أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الاثنين عن رفضه المشاركة في أي حكومة يترأسها مرشح من قوى "8 آذار"، التي يتزعمها "حزب الله"، تزامنًا مع بدء الرئيس ميشال سليمان الاستشارات النيابية الملزمة من أجل تسمية رئيس حكومة جديد، تقوم خلالها الكتل النيابية بتسمية اسم مرشحها.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري "تيار المستقبل يعلن من الآن رفض المشاركة في اي حكومة يترأسها مرشح الثامن من اذار"، مجددا التمسك باختيار سعد الحريري رئيسا للحكومة الجديدة.
وأضاف "ليس هناك من مرشح توافقي مطروح أمام الاستشارات النيابية اليوم، إنما هناك مرشح اسمه الرئيس سعد الحريري، ومرشح آخر لقوى الثامن من آذار، والخيار في هذا المجال واضح لا لبس فيه"، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه الاستشارات النيابية في القصر الرئاسي ببعبدا لاختيار رئيس جديد للحكومة، حيث قالت مصادر المعارضة، إنها رشحت رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة.
وكانت وكالة "فرانس برس" نقلت عن مصدر قريب من رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، إن هذا الأخير سيكون مرشحا لرئاسة الحكومة خلال الاستشارات النيابية التي يبدأها الرئيس ميشال سليمان الاثنين، مضيفا إن الاتصالات الداخلية والخارجية جارية لجمع أكبر عدد من الأصوات.
لكن قوى "14 آذار" (الحريري وحلفاؤه) التي وصل ميقاتي إلى البرلمان في صفوفها سارعت إلى التنديد بطرح ميقاتي نفسه مرشحا لرئاسة الحكومة واصفة إياه بـ "الترشيح الغادر"، مؤكدة على لسان عدد من قياداتها ونوابها أن مرشحها الوحيد هو سعد الحريري.
وقال النائب عقاب صقر من تيار المستقبل الذي يرأسه الحريري "هذا ترشيح غادر من شخص نكن له كل الاحترام". وأضاف إن وجود ميقاتي ضمن التحالف مع سعد الحريري يجعل من ترشيحه ضربة من خلف ظهر الرئيس الحريري، مشيرا إلى أن هذا الترشيح حصل خارج أي تنسيق مع الاكثرية.
ووصف الترشيح بأانه طعنة مفاجئة لعدد كبير من اللبنانيين، واعتبر أن الترشيح منسق مع قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه).
وكان النائب نهاد المشنوق من "تيار المستقبل" أكد في تصريحات لفضائية "العربية" قبل انطلاق الاستشارات النيابية أن كتلة "المستقبل" لا تجد مرشحا أكثر جدية من سعد الحريري لرئاسة الحكومة، مضيفا أن اختلاف المعارضة على تسمية مرشح لها يشير إلى تخبطها.
وجاء ذلك ردًا على الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله، الذي أعلن رفضه عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، مؤكدا أن المعارضة لن تسعى إلى إلغاء أي فريق سياسي في حال فوز مرشح رئاسة الحكومة المدعوم من "حزب الله" في الاستشارات النيابية.
وقال نصر الله في كلمة عبر "تلفزيون المنار" التابع لحزب الله، مساء الأحد "قطعا لأي التباس أو أي وهم (...) سنطالب الرئيس المكلف - إذا كان من تدعمه المعارضة - بحكومة شراكة وطنية يشارك فيها الجميع". وأضاف "لا ندعو إلى حكومة لون واحد، ولا ندعو إلى الاستئثار ولا إلغاء أي فريق سياسي في البلد". وأكد أن "الحكومة الجديدة ستكون حكومة متعاونة لا تعمل على إلغاء أحد ولا تتصرف بكيدية".
ولم تسم قوى "8 آذار" بعد مرشحها الى رئاسة الحكومة، علما بأن الزعيم المسيحي ميشال عون المتحالف مع "حزب الله" أعلن في وقت سابق أن هناك ثلاثة أسماء يتم التداول بها بين قوى المعارضة هي ميقاتي والنائب محمد الصفدي الذي وصل أيضا إلى البرلمان بالتحالف مع الحريري ورئيس الحكومة السابق عمر كرامي.
لكن زعيم "حزب الله" أعلن أن كرامي اعتدر عن عدم تشكيل الحكومة، نظرًا "لظروف صحية"، ولو أنه يبقى خيارا واردا، موضحا في كلمته مساء الأحد أن قوى "8 آذار" ستحدد اسم مرشحها "خلال الساعات القليلة القادمة".
وفي حال لم يتم تأجيل الاستشارات أو التوصل إلى تسوية، ستكون معركة تسمية رئيس حكومة قاسية يصعب التكهن بنتائجها في ضوء التقارب الشديد في عدد الأصوات التي يتوقع أن ينالها مرشحا الفريقين.
يشار إلى أن تشكيل حكومة جديدة جاء بعد استقال وزراء "حزب الله" وحلفائه من حكومة سعد الحريري في وقت سابق من هذا الشهر، قبل أيام من إصدار محكمة تدعمها الأمم المتحدة لمذكرة اتهام سرية من المتوقع أن تتهم أعضاء من "حزب الله" بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.