لقد أظهر العلم عبر الزمن وجود حياة لكائنات لا تعد ولا تحصى خصوصا تلك الصغيرة جدا منها والتي رأيناها مثلا عن طريق المجهر ووسائل أخرى العلماء أعلم بها.
كائنات غير مرئية بالعين المجردة للإنسان على جلودنا على صفحات أيدينا على فراشنا... مخلوقات كثيرة.
ولكن المشكلة الكبرى هو أننا مازلنا لم نتغير بعد وبقينا على حالنا سلبيين تجاه الأمور والغالبية الساحقة منا تجري وراء المال وتحسين المعيشة وأعتقد أن هذا لا ينكره أحد.
في سابق عهدنا في عام 1830 احتلتنا فرنسا لماذا؟؟؟
لأن العالم لما كان يتطور ويصنع سفنا حربية من الحديد ويطور الأسلحة كنا قد مازلنا نحن مع الخشب...
ولعل الزمن يعيد نفسه وأصبحنا نتعامل مع استعمار من نوع آخر خصوصا وأن اكتشاف العديد من الاكتشافات واختراع العديد من الاختراعات قد يوحي باستعمال هذه الاكتشافات في التحكم في البشر فحينما انتشرت الأقمار الصناعية كان ذلك مدعاة للتجسس على العالم وأعتقد أن اختراع وسائل التحكم بالآلات عن بعد قد يوحي بالتحكم بالبشر عن بعد.
على كل حال قد تكون أفكارا لم تخطر ببالنا قط خصوصا وقد انغلقنا على أنفسنا واستسلمنا لحياة الدعة والمتعة.
إن التكنلوجيا لما تطور في الغرب وتكتشف تستعمل لعقود قبل أن تصل إلينا فالآنترنت استعملت من طرف الجيش الأمريكي عبر عقود قبل أن يسمح بأن تلج إلى المجتمع المدني الأمريكي ومن بعدها لباقي أنحاء المعمورة.
ولا شك بأنه حينما تصلنا تكنلوجيا معينة فمن المحتم أن تكون هناك تكنلوجيا أحسن وأنفع وأكثر تطورا موجودة عند المجتمعات المتطورة ولربما تكون هناك أجيالا عديدة مخفية من التكنلوجيا ومن الأفضل أن نقول أنه لا يصلنا إلا البقايا المتبقية وربما الفضلات.
من المتصور أن تكون هناك أمور كثيرة طي الكتمان عند الدول المتقدمة تكنلوجيا ويزداد الأمر فضاعة بالنسبة للشعوب المتخلفة أن تكون غير متفقهة حتى في الأمور التي أكل عليها الدهر وشرب حتى التخمة.
قد نعتقد بأننا نفقه كثيرا من الأمور ولكن حجم ما يغيب عنا من المعلومات يجعلنا في خطر كبير وسأضرب لكم مثالا:
قد يقتني الأب لإبنه تلفازا ومن ثم يشغل له قناة من القنوات والتي تحوي مثلا رسوما متحركة معينة ثم يمر الزمن ويلاحظ الأب بعد مرور السنوات فسادا في إبنه ثم يتساءل من أين أتت أخلاق وتصرفات هذا الولد العاق؟؟؟ وفي الحقيقة يكون هو من دمر إبنه تدميرا.
كثير من الإشارات والسلوكات التي ترسل لنا عبر الأفلام والمسلسلات والتصريحات ومن هنا وهناك ولا نلقي لها بالا ولكنها تزرع في أنفسنا زرعا وتسقى سقيا فتنمو نموا ثم من بعدها نخرب أنفسنا وبيوتنا وأمتنا بأيدينا.
تصور مثلا أنك تتعامل مع سائل معين هو ضار بالنسبة إليك وأنت لا تدري فتتعامل معه من دون حذر ألا يتصور بأنه سيضرك بعد حين وربما يقتلك.
إن الأمور أكبر منا بكثير وعلينا بأن نتصرف بسرعة.
إنه من الصعب أن نشاهد أمرا معينا فلا يؤثر في سلوكنا خصوصا إن لم يكن لدينا مصدرا أصيلا نقيا للسلوك حافظا لنا من التأثر بما نرى ونشاهد ونسمع.
كيف تفسرون التصرفات التي تنتشر اليوم في كثير من الشباب ونعتبرها غير منطقية ونحن متأكدون منها بأنها لا تمت للواقع بصلة؟؟؟؟
هل ربما الأفلام غير الواقعية من صنعت منا أشخاصا غير واقعيين؟؟؟؟
حياتنا بحاجة إلى تبصر أكبر.
سؤال آخر هل: ليس كل الأشياء مرئية بالنسبة إلينا أم أن أغلب الأشياء ليست مرئية بالنسبة إلينا؟؟؟؟
إن الأمور المكتشفة لا تتعلق فقط بالمادة والماديات والأمور التي لها شكلا معينا ولكن تتعلق كذلك بعلوم النفس ونفسيات البشر.