا أكذبك أيها القارئ إني ما كنت لأنشر سطرا واحدا بالشهاب مع اعترافي بإخلاصه لوطنه واستقامة سيرته لو وجدت إلى ذلك سبيلا إما ولم أجد، فها أنا ارجع إليه مكرها ذليلا - وما أذلني إلا قومي – عله لا يحكم على مقالي وما سيليه بالإعدام، وينسى رفقتنا التي كنا عليها في أول العام...!
دع المزاح جانبا وعالى اكلمك جادا!
إذا أوصد الشهاب باب الإصلاح الديني أو بالأحرى الطرقي فقد فتح أبوبا أخر لا تقل فائدتها عن الأول فلنبادر للكتابة فيها.
علام نهجر السياسة ؟ ما لنا نخاف شبحها ونذعر عند سماع اسمها؟ هل تظنون أن الحكومة تعرف وحدها حاجياتكم ؟
نعم يكون ذلك لو أن الجرائد الفرنسوية وممثلي فرنسا بالجزائر يهتمون بشؤون الأهلي ويدرسون حاله درسا متقنا، أما والحالة على طرفي نقيض، فمن واجبنا الدفاع على أنفسنا، معربين عن حاجياتنا، متشبثين بحقوقنا – وما ضاع حق وراءه طالبه – جاعلين قول الحكيم نصب أعيننا:
إنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول في الدنيا على أحد
وقديما قيل : ما حك جلدك مثل ظفرك.
وعلى فرض علمها هل يدور يوما بخلدكم أنها تمنحكم طلبكم، وتعطيكم بغيتكم من غير أن تفتحوا شفاهكم، وتسمعوا صوتكم ؟.
طبع " أشعبي " وحماقة " ربيعية" ورب الكعبة !
كفى وعظا للمرء أيام دهره ... تروح له بالواعظات وتغتدي
...
لقد استيقظ النوم، وتنبه الغافلون، فالاحسان! وإلا ساء المآل وخابت الآمال!
كلمة مألوفة وعبارة غير غربية، وما أخرها إلا تقاعسكم، ولله در أعمى المعرة حين يقول:
إن المعاشر يعميها تغافيها
أفيقوا يا أبناء الجزائر، عار عليكم هذا الخمول في عصر النشاط، مخجل والله جهلكم في قرن المعارف، هبوا من رقدتكم ، وافتحوا أعينكم لا تفتروا بكل بارق ، إن الأيام حبلى يلدن ما تجهلون!
يا راقد الليل مسرورا بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
يطول بي المقال إن انأ استمررت في تنبيهكم على ما لا يحسن بكل جزائري جهله، بله الذين نصبوا أنفسهم للإرشاد ورأوا أهليتهم للإصلاح !
هل من مجيب ؟ هل من مبرهن؟ هل من رجال؟ أم نحن كما قال الإمام علي " يا أشباه الرجال ولا رجال" !.؟
محمد العزوزي حوحو العقبي
العدد 28 الخميس 14 ذو القعدة 1344 هـ/ 28 ماي 1926م. ص 9-10.

------------
وقد كتب الإمام عبد الحميد بن باديس التعليق التالي تحت هذه المقالة:
(( للأديب العزوزي وغيره من رفاقنا أن يعتبوا أو يغضبوا ، فنحن لهم عاذرون، شاكرون ما داموا لا يسيئون الظن بإخوانهم المباشرين للادارة.
وإذا تمادوا في العتاب فاننا ننشدهم قول الشاعر:
ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم . ))









رد مع اقتباس
قديم 2009-06-07, 16:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن لاحظ الإمام عبد الحميد بن باديس التفاف كوكبة من العلماء والأدباء ورجال الإصلاح حول جريدة الشهاب الغراء واهتمامهم بكل ما تنشره من مقالات، ودعوات للإصلاح ومحاربة البدع والشعوذة، والرجوع إلى الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، قام بنشر نداء أو دعوة في العدد الثالث من الشهاب موجه على كتابها ورجال العلم للتعاضد والتكاتف من اجل تحقيق الأهداف السامية التي سبق ذكرها، ومما جاء في هذا المقال الذي عنونه ب: " إلى الإصلاح الديني "

فلنحارب التخاذل المميت بسلاح التناصر العتيد
فهل لنا من سبيل إلى ذلك، وسلاحنا نبذ الانشقاق فرأب الصدع على قاعدة تقديم التخلية على التحلية؟
ذلك سبيلنا فيما نعلم وإلا نكصنا على الأعقاب فكان مثلنا مثل من قلد جيدا تراكمت عليه الأدران ، درة تخطف أشعة أنوارها الأبصار، أليس من المعرة أن يكون ذلك الجيد الذي يفوق جماله الطبيعي ورواؤه الفطري جمال أي درة عرضة لتهكم الساخرين ونكاية الشامتين؟
ما أحوجنا إلى رجال مخلصين يشدون الخناصر وراء السعي في تطهير النفوس المشوهة برين التفرق والتغابن ، وفي صقل وجه الدين الحنيف تلك الجوهرة التي أبى الله إلا أن تبقى صافية الأديم ولو عمل العابدون شهواتهم أحقابا على طمسها ، حتى لا تنعكس فيما يزعمون صور أعمالهم السيئة فيها، فيبوؤوا بغضب على غضب، ويسجل عليهم بالفضيحة وسوء المصير !!
وخليق بنا أن نواصل السعي في خلق رجال الإخلاص وايجادهم ولو كلفنا من الضحايا ما نبذل بسببه أنفسنا
...هذه سبيلنا فمن شاء أن يحبذ ويجيب ، ومن شاء أن يقبح ويدبر ولنا من الناصرين رجال الأقلام الحاملين لواء الدعوة إلى الدين الصحيح عصابة لا تعرف غير الصراحة وهي كافية لان ترشد المسترشدين وتأخذ بتلابيب المعرضين حتى يؤوبوا الى رشدهم بأي وسيلة.
العدد 3:
9 جمادى الاولى 1344هـ/ 26 نوفمبر 1925 م
--------------
وجاءت الردود من العلماء ورجال الاصلاح والادباء تترى، نختار منها ما يلي:

