*** بسم الله الر حمن الرحيم ***
البركة كلمة عامة تشمل كل زيادة في كل خير في الدنيا والآخرة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً) (متفق عليه).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الْبَرَكَةُ فِي ثَلاثَةٍ: فِي الْجَمَاعَةِ، وَالثَّرِيدِ، وَالسُّحُورِ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).
وعن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: دعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السحور في رمضان، فقال: (هَلُمَّ إِلَى الْغَذَاءِ الْمُبَارَكِ) (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني).
وعن عبد الله بن الحارث، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يتسحر فقال: (إِنَّهَا بَرَكَةٌ أَعْطَاكُمُ اللهُ إِيَّاهَا، فَلا تَدَعُوهُ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (السُّحُورُ كُلُّهُ بَرَكَةٌ، فَلا تَدَعُوهُ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني).
ففي زمان يشكو فيه الغني والفقير من قلة البركة؛ هاهي أسباب البركة بين أيديكم كل ليلة في أكلة، فلا تدعوها.
ومن بركات السحور أنه من شعار المسلمين:
فأهل الكتاب لا يتسحرون، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ) (رواه مسلم).
ومن بركات السحور أن الله وملائكته يصلون على المتسحرين:
وصلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملإ الأعلى، وصلاة الملائكة على العبد دعاؤهم له.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ) (رواه الطبراني في الأوسط، وقال الألباني: حسن صحيح).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (السُّحُورُ كُلُّهُ بَرَكَةٌ، فَلا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ؛ فَإِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني).
هنيئًا لك يا من يثني عليه ربه -تبارك وتعالى- في ملائكته، وتدعو له الملائكة بالقبول والرضا؛ لأنه تعبد لله –عز وجل- بأكلة السحر.
ومن بركات السحور أنه استجابة لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
فقد أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ) (رواه ابن حبان، وقال الألباني: حسن صحيح)، ونهى عن تركه فقال: (لا تَدَعُوهُ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).
وقد قال الله -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب:71).
ومن بركات السحور أنه في وقت نزول الرب -جل وعلا- إلى سماء الدنيا:
وهذا لمن اقتدى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأخَّر أكلة السحر، فلعله تصيبه نفحة من نفحات الخيرات، ونسمة من نسائم البركات، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ) (رواه مسلم).
طوبى لك يا ابن آدم!
تأكل الأكلة، فتنال كل هذه البركات!
فهنيئًا لك هذا الفضل العظيم!
اللهم لا تحرمنا فضلك، وأعنا -اللهم- على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.
نقله مختصرا للفائدة اخوكم / ابو ابراهيم