مالي أراك حـــــزينةً !!

[عمر عيسى محمد أحمد]

بسم الله الرحمن الرحيم




مالي أراك حـــــزينةً !!

مالي أراك حزينة ؟! .. وللحزن أهله وأنت في حل من الأحزان .. وكيف يحزن من تربى في كنف الجنان .. مولد الفجر كان في حضرة المعالي والسلطان .. قصر منيف وفيحاء وبستان .. وفجر المهد كان يحرسه ملك من الرحمن .. ملك يقبل الجبين كل حين ويمسك بأطراف البنان .. كنت طفلة عزيزة تتوسدي كفوف الحنان .. ونعمـة الزاد لك كانت رشفات من ثدي الغزلان .. وكانت تتغني لغفوتك عصافير المروج وهي ترنو فوق الأغصان .. وتنافسها في الغناء زمر البلابل والكروان .. وخطوات العمر في مسار حياتك تناغمت بعزة الجاه وقمة الإحسان .. وقد منعت عن ساحاتكم نوازل الردى ومكائد الشيطان .. نماءَ وصفاء وعفة تمثلت في كمال إنسان .. البسمة منكم ترياق يزيل الأسقام عن الأبدان .. والنظرة منكم إحياء للموتى ذوي الأكفان .. كيف تحزني وقد أزيلت حروف الأحزان من معاجمكم يا أهل البيان .. وكيف يليق بكم البكاء لتسري دموع في تلك الأجفان ؟.. وهي أجفان لا تعرف الدموع أبداً منذ مهد الأزمان ؟.. فتلك لحظة ظالمة تجمعكم مع الكادحين من عامة الرعيان .. وهي لحظة تشوه اللوحة الجميلة بقدر يعيب مهارة الفنان .. نقطة نشاز في بحر أغنية جميلة الألحان .. يا أيتها الحسناء أنت بعيدة عن ساحة الأحزان .. أنت لا تلتقي بأهل المهازل ولا تلامس أطرافك تلك الأدران .. ورياضك هي تلك الفيحاء وقد عرفت بالأمن والأمان .. وغيرك قد تعود أن يغوص في الهموم منذ المولد وحتى لحظة الأكفان .. فعلام تشتكي وعلام تلك اللوعة في الوجدان ؟؟ .. ثم نرتد أسفاً لنقول أن الحياة لا تخلو من النواقص في الميزان .. فقد يعشق الحزن سجاياكم فيطرق بابكم ليكون في جملة الولهان .. وتلك سواحل الكرام قد لا تخلو من الدخلاء والفرسان .. كما أن رياض الخير قد لا تخلو من الكروان والفئران .. ومن لا يعرف رائحة القطران لا ينتشي برائجة الزعفران .
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

[فاطمة شلف]

الله يبارك
بالتوفيق للجميع