مليارات من أكواب الكافيين تُحتسى كروتين يومي، فهناك من لا يبدأ يومه قبل أن يرتشف من تحويجة قهوته المفضلة، أو أن “يحبس” بشاي العصاري بعد وجبة الغداء الثقيلة. ذلك وقد أضافت الحضارات من الأسماء والمكونات المختلفة الكثير لهذه المشروبات، واختلفت الأذواق بين “السكر الزيادة”، و”الحليب”، مما ساهم في جعل هذا المنشط الطبيعي أحد المكونات الأكثر استخدامًا في العالم.
كثيرا ما نسمع عن آثار الكافيين السلبية على النوم والقلق، ومع ذلك، تشير الدراسات أيضا إلى أن لها فوائد صحية مختلفة! إذا فـهل الكافيين ضار فعلًا؟
الكافيين منبه طبيعي مستهلك في جميع أنحاء العالم. يحصل معظم الناس عليه من القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة أو الشوكولاتة.
يتربع الشاي والقهوة على عرش المشروبات اليومية في العالم، حيث يعتبر الشاي من أهم المحاصيل الزراعية عالميا نظرا لكثرة أستخدامة يوميا حيث إنه يأتي في المرتبة الثانية في المشروبات بعد الماء مباشرة. لقد سجل إنتاج الشاي أرقاما قياسية جديدة منذ عام 2004 حيث أشارت الدراسات التي تناولتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن الإنتاج العالمي للشاي قد استمر في الارتفاع حتى وصل حجم الإنتاج لثلاثة ونصف مليون طن سنويا. تحتل تركيا والصين وكينيا وملاوي وسريلانكا وإندونيسيا المراكز الأكثر إنتاجا وتصديرا للشاي.
فيما يقدر مجال تصنيع القهوة العالمية وتصديرها بنحو 20 مليار دولار. تنتج البلدان النامية في أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى وآسيا وأفريقيا90% من البن. وتستهلك الناس في أنحاء العالم أكثر من 500 مليار كوب قهوة في العام الواحد، فتوفر مزارع البن حياة لما يصل إلى 25 مليون شخص. وبالتالي، فالبن أهم سلعة تجارية في العالم بعد النفط حيث تصل قيمته العالمية إلى نحو 100 مليار دولار وهو من أهم السلع الزراعية المدرجة بالبورصات العالمية.
وفقا لموقع “Medical News Today“، الطبي، وجدت دراسة أجريت عام 2019 على طلاب الجامعة أن الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين يصل متوسط استهلاكهم حوالي 173 ملليجرام في اليوم، وهذا تناول معتدل من الكافيين. هذه الكمية المعتدلة من مادة الكافيين تعزز مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، ومشاكل المخ، ومشاكل الكبد.
يعمل الكافيين كمنشط للجهاز العصبي المركزي (CNS)، ويمكن أن يعالج الشعور بالإجهاد والتعب وتحسين التركيز. وخارج استعمالاته في الأطعمة والمشروبات، يدخل الكافيين كمكون في بعض الأدوية مثل أدوية البرد والحساسية والألم.
وجدت مراجعة بحثية من 40 دراسة أن شرب 2-4 أكواب من القهوة يوميًا له صلة بتقليل خطر الوفاة من جميع الأسباب. كما ربطت بعض الدراسات أن استهلاك الكافيين له تأثيرات إيجابية على الدماغ. ففي عام 2013، أشارت دراسة نشرت في المجلة العالمية للطب النفسي البيولوجي أن تناول 2-4 أكواب من القهوة يوميًا قد يقلل من خطر الانتحار لدى البالغين.
يحتوي الكافيين، أيضًا، على مضادات للأكسدة وهي التي تحارب الشوارد الحرة، التي تخرج منها مركبات سامة، كالهيدروبيوكسيد، والبيروكسيدات، ومن أبرز فوائده:
1- يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
2- يقوي المناعة.
3- يقي الجهاز العصبي من الإصابة بالزهايمر.
4- يؤخر ظهور علامات الشيخوخة.
يوجد جانب آخر للكافيين، أظهرته دراسة أخرى في 2015 أيضًا، وهو أن هناك العديد من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها لاستهلاك أكثر من 400 مليجرام من الكافيين في اليوم وهي: نبضات القلب السريعة/ القلق/ الأرق/ مشاكل النوم/ التشنجات البسيطة. ناهيك عن آثار انسحاب الكافيين التي قد تؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض، مثل: الصداع/ التعب/ انخفاض الطاقة/ النعاس.
في عام 2013، أظهرت نتائج دراسة كبيرة مستقبلية إلى أن استهلاك 300 ميليجرام من الكافيين يوميًا أثناء الحمل قد يزيد من خطر إنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة. كما افترض تحليل أكثر حداثة لـ 17 دراسة شملت 233617 مشاركًا أن شرب 3-4 أكواب من القهوة يوميًا قد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية لدى الرجال.
أشار تقرير بموقع “Caffeine Informer“، أن الأشخاص الذين يستهلكون المشروبات التي تحتوي على الكافيين بشكل مفرط غالباً ما يعانون من اضطرابات في المعدة أو عسر هضم، ولكن هذا يحدث أساسا عندما يتم تناول مشروبات الكافيين على معدة فارغة.
وبعيدًا عن القهوة، يوجد شكل آخر من الكافيين يتمثل في مشروبات الطاقة التي تحتوي على نسبة عالية منه، مما يجعلها خطرة على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب. حيث توصلت دراسة حديثة بجامعة تكساس الأمريكية إلى أن تناول مشروبات الطاقة لمرة واحدة فقط يمكنه أن يؤذي صحة الأوعية الدموية في الحال، بحسب موقع “Medical News Today“.
أجريت الدراسة على 44 شابًا في الـ20 من عمرهم يتمتعون بصحة جيدة ولم يسبق لهم التدخين من قبل. فحص العلماء الأوعية الدموية الخاصة بالمشاركين لمعرفة كيف تؤثر عليها مشروبات الطاقة. وبعد 90 دقيقة من تناول مشروبات الطاقة تم فحض الأوعية الدموية الخاصة بالمشاركين مرة أخرى، ووجد الباحثون قدرة تمدد أقل في الشريان عما كان المشاركون عليه قبل تناول مشروبات الطاقة.
هذا يوصلنا إلى أن “اللي يزيد عن حده يتقلب ضده”، فجميع الدراسات أكدت أن الإفراط في تناول الكافيين له أضرار صحية. لذلك، فمن الآمن اعتبار كوب القهوة أو الشاي اليومي وسيلة ممتعة لتعزيز الصحة الجيدة، ولكن دون الإكثار منه.