معركة الحياة

[سعد606]

معركة الحياة:
لم يكن لها خيارٌ حين وجدتْ نَفسَها تُنْعَتُ بالمطلقة... ولم يَكُنْ بِمَقْدُور جَارتها مَنْع يَدَ المَنِية حِين امتدتْ لزوجها، فَحَمَلتْ مبكرًا صِفَةَ أرملة...
لله دَرُك يا من كَشفَ الفِراقُ سقْفَ بيْتِها، وفَقَدتْ العَمُودَ الرئيسْ الذي كان يرفعُ قبةَ خيمتها...
أعرفُ أنكٍ تُقاتلين الوِحدَة خَلْفَ الجُدران بالدُموع وآهَات لا يعلمُ عَد٘ها إلا الله الذي لا يغفل ولا ينام...هو وحده من يُطفئ وحْشتَك بعَبَقِ الإيمان، ينزعُ من فؤادك أشواك الإحْساسَ القَاتِل بالغُبن والحِرْمان...
إني والله أكْبِرُ فيك التعب بالليل والنهار، من أجل لُقمة الحلال تُجاهدين، وبعد العودة إلى الدار تغسلين، وترتبين، وتنظفين، وحين يُخطأ الأولاد تؤدبين، وقبل أن يغمض لك جفن في آخر الليل، واحدا تلوى الآخر تُقبلين، بشِفاه هَجرتْ المَساحِيقْ ولم تَعُد تُحسنُ سوى لُغة الد٘عاء والأنين...
كيف لا أنحني إكراما لامرأة وَهَبتْ نفسها لأولادها؟ رفعت التحدي، وجعلت من حبها عبادة ارتقت بها لتزاحم عند باب الجنة سيد المرسلين؟
صلى الله عليه وسلم.