يقول تعالى: (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة:١٨٣]، فعبادة صيام رمضان فرضها الله في السنة الثانية من الهجرة، وجعلها أحد أركان الإسلام وفروضه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس، وذكر منها صوم رمضان» [متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما]، وأوجبها الله عز وجل على كل مسلم عاقل بالغ صحيح مقيم.
ويجب صوم رمضان بأحد أمرين؛ إما برؤية الهلال، وإما بإكمال شهر شعبان ثلاثين يوما؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته؛ فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين» [رواه البخاري].
فإذا ثبت دخول رمضان فيجب على المسلمين أن يبيتوا النية بالصيام قبل طلوع الفجر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له» [رواه النسائي وغيره من حديث حفصة رضي الله عنها وصححه الألباني]، ويبدأ صوم أيام رمضان من طلوع الفجر الثاني "الفجر الصادق" إلى غروب الشمس ؛ لقوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) [البقرة:١٨٧].
ومن رحمة الله في التشريعات أن سن للمسلم أن يتسحر؛ لأن في السحور بركة، قال صلى الله عليه وسلم: «تسحروا؛ فإن في السحور بركة» [متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه]. ومن السنة تأخير السحور وأن يكون على التمر، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نعم سحور المؤمن التمر» [رواه أبو داود وصححه الألباني] ويستحب تعجيل الفطر وأن يكون على رطب أو تمر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» [متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه].
ويجب على الصائم أن يجتنب كل ما يخدش صومه وينقصه، قال -صلى الله عليه وسلم-: «وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم» [رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]. وقال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]. ولم يعرف الصيام وحقيقته من أضاع الصلوات حتى يخرج وقتها، كالذي يتعمد النوم عن صلاة الفجر إلى أن تشرق الشمس أو عن صلاة الظهر حتى تدخل صلاة العصر.