**وما أبعد الأحلام هذا اليوم
.
**قال لأحد الإغنياء : أنتم تنتظرون الجنّة ونحن في الجنة …!!..عندي قصور وسيارات وطائرات وكلّ طعاموشراب ومسرّأت …….قلت: ولكنك وأنت في منتهي سعادتك …ينتابك شعور بالبكاء ….لأنّك تعلم أنّك ستموت …….والجنة التي نحلم بها …لا تموت
**رجل يتكلّم عن غربة الأمكنة ..ولا يذكر غربته في الحياة ..وهو في لحظة قادمة يموت ,,,,,
**فينا ضمير تعلّم ان يصرخ كلما ابتعد عن الله …ولا يلقى السلام إلّا في حماه …..كيف ينامون ولم يعودوا الى الله بَعد ..ويحتملون كلّ هذا الصراخ …هؤلاء ليسوا احياء بل أموات نيام …….لأنهم أماتوا ذلك الحيّ الموجود فيهم ….فهم اليوم يُجرمون ولا يشعرون
….أرى منهم السادة : يكذبون ويحاكمون الكاذبين ويسرقون ويُقاضون السارقين ….ما أعجب أن يكون المجرم سيّدا …يحكمك بينما تحاكمه أنت بعينيك …..هؤلاء تراهم في بعض طرقنا وللصادقين باقي الطريق
.
.
****قال: أنا أزداد في الحياة بينما الموت يزداد بي …تكبر حياتي كلّيوم بينما يقلّ عمري ..
..كلّ شيء فينا من لحم ودم ويؤدّي وظيفة لا يؤدّيها غيره …عين ترى من لحم ودم وقلب ينبض من لحم ودم وأذنٌ وعقل وشريان وكلّها من لحم ودم ….عضوٌ يتعب ,,,تنتهي أنت إلى الأبد …..وأنت تمشي ولا تدري كيف يعملون ومتى يتعبون ,,,,,,لن انتمي الى هذا العالم الذي يموت وينهار امام عينيّ ..أنا أسكنُ جسدا من طين تذيبه الأمطار …وبعد حين لا يقوى على السير ويتكرني الطريق…سأحبّ صاحبا ألقاه في الجنة ..سأصالح نفسي الصالحة التي تأخذني الى الجنة ….أريد العالم الخالد الذي لا يموت عند الله …..سأصيح بنفسي كلّما همّت بذنب كما يصيح أبٌ بابنه ليبتعد عن خطر في الطريق …ما أقرب الموت وما أبعد الأحلام هذا اليوم : لأنّ السماء التي وصلنا اليها هي أجمل من كلّ الأحلام
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي