يا أبناء ديار الإسراء والمعراج: إن المسجد الأقصى المبارك الذي تحاول عصابات المستوطنين والمتطرفين، والأحزاب الإسرائيلية أن يعبثوا بالوضع القانوني فيه، فإننا نود التأكيد بأن الوضع القانوني في المسجد الأقصى المبارك هو وضعه الإسلامي الذي لا يقبل التغيير ولا التبديل ولا التدخل، إلا المسلمين الذين يحفظونهم بأرواحهم ومهجهم، ونؤكد للقاصي والداني، بأن المسجد الأقصى المبارك ليس مكانا لمسرحيات الاحتلال وعدوانه واقتحاماته، بل هو مسجد خالص للمسلمين وحدهم، لا يشاركهم فيه أحد، وأننا نرفض كل الرفض أي مساس بالوضع الديني التاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك، ولا نقبل دعوات التحريض التي تصدر بين فينة وأخرى، بالحج إليه من قبل الغزاة المحتلين، والجهات الإسرائيلية إلى تنفيذ مخططات الاحتلال، في تهويد القدس وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
كما أننا في هذا المقام الشريف أيضا، نوجه التحية والإكبار لكل أحياء القدس الشريفة، الذين يقفون دائما دون تنفيذ مخططات الاحتلال، مهما كانت هذه المخططات، وهم يسلكون في ذلك أساليب الاعتصام، والمسيرات، والعهود التي يحفظونها ويوقعونها فيما بينهم، برفض كل إجراءات الاحتلال، وبخاصة ضد البيوت، وضد مصادرة الأرض التي يحاول الاحتلال أن يوسع استيطانه فيها على حساب أبناء شعبنا.
نعم، نحيي هذه المبادرات التي يقوم كل أبناء القدس في تنفيذها ضمن القوانين والأنظمة التي تعطي صاحب الأرض وصاحب الحق كل الوسائل ليدافع عن حقه، ويثبت وجوده في هذه الأرض، الصلوات الجماعية، والاعتصامات الجماعية، والمعاهدات المحلية فيما بين المواطنين، والمواثيق التي يعملون عليها وعلى تنفيذها، تساعدكم -أيها الأحباب- على المحافظة على عقاراتكم وبيوتكم وأرضكم، وعلى حقكم الثابت دينيا وحضاريا وتاريخيا في هذه البلاد المباركة؛ أرض الإسراء والمعراج، أرض الإسلام والمسلمين، أرض عمر وصلاح الدين، والصالحين من سلفنا وخلفنا في هذه الديار الذين رابطوا وعاهدوا الله -سبحانه وتعالى- أن يكونوا المرابطين إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
اللهم ردنا إليك ردا جميلا، وهيئ لنا وللمسلمين فرجا عاجلا قريبا، وقائدا مؤمنا رحيما، يوحد صفنا، ويجمع شملنا، وينتصر لنا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، واختم أعمالنا بالصالحات.