بلادي التي عرفت ثورة شعبية عارمة وسلمية ضد الرغبة الجامحة في طلب السلطة والبقاء فيها من طرف حاشية الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة.
تمكنت ليس فقط في عدول الرئيس عن الترشح للعهدة الخامسة، بل إلى الدفع به إلى الإستقالة منبوذا مدحورا.
ها هي اليوم بلادي تعرف نفس تلك الأسالب البالية التي نفر منها الشعب وثار عليها.
هذه الممارسات التي تنحط منها المثل والقيام والكرامة، وتشمئز منها الأنفس.
من التزلف إلى الحاكم من طرف الأحزاب السياسية التي كانت تعرف إبان الحكم البائد بالموالاة أو التحالف الرئاسي، والإلتماس من
سيادته الترشح لرئاسيات
2024/09/07.
وذلك التزاحم في وسائل الإتصال العمومية أو الخاصة في التمجيد والتطبيل وتلميع لصورة الرئيس من المحللين والضيوف المدعوين للحصص المنظمة لهذا الغرض.
الذين جعلوا من دعوة تلقتها الرئاسة الجزائرية من الرئاسة الإيطالية على غرار بلدان أخرى مثل موريطانيا وكينيا والأردن والإمارات لحضور بعض الفاعليات التي تنظم
بين ج7 وبلدان أخرى، بعد إختتام ج7 لقمتها، قمة الإنتصار الدبلوماسي للجزائر تحت رئاسة تبون، "كأن يصرح ذلك أنها أول مرة من نوعها في التاريخ الجزائري يدعى رئيسها إلى قمة ج7، ونسي هذا أن بوتليقة حضر العديد من المرات في قمم ج7 زائد روسيا رفقة الرئيس النيجيري أوباسنجو والجنوب إفريقي مبيكي عن النيباد الإفريقي"، "ويصرح أخر أنه بمجرد تلقي الجزائر الدعوة إلى قمة ج7 فهو إعتراف بمكانتها، ونسي هذا أن الجزائر دعيت من إيطاليا التي تجمعها بها علاقات جد
حسنة"، "أو تنزل وسيلة إعلامية خاصة عنوانا بالبند العريض، أن عهدة تبون من أحسن العهد الرئاسية التي عرفتها الجزائر منذ الإستقلال".
ما أشبه اليوم بالبارحة، عند بداية كل عهد الرئيس بوتلفيقة.
هل حقا الرئيس تبون لإعتلاء سدة الحكم؟
في حاجة إلى هؤلاء الأشخاص، وإلى تلك الأسالب والممارسات.
إنه لا، في بلادى معروف عنها أن تغيير الحكم لايتأتى من الإنتخابات الرئاسية، فكل رئيس يدخل سباق الرئاسيات حتما سيفوز بها.
وعليه نرى هذا الإصطفاف المخزي من كل هؤلاء الإنتهازيين، وراء رئيسا يمارس مهامه الرئاسية، بغية حجز منصبا أو إمتيازا أو الحفاظ عليهما ما بعد رئاسيات سبتمر المقبل.
بقلم الأستاذ محند زكريني