مخابر البحث مهجورة وسبعة آلاف و500 منصب تبحث عمن يشغلها نقابة الباحثين: “غياب السكن وراء عدم استقطاب الكفاءات رغم
وجدت وزارة التعليم العالي، والمديرية العامة للبحث العلمي، صعوبة في استقطاب الباحثين وتوظيفهم في مراكز ومخابر البحث التي هي بصدد فتحها على مستوى مختلف الولايات، وبقيت العديد منها مهجورة خصوصا بالجنوب الكبير
بسبب تفضيل الباحثين الهجرة إلى الخارج، أو اللجوء إلى التعليم في الجامعات، ما جعل أكثر من سبعة آلاف و500 منصب شاغرة، بالرغم من الأجور المرتفعة التي خصصتها الدولة لهذه الفئة، وأرجعت نقابة الباحثين السبب الرئيسي لعدم تكفل الدولة بعد بقضية السكن.
رغم تسجيل وزارة التعليم العالي طلبات لباحثين جزائريين مغتربين للعودة إلى الوطن، إلا أن مديرية البحث العلمي سجلت عجزا في هذه الفئة على مستوى المخابر ومراكز البحث، حسبما كشفته تصريحات المدير العام البروفيسور حفيظ أوراق على هامش افتتاح أيام الأسبوع الوطني للبحث العلمي في طبعته الثانية، ببن عكنون بالعاصمة، الذي أكد أن الدولة وفرت كل الشروط الضرورية لاستقطاب الباحثين، وخريجي الجامعات من الطلبة الحاملين لشهادات ما بعد التدرج، غير أن هذه الأخيرة ترفض التوجه إلى مخابر البحث، ما جعل الوصاية تواجه صعوبة في تعبئة هذه المراكز بالموارد البشرية، خاصة وأنها تنوي فتح 100 مركز جديد للبحث العلمي، في محاولة منها رفع عدد المناصب سنة 2020 إلى 20 ألف منصب.
وأوضح أوراق أن الدولة تخصص سنويا 3000 منصب، غير أن العدد الحقيقي للذين تم توظيفهم لا يتجاوز 50 بالمائة، وبالتالي فإنه في ظرف خمس سنوات الماضية تم تسجيل أزيد من سبعة آلاف و500 منصب شاغر، والأسباب تعود إلى أن حاملي الشهادات العليا يفضلون التوجه إلى مهنة التدريس بالمعاهد والجامعات على حساب مراكز البحث، بالنظر إلى الصرامة وشروط العمل القاسية، حيث يشتغلون بداية من الساعة الثامنة صباحا إلى السادسة مساء، عكس ما هو الحال للمؤطرين، موجها نداء للطلبة الحاملين شهادات ما بعد الماجستير والدكتوراه، العاطلين عن العمل بالتوجه إلى مديرية البحث العلمي، للاستفادة من مناصب عمل. وتطرق كل من المدير العام للبحث العلمي والأمين العام للنقابة الوطنية للباحثين والباحثين الدائمين، زغبي سامتي، إلى الطلبات التي تم تسجيلها حول عشرات الباحثين المغتربين الذين يودون العودة إلى الوطن، تزامنا مع الإفراج عن ملف المنح والعلاوات، الذي كشف عن زيادات معتبرة في أجور هذه الفئة بمختلف تدرجاتهم.
وأضاف زغبي أن هجرة الكفاءات إلى دول أوروبا وكندا، تراجعت إلى النصف مقارنة بما بين 2002 و2008، مؤكدا أن كفاءات عدة من اليابان والولايات المتحدة عادت إلى الوطن، ما جعل نزيف الأدمغة يسجل انخفاظا محسوسا، في الوقت الذي يتخوف البعض من العودة بسبب قضية السكن.
يتم هذا في ظل عدم التطبيق الميداني لمشاريع البحث، حيث تؤكد مصادرنا أنه من بين ألف رسالة تخرج، لا تطبق منها إلا عشر رسائل، وهو ما وصفته النقابة بالعادي، باعتبار المتبقية تساهم في دراسة الظواهر.
https://www.al-fadjr.com/ar/national/176967.html