سؤال لطلبة العلم الشرعي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سؤال لطلبة العلم الشرعي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-03, 10:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مطالب السمو
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي سؤال لطلبة العلم الشرعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الله عز وجل :
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا.

وفي الحديث الشريف:

فان هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة.

السؤال:

ماوجه الخلاف بين الآية والحديث؟










 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-03, 12:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سفيان الثوري السلفي
محظور
 
إحصائية العضو










M001 تفضل و جه من اوجه الخلاف ..اللهم زدني علما و ارزقني التواضع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عالي الهمة* مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يقول الله عز وجل :
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا.


وفي الحديث الشريف:

فان هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة.

السؤال:

ماوجه الخلاف بين الآية والحديث؟


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..اما بعد جزاكم الله خيرا اخي الفاضل حقا استفسارك غاية في الاهمية .. على حسب ما فهمته و ما تبين لي اليك وجه من اوجه الخلاف ان صح تسميته بذلك .. أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق الطيبي ، حدثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا ضمرة بن ربيعة ، عن سفيان الثوري ، في قوله عز وجل : ( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء (1) ) قال : « يغفر لمن يشاء العظيم ، ويعذب من يشاء على الصغير » « وروي عن ابن عباس الفرق بين الصغائر والكبائر ، ويروى عنه أنه لم يفرق بينهما »..و باذن الله سابحث في المسالة جيدا و ما تبين لي من الصواب ساورده لك و نستفيد باذن الله..وفقك الله و سدد خطاك.









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-03, 14:36   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مطالب السمو
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيان الثوري السلفي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..اما بعد جزاكم الله خيرا اخي الفاضل حقا استفسارك غاية في الاهمية .. على حسب ما فهمته و ما تبين لي اليك وجه من اوجه الخلاف ان صح تسميته بذلك .. أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق الطيبي ، حدثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا ضمرة بن ربيعة ، عن سفيان الثوري ، في قوله عز وجل : ( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء (1) ) قال : « يغفر لمن يشاء العظيم ، ويعذب من يشاء على الصغير » « وروي عن ابن عباس الفرق بين الصغائر والكبائر ، ويروى عنه أنه لم يفرق بينهما »..و باذن الله سابحث في المسالة جيدا و ما تبين لي من الصواب ساورده لك و نستفيد باذن الله..وفقك الله و سدد خطاك.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزانا واياكم كل خير يا أخي الكريم ووفقني واياك لما يحبه ويرضاه
وأشكرك على ما تفضلت به

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;8102017
وعليكم السلام ورحمة الله

صراحة - وفضولا مني - لم افهم هل أنت تسأل لتعرف ام تختبر....على كل حال...

ربما وجه الخلاف الذي يظهر ان الآية فيها أن السيئة تضاعف {{ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}} بينما الحديث يقول { كتبها الله سيئة واحدة} واحدة مع التاكيد ؟ .
سؤالي كان من باب طلب المعرفة لا غير
و المسألة أن أستاد الشريعة طلب منا البحث في الخلاف بين الآية والحديث وكيفية التوفيق بينهما
وبارك الله فيك يا أخي الكريم









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-03, 14:29   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عالي الهمة* مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الله عز وجل :
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا.

وفي الحديث الشريف:

فان هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة.

السؤال:

ماوجه الخلاف بين الآية والحديث؟


وعليكم السلام ورحمة الله

صراحة - وفضولا مني - لم افهم هل أنت تسأل لتعرف ام تختبر....على كل حال...

ربما وجه الخلاف الذي يظهر ان الآية فيها أن السيئة تضاعف {{
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}} بينما الحديث يقول { كتبها الله سيئة واحدة} واحدة مع التاكيد ؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-03, 15:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبلة السلفية
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عبلة السلفية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ولكن وجدت هذا السؤال في المنتدى ارتاده
على العموم من باب المعرفة والتبيان

https://majles.alukah.net/showthread.php?t=93576










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-03, 15:11   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
مطالب السمو
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة السلفية مشاهدة المشاركة
ولكن وجدت هذا السؤال في المنتدى ارتاده
على العموم من باب المعرفة والتبيان
https://majles.alukah.net/showthread.php?t=93576
وأنا من وضعت السؤال ايضا في موقع الالوكة









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-03, 15:34   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أم حاتم
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

الآية الكريمة في الذي دعا مع الله إلها آخر وقتل وزنى، فهذا يُضاعف له العذاب؛ بمعنى: أنه يُعذَّب على الكلِّ، فالعذاب تضاعف لأن المُعذَّب عليه -وهو الشرك والمعصية- تضاعف.

وهذا ما ذكره الفخر في التفسير الكبير، وأشار إليه ابن عاشور في التحرير والتنوير.

أو المقصود بمضاعفة العذاب للكفار هو استمراره عليهم دون انقطاع؛ فهو عذاب يتلوه عذابٌ، فعُبِّر عن هذا بالمضاعفة، ذكر هذا النسفي في تفسيره.

والله أعلم.










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-03, 16:28   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
سفيان الثوري السلفي
محظور
 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم حاتم مشاهدة المشاركة
الآية الكريمة في الذي دعا مع الله إلها آخر وقتل وزنى، فهذا يُضاعف له العذاب؛ بمعنى: أنه يُعذَّب على الكلِّ، فالعذاب تضاعف لأن المُعذَّب عليه -وهو الشرك والمعصية- تضاعف.

وهذا ما ذكره الفخر في التفسير الكبير، وأشار إليه ابن عاشور في التحرير والتنوير.

أو المقصود بمضاعفة العذاب للكفار هو استمراره عليهم دون انقطاع؛ فهو عذاب يتلوه عذابٌ، فعُبِّر عن هذا بالمضاعفة، ذكر هذا النسفي في تفسيره.

والله أعلم.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..اما بعد جزاكم الله خيرا اختي ام حاتم ..لاكن ما ذكرتيه انت من باب التفسير اي تفسير تحليلي للاية الكريمة على كل بارك الله فيكم وفقكم الله و سدد خطاكم.









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-03, 16:44   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
مطالب السمو
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
حاولت البحث في المسألة فوجدت التالي:

https://vb.arabseyes.com/t109632.html

و

مضاعفة الحسنات كماً وكيفاً ومضاعفة السيئات كيفاً لا كماً
هل تضاعف السيئة في مكة مثل ما تضاعف الحسنة؟ ولماذا تضاعف في مكة دون غيرها؟


وجهت إلي مجلة التوعية الإسلامية بالحج أسئلة، من بينها السؤال التالي وهو:
هل تضاعف السيئة في مكة مثل ما تضاعف الحسنة؟ ولماذا تضاعف في مكة دون غيرها؟
الجواب: الأدلة الشرعية على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل، مثل رمضان وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين، فإن الحسنات تضاعف في مكة والمدينة مضاعفة كبيرة، وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا)) رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح.
فدل ذلك على أن الصلاة بالمسجد الحرام تضاعف بمائة ألف صلاة في سوى المسجد النبوي، وتضاعف بمائة صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وبقية الأعمال الصالحة تضاعف، ولكن لم يرد فيها حد محدود إنما جاء الحد والبيان في الصلاة، أما بقية الأعمال كالصوم والأذكار وقراءة القرآن والصدقات فلا أعلم فيها نصاً ثابتاً يدل على تضعيف محدد، وإنما فيها في الجملة ما يدل على مضاعفة الأجر وليس فيها حد محدود.
والحديث الذي فيه: ((من صام في مكة كتب الله له مائة ألف رمضان)) حديث ضعيف عند أهل العلم .
والحاصل أن المضاعفة في الحرم الشريف بمكة المكرمة لا شك فيها - أعني مضاعفة الحسنات - لكن ليس في النص فيما نعلم حد محدود ما عدا الصلاة فإن فيها نصاً يدل على أنها مضاعفة بمائة ألف صلاة كما سبق.
أما السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد ولكن تضاعف من جهة الكيفية، أما العدد فلا، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا[1].
فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في غيرها، بل السيئة بواحدة دائماً وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه. ولكن سيئة الحرم، وسيئة رمضان، وسيئة عشر ذي الحجة أعظم إثماً من السيئة فيما سوى ذلك، فسيئة في مكة أعظم وأكبر وأشد إثماً من سيئة في جدة والطائف مثلاً، وسيئة في رمضان، وسيئة في عشر ذي الحجة أشد وأعظم من سيئة في رجب، أو شعبان ونحو ذلك.
فهي تضاعف من جهة الكيفية لا من جهة العدد، أما الحسنات فهي تضاعف كيفية وعدداً بفضل الله سبحانه وتعالى، ومما يدل على شدة الوعيد في سيئات الحرم وأن سيئة الحرم عظيمة وشديدة، قول الله تعالى : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ[2]. فهذا يدل على أن السيئة في الحرم عظيمة حتى إن في الهم بالسيئة فيه هذا الوعيد. وإذا كان من هم بالإلحاد في الحرم متوعداً بالعذاب الأليم فكيف بحال من فعل في الحرم الإلحاد بالسيئات والمنكرات فإن إثمه يكون أكبر من مجرد الهم، وهذا كله يدلنا على أن السيئة في الحرم لها شأن خطير. وكلمة: (إلحاد) تعم كل ميل إلى باطل سواء كان في العقيدة أو غيرها؛ لأن الله تعالى قال: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ[3]، فنكر الجميع، فإذا ألحد أحد أي إلحاد فإنه متوعد بهذا الوعيد. وقد يكون الميل عن العقيدة إلى الكفر بالله فيكفر بذلك فيكون ذنبه أعظم وإلحاده أكبر.
وقد يكون الميل إلى سيئة من السيئات كشرب الخمر والزنا وعقوق الوالدين أو أحدهما فتكون عقوبته أخف وأقل من عقوبة الكافر.
وإذا كان الإلحاد بظلم العباد بالقتل أو الضرب أو أخذ الأموال أو السب أو غير ذلك فهذا نوع آخر، وكله يسمى إلحاداً، وكله يسمى ظلماً، وصاحبه على خطر عظيم، لكن الإلحاد الذي هو الكفر بالله والخروج عن دائرة الإسلام أشد من سائر المعاصي وأعظم منها، كما قال الله سبحانه وتعالى : إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[4].
والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبيه وآله وصحبه.
[1] سورة الأنعام الآية 160.

[2] سورة الحج الآية 25.

[3] سورة الحج الآية 25.

[4] سورة لقمان الآية 13.



نشرت بالعدد التاسع من مجلة التوعية الإسلامية في الحج التي تصدر بمكة - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز الجزء الثالث









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-04, 23:38   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عالي الهمة* مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
حاولت البحث في المسألة فوجدت التالي:

https://vb.arabseyes.com/t109632.html

و

مضاعفة الحسنات كماً وكيفاً ومضاعفة السيئات كيفاً لا كماً
هل تضاعف السيئة في مكة مثل ما تضاعف الحسنة؟ ولماذا تضاعف في مكة دون غيرها؟


وجهت إلي مجلة التوعية الإسلامية بالحج أسئلة، من بينها السؤال التالي وهو:
هل تضاعف السيئة في مكة مثل ما تضاعف الحسنة؟ ولماذا تضاعف في مكة دون غيرها؟
الجواب: الأدلة الشرعية على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل، مثل رمضان وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين، فإن الحسنات تضاعف في مكة والمدينة مضاعفة كبيرة، وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا)) رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح.
فدل ذلك على أن الصلاة بالمسجد الحرام تضاعف بمائة ألف صلاة في سوى المسجد النبوي، وتضاعف بمائة صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وبقية الأعمال الصالحة تضاعف، ولكن لم يرد فيها حد محدود إنما جاء الحد والبيان في الصلاة، أما بقية الأعمال كالصوم والأذكار وقراءة القرآن والصدقات فلا أعلم فيها نصاً ثابتاً يدل على تضعيف محدد، وإنما فيها في الجملة ما يدل على مضاعفة الأجر وليس فيها حد محدود.
والحديث الذي فيه: ((من صام في مكة كتب الله له مائة ألف رمضان)) حديث ضعيف عند أهل العلم .
والحاصل أن المضاعفة في الحرم الشريف بمكة المكرمة لا شك فيها - أعني مضاعفة الحسنات - لكن ليس في النص فيما نعلم حد محدود ما عدا الصلاة فإن فيها نصاً يدل على أنها مضاعفة بمائة ألف صلاة كما سبق.
أما السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد ولكن تضاعف من جهة الكيفية، أما العدد فلا، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا[1].
فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في غيرها، بل السيئة بواحدة دائماً وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه. ولكن سيئة الحرم، وسيئة رمضان، وسيئة عشر ذي الحجة أعظم إثماً من السيئة فيما سوى ذلك، فسيئة في مكة أعظم وأكبر وأشد إثماً من سيئة في جدة والطائف مثلاً، وسيئة في رمضان، وسيئة في عشر ذي الحجة أشد وأعظم من سيئة في رجب، أو شعبان ونحو ذلك.
فهي تضاعف من جهة الكيفية لا من جهة العدد، أما الحسنات فهي تضاعف كيفية وعدداً بفضل الله سبحانه وتعالى، ومما يدل على شدة الوعيد في سيئات الحرم وأن سيئة الحرم عظيمة وشديدة، قول الله تعالى : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ[2]. فهذا يدل على أن السيئة في الحرم عظيمة حتى إن في الهم بالسيئة فيه هذا الوعيد. وإذا كان من هم بالإلحاد في الحرم متوعداً بالعذاب الأليم فكيف بحال من فعل في الحرم الإلحاد بالسيئات والمنكرات فإن إثمه يكون أكبر من مجرد الهم، وهذا كله يدلنا على أن السيئة في الحرم لها شأن خطير. وكلمة: (إلحاد) تعم كل ميل إلى باطل سواء كان في العقيدة أو غيرها؛ لأن الله تعالى قال: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ[3]، فنكر الجميع، فإذا ألحد أحد أي إلحاد فإنه متوعد بهذا الوعيد. وقد يكون الميل عن العقيدة إلى الكفر بالله فيكفر بذلك فيكون ذنبه أعظم وإلحاده أكبر.
وقد يكون الميل إلى سيئة من السيئات كشرب الخمر والزنا وعقوق الوالدين أو أحدهما فتكون عقوبته أخف وأقل من عقوبة الكافر.
وإذا كان الإلحاد بظلم العباد بالقتل أو الضرب أو أخذ الأموال أو السب أو غير ذلك فهذا نوع آخر، وكله يسمى إلحاداً، وكله يسمى ظلماً، وصاحبه على خطر عظيم، لكن الإلحاد الذي هو الكفر بالله والخروج عن دائرة الإسلام أشد من سائر المعاصي وأعظم منها، كما قال الله سبحانه وتعالى : إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[4].
والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبيه وآله وصحبه.
[1] سورة الأنعام الآية 160.

[2] سورة الحج الآية 25.

[3] سورة الحج الآية 25.

[4] سورة لقمان الآية 13.



نشرت بالعدد التاسع من مجلة التوعية الإسلامية في الحج التي تصدر بمكة - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز الجزء الثالث


بارك الله فيك كنت سأنقل الفتوى من موقع الشيخ رحمه الله:
https://www.binbaz.org.sa/mat/716









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لطلبة, الشرعى, العلم, سؤال


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc