![]() |
|
قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
آخر تعديل طه الهلالي 2008-12-28 في 11:28.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() بارك الله فيك على هذه المبادرة الطيبة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بقلم الشيخ مشهور حسن آل سلمان الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فهذه سطور في التعريف بإمام من أئمة الدعّوة السّلفية، نفع الله به كثيراً، وعالج العديد من المسائل والأمور في شتى ميادين الحياة، وأصَّل مبادئ دعويّة كثيرة، وتكلم عن قضايا منهجيّة هي الآن حديث السّاعة، وأثارت نزاعاً شديداً بين طلبة العلم، ومرادنا من هذه السطور التعريف بهذا العلم من النّاحية الشخصيّة إلقاء الضوء على شخصيّته الدّعويّة من خلال تعرّضه للأمور التّاليّة: أولاً: الدعوة السّلفيّة والسّياسة وفقه الواقع. ثانياً: الدعوة السّلفيّة والانتخابات. ثالثاً: الدعوة السّلفيّة والعلم. * شخصيّة محمد البشير الإبراهيمي: - ولد الشيخ قسنطينة بالجزائر عام 1306 هجرية في الثالث عشر من شهر شوال، الموافق سنة 1889 ميلاديّة. - وهو سليل قبيلة أولاد إبراهيم بن يحيى بن مُساهلالتي يرتفع فيها إلى إدريس بن عبد الله الجدّ الأول للأشراف الأدراسة، ويدعى إدريس الأكبر مؤسس دولة الأدارسة في المغرب الأقصى، وترجع إليه أنساب الأشراف الحسنيِّين في المغربين الأقصى والأوسط. - اتجه -رحمه الله- إلى الدراسة الدينيّة، وكان يتمتع بحافظة عجيبة وذاكرة قويّة، أكمل حفظ القرآن وهو في سن التاسعة، وتعلّم في هذه السِّن قواعد النحو والبلاغة، ودرس الفقه والعلوم الشرعيّة في سن مبكِّرة، وعندما بلغ العشرين من العمر هاجر على المدينة النبويّة ملتحقاً بأبيه، ومرَّ بالقاهرة ومكث فيها ثلاثة أشهر كان يتردّد أثناءها على الدرس بالأزهر الشريف، سافر بعد ذلك على المدينة النبويّة، وفيها درس على أيدي مشايخ الحرم النبوي الشريف، وكان يقوم بتدريس الفقه واللغة والأدب. - عند قيام الحرب العالميّة الأولى استوطن مع والده دمشق، بعد أن أرغمته الدولة العثمانيةّ على الخروج من المدينة، وهناك اشتغل بالتّعليم الحر، ثمّ عُيّنَ أُستاذاً للآداب العربيّة في المدرسة السلطانيّة الأولى، وبعد انتهاء الحرب عاد إلى الجزائر وعمل بالتدريس أيضاً. - قام في الجزائر مع الشيخ عبد الحميد بن باديس بوضع مخطّط لمحاربة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وأنشأ جمعيّة علماء الجزائر سنة 1931م في الجزائر العاصمة. - كان يهدف بهذه الجمعيّة إلى نشر تعاليم الإسلام الصّحيح المصفّى من البدع والخرافات، وإحياء اللغة العربيّة. - كان -رحمه الله- خطيباً مفوّهاً، يتحدّث ببلاغة وصراحة وجرأة، وكان مجاهداً، صاحب همّة عالية لا تعرف الملل، وعالماً لا يخشى في الحقّ لومة لائم، كان يحفظ من عيون الشعر والأدب الأندلسي والمغربي، ويُلقي أُمّات القصائد عن ظهر قلب، وكان عالماً في مصطلح الحديث والفقه والنحو والصرف والمنطق والأصول وغيرها من العلوم. - لم يكن الشيخ الإبراهيمي إقليمياً يناضل من أجل حريّة واستقلال بلاده الجزائر فقط، إنّما كان شخصيّة إسلاميّة معروفة في العالم الإسلامي بجهاده وكفاحه من أجل نشر الإسلام. - كان -رحمه الله- سيفاً مصلتاً على المشعوذين، وبقايا السمسارين؛ الذين يتاجرون بالدّين، وتميّز --رحمه الله- بصراحته في الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، والالتزام بالكتاب والسنّة، ومنهج السّلف الصّالح. - توفي الشيخفي التاسع عشر من أيار سنة (1965م) -رحمه الله تعالى-، وأسكنه فسيح جنّاته. * سلفيّة الشيخ محمد الإبراهيمي -رحمه الله تعالى-: نستطيع أن نلخص الركائز التي قامت عليها دعوة الشيخ الإبراهيمي في النقاط التالية: أولاً: إصلاح عقيدة الجزائريّين فقد كانت جمعيّة العلماء تركز عملها بصفة عامّة على مقاومة الخرافات والبدع التي شوَّهت عقيدة المسلمين، وتطهير عقيدتهم من مظاهر الشرك، سواء العلني منها أو الخفي. كان -رحمه الله- يرى أن العقائد السليمة هي قاعدة الإصلاح في المجتمع، وهو ينادي بأن حالة التدهور العام التي وصل إليها المسلمون في القرون الأخيرة إنّما تعود إلى تدهور العقيدة لدى الفرد المسلم وتطرُّق الشرك الخفي إليها. ثانياً: مقاومة الصوفيّة المبتدعة. ترتبط مقاومة الصّوفيّة المبتدعة بإصلاح العقيدة ارتباطاً وثيقاً، وقد كشف الإبراهيمي -رحمه الله- عن مخازي هؤلاء وحاربهم بشدّة، وعاملهم بما يستحقّون لأنهم تاجروا باسم الدّين، وزجّت بهم فرنسا في أتون المعركة، فأصغ إليه وهو يقول: «في أيام الحملة الكبرى على الحكومة الفرنسيّة ظهر هؤلاء بمظهر مناقض للدّين، فكشفوا الستر عن حقيقتهم المستوردة، ووقفوا في صفِّ الحكومة مؤيِّدين لها، خاذلين لدينهم وللمدافعين عن حريّته مطالبين بتأييد استعباده، عاملين بكل جهدهم على بقائه بيد حكومة مسيحية تخرِّبه بأيديهم، وتشوّه حقائقه بألسنتهم، وتلوث محاربيه ومنابره بضلالتهم»، ويقول: «وقد أخذوا في الزمن الأخير ببعض مظاهر العصر، وتسلّموا بعض أسلحتهم بإملاء من الحكومة للدفاع عن الباطل، فكوّنوا جمعيّة، وأنشأوا مجلة، وجهّزوا كتيبة من الكتاب يقودها أعمى -خذلاناً من الله- ليشنرك عاقلهم وسفيههم في هذه المخزيات، وبحكم العموميّة في الجمعيّة، والاشتراك في المجلّة، ولو في دائرته الضيّقة ومن أهله وجيرانه... دافعناهم -عندما ظهروا بذلك المظهر- بالحق فركبوا رؤوسهم، فتسامحنا قليلاً إبقاءً على حرمة (المحراب) و (المنبر) التي انتهكوها، فشدّدوا إبقاء على حرمة (الخبزة)!! فكشفنا عن بعضنا الحقائق المستورة فلجّوا وخاضوا، وثاروا وخاروا، فلمّا عتوا من أمر ربهم رميناهم بالآبدة... وهي أنّ الصلاة خلفهم باطلة، لأنَّ إمامتهم باطلة... لأنهم جواسيس»!! وقد عدّ الشيخ الإبراهيمي الصّوفية داءً عضالاً يجب التخلص منه، لتحرّر عقيدة المسلم من التّشويش، وتطلق لعقله العنان في التَّشيُّع وفهم الشريعة، فتراه يصرح بقوله: «إننا علمنا حقّ العلم بعد التّروي والتّثبت ودراسة أحوال الأمّة ومناشئ أمراضها أن هذه الطرق المبتدعة في الإسلام هي سبب تفرُّق المسلمين، ونعلم أننا حين نقاومها نقاوم كلّ شر، إنّ هذه الطرق لم تسلم منها بقعة من بقاع الإسلام، وإنَّها تختلف في التّعاليم والرّسوم والمظاهر كثيراً، ولا تختلف في الآثار النّفسيّة إلا قليلاً، وتجتمع كلها في نقطة واحدة وهي التّخدير والإلهاء عن الدّين والدّنيا». ويتابع شارحاً مخاطر الطرقيّة وبدعها، حيث تعلٌّ كثيرٌ من المسلمين بطقوس طريقتهم، وبطروحات مشايخهم، ولم يعودوا على اتّصال مباشر مع الكتاب وصحيح السّنّة، بل أصبحت هذه الطرق حاجزاً بينهم وبين مصادر الشريعة، وكأنها دين جديد، لقد أصبحت بعض الطرق -كما يرى الإبراهيمي- في بلاد العرب والمسلمين، وفي الجزائر بخاصّة، إضافة جديدة إلى محاولات الدّس التي قان بها أعداء كثيرون للإسلام، إن كان بنحل الأحاديث، أو بالتّأويلات المزوِّرة للحقيقة، أو ما شاع عند العديد من الحركات الباطنيّة، ولكن يعود ليؤكد أن هذه كان خطره أقل بكثير من خطر هذه الطَّريقة، فيقول: «أما والله ما بلغ الوضّاعون للحديث، ولا بلغت الجمعيّات السريّة ولا العلنيّة الكائدة للإسلام من هذا الدّين عشر معشار ما بلغته من هذه الطُّريق المشؤومة... إنّ هذه الهوَّة العميقة التي أصبحت حاجزة بين الأمّة وقرآنها هي من صنع أيدي الطرقيّين». ويقول مقرِّعاً الصوفيّة والطّرقيَّة وفهمهم الخاطئ للإسلام: «... فكل راقص صوفي، وكل ضارب بالطبل صوفي، وكل عابث بأحكام الله صوفي، وكل ماجن خليع صوفي، وكل مسلوب العقل صوفي، وكل آكلٍ للدّنيا بالدّين صوفي، وهلُّم سحباً، أفَيَجْمُلُ بجنود الإصلاح أن يدعوا هذه القلعة تحمي الضُّلال وتؤويه، أم يجب عليهم أن يَحملوا عليها حملةً صادقةً شعارهم: (لا صوفيّة في الإسلام) حتى يدكُّوها دكّاً، وينسفوها نسفاً، ويذروها خاوية على عروشها». وقد كان -رحمه الله تعالى- في محاربته للصوفية وخرافاتهم وترَّهاتهم متأثراً بتعاليم حركة الشيخ محمد عبد الوهاب الإصلاحيّة، ويتضح ذلك عندما نراه يعلل هجوم المتاجرين بالدّين على هذه الدّعوة السُّنّية الإصلاحيّة في البلاد الحجازيّة التي سمَّاها خصومها بـ (الوهَّابية) -تنفيراً وتشويهاً- لأنها قضت على بدعهم، وحاربت خرافاتهم، فيقول: «إنهم موتورون لهذه الوهَّابية التي هدمت أنصابهم، ومحت بدعها فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجّض هؤلاء لضجيجهم والبدعة رحم ماسة، فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة (وهابي) تُقذف في وجه كل داعٍ إلى الحقّ إلا نواحاً مردّداً على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهَّابية». يتبع
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() ثالثاً: محاربة الفهم الخاطئ للإسلام: يرى الشيخ الإبراهيمي أن المتاجرين باسم الدين كان لهم أسوأ الأثر على عقول النّاس، حيث خدّروها بالأوهام، وملأوها بالخرافات والإدّعاءات التي ليست من الدين الحنيف في شيء، فكان فعلهم مشوّشاً للإيمان عند العامّة مانعاً للتّفاعل الرّوحي المتعقّل من تعاليم الإسلام. ومكمن خطر هؤلاء أنّ رأس مالهم التدجيل والتحريف، وبضاعتهم في هذه الأمّة المسكينة التي أحكموا الحيلة في تخديرها بالرؤى والمنامات، وزعزعوا عقيدتها بالله بما أثبتوه لأنفسهم من التّصرف في الكون أحياءً وأمواتاً، ومن مشارك الخالق فيما تفرُّد به من الأمر والخلق، وأفسدوا فطرتها الدينيّة بما ابتدعوه لها من عبادات (ميكانيكيّة) هي إمّا زيادة في الدين أو نقص فيه. وظهرت آثار هذه المحاربة في التّركيز أولاً على إصلاح عقيدة النّاس، وعلى محاربة الصوفيّة المبتدعة التي كانت منتشرة آنذاك. ومن آثارها أيضاً: محاربة التّعصب المذهبي المقيت: وكان الإبراهيمي يركز على هذا أشدّ التركيز، وكان يعدّث التعصب المذهبي سبباً من أسباب تفرُّق المسلمين، فها هو يقول وهو يتكلم بهذا الصدّد: «هذه العصبيّة العمياء التي حدثت بعدهم -أي: الفقهاء والأئمة الأربعة على وجه الخصوص- للمذهب والتي نعتقد أنهم لو بُعثوا من جديد لأنكروها على أتباعهم. ويقول: «وقد طغت شرور العصبيّة للمذاهب الفقهيّة في جميع الأقطار الإسلاميّة، وكان لها أوسوأ الأثر في تفريق كلمة المسلمين، وإن في وجه التّاريخ الإسلامي منها لندوباً». ويرى شيخنا الإبراهيمي أنّ سبب الوحدة الحقيقي هو الدّين، وأن ما يجتمع عليه النّاس من غيره آفاق ضيّقة! فها هو يقول: «الأوطان تجمع الأبدان، واللغات تجمع الألسنة، وإنما الذي يجمع الأرواح ويؤلِّفها ويصل بين نكرات القلوب فيعرفها هو الدّين، فلا تلتمسوا الوحدة في الآفاق الضيّقة، ولكن التمسوها في الدّين، والتمسوها في القرآن، تجدوا الأفق الأوسع، والدّار أجمع، والعديد أكثر، والقوى أوفر». ويرى الشيخ الإبراهيمي أيضاً أنّ ابتعاد النّاس عن المفهوم الحقيقي للإسلام يجلب لهم لا محالة التّفرق والتشرذم، ومن مستلزمات ذلك الاعتماد على أسس ما أنزل الله بها من سلطان، فتجد هؤلاء المبتدعين يعتمدون تارة على علم الكلام، ويقدّسون (العقل)، وتجد بعهم الآخر ينخلع تماماً عن ذلك، ويغرق في الكلام عن الرّوح، فها هو يصرح بأن الجدل وعلم الكلام: «هو مبدأ التفرق الحقيقي في الدّين، لأن المتكلمين يزعمون أن علومهم هي أساس الإسلام، والصوفيّة يقولون: أن علومهم هي لباب الشريعة وحقيقتها». فهو -رحمه الله تعالى- عالج جميع الأسباب التي يجتمع عليها فئات من النّاس، ويتّخذونها أساساً فيما بينهم على الالتقاء على شارة ما، أو اسم معين، أو مذهب فقهيّ، أو عقليّ، أو روحيّ ، ولذا ترى عنده من السّماحة، وبُعد الأفق؛ وسعة الصّدر، ما هو حقيقٌ بمثله، بحيث كان مصلحاً حقّاً، بعيداً عن التّعصُّبات المقيتة، نابذاً القوالب الحزبيّة الضيّقة، فهو لا يعمل لاسمٍ أو رسمٍ، وإنّما للإسلام ذات الإسلام بفهم سلف الأمّة الصالحين. وكان -رحمه الله تعالى- إيجابيّاً في دعوته، انطلق من أسس راسخة في الإصلاح، وأوجز مهام هذا بقوله: «إيصال النّفع والخير إلى الأمّة، ورفع الأميّة والجهل عنها، وحثّها على العمل وتنفيرها من البطالة والكسل، وتصحيح فهمها للحياة وتنظيف أفكارها وعقولها من التّخريف، وتنظيم التّعاون بين أفرادها وتمتين الصّلة والثّقة بين العامة والخاصّة منها، وتعليمهم معاني الخير والرّحمة والإحسان لجميع الخلق». شبكة المنهاج الاسلامية
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]()
يتبع ....
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
السلام عليكم جزيت خيرا أخي طه على الدّعاء الطيّب ...أكثر منه بارك الله فيك بظهر الغيب .. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() ![]() ارجو تثبيت الموضوع تحت إسم علماء الجزائر |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله حبذا والله يا أخي ...على الأقل يعرف الشعب عمن يأخذ دينه في هذه البلاد ....ولكن نقول أفضل شيوخ كي لا .... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخ طه |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
وفيك بارك الله اختنا الفراشة وجزاك الله خيرا |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() الشيخ عمار الأزعر بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه و من سار على نهجهم إلى يوم الدين و بعد : فمن خلال مطالعتي لكتاب أعلام من ارض النبوة في بحث حول شخصية جزائرية ، مررت بتراجم لسادة غيروا مجرى الفكر التعليمي في المملكة العربية السعوديةو خاصة في مدينة رسول الله صلى اله عليه و سلم فكنت كلما قرأت الكتاب ازداد شوقي في طلب المزيد ، فأبناء الجزائر الحبيبة لا تزال آثارهم تكتب إلى يومنا هذا في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم . و أضع بين يدي إخوتي ترجمة لأحد الأعلام المنسية عند كثير من طلبة العلم التي أدلت بدلوها العلمي في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ناقلا من كتاب أعلام من أرض النبوة لأنس يعقوب كتبي ج2 ص 139-145ط 1/1415هـ هو عمار بن عبد الله بن الطاهر بن أحمد بن محمد الأزعر القماري المدني. ولد رحمه الله في بلدة قمار سنة 1316 هـ في عائلة فقيرة ولكنها متمسكة بدينها ومحافظة عليه. وصفه: كان رحمه الله متوسط القامة، قمحي اللون، عريض الجبهة، أقنى الأنف، خفيف الشارب، كث اللحية، يلبس الغترة ولا يضع عليها عقال ويرتدي العباءة العربية، وهذا زي العلماء في العصر الحديث. أما عن صفاته وأخلاقه فإن القارئ لترجمة هذا العالِم الصالح يستطيع أن يستنتج أموراً كثيرة منها أن الشيخ رحمه الله كان ذكياً، مصلحاً، لا تأخذه في الحق لومة لائم، اشتهر بالعفة والنزاهة، طيب القلب، سليم النية، متواضع، يكره الملق والتكبر، فيه سمات العلماء ووقارهم. نشأته وتعليمه: بدأ رحمه الله بحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وذلك في بلدة فلياش ـ قرية من قرى بسكرة ـ وعندما بلغ الثالثة من العمر رحل مع والده إلى بلدة سيدي عقبة بجنوب الجزائر وأتم حفظ كتاب الله هناك، ثم عاد إلى مسقط رأسه ودخل الكُتّاب ، ومن ثم التحق بزاوية سيدي المولدي بتوزر بالقطر التونسي الشقيق، ولقد كان نظام التدريس بهذه الزاوية داخلي يقصده الفقراء وأبناء تلك الجهات لتلقي كتاب الله وحفظ بعض المتون الفقهية، وفي العاشرة حفظ شيخنا بها كتاب الله وأتقن حفظه، ولكن طموحات الشيخ وأحلامه لم تكن قاصرة على حفظ كتاب الله وإتقان فنونه فقد كان يريد الخوض في معركة مع العلم يستنير منه بأكبر قدر ممكن، فرحل إلى تونس مشياً على الأقدام وتكبد من المصاعب الكثير، ونال من المشقة ما نال حتى وصل إليها سنة 1334 هـ، وما لبث حتى التحق بجامع الزيتونة الكبير المشهور وانخرط في سلك التعلم فهرع وانكب على مطالعة الكتب والدروس، إذ أن المقررات حافلة بمواد وكتب غزيرة المادة يدرسها شيوخ أفاضل، كل شيخ بصدد فنه الذي يتخصص به. يقول الشيخ عمار في ترجمة لنفسه كتبها محمد سعيد دفتردار : " ومن فضل الله عليّ أني أدركت الكبار من هؤلاء العلماء منهم الشيخ الصادق النيفر الملقب بسفينة الفقه، قرأت عليه العاصمة في فقه الأحكام على منصب إمام دار الهجرة، وكان له عليها شرح طبع بعد وفاته رحمه الله. ومنهم الشيخ أبو الحسن النجار، قرأت عليه تنقيح الفصول في قواعد الأصول للقرافي. ومنهم الشيخ الزغواني مدرس الفقه المالكي، قرأت عليه مختصر خليل بشرح الدردير في أربع مراحل، ومنهم الشيخ عثمان بن المكي التوزري، قرأت عليه بعضاً من العاصمة وله عليها شرح كبير ينتفع به، وله عدة تآليف في عقيدة أهل السنة والجماعة منها المرآت في إظهار أهل الضلالات وكتب أخرى من هذا القبيل، ودروسه عامرة بالدعوة إلى التوحيد وإظهار طريقة السلف. ومنهم الشيخ الطاهر بن عاشور، قرأت عليه جملة من التفسير والحديث والأصول، ومنهم الشيخ عبد العزيز بن جعيط، قرأت عليه شيئاً من التفسير والحديث، ومنهم الشيخ محمد بن القاضي قرأت عليه كتاب التلخيص في علوم البلاغة، ومنهم الشيخ محمد الدامرجي، قرأت عليه شرح الأشموني على الألفية في أربع مراحل، ومنهم الشيخ محمد الجدمي البنزرتي مدرس التجويد والقراءات السبع، قرأت عليه الجزرية وشيئاً من الشاطبية، وقرأت على غير هؤلاء بعضاً من جمع الجوامع والمصطلح واللغة كالمعلقات السبع والشافية والقطر ومراح الأرواح والدرّة البيضاء وسلم المنطق، وبعد تمام الدراسة في تسع سنوات تخرجت بشهادة التطويع المعادلة لشهادة العالمية يومئذ وذلك سنة 1341 هـ. انتهى ما كتبه الشيخ محمد سعيد دفتردار عن تعليم الشيخ. دوره في الحركة الإصلاحية: بعدما تخرج الشيخ عمار من جامع الزيتونة ونال الإجازة منه قرر العودة إلى بلدته وهو مليء بالعلم وبرأسه أفكاراً إصلاحية كثيرة، وما لبث أن استقر حتى بدأ يلقي دروساً بمسجد السوق العتيق، وبدأ بتغيير تلك المعتقدات التي كانت موجودة رويداً رويداً، من ذبح ونذر وتقديس، وكان يواجه بالصد، ولكنه بروح الصبر والجلد استطاع أن يغير الباطل ويعرف الناس معنى " لا إله إلا الله محمداً رسول الله " وقد ركز على التوحيد السلفي والفقه الإسلامي والتاريخ وعلوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وعروض وشعر، وأصبح يؤم حلقته جمع غفير من الكبار والصغار، وبدأ الوعي الديني ينتشر، وقد فتح بذلك صفحة جديدة من صفحات الجهاد المقدس في سبيل نشر العقيدة والدعوة إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومحاربة البدع والخرافات. وقد كان الشيخ أحد المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين بالجزائر ورئيساً لشعبتها في جنوب الجزائر. وقد لقي في نشر الدعوة تلك المتاعب من أولئك الطغاة الفرنسيين لأنه لم يخضع لأحكامهم الجائرة وغاياتهم السيئة في نشر الفساد في تلك البلاد الإسلامية، وأخذ الشيخ في نشر دعوته سرّاً بينه وبين أتباعه لمقاومة الاستعمار وأخذ بنشرها بين المواطنين الذين استجابوا لدعوته واتبعوه. وعندما يشعر الفرنسيون بمبادئ الحركة يقبضون على الزعماء ويلقونهم في المعتقلات أو يقتلونهم، ولكن كل هذه الأحداث لم تضعف من عزم شيخنا في نشر العلم والدعوة إلى الله. ولم يكتف الفرنسيون بهذا بل أنهم تدخلوا حتى في سياسة التعليم وذلك لقتل اللغة العربية طبقاً لسياسة فرنسا والجزائر وحرصوا على تنصيرهم لدمجهم في نهاية المطاف بالكيان الفرنسي، وتدعيمهم لأصحاب البدع والخرافات حتى لا يقاومونهم. لقد لقي الشيخ عمار الكثير من المتاعب، ومن هذه الحوادث التي وقعت له: أن أهل باب الشرقي كانوا أحباباً ـ أي موالين ـ لأهل البدع والخرافات، وكان منزل الشيخ في القج بباب الشرقي، فكانوا كلما يمر أحدهم بمنزله يرمي الحجارة وسط فناء بيته مما أدى إلى إيذائه، وكانت زوجته وأولاده لا يخرجون إلى وسط الفناء إلا للضرورة، ويمشون تحت الحائط من بيت لآخر خوفاً من الأذى، وفضلاً عن ذلك كانت تتحطم لهم الأواني التي يملؤون فيها الماء وهي القلل، وكان رحمه الله في كل يوم يخرج في حجره الحجارة التي كانوا يرمونها في منزله. ولم يكتفوا بذلك فأطلقوا عليه أذنابهم وشعراءهم يشنونه ومن هؤلاء الشاعرة بنت حورية زوجة ولد خشخوش أمها للفوار أخت بشره، ومن ضمن ما قالته في الحضرة تشني في الشيخ عمار بن الأزعر رحمه الله: وعلى لقرع التقدود القاري على ليهود والله لضاربيه راه جاء واحد من تونس قاري على الطالبية والالفرنسوية ومن ضمن الحوادث التي وقعت له كذلك : الوشايات التي كانت ترفع من طرف المحاربين له إلى القائد الفرنسي بالوادي. ففي إحدى المرّات استدعي من طرف الضابط الفرنسي، فذهب إليه، وقد استقبله القائد بكل عجرفة وقال له بما معناه: لقد بلغني أنك تسب في نظام الحكم وفي فرنسا وتحرض الناس على فرنسا. وأصدر القائد قراراً بمنعه من الوعظ والإرشاد والدرس وحلقات الذكر في المسجد، وهدده في حالة مخالفته للأمر بسجنه في سجن " برج فطيمة " وهو سجن المعتقلين السياسيين قرب حاسي مسعود بالصحراء، ولما خرج الشيخ عمار من مكتب القائد كانت عيون العداء له خارج المكتب، وسأله صديقه ماذا قال لك الضابط ؟ فقال: قال: اذهب درّس على نفسك لا يمنعك أحد، فبدت الخيبة على وجوه المحاربين له، وذهب ودرّس بعد صلاة المغرب من نفس اليوم في المسجد العتيق " الطلبة " بالسوق العتيق، وهذه الحادثة تدل على فطنة الشيخ وذكائه وسرعة بداهته. وقد اتخذ الشيخ عمار من مسجد الطلبة ومنزله مركزاً لإشعاع العلم المبني على أساس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعمل السلف الصالح، حتى أصبح للمسجد الذي يدرس فيه الدور الفعال، فقصده الناس للتحصيل وتلقي العلم عنه، وكان رحمه الله يدرس التفسير والحديث والفقه المالكي وأصوله والعلوم المتصلة بالقرآن الكريم واللغة العربية والقواعد والبلاغة والمنطق وعلم التوحيد، وحلقته تمتلئ وهو يفيض العلم وهم يستمعون له، وقد يسأل أحدهم عن أشياء قد استعصت عليه فيجيبه عليها الشيخ بكل سرور، وإذا رأى منهم الملل نكت لهم ليصرفه عنهم، فأخرج جيلاً من المصلحين، علمهم بعد أمية وجهالة، وبذلك أنقذ مجموعة كبيرة من براثن الجهل والتخلف، ومجمل القول أن الفضل في قيام نهضة إصلاحية بقمار يعود بعد الله إلى الشيخ عمار الأزعر، وإلى جهوده الطيبة وأفكاره الإصلاحية التي استغرقت أحد عشر عاماً قضاها مدرسّاً وواعظاً بالجزائر حتى أفلح في تكوين نهضة إصلاحية معتمدة على القرآن والسنة وعمل السلف الصالح، وبذلك طهر قلوب المنحرفين من البدع والخرافات ورجع الدين في طهارته ونقاوته كما كان عليه في عهد النبوة والصدر الأول. هجرته إلى البلاد المقدسة: وفي عام 1352 هـ ودع الشيخ عمار مسقط رأسه لزيارة البقاع المقدسة، وأداء فريضة الحج، وبعد أداء المناسك رجع إلى قمار. بعد ذلك قرر قراره: أن لا بقاء في ذلك الوسط الجاحد ولا بد من الهجرة، وذلك خوفاً على أهله وذريته من الفتن، وكان ذلك في عام 1353 هـ حيث هاجر مع جمع غفير إلى البلاد المقدسة واستقر في مدينة خير البرية ـ المدينة المنورة ـ على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكان خروجه من بلاده بمشهد عظيم اجتمع فيه كثير من الناس، فمنهم الفرح بخروجه، ومنهم الباكي، ولما حان وقت رحيله صعد له بعض أعدائه إلى السيارة وطلبوا منه المسامحة وناشدوه القرابة والرحم، فقال لهم: لقد أخرجتمونا وقاومتمونا، الله بيننا وبينكم، الله حسبنا، نعم المولى ونعم الوكيل، ثم سار الركب، وتتابعت للهجرة بعد ذلك حتى قيام الحرب العالمية الثانية حيث أغلقت الهجرة . دروسه بالمسجد النبوي: وفي المدينة المنورة استقبله العلماء ورحبوا به، والتقت معه القلوب، واتسع نطاق معارفه، وعلموا بما عنده من علم فبدأ يعطي دروسه حتى طبق صيته علماء المسجد النبوي الشريف فرشحوه مدرساً بتاريخ 1 / 1 / 1366 هـ وعقد للعلم وأهله سوقاً نافعاً، والتف حوله طلاب العلم من المدينة المنورة ومن المهاجرين إليها، وقد درس صحيح البخاري، ومن أشهر تلاميذه: فضيلة الشيخ المرحوم محمد الحركان ، وفضيلة الشيخ العلامة عمر فلاته المدرس بالمسجد النبوي الشريف. وفضيلة الشيخ القاضي عطية محمد سالم المدرس بالمسجد النبوي الشريف والقاضي بالمحكمة الشرعية بالمدينة المنورة سابقاً، والشيخ عبد الله الخربوش رحمه الله، والأستاذ الأديب حمزة محمد قاسم. واستمر مدرساً بالمسجد النبوي حتى قبل وفاته بسنوات قليلة. تدريسه بمدارس المدينة: عندما استقر به المقام بالمدينة المنورة اشتغل بالتدريس في مدرسة العلوم الشرعية بالقسم العالي ودرس بها ما يقارب من عشرين عاماً الحديث وعلوم القرآن واللغة العربية. ثم عين مدرساً بدار الحديث بالمدينة المنورة كذلك. مدرسة الشيخ عمار: وقد صدر أمر بالجمهورية الجزائرية على إطلاق اسم مدرسة متوسطة باسم الشيخ عمار الأزعر تقديراً لخدمته الجليلة في الجزائر، وحركاته الإصلاحية بتلك البلاد وبقاء آثاره القيمة إلى يومنا هذا. مكتبته وآثاره: لقد ترك الشيخ عمار مكتبة قيمة تحتوي على عشرات الكتب والرسائل، وترك بعض المخطوطات من تأليفه وتحقيقاته وفتاويه، ولكن هذه المكتبة حرقت ولم يبق منها شيئاً. وفاة الزعيم: وعندما أذنت حياة الشيخ عمار بالانتهاء جاءه مرض الموت وأسلم روحه لبارئها في الثالث من جمادى الآخرة سنة 1389 هـ وهو في الثالثة والسبعين من العمر، بعد حياة حافلة بالجهاد المقدس كان فيها مثال العالِم والزعيم الذي يجهر بالحق والذي لا تأخذه في الله لومة لائم، رحمه الله وجعل قبره نوراً جزاء ما أسدى من خدمات للإسلام والمسلمين. منقول |
|||
![]() |
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc