عليكِ السلام ورحمة الله وبركاته أختي
أولا: الحمدُ لله الذي يسّر لكِ فَهم نفسِك ومعرِفة داءك، والكثير مِنّا رُبما فيه الكثير مِن هذه الأمراض الخطيرة وهُو لا يُلقي لها بالا، فهذه الأمراض القلبية مُمكن أن تفتكَ بالعَبدِ أكثر مِن أمراض البَدن، لذلك الحمدُ لله مادَام الله يسّر لكِ معرفة الداء وكُرهكِ لهُ، فإن شاء الله الدّواء والشّفاء على الطّريق، استعيني بالله فقط...
ثانِيًا: مِن خِلال ما ذكرتِ، أنتِ لديكِ ضعف ثقة بالنّفس مُمكن مِن طفولتكِ وليس مِن اليوم الذي ظهر فيه من هُو أفضل مِنك، ولكِن كان ذلك اليوم هُو الشرارة التي أبانت ذلك الضعف الكامِن وأشعلتُه، فرُبما لديكِ عدم تقدير لِذاتك، وتُحسّين أنّ الناس ستُحبّك وتقدّرك وتنظر إليك باحترام وحُبّ لأنّك مُتفوقة، وبِذلك فأيّ مُنافَسة لكِ تعني خَطر على ذاتِك وأنّ الناس سيُحبّون غيركِ ....
الأمرُ الآخر: حُبّك للاستئثار بالمَعلُومة، وحَسدُك كما تقولين نابِع مِمّا ذكرتُ مِن ضعف ثقتك بنفسك المُتأصّلة فيكِ والتي لم تشعري بِها وفي نفس الوَقت في هذا الأمر خطر على إيمانِك، لأنّك يجِب أن تستشعرِي أنّ حُصولكِ على المَعلُومة كانَ بفضل الله ورَحمتِه، وتذكري قارون لمّا ذكرَّه النّاس بالنّعمة التي هُو فيها قال : إنّما أُوتيته على عِلمٍ عِندي، فهُو ظنّ أنّ ذكاءَهُ وفِطنَتَه هي مَن أتت لهُ بالنّعم ونَسِي فضل الله...
لذلكَ أختي، عِلاجُك إن شاء الله يكون بأمرين :
1- تقوية تقديركِ وثقتكِ بنفسك: وهُنا ينبغي أن تَعلَمي يقينا أنّ الله تعالى كرّم بني آدم -كلّهم ليس أنتِ فقط- ووزّع الأرزاق بينهم ومَنّ على كلّ واحِدٍ مِنّا بمواصفات جميلة، فينبغي أن تثقي بنفسك وأنّ لديكِ أنتِ بشخصيتك، بدُون حتّى التفوّق في الدّراسة ما يُميزك وما فضّلك الله بِه، استكشفي نفسكِ، استكشفي هِواياتكِ، ولا تحصُري نفسك وشخصيتك ونجاحكِ في الدّراسة فقط، افتحي آفاق نفسكِ ...وجرّبي أمورا جديدا، أنصحكِ أن تبحثي في اليوتيوب عن هذه القناة (ياسر الحزيمي) وركزّي على فيديوهات ضعف تأكيد الذات، أسأل الله أن ينفعكِ بها...
2- تقوية الإيمان بالقضاء والقَدر ومعرِفة أسماء الله الحُسنى: والأمران مُرتبطان، لأنّكِ بذلك تَعلَمين أنّ ما رزقكِ الله بِه مِن نِعمة التفوّق هُو مِن محض رِزقهِ وعطائِه، وكَما رزقكِ رزق آخرين، وفي هذا حِكمة أيضا لألّا يطغي الإنسان ويتكبّر ويظن نفسه الأفضل، ففوق كلّ ذي عِلمٍ عليم، ارضَي بما قسم الله لكِ وما قَسمَ للنّاس، كُوني مِعطاءَة لأنّ الله كريم يُحبّ الكُرماء، جاهِدي نفسك أنّ أي معلومة تظنين أنّها ستنفع أخبري بِها زميلاتِك -وبهذا أنتِ تُؤدّبين نفسكِ وتُعالِجينها إن شاء الله-، تعلّمي التعلُّم مِن النّاس مِن أخطائِهم ونجاحاتِهم، واعلَمي أنّ نجاحَهُم لا يَعني فشَلَك مادُمتِ مُتوكّلة على الله، لكن كما أنّ الله رزقكِ أمرا فهُو رازِقُهم أيضا...
حاوِلي أنّ تقوّي جانِب العَمل الجماعي في شخصِيتك، شاركي مع زميلاتِك في نشاطاتِ شرعية و ثقافية مُفيدة، أكثِري مِن الدُعاء لنفسكِ أن يُطهّرك الله قلبك مِن شرّ الأدواء والأخلاقِ والأهواء، وأن يجعل قلبكِ صافِيا تُجاه المُومنين والمُومنات، وجاهِدي أن تدعي لزميلاتِك بالنّجاح، وسترين نتائج ذلك على راحتكِ النّفسية بإذن الله...
أقنعِي نفسكِ أنّ نفع الأمّة يكُون بِجُهود جماعِية لا شَخصيّة فقط، بِجُهود كلّ أفرادِها، لذلك تمنّي في قلبكِ أن يُسددكِ الله وزميلاتِك وكلّ المومنين لينفعوا الأمّة...
ضعي المُنافسة مع النّاس جانِبًا، لا تُنافِسي أحدا، نافِسي نفسَكِ فقط، أمر لم تكوني قادِرةً عليه اليوم، تُنافِسين نفسكِ لتقدري عليهِ غدا,,,,
وفي الأخير أدمِني الدُعاء، ولا تَنسي مُحاسَبة نفسكِ، فالغفلة قاتِلة...
وفِقكِ الله وأعانكِ....