تحت عنوان: " لبيك يا حزب الإصلاح الديني لبيك!
ولبيكم يا رجال المنتقد والشهاب مرتين!! "
كتب الشيخ الطيب العقبي مقالا جاء فيه:
" ...فاني لا أزال أواليكم بكتاباتي وكتائبي الجرارة في محاربة البدع وأربابها فيقال في رجال الشهاب نفس رجال المنتقد الأحرار وروحهم الدينية
...فلي الشرف بان انظم إلى حزبكم (حزب الإصلاح الديني ) الذي أعلنتم عنه في العدد الثالث من الشهاب فاعتبروني من جملة أعضائه العاملين وشيدوا أساس ذلك الحزب على العمل الصالح والتقوى، وتباعدوا ملء التباعد عن سياسة الحكومة ومزاحمة الغير حتى نسلم ويسلم لنا حزبنا الإصلاحي وحسبي أن كل من شملته دعوتكم من العلماء يجيب دعاءكم ويلبي نداءكم مثلي
العدد 6 الخميس 30 جمادى الاولى 1344هـ/ 17 ديسمبر 1925م
-----------
كما كتب الشيخ الفلكي الميقاتي، خريج جامع الأزهر الشريف المولود بن الصديق الحافظي مقالا بعنوان: " حول اقتراح تأسيس حزب ديني إصلاحي" جاء فيه:
" نشر الشهاب بالعدد الثالث نداء للعلماء الجزائريين فحواه تأسيس حزب ديني يكون الغرض منه محاربة البدع وتطهير وجه الدين الحنيف مما التصق به وليس منه.
فنعم اقتراح هذا، ومرحبا به نود أن يتوفق رجالنا العلماء إلى هذا من زمن بعيد، إذ حالتنا الدينية قد أصبحت في آخر نقطة من الانحطاط، وداخلتنا البدع من حيث لا نشعر منذ زمن ليس بقليل فطال عليها العهد حتى أصبحت محل اعتقاداتها من الدين في كثير من العوام ومحل تهاون وتقصير في كثير من العلماء ...
العدد 9:
21 جمادى الثانية 1344هـ/ 7 جانفي 1926م
-------------









رد مع اقتباس
قديم 2009-06-08, 02:47   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عمي صالح
مشرف عام
 
الصورة الرمزية عمي صالح
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام أفضل خاطرة المرتبة  الثانية وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2

بسم الله .الرحمن .الرحيم
الحمدلله. رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزأك الله خيرا. على الموضوع القيم . و بارك الله فيك
و السلام.عليكم ورحمة. الله وبركاته









رد مع اقتباس
قديم 2009-06-09, 09:35   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[ بارك الله فيك عمي صالح وجزاك الله خيرا ]

ترتكز الدعوة الإصلاحية التي باشرتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على الدعوة إلى التوحيد الخالص لله العلي القدير والتحذير من الشرك ومظاهره، والعودة إلى الكتاب والسنة والاقتداء بالسلف الصالح، وكانت هذه الدعوة عن طريق بث وإلقاء الدروس والخطب والمحاضرات، وكذا كتابة المقالات في صحف الجمعية التي تهدم بها معاقل الطرقية والدجاجلة، وكان على رأس هؤلاء العلماء الائمة ابن باديس ومبارك الميلي والطيب العقبي وغيرهم...، هذا الأخير الذي اشتهر بتلك المقالات المؤثرة التي كان ينشرها دوريا في مجلة الشهاب منذ ظهورها بعنوان:"يقولون وأقول "، وهذا نموذج منها:
" يقولون وأقول!!..
يقولون إني عدو لأولياء الله الصالحين، وذلك لما بينته من عقيدتي في قصيدتي (إلى الدين الخالص)
وأقول لهم: ذلك الدين الخالص هو الذي قررته عقائد التوحيد وثبت في نصوص كتب الديانة الإسلامية وهو الذي أجمع عليه العلماء وأئمة الدين قديما وحديثا، ومن لم يرضه ذلك منكم فيليأتنا بحديث صحيح غيره إذ كان من الصادقين...
وأما أولياء الله والصالحون فإني أحبهم أكثر من كل أحد منكم وأسال الله أن يحشرني في زمرتهم ويميتني على محبتهم، وحسبي دليلا على ذلك أني أسلم عليهم جميعا مع نفسي في كل تشهد من صلاتي الفرض والنفل أكثر من خمس عشرة مرة في اليوم والليلة، فهل يكفيني مثل ذلك برهانا على محبتهم أم لا بد من أن أقدسهم بغير ما أذن الله فيه، وأعبدهم من دون الله، حتى أكون محبا لهم ومؤمنا بهم في نظر هؤلاء الملاحدة المجرمين؟؟..
يقولون وقد عجزوا عن معارضتي ببرهان وحجة (( إن ما أقوله كله حق وصحيح، ولكني غير مصيب في إعلان ذلك للعموم)) وتحدثي به مع كل أحد وإنكاري لبدعهم بشدة وتغليظ على المعارضين...
وأقول : إن الطريقة المتبعة في ديننا غير الطريقة المتبعة في الجمعيات السرية، ودين الإسلام يفتى به للخاص والعام، والناس كلهم منه على حد سواء، وأما ما أتوخاه في طريق الدعوة والإرشاد فإني أعمل فيه بقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: " وقول لهم في أنفسهم قولا بليغا" ، وأما شدتي على المعارضين وإغلاظي عليهم فهو من باب قوله عز وجل: { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم } فهل أنا المحق أم هم المحقون؟
يقولون إني جئتهم بما لم يأتهم به آباؤهم وعلماؤهم الأقدمون.. وأنا أقول لهم: راجعوا القرآن [ الكريم ] وكتب الدين، وأقرءوا العلم لعلكم تعقلون!
يقولون عني لو تصدى للتدريس وتعليم العلم بالطرق المألوفة عندهم وأعرض عن الكتابة في الجرائد لكان كالعلماء الذين تقدموا ولسميناه
عالما حقيقة.
وأقول لهم إني فعلت ذلك بادئ بدء فما أقبل علي منكم إلا أقل من القليل، وكتابتي لا تخرج عن حد نشر العلم والتدريس لأنها أيضا من هذا القبيل، وأما ما أردتموه من حملي على سلوك طرائقكم القديمة وتمسكي بعوائدكم وسيرة من مضى من مشايخكم، فلي في من هم أقدم منهم من رجال السلف الصالح أسوة حسنة، والرجوع إليهم خير من الرجوع إلى آبائكم الأقدمين...
ومتى أرضتم عن الصفق في الأسواق والجلوس في الحانات والقهاوي للهو ولعب القمار وغيره، وحرمتم الدخول إلى ( البراديل) [كلمة فرنسية يقصد بها بيت الدعارة حاشاكم ] وأقبلتم على المساجد تعمرونها بالصلاة وطلب العلم بها، ولم تجدوا عالما غيري يذكركم بالله ويعلمكم أمر دينكم واحتجتم في ذلك إلي - فإني لكم بالإقراء والتدريس ونشر ما علمنيه ربي بينكم- ضامن وكفيل، وأعدكم وعدا صادقا بأنه سيكون ذلك مني لكم مجانا وبدون ثمن لأني غني عنكم ولا أسألكم على دين الله أجرا، ولا أريد منكم جزاء ولا شكورا، فهل أنتم بنصيحتي لكم منتصحون، ولما أقوله لكم فاعلون؟؟.
يقولون لي دع الكلام على أولياء الله والجوامع وزرهم وتبرك بهم معنا ونحن نتبعك في كل ما تقول، ويعنون بالأولياء كل قبر يقدسونه ويعبدونه من دون الله أو مع الله، ويعنون بالجوامع ما يبنونه من تلك الأنصاب ولو على غير جثة مدفونة أو قبر يزار، وكذلك ما يبخرونه ويطوفون به ويوقدون عليه السرج من الأحجار والأشجار..
وأنا أقول لهم قال من قبلكم من مشركي العرب الكفار لمحمد صلى الله عليه وسلم: (( يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك، تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، فقال معاذ الله أن أشرك به غيره، قالوا فاستلم بعض ألهتنا نصدقك ونعبد إلهك، فنزلت عليه سورة :{ قل يا أيها الكافرون}.
فغدا إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقرأها عليهم فأيسوا منه عند ذلك وآذوه وأصحابه...)).
ويقولون لي أيضا عندما تنزل بي حادثة تروعني أو أمر يفزعني لو التجأت إلى قبر سيدي فلان، وسيدي فلان، وسلمت الأمر لرجال البلاد لفزت بقضاء حاجتك ورجعت ظافرا بنيل مقاصدك وكشف الضر عن جانبك وأقول لهم :
الله ربي واحـدا لا أرتجـى ... إلا هو عونا عند كل ملمة
وإليه أضرع في الشدائد كلها...لا للقبور ولا لصاحب عمة

العدد 11: الخميس 7 رجب الفرد 1344هـ/ 21 جانفي 1926م، ص 09.
و العدد 12: الخميس 14 رجب الفرد 1344هـ/28 جانفي 1926م، ص 08.









رد مع اقتباس
قديم 2009-06-09, 14:51   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت جمعية العلماء المسلمين تخوض معاركها الإصلاحية ضد الإستدمار الفرنسي وأذنابه، وضد دعاة الطرقية والدجالين والمشعوذين في أرجاء القطر الجزائري، وهذا لم يمنعها من الاهتمام والمشاركة بما يجري في العالم الإسلامي، وخاضت لذلك معارك ضد تيارات التغريب والمسخ في بلدان المشرق والمغرب، تجلى ذلك في الردود المتنوعة و تنبيه الناس وقراء صحفها ومجلاتها إلى مخاطر عملاء الاستعمار ودعاة الغزو الثقافي المباشر، الذي تزعمه خريجي مدارس التبشير أمثال سلامة موسى وهدى شعراوي، وأصحاب مجلة (المقتطف) وجريدة (المقطم): (يعقوب صروف، وأمين شميل، وشبلي شميل، وشاهين مكاريوس)، وأضرابهم ممن وهبوا أنفسهم للمحتل وثقافته، ومارسوا التبشير بثقافته وحضارته والتشكيك بهوية الأمة وحضارتها وقيمها وحتى كتابها، وهذا نموذج من رد الإمام ابن باديس على مقال نشر بمجلة (المقتطف) لصاحبها الدكتور يعقوب صرُّوف ( 1852-1927م ):
ما هكذا عهدنا أدب صروف
وقفت في جزء فيفري الماضي من مجلة "المقتطف" الكبرى على مقال من قلم تحريرها تحت عنوان " مفاخر الكلدانيين " جاء فيه قول كاتبه: " ...لقد جاء في بعض الخرافات العربية القديمة أن عاصفة من الرمل طمرت مدينة عاد فأصبحت بعد العاصفة ولا عين لها ولا أثر".
لا نشك أن كاتب المقال ليس مسلما كما لا نرتاب أنه لا يجهل أن قصة عاد من قصص القرآن [ الكريم ] فتعبيره عنها بالخرافة من سوء الأدب الذي ما عهدنا في الدكتور صروف الذي كان في علمه وفلسفته وشدة تحقيقه ديِّنًا صحيح التدين محترما لكتب الأديان الأخرى غير المسيحية، هذا من الوجهة الأدبية، وأما من الوجهة العلمية فإن الحكم على قصة مشهورة متواترة عند أمة بأنها خرافة بدون بحث ولا تدليل ليس من شان العلماء المحصلين.
ثم – بعد هذا- نقول في تحقيق هذه القصة القرآنية : إن القرآن العظيم كما يسلك في أدلته العقلية أقرب طريق وأوضحه كذلك يسلك في تذكيره أصدق المواعظ وأبلغها، وأنه كان يخوف العرب أن يحل بهم ما حل بالأمم قبلهم، ولقد خلت أمم قبلهم كثيرة جاءتهم رسلهم بالبّينات فكذبوا فأخذهم الله بالعذاب الشديد ، ولكن القرآن [ الكريم] كان يذكرهم ويخوفهم بمن هم قرب الأمم إليهم ممن كانوا في أرضهم العربية قد تواترت لديهم أخبارهم، ومثلت أمامهم آثارهم من قوم عاد سكان الأحقاف وقوم ثمود سكان الحجر.
وقد كان للتذكير بأحوال تلك الأمم التي هي في أرضهم ومن جنسهم ابلغ الأثر في نفوسهم كما كان من حديث عتبة بن ربيعة الذي رواه أصحاب السير: تلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم حم فصلت إلى قوله تعالى { صاعقة مثل صاعقة عاد و ثمود } [ سورة فصلت: 13 ]: فامسك عتبة بيده على فم النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الرحم أن يكف، وما كان محمد الرجل العظيم والمصلح الحكيم والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليجعل تذكيره الذي يريد التأثير به على سامعيه مما لا حقيقة له، ولو انه خاطبهم بما لا يعرفونه من أخبار تلك الأمم وتيقنوه لأسرعوا إلى تكذيبه فيما يقول، فسكوتهم – وهم أسرع الناس إلى مجادلته بالباطل- دليل قاطع على أن القصة كانت عندهم مما هو معلوم بالقطع من تواتر الخبر، ومشاهدة الأثر.
مجلة الشهاب: غرة ذي القعدة 1348هـ
الجزء الثالث المجلد السادس
(6/177).









رد مع اقتباس
قديم 2009-06-10, 14:44   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وممن تجرد العلماء للكتابة عنهم وكشف دسائسهم ومكرهم الشعوبي الكبير وتلميذ المستشرقين الحاقدين طه حسين وقد كتبت " المنتقد" و" الشهاب" فصولا طويلة في نقد كتبه وخاصة كتاب " في الشعر الجاهلي " وهذا نموذج من كتابات عبد الحميد بن باديس
دسائس طه حسين على السيرة النبوية الشريفة" ألف طه حسين آخر ما ألف كتابا أسماه " على هامش السيرة " يعني السيرة النبوية الطاهرة فملأه من الأساطير اليونانية الوثنية وكتب ما كتب في السيرة الكريمة على منوالها، فاظهرها بمظهر الخرافات الباطلة والاساطير الخيالية حتى ليخيل للقارئ ان سيرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما هي إلا اسطورة من الاساطير، وفي هذا من الدس والبهت ما فيه، ومن العجب ان قام احد الكتاب بمجلة "الرسالة" يطري في هذا الكتاب ويجعله الدليل القاطع على ان طه حسين ما يزال ازهريا رغم كل شيئ !؟ فيقوم طه حسين في العدد التالي من الرسالة فيصدق ذلك الكاتب فيما ادعاه له من رسوخ أزهريته وديانته حتى ليظن القارئ للمقالين أنهما ولدا في مجلس واحد ، فالدكتور طه حسين الذي كان يقول عن الاسلام ما شاء ولا يبالي بالمسلمين ، اصبح اليوم بعدما - اخرج من الجامعة – يحسب للمسلمين حسابا فلا يكتب شيئا الا وهو يقول ويكرر أنه مسلم وأنه يعظم الاسلام، ولكن ما انطوى عليه صدره يأبى عليه الا الظهور كما بدا جليا في كتابه الاخير...
ذي القعدة 1352هـ ص 120 ( 10/130).

وقد كتب أحد علماء مستغانم الشيخ مصطفى بن حلوش مقالا يتساءل فيه عن حقيقة دسائس طه حسين بعنوان:
"أسئلة حول مقال دسائس طه حسين " ذ
كر فيه بأنه بعد أن أطلع على ما كتبته الشهاب قرر أن يتحقق من هذا الأمر ومما قاله : "... رجعت الى الكتاب نفسه لأعلم ما الذي ذكر هذا طه، وكيف كتب عن اساطير اليونان وكيف كتب عن السيرة النبوية، وهل حقا انه دس عليها وبهتها؟
قرأت الفصول الثلاثة الاولى وهي حفر زمزم، والتحكيم، الغذاء فاذا طه لم يتجاوز ا نحكى لنا ما ورد في سيرة ابن هشام وغبره من كتب السير والتاريخ الا انه في بيان اروع واسلوب ابدع!
ثم قرأت الفصلين بعدهما فاذا هو أيضا لا يتجاوز ما كتب غيره ...
وتجاوزت الخمسة فصول كلها الى فصلي القضاء والردة، فاذا هو لا يتجاوز ايضا ما ذكره المؤرخون من خروج تبع غازيا وبلوغه المشرق والمغرب ...
أنا لا ادافع عن طه حسين ولكني اريد ان افهمه ، ولا ارد على خصومه ولكني اريد ان اقف على ما ينتقدون عليه من هذا الاعتداء على العرب والمسلمين
مستغانم 17 ذي القعدة 1352هـ مصطفى بن حلوش.
- وكان رد الإمام عبد الحميد كالتالي:
" اذا اراد الكاتب الفاضل أن يعرف كيف كان راي الدكتور طه حسين في العرب والاسلام ، وكيف صار؟ فما عليه الا ان يقرأ كتابه " في الشعر الجاهلي" وما كتبه عليه الاستاذان محمد بك أحمد المغراوي، ومحمد جمعة لطفي المحامي، الاول في كتابه " النقد التحليلي" والثاني في كتابه " الشهاب الراصد" ثم يقرأ كتابه هذا في السيرة، ولا يمكن ان يُعرف الرجل بغير هذه السبيل، واما انه يدس في كلامه ما يجب الاحتراز منه، فإننا لا نتولى إثباته إلا بما قاله دكتور أخر من اصدقائه واعرف الناس به وبمناحي كلامه، هو الدكتور زكي مبارك ، قال في كتابه على كتاب طه حسين "على هامش السيرة " عدد " البلاغ" الصادر في 10 شوال الماضي: "...وأنا اوصي قرائي بأن يقرأوا هذا الكتاب بروية ، فإن فيه نواحي مستورة من حرية العقل عرف الدكتور كيف يكتمها عن الناس بعد أن راضته الأيام على (( إيثار الرمز في التأليف))".

الشهاب: محرم 1353 هـ/افريل 1934م ص 209 ( 10/230)









رد مع اقتباس
قديم 2009-06-14, 11:41   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد أن فتح الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس مجلاته وصحفه أمام العلماء والكتاب والأدباء ليبرزوا الإسلام الصحيح لقرائهم، وينشروا فيهم الوعي والثقافة النابعة من أصالتهم الإسلامية، بأسلوب صريح مدعم بالحجج التي لا تقبل النقض، مبينين لهم ضلالات وخرافات الطرقية الضالة، وقد تزعم الشيخ العقبي وبعض الكتاب هذه الحملات التي كان وقعها شديدا على مشايخ الطرق ومريديهم وأذنابهم، مما دعاهم إلى أن يفزعوا إلى الشيخ ابن باديس وإلى والده وأخيه محمد المصطفى ابن باديس ليطلبا منهما توقيف هذا السيل الجارف من المقالات التي لم تميز بين جميع شيوخ الطرقية، ودعمهم في مطالبهم الشيخ أبو يعلى الزواوي، وكذا الشيخ المولود الحافظي الأزهري، كما كتب عبد الحفيظ بن الهاشمي مدير جريدة " النجاح " مقالات يحث فيها ابن باديس على توقيف تلك الحملات، فاستجابت لهم إدارة الشهاب، وكتبت مقالا تحت عنوان: " في سبيل الوفاق والتفاهم" تؤيد هذا المسعى وتطلب من كتابها التوقف مؤقتا عن هذه المقالات، لكن هذه الدعوة لقيت معارضة شديدة من طرف العلماء والمصلحين، وكان على رأس المعارضين الشيخ الطيب العقبي، ومحمد العزوزي حوحو والسعيد الزاهري، وغيرهم
فما كان من الامام عبد الحميد بن باديس الا الاستجابة لمطالبهم، والسماح لهم بالكتابة عن الطرقية الكاذبة، ومهاجمة الدجالين ودعاة التصوف المزيفين، وعادت الاقلم للكتابة ومنها هذه المقالة بعنوان: " ها نحن نعود والعود أحمد "
" ما هذا السكوت؟ وما هذا الخمول ؟ هل استحالت تلك الشعلة إلى رماد؟ وكيف ارتضت تلك النفس الثائرة المتمردة عيش الجماد؟
هذا ما كتب لي به أخ من إخواني الذين بيني وبينهم الفيافي الشاسعة ولا يسعني الآن إلا أن اكتب ولا يسع "الشهاب" لسان الشباب إلا أن تنشر ما أكتب.
يا أخي!
لقد ظننت أن أخاك سكت وأن ناره استحالت رمادا، وأن ذلك الذي تعرفه أصبح جمادا...؟ ظننت شرا قبل أن تسأل على الخبر ! وفاتك أن بعض الظن إثم.
لا يا أخي!
أنا ناطق وإن بدا لك أني ساكت، ومشتعل وإن رأيتني في صورة خامد! وكونك لن تعلم ليس الذنب فيه ذنبي، بل ذنب قوة لا قبل لي بمقاومتها.
تسألني عن هذه القوة؟ ذلك ما ستجده في غضون مقالي هذا إن سمحت تلك القوة نفسها ولا أخالها إلا من الفاعلين!.
دخلت – كما تعلم – في غمار الكتاب وخمارهم ورميت معهم بسهم ولست أدري ماذا كان حظ رمايتي من الإصابة، إلا أني قضيت أمرا واجبا وأرحت ضميرا مضطربا، فكنت اكتب بحرية لا تشوبها شائبة جبن وملق، وصراحة انتقاد لا ترتد أمام من دان الناس بتعظيمه واجمعوا على إجلاله إن ظهر لي أن أمره خلاف ذلك...بغيتي الحقيقة أقررها وصورة أفكاري أبرزها غير حاسب لرضى السواد وسخطهم أي حساب، وكان أول ما استلفت نظري مشهدان وقفت عندهما آسفا حزينا ولما أتزحزح عنهما قيد شبر
أولهما مشهد الدين
رأيته منقوص الأساس، ضئيل النبراس، مختنق الأنفاس، بعد أن استنار بنوره ...
ولا تسل عما لقيت من في سبيل الإصلاح والإرشاد فقد سلقت بألسنة حداد ووصمت بوصمة الكفر والإلحاد! الخ مما كان لي مدعاة ثبات وحديا يحدوني إلى الأمام ... ! ولطالما رأيت من وراء وجوه اسودت من الغيض وعيون تعرف عن كره وبغض ما عليهما من مزيد ابتسامة ملكية توحي إلى : أن سر في سبيلك ولا تبتئس فانك غريب وطوبى للغرباء، وانك مهتد والمهتدون قليلون، وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين!
وبينما نحن مغتبطون بعملنا، ثملون بخمرة انتصارنا وقول الناس من ورائنا جري المذكيات غلاب، إذ بالشهاب – عفا الله عنه- يقف في وجوهنا، مشفقا على المبطلين من أقلامنا وليته وقف عند هذا الحد ولكنه ...ولكنه...ولكن دع ما فات فقد مات...
إذ ذاك وضعت – مع من كان على شاكلتي- القلم وأخلينا الميدان لفرسانه، والمثل المضروب (( إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر)) سلوتنا:
ألبس لكل حالة لبوسها ...إما نعيمها وإما بوسها
فهل عذرت إذ وقفت على الحقيقة يا صديقي؟
والآن وقد عاد الشهاب إلى الإصلاح فها نحن نعود والعود أحمد!؟.


محمد العزوزي حوحو
الشهاب العدد 77
الخميس 25 جمادي الثانية 1345هـ/ 30 ديسمبر 1926 م ص 12.









رد مع اقتباس
قديم 2009-06-14, 13:24   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الكرزازي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... أيها الكاتب لهذه السطور وما حشوته فيها من المغالطات والمخالفات هداك الله ...... ألم يُعلمك مشائخك حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( أذكروا محاسن موتاكم ) رواه الإمام الترميذي وهو حسن لشواهده ، أولم يطرق مسامعك حديث الصادق المصدوق : ( كفوا عن أهل لا إله إلا الله ) رواه الإمام الطبراني ...... فكيف بي أراك أسرفت في الرد على السادة الصوفية عليهم رضوان الله ووصفتهم بالشعوذة والسحر ...... وما إلى ذلك من توهماتك ، فلو كنت قصدت الجاهلين منهم لكنا معك في ذلك بل لا يخلو أي جاهل من أي طائفة من التخريف والتخبط ، أما وقد تعديت إلى ذكر الأئمة منهم كالإمام العلاوي والسادة العلاوين فهذا مما لا يوافقك ولا يقرك عليه منصف ...... و لقد استشهدت في هجومك على الإمام العلاوي رضي الله عنه بقول محمد الشريف هذا وهو مغمور لا يُعرف ..... فهل لك أن ترجع إلى شهادة علماء الأمة للإمام العلاوي بالفضل والتبحر في العلم واتباع السنة تجد فيها ما يروي الغليل وشهادتهم مسطورة في كتاب( شهايد وفتاوي )وكتاب (القول المعتمد للإمام العلاوي)وكتاب ( مطالع اليقين في مدح الإمام المبين )، وإلى المنصفين بعض الأسماء على سبيل الإختصار فمنهم : العلامة الهاشمي بن بكار المعسكري مفتيها والعلامة المؤرخ عبد الرحمان بن زيدان العلوي المكناسي والعلامة الفقيه النوازلي العباس بن أبي بكر بن العربي بناني والعلامة المشارك محمد بن عبد الكبير الفاسي والعلامة الحافظ المحدث محمد الحافظ التيجاني المصري والعلامة سيدي محمد المدني التونسي والعلامة الكبير محمد بن هاشم الخطيب الدمشقي والعلامة الداعية عبد الله الحكيمي اليمني والعلامة الفقيه محمد بن علي التادلي والعلامة الحسن البوزيدي الأزهري والشيخ الفقيه العلامة محمد بن محمد بن الموقت المراكشي .......، ومن تلاميذ الإمام العلاوي : العالم المشارك سيدي الحاج عدة بن تونس والعلامة الفقيه سيدي محمد المدني التونسي والعلامة الداعية سيدي حسن الطرابلسي والعلامة الفقيه الداعية سيدي علي البودليمي _ وهذا الشيخ كان ممن يدعون الإصلاح ثم تركهم وأخذ عن الإمام العلاوي وهو أشهر من أن يترجم له _ والسيد مصطفى حافظ والشيخ العلامة سيدي محمد الهاشمي التلمساني نزيل دمشق والشيخ عبد الرحمان بو عزيز القبائلي .........ففضل الإمام العلاوي أسنى من أن يسيء إليه مثلك ومثل أسيادك ولله در القائل :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
وفي الأخير أريد أن أهمس في أذنك يا هذا وأقول لك إن سبب بغضك أنت وطائفتك للإمام العلاوي والسادة العلاويين عليهم رضوان الله كونهم وقفوا في وجوه أسيادك ممن يدعون الإصلاح في زمن الإستعمار وهم من هم ؟؟ ...... من كان يؤيد السفور والتجنيس و تأييد العلمانيين الذين أطاحوا بالخلافة الإسلامية في تركيا ومن كانوا يصفون المجاهدين الصوفية الذين قاوموا الإستعمار الفرنسي من أمثال الأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة بأسوأ الأوصاف !!!!!! فمواقفهم تدل على حقيقتهم وقلب المؤمن دليله ودعك من المغالطات والهجمات اليائسة على رموز الأمة و التفت إلى ما يهمك وما تلقى به ربك خير لك من الإدعاء...... وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه ووراثه آميــن .










رد مع اقتباس
قديم 2009-06-15, 08:48   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهتمت جمعية العلماء بحركة التأليف والنشر في الجزائر والعالمين العربي والإسلامي، فكانت تكتب وتُعرف الجزائريين بأعمال ومؤلفات الكتاب والأدباء، كما قامت بالمساهمة في إنشاء المطبعة الإسلامية بقسنطينة، وهذا إيمانا منها بأن عملية النشر تعكس مستوى التطور الثقافي والعلمي في المجتمعات والدول،كما أنها أحد المؤشرات المهمة للحكم على الوعي الحضاري فيها، وهذا نموذج عن تشجيع العلماء لحركة النشر والتأليف في المغرب العربي وتدعيمها بالحوافز المعنوية والمادية في هذا المجال:

" جائزة لتنشيط حركة التأليف العربي في شمال أفريقيا"
10000 فرنكا كل سنة
... إني أرى أن قطرنا المغربي لا يمكنه أن ينمو النمو الذي يوصله إلى المقام المحمود إلا إذا جعل نهضته هذه ترتكز على أسس أربعة: الإسلام الصحيح، والعربية الفصحى، والوطنية الصادقة، والعلوم العملية الحديثة.
وهل ينشر كل ذلك غير الكتب العربية القيمة التي يخرجها الناس أبناء الأمة الأبرار ومفكريها الأحرار؟ لذلك كانت حركة التأليف عندنا جديرة بالإعانة المادية والتأييد الفعلي، ...فعزمت على تأسيس جائزة ابتداء من سنة 1349 [ هـ ] التي تتخطى أعتابها المباركة، وستكون كل عام ألفا من الفرنكات، يمكن أن تزيد ولا يمكن أن تنقص، وينالها آخر كل سنة هجرية الكتاب الذي تتفق لجنة الجائزة على أنه أكثر الكتب فائدة لشعب شمال أفريقيا مما طبع خلال السنة، بشرط أن يكون مؤلفه من شمال أفريقيا، وان يكون مطبوعا بهذه الديار، أما اللجنة فتتركب من عشرة أعضاء، ثلاثة من تونس، وثلاثة من الجزائر، وثلاثة من المغرب الأقصى، وعندما تنتخب اللجنة الكتاب المجاز تعلن عن ذلك في سائر الصحف العربية في شمال أفريقيا، وترسل لصاحب الكتاب شعار الجائزة وقيمتها.
الجزائر في غرة المحرم الحرام 1349 هـ
الشهاب: الجزء الثالث المجلد السادس (6/342).









رد مع اقتباس
قديم 2009-06-16, 08:43   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعتبر الشيخ محمد خير الدين رحمه الله من قادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ومن رجال الإصلاح المرموقين، فقد كان من أعضاء المجلس الإداري منذ السنوات الأولى لتأسيسها، كما تولى منصب المراقب العام ثم نائب رئيس الجمعية، وقد تفضل بكتابة ونشر ذكرياته مع الجمعية وأعماله ومساهماته في ثورة التحرير ضد المستدمر الفرنسي الغاشم في كتاب من جزئين منفصلين تحت عنوان " مذكرات" نقتطف منه بعض المواقف:
"[b] حوار بيني وبين الأب شارل دو فوكو"
انتشرت في الصحراء أنباء الحركة الإصلاحية وزيارة الشيخ عبد الحميد بن باديس لبسكرة [ سنة 1931 م ] مما دعا رئيس المركز الثقافي للمبشرين المسيحيين بمدينة ورقلة إلى زيارتي والتحاور معي حول الدين والعقيدة الإسلامية، وهو نوع من أنواع الجدل الديني تصدت له النهضة الإصلاحية ورجالها لتصحيح مفاهيم الإصلاح وإقناع خصومه بالحجة والبرهان ، ورئيس هذا المركز لبناني الأصل، مسيحي متعصب متمكن من اللغة العربية مطلع على ما يردده أعداء الإسلام وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زارني عدة مرات في مكتبي بمدرسة الإخاء ببسكرة ودارت بيننا مناقشات حول بعض آيات القرآن الكريم وما يعارضها حسب زعمه من تعاليم الإنجيل ، وتكررت اللقاءات وطال الجدل، فاقترحت عليه أن يقدم لي آراءه مكتوبة وأجيب عنها كذلك لان المشافهة تمضي والكلام المدون يبقى شاهد عدل بين المتناظرين، اقتنع بذلك وقدم لي كراسة تتضمن آرائه فأجبته بكراسة مماثلة تنقض آرائه.
ومع الأسف الشديد فقد ضاعت هذه الكراسة من بين ما ضاع من كتبي ومذكراتي عندما استولت السلطة الاستعمارية على مكتبي ببسكرة أيام حرب التحرير.
وكان آخر سؤال وجهته له كتابة وطلبت منه الإجابة كتابة أيضا:
أعرض عليك قائمة %










رد مع اقتباس
قديم 2009-06-21, 09:10   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نواصل سرد بعض المواقف التي ذكرها الشيخ خير الدين رحمه الله، كتب في مذكراته عن علاقات الاخوة والصداقة، والمحبة التي كانت تربط بين علماء الجمعية، ومنها:

- يروي لنا الأستاذ محمد بن الشيخ مبارك الميلي قصة تعكس مدى العلاقة الوثيقة بين أعضاء هذه الجمعية حيث يقول في كتابه " عروبة اين باديس
":
(( ...وذات ليلة بينما كان معنا والدنا الشيخ محمد الميلي، فتوقف فجأة عن الضحك وعلت وجهه سحابة من الكآبة والحزن لمحت خلالها دمعة جاهد في إخفائها فلم تظهر للآخرين، ثم أرسل زفرة حارة لم نأبه لها أن تعكر الجو، وقال أنا بين أهلي وأولادي والشيخ البشير الإبراهيمي هناك منفى في أعماق الصحراء بعيدا عن أهله وذوبه !! ولم نر منه بعد ذلك ابتسامة وأكمل السهرة معنا وكأنه غائب لا بسمع لقول ولا يهم بسؤال.
أليس هو شعور الصداقة الذي يسيطر مرة أخرى على هذه العلاقة التي تربطه بأقرانه في الجهاد)).
- ... ويتابع الأستاذ محمد بن مبارك الميلي حديثه فيقول:
((... ولو أردت أن استرسل في هذا الموضوع لما أعجزني الحديث، فانا اذكر جيدا فرحته العظمى حين رآني ذات يوم قد دخلت الدار حاملا برقية، كأنه أدرك ما فيها قبل أن اخبره فبادرني بالسؤال: ألبس قد أطلق سراح الشيخ العربي التبسي؟ ولما أجبته أن نعم، مدّ إلي يده بنقود كأني أنا السبب في ذلك، ولا يزال ذلك اليوم مصحوبا في ذهني بصورة لأكلة شهية صنعت لنا احتفالا بهذه المناسبة، وأرجو أن لا يفهم القارئ أن فرح الصبي الذي هو أنا بالأكلة كان أكثر من فرحته بالشيخ العربي التبسي.
كما اذكره حيرته ذات يوم وقد تملكه الغضب وصار يعاملنا بلون من القسوة ونوع من الشدة لم نعهده منه، حتى إذا لمحت علي جدتي شيئا من الدهشة لهذه الثورة المفاجئة، قالت لي في همس: لا تعجب فقد صدر الأمر بنفي الشيخ خير الدين."

مذكرات الشيخ محمد خير الدين - الجزء 1 / ص 102
مؤسسة الضحى الجزائر، الطبعة الثانية 2002.









رد مع اقتباس
قديم 2009-06-23, 09:21   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زيارة وفد الجمعية الى مدينة بسكرة ومواقف الامام ابن باديس من حاكمها وأذنابه، مع العلم أن مدينة بسكرة في تلك الفترة الاستدمارية كانت تحت الحكم العسكري حيث عين لها حاكم برتبة رائد - كومندان - له كامل الصلاحيات ( لا تطبق فيها الا الاحكام العسكرية، ويطبق فيها منع التجول، ويمنع فيها اجتماع اكثر من ثلاثة أشخاص... وغيرها من الاحكام التعسفية)

((...قدم وفد العلماء على رأسهم الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس إلى الصحراء للقيام بجولة فيها عام 1931م، فقوبل بالحفاوة والترحيب الحار في كل مكان حل به، زار هذا الوفد بسكرة وأقام بها عدة أيام حفلت بالنشاط وإلقاء دروس الوعظ والإرشاد في المساجد، وتدفقت وفود الطلاب والأعيان كالسيل المنهمر للمشاركة في الترحيب والاستماع إلى الدروس وكان هذا التدفق يعبر عن روح جديدة وآمال عريضة تبشر بالخير وتطمئن النفوس على الحركة الإصلاحية في هذه الناحية وتعكس مقدار عمقها في نفوس الشعب الجزائري المسلم.
وأثناء هذه الزيارة قدم وفد من طلبة سيدي عقبة وأعيانها وأعربوا عن رغبتهم ورغبة مواطنيهم في هذه الناحية أن يزورهم الإمام عبد الحميد بن باديس، فلبى دعوتهم شاكرا فضلهم، وفي صبيحة اليوم الثاني سافر فريق العلماء والطلبة صحبة الإمام إلى بلدة سيدي عقبة فوجدوا السكان قد خرجوا عن بكرة أبيهم يترقبون قدوم الشيخ وصحبه، فنزل الشيخ ورفاقه وصافحوا المستقبلين ثم مشى ابن باديس وسارت الحشود خلفه رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل إلى أن وصل الموكب إلى باب المسجد الكبير حيث دفن الصحابي الجليل عقبة بن نافع، فوجدنا باب المسجد مغلقا بأمر من حاكم المنطقة.، ووجدنا الحاكم نفسه أمام الباب ومعه مترجميه وأعوانه من الفرنسيين والعرب.وبادر المترجم وقال لابن باديس أن الوالي العام للقطر الجزائري أمر بإغلاق باب الجامع ومنعك من الدخول، فجلس الشيخ على الارض، وكان يرتدي ثيابا من الصوف الأبيض والأرض مليئة بالغبار الذي تثيره الرياح وقال للحاكم خبر الوالي العالم بان ابن باديس جالس على الأرض في هذا المكان ولا يرجع حتى يدخل الجامع " وجلس إلى جوار ابن باديس بعض مرافقيه من العلماء.
اضطرب الحاكم وبدا القلق على وجهه ثم اتجه إلى إدارة البريد لتبليغ الوالي العام بهذا الأمر ويطلب رأيه بحل المشكل، وبعد قليل عاد الحاكم إلى مكانه أمام الباب وقال للشيخ " إن الوالي العام أذن لكم بالدخول للزيارة فقط ، ومنعك من إلقاء الخطبة، فأجابه الشيخ بصوت ينم عن عدم المبالاة وأشار بيده كأنه يأمره بالفتح قائلا: " افتح ...افتح"، ثم دخل الشيخ واندفع الشعب خلفه ووقف الشيخ أمام الضريح ولم يجلس كعادته أثناء إلقاء الدروس، وأخذ يتحدث قرابة الساعة كاملة ، وألقى درسه فتلا قوله تعالى " المص كتاب انزل إليك فلا يكن في ....للمؤمنين " الأعراف الآيتان 1و2)
وكان هذا الدرس من أعظم الدروس التي تعوَّد الشيخ ارتجالها كلما جد الجد.
...
وكان للشيخ الطيب العقبي بستان قريب من الجامع فأمرت الشباب بفتح البستان وإحضار البسط وبعض المقاعد وطاولة واعددنا المكان للاجتماع العام ، وانتظرت حتى انتهى الشيخ من الدرس وصحبته إلى البستان وتبعنا الناس وأغلقنا الباب في وجه المستعمرين كما حاولوا إغلاق باب الجامع في وجوهنا من قبل، وكانت واحدة بأخرى أشد وأنكل.
كان يوما عظيما تلت فيه آيات من القرآن [ الكريم] وألقيت فيه دروس وخطب، أعاد الى الأذهان جهاد البطل الفاتح والصحابي الجليل عقبة بن نافع وتحريره للشمال الإفريقي من الحكم الصليبي والاستعمار الروماني الذي دام قرابة ستة قرون.
ثم رجع الشيخ وصحبه الى قسنطينة فرحين مستبشرين بما لقوا من نصر وتأييد،، وما تركته هذه الرحلة من صدى في نفوسهم بان حركة الإصلاح تحققت وازدهرت أثارها البعيدة المدى في مستقبل الشعب وحياته، وعمت الفرحة قلوب المسلمين في سائر الصحراء.
أما أعداء الاسلام والمسلمين من الحكام العسكريين والمبشرين المسيحيين فقد اهتزوا فزعا من هذه الزيارة التي جسدت في عيونهم حياة الشخصية الجزائرية ووضعها في إطارها الأصيل الصحيح وهو انها عربية مسلمة ، تلك الشخصية التي حاول الاستعمار طمسها أو القضاء عليها منذ وطأت أقدامه أرض الجزائر.

مذكرات الشيخ محمد خير الدين - الجزء 1 / ص 82 -- 83.
مؤسسة الضحى الجزائر، الطبعة الثانية 2002.









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc