لابد للموحد من هذه الثلاث - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لابد للموحد من هذه الثلاث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-05-30, 12:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
houssem zizou
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية houssem zizou
 

 

 
إحصائية العضو










B11 لابد للموحد من هذه الثلاث

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



لابد للموحد من هذه الثلاث


قال الشيخ الإمام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في القواعد الأربع:

(أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا و الآخرة و أن يجعلك ممن إذا أعطي شكر و إذا ابتلي صبر و إذا أذنب استغفر فاءن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة)

قال الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- في الشرح:

فهذا التقديم بالدعاء من الإمام رحمه الله فيه التنبيه على ذلك, ودعا، وكان فيما دعا؛ أنّه سأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن إذا أُعطي شكر, وإذا أُبتلي صبر, وإذا أَذنب استغفر, وهؤلاء الثلاث عنوان السعادة. إذا أعطي شكر؛ لأن العطاء من الله جل وعلا نعمة, الله جل وعلا يحب الشاكرين من عباده, والشكر يكون بلسان المقال, ويكون بالعمل, (أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)[لقمان:114]، بالمقال وبالعمل، (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا)[سبإ:13], هذا من جهة العمل, (وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِِِِِ)[البقرة:152] هذا من جهة القول والعمل، ولهذا اختلف الشكرُ عن الحمد؛ فالشكر يكون عن نعمة, وأما الحمدُ فقد يكون لنعمة أو في مقابل نعمة وقد لا يكون؛ يكون ثناء مبتدءا, والشكر يكون باللسان وبالعمل، وأما الحمدُ فيكون باللسان دون العمل؛ فيه فروق كثيرة معروفة عند أهل العلم، هذا مما ينبغي تدبّره، وهو أن العبد إذا أعطي عطاءً شكر عطاءَ الله جل وعلا، وشكرُ العطاء كما ذكرنا بالقول وبالعمل:

* أمّا بالقول بأن ينسب ذلك العطاء إلى من أعطاه، وأن يثنى عليه به, وأن لا يُلتفت فيه إلى غيره، (وَمَا بكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ)[النحل:53]، (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا)[النحل:83].

* ومن جهة أخرى؛ جهةُ العمل، يكون الشكر باستعمال النِّعم فيما يحب من أنعم بها وأسداها.

وهذا مما يحبه الله جل وعلا بل من عظيم ما يحب الله من العبادات أن يكون العبد شاكرا ولهذا قال: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ)[سبإ:13], وقال سبحانه (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)[الإسراء:3]؛ يعني يا ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا كان كثير الشكر لله جل وعلا، قال أهل التفسير: كان إذا أكل الأكلة شكر اللهَ عليها، وإذا شرب الشربة شكر الله عليها, وإذا اكتسى شكر الله على ذلك. يعني أن نتبرأ من كل حول وقوة في ما جاءه من النعم أو ما يسره وأن يعترف بأنها من الله جل وعلا.

وباب الشكر له صلة بالتوحيد, وكأنّ الإمام رحمه الله حين ذكر الشكر على العطاء, والصبر على البلاء, والاستغفار من الذنب, كأنه نظر إلى حال الموحِّد, خاطبه بما يجب عليه أن يكون معه دائما, فإنّ الموحِّد أنعم عليه بنعمة لا تعدلها نعمة؛ ألا وهي أنْ كان على الإسلام الصحيح، أنْ كان على التوحيد الخالص الذي وعد الله أهله بالسعادة في الدنيا والآخرة, ولابدّ للموحِّد من الابتلاء, فسأل اللهَ له أن إذا أبتلي صبر؛ والابتلاء قد يكون من جهة الأقوال التي توجَّه إليه، وقد يكون الابتلاء من جهة البدن، وقد يكون من جهة المال أو غير ذلك، قال (وإذا أذنب استغفر)؛ لأن الموحّد لابد أن يكون معه شيء من الإعراض، و لابد أن يقع الذنب؛ إما من الصغائر، وإما من الكبائر، والله جل وعلا من أسمائه الغفور، ولا بد أن يظهر أثر ذلك الاسم في بريئته وملكوته، لهذا يحب اللهُ من عبده الموحّد المخلص أن يكون دائم الاستغفار، ولا بد للموحّد من ذلك, والعبد إذا ترك عظيم الاستغفار جاءه بالكِبر، والكبر يحبط كثيرا من العمل، لهذا قال هنا (وإذا أذنب استغفر وهؤلاء الثلاث عنوان السعادة)، فإذن هذه متلازمة في حال كل موحّدٍ؛ وهي الشكر على العطاء، والصبر على البلاء، والاستغفار من الذنب والعصيان، وكلّما عَظُم العبد معرفةًٍ بربه كلما عظَّم هذه الثلاث، وكلما عظم التوحيد في القلب عظمت هذه الثلاث، حتى يصير العبدُ لا يرى سوى الله جل وعلا في استحقاق شيء من أعماله وتصرفاته، فإن غفل في ذلك كان استغفاره ليس استغفار الذي لا يفقه، لهذا كان عليه الصلاة والسلام يستغفر الله في اليوم والليلة أكثر من مائة مرة، وفي رواية في الصحيح «أنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة»، والموحد عليه خطر؛ خطر الغرور، الغرور لأنه من أهل التوحيد، أو من المحققين لاتباع السلف، أو ممن علم هذا العلم، ثم لا يكون في قلبه من الخضوع والذل الذي يعلمه الله منه، ما يكون ذلك سببا لقَبول هذه الوسيلة، وهي وسيلة التوحيد إلى الله جل جلاله، وشأن الله أعظم، وطلبَ من عباده شيئا قليلا، ولهذا عظم أمر التوحيد، وَقَبُحَ جدا الشرك وما جر إليه.








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للموحد, لابد, الثلاث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc