شعر للشاعر الفرزدق عجبني وحبيت اني اشارككم فيه .. وهو في علي زين العابدين بن الحسين عليهم السلام وآل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
حج هشام بن عبد الملك فحاول أن يلمس الحجر الأسود فلم يستطع من شدة الازدحام فوقف جانباً، وإذا بالامام مقبلاً يريد لمس الحجر فانفرج له الناس ووقفوا جانباً تعظيماً له حتى لمس الحجر وقبله ومضى فعاد الناس الى ما كانوا عليه. فانزعج هشام وقال: من هذا؟ وصادف أن كان الفرزدق الشاعر واقفاً فأجابه هذا علي بن الحسين بن علي ثم أنشد فيه قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ......... و البيت يعرفه و الحل و الحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم ............ زهذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ........ بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا بضائره ............ العرب تعرف من أنكرت و العجم
كلتا يديه غياث عم نفعهما ............. يستوكفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره ...... يزينه اثنان حسن الخلق و الشيم
حمال اثقال اقوام إذا افتدحوا ........... حلو الشمائل تحلو عنده نعم
ما قال لا قط ألا في شهادته ........... لولا التشهد كانت لاءه نعم
عم البرية بالإحسان فانقشعت ....... عنها الغياهب و الإملاق و العدم
إذا رأته قريش قال قائلها ................ إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يغضي حياء ويغضى من مهابته ........ فلا يكلم إلا حين يبتسم
بكفه خيزران ريحه عبق ................. من كف أروع في عرنينه شمم
يكاد يمسكه عرفان راحته .............. ركن الحطيم إذغ ما جاء يستلم
الله شرفه قدما و عظمه ................ جرى بذاك له في لوحه القلم
أي الخلائق ليست في رقابهم ........ لأولية هذا أو له نعم
من يشكر الله يشكر أولية ذا ........... فالدين من بيت هذا ناله الأمم
ينمى إلى ذروة الدين التي قصرت .... عنها الأكف و عن إدراكها القدم
من جده دان فضل الأنبياء له ............ وفضل أمته دانت له الأمم
مشتقة من رسول الله نبعته ............ طابت مغارسه و الخيم و الشيم
ينشق ثوب الدجى عن نور غرته ........ كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
من معشر حبهم دين و بغضهم ......... كفر و قربهم منجى و معتصم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم ................ في كل بدء و مختوم به الكلم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم ......... أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد جودهم ............ ولا يدانيهم قوم و إن كرموا
هم الغيوث إذا ما ازمة أزمت ............. و السد اسد الشرى و البأس محتدم
لا ينقص العسر بسطا من أكفهم ....... سيان ذلك إن أثروا و إن عدموا
يستدفع الشر و البلوى بحبهم .......... و يسترب به الإحسان و النعم