بلدان تصنع أو تشارك في صنع التاريخ، وأخرى تقف على هامشه، هذا حال بلادي الجزائر، فمنذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، لم يريد من عاصمة الجزائر أي موقف بيين عن هذه المسألة، اللهم إلا ذلك الإمتناع عن التصويت خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالنظر إلى العلاقات الإستراتيجية التي تربط الجزائر بالإتحاد الروسي، وعلاقات ودية مع أوكرانيا، الموروثة من العهد السوفياتي.
إذ تعتبر موسكو المزود رقم 01 للجزائر بمختلف أنواع الأسلحة الدفاعية والهجومية، ومكانة الجزائر بالنسبة لروسيا هي درجة الحليف، إذ تتوفر لدى الجزائر أسلحة متطورة جدا، لا يتوفر عليها إلا القليل من البلدان، غير تلك المصنفة بالحلفاء، فمثالا منظومة الصواريخ المتطورة إس 400 هي بحوزة الجزائر، وإس 500 في الطريق.
لكن الجزائر إلى حد هذه الأونة لم تصدر أي بيانا حول موضوع الساعة العالمي، وعن هذه القضية الساخنة، ولا إتصلت بموسكو ولا بكييف، ولا أرسلت مبعوثا إلى موسكو.
على عكس بلدان أخرى بمستوى مكانة الجزائر أو أقل.
فالسعودية أجرى ولي عهدها إبن سلمان إتصالا هاتفيا ببوتين.
فقطر أجرى أمريها تميم إتصالين هاتفيين برئيسي روسيا وأوكرانيا.
والإمارات، كذلك إتصلت بموسكو وكييف.
ولا أتكلم عن إيران وتركيا والهند والصين.
أو أتكلم لا عن فرنسا ولا عن ألمانيا.
فدويلة "إسرائيل" طار رئيس وزرائها إلى موسكو للإجتماع ببوتين، وبعد إنتهاء مباحثاته بهذا الأخير، إتصل برئيس أوكرانيا "اليهودي" زيلينسكي.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني