اسباب تدخل الجن في حياة الانسان
لفت انتباه للقارئ الكريم
اذكر سؤالك او رئيك او انتقادك
او معلومتك التي يمكن ان نستفيد منها
في التعليقات اسفله فيكون بذلك تفاعل بين
القراء الكرام و منفعة لنا جميعا
وربما يكون لك به او بها صدقة جارية
ثالثاً : الجن
توجد عدة أسباب لتدخل الجن في حياة البشر ولكن لابد أن يكون
هناك سبب.
وفي جميع الحالات الآتية توجد دائماً ثلاثة إحتمالات:
قد يكون الجن داخل جسم الإنسان أو خارجه، وقد يدخل ويخرج
حسب رغبته. وإذا كان في جسم الإنسان قد يتملكه وينطق
على لسانه. قد يكون ذلك باستمرار أو دورياً أو أحياناً.
1. السحر
أغلب سبب هو السحر. السحر ليس دائماً مصحوبا بجن،
ولكن قد يرسل جن لتقوية أثر السحر.
مثلا لتفريق زوجين قد يعطي الجن للزوج مظهراً مخيفاً أو كريهاً
للزوجة. ولمنع أحد من الشغل يؤثر الجن على صاحب
الشغل حتى لا يثق به ويرده. وأكثر ما يتدخل فيه الجن
هو الإخلال بعقل المريض. يصبح مصاباً بأفكار متغلبة
على عقله وغير منتهية، كأن أحداً يتكلم في رأسه طول
اليوم، ويُستعملون كثيراً في الأمراض والآلام الجسمية
للإخلال بنظام الجسم.
الجن المبعوثون بالسحر مجبرون أن يعملوا عملهم،
قد يكونوا طيبين مسلمين عابدين وقد يكونوا خبثاء وكفرة.
فالطيبون يعملون عملهم بضيق نفس،
والأشرار يزيدون ضرراً على ما أمروا به.
ومن الجن من يعمل مع الساحر كمهنة يرتزق منها ويستفيد، كلما مات ساحر
بحثوا عن غيره أو كَوّنوا واحداً بأنفسهم.
2. الانتقام
الجن يعيشون حولنا. هم كثيرون جداً في الأماكن المتروكة
من البشر وغير المسكونة. والأماكن الوسخة والمبللة
مسكونة أكثر لأن الجن يجدون طعامهم من بقايا الطعام
وفضلات الإنسان. يسكنون كذلك في البيوت لا سيما
القديمة والمهملة ولكن كذلك في الجديدة النقية. خلال
حياتهم حولنا، يجتنبوننا باستمرار. ولكن تكفي حركة
مفاجئة بدون بسملة أو رمي شيء أو ماء حار فيصيب
أحدهم فيتألم ألما شديدا أو يعاق أو يموت.
فحينئذ
قد ينتقمون أو ينتقم أقاربهم بضرب الإنسان الذي أضر بهم
من غير قصد. فقد يصيب الإنسان شللاً في نصفه
أو ضعف، وقد يصيبه خوف وحزن، ويصبح يتفكر
في الإنتحار أو يصاب بأفكار مرهقة أو غير ذلك.
ويصحب ذلك غالباً منامات مفزعة مثل أن يرى نفسه
يُضرب أو تطارده مخلوقات مفزعة.
الجن أقل منا عقلا وأكثر هوى. وعندهم ثلاث هوايات قوية:
الكبر والحب والانتقام، قد ينتقم جن من إنسان طول حياته،لا يشتغل إلا بذلك ولا يفعل شيئا آخر بقية حياته.
3. العشق
يقع ذلك إذا نزع شخص ثيابه من غير بسملة، فيرانا الجن عراة،
فتقع بهم شهوة جنسية كما لو نحن نرى العراة لأنه
يوجد بعض الملاءمة الجنسية بين الجن والبشر
. أما إذا تعاطى الإنسان المعاصي كالزنا
والتفرج في الصور والأفلام الخليعة فتلك دعوة مفتوحة
لفساق الجن وشياطينهم أن يدخلوا في حياته.
الجن الذكور يعشقون النساء والجنيات يعشقن الرجال.
حالات اللواط نادرة عند الجن. والذي يحبه الجن
في البشر هو إنسان ليس في قلبه شر على أحد.
ولذا كما أن علينا أن نحب الخير فعلينا أن نبغض
الشر ولا تأخذنا رأفة بالظالمين. لا يسوقنا الكرم
حتى نفعل للآخرين ما لا نريد أن نفعله. الشخص
الذي قلبه طيب أفضل له أن يفعل ما يمليه عليه قلبه
من أن يسمع كلام الذين قلوبهم ليست طيبة.
من كانت عقليته أن يقبل أن يضره الآخرين فهذا يهيئه أن
يضره الجن والسحر. خلاصة القول أن من كان له
جن عاشق فعليه أن يبغضه ويدعو عليه بالذهاب
أو الموت فهذا سيضعف حب الجن له.
قد لا يظهر لهذا العاشق أثر، وفي أغلب الأحيان
يرى الإنسان منامات جنسية. عادة هذه المنامات
ليست شاقة على الرجال بل هي في غاية الحلاوة
لأن الجنية تأتيه في أحب شكل إليه.
وتقع هذه الأحلام بكثرة في حين أن المعدل لشاب عازب
هو مرة في عشرة أيام أو أسبوعين.
وإذا كانت إمرأة يعشقها جن فالجماع قوي جداً. فإذا رفضت أو إمتنعت
قد تجبر أو تمسك. ذلك ما يسميه بعضهم
(بوغطاط) حيث يشعر الشخص عند نومه
كأنه مقيد لا يستطيع الحركة أو الكلام، فإذا
إستطاع أن يتحرك أو يذكر الله إنحل
. وقد يأتيها الجن في شكل زوجها ليخدعها، وبعد قضاء
الجماع تدرك أنه ليس هو. إذا كان الإنسان متزوجا
قد يقبل الجن الزوج، ولكن في أغلب الأحيان لا يقبله،
فيصبح المريض لا يتحمل قرينه، ويقع ذلك للنساء أكثر.
في هذه الحالة ينبغي للزوج أن يتلطف ليجامعها،
إذا ضغط عليها قد تغضب وتبكي وتقع الخصومة.
ونهاية الأمر إذا قبل الشخص الزواج بالجن
قد ينجب معه أولادا – مع العلم أن هذا الزواج
حرام –
وهؤلاء الأولاد بين العالمين:
إذا كانت الأم بشراً فهم أقرب للبشر،
وإذا كانت الأم جنية فهم أقرب إلى الجن.
بعد زيادة في التجربة وجدنا أن الأطفال
لا يكونوا في عالم الإنس إلا إذا إختلط مني
الأب مع مني الجن فالطفل له أبوين من الإنس
ودخل مني الجن على تكوينه فصار طفلا مشوهاً.
علينا أن نفهم أن الزواج عند الجن مختلف عنا :
ليس لهم زواج بخطبة وشهود: إذا أعجب كل
منهما الآخر تعاشرا واتفقا وأصبحا زوجين
متلازمين ومتماسكين، فهم مع البشر يتصرفون
بنفس الطريقة ويرون أن من حقهم الدفاع بغيرة
عن زوجهم أمام كل منافس. حتى الجن المسلمون
العابدون قد يقعون في هذه الحالة.
4. السكن
الجن حياتهم بسيطة بالمقارنة معنا، فهم لا يتصرفون
في الطبيعة ويعيشون في المحيط الذي وجدوه.
يبحثون عن سكنى مناسبة ولا يستطيعون أن يصنعوها،
يبحثون عن الطعام والذي يكون عادة فضلات وأوساخ،
ولا يستطيعون تجهيزها أو خزنها.
من غير هذين المسألتين ليس لهم كثير شغل.
بعضهم يُسخِّر نفسه للعبادة،
وبعضهم يؤسس أسرة
وبعضهم يقضي أوقاته في المعارك.
بعضهم كذلك يلازم أماكن الفسوق ليشارك في معاصي البشر
وبعضهم يلازم السحرة فيخدمهم مقابل
ذبائح وبعض الفوائد. وإذا كان الجن في جسم
بشر فهو آكل وساكن وغالبا لا يحتاج أكثر
من ذلك ليسعد. ولهذا قد يسكن الجن البشر
لمجرد السكنى، ولكن يحتاجون الى منفذ
ليدخلوا أول مرة: هو وجود عين أو سحر
أو جن عند الإنسان. لذلك إذا كان الإنسان
مصابا بأحد هذه الإصابات أو بعدد منها فهو
عرضة أن يدخله جن يرغبون في سكنى.
مع الأسف أدعية التحصين لا تكفي لدفعهم
إذا كان الإنسان له فجوة مثل الجرح الذي
يعرض الجسم للجراثيم ولاتكفي حينئذ قواعد النظافة المعتادة.
كثيراً ما لا يظهر الجن الساكن. قد يشعر الإنسان
بثقل في المكان من جسمه الذي يسكنه،
وقد يكون هناك تفاعل بينهما، فيلقح الجن الإنسان بأحاسيسه
ومشاعره وهي عادة خوف، فرح، قنوط، غضب،
انجذاب إالى شيء أو نفور منه، لا سيما الدين.
والإنسان كذلك يستطيع أن يفرض على الجن
مشاعره ويجبره أن يصير مثله أو أن يفسخ
نفسه أمامه أو أن يذهب.
ومن ناحية أخرى إذا كان جن آخر في البدن قد يتفاعل الجِنّان حتى يتعاركا
أو قد يطغى أحدهما على الآخر أو يخفي وجوده.
قد يأتي الجن على الإنسان بسبب آخر. إذا تقدم الإنسان
في الإسلام جيداً فيمكن أن يسخر الشياطين له شيطاناً
خاصا ليصده. إبليس من الجن ولم يكن ملكاً أبداً. ولكن الجن
ذوو طبيعة شفافة ومتغيرة. إذا اتقوا يصفون ويشبهون الملائكة،
واذا صاروا شريرين وكفاراً يسودون ويظلمون.
قبل معصيته لله كان ابليس صافياً منوراً
حتى شبه بالملائكة، ولما عصى لعن فصار شيطاناً.
لعن لدرجة أن جميع نسله شياطين. ومنهم نوعان:
القرين المرتبط بالإنسان، يولد معه من تناسل
قريني والديه، ويلازمه طول حياته، والذين
هم أحرار، يتشاورون ويخططون ويعملون
لدفع الناس إلى النار.
إذا تدين الإنسان يصل نوعاً ما بسهولة إلى التغلب على قرينه في الأعمال،
فيترك المعاصي ويقوم بالواجبات. أما الأفكار
والمشاعر فهي أصعب للتحكم فيها. فإذا تمكن
الإنسان من تفوق روحاني وتقرب إلى الله بالتحكم
في أفكاره ومشاعره، لم يترك مجالاً لقرينه أن يؤثر فيه.
حينئذ يخبر ذلك القرين أسياده فيكلفون به شيطاناً،
أو جناً يعمل للشياطين، أو عفريتاً وهو مشكل
من شيطان وجن، ليضله. فيحاول إغضابه،
وإيقاع الخصومة بينه وبين الناس، وصده عن العبادة،
وجذبه للمعاصي، إلخ. هذه الحالة نادرة جداً لأنه
قل من الناس من تغلب على قرينه ولكن من المفيد
معرفتها. ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الجن تذكروا فاذا هم مبصرون . الأعراف (201).
قد يكون من الجن الذين جاءوا يسكنون المريض
من هو مسلم أو يدخل الإسلام ويحاول إعانة المريض
على ما يصيبه من أذى. فيُجذب الشخص بين من يريد
مضرته وإعانته.
قد يتغير مقصد الجن :
يأتي بسحر ثم يعشق، أو يبقى بعد ذهاب السحر من أجل السكن والطعام،
أو يأتي للسكن ثم يعشق الإنسان.
ينتج عن ذلك أنه كلما طال المرض يحتمل أن تتراكم المشاكل مع الزمان حتى يفقد الإنسان عقله
أو يصير متسكعا يعيش في الطرقات.
وينبغي علاج الأمور إلى آخرها ولا يهمل مشكل بدعوى أنه يُتحمل لأنه قد يسبب في مشاكل اخرى.
5. الجن في البيت
البيوت القديمة والمهجورة تكاد تكون دائماً مسكونة من
الجن، والجديدة كثيراً ما يسكنونها، ودخول منزل وسكنه
أسهل على الجن من منعهم على أهله. ( أنظر الوقاية – الباب الثالث – ث 1 ).
أكثر الأحيان لا نشعر بالجن إطلاقاً، وإذا كانوا مؤمنين
وعابدين نشعر بجو خفيف ولطيف. هؤلاء الجن كثيراً
ما يسكنون عند الأسر المتدينة جداً حيث لا ينقطع القرآن
والصلاة والدعاء ومذاكرات الدين في البيت.
الجن ليسوا متمكنين من العلم وليس لهم كتب
والنشاطات والبوادر الدينية قليلة عندهم،
وليرتقوا في الدين فإنهم يبحثون عن بيئة دينية عند البشر.
مع الأسف هؤلاء الجن الطيبون قليلون.
أكثر الجن ليسوا طيبين ولا شريرين، مثل البشر
العاديين الذين يعيشون حياتهم فقط،
والذين هم أكثر تفاعلا مع البشر هم الشريرون الذين يبغضون
المؤمنين العابدين. إذا كانوا في البيت تشعر بجو ثقيل.
والناس المصابين بعين أو سحر أو جن
والأطفال الصغار يشعرون بهم أكثر وقد يرونهم
في أشكال مختلفة. وقد يؤذونهم بإفساد نومهم وبالمنامات
المفزعة.
وبطول معاشرتهم قد يضر بهم خطأ أحد
السكان فينتقم الجن منه، أو ينزعون ثيابهم بدون
ذكر الله فيعشقهم الجن. وإذا كان من أهل البيت
من هو مصاب بسحر فسيصيبونهم أكثر لأن الجن
يستطيعون أن يدخلوا فيه بدون سبب. قد يكون كذلك
جن البيت مرسلين بسحر، فحينئذ يعملون جهدهم
لإيذاء سكان البيت.