الناقض الثاني
من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة
ويتوكل عليهم كفر إجماعاً
* من قال لا بد من واسطة بين الله وبين خلقه فإنه يسأل: ما مقصوده بالواسطة؟.
إن كان مقصوده: أنه لا بد من واسطة في تبليغ الرسالة فيما بيننا وبين الله فهذا صحيح ولا بد منها ومن أنكرها كفر بالإجماع وهناك واسطة من أثبتها فقد كفر بالإجماع وهي أن يتخذ واسطة بينه وبين الله يدعوهم ويطلب منهم الشفاعة ويتوكل عليهم لأنه لا واسطة بين الله وعباده في العبادة.
* مسائل مهمة:
1- ذكر القرآن ما يدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وعدم جعل الوسائط بينه وبين خلقه.
2- الذي يتخذ الوسائط ويعتقد أنها سبب ولا يدعوها ولا يذبح ولا ينذر لها ويعتقد أن العبادة لله وحده ولا يعبد إلا الله ولكن يتخذ الوسائط على أنها سبب تقرِّبه إلى الله بزعمه ويسأل الله بجاههم وحقهم فعمله هذا بدعة ووسيلة إلى الوقوع في الشرك الأكبر وقد تقرر: أن من اتخذ سبباً لم يدل عليه الشرع ولا القدر فهذا شرك أصغر وإن اعتقد بذاته كان شركاً أكبر.
3- الدولة الفاطمية الشيعية الباطنية في مصر هي أول من بنى على القبور كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
* شبهات وردود:
1- الشبهة الأولى: أن من اتخذوا الواسطة بينهم وبين الله يستدلون بقوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {المائدة: 35} وبقوله تعالى: [أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا] {الإسراء: 57} وفسَّروا الوسيلة بأن تجعل بينك وبين الله واسطة من الخلق.
الجواب: التفسير باطل لم يقل به أئمة التفسير بل أئمة التفسير فسَّروا الوسيلة بأنها الطاعة والتقرب إلى الله بعبادته وحده لا شريك له.
2- الشبهة الثانية: أنهم يتخذون الوسائط بينهم وبين الله من باب التعظيم لله فإن الله عظيم ولا يتوصل إليه إلا بالوسائط.
الجواب: أنهم قاسوا على ملوك الدنيا وهذا أمر باطل وأن قياس الله على البشر تنقُّص لله تعالى وأن ملوك الدنيا في الغالب لا يريدون الخير ولا يعطون الطلب إلا مع التثاقل وأن ملوك الدنيا فقراء ينفد الذي عندهم وقد لا يكون عندهم شيء.
3- الشبهة الثالثة: الوسائط رجال صالحون ولهم مكانة عند الله سبحانه وتعالى فنحن نسأل بهم لأننا مذنبون وهؤلاء رجال صالحون.
الجواب: أن صلاح الآخرين وعمل الآخرين ليس لك فيه استحقاق وعملهم لهم وأنت لا ينفعك إلا عملك فإذا لم يكن لك عمل فهؤلاء لا ينفعونك.
4- الشبهة الرابعة: وهي شبهة عريضة عندهم أن عمر رضي الله عنه توسل بالعباس رضي الله عنه في الاستسقاء وفيه دليل على أن اتخاذ الوسائط جائز.
الجواب: أن عمر توسل بدعاء العباس ولم يتوسل بذات العباس أو بجاهه وأن الأصل في طلب الدعاء من الصالحين الأحياء الحاضرين أمر مشروع.
* التوسل ينقسم إلى قسمين:
1- توسل جائز: وينقسم إلى قسمين وهما:
أ - توسل إلى الله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى.
ب- توسل بدعاء الصالحين الأحياء الحاضرين.
2- توسل ممنوع: وهو التوسل إلى الله بجاه الشخص أو بحق الشخص على الله أو بذات الشخص وهذا توسل مبتدع ومحرم وهو وسيلة من وسائل الوقوع في الشرك الأكبر.
* الشفاعة ملك لله عز وجل وليست ملكاً لغيره ولا تكون إلا بشرطين:
1- أن يأذن الله بها.
2- أن يكون المشفوع فيه من أهل التوحيد ولا يكون مشركاً.
* الشفاعة شفاعتان وهي:
1- شفاعة منفية: وهي التي تُطلب من غير الله.
2- شفاعة مثبتة: وهي التي تُطلب من الله ولا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص وهي مقيدة بأمرين هما:
1- إذن الله للشافع.
2- رضا الرب عن المشفوع له.