أعطت وزيرة التربية نورية بن غبريط تعليمات مشددة لمدراء المدارس الابتدائية حول إعطاء أهمية بالغة لمواد الإيقاظ والنشاط الثقافي للمتمدرسين منذ أولى سنواتهم التعليمية، بالنظر إلى دورها الهام في رفع قدرات الأطفال، خاصة بعد اكتشاف أن النشاطات الثقافية من شأنها تسهيل تعليم المواد الأخرى كالرياضيات والتكنولوجيا لدى الطفل.
وخلال إشرافها على افتتاح يوم دراسي حول المصادقة على دليل الأستاذ، بثانوية الرياضيات بالقبة، بحضور مفتشي التربية الوطنية لمختلف المواد للأطوار الثلاثة وكذا المفتشون المركزيون، أكدت وزيرة التربية أن هذه المواد تهدف إلى اكتساب المعرفة والكفاءات كباقي المواد، كونها مهمشة نوعا ما، وتفعيل الإيقاظ والنشاط الثقافي في المدرسة الابتدائية والتي على رأسها التربية البدنية والرياضية، التربية الفنية الموسيقية، والتربية الفنية التشكيلية". وقالت وزيرة التربية أنه "أضحى من الضروري القيام بعمل جاد لاسترجاع مكانتها". مما أدى بالمفتشية العامة للبيداغوجيا إلى القيام بمشروع إعادة تنشيط مواد الإيقاظ والنشاط الثقافي، وأضافت الوزيرة أن الهدف الرئيسي من هذه المبادرة هو السماح لكل تلميذ بالرقي من خلال الممارسة اليومية للرياضة والفنون.
كما قامت مجموعة من المفتشين المختصين في هذه المواد بتنظيم لقاءات دراسية وتكوينية في الميدان للإجابة على تساؤلات حول الأنشطة الرياضية والفنية التي يمارسها التلميذ داخل القسم وأخرى ذات طابع جمعوي يمارسها خارج أوقات الدراسة، وقامت خلال هذا اليوم الدراسي بمناقشة الأدلة الأربعة التي أعدت بنفس المنهجية وذلك خلال أربعة ورشات تتمثل في ورشة دليل التربية البدنية والرياضية، ورشة دليل التربية الفنية الموسيقية، ورشة دليل التربية التشكيلية، أما الورشة الرابعة فهي حول دليل النشاط المسرحي. وقرار وزارة التربية الوطنية نورية بن غبريط يتزامن مع تطبيق مناهج الجيل الثاني وإعادة صياغة الكتب المدرسية لتلاميذ السنتين الأولى والثانية ابتدائي، والسنة الأولى متوسط مع بداية الدخول المدرسي المقبل، تتضمن محتويات تهدف إلى تحسين المستوى وتخفيف الضغط على التلاميذ جراء الشكوى من ثقل المحافظ. كما يتزامن القرار مع الاتفاقية التي وقعتها وزارة التربية بن غبريط مؤخرا مع وزارة الثقافة حول الممارسات البيداغوجية الجديدة التي تشرك مختلف قطاعات الثقافة والفاعلين في مجالاتها (كالأدب والسينما والمسرح والرسم والكاريكاتير ..إلخ.) في ورشات القراءة والكتابة تجمع الأدباء، وفي النوادي السينمائية رفقة المخرجين وأيضا ارتياد المسارح واللقاءات مع الفنانين.. وفي الختام اتفق المشاركون على إمكانية تأطير التلاميذ بأصحاب الشهادات في التربية الفنية، الذين تكونوا في المدارس المهنية التابعة لوزارة الثقافة ووضعهم تحت الخدمة لدى وزارة التربية.
وأشارت الوزارة الوصية أن النشاطات الثقافية من شأنها تسهيل تعليم المواد الأخرى كالرياضيات والتكنولوجيا لدى الطفل، وفي هذا الإطار اتفق الطرفان على العمل على تسهيل انخراط التلاميذ في فضاءات المطالعة العمومية التابعة لوزارة الثقافة وتشجيع المقروئية لديهم من خلال دعم وإثراء المكتبات المدرسية بمختلف إصدارات وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها والتي تخدم المجال التربوي، إذ ستعنى الوزارتان بتأطير المهرجانات الفنية المدرسية والمسرح المدرسي والتكفل بعرض الأفلام وأفلام وثائقية ذات طابع تاريخي وثقافي، كما ستسمح باكتشاف القدرات الفنية لدى الطفل لصقلها وتنميتها. كما أن الاتفاقية ستسمح بتفعيل التعاون لإقحام المواد الفنية في الوسط المدرسي، وتسعى إلى ترقية المقروئية والمطالعة لدى الأطفال وتنمية الثقة في النفس لديهم، كما ستساهم حسب وزارة التربية في تشجيع المهارات الموجودة لدى الطفل واكتشاف المواهب.