قلب من زجاج. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > أرشيف خيمة الجلفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قلب من زجاج.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-06-20, 19:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كمال بدر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية كمال بدر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قلب من زجاج.

قلب من زجاج

عبد الغني حوبة

استيقظ الطفل الصغير على صراخ يصخُّ الأذان ويقض المضاجع، فتلفت يَمنةً فوجد أباه متأففاً متضجراً، وقد تأخر عن عمله، واستدار يسرةً فإذا بأمه قد رمت بالمكنسة على الأرض، وهي تغمغم وتتمتم : ألا تقدر الظروف يا رجل! فأنا أنظف لكم المنزل!! ارحموني يرحمكم الرحمن!

إنها مشاهد يومية متكررة لشجارات مختلفة الأسباب والدواعي، متباينة الحدة والآثار، والتي تحدث بمرور الزمن تنافراً بين القلوب، وتخلق سدوداً وهمية بين الأرواح، فتضعف جسور التواصل بين الأحبة، ويصير عود البغضاء وتداً في الفؤاد، مما ينتج لنا أفتك الأمراض التي ابتليت بها مجتمعاتنا المسلمة المعاصرة والمتمثلة في الجفاف العاطفي، والتصحر الوجداني، فكيف نواجهه ونقلل من آثاره المدمرة؟؟

إن الجفاف العاطفي هو مشكلة معقدة ومركبة نمت وتطورت في أوضاع نفسية واجتماعية وثقافية معينة متداخلة.

إن الجفاف العاطفي يعني ضمور الحب وغياب الود ونكران الجميل، وتقلص التواصل اللفظي وغير اللفظي بين الأزواج فيما بينهم، وبين الأبناء مع بعضهم البعض، مما يؤدي بالضرورة إلى ظهور عدم الاحترام وتنامي الأنانية وروح اللامبالاة، فيغيب معنى الأبوة والأمومة والبنوة، وتصير روابط الأخوة رثة بالية، قد تتمزق في أي لحظة، وكل هذا مؤذن بخراب الأسرة وضياع الأبناء، والنتيجة الحتمية التي لا مفر منها هي العزلة الأسرية، والفرقة الأخوية؛ فالأب والأم والأبناء موجودون في البيت على طاولة واحدة، لكنهم جماعات وأشتات! فرقت شملهم الصراعات، ونخرت عظمهم آكلة العداوات، كل حزب بما لديهم فرحون! ولا حول ولا قوة إلا بالله!!

وهكذا تنمو هذه الأفة الخطيرة في جسم الفرد والمجتمع، حتى تحيلنا في النهاية على ضريبة باهظة الثمن لا نستطيع تسديدها، ولا التخلص منها، ألا وهي البيوت أيله للسقوط، والأسر المتصدعة وشيكة الانهيار!!

إن تشخيصنا لمشكلاتنا الأسرية يبين لنا أن علتنا إيمانية بالدرجة الأولى، وتواصلية علائقية في المرتبة الثانية.

فإذا كان طريق التربية طويلا وشاقا، فإنه لمن أخلص نيته لربه ممتع وشيق، فلنعد إلى الله - سبحانه وتعالى - ولنثب إلى شرعه، ولنتمسك بكاتبه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ولنبدأ بإصلاح القلوب بتخليصها من عوالق الأدران وعوائق الشرك والأوثان، ونجتهد في تزكية النفوس والترقي بها في مدارج الكمال الإيماني، فما أشبه القلوب بالزجاج من حيث الحساسية، والشفافية، وصدق من قال:

إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا يجبرُ

هلم - إذن - فلنستدرك وإياكم التجاوزات والأخطاء التي وقعنا فيها، ونفتح أبواب الحوار البناء، لأجل إحداث فهم مشترك بين الأسرة الواحدة والأشقاء.

هيا نزرع بذور المحبة والتقدير والتعاون في ربوع بيوتنا التي تكهربت بالحقد والغل، وليكن ديدنا العناية الدائمة والرعاية المستمرة لهذا الغرس الجديد حتى يؤتي أكله بثمار يانعة وقت الحصاد - بإذن الله -.

قد يقول قائل : نحن نشقى لأجل أسرنا فنكسب لقمة العيش، ونجهد أنفسنا في ذلك، ألا يكفي كل هذا؟!

والرد على هذا الاستفسار أنه غير كاف، ولذا ينبغي أن نفرق بين الرعاية والتربية، فالأولى تعني الاهتمام بالمأكل والملبس والمشرب والعلاج، والثانية أكبر من ذلك كله، فهي تغرس القيم وتهذب السلوك، وتشبع العاطفة، وتصنع الشخصية.

ينبغي أن يكون التعامل مع الإنسان راقياً وشفافاً، فمزيداً مزيداً من الاهتمام بالاستشارات الوجدانية التي مركزها القلب، والذي محل نظر الرب، قال تعالى : ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) ) سورة الشعراء.

إن الحب لا يفرز إلا حباً، فحينما تتعانق القلوب وتندمج الأرواح يشعر المتحابون بالدفء الذي يوقد جذوة المحبة، فتذهب عن كل حبيب رعشة الوحشة ولوعة الفراق، وتغدو الحياة - وإن عظم الكرب وجل الخطب - أحلى من العسل المصفى، وأبيض من اللبن النقي، كما كانت الأسرة النبوية التي جمع بين زوجين متحابين متعاونين؛ الصادق الأمين محمد - صلى الله عليه وسلم - والطاهرة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها -.


وختاماً ... أحبوا الله، وأحبوا رسوله، واجعلوا في قلوبكم ما يكفيكم من حبكم لأهلكم وأولادكم، ولا يغب عن أذهانكم طرفة عين أنكم تتعامل مع بشر لهم قلوب وعقول وأجساد، راعوا ثلاثية الأبعاد في التواصل مع العباد، فلا تكسروا زجاج القلوب ولا تجرحوا به أنفسكم، فخطره كبير، وشره مستطير، فقد لا يبرأ مدى الدهر، إذاً، فكونوا أهل عطاء ووفاء، واجعلوا عنوانكم الدائم جبر الخواطر وملامسة أعماق المشاعر.








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-06-21, 12:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
غصن البآن
مشرفة منتديات الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية غصن البآن
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز ضيافتكم عندي 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
اللهم صل على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم .. اما بعد ..
مقال ممتاز ... فالمسؤوليات وثقلها جعلت الزوجان يغلقان الباب على معاني الحب التي تضيء القلب و تهون كل صعب.. اصبح التعامل آليا.. ما احتاج وما تحتاج .. أصبح طموح الزوجين بيت اثاث سيارة مدرسة للابناء اقساط ملابس كلها ماديات.. ..فكل ماكان اللهث نحو المثالية المادية.. فان السكينة والسَكَن الروحي يتلاشى ويختفي ..
الزوج يرى في زوجته انها لا تشعر بتعبه ولا تقدر سعيه .. ولا تعذر غيابه وانشغاله .. فتتراكم عنده المشاعر السلبية ويبدأ بالنفور و التعصب لاي حديث فيه معاتبه
بالمقابل الزوجة تُضيق فكرها ولاتجيد التعامل مع المواقف بفعل المسؤوليات وارهاقها .. فترى ما تقدمه هي.. وتفكر بنفس طريقة الزوج .. انه لا يقدر ويغيب وكل المسؤوليات والتربية عليها وهذا ابسط الامور
تغيب اللمة بالبيت والحوار و البوح بينهما.. ومن هنا يبدأ الانشقاق في جدران الاسرة..
أما الاولاد فيعيشون بجو اللوم والعتاب وربما الكثير من الخصام.









رد مع اقتباس
قديم 2020-06-21, 14:44   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
كمال بدر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية كمال بدر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غصن البآن مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
اللهم صل على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم .. اما بعد ..
مقال ممتاز ... فالمسؤوليات وثقلها جعلت الزوجان يغلقان الباب على معاني الحب التي تضيء القلب و تهون كل صعب.. اصبح التعامل آليا.. ما احتاج وما تحتاج .. أصبح طموح الزوجين بيت اثاث سيارة مدرسة للابناء اقساط ملابس كلها ماديات.. ..فكل ماكان اللهث نحو المثالية المادية.. فان السكينة والسَكَن الروحي يتلاشى ويختفي ..
الزوج يرى في زوجته انها لا تشعر بتعبه ولا تقدر سعيه .. ولا تعذر غيابه وانشغاله .. فتتراكم عنده المشاعر السلبية ويبدأ بالنفور و التعصب لاي حديث فيه معاتبه
بالمقابل الزوجة تُضيق فكرها ولاتجيد التعامل مع المواقف بفعل المسؤوليات وارهاقها .. فترى ما تقدمه هي.. وتفكر بنفس طريقة الزوج .. انه لا يقدر ويغيب وكل المسؤوليات والتربية عليها وهذا ابسط الامور
تغيب اللمة بالبيت والحوار و البوح بينهما.. ومن هنا يبدأ الانشقاق في جدران الاسرة..
أما الاولاد فيعيشون بجو اللوم والعتاب وربما الكثير من الخصام.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تحية وتقدير لفكرك الواعي المستنير وما تمَّ ذكره من نقاط في غاية الأهمية.

في الواقع كل مجتمع له ظروفه الخاصة وعاداته وتقاليده التي تختلف من بلد إلى آخر.

تحية خاصة لجميع الزوجات والامهات العاملات اللاتي أصبحنا اليوم عصب الحياة وقوامها لما يقدمونه من تضحيات يضرب بها أروع الأمثال، اليوم تجدين في كل بيت أم مثالية بدون مبالغة بما تقدمه من تضحيات وأنكار ذات يفوق الوصف والخيال سواءً في عملها أو داخل بيتها كزوجة وأم ومربية فاضلة لأولادها.

حقيقي علاقة الأزواج اليوم قائمة على التعاون التام في في شتى مجالات الحياة ويضربون أروع الأمثال والتضحيات من أجل العبور بأسرهم إلى بر الأمان في ظل الضائقة الأقتصادية العالمية والتضخم وغلاء الأسعار الفاحش لإنخفاض قيمة العملات المحلية في مواجهة العملات العالمية كالدولار والجنيه الإسترليني، وأنخفاض الرواتب إلى أدنى مستوى ولكنه ستر من الله للقلوب المؤمنة بقضاء الله وقدره.

وكلامي هذا ينطبق على السيدات الفاضلات ربات المنزل اللاتي لا يعملنَّ، هؤلاء يقدمون ويسطرون ملحمة من العطاء تفوق الوصف والخيال وسط الظروف القاسية التي ذكرت بعضها.

هذا لا يمنع من وجود بعض المشاكل للأزواج من حين لآخر وتحل بفضل الله، وهناك مشاكل تصل إلى طريق سد لا أخوض فيه.

أخيراً نسأل الله التوفيق والسداد والبعد عن المشاكل المستعصية والغير مستعصية للأزواج وللجميع في حياتهم الزوجية الخاصة والعامة وأن يرفع هذا البلاء عن الجميع ...

اللَّهُمَّ آمين.









رد مع اقتباس
قديم 2020-06-22, 17:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي الفاضل
وجزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2020-06-23, 01:57   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
كمال بدر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية كمال بدر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المسيلة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اخي الفاضل
وجزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك



اللَّهُمَّ آمين
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة على مرورك وتشريفك الطيب المبارك ...
جعله الله في ميزان حسناتك ...
تقبلي تحياتي.









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc