علمت المصريون من مصادر وثيقة الاطلاع على ملف التوترات الطائفية الأخيرة أن تقريرا رسميا عاجلا تم رفعه من جهة أمنية رفيعة إلى جهة سيادية أبدت فيه وزارة الداخلية قلقها من اتساع نطاق التوترات الطائفية في المجتمع خلال الأشهر الأخيرة بفعل المظاهرات والمظاهرات المضادة التي يقوم بها الجانب القبطي والجانب المسلم ، على خلفية أحداث ومواقف لها طابع طائفي، التقرير أشار ـ تحديدا ـ إلى تنامي مشاعر السخط والغضب في الشارع المصري تجاه بعض الممارسات التي تقوم بها شخصيات دينية مسيحية كبيرة في الفترة الأخيرة خاصة عمليات الحشد المتكرر للمظاهرات في الكنائس أو الكاتدرائية والصدامات المتتالية مع أجهزة الدولة الإدارية والأمنية بصورة أعطت انطباعا خاطئا عن مجاملات من قبل الأجهزة الأمنية والإدارية الرسمية لطرف على حساب الطرف الآخر ، وأكد التقرير على أن الأحداث التي رافقت اختفاء المواطنة "كاميليا شحاتة" بعد استلامها من قبل قيادات دينية مسيحية وبعد ما تردد عن رغبتها في اعتناق الإسلام تنذر بمخاطر أمنية حقيقية ، وأن احتمالات صدام طائفي خطير لم تعد بعيدة عن الشارع المصري المتوتر حاليا ، وأشار التقرير إلى اتساع نطاق الكتابات الصحفية والبرامج التي تغمز في سلوك ومواقف الداخلية تجاه الأحداث دون قدرة من الداخلية على الرد لحساسية القضية وحساسية الموقف الأمني حيالها .
التقرير الأمني رصد المظاهرة الصاخبة التي شهدها مسجد النور مؤخرا احتجاجا على اختفاء "كاميليا شحاتة" واعتبرها مؤشرا خطرا على توجه قطاعات من الشباب المتدين في الجانب المسلم إلى النزول إلى الشارع في رد فعل على المظاهرات المسيحية التي يقودها بعض رجال الدين في القاهرة وبعض محافظات الصعيد .
ويشير المصدر الذي تحدثت إليه "المصريون" إلى أن أخطر ما في التقرير أنه ألمح إلى أن الداخلية تخلي مسؤوليتها عن توابع قد تكون مربكة للغاية بما في ذلك صدامات طائفية في الشوارع إذا لم يكن هناك رؤية سياسية شاملة وحاسمة تجاه مثل هذه الأحداث التي تتكرر كثيرا هذه الأيام ، وطالب التقرير بمنح الداخلية الصلاحيات الكافية للتعامل الحاسم مع أي تصعيد طائفي من الطرفين ، محذرا من أن غل يد الجهات الأمنية عن التعامل الحاسم مع بعض الأطراف يتسبب في نشوء حالات انفلات تربك القرار الأمني وقدرته على السيطرة على الأحداث .
يأتي ذلك فيما بدأت مجموعات إسلامية ناشطة على شبكة الانترنت تحتشد للإعداد لوقفات احتجاجية جديدة في القاهرة والاسكندرية في إطار مساعيها للضغط على الجهات الرسمية والدينية لإطلاق سراح "كاميليا شحاتة" المحتجزة في مكان مجهول يشرف عليه رجال دين أقباط ، حيث أعلنت مجموعات إسلامية عن تنظيمها لوقفة احتجاجية كبيرة في مسجد الفتح بميدان رمسيس بوسط القاهرة يوم الجمعة المقبل الموافق الرابع والعشرين من رمضان ، بعد صلاتي العشاء والتراويح ، كذلك أعلن ناشطون عن تنظيم وقفة احتجاجية كبيرة في الاسكندرية يوم السبت المقبل الموافق الخامس والعشرين من رمضان في مسجد القائد إبراهيم بعد صلاة العشاء والتراويح أيضا .
تأتي تلك التطورات في الوقت الذي اتسمت فيه ردود الفعل الكنسية بالعصبية الشديدة ، حيث أعلن بعض القيادات الدينية المسيحية أن البابا قرر عدم إطلاق سراح كاميليا نهائيا حتى لو حدثت مظاهرة كل يوم تطالب بالإفراج عنها ، على حسب قوله .
المصدر: المصريون
مصر: تحذيرات من اشتعال فتنة طائفية بسبب اختطاف الكنيسة لكاميليا
المختصر / حذر النائب المصري زكريا الجنايني، من اشتعال فتنة طائفية بالبلاد لإصرار الكنيسة على احتجاز المواطنة كاميليا شحاتة، زوجة كاهن دير مواس، للضغط عليها من أجل إعادتها "للمسيحية".
كما حذر النائب في سؤال عاجل تقدم به إلى رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والإعلام الدولة من مغبة تجاهل الدعوات المطالبة بالكشف عن مصير كاميليا، مثلما تجاهلت من قبل مطالب مماثلة بشأن الكشف عن مصير وفاء قسطنطين، زوجة كاهن أبو المطامير، التي تحتجزها الكنيسة داخل أحد الأديرة، منذ أن تسلمتها من الدولة قبل أكثر من ست سنوات، بعد ضغوط مارستها الكنيسة آنذاك.
وقال النائب: "تقدمنا منذ أكثر من عام بسؤال عن اختفاء وفاء قسطنطين وما تردد عن قتلها وطالبنا بإظهارها في وسائل الإعلام للاطمئنان عليها وإخماد نار فتنة مشتعلة تكاد أن تفجر الأوضاع في البلاد بشكل غير مسبوق ولكن الحكومة لم تستمع بحكمة وتركت الأمور تسير بعشوائية ..".
وأضاف: "وأعادت قضية كاميليا شحاتة نفس الأزمة مرة أخرى بعد إصرار الكنيسة علي تسلمها من جانب الجهات الأمنية دون مراعاة لمشاعر المسلمين في هذا شهر رمضان الكريم مما يهدد النسيج الوطني للبلاد".
وأكد، أن الكنيسة أصبحت "دولة داخل دولة" للأسف ولا يظهر قادتها إلا كل مظاهر الغضب مع شائعات اختفاء الفتيات القبطيات بمبرر وغير مبرر، مشيرا إلى أن الموقف يحتاج حكمة من جانب المسلمين والأقباط وشفافية من جانب الحكومة حتى تمر سفينة الوطن على خير حال.
من جهتها, أدانت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" في بيان أصدرته أمس الاثنين بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الاختفاء القسري احتجاز الكنيسة لكاميليا شحاتة.
واتهمت الشبكة الكنيسة بـ "القسوة الشديدة" في احتجاز "مواطنة"، دون أن ترتكب أي جرم غير استخدام حقها في حرية المعتقد, مبدية انزعاجها الشديد من استمرار اختفائها داخل أحد أديرة الكنيسة التي ترفض السماح بظهورها، ودعت إلى ضرورة إلزام الحكومة المصرية والكنيسة بإطلاق سراحها حتى تظهر للرأي العام وتعلن رغبتها بوضوح، على أن تحظى بحماية الأمن, وتمكينها من التمتع بكافة حقوقها المكفولة لها بموجب القانون والدستور والمعاهدات الدولية.
وتعود واقعة اختفاء كاميليا إلى يوم الأحد 18 يوليو الماضي حين خرجت من بيت زوجها الكاهن بكنيسة دير مواس بالمنيا, حيث كانت ترغب في توثيق إسلامها بالأزهر إلى أن تمكنت أجهزة الأمن من العثور عليها بعد نحو أسبوع، دون الكشف عن أية تفاصيل وقامت بتسليمها إلى الكنيسة التي تحتجزها رغمًا عن إرادتها في أحد الأديرة.
المصدر: المسلم