بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بديع السماوات والأرض خالق الألوان والأشكال ، والصلاة والسلام على من تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. اللهم صلي عليه وعلى صحبه والآل ومن تبعهم بإحسان في الأقوال والأفعال.
أما بعد :
إن النبي صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
فاللون الأبيض هو الأصل وهي ( السلفية ) وباقي الألوان هي التي لطخت المحجة البيضاء ، وبقت بقعة واحدة على الأصل وهم السلفيون الذين لم يتلونوا فظنهم الناس أنهم كباقي الفرق والألوان ولكن الحق كما يقال عليه نور ويهدي الله إلى نوره من يشاء.
وعن أبي مسعود الأنصاري أنه قال لـ حذيفة: أوصني قال: إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله؛ فإن دين الله واحد. المصدر: شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة.
وعن محمد بن سيرين قال: قال عدي بن حاتم رضي الله عنه:
«إنَّكم لن تزالوا بخيرٍ ما لم تَعرِفوا ما كنتُم تُنكِرون، وتُنكِروا ما كنتُم تَعرِفون، وما دام عالمُكُم يتكلمُ بينكَم غيرَ خائف!»
[ الإبانة الكبرى 1/190-191]
وللأسف اليوم علماء السوء يفتون على حسب تقلبات الزمن والأحوال، وما علماء الثورات عنكم ببعيد.
وعن إبراهيم قال: كانوا يكرهون التلون في الدين، وقال: كانوا يرون التلون في الدين من شك القلوب في الله عز وجل.
وقال مالك : الداء العضال التنقل في الدين.
وقال كذلك: قال رجل: ما كنت لاعباً به فلا تلعبن بدينك.[الإبانة الكبرى 2/505-506]
أصبح الدين عند البعض ككرة القدم ، يركلها اللاعب هنا وهناك وكذلك الدين يركل بالعقول وكأن عقولهم أحذية والله المستعان.
عن محمد بن كعب القرظي أنه سُئل: ما علامةُ الخذلان ؟
قال: «أن يستقبحَ الرجلُ ما كان يستحسنُ ويستحسنَ ما كان قبيحاً» [حلية الأولياء3/215]
ونختم بقول الإمام الآجريُّ رحمه الله:
«قد ذكرتُ هذا الباب في "كتابِ الفتن" في أحاديثَ كثيرةٍ.
وقد ذكرتُ هاهنا طرفاً منها، ليكونَ المؤمنُ العاقلُ يحتاطُ لدينِه، فإنَّ الفتنَ على وجوهٍ كثيرة، وقد مضى منها فتنٌ عظيمةٌ، نجا منها أقوامٌ ، وهلكَ فيها أقوامٌ باتباعِ الهوى، وإيثارِهم للدنيا، فمن أراد اللهُ به خيراً فتحَ له بابَ الدعاءِ، والتجأَ إلى مولاه الكريم، وخافَ على دينِه، وحَفِظَ لسانَهُ، وعرفَ زمانَهُ، ولَزِمَ المحجَّةَ الواضحةَ السوادَ الأعظم، ولم يتلون في دينِه، وعَبدَ ربَّهُ تعالى، فتركَ الخوضَ في الفِتنة، فإنَّ الفتنةَ يفتضحُ عندها خلقٌ كثير، ألم تسمعْ إلى قولِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم وهو محذر أمتَه الفتن؟ قال: (يصبحُ الرجلُ مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبحُ كافراً) »اهـ
[الشريعة 1/90]
فما أكثر المتلونين في زماننا هذا!
اليوم يقول القول وغدا بخلافه ، وللأسف يدعون السلفية وهم ليسوا منها.
كانوا يقولون لا يجوز الخروج على الحاكم واليوم جائز.
كانوا يقولون المظاهرات حرام واليوم حلال.
أمس يحرمون الإنتخابات واليوم يجوزونها للمصلحة ( زعموا ).
أمس الشيعة إخواننا واليوم بعد أن ذاقوا ويلهم ،اليوم يحذرون منهم ، وخاصة جماعةالإخوان عفوا جماعة الألوان. والحمد لله منهج السلف لا يتلون ، الشيعة عدونا على مر التاريخ.
أمس الغناء حرام واليوم حلاله حلال وحرامه حرام (فلسفات).
الجرح والتعديل لابد منه ، واليوم محاربة الغلو ويقصدون محاربة علماء الجرح والتعديل في هذا العصر وعلى رأسهم الشيخ ربيع حفظه الله تعالى.
الحزبية حرام واليوم (حزب كذا.... السلفي) من اجل إقامة الدولة الإسلامية !! وللأسف لادين أقاموا ولا دنيا.
يصدق فيهم قول الله تعالى : {...فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى فلما عدلوا عن الحق مع علمهم به, وأصروا على ذلك؟ صرف الله قلوبهم عن قبول الهداية، عقوبة لهم على زيغهم الذي اختاروه لأنفسهم،والله لا يهدي القوم الخارجين عن الطاعة ومنهاج الحق.
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.
-آمين-
منقول من التصفية والتربية السلفية
************************
يقول الشيخ محمد بازمول حفظه الله :
تقوم السلفية على ثلاثة أصول و هي :
-الأصل الأول : إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى .
-الأصل الثاني : لزوم الجماعة والسمع والطاعة .
- الأصل الثالث : الحذر من البدع .
منهج السلفي تعريفه و سماته و دعوته الإصلاحية )