إمام الحرم المكي استفز "المؤسسة الدينية": "داعش" نبتة "سلفية"!
الأربعاء 20 آب (أغسطس) 2014
في السعودية نقاش "معبّر" حول تغريدات الإمام السابق للحرم المكّي، الشيخ عادل الكلباني حول "داعش". الشيخ الكلباني دعا إلى محاربة فكر "داعش" لأنه استهان بالدماء وساعد على انشار التكفير والتضليل والتبديع، بل وذهب أبعد من ذلك حينما كتب: " داعش نبتة (سلفية) حقيقة يجب أن نواجهها بكل شفافية"!
أين المشكلة في هذه "التغريدة" طالما أن السعودية رسمياً، وبلسان الملك عبدالله بن عبد العزيز، تدين "داعش" فكراً وسلوكاً وتدعو إلى محاربتها؟
المشكلة هي أن المؤسسة الدينية السعودية ترفض الإعتراف بدورها، هي وأتباعها، في نشر الفكر التكفيري، وهذا الفكر هو أصل "الداعشية"! وترغب المؤسسة الدينية السعودية في الخروج من "مأزق داعش" على طريقة خروجها من "مأزق 11 سبتمبر 2001"! ألم تكن "غزوة نيويورك" مؤامرة يهودية؟ أو مؤامرة أميركية؟ والمخرج الجديد من "مأزق داعش" موجود فعلاً: إنه فكر "الإخوان المسلمين". وهذا يرضي السلطة ويحفط "السلفية" من أي نقد!
هل صحيح أن "السلفية" بريئة، وفكر "الإخوان" هو البيئة التي خرجت منها "الداعشية"؟
ألم يقل الشيخ "المنيع" في تبرير جريمة ١١ سبتمبر أنها "أقامت الحجة على الكفّار"؟
وأين نشأ "أيمن الظواهري"، وأسامة بن لادن، والزرقاوي، وغيرهم؟ ألم ينشأوا في بيئات "سلفية"، مع بعض التأثّر بفكر "الإخوان"، وبكتابات "سيد قطب" بالذات (الذي ترجمه حاكم إيران، خامنئي بالذات، إلى الفارسية)؟
ومئات الشبان السعوديين، والخليجيين، الذين التحقوا، ويلتحقون، بـ"داعش"، أليسوا أبناء بيئات "سلفية"؟
لسنا بحاجة إلى من يقنعنا بأن موجة "الإخوان المسلمين" التي ركبت موجة الربيع العربي، كانت تشكّل خطراً كبيراً على المجتمعات العربية، وحتى على "الأمن القومي" العربي. ولسنا بحاجة لمن يقنعنا بأن بقاء "الإخوان" في السلطة في مصر وغيرها كان سيفتح أبواب المنطقة العربية لمشروعات الحرس الثوري الإيراني، ولكن أيضاً للجماعات الإرهابية "السلفية". والتحالف واضح اليوم، في ليبيا، بين "الإخوان" وامتدادات "القاعدة"!
"الإخوان" أثبتوا أنهم يطمحون إلى إقامة سلطة إستبدادية متفرّدة وأنهم لم يقبلو بالديمقراطية إلا مؤقتاً (إردوغان شبّه الديمقراطية بـ"قطار" تركبه وتنزل منه حينما.. تصل!). ولكن "السلفيين" ليسوا أفضل منهم. ولا "الخمينيين" أفضل منهم: فمن لا يسمح لـ"السنّة" ببناء مسجد في طهران لا يعتبر "السنّة" مسلمين!
مرة أخرى، ترفض السلفية السعودية أن تسمع "كلمة حق" حتى لو جاءت من صفوفها، ومن "إمام الحرم المكي" بالذات! كما رفضت، قبل سنوات، التحليلات المتنوّرة للشيخ أحمد بن باز، إبن المفتي الشهير!
لا فرق بين "السلفية" و"الإخوان"، أو أن الفرق العملي ليس كبيراً، في مسائل التكفير، والتبديع، وفي "فرعونية الفكر" (حسب تعبير موفّق للشيخ الكلباني)!
الشيخ الكلباني على حق! كما كان على حق حينما قال "«بات حالنا مثل كريات الدم البيضاء التي تطرد الأجسام الغريبة، فصرنا نكافح ونرد أي فكر غريب علينا "، وحينما أباح الغناء ورفض التحريم الديني لقيادة المرأة للسيارة قائلاً: «هل قيادة المرأة للسيارة خارج المملكة أو في الصحاري حلال ثم يكون ذلك داخل المملكة أو المدن حراما» وداعياً إلى «إفساح المجال للمرأة بشكل أكبر بإبعاد العوائق الفكرية والاجتماعية»!
وشكراً للشيخ الكلباني على صوره "المبتسمة"! لماذا لا "يبتسم" شيوخ السلفية؟ هل "التجهّم" فرض إسلامي؟
وبعد ذلك، فإن الحل هو في "الإصلاح الإسلامي" " الذي نفتقد اليوم دعاته الراحلين، وفي طليعتهم جمال البنا ومحمد سعيد العشماوي والعفيف الأخضر.
https://www.middleeasttransparent.com/spip.php?article29127