مقارنة بين شاعرين وعملهما الأدبي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى النّقد الأدبيّ

منتدى النّقد الأدبيّ يتناول إسهامات الأعضاء؛ من إبداعهم، في فــنّ الـنّــقــد الأدبـيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقارنة بين شاعرين وعملهما الأدبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-03-22, 08:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي مقارنة بين شاعرين وعملهما الأدبي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنتُ في حديث مع أديبة فاضلة ولغوية لا يشق لها غبار، كنا نتبادل أطراف الحديث عن ما يقصد بعض الأدباء في شعرهم أو نثرهم أو أي فن من فنون الأدب.
وكانت هي من أنصار " توظيف الكلمة كما يؤتى بها" وكنتُ أميل أنا بالقول " أن ما وراء الكلمة هناك أقوال أو معاني أخرى يرمي إليها الأديب"
وتشبث كل منّا برأيه ــــــ لأننا متفقان في كل شيء، " وألد الأعداء" في الأمور الأدبية"

وحتى لا أطيل على الأفاضل والفضليات.
أردتُ أن انشر مقالاً أو لنقولَ تحليلاً، وقد تقرأه تلك الأديبة الفاضلة إن مرّت من هنا، أو كانت هي من رواد منتدانا العامر بأعضائه وإدارته ومشرفيه.
ولأدخل في الموضوع:
ما أجمل أن نقارن بأدبنا مع أدب غيرنا من الأمم الأخرى.
لأجل ذلك.. ذروني هذه المرة لنتدارس في تحليل مقطوعتين أو لنقول قصيدتين.
فلكل منهما صيتٌ، ولكل ناظم لإحدى القصيدتين مكانته.
ولنا في مقطوعة " Le lac "و " Alphonse de Lamartine" و" بركة المتوكل " والشاعر العربي/ "أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي"، المشهور بـ" البحتري".
وما أوجه الشبه والاختلاف بين القصيدتين، والمقارنة بين الشاعرين.
ربما بهذا نكون قد نصل بأدبنا إلى روائع الأدب العالمي.
انتظروني.










 


رد مع اقتباس
قديم 2019-03-22, 08:52   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي




ولأبدأ وإياكم بالأول:
تعرّف " ألفونس دو لامارتين Alphonse de Lamartine"وهو يتمشى على شاطئ بحيرة "بورجيه Bourget" على سيدة تدعى: "جولي شارل Julie Charles " قد أتعبها مرض السلّ الذي لازمها لسنين. فما كان منها إلاّ أحبته
وما كان من " لامارتين " إلاّ وبادلها هو الحب، وقد شغفته حبًّا، عندما كان يتنزه وإيّاها على ضفافِ تلك البحيرة.
ولكنهما اتفقا على أن يكونَ الحب حباًّ روحيًّا ساميًّا عن الرغبات الجسدية.
وبعد فترة الاستجمام التي قضاها " لا مارتين " على ضفاف البحيرة، طلبت منه " جولي " إن هي ماتت قبل أن تراهُ في العام القادم، أن يرثيها بقصيدة من أشعاره.
وماتت " جولي " قبل أن يراها " لامارتين ".
في العام التالي
أوفى " لامارتين " بطلبها عندما خلّد اسمها بعد أن رمز لقصيدته بـ
" ELVIRE الفير"
في الراوية التي كتبها باسم" روفائيل
وفي تلك الرواية تخيّل صديقاً له اسمه " روفائيل" بدلاً أن يذكرَ أنه هو المعني بهذا الاسم، كما أطلق اسم" الفيرا" على" جولي شارل" حتى لا يعلم زوجها بعلاقة الحب التي جمعتهما
بل أنّ " لامارتين " سمى ابنته على اسم" جولي شارل".تخليدًا لذكرى الحبيبة .
وفي الرواية يذكر" لامارتين " أن صديقَهُ الخيالي مات وترك مخطوطاً، ذكر فيه كيفيّة تعرّف على "الفيرا "، وكيف قام بإنقاذها من الغرق، ووقوعه في حبها.
. يصف فيها " لامارتين "الصراع بين الرغبات الجسدية والوصال، و طهارة النفس التي تتسامى على تلك الرغبات
في هذه القصيدة المعروفة بـ " البحيرة
"Le lac "
وإليكم إياها وهي بلغة
" فولتير"

Le lac
Ainsi, toujours poussés vers de nouveaux rivages,
Dans la nuit éternelle emportés sans retour,
Ne pourrons-nous jamais sur l'océan des âges
Jeter l'ancre un seul jour ?

lac ! l'année à peine a fini sa carrière,
Et près des flots chéris qu'elle devait revoir,
Regarde ! je viens seul m'asseoir sur cette pierre
Où tu la vis s'asseoir !

Tu mugissais ainsi sous ces roches profondes,
Ainsi tu te brisais sur leurs flancs déchirés,
Ainsi le vent jetait l'écume de tes ondes
Sur ses pieds adorés.

Un soir, t'en souvient-il ? nous voguions en silence ;
On n'entendait au loin, sur l'onde et sous les cieux,
Que le bruit des rameurs qui frappaient en cadence
Tes flots harmonieux.

Tout à coup des accents inconnus à la terre
Du rivage charmé frappèrent les échos ;
Le flot fut attentif, et la voix qui m'est chère
Laissa tomber ces mots :

temps ! suspends ton vol, et vous, heures propices !
Suspendez votre cours :
Laissez-nous savourer les rapides délices
Des plus beaux de nos jours !

Assez de malheureux ici-bas vous implorent,
Coulez, coulez pour eux ;
Prenez avec leurs jours les soins qui les dévorent ;
Oubliez les heureux.

Mais je demande en vain quelques moments encore,
Le temps m'échappe et fuit ;
Je dis à cette nuit : Sois plus lente ; et l'aurore
Va dissiper la nuit.

Aimons donc, aimons donc ! de l'heure fugitive,
Hâtons-nous, jouissons !
L'homme n'a point de port, le temps n'a point de rive ;
Il coule, et nous passons ! "

Temps jaloux, se peut-il que ces moments d'ivresse,
Où l'amour à longs flots nous verse le bonheur,
S'envolent loin de nous de la même vitesse
Que les jours de malheur ?

Eh quoi ! n'en pourrons-nous fixer au moins la trace ?
Quoi ! passés pour jamais ! quoi ! tout entiers perdus !
Ce temps qui les donna, ce temps qui les efface,
Ne nous les rendra plus !

ternité, néant, passé, sombres abîmes,
Que faites-vous des jours que vous engloutissez ?
Parlez : nous rendrez-vous ces extases sublimes
Que vous nous ravissez ?

lac ! rochers muets ! grottes ! forêt obscure !
Vous, que le temps épargne ou qu'il peut rajeunir,
Gardez de cette nuit, gardez, belle nature,
Au moins le souvenir !

Qu'il soit dans ton repos, qu'il soit dans tes orages,
Beau lac, et dans l'aspect de tes riants coteaux,
Et dans ces noirs sapins, et dans ces rocs sauvages
Qui pendent sur tes eaux.

Qu'il soit dans le zéphyr qui frémit et qui passe,
Dans les bruits de tes bords par tes bords répétés,
Dans l'astre au front d'argent qui blanchit ta surface
De ses molles clartés.

Que le vent qui gémit, le roseau qui soupire,
Que les parfums légers de ton air embaumé,
Que tout ce qu'on entend, l'on voit ou l'on respire,
Tout dise : Ils ont aimé !

في انتظار ترجمتها، وإعادة صياغتها بلغتنا الجميلة لغة الضاد.
آمل أن تبقى الامور في إطارها الادبي، دون التفسيرات الاخرى.
فكما يقال:
"ناقل الكفر ليس بكافر "










رد مع اقتباس
قديم 2019-03-22, 09:00   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي




القصيدة.
مع إعادة صياغتها بأسلوب عربيتنا الجميلة، وفضّلتُ الابتعاد عن الترجمة الحرفية إلى ترجمة ما يراد بالتعابير من المعاني، وهي أقرب ما يريد قوله " لامارتين"، كما أنني أبتعدتُ عن الزخرفة، كما أراد بعض أدباء العرب تطويع قصيدة " البحيرة " إلى فنون الشعر العرب، ففقدت قوة تعابيرها ومعانيها


" البحيرة "


و تُلقي بنا (الأيام ) دومًا نحو شطآن جديدة
وفي الليل الأزلي تأخذنا بدون رجعةٍ
فعلى عباب أوقيانوس الدهور ، أ فلا نستطيع أن
نلقي المرساة ، ولو ليوم؟

ألا يا بحيرة! ها هو العام قد ولّى،
وقُرب الأمواج الحبيبة ، والتي كانت من جديد سَتَراها،
انظري! ها أنا اليوم جئتُ وحيدًا، لأجلسَ على صخرةٍ،
طالما رأيتِها جالسةً فوقها!

كنتِ تهدرين ، هكذا تحت هَذِه الصخور الغائرة
هكذا كنتِ تتحطّمين على جوانبها الممزّقة؛
هكذا كانت الريح تلقي بزبد أمواجكِ
على ساقيها المعبودتين.

ألاَ تذكرين ؟ أن ذات مساءٍ كان قاربُنا يسير في صمتٍ؛
ولم يكن يصلنا من بعيد، فوق الموجِ ، وتحت السماوات،
غير ضجّة المجاذيف
وهي تضرب بإيقاع أمواجكِ المنسجمة

وفجأةً، فإذا بنبراتٍ ليس للأرض بها عهدٌ ،
يردد أصداءها الشاطئ المفتون ،
ويُرْعِيها الموجُ سَمْعَه،
فيردد الصوت الحبيب إلى نفسي هذه الكلمات

"أيا دهرٌ، رويدك! وأنتِ ، أيّتها الساعات الهنيئة .. أوقِفي دقاتك !
و لنستمتعَ بملذات الحياةِ ، سريعة الزوال
التي تتيحها لنا أجمل أيامنا.

إن كثيرًا من البؤساءِ في هذه الأرض يستجدونك:
تدفّقي، تدفّقي لهم..
خذي مع أيّامهم مآسيهم ، التي باتت تنهشهم؛
وأنْسِي السعداء.

لكن، عبثًا أسألك، أيها الزمن المزيد
فالوقت يفلت منّي، ويفرّ؛
سأقول لهذا الليل : تمهّل ! فالفجر لا محالة
سيبدّد الظلام.

"فِلنعشق إذاً! فلِنعشق! ولنتعجل ، وبالسّاعة الهاربة لِننعم!
ليس للإنسان مرفأ، ولا للزّمان ساحل؛
فالزمان ماض ٍ، ونحن معه ماضون !"

ألا أيّها الدهر الحاسد، هل لساعاتِ النشوة،
عندما يسقينا الحب السعادة بدون حساب،
أن تطير بعيداً عنا، بسرعة
أيّام الشّقاء؟

إيهٍ إذن! هل لنا، على الأقلّ، تخليد أثرها؟
لماذا انقضت إلى الأبد،
لماذا ضاعت كلّ تلك الساعات؟
هذا الدهر الّذي أوجدها، هذا الدّهر الذي محاها،
أ فلا يعيدها لنا من جديد..؟

أيها الخلود، أيها العدم، أيها الماضي، أيتها الهوّة السحيقة،
ماذا تراكم فاعلون ، بالأيّام التي قد ابتلعتُم؟
ألا تنطقون ؟!.. هل ستعيدون
لنا تلك النّشَوَات السامية
الّتي قد خطفتم؟

يا بحيرة! أيّتها الصّخور الصمّاء!
أيّتها الكهوف!..و أيّتها الغابات الحالكات!
أنتنّ يا من يحافظ عليكنّ الزمان، أو يا من قد يعيد لكنّ الشباب،
احفظن من هذه اللّيلة ، وأنتِ أيّتهاالطبيعة الغنّاء،
على الأقلّ، أحفظي الذكرى!

لِتكن في سكونكِ، لِتكن في
عواصفكِ،
أيّتها البحيرة الجميلة ! وفي منظر تِلالكِ الضاحكة،
وفي صنوبركِ الدَّجِيّ، وفي صخركِ المتوحّش،
وهُم في تدلٍّ فوق مياهكِ!

لِتكن في نسماتكِ ، التي تهب مرتعشةً..
في أصداء ضفافكِ... بضفافكِ المكرّرة،
في النّجم ذي الجبين الفضّي يضيءُ سطحكِ
بأنوارهِ المسترخية!

ولِتقُولِ الريح التي تنتحب ، والقصب الذي يتنهد ،
وعبق ريحكِ العطر، اللّطيف،
وليقول كلّ ما نسمع، ونرى،ونستنشق،
ليقول كلّ شيء: " إنّهما قد تَحابا !"









رد مع اقتباس
قديم 2019-03-22, 09:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي


أما الآن فجاء دور قصيدة / " بركة المتوكل ". ..
البِدارَ! البِدارَ! ..
إلى قراءة هذه الخريدة للبحترى
ينشد البحتري ويقول وهو يصف
:
بركة المتوكل
يا مَن رأى البركة الحسناء رؤيتها **والآنســات إذا لاحت مغانيها
بــحسبها أنها في فضل رتبتها ** تــعد واحدة والبـحر ثانيها
ما بال دجلة كالغيرى تنافسها ** في الحسن طورا وأطوارا تباهيها
تنصب فيها وفود الماء معجلة ** كالخيل خارجة من حبل مجريها
كأنما الفضة البيضاء سائــلة ** من السبائك تجري في مجاريها
إذا علتها الصبا أبدت لها حبكا ** مثل الجواشن مصقولا حواشيها
فحاجب الشمس أحيانا يضاحكها ** وريق الغيث أحيانا يباكيهــا
إذا النجوم تراءت في جوانبها ** ليلا حسبت سماء ركبت فــيها
لا يـــبلغ السمك المحصور غايتها ** لبعد ما بين قاصيها ودانيها
يعمن فيها بأوساط مجنحــــة ** كالطير تنقض في جو خوافيها
لهن صحن رحيب في أسافلها ** إذا انحططن وبهوٌ في أعاليهــا
صور إلى صورة الدلفين يؤنسها ** منه انزواء بعينيه يوازيهــــا
محفوفة برياض لا تزال ترى ** ريش الطواويس تحكيه ويحكيهـــا
ودكتين كمثل الشعريين، غدت ** إحداهما بإزا الأخرى تساميهــــا
إذا مساعي أمير المؤمنين بدت** للواصفين فلا وصـــــف يدانيها.

فلنقرأها بتأنٍّ و تؤدةٍ
وإلى اللقاء في التحليل والمقارنة.











رد مع اقتباس
قديم 2020-06-02, 23:07   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
genova
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة

أما الآن فجاء دور قصيدة / " بركة المتوكل ". ..
البِدارَ! البِدارَ! ..
إلى قراءة هذه الخريدة للبحترى
ينشد البحتري ويقول وهو يصف
:
بركة المتوكل
يا مَن رأى البركة الحسناء رؤيتها **والآنســات إذا لاحت مغانيها
بــحسبها أنها في فضل رتبتها ** تــعد واحدة والبـحر ثانيها
ما بال دجلة كالغيرى تنافسها ** في الحسن طورا وأطوارا تباهيها
تنصب فيها وفود الماء معجلة ** كالخيل خارجة من حبل مجريها
كأنما الفضة البيضاء سائــلة ** من السبائك تجري في مجاريها
إذا علتها الصبا أبدت لها حبكا ** مثل الجواشن مصقولا حواشيها
فحاجب الشمس أحيانا يضاحكها ** وريق الغيث أحيانا يباكيهــا
إذا النجوم تراءت في جوانبها ** ليلا حسبت سماء ركبت فــيها
لا يـــبلغ السمك المحصور غايتها ** لبعد ما بين قاصيها ودانيها
يعمن فيها بأوساط مجنحــــة ** كالطير تنقض في جو خوافيها
لهن صحن رحيب في أسافلها ** إذا انحططن وبهوٌ في أعاليهــا
صور إلى صورة الدلفين يؤنسها ** منه انزواء بعينيه يوازيهــــا
محفوفة برياض لا تزال ترى ** ريش الطواويس تحكيه ويحكيهـــا
ودكتين كمثل الشعريين، غدت ** إحداهما بإزا الأخرى تساميهــــا
إذا مساعي أمير المؤمنين بدت** للواصفين فلا وصـــــف يدانيها.

فلنقرأها بتأنٍّ و تؤدةٍ
وإلى اللقاء في التحليل والمقارنة.


نظرات نقدية اكادمية تدخل في اطار الادب الوصفي اوتاريخ ادب اوحتى في سياق الدراسات المقارنة
مشكور ياسيدي قسورة
لقد احسنت الاختيار
فالاديب الاول احد اقطاب الرومنسية الغربية واما الثاني فاحد ادباء البديع في عصر القوة والازدار ولكل منهما الصدى الواسع في الادبين الاوروبي والعربي على حد سواء
اخوك احسن
تحياتي









رد مع اقتباس
قديم 2019-03-22, 08:59   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فاصلة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فاصلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع أنا في انتظار المزيد










رد مع اقتباس
قديم 2019-03-22, 17:00   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاصلة مشاهدة المشاركة
شكرا جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع أنا في انتظار المزيد




فاضلة/ أيتها المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أزدان متصفحي وقد بدأتِه أنتِ
وجميلٌ أن تشكرني محترمة مثلكِ، والأجمل أن مقالي وجد بعض القبول منكِ
يسرني متابعتكِ لما أكتبُ أخط.
وبحول الله سآتي على ما بقيَ من هذه الدراسة والنقد والتحليل.
تحياتي











رد مع اقتباس
قديم 2019-03-22, 19:37   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي




أحبتي و خلّاني
بعد أن اطلعنا و قرأنا القصيدتين ..
من اللازم علينا أن نقارن بين هاتينِ الرائعتينِ .. فماذا نجد يا ترى؟
ولنا في قصيدة البحتري هذه.
فهي شاهدة على ازدهار حضارة الأمة العربية في عصرٍ من العصور، وتأثرها بمظاهر المدنيّة والترفِ، حيثُ تدور فكرة القصيدة حول وصف بركة المتوكل في مختلف ظواهرها..
فتلك البركة عند البحتري ليس مجرد منظر بحيرةٍ أو وادٍ واسعٍ تغمره المياه، بل أن البركة تموج بفعل الحركة.
فذكره للماء الذي لم ينظر إلى طعمه وإحساسه به بقدر ما نظر إلى حركة اندفاعه.
فهو له تموّجات متقاطعة مندفعة كالخيل في الغابة آتية من كل صوبٍ.
تركت فيها طرق كأنها الدرع متموج الحواشي.
كما تطرق البحتري إلى الهواء الذي وجده نسيمًا عليلاً يهب من ناحية الشرق مداعبًا للماء تاركًا فيه تفويفًا وحبكًا.
كما أنه ذكر منظر الأسماك التي تخيلها طيورًا سابحة تنشر زعانفها ،كأنها كواسر وجوارح منقضة على فريستها.
ثم تفنن في تبيان الألق واللمعان بذكره للنجوم التي تتراءى في البركة ليلاً ليظنها المشاهد ـــــ لصفاء صفحتها ــــــ سماء قد حفلت و ازدانت بالنجوم.
ولم يتوقف البحتري عند هذا الحد من الالق و اللمعان بل أشار إلى عناصر أخرى تمثلت في الشمس والفضة والذهب وهو أمر جدير بالاهتمام.
ولكنّ البحتري قد بالغ في وصفه لكبر وسعة هذه البركة حتى جعلها أعظم من البحر.
فأين هي البركة التي كانت من الكبر و السعة وعلو المنزلة حتى تعد أعلى من البحر مكانةً وأعظم سعة؟ حيث يكون البحر ثانيها.
ولكن قصيدة البحتري هذه وثيقة الصلة بالبيئة، فشِعر البحتري هنا يعكس مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية والحضارية، ويكشف عما كان يعيش فيه الخلفاء العباسيون من مظاهر الترف والنعمة، ويكشف لنا كذلك المستوى الفني والحضاري الذي وصل إليه فن العمارة والعمران في ذلك العصر.
فهذه القصيدة تناولت بركة صناعية.
ولو تمعنّا النظر في الصور والأخيلة التي أتى بها البحتري لوجدنا أن خيال الشاعر مصنوعاً أو متصنّعًا، يقوم على الأشكال الحسيّة معتمدًا في ذلك على التشبيه والاستعارة والبديع فالشاعر اعتمد صور حسية جسد فيها اللون، والصوت والحركة، تجعل القارئ يضطرب بين الوهم والحقيقة.
قد ذهب بعض النقاد إلى أن مثل هذا الاتجاه الذي يعتمد على طرق التشبيه وصور الاستعارة في إحداث الخيال هو أحسن وسيلة لوصف الطبيعة وصفا أدبيًّا، لأنه يقوم على إدراك جمال الأشياء في ذاتها
وإذا تأملنا في الأسلوب
نجدُ أن أسلوب البحتري يمتاز في هذه القصيدة بالوضوح وإشراقة الديباجة، وحسن السبك، فقد غلبت عليه الجمل الخبرية التقريرية.
لكننا لو تمعنا في كلمة (الجواشن) لوجدناها ثقيلة مستكرهة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نمرّ الآن إلى "بحيرة لامارتين".
نجد أن " لامارتين" من الشعراء المبدعين القلائل الذين تميّزوا بتعدّد المواهب، فهو كاتب وشاعر وخطيب ومناضل ضد الظلم، مدافع عن حريات الفكر قولا وعملاً. وكان للشرق نصيبٌ وافرٌ من تفكيرهِ، حيث كان شغوفاً بالشرق.
تجول في البلدان الواقعة حول حوض البحر المتوسط، الذي كان يقول عنه :إنه (البحيرة الإنسانية) ويعدّه موطن المدنيات والثقافات.
ولعلّ أعمق تجربة أثرت في نفسية الشاعر سيدةٌ تُدعى "جولي شارل" وهي المرأة التي نسج حولها قصيدة "البحيرة "الذّائعة الصّيت.
تعرّف لامارتين على "جولي" فأحبها، وبادلته هي الحب، وأقسم كلٌّ منهما للآخر معاهداً على الوفاء والإِخلاص، وأن يكون حبهما طاهراً نقيّاً لا مكان فيه لنزوة أو رغبة جسدية، وأن يظل حباً سامياً يرتفع عن رغبة الجسد، ويرتقي إلى مصاف الروح الخالصة إذ نجد " لامارتين " يخاطب البحيرة فيقول : "ذات مساء ألا تذكرين - كنا نسبح في زورقنا صامتين - لم نسمع في الأفق البعيد - فوق الموج وتحت السموات - سوى صوت المجدافين يضربان بانتظام - أمواجك الرخيمة - وفجأة رددت نبرات مجهولة من الأرض - أصداء الشاطئ المسحور- فتنبه الموج - وباح صوت الحبيب إليّ بهذه الكلمات - أوقف طيرانك أيها الزمان - وأنت أيتها الساعات السعيدة - أوقفي جريانك - دعينا نتذوق ملاذ أجمل أيامنا السريعة - لكن عبثاً أطلب بضع لحظات زائدة - الزمان يهرب مني ويوّلي - وأقول لهذه الليلة - أبطئي - ولسوف يبدد الفجر ظلمة الليل".
أحس "لاماريتن" بألم بالغ عندما وجد حبه يتحطم، فعمل على استرداد إيمانه وهدوء نفسه وطمأنينها، ومن خلال الألم والرغبة استوحى هذه التأملات التي تبوح بالذكريات والندم اليأس والأمل والزمان الذي ولّى، والقلق أمام القدر، والخوف من الموت والتطلع إلى الخلود.
ماتت "جولي " واسم "لامارتين" على شفتيها، لفظته مع أنفاسها الأخيرة، وهي تقبّل صليباً صغيراً، أوصت بأن يرسل عقب وفاتها إلى الشاعر الذي أحبته. فكان موضوعاً لقصيدة جديدة من قصائده الخالدة.
استعمل " لامارتين " مفردات و تعبير لها من الجزالة الشيء الكثير ، و لكنه ادخل مفردات على القصيدة جاءت و كأنها نابية ، و ثقيلة مثل : " Jeter l'ancre" لأنه زورق يُربط حين يرسو ، و ليس باخرة .. و كذلك .. zéphyr
إلى اللقاء في مداخلة أخرى









رد مع اقتباس
قديم 2019-03-22, 21:08   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي




و للمقارنة بين "بركة المتوكل" للبحتري، و" البحيرة " للامارتين ، نستنتج ما يلي:
أن البحتري أنشد شعره تحت تأثير التكسب والرغبة في المدح، ولم يكن اتجاهه نحو الوصف اتجاهًا أساسيًّا فقد جاء استثنائيًّا للقصيدة لأنه يتّصل بالممدوح وهو الخليفة المتوكل.
أما "لامارتين" فإن الوقائع التي ساقها في شعرهِ تومئُ إلى الظروف والأحداث التي هاجت انفعاله، وأثارت عواطفه وجعلته يعاني التجربة، فهو يتجه إلى وصف المشاهد التي صاحبت تجربته.
اتجه البحتري إلى الوصف الحسي وذلك الاعجاب بجمال البركة ليبرز عظمتها، فهي عنده "الأولى والبحر ثانيها"
في حين أن "لامارتين" امتلأ فؤاده بحب "جولي" التي التقى بها على ضفاف البحيرة وعقد الحب بين قلبيهما، ثم لجأ إلى هذا المكان ثانية وحيدًا واقفًا على أطلال الصخور والماء والأشجار التي شهدت مولد هذا الحب العظيم فثارت ذكرياته مسجلة انفعالاته نحو المحبوبة منطلقاً بالمناجاة إلى دائرة المحسوسات الخارجية ، ثم إلى الكون، فإلى هذا القدر الذي لعب بمصيره.
كان إدراك البحتري موضوعيًّا فقد تجرد فيه للتصوير الفني المحض البعيد عن العواطف الذاتية، في حين يتضح لنا أن إدراك "لامارتين " لمشاهد البحيرة إدراك ذاتي الموحي بمرارة الذكرى وخيبة الأمل.
يختلف وصف " لامارتين " عن وصف البحتري في أننا نحسّ في شعره عمق العاطفة وسموها وصدقها.
و"لامارتين " في قصيدته هذه يبلغ الذروة في تصوير عواطفه التي نظمها عندما عاد إلى البحيرة وحيدًا ذات مساء.
جعل البحتري شعره غاية لكسب المال مراعيًّا في ذلك الجانب الفني فالوصف عنده مقصود لذاته، فقد دقق في تصوير تلك البركة، ولِم لا وهو صاحب صناعة قوية، وأنه يحتل مقامًا ساميًّا يميل إلى طبع ذواق محتفظًا بجمال اللفظ والديباجة العربية . بينما جعل " لامارتين " شعره وسيلة يصور بها عاطفته أكثر من تصويره للبحيرة، وهو بهذا المنحى يفوق البحتري بعمق العاطفة وجحيم التجربة التي تصدرت تجربته فهي تمر بالألم والانفعال وتنضح بالحسرة والأسى من قلب جريح يذوب في عبارات تشهد بلوعةٍ قلّ نظيرها، والوصف عنده غير مقصود لذاته . و إنما يخرج من عاطفة جياشة.
هذا ما أردتُ قوله وتبيانه
عن شاعرين كبيرين " البحتري ولامارتين"
فلكلّ منهما شخصيته وعبقريته وظروفه الخاصة.
جاء شعرهما مختلفًا على الرغم من تقارب الموضوع، والطريقة والمنهج في التأليف والتأثير بالانفعال والخيال في نفسية المتلقي.
تحياتي









آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-06-24 في 14:19.
رد مع اقتباس
قديم 2019-06-12, 16:53   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أخي و زميلي المبدع والمميّز إبراهيم ... جميلة وممتعة جدا صفحتكم هذه
أجدني أقرأ وأعيد ... واسمح لي بكلمة مختصرة أو كليمات بسيطة هنا في هذا المقام الذي لا نرقى لمستواه وفهمه ...

أولا في إعتقادي المتواضع أنه لا مجال أيا كان في التقارب أو المقاربة بين الأعمال الأدبية على ضفتي الشاطئ
فإن كانت المقارنة أو المقاربة على الضفة الواحدة فهي، أوفى وأميز وأقرب لأن تكون دراسة وفهما وتوضيحا صحيحا وحقيقيا
هذا أولا ...
وثانيا لعل قصيدة البحترى فيها ما فيها من الإستحضار للملكة اللّغوية العربية، فهو في كل أبياتها يأتي بوصف جديد ومشهد فريد
بينما صاحب "البحيرة" في الشاطئ الآخر، أراه وأسمعه يفتقد لتلك البراعة والملكة اللّغوية حتى وإن كانت بلغته وبمفرداتها ...
وهذا جانب مهم في تسليط الضوء على أي عمل أدبي ...
أشكرك على هاته البراعة والإبداع دمت وفيا ...
تقديري لشخصكم









رد مع اقتباس
قديم 2019-06-24, 16:03   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاهر القلب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
أخي و زميلي المبدع والمميّز إبراهيم ... جميلة وممتعة جدا صفحتكم هذه
أجدني أقرأ وأعيد ... واسمح لي بكلمة مختصرة أو كليمات بسيطة هنا في هذا المقام الذي لا نرقى لمستواه وفهمه ...

أولا في إعتقادي المتواضع أنه لا مجال أيا كان في التقارب أو المقاربة بين الأعمال الأدبية على ضفتي الشاطئ
فإن كانت المقارنة أو المقاربة على الضفة الواحدة فهي، أوفى وأميز وأقرب لأن تكون دراسة وفهما وتوضيحا صحيحا وحقيقيا
هذا أولا ...
وثانيا لعل قصيدة البحترى فيها ما فيها من الإستحضار للملكة اللّغوية العربية، فهو في كل أبياتها يأتي بوصف جديد ومشهد فريد
بينما صاحب "البحيرة" في الشاطئ الآخر، أراه وأسمعه يفتقد لتلك البراعة والملكة اللّغوية حتى وإن كانت بلغته وبمفرداتها ...
وهذا جانب مهم في تسليط الضوء على أي عمل أدبي ...
أشكرك على هاته البراعة والإبداع دمت وفيا ...
تقديري لشخصكم
طاهر القلب/ أخي، أيها الكبير قدرًا، ومراقب المنتدى المبجل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ومرحبًا بك في متصفحي المتواضع هذا.
وبادئ ذي بدءٍ
أشكرك على تثبيتك لتحليلي هذا.
كما أنه سرّني قراءتك بنظرة ثاقبة لما رشمته بالكلام عن هذين الشاعرين وعملهما الادبي.
وأصارحك القول، فما أحوجني إلى أمثالك لأتحاور معهم بحوار رفيعٍ ليخرج كل واحدٍ منّا بفائدة جمة.
ولا يتأتّى هذا إلاّ باختلاف الرؤى يا فاضل.
ثم أنه فليس هناك ما يعيب إن لم توافقني، أو لا أوفقك فيما أتيتَ به.
ثم أنه، إن التصادم في الآراء لشيمة العقلاء، والنقاش فيها لسيمة الحكماء، وأحسبك ـــ والله حسيبك، ولا أزكي على الله أحدًا ـــ عاقلاً وحكيمًا.
والذي أنتظره من الكبير قدرًا أن يعطيني الضوء الأخضر، لَربما نكون كأولئك الذي دأبهم وديدنهم العلم والفكر، وهم في جعبتهم فكرهم: نختلف لنأتلف، ثم نلتقي وبالعلم نرتقي.
فإنني لفي انتظار يا فاضل.
دمتَ كما تريد أن تكون.
تحياتي









رد مع اقتباس
قديم 2019-07-01, 13:02   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي على
أولا اخاف على نفسي في هذا العمق الأدبي السحيق ...
فأنتم أهل لخوض غماره وترويض أمواجه
بل أجدك هنا تقارب الذي لا يمكن أن يقارب
إلا مع من له باع طويل في هذا الأدب وذاك الأدب ...
فلك كل الأضواء الخضراء
وعلى بركة الله
متابع لمقارباتك الأدبية









رد مع اقتباس
قديم 2019-07-03, 19:07   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

طاهر القلب/ أخي، أيها المراقب المبجل.
ولكَ منَ السلامِ أجملهُ، ومنَ التحيّةِ أزكاها.
دعني أقول لأخي: إنّ تدارس العلم والادب مع مَن هم في ثقافة ودماثة أخلاق/ طاهر القلب لهي نعمة كبرى وكل طرفٍ يخرج غانماً منتصرا.
ثمّ ذرني يا أخي أقوم وإياك بتوطئة لأعمال هذين الشاعرين العملاقين.
أنّ أدب البِرك والبحيراتِ من المواضيع الأدبية الحساسة التي تُؤثّر على النص الرومانسي وتجعله يرقى إلى المستوى الحضاري بفضل الصور المختزنة في الوعي واللاوعي اللذان يهيجان الخواطر والعواطف، وقد يشبه ذلك النوع من الأدب الى حدّ بعيدٍ بما يُعرف بالوقوف والبكاء على الأطلال الذي براع فيه بعض شعراء العصر الجاهلي في أدبنا العربي.
لمقارنة العملين الأدبيين لكل من "البحتري" و "لامارتين" في قصيدتيهما،
علينا بالإطلاع على خصائص الأدب العربي والأدب الاروبي أرى أن هناك فوارق تجعل الدارس لذلك، لا يتأتّى له إلا إذا تذوق الفنيين كل فن على حدى، ثم محاولة استخراج التوافق أو التباين بين كل عملٍ أدبيٍّ.
لانّ أدب المقارنات بين مستويات الشعر لدى الامم يأخذ بعين الاعتبار الحقبات التاريخية التي قيل فيها، كما أن الادب يتأثّر بأحداث عصره وتغيراته.
وتلاقح آداب الأمم و حتى تداخل اللغات.
كل هذا ما يرشح أدبًا ما للوصول الى عالميته، وتجاوز حدود قوميته، وهذا هو الادب الناجح.
وقد سجل العرب في هذا الشأن ميزة واضحة في زمن الاندلس حيث تأثر شعراء أوروبا تأثرًا جليًّا بزجل الاندلسيين وموشحاتهم في الأسلوب، وفي طريقة النظم وكذا المضمون الذي كان غالبًا في وجدانيات الغزل والنسيب خاصة.
وإذا انتقلنا بالكلام والتحليل عن الشاعرين، فإننا نجد أن:
البحتري كان يصف شيئًا معاينًا؛ تحسب له براعة التصوير والتشبيه، وقوة الخيال في ذلك، وحسن ودقة انتقاء المفردات والمعاني.
بينما "لامارتين" كان في شعرٍ وجدانيٍّ عذب، يتعمق في تصوير دواخله ومحاولة توجيه إلهامه نحو ما يعرف بشعر الحكمة، في قالب رثائي، أو ما عُرف في بيئة العرب بالبكاء على الاطلال فجمع بين سعادة الذكريات التي تصنعها خوالج لحظات التفكير، وعكستها روح الشعر وتجعل المتلقي يتذوقها، بين حزن العودة، الى واقع الفقدان .
ثم بالنسبة لـ " لامارتين " الذي عاش في القرن التاسع عشر، أي بعد نهضة أوروبا وبروز معالم المدنية فيها، كان لحياته الريفية في قلب الطبيعة العذراء دورٌ واضحٌ في صقل أحاسيسه وعذوبتها، وعمق معانيه
على عكس البحتري الذي يغلب عليه طابع البداوة، وقد تجلى ذلك في الفاظه.
فهو رغم تجديده للمعاني يبقى تأثره بمفردات البيئة العربية البدوية متجلّيا سواء في المفردات الخشنة نوعًا ما ــــ إن صح التعبيرـــ أو في الصور البيانية التي أستعملها، وقد برع فيها أيما براعة في الوصف الذي كان من فحول الشعر وفطاحل من الذين بناصية اللغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وربما لي عودة في ذلك
تحياتي أيها الأصيل.









رد مع اقتباس
قديم 2019-07-04, 13:38   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحليل دقيق وقد أحسنت إذا عرجت على البيئة ودورها في صاحبي القصيدتين
وإنها للبداية لمعرفة أثر الكاتب أو الشاعر في شعره ...
ثم البيئة وحدها لا تصنع ذلك في الشاعر إن لم تمازجها أدوات أخرى مثل الثراء اللّغوي
الذي حدثتك قبلا، والذي تميزت به اللّغة العربية عن أقرانها من الّلغات العالمية ...
ثم كذلك عمق المشاعر والوجدانيات في نفسية كل منها ...
وأظنها كملح الطعام تعطى العمل الأدبي ميزته الخاصة بعيدا عن الجانب المادي الملموس
أمر آخر ربما له ما له هنا في هاته الدراسة
وهو الترجمة التي تفقد العمل الأدبي بعض خصائصه الجمالية ...
أشكر لك هذه الهمّة والقمّة والقامة التي تمتازون بها ...
تقديري الخالص لشخصكم









رد مع اقتباس
قديم 2019-07-05, 10:32   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي

وعليكم السلام رحمة الله وبركاته.
طاهر القلب/ أخي يا أصيل.
إنّ ما قلتَ، فقد كُفَتَ وشُفيتَ، إذ وفّيتَ.
وهذا هو تدارس ومدارسة الادب أيها الاديب.
دعنا نتدارس هكذا لنرفع من منتدانا هذا حتى يصيرَ بإذن الله مدرسة ومنارة علم وأدب.
ولنتعمّق أكثر في مكانة الشاعرين.
ولو يسمح الفاضل لنؤخر ونؤجل مسألة الترجمة حتى يحين وقتها، بيد أني مع ما قلتَ: أنها " تفقد العمل الأدبي بعض خصائصه الجمالية ".
ولنعود إلى دراسة وتحليل مكانة الرجلين أكثر ما ما كان يحيط بهما.
فالبحتري عاصر كل من المتنبي، وأبو تمام، وكان لأبي تمام الأثر الأكبر في شعره؛ كون هذا الأخير هو من أرشده وصان موهبته.
فأغلب قصائد البحتري كانت مدحا، وقد كان مصورا بارعًا بحق.
وبلغ قمة الإبداع في الوصف في كلّ من قصيدة:
ـــــ " ايوان كسرى " التي مطلعها:
صنتُ نفسي عما يدنس نفسي ** وترفَّعتُ عن جدا كل جبسِ
إلى أن يقول:
وإذا مارأيت صورة أَنطا ** كيةَ ارتعتَ بين رومٍ وفرسِ
والمنايا مواثلٌ وأَنوشِر ** وانَ يزجى الصفوف تحت الدرفسِ
ــــ وكذلك قصيدة الربيع
التي مطلعها:
أكان الصّبا إلاّ خيالاً مسلِّمًا، ** أقام كرجعِ الطرف، ثم تصرّما
إلى أن يقول ــ وبذلك اشتهرت:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً **منَ الحسن حتى كاد أن يتَكلّمَا.
يبدو البحتري في قصيدته " بركة المتوكل " هذه متأثّرًا بالصبغة الخارجية للحضارة الإسلامية الجديدة، ويظهر أنه قلّد بعض المعاني القديمة لفظًا مع تجديدها معنى و دلالة ، فكانت حبكة القصيدة مدهشة، أنارها بخياله المبدع، كما أنه أدخل على قصيدته طريقة لم يسبقه غيره إلى استعمالها، وهي اختيار التفاصيل الحسية لتأليف لوحة متناسقة يضيف لها أثرا عميقا بما يبثه فيها من حياة وحركة، وكأنك تستمع لموسيقى رائعة. مع تموجات تلك البركة
والبحتري طبع مذهبه في قصائده بما يشابه مذهب امرئ القيس، فهو يقوم على زخارف بديعية يأخذ بها في تذوق موسيقى ساحرة، تغمر جلّ شعره، كما يحسن اختيار الألفاظ والتراكيب التي لا يشوبها تعقيد، ولا غرابة، ولا خشونة. بل تجري مؤتلفة في عناصرها، وفي تسلسلها، موافقة للمعنى، تشتد في موقع الشدة، وتلين في موقع اللين، وهي من أرقى أنواع الموسيقى الشعرية.
أمّا "لامارتين" فإنّه ينتمي لطبقة النبلاء الفرنسيين، ربّته أمه على معنى أن يكون إنسانًا حقيقيًّا وطيبًا، فإنّ قصيدته " البحيرة " ذات الإتجاه الرومانسي بفلسفة يغلب عليها الجانب الصوفي التساؤلي، وكذلك أقرب ما تكون إلى الحب العذري، وهي مرتبطة بأحداث محددة، تتناول مسألة قلق الإنسان أمام القدر، وكذلك شوقه لسعادة وحب سمته الدوام والخلود ـــ في فلسفته طبعاً ـــ يتحدث فيها بلغةٍ صادقةٍ موغلة في الإنسانية.
وقصيدة "البحيرة" تظهر وكأنّ هناك رابطة بين "لامارتين" وأشعار "فرجيلVirgile" الروماني، و "هوراس Horace" اللاتيني، ونرى ذلك في قصائده مثل: "الانسان L'Homme" و" الخلودL'immortalité "و " ا لخريف L'automne " و" صرخة الروح Le cri de l'âme".
ولعله من نافلة القول أن المرء سيستنتج أن القصائد التصويرية الوصفية فلا يُعلى على البحتري، إلاّ أن " لامارتين" فاقهُ في التعبير عن الإحساس والشعور، فالأول أبدع في وصف الملموس المحسوس، والثاني أبدع في الوصف الوجداني ، وكلاهما اجتمعا في إضافة الموسيقى التصويرية لأشعارهما.
وما زال دارسة الشاعرين إن أراد الفاضل أخي / طاهر القلب.
زادك الله بسطةً في العلم والفهم.
تحياتي









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc