من الداخل 02:
برحمة التجاوز والنسيان يتخلص الافراد من صور الماضي التي قد تشوه الرسائل التربوية والارشادية، وحتى السياسية للكبار تجاه من هم اصغر منهم..فيكون للكبير فرصة لارتداء ثوث الطهر والفضيلة والخبرة في الحياة ويقدم نفسه على انه النموذج السلوكي الذي يجب ان يتبع. وهي مهمة سهلة في الظاهر. لكن في ظل تمكن الافراد من المعلومة وكذا الصورة وانتقالها بسرعة كبيرة. وقدرة الالة على حفظها وتخزينها نكون في موقف حرج ويصعب المهمة، ما يدفعنا الى ضرورة اعادة النظر في اسلوبنا التربوي وطبيعة الرسائل التوجيهية..فلا ننطلق من ادعاء الطهر المطلق ونفي الخطيئة عنا، بل ندعم السلوك الصحيح من منطلق ان أحد اهم حقوقنا كبشر هو حقنا في أن خطئ، ونتجاوز الخطأ لنحقق النمو والارتقاء. كما يجب ان نعترف اننا مازلنا بحاجة ماسة الى النظر بعمق في الكثير من افكارنا المشوشة والمتناقضة بخصوص نفس السلوك..ففي حين يعلن الكثبر من الفساق في السبعينات والثمانينات توبتهم فيكبرون ويتدينون ويتعلمون وقد يغتنون ثم يقدمون انفسهم على انهم ملائكة يطاردون الابناء والاحفاد وينعتونهم بالجيل الضايع ويتهمونهم بالقصور التربوي.
فهل سيأتي يوم نشاهد فيه سياسي مفسد يقدم نفسه على انه خبير الاصلاح السياسي، و ناهب للمال العام بأنه رمز للنجاح الاقتصادي. و تقبل توبته وترمى سيئاته في حفرة التجاوز والنسيان بعد معالجتها بمكياج الاعلام. وقد سبق وان فعلنا ذلك من قبل مع من اجرم وخرب ونهب ثم دعوناه ليصعد المنبر ويخطب في العباد.
لا شك ان الكثير من الامهات والاباء يجدون انفسهم كل في مرة مجبرين على تغيير اسلوب المعالجة التربوية مع الابناء بشكل طردي كلما كبرت المنطقة المفتوحة في حياتهم.
مخ الهدرة: عييت...اكتبوه انتم.