|... (هــديـــر الـصـمــــت) .... قصة بقلمي ... | - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي

ممّا راقـــنـي هذا المنتدى خاصٌ بمنقولات الأعضاء مما يـنـتـقـونه من عذب الكلام.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

|... (هــديـــر الـصـمــــت) .... قصة بقلمي ... |

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-06-03, 15:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صابر 2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية صابر 2008
 

 

 
إحصائية العضو










New1 |... (هــديـــر الـصـمــــت) .... قصة بقلمي ... |

{هـــديـــــــر الصـمـــت }

[right] كان الظلام الدامس يسيطر على المشهد، و الحافلة تسير مسرعة باتجاه المدينة التي تقصدها، بها ركاب و مسافرون من مختلف المدن و المناطق،
من بينهم عامر، ... و الذي بدأ التعب يتسلل إليه، فتارة يتأمل الطريق من حوله وإن كان لا يرى منها إلا يسير اليسير، و تارة أخرى تجده يغلق عينيه
المتعبتين أساسا عله يغفو وينام قليلا، لكن النوم كان يجافيه، فهو يتحرق شوقا و يعد الثواني لا الدقائق في سبيل الوصول و رؤية الأهل و خاصة والدته
التي لم يرها منذ سبعة أشهر كاملة، و بينما هو في مرحلة ما بين الصحو والنوم، بين الحقيقة وأحلام اليقظة، اهتزت الحافلة اهتزازا شديدا، ارتطم رأسه بالنافذة،
فقد وعيه ... وكل هذا لم يستغرق إلا أجزاء من الثانية.

الصحف التي بدأت تباع صباحا افتقدت لخبر ما وقع، فهي طُبعت ونشرت قبل وقوع الحادث، مهلا: أيُّ حادث؟، ما وقع بالأمس في الحافلة التي كانت
تقل عامر، هذا الخبر لم يغب البتة عن وسائل الإعلام المحلية، إذ تناقلته القنوات التلفزيونية مع بزوغ فجر ذلك اليوم.

في منزل العائلة بأطراف المدينة كانت البنت الصغيرة ترفض تناول فطور الصباح كعادتها، فهي تفضل اللهو وتناول السكريات والحلويات على الأكل،
و كالعادة أيضا تداعبها عمتها و تتحايل عليها لتأكل قائلة لها: يجب أن تأكلي لتكبري، حتى إذا جاء عامر تفاجأ بك، وربما لم يعرفك، فسيجدك قد أصبحت
فتاة ولم تعودي مجرد طفلة صغيرة، ... بسرعة تغلفها لهفة الشوق إلى لقاء عامر تسرع الطفلة وتتناول فطورها الصباحي بنهم كبير، وصورة عامر
لا تفارقها أبدا ....

(يتبع- إن شاء الله)








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 18:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صابر 2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية صابر 2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخدت الطفلة الصغيرة (شجن) تتناول فطورها بسرعة كبيرة، تُتبع اللقمة أختها، كانت لا تفكر سوى بعامر، "سيراني كبيرة، سيتفاجأ بي، هل يعقل أنه لن يعرفني، اشتقت له كثيرا ..." و بينما هي مشغولة بخيالاتها وقد أنهت صحنها كله، كانت جدتها تنظر إليها باستغراب، وخاطبت ابنتها قائلة: منذ متى كانت تقبل على الأكل بهذه الطريقة، ترى مالسر؟ فورا أجابت الابنة (أخت عامر): السر باختصار "عامر"، هنا تنهدت أم عامر و الآهات تملأ صوتها، آخ بنيتي، وأين عامر، طال بعد الحبيب، و غلب الشوق قلوبنا، فمتى يكون للقاء نصيب.

في هذه الأثناء كان رجال الإطفاء يطوقون المكان، إنه حادث مروع، دماء تملأ المكان وحقائب مبعثرة، من بين الحطام لفت نظر الصحافية بسمة التي أتت لتغطية الحدث، دمية صغيرة و قد احترق وجهها، وكسر ذراعها، حملتها وقالت في نفسها: ترى من كانت هذه الدمية قاصدةً، وما حال حاملها الآن والمحمولة إليه، و جدت بداخل ملابس الدمية ورقة صغيرة مكتوب فيها (إلى غاليتي شجن، يأسرني الشوق إليك طفلتي الصغيرة).

كانت أم عامر جالسة في فناء المنزل تحت شجرة العنب التي تظلل الفناء وتعطيه رونقا جميلا، تلفحها أشعة الشمس الصيفية الحارة، تحمل قارورة الماء فتشرب منها مباشرة بين الفينة والأخرى، و كانت شجن ترمقها تارة، وتلهو وتجري في زوايا المنزل وفناءه تارة أخرى، أخت عامر واسمها (وردة) خاطبت أمها قائلة: الغداء جاهز أمي، أنتناوله الآن أم ننتظر حتى يأتي أخي سمير من عمله؟، أجابتها والدتها بأن الرأي رأي شجن، قالت شجن لا آكل حتى يأتي عامر، لقد طال غيابه، و بلفظتها هذه حركت أنهارا من الشوق في نفس الأم وابنتها وحتى المنزل لو كان له أين يتكلم.

دخل سمير المنزل، وكعادته يتحدث مسرعا: لقد تعبنا اليوم معاملات كثيرة هذا يطلب ورقة والآخر يستخرج ملفا، حتى في فصل الصيف لا ننعم بالراحة في العمل ... وردة هل الغداء جاهز، ترى ماذا حضرت لنا اليوم، بالمناسبة هل من خبر عن عامر، نسيت أن أسألكم هل سمعتما عن الحادث المروع الذي حدث في مدخل المدينة المجاورة لنا فجر اليوم؟

الأم: حادث، عن ماذا تتكلم أي بني؟
سمير: كل من في العمل كان يتحدث عنه، شغلي التلفاز يا وردة لنرى، شجن تعالي واجلسي بجانبي.
الأم: خيرا خيرا – إن شاء الله

كان الجميع مشدوها لشاشة التلفاز و المذيعة تتحدث عن الحادث المأساوي الذي خلف ضحايا كثر، و هناك جرحى في حالة حرجة ...

يرن هاتف سمير: نعم من المتكلم، .... ألست السيد سمير شقيق عامر، بلى أنا هو، أنا صديقه في العمل خالد، إني أتصل به ولكن هاتفه مغلق، لقد انشغلت عليه لما رأيت صور الحادث في التلفاز، هل وصل؟

تجمد سمير في مكانه لا يكاد يعرف بما يرد: مهلا خالد، ما به عامر ... لقد كان قادما في إجازة، ولم يرد إخباركم أراد أن يفاجئكم، ألم يصل .... ألو ألو سمير ....

سقط الهاتف من يد سمير، و الكل يحدق به، لم ينطق ببنت شفة

الأم: عامر ولدي ما به؟









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 18:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
صابر 2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية صابر 2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لحظة صمت مرعبة عمّت أرجاء المنزل ... بضع دقائق هي استغرقها سمير قبل أن يستجمع قواه ليحمل هاتفه و يلبس حذاءه مسرعا و يهم بالخروج من المنزل، و صوت أمه يلاحقه، أجبني سمير، ماذا حدث، ما به عامر ...

ربما من سوء حظ الأم أن هاتف ابنها سمير من النوع القديم الذي اذا أجريت منه مكالمة فإن كل من حولك سيشاركك الاستماع إليها، لقد سمعت أم عامر و وردة و شجن كل الاتصال ...

بقيت الأم في حيرة تكلم نفسها، في هذه الأثناء وردة منهمكة في التقليب بين القنوات التلفزيونية علّها تعرف شيئا، و شجن أخذت زاوية الغرفة مطأطأة الرأس لا يدري الناظر إليها أتفهم كل شيء يدور حولها، أم لا تعي شيئا قط، أخذت الأم تتحدث بملأ صوتها:
(دوما يفعلها بي سمير ، يخرج ويتركني أتحرق، على الجمر جالسة، ماذا عساي أفعل، لن أستطيع البقاء هكذا ولا أدري متى سيعود، عامر تعودنا غيابك مالذي جاء بك، رحمتك ربي).

تلبس حجابها وتهم بمغادرة المنزل، تخاطبها وردة إلى أين تذهبين أمي، و لوحدك، ألا ترين حرارة الطقس، إنها الرمضاء وقد انتصفت الشمس في كبد السماء، ردت عليها الأم بألم و الدموع تغلبها: وهل تدرين عن حرارة قلبي، إنه يحترق ....

وردة وقد احتضنت شجن، تركوني وحيدة لا أدي ماذا أفعل، ليس لي إلا الإنتظار، لترد عليها شجن: هل توفي عامر في الحادث الذي يُتحدث عنه في التلفاز يا عمتي؟
ردت وردة: ماذا تقولين شجن، (بعيد الشر).

كانت أم عامر قد قصدت منزل الجيران، وطلبت من أحد أبنائهم وهو صديق عامر المقرب واسمه ضياء أن يرافقها للمدينة المجاورة ليفهموا ويعرفوا مالذي حدث، و في الطريق كان ضياء يتصل برقم عامر لكن الهاتف مغلق، لا أحد يرد.

في المستشفى التقت أم عامر بابنها سمير، عاتبها على مجيئها و تصرفها بشكل منفرد فأجابته: ذهبت وتركتني على صفيح نار ساخن، وتريدني أن أصبر، لو كان الصبر يباع لاشتريته يا بني .... ، لم تهدأ دموع أم عامر و شلة من الأمهات في المستشفى يسألن عن أبنائهن وأقاربهن، صرخ أحدهم في أمه قائلا: اصمتي قليلا لماذا تقدرين البلاء قبل وقوعه، تدخلت أم عامر قائلة: لا تنهرها يا بني فقلب الأم ولوعته لا يعرفها إلا أم مثلها.

أخد الموظف يسرد أسماء الضحايا و كلما نطق اسما تسمع صرخات من هنا وهناك، لم يرد اسم عامر بينهم، اطمأنت أم عامر قليلا، ... جاءت الممرضة لتبدأ هي الأخرى بسرد أسماء الجرحى، وليس بينهم اسم عامر أيضا ...

الأم: ربما لم يأت، ربما هو خطأ، ابني بخير ... أتمنى ذلك.

يتصل سمير بخالد صديق عامر، فيؤكد له بأنه حزم أمتعته وغادر في مساء الأمس وأنه بنفسه من أوصله إلى محطة المسافرين وودعه، وأنها نفس الحافلة التي نشرت صورها عقب الحادث.

سقطت الأم على ركبتيها وسط المستشفى: أين ولدي .... عاااااااااامر.









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 18:32   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
صابر 2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية صابر 2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ساعات من الانتظار مرت على سمير وأمه كأنها دهر، تخاطب الأم ابنها: لقد تركت وردة على نار، المسكينة وحدها في المنزل لا تعرف كيف تتصرف، لم أخبرها حتى إلى وجهتي، اتصل بها وهدأ من روعها، يفعل سمير.

يأتي أحد الموظفين ويطلب سمير إلى أحد المكاتب، تصر الأم على مرافقته، يسألونهم عن عامر اسمه وسنه ومواصفاته ومكان عمله ...إلخ، بعد حوالي نصف ساعة يخبرون سمير والأم أن عامر كان في الحافلة فعلا فهم اتصلوا بالعمل وعرفوا أنه أخذ إجازة، وتأكدوا من محطة المسافرين بأنه قطع تذكرة سفر على تلكم الحافلة فعلا، الأم مشدوهة لا تدري ماذا يدور من حولها، تترنح لتسقط أرضا ...

بعد دقائق تفيق، يقول لها الطبيب بأنه يجب عليها أن ترتاح و لا تقلق فضغطها قد ارتفع، يخبرها سمير بأن هناك ثلاثة أشخاص لم يتم التعرف عليهم لأنهم احترقوا جزئيا، اثنان منهم توفيا والثالث في حالة حرجة، و بعد دقائق سيأخذوننا لنتعرف عليهم، ربما يكون عامر من بينهم، تصرخ الأم: بني، عامر، ويح قلبي أنا.

يأتي الموظف يصطحبها وهو يحاول تحضيرهما للاحتمال الأسوأ، يحدثهم عن القضاء والقدر، و الرضا بحكم الله عز وجل، سمير وأمه يوافقانه، و الأمل يجتحهما أن لا يكون عامر من بينهم، يخبرهم الموظف أنه تم التعرف على إحدى الجثتين، لم يتبقَ سوى جثة واحدة و مريض في حالة حرجة، .... تلاحظ الأم الجثة ترمقها بعينيها، ليس هو ابني طويل، ليس هو، يجزم سمير بأنه ليس هو، لتتنفس العائلة الصعداء.

فور رؤية الأم للمريض الموضوع في غرفة الإنعاش تصرح هو هو، تقول لها الممرضة انه مشوه من وجهه كيف عرفته، لا تتسرعي يا خالة، تجزم أم عامر: إنه ابني ولو كان مشوها عرفته، نفس هيئته، .... يسأل سمير: أين ملابسه وأغراضه، ... كل شيء احترق تقريبا ... و الحقائب اختلطت ببعضها البعض لم نميز أي شيء عنه، الأم تخاطب سمير: إنه عامر أخوك أنظر جيدا إلى يده ألا ترى إصبعه الكبير، إنه معوج كما كان طوال عمره منذ أن وُلد ... سمير: فعلا لم أنتبه.

عااااااااااااااااااااااامر بكمية رهيبة من الشجن والحزن تنطقها الخالة أم عامر.

يصطحبها سمير للطبيب ليسألوا عن وضعيته، الحروق ليست بالكبيرة وإن كانت قد اقتصرت على الوجه فقط، المشكلة في الارتجاج الذي أصابه على مستوى المخ، لن أكتمكم إنه في وضعية حرجة هو الآن في غيبوبة، فرص شفاءه موجودة لكنها قليلة نوعا ما، وكل شيئ بيد الله سبحانه وتعالى.









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-03, 18:51   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
صابر 2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية صابر 2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(يتبع- إن شاء الله)









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-26, 17:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
صابر 2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية صابر 2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(يتبع- إن شاء الله)










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc