سلسلة اعترااافااات فتااااة.....متجدّد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سلسلة اعترااافااات فتااااة.....متجدّد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-21, 13:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Bounce سلسلة اعترااافااات فتااااة.....متجدّد





اعترافات فتـاة ..

سطور مؤلفة من أحداااااث و قصص وااااقعية

مشكلااااات و قضااااياااا معاااااصرة

لفتيـااااات في سنّ الزهور

فلنقرأها

لـ نستفيـد و نعتبـر

و نتأمـل و نتعـظ

و ننهل منهااااا فوااااائد تطور حياااااتنا







بين حين و آخر أضع قصة من سلسلة [ اعترافات فتاة ]

و أنتظر فوائد خرجتم بهاااا منهااااا

علمًا أنهااااا من كتب .. اعتراااافات فتااااة ..

بقلم / نوف عبداللطيف الحزااااامي



أتمنى لكم وقتًا ممتعًا مع قراااااءة القصص
و لااااا تنسوا أن تكتبوا فواااائدكم منهااااا







تقبلوا سلاااااام أنفـــــــــــــ أم ـــــــــــــااااال













 


رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 13:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Bounce (1) ..... سااااامحني ياااا أبي

[ 1 ]

سامحني يا أبي




كنت أشعر بحاستي . . أن هناك شيء ما سيحصل . .


كل ما يدور تلك الأيام كان يدل على ذلك . .


أبي ترك المنزل . . وأمي تبكي طوال الوقت . .


وهمسات تدور هنا وهناك بين خالاتي . . واتصالات جدية بالهاتف . .


ولم يطل الوقت قبل أن أصدم تماماً بما لم أتوقعه أبداً . . طلاق أمي وأبي . . !


كانت الخلافات بينهما كثيرة جداً . .


وقد تعودت على ذلك منذ طفولتي . .


لكن لم أتصور يوماً أن يتم الانفصال بينهما . .


لا أستطيع أن أصف شعوري لحظتها .. حين أخبرتني خالتي بذلك ..


رغم أني كنت في المرحلة الثانوية.. إلا أني شعرت بأني عدت طفلة صغيرة..


لا تعرف كيف تتصرف ولا كيف تتحكم في مشاعرها..


أغرقتني نوبة طويلة من البكاء .. لم أعرف كيف أوقفها ..


وبقيت أبكي طوال ليلتين متواصلتين..


لم أكن قادرة على تصور فكرة أن ينفصل أبي وأمي عن بعضهما ..


أن يتركنا أبي .. ويعيش بعيداً عنا ..


لم أكن قادرة على تخيل مكانه الخالي على سفرة الإفطار كل صباح قبل ذهابنا لمدارسنا ..


ولا قادرة على تصور المجلس خالياً منه حين يجلس كل مساء


يحتسي قهـوته ويقلبَّ أوراق صحيفته ..


كنت لا أعرف لمن أشعر بالرثاء ..


لأمي المسكينة التي صبرت كثيراً .. وضحّت .. وتحمَّلت منه الكثير ..


ثم تفاجأ الآن بأنه قد تركها وحيدة ..


أم أشعر بالرثاء لأبي المسكين .. الذي لا أعرف أين سيذهب الآن ..


من سيعتني به .. ومن سيصحبه ..


لقد تحمَّل أيضاً هو الآخر من أجلنا ..


لكن شيئاً ما كان يجعلهما غير قادرين على العيش معاً ..


كانا مختلفين تماماً .. في كل شيء..


وكانت حياتهما معاً كمزيج من الزيت والماء ..


مهما امتزجا .. فإنهما لا يختلطان معاً .. أبداً ..


كنت أشعر أني ضائعة ومشتتة بينهما ..


لكن الطلاق .. لم أكن أفكر به أبداً أبداً ..





وفيما بعد .. بعد أن انفصلا تماماً ..


عشنا فترة طويلة ونحن نشعر بفجوة كبيرة في حياتنا ..


كنت أشعر بحزن كبير تجاه أمي .. وتعاطف تجاه أبي ..


لكني أيضاً .. كنت أكن لوماً وعتباً كبيراً على أبي ..


فقد انقطع عنا تماماً .. ولم يحادثنا أو يسأل عنا لمدة شهرين كاملين ..


ولكن بعد فترة .. بدأنا نتأقلم شيئاً فشيئاً مع الوضع ..


انشغلت أمي في دوامها .. وانشغلنا نحن بدراستنا وهواياتنا..


ورغم أن الجرح كان لا يزال في قلبي ..


لكني بدأت أعتاد على لفجوة التي خلَّفها غياب أبي عن البيت..


وذات مرة اتصل علينا أبي .. وحادثني ..


فلم أستطع أن أتحدث ! ..


كنت مشتاقة له جداً .. وأحبه كثيراً ..


لكن.. كنت أيضاً عاتبة عليه ..


إذ تركنا هكذا ونسينا ولم يسأل عنا منذ عدة أشهر ..


شعرت بشيء يخنقني ، فلم أستطع أن أنطق حرفاً واحداً ..


وأخذت أبكي وأبكي حتى سقطت السماعة من يدي ..


ولم أتذكر من نبرات صوته الدافئ سوى ( ربا .. كيف حالك ؟.. لقد اشتقت لكم )


لم أكن أعرف من ألوم على من ألقي ذنب هذا الطلاق ..


ولم أجد سوى ربي لألجأ إليه بالدعاء أن يكتب لنا كل ما فيه خيرنا ..








وفي المدرسة كنت أعاني من الداخل ..


لم أكن قادرة على التركيز ولا المشاركة في الفصل ..


لكن أي معلمة لم تقدّر ظروفي ..


لأني لم أجرؤ على مصارحتهن بما حصل ..


ولم يسألنني بدورهن عن أية مشاكل قد أواجهها ..


ولم أعد أحب أن أجلس مع زميلاتي كثيراً ..


بل أصبحت أؤثر الوحدة أو الجلوس بصمت بينهن ..


كنت أشعر أن في داخلي .. تفكيراً أسود ..


يجعلني أحقد أو أغار من كل زميلاتي حين يتحدثن عن آبائهن ، وعن نزهاتهن الأسرية


حين تقول إحداهن : ( ذهبت مع أبي بالأمس إلى.. )


كنت أشعر بمس كهربائي يلسعني بقوة في صدري ..


وكنت أقول لنفسي كثيراً .. ما هذا يا ربي .. هل أصبحت شريرة لهذه الدرجة ؟


أيعقل أن تحقدي عليهن فقط لأن لديهن آباء ؟


وكنت أستغفر الله في سري دائماً ..


لكن ذلك الشعور كان أقوى مني ..


وكنت أشعر دون إرادتي أني أتمنى لو كنت مكان أي واحدة منهن ..


أو.. أحياناً.. كنت.. كنت أتمنى لو يتطلّق آباؤهم وأمهاتهم كما حصل لي !..


كنت أتمنى أن يذوقوا ما ذقته .. وأن يعيشوا مأساتي ..


....




.....


بعد مدة ..


اتصل أبي مرة أخرى .. وحاول محادثتي ..


لكني رفضت ..


كنت أتمنى في سري أن أحادثه وأعرف أخباره ..


كنت أحبه كثيراً ..


لكن .. كنت عاتبة عليه جداً .. لأنه تركنا هكذا .. بكل سهولة ورحل ..


وحاول أبي عدة مرات زيارتي أو محادثتي ..


لكني وبلا إرادة مني .. كنت أرفض بشدة ..


وازداد تعنتي أكثر وأكثر حين علمت أنه سيتزوج ..


شعرت بأنها الطعنة الأخرى التي يوجهها أبي لنا ..


شعرت بأنه يفعل أمراً خطأ .. أمراً معيباً له ..


كيف يتركنا ويتجاهلنا .. والآن ويذهب لامرأة أخرى ؟


كان تفكيري متجمداً تماماً وغير قابل للتغيير


بدأت أشعر أن أبي هو سبب ما نعيشه من تشتت .. فصببت جام غضبي عليه ..



لكن ذات مرة وبعد زواجه أصر على رؤيتنا


وأخذنا معه في زيارة لرؤية زوجته الجديدة ..


وحين رفضت هددنا بأخذنا من والدتنا خاصة وأننا بنات ..


وانصعت لأمره .. وكان لقاء جامداً ..


تجاهلته فيه تماماً ..


رغم أنه كان محملاً بالهدايا لنا .. وكان المسكين مشتاقاً جداً لنا ..


كنت أشعر أني حانقة عليه بشدة ..


شيء لا يمكن وصفه .. أحبه .. ومشتاقة إليه ..


لكن عاتبة وغاضبة إلى أبعد حدٍ عليه ..


لدرجة أني لا أريد حتى رؤيته أو الجلوس بقربه ..


كنت أشعر أنه لي .. أبي .. أبي لنا ..


فلماذا يتركنا ويرحل .. نحو امرأة أخرى ..


وحين رأيتها ومدت يدها للسلام عليّ ..


أدرت وجهي عنها ومددت يدي ببرود .. وملامح وجهي تزدريها بشدة ..



حاولت أن تتحدث معنا بطيبة ، وأن تستدرجنا في الحديث ..


لكني كنت أصوب نظراتي الحادة تجاه أخواتي الصغار حتى لا يتحدثن معها ..


وكنت قد هددتهن قبل قدمونا حتى لا يتجاوبن معها ولا مع أبي ..


شعر أبي بخيبة أمل .. وأعادنا بهدوء بالسيارة دون أن نتبادل حتى كلمة واحدة ..

وحين وصلت إلى المنزل .. أسرعت نحو غرفتي ..


وأخذت أبكي بحرقة .. كنت أعلم أني أحبه ولا أود أن أعامله هكذا .. ولكن لا أستطيع ..


لم أعرف لماذا كنت أبكي بالضبط ..


لكني شعرت بحرقة في صدري .. وددت لو أصرخ بشدة حينها ..


تمنيت لو أفتح عيني فأجد نفسي قد استيقظت من حلمٍ مرعب ..


ويعود أبي إلينا .. هنا .. كما كان من قبل ..


أبي الذي نحبه ويحبنا .. ولا يحب أحداً غيرنا ..


لكن .. هيهات ..



وذات مرة ..



سمعته..


كان شريطاً رائعاً .. عن بر الوالدين ..


كنت عائدة من المدرسة .. وسمعته في سيارة خالي ..


شعرت بأنه هزني من الأعماق وأيقظني ..


وفجأة أحسست بأني حقيرة .. وصغيرة جداً ..


وأتفه من أي مخلوق على الأرض ..


أيعقل ما قمت به ؟


فقط لأن الله لم يكتب لوالديَّ أن يعيشا معاً ..


أقرر مقاطعة أبي ونسيان كل أفضاله عليّ ؟..


هل لمجرد كونه انسحب بهدوء من حياتنا فإنني أشن عليه حرباً شعواء..؟


إنه لم يسيء إلينا بأي شكل ..


لم يقصر في حقوقنا ..


ولا تربيتنا ولم يبخل علينا يوماً بأي شيء نحتاجه – حتى بعد أن تركنا..


بل إنه يحاول أن يرانا وأن يأخذنا لزيارته ..


بينما أنا أرفض ؟!! هل هذا عدل ؟ ..


كم أنا غبية ومتعجرفة ..


إنه السبب بعد الله في ظهوري لهذه الحياة ..


وهو من سهر وقلق على راحتي حين مرضت


وهو من حرص على تدريسي ورعايتي في الصغر ..


وبعد كل هذه الأفضال ..


أعاقبه لمجرد كونه اضطر لأسباب قاهرة أن ينفصل عن أمي ؟!






بدأت أعيد حساباتي وأفكر من جديد ..


وشعرت بحنين كبير لوالدي ..


وخفت أن يقبض الله روحي قبل أن أرضيه عني ..


نعم لابد أنه لا يزال متضايقاً لما واجهته به من جفاء ..


وما أن وصلت إلى المنزل ..


حتى أسرعت ورفعت سماعة الهاتف واتصلت عليه ..


- أبي .. أبي .. أنا آسفة .. أرجوك سامحني ..


- رُبا.. ماذا هناك.. ما بال صوتك هكذا.. هل حصل شيء؟


- أبي.. أنا أحبك.. أقسم بالله أني أحبك.. لكن.. لا أعرف لماذا..


وانقطع صوتي لأني لم أعد أعرف ماذا أقول


وشهقات البكاء تخنقني ..


فصمت قليلاً ثم قال ..


وأنا أيضاً أحبك يا ابنتي ..


وأعرف تماماً لماذا كنت تتصرفين هكذا ..


أعرف أن الأمر شديدٌ عليكن ..


ولكن هذا قدر الله .. ماذا أفعل..


أنا أحبكن يا ابنتي وسأظل أحبكن .. ثقي بذلك ..


- هل أنت راض عني إذاً..


- نعم بارك الله فيك..






بعد ذلك ..


تغيَّرت أشياء كثيرة في داخلي ..


ولم أعد أشعر بذلك الحزن وتأنيب الضمير الذي كان يخنقني ..


أصبحت حياتي أكثر إشراقاً وراحة ..


أصبحت أحرص على بَّر أبي


وصلة رحمه


وأحاول إرضاءه عني بكل الوسائل ..



قبل شهر أنجبت زوجة أبي طفلاً ..


شعرت لوهلة بشيء من الغيرة


لأنها أنجبت ولداً بينما نحن كلنا بنات ..


لكن أبي قال لنا بالحرف الواحد وأمام زوجته ..


- ثقي يا ربا ..


أن أحمد لن يكون أغلى من أي واحدة منكن ..


ووالله أني لن أفضله بأي شيء عليكن ، فكلكم أبنائي ولا فرق بينكم ..


فشعرت بارتياح جميل ..


وكانت زوجة أبي طيبة جزاها الله خيراً


حين سمحت لي بأن أضعه في حضني وأحمله بكل ثقة ..


لأبدأ مرحلة جديدة من حياتي و صفحة بيضاء صافية ..


لا مكان فيها للحقد والكره إن شاء الله






.










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 13:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
زهرة الجزائر 07
عضو متألق
 
الصورة الرمزية زهرة الجزائر 07
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عقوق الوالدين من الكبائر ...فمهما فعل أبائنا لا يجب أن نسى أفضالهم علينا .......لا يجب أن نضر الي تلك االنقطة السوداء
.
.فهم بشر مثلنا مثلهم

بارك الله فيك أختي على الموضوع فما أعضم حنان الأب و ما احوجنا إليه










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 14:44   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Bounce

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الجزائر 07 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
]


عقوق الوالدين من الكبائر ...فمهما فعل أبائنا لا يجب أن نسى أفضالهم علينا .......لا يجب أن نضر الي تلك االنقطة السوداء
.
.فهم بشر مثلنا مثلهم

بارك الله فيك أختي على الموضوع فما أعضم حنان الأب و ما احوجنا إليه
[/quote]


و عليكم السلااام و رحمة الله و بركااااته
صدقتي أختي نااادية
أحياااانااااا الوااااحد منااا من غير قصد ينسى فضل واااالديه عليه
نسأل الله ان نكووون باااارّين بهماااااا
و أن يرضيهماااااا عنّااااااا

سررت بتوااااجدك
كثييييييراااااااااا

ترقّبي القصص و الإعتراااافااات المواااااااالية
جدّ جدّ مؤثرة
تحرّك القلب










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 15:38   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Bounce كلا . . أنا أشعر !


[ 2 ]

كلا . . أنا أشعر !
- ثلوى . .! ثلوى . . هيييه . . .

هكذا تستقبلني مرام كل يوم حين أقدم من المدرسة . . ثم ترتمي عليَّلتحضنني ..

لم أكن أهتم بها بصراحة . .

ولم أكن أرحب بهذا الاستقبال الحار الذي تستقبلني به كل يوم وأنامنهكة بعد عودتي . .



وذات مرة حين انقضَّت على حقيبتيلتبحث فيها عن أي حلوى . .

أوقعت كتبي على الأرض . .

فصرخت في وجهها بشدة . .

وضربتها دون أن أفكر . .!

كنت غاضبة جداً

بعد أن رفضت مدرسة علم الاجتماع إعادةالاختبار لي وتجادلت معها بحدة ..

ولم يكن ينقصني بعد يوم دراسي منهك

أن أنحني لجمع كتبي المتناثرة من الأرض .

تجمدت مرام .. ونظرت إليَّ بجمود حين ضربتها ..

دون أن تتنفس بكلمة أو حتى تتألم ..

فأسرعت والدتي تؤنبني بشدة .. حرام عليك يا سلوى !..

تضربين هالمسكينة ؟!


- أفف.. لقد مللنا هذه الأسطوانة ..

مسكينة .. مسكينة ..

وما ذنبنا نحن ؟

ولماذا تخافين على مشاعرها لهذه الدرجة ؟

انظري إليها .. إنها لا تشعر أصلاً ..!!

كنت أعلم أن كلمتي هذه ستجرح أمي التي لا زالت تعتقد أن مرام طفلة شبهطبيعية ..

وترفض الاعتراف بأنها متخلفة بالمعنىالمعروف ..

صمتت أمي تماماً وهي لا تزال تحتضنها ...

بينما أسرعت أواري بصري عن المنظر بالهروب إلىغرفتي ..

لا أعرف ما الذي جرى لي .. كيف ضربتهاهكذا وقلت لأمي ما قلت ..

لكن .. أنا معذورة ..

نعم

فقد مللت .. مللت اهتمام أمي الزائد والمبالغ فيه بها ..

إنهاتدللها وتحنو عليها أكثر من أي فرد منا

استغفر الله العظيم ..

ليت الله يأخذ أمانته فيها لنرتاح نفسياً واجتماعياً ..

أمي لا تنفك عن التفكير طوال الوقت في مصيرها ..

ودائماً تردد أمامي وصيتها لي في الاهتمام بمراموالعناية بها، بعد وفاتها ...

إن هذا الشعور يجلبلي المرض ..

لقد مللت من هذا الحزن الذي تصر أميعلى إغراقنا فيه بسببها ..

لقد حرمت نفسها منالذهاب للكثير من المناسبات الاجتماعية والنزهات والسفر من أجل مرام ..

حتى زواج ابن خالتي لم تذهب إليه لأني رفضت أنتذهب إليه مرام معنا ..

هذا ما كان ينقصنا ..

أن نأخذها لتبدأ في الضحك والسلام على كلالحاضرين بفرح وبلادة

ثم تبدأ حركاتها المضحكة ..

أمي أثارها رفضي هذا ..

وقررت ألا تذهب في حال لم تذهب مرام ..

كان بإمكانها أن تتركها مع الخادمة ولو تلك الليلة فقط ..

لكن أمي .. تصرّ على تعقيدالأمور

وبث الحزن والتعاسة في كل موضوع له علاقةبمرام ..

يا الله .. متى تقتنع أمي أن مرامالمسكينة لا تفهم ولا تشعر بشيء..

إنها لم تكنلتشعر بحزن أو سعادة سواء أذهبت لذلك الحفل أو غيره أم لمتذهب..



يطرق معاذ باب غرفتي ليوقظني من النوم ..

-
هيا استيقظي .. لقد أذن المغرب..


أقوم ببطء .. أشعر أني منهكة ومتضايقةجداً..

أتوضأ وأصلي ..

ثم أبدأ في حل واجباتي ..

أفتح دفتر الكشكول الخاص بالهوامش ..

فألمح على آخر صفحة منه رسمة ..

يبدوأنها إحدى (شخاميط) مرام ..

أنظر إليها بهدوء .. إنها رسمة بيت حوله أشجار ..

أدقق فيها .. لم أكنأتصور أنها تستطيع رسم صورة كهذه ..

لابد أن معاذعلمها ..

ألقي الدفتر جانباً وأبدأ في حل واجباتيالكثيرة ..

وفجأة .. أطلت مرام برأسها الكبير منطرف الباب..

ضحكت.. ماذا لديك؟

.. ادخلي..

ماذا تريدين؟..

دخلت بهدوء ونظرت إليَّ ثم جلست على الأرض ..

يبدو أن منظر الدفاتر والأقلام قد أغراهاكثيراً..

هجمت على أقلامي وأمسكتها ..

ثم أمسكت أحد الدفاتر وهي تنظر إليَّ بخوف .. أرثم ؟!..

-كلا... كلا .. إعطيني إياه .. هذا للمدرسة ..
استسلمت وتركت الأقلام من يدها ..

ثم قامت نحو مكانها المفضل .. تسريحتي..

صعدت على الكرسي .. وأخذت تطلُّ على وجهها في المرآة ..

ثم التفتت برجاء وهي تمسك أحد أقلام الشفاه ..
- ثلوى.. ممكن؟
لا أعرف لماذا تعاطفت معها هذه المرة .. إنها مؤدبة جداً اليوم ..
- حسناً.. استخدمي هذا فقط ..

ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهها

وأسرعت تضع اللون على شفاهها بفرح ..
عدت لإكمال واجباتي ..

وانهمكت فيها ..

حين لاحظت بعد قليل هدوءها .. التفتّ إليها ..

فوجدتها تتأمل نفسها بعمق في المرآة ..

أخذت أراقبها .. كان تنظر بهدوء ..

مرة تبتسم

ومرة تقطب جبينها

ومرة ترفعرأسها ..

وفجأة تحدثت وهي تنظر لنفسها بصوت يائس أسمعه منها لأول مرة ..

-
أنا (مو حلوة) ..!

صدمتنيالعبارة كثيراً.. وأخذت أنظر إليها بعمق
..

شعرت بعطف كبير عليها ..

لقد بدأت تعرف أن شكلها يختلف عن الآخرين ..




عادت بي الذاكرة إلى عشر سنواتخلت ..

حين كنا مترقبين لخبر ولادة أمي في المستشفى ..

إنها بنت.. يا سلام ..

أخيراً أصبح عندي أخت .. الحمد لله ..
أتت مرام بعد أربع أخوة ذكور ..

ففرحت بهاجداً..

حتى .. وصلنا الخبر ...

إنها غير طبيعية ..

كيف ؟.
تضخم في القلب ..

و.. ماذا؟!

إنها منغولية ..

كنت لا أزال صغيرة ولم أفهم فتساءلت ...

ماذا يعني منغولية ؟..

يعني يا سلوى .. إنها مختلفة قليلاً..

سيكون من الصعب عليها اللعب كثيراً.. أو الكلام بسهولة ..

كما أن تفكيرها .. سيكون أقل من أقرانها ..؟

سكتت وأنا أنظر للدموع التي تلمع في عيني أبي ..

وحين رأيت مرام لأول مرة ..

عرفت كيف أنها مختلفة ..

كانت بيضاء وجميلة مثل كل الصغار ..

لكنها كانت مختلفة .. لم تكن تشبهنا ..

وشيئاً فشيئاً حين كبرت بدأت ملامح التخلف تظهر واضحة عليها ..

يقول الدكتور أن الأشخاص المنغوليين لا يعيشونطويلاً ..

إنهم يموتون في سن مبكرة ..

غالباً في العشرينات .. أو الثلاثينات منأعمارهم..

لكن مرام كانت منذ صغرها تعبَّر عن حلمهابأن تصبح عروسة ..

مسكينة .. إنها لا تعلم ..

كنت دائماً قاسيةمعها ..

كنت أشعر بأنهاعبء كبير علينا ..

كماأنها تشعر ..

سواء أصرخت عليها أم شتمتها ..

فإنها لا تشعر ولا تتأثر أبداً.. بل إنها لم تبك يوماً في حياتها ..

لكن الآن .. إنها تقيَّم نفسها ..

بدأتتشعر أنها غير طبيعية .. وأن ملامحها مختلفة ..
أنا (مو حلوة) أنا (مو حلوة) ..

أخذت تتردد في ذهنيطويلاً..

وشعرت بعطف كبير عليها ..

حين اقتربت مني بهدوء وهي تشير بإصبعها السبابة إلى وجهي

حتى كادت تلامسه ..

-
ثلوى .. حلللوة..!
لأول مرة شعرت بأنها بحاجة لمن يضمها ..

فاحتضنتها بعطف كبير ..

فإذا بها تتمتم في صوت هامس ورأسها على رقبتي وكأنها تحادث نفسها ..

وتعيد حواراً قديماً سمعته من قبل..

- ملام.. مو .. حلوة .. لا .. لا!!

ملام مو حلوة .. ما تجي عند الحليم ..

(
مرام غير جميلة .. لا .. يجب ألا تدخلعند الحريم ).


توقفت قليلاً ..

وأخذت أفكر في كلامها ..

إنها .. إنها تكرر كلامي..

نعم إنه كلامي لأمي قبلشهر حين أتانا بعض الضيوف ..

نعم .. كنت غاضبة ورفضت أن تسمح لها أميبالدخول إلى المجلس ..

أذكر أني قلت بالحرف الواحدأمامها..

( كلا ياأمي .. لا .. لا تحرجينا أمامهم بصراحة مرام شكلها (يفشل) ..

لا تتركيها تدخل على الحريم أرجوك .. )

ولم أهتم يومها بأن مرام المسكينة كانت واقفة أمامي ..

كنت أعتقد أنها لا تفهم ولا تشعر ..

لكنها .. حفظت ذلك الكلام ..

لا زال في قلبها .. إنهاتردده .. اليوم ..


مسكينة يا أختي الحبيبة ..

كل ذلك كان في قلبك الصغير المريض .. وأنا لاأعرف ..



احتضنتهاطويلاً ..

وأنا ألمس شعرها ..

وهي لا تزال تردد الحوار الهامس في هدوء ..

ثم تضيف محادثة نفسها.. ( ملام .. وع.. ولا تفهم!.. )

وشعرت بدموع ساخنةتنساب على وجنتي وأنا احتضنها بقوة ..

يا حبيبتي يا مرام .. كل هذا .. وأنا لا أعلم ..

تشعرين بكل هذا وأنا لا أشعر ..

يا لي منإنسانةقاسية وشريرة ..

كيف عاملتك هكذا .. أستغفر الله ..

كيفتمنيت لك الموت ظهر هذا اليوم ..

يا حبيبتي الغالية ..

أعلم أنك لن تعيشي طويلاً ..

وإن عشت .. عشت محرومة من الكثير مما يستمتع بهبقية الأطفال ..

ومع هذا أتمنى لك الموت؟!..

كم كنت سخيفة حين كنت أخجلمنك

وأشعر بالحرج من الاعتراف بوجودكللآخرين ..

أنت والله يا مرام .. أفضلوأطيب وأنبل من آلاف الأسوياء الذين تجمدت قلوبهم ..

تحملت كل تلك القسوة والجفاء مني في قلبك وتغاضيت عنه ..

أنت الأجمل يا مرام .. نعم .. أنت أجمل منالكثيرات بقلبك الطاهر البريء ..

-لا .. مرام حلوة .. حلووووة..

نظرت إليَّ بتعجب واستغراب .. ملام حلوة؟!

- نعم مرام أجمل فتاة في الدنيا ..!

استغربت وهي تنظر إلى عيني ..

ولمعت عيناها بفرح غامر لم أرَ مثله على وجهها ..

ثم ضحكت ضحكتها الطفولية التي أراها لأول مرةبهذا الجمال

وهذهالبراءةوالنقاء ..









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 17:23   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Bounce










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 17:45   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نور الايام
عضو محترف
 
الصورة الرمزية نور الايام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و الله يا ام انفال تاثرت بالقصص الى درجة لا تتصورينها

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 18:21   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Bounce

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الايام مشاهدة المشاركة
و الله يا ام انفال تاثرت بالقصص الى درجة لا تتصورينها

بارك الله فيك
فعلاااا هي قصص مؤثّرة
و القاااادم أكثر إثاااارة
تتبّعي فستندهشي من الإعتراااافااات القااادمة
و ياااا ريت كل واااحد فيكم يقوووول لناااا
العبرة التي فهمهاااا من القصة
حتى نتناااااقش

سررت بوجوووودك
مشكوووورة









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 21:31   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى~
مشرفة منتدى أساتذة التعليم العالي
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خير يا أختاه
لك مني أجمل تحية









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 21:34   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Bounce

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسـ الاسلام ـمة مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير يا أختاه


لك مني أجمل تحية
و جزااااااااااك الله بمثل الجزاااااء
أتمنى أنكي قد استمتعتي بالقصص
هنااااك المزيييييييد
فترقبيييييناااا









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-21, 21:33   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-22, 09:21   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Bounce على الشاطئ . .


- 3 -

على الشاطئ
. .



شاطيء جدة يصبح ساحراً في أواخر الشتاء . .

الريح البحرية المنعشة تهب برقة . . محملةً برائحة تذكرني بقصص السندباد . .

والأضواء تتراقص على صفحات الموج وكأنها مدينة عجيبة تحت البحر . .

أفتح رئتي لأستنشق المزيد من هذا الهواء المنعش . .

علّ رطوبته تروي شيئاً من ظمأ في صدري . .

فجأة . . شعرت بشيء أملس ينساب فوق خدي . .

تلمسته . . إنها دموع . .

انساب المزيد منها حتى وجدت نفسي أبكي كطفل صغير تائه . .

ولا أعرف كيف ولا لماذا . .

انتبهت لأصوات أخوتي وأبناء خالتي الصغار وهم يلعبون حولي . .

فأخفضت صوتي . . وأخذت أنشج بهدوء . . دون أن يشعروا . .
- (سماح) .. هيا يا ابنتي .. تعالي اتعشي..

- لا أريد يا أمي..

أصرّت أمي وخالتي عليّ لكني أشرت لهما بأني شبعى ولا أريد..

وبقيت في مكاني على الشاطئ..



شيء ما كان يقض مضجعي ويحرمني السعادة والتمتع في الحياة..

شيء أعرفه جيداً..

إني أغرق فيه .. كما قد يغرق طفل في أعماق هذا البحر..

الفرق.. أن الطفل يستطيع أن يصرخ حينها ويطلب المساعدة..

قد يلوح بيده هنا وهناك طلباً للنجاة..

لكن أنا..

أغرق بصمت وهدوء.. دون أن يشعر بي أحد.. ودون أن أستطيع أن أبوح لأحد..


أشعر بالعطف على نفسي المسكينة

كم تحملت وهي لم تجاوز عامها السادس عشر..

كم عانت وخافت وبكت وهي لم تزل في بداية حياتها..



كل ذلك.. بسبب (حنان) ..

نعم..

إنها السبب..

هي التي زينت لي هذا الطريق الشائك.. هذه الـ..

كلا.. بل إن أمي هي السبب..

نعم.. أمي التي لم تهتم بي يوماً ولم تحبني..

لقد تركت لي الحرية المطلقة دون أن تسأل عني أو حتى تشك بي ولو للحظة..

ألا تعلم أني بشر.. ضعيفة..

لماذا لم تحتويني يوماً ولم تسألني عن مشاكلي..

لِمَ لم تسألني يوماً إلى أين أذهب مع السائق !

ومع من كنت أخرج ؟

.. لماذا يا أمي..

لماذا لا تحبيني وتحرصين عليّ ..

لم أشعر أن أحداً يحبني .. حتى احتواني هو ..

شعرت أني وجدت كل ما أحتاجه لديه ..

الحب والحنان والرقة ..



كنت غبية ..

كلا ! لم أكن غبية لهذه الدرجة ..

أي فتاة مثلي كان بإمكانها أن تصدق ما قاله

لقد كان مؤثراً في كل كلمة قالها ..

كيف لي أن أعرف أنه لم يكن كذلك ؟

إنه ليس ذنبي أن صدقته..

ربما.. هو ذنب.. لا أعرف !

أحببته من كل قلبي..

ومنحته قلبي البريء المتعطش ..

ورغم جفائه لا زلت غير قادرة على كرهه ..

فلماذا تركني .. لماذا فعل بي هذا ؟

لماذا حطّم قلبي وتركني ضائعة ..

أتخبط باحثة عمن يحتويني بعده ؟
استمريت في البكاء مدة طويلة ..



حتى مر بائع البالونات .. وحوله بعض الأطفال ..

-
مدام.. فيه صرف خمسين ريال..؟رفعت رأسي .. نظرت للبالونات الملونة ..

ووجوه الأطفال البريئة حوله .. تنتظر صرف المبلغ ..

ابتلعت عبراتي .. وأدخلت يدي في حقيبتي..

هذه ورقة عشرين ريال.. وهذه ورقة عشرة..

مم.. ماذا يوجد أيضاً.. هذه ورقة..!

أوف.. إنها صورته.. جعدتها بيدي واستمريت أبحث..

نعم.. هذه ورقة عشرين أخرى.. الحمد لله!

- تفضل..

- شكراً مدام..

وناولني ورقة الخمسين..

لحظة..

لو سمحت إديني وحدة..!!

حملق البائع فيّ للحظة وأنا أناوله المبلغ بكل جدية ..

ثم ما لبث أن ناولني واحدة .. وأكمل سيره ..



كانت البالونة حمراء جميلة .. على شكل قلب..

لوهلة شعرت بأنها قلبي الضائع الذي ذاب كمداً ..

أمسكتها بيدي..

ثم ساورتني رغبة طفولية في أن أدعها تطير عالياً .. وأرقبها من هنا..

نظرت إليها طويلاً وضممتها.. ثم..

أطلقت يدي وتركتها تطير..

بدأت تطير بهدوء وأنا أرقبها..

شعرت في تلك اللحظة أني أحرر قلبي من سجن هذه العلاقة ..

شعرت أني أحرر قلبي من سلطانه الظالم عليّ
..

حين استغل طفولتي ونقاوتي ورقة قلبي..

وجعلني أسيرة لأحرف اسمه..

ترى..

أي حب هذا كان عليّ أن

أتلظى بناره خلف أسوار الخوف والتردد وتأنيب الضمير..

أكان لهذا الحب أن يعيش..؟

كان يجب أن أعلم يقيناً منذ البداية أنه سيموت لحظة ولادته ..

لأنه حب كاذب وغير شرعي ..


توقفت للحظة عن هذا التفكير..
وأخذت أنظر إلى البالونة وهي تطير نحو السماء ..

سبحان الله ..

كم هي جميلة ..

ضوء القمر انساب على هذه الغيوم فأكسبها غلالة رائعة ..

والبالونة تطير.. وتطير..

ثم تخترق الغيوم.. وتطير.. عاااااالياً..

حتى اختفت..





فكرت لوهلة.. وماذا خلف هذه السماوات.. ماذا هناك..

سرت في جسمي قشعريرة غريبة ..

حين تخيلت أن الله فوقنا الآن ..

إنه ينظر إلي .. في هذه اللحظة ..

ويعلم بكل ما يتردد في سري ..

فانتابتني خشية لم أشعر بها من قبل ..

سبحان الله ..

إنه ينظر إليّ الآن . .

وقد كان ينظر إلي منذ ولدت..

وحين كنت أحادث طارق في الهاتف ..

وحين كنت أخرج معه ..

يا الله..

كان الله ينظر إليّ في كل لحظة..

لكنه أمهلني..

وصبر عليّ وهو الصبور الكريم..

أكرمني ورحمني..

ولم يعجّل بعقابي أو بموتي حتى أموت وأنا عاصية..



تذكرت فجأة قصة روتها لنا معلمة فاضلة ..

حين قالت.. أن سيارة أصيبت في حادث ومات من فيها..

وحين أخرجوهما وجدوهما فتاة وشاب..

فتخيلوا الموقف حين يحضر الأب والأهل..

ويعلموا أن ابنتهم ماتت وهي خارجة مع شاب..!

فضيحة في الدنيا والآخرة..
توقفت لوهلة وتخيلت لو كنت أنا مكانها..

كيف سأسوّد وجه أبي وأمي وعائلتي..

وقبل كل ذلك.. كيف سيكون مصيري وموقفي.. هناك..
أمام الله؟

يا الله..


الحمد لله .. أن كتب لي النجاة من هذه العلاقة..

الحمد لله أني نجوت منه قبل أن يحصل ما لا يحمد عقباه ..

الحمد لله أن رحمني ولطف بي وأمهلني حتى هذه اللحظة ..

شعرت بانتعاش يسري في قلبي وكأنه عاد للحياة من جديد..

وبدأ ينبض بصوت الحياة..


أدخلت يدي في حقيبتي..

وأخرجت صورته.. نظرت إليها طويلاً..

أيها القاسي.. كيف استطعت أن تعبث بقلب فتاة مثلي بكل برود..

كيف كنت تدعي الحب الصادق والعشق ..
وأنت أبعد الناس عنه..؟!

ابتسمت حين تذكرت عبارات حبه..

وأنا أتذكر لحظة اكتشافي لعلاقته بإحدى صديقاتي في نفس الوقت !

أشعر بالعجب حقاً كيف كان لي أن أصدقه طوال تلك المدة..

وأصدق أعذاره وحججه..

نظرت مرة أخرى.. يا الله!

خلف ذلك المظهر الوسيم أكان يختفي شخص آخر..

كم كنت بلهاء حين عشقت القناع ..

وبعت من أجله راحتي وهدوء نفسي .. بل بعت ديني ..

حتماً إنك لا تستحق سوى الرثاء أيها الـ..

توقفت عن التفكير..

شخص مثله لا يستحق أن أخسر دقيقة في التفكير فيه..

مزقت صورته مزقتها تماماً .. إلى قطع صغيرة..

رميتها على الأرض ثم وقفت لأطأها برجلي ..

شعرت في هذه اللحظة أني أرمي القيد الذي كان يكبلني ويحرمني السعادة ..

الحمد لله.. يا الله.. اغفر لي وتب عليّ..

يا الله.. كم أنت رحيم وكريم..

أمهلتني وصبرت عليّ وأنا أعصيك..

فامنن عليّ بعفوك ومغفرتك وأنا عائدة إليك..


وفجأة..

شعرت بقرصة جوع، فقمت من مكاني لأجري نحو أمي وخالتي..

بقي شيء من العشاء ؟ أنا جائعة !

وخلفي.. تهادت موجة ماء قوية غمرت مكان جلوسي ..

وابتلعت بقايا صورته ...










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-22, 13:13   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2010-05-22, 19:34   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
الأمل القااااادم
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الأمل القااااادم
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Bounce 4........ رحلتي مع الجماااال

- 4 -
رحلتي مع الجمآل



منذ أن كنت في الخامسةوأنا لا أحب أبداً النظر إلى المرآة

مثل بقية الأطفال

كنت أعلم جيداً بغريزتي الطفولية

أن شكلي لم يكن جذاباًبأية حال

لكن علاقتي بالمرآة بدأت تزداد نفوراً أكثر فأكثر حين دخلتالمرحلة المتوسطة

: وذات مرة حين تشاجرت معموضي ابنة المديرة

قالت لي بكل احتقار

" اسكتي . . أيتهاالقبيحة "

كنت دائماً الفتاة الأقوى شخصية والأكثر دخولاً فيالمشاجرات

وكان لسانيمسموماًكماتقول أمي

لكني يومها صدمت بالحقيقة التي صفعتني بهاموضي

وسكت لوهلة والدموع تغرقعيني

ثم انهلت عليها ضرباً حتى لا يلاحظ أحد دموعي


نظرت إلي المشرفة الاجتماعيةبحدة

كنت أعلم أنها تكرهني تماماً كماأكرهها

لكني شعرت بالظلميومها

لأني كنت أعلم أنها لن تسمعكلامي

ولن تفهمه أبداً كنت أعلم أنها تنفر منيبسبب شكلي

لكني أبديت الجمود التام

كانت تنظر لي بكل احتقار

ثم صرخت فيوجهي:

( ألن تتأدبي يابنت .. ؟ ألم يؤدبك أهلك ويربوك ؟ )

سكتُّ وأنا أنظر إلىالأرض

التفتت نحو إحدى الإداريات بقربهاثم قالت هامسة بصوت خفيض جداً

استغفر الله .. سوء خُلق وخلق

لكني سمعتها

ونزلت كلمتهاكالسهم القاتلفي قلبي .. لكنيسكتُّ أيضاً


انتهى اليوم بضربي بشدة بالمسطرة علىيدي

ثم قرار بفصلي لمدة أسبوع




وحين عدت إلىالبيت

دخلت إلى غرفتيبهدوء

وأقفلتالباب

ثم نظرت جيداً إلىالمرآة

وجهأصفر

نحيفوطويل

عينانجاحظتان

أنف مقوسطويل

فك بارز وأسنانمتداخلة

شعر خشن باهت ومنفوش بعد شجاراليوم

والجسمهزيل ونحيف جداًبالنسبة لحجم الرأس الكبير

مررت يدي على شعري .. ثم وجهي

تلمست صدري الذي تبرزعظامه

لم أجد علامةواحدة للجمال أوالأنوثة

شعرت بعطف كبير علىنفسي

ولأول مرة أخذت أبكي بحرقة

كنت أعلم أني لست علىأي قدر من الجمال

لكني لم أكن مستعدة لتحمل المزيدمن الإهانات في حياتي بسبب ذلك


ترى.. أهو ذنبيحتى أظلم بهذا الشكل

أهو ذنبيحتىينفر مني البعضفقط بسبب شكليهذا

ما جعلني أحقد على العالمأجمع

حتى أمي التي لم أسلم من تعليقاتهايوماً


"شين وقوي عين"

هذا ما تقوله أمي دائماً حين أصر علىشيء

موضي لم تكن لتستطيع إهانتي بأيشكل

إلا بسبب شكلي

إنها نقطة ضعفي التييمسكني منها الآخرون دائماً




مرت مرحلة المتوسطة مليئةبالمشاحنات والحقد على الجميع حتى أصبحت منبوذة

كنتكالقطة المتوحشةالمستعدة لمهاجمة كل من يحاول مسهابأذى

أو حتى يقترب منها

كنت أحاولإخفاء الطفلة الحزينةفي داخلي بالظهور بمظهر القويةالجامدة

التي لا تهتم ولا تأبه بما يقوله الآخرونعنها


وحين وصلت للمرحلةالثانوية

بدأت أشعر أني تعبت من ارتداءالقناع

وأني لم أعد قادرة على التمثيل أكثر منذلك

كان دور القوية صعباً ومتعباً ومؤلماًجداً

ولم أكن قادرة على تقمصه بعدذلك


ولسببٍ ما لا أعرفه

بدأت أشعر بالانكسار.. والهدوء.. ثم الانعزال


كنت أجلس في آخرالصف

بالكاد أعرف أحداً من زميلاتالفصل

وبالكاد تعرفنيإحداهن

متجنبة أن أسبب أي أذىلأحد

أو أن أتعرض أنا بدوري لأذى من أيشخص


في تلك الفترة .. بدأت أهتم بالقراءة

لأقضي بها الوقت الطويل الذي أمضيهوحدي

سواء في البيت أوالمدرسة

وبهذا أجد بعض السلوى عن انعزالي عنالناس


ولعدم وجود من يوجهني لماأقرأ

وجدت نفسي أغرق في قراءة دواوينالشعر

وبالذات شعرالغزل

أصبحت أفكر طوال الوقت بهذه الأبياتوبالرومانسية الحالمةالتي تسبحفيها

حتى لم أعد أفكر بشيءسواها

غرقت في تخيلات حالمة جميلة حولقصص الحب

واقتنعت أنه الهدف الوحيد للحياة في هذاالعالم

وكنت كلما غرقت في هذا التفكيرأكثر

كلما شعرت بالأسى والحزن أكثر فأكثر علىنفسي

وشعرت أني إنسانة ناقصة غير قادرة علىتبادل الحب كغيري

وبالتالي غير قادرة على تحقيق هدفالحياة

جلب لي هذا التفكيرإهمال كل ما حوليحتى تردى مستواي الدراسي

وانقطعت علاقتي بشكل أكبر مع أسرتي

أصبحت دائمة السرحان وحين كنت أجلس وحدي كنت أبكي دونسبب

حتى صحتي بدأت تتأثر أيضاً

فكثرت أمراضي وساءت تغذيتي فازداد وجهي نحولاًوشحوباً

مما زاداكتئابيأكثر فأكثـر




وذاتمرة

أصرت أمي أن أذهب معها إلى حفلزواج

كنت أرفض المبدأتماماً

وهي تعلم أني لم أحضر أي حفل زواج منذكنت في الصف السادس

لأني لست بحاجة لمزيد من نظراتالاستغراب أو همسات الشفقة

لكنها -ولأول مرة- أصرت بشدة وأقسمتعليّ

ربما لأنها كانت تريد أن تخرجني من حالةالانطواء والحزن

التي كانت تثير شفقة كل أسرتيعليّ

شعرت أني في مأزق

لكني أجبرت نفسي على ارتداء فستان قديم بدا واسعاًعليّ

حاولت وضع بعض المكياج لكني لم أعرفكيف

وحين جربت وضع ظل أزرق بدوت كمهرجمضحك

غسلت وجهي ومعه دموعي

ثم ذهبت للحفل كما أنا

وبقيت صامتة طوالالوقت أجاهد دموعي حين أرى البعض يتهامس وينظر إليّ




في أحدالأيام

طلبتنيأبلههدى

-مدرسةالتاريخ-

هذه الإنسانة أحبها لا أعرفلماذا

تبدو كشخصيفهمماذا تعني المشاعر

واستغربت حين علمت أنها تريدني أنأشاركهم في أنشطة المصلى

أنا؟.. المصلى؟

كانت تريد مني أن أساعدها في إعدادالنشرات

وترتيب المكتبة وتجهيز اللوحوغيرها

لوهلة .. فرحتثمفكرت .. ربما كانتمشفقة

فقد رأتني أكثر من مرة أجلس لوحدي فيالفسحة

لكن

حسناً .. لا بأس .. لأجرب


وبدأتالتجربة

وهناك .. اكتشفت أشياء كثيرة

اكتشفت أن هناك أشياء كثيرة في الحياة أهم من الحب الماديالبسيط

الذي نجمع في بوتقته كل معانيالحياة

هناك الحبالأعظم

حب الحليم الرحيم

..الله..

الذي خلقني ووهبنيالنعم الكثيرة

وهبني العقل والسمع والبصر وسخر ليالسماء والأرض وكل شيء

الله الذي اختارني من بينالملايين لأكون مسلمة

جعلني أسير وأتكلم وأسمعوأفهم

منحني آلاف الآلاف من النعمالعظيمة

واختارني للابتلاء حتى يمحوذنبي

نعم

حين خلقنيبجمال بسيط كان يريد ابتلائي

فهل أصبر أمسأكون من الكافرين بنعمه


يا الله.. يا مولايوسيدي.. أحمدك

كم أحبك يا الله

منحتني هذهالحياة

فيئست منها وكأني أتذمر من هذه الهبةالعظيمة

أمضيت وقتي في الحزن والتذمر ولم أفكر في التوجه إليكسبحانك




وبدأت أذوق طعمالسعادة التي لم أذقها في حياتي

وشعرت بالرضا عننفسي

بل بدأت أحبهاوأحترمها

وشيئاً فشيئاً بدأتثقتيبنفسيتزداد

حتى استطعت أن ألقيكلمة على الطالبات في المصلى عدة مرات

كنت أشعر أنهن لاينظرن إلى أسناني أو عينيَّ الجاحظتين

بقدر ما ينظرن إلىالكلمات التي تخرج من قلبي


أصبح جدولي مليئاًبالأنشطة

وأصبحت أواظب علىحفظ أجزاء منالقرآنمع جماعة المصلى

أصبح لدي صديقاتيضحكن ويمزحن معي دون أن أشعر بأي نقص عنهن

لأن ما يجمع بيننالم يكن علاقة دنيوية بسيطة تعتمد على المادة والمظهروالشكل

العلاقة بيننا كانت أسمى منذلك

كانتعلاقةأرواح

علاقةحبفيالله

حبٌ لأجل الروح التيحلقت وسمت في فضاء الحمد والشكر لله


أصبحت أنظر لكل شيءبحب وجمال

حتى انعكس ذلك على حديثي وملابسي واهتمامي بنفسيالتي أصبحت أحبها




وذات مرة طلبت منيوالدتي مرافقتها لحفل زواج

كدت أرفض في البدايةلكني براً بها وحباً لها أجبتها

يومها.. اخترتفستاناً بلون السماء يظهر من أطرافه الدانتيلالأبيض

وارتديت طقماً لؤلؤياًناعماً

سرحت شعري القصيربعناية

فقد أصبحت أحبه وأعتني بهبرفق

حولت خشونته لتموج جميل مع استخدام كريمللشعر

ثم وضعت شريطاً حريرياً أبيض تتدلى أطرافه علىكتفي

وضعت شيئاً من كريم الأساس تحت عينيالجاحظتين

ولأول مرة أشعر بجمالها وأنتبه لطول رموشيالسوداء

أمسكت بأحمر الشفاه وأنامترددة

كان فاتحاً وخفيفاً.. وبلونالورد

وضعت شيئاً منه بخفة.. ثم وضعت تحت أذني زيتاًعطرياً برائحة الفل

وشعرت بنفسي لأولمرة

كفتاة

نظرت جيداً فيالمرآة

يا إلهي.. لا أصدق.. إنهاأنا

كان وجهي قد تغير وأصبح أكثر إشراقاً وعيني أكثرلمعاناً

ماذا حصل يا ترى

كنت أعلم أنه لم يكنالفستان

ولا المكياج

ولا رائحةالفل

لقد كانت السعادة التي حين تنبع من روحالإنسان

فإنها تنعكس جمالاً علىوجهه

ومن عينيه




وفيالحفل

كنت أسير مع أمي بثقةوسعادة

واستطعت لأول مرة أن أشاهد الآخرين بمنظار الحب لا منظارالحقد والكره

فلم أرَ أي نظرة شفقة أوسخرية

فهذا كله لم يكن سوى في مخيلتيالمريضة

لقد عرفت أخيراً كيف تكون الفتاةجميلة حين تريد


حين تعرف..أين يكمن الجمال









رد مع اقتباس
قديم 2010-05-22, 22:16   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
لؤلؤة الجنان
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لؤلؤة الجنان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا غالية قصص مؤثرة و هادفة
ساكون من المتتبعات ان شاء الله
شكراا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اعترااافااات, سلسلة, فتااااة.....متجدّد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc