بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
حُكْمُ تَخْصِيصِ (عُمْرَةٍ) في (لَيلَةِ القَدْرِ)!..تَنبيهُ العَلَّامةِ العُثَيمين -رحمه الله-
• قالَ العلَّامةُ محمَّدٌ بنُ صالحٍ العُثَيمين -رحِمَهُ اللهُ-:
"تنبيهٌ! هُنا مسألةٌ يفعلُها كثيرٌ من النَّاسِ: يظُنُّونَ أنَّ (للعُمْرةِ) في (ليلةِ القدرِ) مزيَّةٌ؛ فيعتمرُونَ في تلكَ اللَّيلةِ!
ونحنُ نقولُ: تخصيصُ تلكَ (اللَّيلةِ) بالعُمْرةِ بدعةٌ! لأنَّهُ تخصيصٌ لعبادةٍ في زمنٍ لم يخصِّصْهُ الشَّارعُ بها! والذي حثَّ عليهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ليلةَ القدْر هوَ: (القيامُ) الذي قالَ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ، فيه:
((مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)). [متّفق عليه]
ولم يُرَغِّبْ في العُمرَةِ تلك اللَّيلةِ؛ بل رغَّبَ فيها في الشَّهِرِ، فقال:
((عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ؛ تَعْدِلُ حَجَّةً))! [متّفق عليه]
فتَخْصيصُ (العُمْرةِ) بـ (ليلةِ القدْرِ)، أو تخصِيصُ (ليلةِ القدْرِ) بـ (عُمْرةٍ) هَٰذا منَ (البِدَعِ)!
ولـمَّا كانتْ (بدْعةً)؛ صارَ يلحقُ المعتمِرين فيها من المشقَّةِ الشَّيءُ العظيمُ!
حتىٰ إنَّ بعضَهم إذا رأىٰ المشقَّة في الطَّوافِ، أو في السَّعيِ؛ انصرفَ إلىٰ أهلهِ!
وكثيرًا ما نُسْأَلُ عن هَٰذا: شخصٌ جاءَ يعتمرُ ليلةَ السَّابعِ والعشرينَ، فلمَّا رأى الزُّحامَ تحلَّلْ! فانظرْ! كيفَ يؤدِّي الجهلُ بصاحبِهِ إلىٰ هَٰذا العملِ المحرَّمِ؛ وهوَ التَّحلُّلُ من العمْرةِ بغيرِ سببٍ شرعيٍّ!
إذًا؛ ينبغي لطلبةِ العلْمِ، بلْ يجبُ عليهمْ أن يُبيِّنوا هَٰذهِ المسألةَ للنَّاسِ!
أمَّا إكمالُ هَٰذهِ العمْرةِ فواجبٌ؛ لأنَّهُ لـمَّا شرَعَ فيها صارتْ واجبةً، كالنَّذرِ أصلُهُ مكروهٌ ويجبُ الوفاءُ بهِ إذا الْتَزمَهُ، ولا يحلُّ لهُ أنْ يَحِلَّ مْنها، وإنما البدْعةُ هيَ تخصيصُ العُمرةِ بتلكَ اللَّيلةِ!"
انتهىٰ كلامُهُ -رحمَهُ اللهُ تعالىٰ-.
من "الشَّرح الممتع على زاد المستقنع"، (6/ 494-495)، ط1 (1422هـ)، دار ابن الجوزيّ.
- - -
منقول من مدونة حَسَّانَة بنت محمد ناصر الدين الألبانيّ-الأمر العتيق-